المجموع : 5
تُوِّجَ بدرُ التَّمِّ بالديجور
تُوِّجَ بدرُ التَّمِّ بالديجور / مطلعه في غُصُن نضير
فزارني والهجر في هجير / أغنّ مثل الرشإِ الغرير
في غفلة من كاشح غيور / ملتفت كالشادن المذعور
مكتحل الأجفان بالفتور / يوسف حسن جَلَّ عن نظير
حنا على يعقوبه الضرير / والليل داجٍ سبل الستور
وشهبه في بحره المسجور / غَرْقَى لهن حيرة المهجور
قد وقفت في الأفق كالأسير / فيا لِشِعْرَى شهبها العَبُور
في بحره الراكد من عُبُور / قد عاقها الإعياء من مسير
وبرقه مبتسم الثغور / كأنه في أبيض الصبير
شعلة نار في ضياء نور / فيالها زورة غير زور
رَدَّتْ عليَّ شَارِدَ السُّرور / وأطلقت من الأسى ضميري
إطلاق مدح فاح كالعبير / في الناصر بن الملك المنصور
قليج رَسْلاَنَ حيا الفقير / مفتاح باب المطلب العسير
غوث الطريد جابر الكسير / ناعس جد الأمل العثور
ومرسل الجياد كالصقور / تجري بكل ضيغم هصور
تحت لواء جيشه المنصور / فأي رب سؤدد خطير
دامي شفار المرهف الطرير / له على المال سطا مغير
وحلمه أثبت من ثبير / يا ابن المنى نَمَتْ عن الميسور
شَمِّرْ فإن النُّجح في التشمير / وابكُر فيا بشراك بالبكُور
والق عن الوجناء ثقل الكُور / واغش رواقَ الكرم المأثور
وَرِد حياض مائها النمير / فكم لآمالك من بشير
فما صلاح الدين بالقَصُور / عن غاية المجد ولا المنزور
جوداً فيرضى لك بالمنزور / فاشك إليه نبوة الدهور
واضرب بسيف سعده المشهور / وادفع به ما شئت من محذور
أبلج مثلُ القمر المنير / فملكه صاف بلا تكدير
قد خصَّ بالتاج وبالسرير / فعدِّ عن كسرى وأزدشير
وانظر إليه نظر الخبير / تغن عن الأول والأخير
فيا مُقِرَّ الملك بالتدبير / وأخذه بالحزم في الأمور
دونكها كالدِّر في النحور / أحسن من كواعب الخدور
تفعل فعل السحر والخمور / راجية من نوئك المطير
مواهباً مترعة الغدير / ففي غد أَجِدُّ في المسير
إلى مقرِّ الشرف الأثير / فجل بطرف الفكر في تدبير
وجدد الرسم من الدثور / ليسفر النجاح بالتفسير
لا ريع ما آنست بالنفور / ودام من يشناك في غرور
دون الكثيب الفرد من مُحَجَّرٍ
دون الكثيب الفرد من مُحَجَّرٍ / دُمىً بهن الدمع أدمى محجري
فُحْنَ لنا رَوْضاً وَلُحْنَ أنجماً / وَرُحْن قد بُحْنَ بكلِّ مضمر
لما وشى الواشي عليهمُ انبرى / معبراً عنهنَّ نشر العنبر
فلا تسل عن خَبَرِي لما رنت / لواحظ مملوءة بالحَوَر
أي ظباء بَظَّنا جفونها / عُفِّرن من دون الكثيب الأعفر
سنحنَ لكن ما منحنَ ذا هوى / غير جوى يهزأ بالتصبر
وفاتك المقلة رمحٌ قدُّه / من صدغه حامل بند أخضر
تراه في السلم على عشاقه / يصول من جماله بعسكر
ظلت تُوَرِّي وجنتاه عن دمي / محمرة تحسبها للخفر
