القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 5
يا ظبية الرمل التي
يا ظبية الرمل التي / أؤنسها وتنفر
لام عليك عذلي / لو شاهدوك عذروا
هل أنت إلا ظبية / نم عليها الزهر
ينفح من حيث الصبا / لها نسيم عطر
وصاحب قلت له / صفو الليالي كدر
فاستغنم العيش إذا / ما نام عنك القدر
ولا تخل حاضراً / لغائب ينتظر
ولا تسوف أملاً / فالعيش من ذا أقصر
واستغفر الله إذا / أذنبت فهو يغفر
واشكر أبا النجم الذي / إحسانه لا يكفر
بدر بن رزيك الذي / أدنى نداه البدر
ذو غرة تزهو بها / تيجانه المغفر
لا تسألا عن خبره / غيري فعندي الخبر
متوج علمني / بالجود كيف أشكر
أخجلني بأنعم / أنظمها وينثر
فلا أغارت أبداً / على نداه الغير
وهذه وصيفة / على الخطاب تجسر
فاصفح وهب لي جرمها / فإنها لا تشعر
لو نتفت ذقن فتو / ح كان ذنباً يغفر
أو صفحت حمدان لم / تأت بشيء ينكر
وهذه عجوزة / خلفها القفندر
بنحسها وشؤمها / مات الوزير جعفر
لو صبحت اسكندراً / ما أفلح الإسكندر
سيئة الخلق لها / مقابح لا تحصر
تعظم عند نفسها / وقدرها محتقر
عيبة عيب لم يزل / يعرف منها المنكر
كأنما أدبها / ذاك اللعين الأعور
سوداء ما في جسمها / أبيض إ لا الشعر
نوبية مشفرها / مشقق مشتر
تبسم عن كوادم / طحلبهن أخضر
قلت وقد تنفست / هذا خرا أم بخر
بالله قولي واصدقي / هذا فم أم مبعر
وحركت جناحها / ففاح منه كور
إن لم يصب منه العمى / أصاب منه العور
لي كل يوم معها / حكاية تسطر
تظهر لي نصيحة / والغش فيها مضمر
تقول لي حتى متى / يا خاملاً لا تظهر
ترضى بأن يقال ذا / من الرجال أشعر
وكلهم مستخدم / مبجل موقر
صادفت منهم راكباً / أعرفه وأنكر
تسمع في ركابه / تقدموا تأخروا
قلت لمن كان معي / اكشف لنا ما الخبر
فقال لي منتهراً / اسكت بفيك الحجر
يجوز أن يخفى السها / فكيف يخفى القمر
فقلت من هذا الذي / تعظمه وتكبر
قال جلال الرؤسا / فاستمعوا وأبصروا
هذا الذي تجملت / مصر به لا شيزر
فعندها قلت لحظي / أنت حظ مدبر
حتى متى أضجر من / دهري ولست تضجر
وسوف أبلغ المنى / إن عزم المظفر
لأنني من ظله / في ذمة لا تخفر
نلت به ما أرتجي / أمنت مما أحذر
وهو على ما أشتهي / من كل خلق أقدر
عند ظباء الجهلتين ثاره
عند ظباء الجهلتين ثاره / وبين أطناب المها عثاره
فلا ترقا لشكاة مغرم / أسلمه إلى الضنى اصطباره
تخير الموت بألحاظ المها / فخليا عنه وما يختاره
أذله الشوق ولولا فقره / إلى الغواني ما بدا افتقاره
يا حبذا في حبهن لوعة / تضرم وجداً لاتبوخ ناره
وموقف رقت حواشي عتبه / ودق حتى لم يبن سراره
يا صاحبي والغرام صبوة / ألذها ما عظم اشتهاره
عمركما عارية مردودة / لابد أن يرد مستعاره
فاستقبلا رونق عيش مقبل / وابتدراه لا يفت بداره
وأظهرا المكنون من هواكما / فإنما حسن الهوى إظهاره
فقد ضمنت للعذول عنكما / أمراً علي في الهوى إمراره
إن كان ذنباً فعلي ذنبه / أو كان عاراً فعلي عاره
