المجموع : 5
يا ظبية الرمل التي
يا ظبية الرمل التي / أؤنسها وتنفر
لام عليك عذلي / لو شاهدوك عذروا
هل أنت إلا ظبية / نم عليها الزهر
ينفح من حيث الصبا / لها نسيم عطر
وصاحب قلت له / صفو الليالي كدر
فاستغنم العيش إذا / ما نام عنك القدر
ولا تخل حاضراً / لغائب ينتظر
ولا تسوف أملاً / فالعيش من ذا أقصر
واستغفر الله إذا / أذنبت فهو يغفر
واشكر أبا النجم الذي / إحسانه لا يكفر
بدر بن رزيك الذي / أدنى نداه البدر
ذو غرة تزهو بها / تيجانه المغفر
لا تسألا عن خبره / غيري فعندي الخبر
متوج علمني / بالجود كيف أشكر
أخجلني بأنعم / أنظمها وينثر
فلا أغارت أبداً / على نداه الغير
وهذه وصيفة / على الخطاب تجسر
فاصفح وهب لي جرمها / فإنها لا تشعر
لو نتفت ذقن فتو / ح كان ذنباً يغفر
أو صفحت حمدان لم / تأت بشيء ينكر
وهذه عجوزة / خلفها القفندر
بنحسها وشؤمها / مات الوزير جعفر
لو صبحت اسكندراً / ما أفلح الإسكندر
سيئة الخلق لها / مقابح لا تحصر
تعظم عند نفسها / وقدرها محتقر
عيبة عيب لم يزل / يعرف منها المنكر
كأنما أدبها / ذاك اللعين الأعور
سوداء ما في جسمها / أبيض إ لا الشعر
نوبية مشفرها / مشقق مشتر
تبسم عن كوادم / طحلبهن أخضر
قلت وقد تنفست / هذا خرا أم بخر
بالله قولي واصدقي / هذا فم أم مبعر
وحركت جناحها / ففاح منه كور
إن لم يصب منه العمى / أصاب منه العور
لي كل يوم معها / حكاية تسطر
تظهر لي نصيحة / والغش فيها مضمر
تقول لي حتى متى / يا خاملاً لا تظهر
ترضى بأن يقال ذا / من الرجال أشعر
وكلهم مستخدم / مبجل موقر
صادفت منهم راكباً / أعرفه وأنكر
تسمع في ركابه / تقدموا تأخروا
قلت لمن كان معي / اكشف لنا ما الخبر
فقال لي منتهراً / اسكت بفيك الحجر
يجوز أن يخفى السها / فكيف يخفى القمر
فقلت من هذا الذي / تعظمه وتكبر
قال جلال الرؤسا / فاستمعوا وأبصروا
هذا الذي تجملت / مصر به لا شيزر
فعندها قلت لحظي / أنت حظ مدبر
حتى متى أضجر من / دهري ولست تضجر
وسوف أبلغ المنى / إن عزم المظفر
لأنني من ظله / في ذمة لا تخفر
نلت به ما أرتجي / أمنت مما أحذر
وهو على ما أشتهي / من كل خلق أقدر
عند ظباء الجهلتين ثاره
عند ظباء الجهلتين ثاره / وبين أطناب المها عثاره
فلا ترقا لشكاة مغرم / أسلمه إلى الضنى اصطباره
تخير الموت بألحاظ المها / فخليا عنه وما يختاره
أذله الشوق ولولا فقره / إلى الغواني ما بدا افتقاره
يا حبذا في حبهن لوعة / تضرم وجداً لاتبوخ ناره
وموقف رقت حواشي عتبه / ودق حتى لم يبن سراره
يا صاحبي والغرام صبوة / ألذها ما عظم اشتهاره
عمركما عارية مردودة / لابد أن يرد مستعاره
فاستقبلا رونق عيش مقبل / وابتدراه لا يفت بداره
وأظهرا المكنون من هواكما / فإنما حسن الهوى إظهاره
فقد ضمنت للعذول عنكما / أمراً علي في الهوى إمراره
إن كان ذنباً فعلي ذنبه / أو كان عاراً فعلي عاره
وأنت يا عاذل كل مغرم / يقدح من جمر الهوى أواره
لا تسألنّ ساكتاً عما به / فإنما سكوته إقراره
وفي سبيل العالمين ربربٌ / آنسني من وحشة نفاره
من كل ساجي المقلتين لم يزل / أشفاره إذا رنا شفاره
يهتز خوط البان في وشاحه / ويلتقي على النقا إزاره
يطلع من أزراره بدر الدجى / إذا أفيضت فوقه أزراره