وأظهر الطرف السقيم فترة / توهم قومي أنه منها بري
وأرسل العذار لا قام له / عذر بما موهه من خبري
فيا لقومي لا تضيعون دماً / وأنتم أهل السَّطا من مضر
فما عذاره سوى سلاسل / قيدنني حين سطا بالنظر
فلا تخالوا ضَلَّة إنهما / فُتات مسك فوق ورد أحمر
ولا تقولوا شاعر فكم دمٍ / لشاعر طلَّ بذاك الشعر
ويلاه من أغيد مهضوم الحشا / أجيد ساجي الطرف أحوى أحور
ما ضره ووجهه لي جَنَّةٌ / لو جاد من رُضابه بالكوثر
يضحك من مَلِّي ودمعي كلَّما / رام سُلُوّاً من فؤاد معسر
يا أسرتي من أسد أفيكمُ / ليثُ شَرىً ينقذني من جُؤذر
تفعل بي عيناه في السلم كما / تفعل في الحرب سيوف سَنْقَر
مبارز الدين الذي سطوته / لو هدّد الليث بها لم يعقر
أبا سعيد معمل البيض إذا / أحجم كلُّ باسل مشمر
وفارس الخيل إذا تكدّست / في مورد ليس له من مصدر
نَمَاه من غسان كل أصْيَدٍ / عظيم علياء كريمِ العنصر
هم الملوك المطفئون بالظبا / وبالرماح نار آل المنذر
هم عوضوا النعمان من نعيمه / بؤساً فأضحى ربَّ خدٍّ أَصْعَرِ
سائل بني ذبيان عنهم إذ عَصَوْا / أمر زياد وارْتَعَوْا ذا أقمُر
وكم لهم من نعمة في أسد / قومي هم العقد لجيد السير
أغراهم المنذر لا بل غَرَّهم / والحتف في الإغراء أو في الغَرَر
فأطلقوا من أسروا منهم وما / تعوضوا غير الثناء العطر
فأتت كالأعرج أو كالح / ارث الأصغر ربّ التاج أو كالأكبر
آباؤك الغرُّ الأولى أخبارهم / معربة عنهم بصدق المُخْبِر
لو مُزِج الضيم بِصَفْوِ مَنْهَلٍ / لاجتنبوه وارتضوا بالكَدَر
لذاك من أولاده من قاده / تجنب الذُّلّ إلى التنصر
مبارز الدين رعاك الله من / أبلج وضاح الجبين أزهر
لله أنت والرماح مالها / من مشرب غير النجيع الأحمر
والأسد في غاب القنا عابسةٌ / من فوق عقبان دوامي الأَنْسُر
والموت قد ألقى له ذوائباً / على قدود من وشيج أسمر
والخيل من حرِّ الوغى تضبح إذ / تسبح في بحر العجاج الأكدر
هناك من حظك من قدر السطا / والناس يدعوك بألف عنتر
تُقْدِمُ إذ تُحْجِمُ فرسانُ الوغى / حين تَرَدّى تردى ثعلباً من قسور
فحبذا منك سجايا عرفت / بما لها بين الورى من منكر
حلم أبي بكر وعدل عمرٍ / ونسك عثمان وبأس حَيْدر
تُثْنِي المعالي بالعوالي في الوغى / ولا تُنال بالعديد الأكثر
مناقب تشعر أو تقدمت / بكسر كسرى وقصور قيصر
وعزمة إذا سعت لمطلب / تقصر عنها عزمة الإسكندر
تعمل في السَّرْد الظُّبا فيالها / جداولاً تحسن شق الغدر
حيث وجى النقع فليس يهتدى / فيه بغير البيض أو بالغرر
كم يا ربيعي لك فضلاً خالداً / في بحره يغرق أَلْفُ جعفر
جود لو أن البحتريَّ جاده / شؤبوبه ألغى بني المدبّر
فيا فتى المجد الذي وعوده / لا تحوج الراجي إلى التذكر
يفديك من برق نداه خلّب / وغُصْنُ من يرجوه غير مثمر