وأنت يا عاذل كل مغرم / يقدح من جمر الهوى أواره
لا تسألنّ ساكتاً عما به / فإنما سكوته إقراره
وفي سبيل العالمين ربربٌ / آنسني من وحشة نفاره
من كل ساجي المقلتين لم يزل / أشفاره إذا رنا شفاره
يهتز خوط البان في وشاحه / ويلتقي على النقا إزاره
يطلع من أزراره بدر الدجى / إذا أفيضت فوقه أزراره
ذو طرة وغرة لا ليله / بآفل منها ولا نهاره
يا هذه إن المشيب حلة / يخلعها على الفتى وقاره
فليس لليل البهيم رونق / إلا إذا ما طلعت أنواره
والروض لا يرضي العيون بهجة / إلا إذا ما انفتحت أنواره
يا هذه بين التصابي والصبا / موكب لهو لم يغب غباره
فلا تصدي واعلمي بأنه / ما كل شائب بدا عواره
إن أقلع الوبل فعندي طله / أو ذهب الخمر فبي خماره
سقى مغانيك وإن لم يغنها / عن أدمعي من الحيا مدراره
كل ملث لا يزال فوقها / عشية الرائح أو إبكاره
يسحب ذيل السحب فيها وابل / ترخى على وجه الثرى أستاره
تحسب صوت الرعد في ربابه / صوت قطيع أرزمت عشاره
كأن بدراً سمحت يمينه / بذلك الوابل أو يساره
قد علم الأنواء خلق راحة / منها رواح الغيث وابتكاره
ما ضر قطراً استميح قطره / إن السحاب أخلفت أمطاره
أبلج من غسان لا نصيفه / يدرك في المجد ولا معشاره
لا ترتضي همته بغاية / إلا إذا امتد بها مضماره
أقر بالفضل له وبالعلى / معترف لم يغنه إنكاره
وقصرت عن شأوه عزائم / طالت على أذرعها أشباره
أطهر من ماء الغمام باطناً / لا حقده يرجى ولا أسراره
مختلف السجلين يرجى نفعه / ويتقى مع نفعه إضراره
حلو السجايا الغر إلا إنه / مر إذا الشر بدا شراره
لا يقتفي الآثار إلا في التقى / وفي المعالي تقتفى آثاره
منزه الهمة لا إعلانه / يعرب عن فحش ولا إسراره
واف بعهد المجد لا ذمامه / يطرقه الذم لا ذماره
فر من الذم إلى بذل الندى / فاعجب لليث زانه فراره
من آل رزيك الذين أقسموا / لا خذل الحق ولا أنصاره
المدركون ثار آل المصطفى / من بعد ما كاد يضيع ثاره
القائمون في الهدى في حيث لا / يعربه قامت ولا نزاره
لو لم يردوا الأمر في أربابه / ما قر في نصابه قراره
الملزمون الدار حسن سيرة / صفت على الرغم بها أكداره
جمل صدر الدست منهم كافل / تسند عن أفعاله أخباره
الصالح الهادي الذي لو أنكم / لم تفخروا أغناكم فخاره
ملك أقام المجد في رواقه / وذكره أباحه أسفاره
جاوز أعنان السماء رفعة / وما انتهت من رفعة أقداره
مجتمع العزمين سامي الهم لا / تلهيه عن أوتاره أوتاره
بفارس الإسلام عز ملكه / فأذعنت طائعة أقداره
كأنما الملك رحى وعزمه / الهام قطب حولها مداره
كاف متى تعرق به مهمة / عذراء لم يعرق لها عذاره
فإن رمى وعر العدى بعزمه / في مأزق تسهلت أوعاره
مؤيد سمر القنا بنانه / مظفر بيض الظبى أظفاره
موفق الآراء لا إيراده / يصدر عن عجز ولا إصداره
بدر ين رزيك الذي لا ينقضي / نور محياه ولا إبداره
قد خالف البدر فلا خسوفه / في حالة تشخى ولا سراره
يطلع من أبنائه في دسته / نجوم ملك هم غداً أقماره