ذو طرة وغرة لا ليله / بآفل منها ولا نهاره
يا هذه إن المشيب حلة / يخلعها على الفتى وقاره
فليس لليل البهيم رونق / إلا إذا ما طلعت أنواره
والروض لا يرضي العيون بهجة / إلا إذا ما انفتحت أنواره
يا هذه بين التصابي والصبا / موكب لهو لم يغب غباره
فلا تصدي واعلمي بأنه / ما كل شائب بدا عواره
إن أقلع الوبل فعندي طله / أو ذهب الخمر فبي خماره
سقى مغانيك وإن لم يغنها / عن أدمعي من الحيا مدراره
كل ملث لا يزال فوقها / عشية الرائح أو إبكاره
يسحب ذيل السحب فيها وابل / ترخى على وجه الثرى أستاره
تحسب صوت الرعد في ربابه / صوت قطيع أرزمت عشاره
كأن بدراً سمحت يمينه / بذلك الوابل أو يساره
قد علم الأنواء خلق راحة / منها رواح الغيث وابتكاره
ما ضر قطراً استميح قطره / إن السحاب أخلفت أمطاره
أبلج من غسان لا نصيفه / يدرك في المجد ولا معشاره
لا ترتضي همته بغاية / إلا إذا امتد بها مضماره
أقر بالفضل له وبالعلى / معترف لم يغنه إنكاره
وقصرت عن شأوه عزائم / طالت على أذرعها أشباره
أطهر من ماء الغمام باطناً / لا حقده يرجى ولا أسراره
مختلف السجلين يرجى نفعه / ويتقى مع نفعه إضراره
حلو السجايا الغر إلا إنه / مر إذا الشر بدا شراره
لا يقتفي الآثار إلا في التقى / وفي المعالي تقتفى آثاره
منزه الهمة لا إعلانه / يعرب عن فحش ولا إسراره
واف بعهد المجد لا ذمامه / يطرقه الذم لا ذماره
فر من الذم إلى بذل الندى / فاعجب لليث زانه فراره
من آل رزيك الذين أقسموا / لا خذل الحق ولا أنصاره
المدركون ثار آل المصطفى / من بعد ما كاد يضيع ثاره
القائمون في الهدى في حيث لا / يعربه قامت ولا نزاره
لو لم يردوا الأمر في أربابه / ما قر في نصابه قراره
الملزمون الدار حسن سيرة / صفت على الرغم بها أكداره
جمل صدر الدست منهم كافل / تسند عن أفعاله أخباره
الصالح الهادي الذي لو أنكم / لم تفخروا أغناكم فخاره
ملك أقام المجد في رواقه / وذكره أباحه أسفاره
جاوز أعنان السماء رفعة / وما انتهت من رفعة أقداره
مجتمع العزمين سامي الهم لا / تلهيه عن أوتاره أوتاره
بفارس الإسلام عز ملكه / فأذعنت طائعة أقداره
كأنما الملك رحى وعزمه / الهام قطب حولها مداره
كاف متى تعرق به مهمة / عذراء لم يعرق لها عذاره
فإن رمى وعر العدى بعزمه / في مأزق تسهلت أوعاره
مؤيد سمر القنا بنانه / مظفر بيض الظبى أظفاره
موفق الآراء لا إيراده / يصدر عن عجز ولا إصداره
بدر ين رزيك الذي لا ينقضي / نور محياه ولا إبداره
قد خالف البدر فلا خسوفه / في حالة تشخى ولا سراره
يطلع من أبنائه في دسته / نجوم ملك هم غداً أقماره
أشبال خيس وهم أسوده / صغار عصر وهم كباره
أصبحت غصناً وهم ثماره / أمسيت بحراً وهم أنهاره
إن أبا النجم الهمام لم يزل / يعلو على نجم السما مناره
سار على نهج أخيه بعدما / حلق في جو العلى مطاره
أشبهه خلقاً وخلقاً طاهراً / إذ كان من أنجاره نجاره
ورثتما أبناء رزيك وهم / خيار بيت أنتما خياره
هم لباب أنتم لبابه / وهم نضار أنتما نضاره
فاحتسبوا لي بولاء صادق / أخبركم عن صدقه اختباره
كل يرى حبكم وإنما / عمارة من دونهم عماره
واسمع أبا النجم مديح خادم / تسمو على الشعرى بكم أشعاره
مدح يفيض بحره من خاطري / كأنني من فضلكم أمتاره