وقفة من يأمله ببابه / كوقفة الصبِّ بربع مقفر
فاستجلها كروضة ربعيّة / تكرع في روض نداك الخَصِر
ما برحت تخبط في ليل المنى / حتى هداها منك ضوء القمر
فدم خليلاً للعلا ولا خلت / منك متون السابقات الضُّمَّر
كيف التذاذي بالخيال إذا سرى
كيف التذاذي بالخيال إذا سرى / ومقلتي لم تدر ما طعم الكرى
أم كيف يَهْدي الطيف نحو مضجعي / من أخذ النوم وأعطى السهرا
واها لقلبي كلما أَمْطَرْتُه / سُحْبَ دموعي زاده تسعرا
تلفته إلى العراق صبوة / يدفعها الدمع إذا ما سترا
به خُمار لوعة كأنها / أدارت الذكرى عليه مسكرا
تشتاق من ماء الفرات أزرقاً / عَذْباً ومن ظلِّ النخيل أخضرا
ونفحة مرّ الصبا ما خطرت / مريضة إلا وداوت خطرا
فكم سرت من حلة ابن مَزْيَدٍ / تنشقني بالشام مسكاً أذفرا
فحبذا الترب الذي أحتذي به / ليلي فما أعبقه وأعطرا
أما وَوَخْدِ اليعملات ترتمي / محدودبات كالقسيِّ في البَرَى
يحملن شعثاً كالسهام نحفاً / أموا قِرى القفران من أمِّ القرى
فلم تزل في متن كل فدفد / تواصل التَّأوِيبَ منها بالسُّرى
حتى انتحت رَزْحاً ورأت / ركن المصلّى والصفا والمشعرا
فلم تجد في القوم إلا موقناً / بوضعه الإقرار لما كبرا
ثمتَ طافوا مخبتين وانثنوا / بعد الطواف يلثمون الحجرا
إني لذو قلب إذا عللته / أَبَتْ دواعي يومه أن يصبرا
يهوى العراق مثل ما تهوى العلا / مبارز الدين الأمير سَنْقَرا
الفارج الكرب إذا أَمَّ الوغى / وشق بالسيف العجاج الأكدرا
والمعمل البيض الرقاق والقنا / إذا اكتنى في مأزق واشتهرا
إن جاد في الجدب رأيت دِيمة / أو جدَّ في الحرب رأيت قَسْوَرا
مسوّم الخيل وحاميها إذا / فرَّ الجبان خيفة وأدبرا
ما اسودّ ليل النقع إلا وبدا / في جنحه طلق الجبين أزهرا
أبلج ما قام خطيب سيفه / إلا وغدت هام الأعادي منبرا
كلا ولا مازج بالجود السطا / إلا وأنسى حاتماً وعنترا
وَعَدِّ عن كعبٍ وخلِّ أحنفاً / عنك فكل الصيد في جوف الفَرا
إذا الوغى أججها من القنا / في ثغر الأبطال ما تكسرا
وظلت الملد تَمُجُّ عَلَقاً / بالطعن والجرد تشقّ العثيرا
وقام سوق الحرب حتى لا ترى / غير نفوس بالثناء تشترى
فلا تسل عن سَنْقَرٍ فإنه / مقدامها إذا الجبان قَهْقَرَى
أقسمت ما ليث لخَفَّان عدا / من خَيْسِهِ بعد ثلاث مُصْحِرَا
أودع في غابته أشباله / ولم يجد بُدّاً لهم من القِرى
ومر مُزورّاً تخال طرفه / من عدم القوت يطير الشررا
حتى إذا أطماعه تقطَّعت / وظنَّ أن الصيد قد تعذرا
عنَّت له أدماءُ أمُّ شادنٍ / أجفلها قانصها ونفَّرا
حتى إذا ما أمنت لاح لها / روض وظلت ترتعي ما نوَّرا
فانقضَّ كالأجدل نحو حتفها / فلم يكن عن صيدها مقصِّرا
فشكّ في أوداجها مِخْلَبَهُ / وراح نحو غابه مستبشرا