أشبال خيس وهم أسوده / صغار عصر وهم كباره
أصبحت غصناً وهم ثماره / أمسيت بحراً وهم أنهاره
إن أبا النجم الهمام لم يزل / يعلو على نجم السما مناره
سار على نهج أخيه بعدما / حلق في جو العلى مطاره
أشبهه خلقاً وخلقاً طاهراً / إذ كان من أنجاره نجاره
ورثتما أبناء رزيك وهم / خيار بيت أنتما خياره
هم لباب أنتم لبابه / وهم نضار أنتما نضاره
فاحتسبوا لي بولاء صادق / أخبركم عن صدقه اختباره
كل يرى حبكم وإنما / عمارة من دونهم عماره
واسمع أبا النجم مديح خادم / تسمو على الشعرى بكم أشعاره
مدح يفيض بحره من خاطري / كأنني من فضلكم أمتاره
مدح يروح في علاك شرحه / وإن غدا في غيرك اختصاره
مدح متى تخطب إلي عونه / كنت الذي تخطبه أبكاره
مدح دعا الفكر إلى أبكاره / منك اختراع الجود وابتكاره
مدح وإن كثرته لم يرضني / إقلاله فيك ولا إكثاره
مدح يزيد كلما / على محك ناقد عياره
يرجح بالقول البليغ وزنه / كأنما قيراطه قنطاره
إن نال فخراً فبك افتخاره / أو خاف بهراً فبك انتصاره
ما ضره وقد غدا مكانه / منك قريباً إن نأت دياره
وقل ما يسلو الفتى أوطانه / إلا إذا ما حصلت أوطاره
من مبلغ سعد العشير معشري / من نازح شط به مزاره
إن الليالي عوضتني بعدهم / جوار ملك لا يضام جاره
وإنني يممت ركناً للندى / إليه حج المدح واعتماره
قد زار شهر الصوم بابك الذي / تكرم في ساحاته زواره
وأنت من يرضي الشهور كلها / تسبيحه لله واستغفاره
أوقرته بالبر بل وقرته / حتى اشتكى ثقل التقى فقاره
ولم يزدك في التقى صيامه / شيئاً على ما سنه إفطاره
فاسلم لعصر حطته وزنته / فأنت سور العصر بل سواره
خاطر فإن الحظ للمخاطر
خاطر فإن الحظ للمخاطر / واهجر بها أوطانها وهاجر
وارم بأيدي العيس كل قفرة / تضل فيها لحظات القافر
يهماء لا يسري النسيم خيفة / فيها ولا طيف الخيال الزائر
يغدو العنان للخطام تابعاً / فيها ويفدى منسم بحافر
إن لم يقربها بنات شذقم / فلا سلمن من شفار الجازر
ولا كرمن عن مناخ جعجع / يفحصن فيه الأرض بالكراكر
يا حادي العيس ولك نصحة / تذهب في عرض النسيم السائر
يا من بها عن اللوى وإن بدت / أعلام سلع والحمى فياسر
واستغن بالشوق الذي يحثها / عن منة الحادي وزجر الزاجر
واسمح لها بوقفة إن عرضت / عن الغوير نفحة من حاجر
فإنها تفهم عن ريح الصبا / رسائلاً تسمع بالمناخر
أما ترى أعناقها إلى الصبا / مائلة الأحداج والمحاجر
ما ذاك إلا أن نجداً لم تزل / منتجع الأهواء والخواطر
تصبو إليها والمزار نازح / أنفسنا وأنفس الأباعر
فنحن نشتاق الربوع باللوى / وهن يشتقن ربيع الحاجر
يا حبذا ما حملت أعجازها / من الهوى المكنون في الضمائر
وحبذا برد السرى في ليلة / تسفر منها أوبة المسافر
وموقف يجمع بين واصل / قد شفة الشوق وبين هاجر
حيث تحط للنوى علائق / ويلتقي بالنوم جفن الساهر
حيث غصون البان من فوق النقا / تكاد تندى من بنان الهاصر