مدح يروح في علاك شرحه / وإن غدا في غيرك اختصاره
مدح متى تخطب إلي عونه / كنت الذي تخطبه أبكاره
مدح دعا الفكر إلى أبكاره / منك اختراع الجود وابتكاره
مدح وإن كثرته لم يرضني / إقلاله فيك ولا إكثاره
مدح يزيد كلما / على محك ناقد عياره
يرجح بالقول البليغ وزنه / كأنما قيراطه قنطاره
إن نال فخراً فبك افتخاره / أو خاف بهراً فبك انتصاره
ما ضره وقد غدا مكانه / منك قريباً إن نأت دياره
وقل ما يسلو الفتى أوطانه / إلا إذا ما حصلت أوطاره
من مبلغ سعد العشير معشري / من نازح شط به مزاره
إن الليالي عوضتني بعدهم / جوار ملك لا يضام جاره
وإنني يممت ركناً للندى / إليه حج المدح واعتماره
قد زار شهر الصوم بابك الذي / تكرم في ساحاته زواره
وأنت من يرضي الشهور كلها / تسبيحه لله واستغفاره
أوقرته بالبر بل وقرته / حتى اشتكى ثقل التقى فقاره
ولم يزدك في التقى صيامه / شيئاً على ما سنه إفطاره
فاسلم لعصر حطته وزنته / فأنت سور العصر بل سواره
خاطر فإن الحظ للمخاطر
خاطر فإن الحظ للمخاطر / واهجر بها أوطانها وهاجر
وارم بأيدي العيس كل قفرة / تضل فيها لحظات القافر
يهماء لا يسري النسيم خيفة / فيها ولا طيف الخيال الزائر
يغدو العنان للخطام تابعاً / فيها ويفدى منسم بحافر
إن لم يقربها بنات شذقم / فلا سلمن من شفار الجازر
ولا كرمن عن مناخ جعجع / يفحصن فيه الأرض بالكراكر
يا حادي العيس ولك نصحة / تذهب في عرض النسيم السائر
يا من بها عن اللوى وإن بدت / أعلام سلع والحمى فياسر
واستغن بالشوق الذي يحثها / عن منة الحادي وزجر الزاجر
واسمح لها بوقفة إن عرضت / عن الغوير نفحة من حاجر
فإنها تفهم عن ريح الصبا / رسائلاً تسمع بالمناخر
أما ترى أعناقها إلى الصبا / مائلة الأحداج والمحاجر
ما ذاك إلا أن نجداً لم تزل / منتجع الأهواء والخواطر
تصبو إليها والمزار نازح / أنفسنا وأنفس الأباعر
فنحن نشتاق الربوع باللوى / وهن يشتقن ربيع الحاجر
يا حبذا ما حملت أعجازها / من الهوى المكنون في الضمائر
وحبذا برد السرى في ليلة / تسفر منها أوبة المسافر
وموقف يجمع بين واصل / قد شفة الشوق وبين هاجر
حيث تحط للنوى علائق / ويلتقي بالنوم جفن الساهر
حيث غصون البان من فوق النقا / تكاد تندى من بنان الهاصر
ليتك شاهدت الخدور عندما / زرت على الغزلان والجواذر
وقد أدار الوصل ثم قهوة / تسقي الفريقين بكأس دائر
والصعب قد هان فلا أسد الشرى / تخشى ولا سرب المها بنافر
والحدق النجل لها أوامر / يمضين حكم القسر في القساور
كن حذراً منها إذا ما أرسلت / على القلوب أسهم النواظر
فليس حزم عندها بجنة / وليس صبر دونها بساتر
واها لها من أسهم قسيها / حواجب الفواتن والفواتر
ولا قدس الدهر فلولا جوره / لم يتحكم عاجز في قادر
ولا غدا مثلي ومثلي معوز / يعرف مابين الورى بشاعر
أما و ورد من وراء نصرتي / فإنني غير ضعيف الناصر
ما ضرني وهو ملب دعوتي / من غاب من قومي ومن عشائري
أغر لما أن وفي لي لم أبل / إن غدرت بي صبغة الغدائر
لو كان في الإمكان رد فائت / أرجع لي عصر الشباب الناضر
طلق المحيا يلتقي وفوده / إن عبس الدهر بوجه سافر
مستأثر بالمجد إلا أنه / بسابغ النعمة لم يستأثر
آنس وحش المدح وهو نافر / بشر له ينطق بالبشائر