يوماً بأمضى في الوغى من سَنْقر / بأساً إذا لاقى العدا وشمَّرا
أغرّ ما أخفى الشجاع نفسه / خوف الردى إلا بدا مُشَهَّرا
تلقاه في حكم وجود وسطا / طَوْدَ حجاً غيثَ ندىً ليث شَرَى
نَمَاه من غسان كل أصيد / يبتسم المجد إذا ما ذُكرا
غُرٌّ بها ليلُ الملوك زينوا / بذكرهم بعد الممات السيرا
خير ملوك سلفوا لكنهم / أبقوا لحفظ المجد خير الأُمَرَا
ما برحت للطارقين عندهم / توقد بالمندل نيران القِرى
سموا بِمَنْ لا ينثني عن معرك / حتى يرد المشرفيّ أحمرا
مبارز الدين وأيّ ماجد / يفتق طيب الذكر عنه عنبرا
لاقى الكماة في الهياج وحده / كأنَّما جرَّ إليهم عسكرا
أبلج مرهوب السطا سمعته / لو هدد الليث بها ما عفَّرا
يا معمل البيض الرقاق في الطُّلى / وواهب الجرد العتاق ضمرا
تالله ما طوَّل فيك مادح / إلا وكان مدحه مقصِّرا
يا مسعر الحرب إذا ما خمدت / وغافر الذنب إذا ما قَدَرا
أنسيت كعباً في الندى وحاتماً / في طيِّئٍ والبرمكيَّ جعفرا
فاستجلها مدائحاً موسومة / خالدة تبقى وتفني الأعصرا
أسهرني تنقيحها وحَقُّ من / حاول فيك مدحه أن يسهرا
نَزَّهْتُ عن مدح سواك خاطري / إذ كنت بالمدح الجميل أجدرا
وكيف أغشى بالمديح معشراً / ما زال عرف الجود فيهم منكرا
ما منعوا أموالهم من ثروة / فازوا بها إلا وَجَدْتَ مُعْسِرا
تالله لو كنت سحاباً لم تكن / مرتضياً قطرك إلا دررا
حويت خير المكرمات والعلا / وما حوى غيرك إلا الخبرا
فابق على الأيام ممنوع الحمى / مبتذل المعروف مرفوع الذرا
ودم كما تهوى وصم ممتعاً / بالسعد ما ولَّدَ ليلٌ سَحَرا
غيري إذا ما ناب خطب أو نبا
غيري إذا ما ناب خطب أو نبا / يجزع من تقلُّبِ الدهور
كم صادمت عزمي الليالي فرأت / أثبت من رَضْوَى ومن ثَبِير
قتلتُ هذا الدهر خُبْراً ولكم / مُلمة هانت على الخبير
وكيف لا يهزأ بالخطب فتىً / لاذ بظلّ الصاحب الوزير
ظل كريم الخيم فياض الندى / أبلج مثل القمر المنير
فابن أبي يعلى الذي حاز العلا / للجار خير مانع مجير
ثِمال جار وملاذ لاجئ / ورِيُّ صادٍ وغنى فقير
قام به الملك وما أحوجه / إلى أصيل الحزم والتدبير
وكم لشمس الدين من عزائم / آراؤها طالت على قصير
مولاي أنت أعلم الناس بما / يخفي وما يعلنه ضميري
فإن تركت خدمة فخدمة / توجب عن مغنى الغنى تأخيري
قابلني وجه الربيع سافراً / ورَوْح رُوحي منه في الثغور
تتابعت أوائل الوَرْد به / وانتظم السرور بالمنثور
وللخزامى نفحات نشرها / معبر عن نفس العبير
فلست أصحو من كؤوس خمرة / غوايتي منهن في الكبير
ولست أفتضُّ سوى مشمولة / بكر إلى حانتها بُكُورِي
أذهلني عشقي لها عن منكر / وهان ما حدثت عن نكير
من أنا في مجتمع الحشر إذا / فتش عن كسرى وأزدشير