ليتك شاهدت الخدور عندما / زرت على الغزلان والجواذر
وقد أدار الوصل ثم قهوة / تسقي الفريقين بكأس دائر
والصعب قد هان فلا أسد الشرى / تخشى ولا سرب المها بنافر
والحدق النجل لها أوامر / يمضين حكم القسر في القساور
كن حذراً منها إذا ما أرسلت / على القلوب أسهم النواظر
فليس حزم عندها بجنة / وليس صبر دونها بساتر
واها لها من أسهم قسيها / حواجب الفواتن والفواتر
ولا قدس الدهر فلولا جوره / لم يتحكم عاجز في قادر
ولا غدا مثلي ومثلي معوز / يعرف مابين الورى بشاعر
أما و ورد من وراء نصرتي / فإنني غير ضعيف الناصر
ما ضرني وهو ملب دعوتي / من غاب من قومي ومن عشائري
أغر لما أن وفي لي لم أبل / إن غدرت بي صبغة الغدائر
لو كان في الإمكان رد فائت / أرجع لي عصر الشباب الناضر
طلق المحيا يلتقي وفوده / إن عبس الدهر بوجه سافر
مستأثر بالمجد إلا أنه / بسابغ النعمة لم يستأثر
آنس وحش المدح وهو نافر / بشر له ينطق بالبشائر
ونائل ظلمته إن قسته / بالبحر أو صوب الغمام الماطر
غيرك يا تاج الخلافة اغتدى / يحيل بالمجد على العناصر
لم ترض من نفسك فعل أنفس / فواخر بأعظم نواخر
قومك غسان وهم أجل من / يعزى إلى السؤدد والمفاخر
فلم أنفت أن تعد منهم / أوائلاً زاكية الأواخر
ما ذاك إلا أن ثم همة / غنية عن كرم الأواصر
عافت من المجد ورود منهل / وارده متبع للصادر
فاخترعت لنفسها مناقباً / تعصر منها كبد المعاصر
أسف قوم دونها وحلقت / ما كل من طار من الكواسر
يفدي أبا الضرغام كل مدع / يطاول النجم بباع قاصر
لا يسندون المجد عن فعالهم / إسنادهم عن حفر المقابر
وأي فخر برفات أصبحت / آثارها مطموسة المآثر
لم يحصلوا من العلى ورسمها / إلا على الفخر برسم داثر
فقل لمن مت بفضل غائب / حاضر إذا شئت بفضل حاضر
فإن عدمت من علاك شاهداً / فقلل الدعوى ولاتكابر
يا أسد الدين وما من حاجة / يدعى لها مد الفرات الزاخر
إن بني رزيك لما أن سطت / أيمانهم منك بعضب باتر
واطلعوا منك على نصيحة / طاهرة الأذيال والسرائر
واختبروا عزمك في مواطن / تكشفت عن كرم المخابر
عدوك للملك العقيم عدة / باقية من أنفس الذخائر
وشاطروك أنعماً شكرتها / إن المزيد واجب للشاكر
فاعتضدوا منك بكاف لم يزل / غناؤه يكبر في الكبائر
إذا الليالي فغرت خطوبها / سدوا بها ثغر الزمان الفاغر
وإن طرت نازلة وأفكروا / فيمن لها كان ضمير الخاطر
لا يعقدون خنصراً إلا به / في حيث تثنى عقد الخناصر
دوخت الدنيا له ملمومة / تبلغ أضعاف قياس الحازر
تحسب لمع البزل في عجاجها / كواكباً تلمع في الدياجر
يجر ذيلها على وجه الثرى / أبلج صفَّاحٌ عن الجرائر
زارته من أرض الشآم إخوة / ثلاثة أكرم بهم من زائر
أم المعالي عاقر من مثلهم / واليأس أولى من رجاء العاقر
إن ينعموا أو ينقموا فإنما / هم خلج من فيض بحر زاخر
يطلع منهم في سماء دسته / كواكب تزهى ببدر زاهر
إذا بدوا من حوله في كوكب / حسبتهم أشبال ليث خادر
عبل الذراعين كأن بطشه / بطش أبي شبلين قاس قاسر
