المجموع : 7
وَلاحَ آذَرِيونُها
وَلاحَ آذَرِيونُها / مِثلَ الغَوالي في السُرَّر
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه / لا بُدَّ أَن يَشكُوَهُ مَن يَشكُرُه
وَالمَرءُ يَنسى وَالمَنايا تُذكِرُه / يُميتُهُ بَقاؤُهُ فَيَقبُرُه
وَكَسرَهُ مِنهُ الَّذي لا يُجبِرُه / يَطويهِ مِن مَداهُ ما لا يَنشُرُه
في كُلِّ مَجرى نَفَسٍ يُكَرِّرُه / يَهدِمُ مِن عُمرِكَ ما لا تَعمُرُه
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ / وَعادَ مِن بَعدِ الوِصالِ هَجرُهُ
مَن أَكثَرَ الغِشيانَ خَسَّ قَدرُهُ / لَو كُثِرَ الياقوتُ هانَ أَمرُهُ
وَلَم يَعِزَّ حُمرُهُ وَصُفرُهُ / وَلا عَلا بَينَ الأَنامِ ذِكرُهُ
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا / تَرى لَهُ طَلاقَةً وَبِشرا
أَتَتهُ أَلطافُ السَحابِ تَترى / وَساقَتِ الجَنوبُ غَيماً بِكرا
تَبسُطُ في الصَحراءِ بُسطاً خُضرا / وَتَمنَحُ الرَوضَةَ زُهراً صُفرا
وَنَرجِساً مِثلَ العُيونِ زَهرا / وَأُقحُواناً كَالثُغورِ غُرّا
كَأَنَّما يَصوغُ فيها تِبرا / كَأَنَّما يَدوفُ فيها عِطرا
كَأَنَّما يَنثُرُ فيها دُرّا / فَأَعمِلِ الكاساتِ شُمطاً شَقرا
كَالماءِ لَوناً وَالعَبيرُ نَشرا / ثُمَّ مُرِ الزيرِ يُناغي الزَمرا
وَالعَيشُ أَن تَسُرَّ أَو تُسَرّا / لا تُفسِدَنَّ بِالغَرامِ العُمرا
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ / كاسِيَةِ البُطونِ وَالصُدورِ
مَحمودَةِ المَخبورِ وَالمَنظورِ / مونِقَةُ المَطوِيِّ وَالمَنشورِ
مُعجِبَةُ الظاهِرِ وَالمَستورِ / ضاحِكَةً كَالوافِدِ المَحبورِ
باكِيَةٍ كَالعاشِقِ المَهجورِ / شَذَّرَها الغَيثُ بِلا شُذورِ
شَقائِقٌ كَناظِرِ المَخمورِ / وَأُقحُوانٍ كَثُغورِ الحورِ
وَنَرجِسٍ كَأَنجُمِ الدَيجورِ / وَالطَلُّ مَنثورٌ عَلى مَنثورِ
يَرَصِّعُ الياقوتَ بِالبِلَّورِ /
باكَرتُها وَالخَيرُ في بُكوري / وَالصُبحُ بِاللَيلِ مَلوثُ النورِ
كَما خَلَطتَ المِسكَ بِالكافورِ /
بِصَلَتانِ سَلطٍ جَسورِ / تَخالُهُ في مِفصَلٍ مَزرورِ
ضَمَّ جَناحَيهِ عَلى سَمّورِ / مُعَوَّجِ المِنسَرِ وَالأُظفورِ
كَالجيمِ في مُنقَطِعِ السُطورِ /
وَصَلَتانٍ فَلتانٍ أَنمُرِ
وَصَلَتانٍ فَلتانٍ أَنمُرِ / كَأَنَّهُ إِذا هَوى لِلأَعفَرِ
مُعَنبَرٌ يَهوي إِلى مُزَعفَرِ / بِأَبيَضٍ مِنَ البُزاةِ أَقمَرِ
مُنَمنَمُ الصَدرِ كَصَدرِ الدَفتَرِ / بِمِثلِ أَهدابِ جُفونِ الأَحوَرِ
قد رُفِعَت ألويةُ الغَدرِ
قد رُفِعَت ألويةُ الغَدرِ / وسُدَّ بابُ الفَصلِ والشكرِ
وآيةُ الإحسانِ منسوخَةً / قد أسقِطَت من صُحُفِ الدَهرِ
لا تطلُبِ الخيرَ ولا ترجُهُ / فإنّ هذي دولةُ الشّرِّ
سمعتُ بالحرِّ ولم ألقَهُ / يا طولَ أشواقي إلى الحُرِّ