يُقَدَّمون للعذاب أولاً / وربما أتيت في الأخير
وكيف يخشى النار من جنته / حُبٌّ علي قاسم السعير
ومن يرى مدح الوزير فكره / أشهى من الأمن إلى المذعور
من لم يزل يجني أمانيَّ الغنى / منه بحيث بشره بشيري
فما غَنَائي إن عناني مطلب / منصرفاً عن ربعه المعمور
لأنه مغني أغنّ ما خلا / من روض معروف ولا غدير
ترى الأماني العطاش حوله / كارعة من مائه النَّمِير
فأيها المجري إلى شأو العلا / طِرْف اعتزام ليس بالعَثُور
قد ورد الأمر المطاع يقتضي / سيري إلى المخيم المنصور
وليس في الممكن يا طول النُّهى / والحلم تأخيري عن المسير
وشهر شوال فما غادر في / داري مَدْخُوراً سوى الحصير
أنهب آمالي وأفنى نشبي / قبل اشتعال الرأس بالقتير
ومن يكن يا ابن أبي يعلى له / أمنية فليس بالفقير
فقم بتقويمي وسَدِّدْ خَلَلِي / بما ترى من نيلك الغزير
فليس لي غير أياديك التي / آمالها عوناً على التَّسْفِير
فلا خلا دستك من أوامرٍ / نافذة بالجد والتشمير
ما افْتَرَّ برق وتغنت طَرَباً / وُرْقٌ بِغُصْنٍ مورق نضير
قل لحسام الدين ينبوع الندى
قل لحسام الدين ينبوع الندى / محيي الندى مُمَوِّل الفقير
ومن إذا أسفر عنه بذلُه / طربت للروضة والغدير
كم حاجة رجوتها منك غدا / بشرك بالنُّجح لها بشيري
خلائق ألطف من ريح الصبا / مجبولة من كرمٍ وَخِير
فحبذا نفسك ما أنفسها / فكم لها من مطلب خطير
كلفت يا محمود بالجدِّ وما / أقربه من سعيك الجدير
فكم رفعت قدر آمالي إذا / ما سقطت منك على الخبير
لكنني أُنْهِي إليك حالة / قد ضاق من كتمانها ضميري
عنديَ خيل خَلِيَتْ مهملة / تضبح في الإسطبل من تقصيري
أغفلني عنها الذي حدثته / عني من قضية الخمور
وعشقي الغناء من غانية / تجيد جَسَّ بَمِّهَا والزير
ووثبتي على المُدام ثملاً / مُنَكِّباً إلا عن الكبير
لا سيما والأرض قد تأرجت / ضاحكة عن أحسن الزهور
نرجسها مثل العيون أصبحت / كأنها نَشْوَى من الفتور
يحفُّ في الروض به بنفسج / يَنْفُح منه أرج العبير
تشوقني زرقته كأنها / آثار قَرْصٍ في خدود الحُور
والورد قد أهدى لنا ولم يُرِد / طلائعاً من عسكر المنثور
وفي الأقاح إن لثمت ثغره / معنى من الحَباب والثغور
فهاتِ قلْ لي كيف لا اتركها / أخس من مهملة الحمير
لكنني اليوم عرتني رقّة / وهي بحال البائس الفقير
فقمت في الإسطبل أتلو بينها / أنسب ما نقلت عن جرير
وهي تلاقي بالذي أسمعها / ما لاقت الزَّبَّاءُ من قَصِير
فتارة أعذلها وتارة / أبصر فيها حالة المعذور
وبالذي أسمعتها خادعتها / والشعر لا يغني عن الشعير
فما ترى في قوتها مغتنماً / جميل أجر قلبها المكسور
والله لا أتكلتها إلا على / صنعك يا ذا الشرف الأثير
لا زلت تبقى للعلا ما بقيت / ثوابت الأركان من ثبير