ونائل ظلمته إن قسته / بالبحر أو صوب الغمام الماطر
غيرك يا تاج الخلافة اغتدى / يحيل بالمجد على العناصر
لم ترض من نفسك فعل أنفس / فواخر بأعظم نواخر
قومك غسان وهم أجل من / يعزى إلى السؤدد والمفاخر
فلم أنفت أن تعد منهم / أوائلاً زاكية الأواخر
ما ذاك إلا أن ثم همة / غنية عن كرم الأواصر
عافت من المجد ورود منهل / وارده متبع للصادر
فاخترعت لنفسها مناقباً / تعصر منها كبد المعاصر
أسف قوم دونها وحلقت / ما كل من طار من الكواسر
يفدي أبا الضرغام كل مدع / يطاول النجم بباع قاصر
لا يسندون المجد عن فعالهم / إسنادهم عن حفر المقابر
وأي فخر برفات أصبحت / آثارها مطموسة المآثر
لم يحصلوا من العلى ورسمها / إلا على الفخر برسم داثر
فقل لمن مت بفضل غائب / حاضر إذا شئت بفضل حاضر
فإن عدمت من علاك شاهداً / فقلل الدعوى ولاتكابر
يا أسد الدين وما من حاجة / يدعى لها مد الفرات الزاخر
إن بني رزيك لما أن سطت / أيمانهم منك بعضب باتر
واطلعوا منك على نصيحة / طاهرة الأذيال والسرائر
واختبروا عزمك في مواطن / تكشفت عن كرم المخابر
عدوك للملك العقيم عدة / باقية من أنفس الذخائر
وشاطروك أنعماً شكرتها / إن المزيد واجب للشاكر
فاعتضدوا منك بكاف لم يزل / غناؤه يكبر في الكبائر
إذا الليالي فغرت خطوبها / سدوا بها ثغر الزمان الفاغر
وإن طرت نازلة وأفكروا / فيمن لها كان ضمير الخاطر
لا يعقدون خنصراً إلا به / في حيث تثنى عقد الخناصر
دوخت الدنيا له ملمومة / تبلغ أضعاف قياس الحازر
تحسب لمع البزل في عجاجها / كواكباً تلمع في الدياجر
يجر ذيلها على وجه الثرى / أبلج صفَّاحٌ عن الجرائر
زارته من أرض الشآم إخوة / ثلاثة أكرم بهم من زائر
أم المعالي عاقر من مثلهم / واليأس أولى من رجاء العاقر
إن ينعموا أو ينقموا فإنما / هم خلج من فيض بحر زاخر
يطلع منهم في سماء دسته / كواكب تزهى ببدر زاهر
إذا بدوا من حوله في كوكب / حسبتهم أشبال ليث خادر
عبل الذراعين كأن بطشه / بطش أبي شبلين قاس قاسر
لا نافر الطول ولا بقاصر ال / صعدة منسوب إلى الحباتر
من نبعة المجد التي أغصانها / صليبة المتن بكف الكاسر
أيده الله بأيد لم تزل / إرث وصي أو نبي طاهر
معجزة في مدين و خيبر / صارت له برهان فصل باهر
كأن موسى والوصي حيدرا / أحظاه منها بالنصيب الوافر
بورك في حول له وقوة / أمست له أمضى السلاح الحاضر
ليس له في كل خطب غيرها / وغير حد السيف من مشاور
ليث إذا قاد الجيوش لم يعد / بهن إلا ظافر الأظافر
يباشر الأهوال قبل جيشه / علماً بأن الفضل للمباشر
جواده في الحرب محراب لمن / صلى إلى الحرب من العساكر
كم شهدت له الأعادي في الوغى / بفتكة المجاهد المهاجر
وأخفر الصارم في يمينه / عند الجلاد ذمة المغافر
وأقسم الرمح بطول باعه / ليسبرن غور الدلاص السابري
سنانه في الطعن أقوى ناظم / وعضبه في الضرب أقوى ناثر
إن شئت أن تعرفه حقيقة / فارصده في ليل العجاج الثائر
فإن رأيت في الكماة حاسراً / فليس فيهم غيره من حاسر
هل أسد الدين معير سمعه / معدومة الأشباه والنظائر
يغرف من قلب قليب لم يزل / عاديها يهزأ بالحفائر
جواهر من بحر فكري لم يزل / معدنها يثرى من الجواهر
لم تعترض حظك منها فترة / فلا أن تقابلها بحظ فاتر
سابقة لو راهنت طيف الكرى / لبرقعته بغبار الخاسر
جلت وصلت بعدها ريح الصبا / فما تقول في السكيت العاشر
ساخرة يبعد منها باطن / وإن دنت من سامع في الظاهر
ساحرة المعنى ومن كمالها / وحسنها رقة لفظ ساحر
ليس لها من قول غيري ضرة / وكم لها عندي من الضرائر
تنشر طي الجود منها ألسن / أعطر من نشر النسيم العاطر
والجود لا يبقى جميل ذكره / ما لم يقيد بلسان شاكر
فاسعد بصوم أنت أزكى صائم / أيامه الغر وأزكى فاطر
إن كنت أزمعت على المسير
إن كنت أزمعت على المسير / فلا تفكي ربقة الأسير
فليس في قلبي ولا ضميري / إلا رضاك فاعدلي أو جوري
ولوعتي تضمن عن زفيري / غناك عن زجر حداة العير
يا حبذا من العيون الحور / جناية الفتون والفتور
بأسهم أمضى من المقدور / ترشقنا من خلل الخدور
وأنت يا مقتحم التغرير / في لجة التغليس والتهجير
ومدمن الرواح والبكور / ثالث عودي سرجه والكور
على قلاص كالقطا النفور / لاصقة البطون بالظهور
كأنما قدت من السيور / ضوامراً أخفى من الضمير
وقف على الأنجاد والتغوير / تمد أشباح رقاب صور
مدك بالأشطان نحو البير / أو ألفات بن عن سطور
بلغ بلغت غاية السرور / شكواي من دهري إلى الأمير
الأفضل بين الأفضل الوزير / نجم الهدى ذي السؤدد الخطير
وابن سليم ذي الثنا الأثير / والثم ثرى جنابه المعمور
وقل له يا طلعة البشير / وافت عقيب طلعة النذير
ويا نسيم الروضة المطير / ويا مطيل الأمل القصير
ومعوز المشبه والنظير / عند اشتباه الحل والتدبير
أو سد مفتوح من الثغور / أو طلب لناقد بصير
يصلح للعير وللنفير / إن طرق الدهر بعنقفير
تطول فيه حيرة المشير / اسمع رغاء البازل العقير
حمل ما زاد على التقدير / فارتفعت شقشقة الهدير
واشتبه الزئير بالهرير / أصبحت أشكو قلة النصير
كمصحف يقرن بالطنبور / وصاهل يعرض في الحمير
عوارض تعرض في أموري / تأمر في المكروه في تاموري
قد جردت عودي من القشور / والحر قد يغضي عن الكبير
مخافة الشكوى بلا تأثير / فامنن وقيت طارق
بنظرة في هذه الأمور / واغضب وقل يا نار غيظي فوري
ويا سماء العزم لا تموري / ويا نجوم القذف لا تغوري
حتى أقر عين مستحير / لا بل أذود الضيم عن خفيري
وأحمل الهدي عن المحذور / فإن أجر المنسك المبرور
في الحلق والتقصير في التقصير / فقل لأيامي قعي وطيري
أسقطني العزم على خبير / أسندني الحزم إلى ثبير
فابق تهن آخر الدهور / في قادم الأعياد والشهور
بالسيف والمنبر والسرير / ذا خاطر وناظر قرير
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر / قاهرة المعز وهي المستقر
لما جفت أوطاننا سرنا وهل / يجري علينا وطن بلا وطر
نزور من عبد الرحيم طلعة / مشرقة كل نواحيها غرر
وإنما زرنا مقر عزه / فغاب إذ غاب جميع من حضر
إن أظلمت أيامنا بفقده / ففي الدجى يعرف مقدار القمر
تحالف الناس على جفائنا / حتى جفا برد النسيم في السحر
كأننا لما عدمنا قربه / قوس غدت عاطلة من الوتر
لما علمنا أنه مسافر / أحمده الله عواقب السفر
عذنا إلى الرحمن أن يمده / الرحمن بالفتح المبين والظفر
يا حبذا يوم نرى جبينه / وتشتفي منه العيون بالنظر
ويلثم الأفواه من يمينه / يداً أياديها وسيلة المطر
هناك أعذار النوى مقبولة / وكل ذنب للفراق مغتفر