لا نافر الطول ولا بقاصر ال / صعدة منسوب إلى الحباتر
من نبعة المجد التي أغصانها / صليبة المتن بكف الكاسر
أيده الله بأيد لم تزل / إرث وصي أو نبي طاهر
معجزة في مدين و خيبر / صارت له برهان فصل باهر
كأن موسى والوصي حيدرا / أحظاه منها بالنصيب الوافر
بورك في حول له وقوة / أمست له أمضى السلاح الحاضر
ليس له في كل خطب غيرها / وغير حد السيف من مشاور
ليث إذا قاد الجيوش لم يعد / بهن إلا ظافر الأظافر
يباشر الأهوال قبل جيشه / علماً بأن الفضل للمباشر
جواده في الحرب محراب لمن / صلى إلى الحرب من العساكر
كم شهدت له الأعادي في الوغى / بفتكة المجاهد المهاجر
وأخفر الصارم في يمينه / عند الجلاد ذمة المغافر
وأقسم الرمح بطول باعه / ليسبرن غور الدلاص السابري
سنانه في الطعن أقوى ناظم / وعضبه في الضرب أقوى ناثر
إن شئت أن تعرفه حقيقة / فارصده في ليل العجاج الثائر
فإن رأيت في الكماة حاسراً / فليس فيهم غيره من حاسر
هل أسد الدين معير سمعه / معدومة الأشباه والنظائر
يغرف من قلب قليب لم يزل / عاديها يهزأ بالحفائر
جواهر من بحر فكري لم يزل / معدنها يثرى من الجواهر
لم تعترض حظك منها فترة / فلا أن تقابلها بحظ فاتر
سابقة لو راهنت طيف الكرى / لبرقعته بغبار الخاسر
جلت وصلت بعدها ريح الصبا / فما تقول في السكيت العاشر
ساخرة يبعد منها باطن / وإن دنت من سامع في الظاهر
ساحرة المعنى ومن كمالها / وحسنها رقة لفظ ساحر
ليس لها من قول غيري ضرة / وكم لها عندي من الضرائر
تنشر طي الجود منها ألسن / أعطر من نشر النسيم العاطر
والجود لا يبقى جميل ذكره / ما لم يقيد بلسان شاكر
فاسعد بصوم أنت أزكى صائم / أيامه الغر وأزكى فاطر
إن كنت أزمعت على المسير
إن كنت أزمعت على المسير / فلا تفكي ربقة الأسير
فليس في قلبي ولا ضميري / إلا رضاك فاعدلي أو جوري
ولوعتي تضمن عن زفيري / غناك عن زجر حداة العير
يا حبذا من العيون الحور / جناية الفتون والفتور
بأسهم أمضى من المقدور / ترشقنا من خلل الخدور
وأنت يا مقتحم التغرير / في لجة التغليس والتهجير
ومدمن الرواح والبكور / ثالث عودي سرجه والكور
على قلاص كالقطا النفور / لاصقة البطون بالظهور
كأنما قدت من السيور / ضوامراً أخفى من الضمير
وقف على الأنجاد والتغوير / تمد أشباح رقاب صور
مدك بالأشطان نحو البير / أو ألفات بن عن سطور
بلغ بلغت غاية السرور / شكواي من دهري إلى الأمير
الأفضل بين الأفضل الوزير / نجم الهدى ذي السؤدد الخطير
وابن سليم ذي الثنا الأثير / والثم ثرى جنابه المعمور
وقل له يا طلعة البشير / وافت عقيب طلعة النذير
ويا نسيم الروضة المطير / ويا مطيل الأمل القصير
ومعوز المشبه والنظير / عند اشتباه الحل والتدبير
أو سد مفتوح من الثغور / أو طلب لناقد بصير
يصلح للعير وللنفير / إن طرق الدهر بعنقفير
تطول فيه حيرة المشير / اسمع رغاء البازل العقير
حمل ما زاد على التقدير / فارتفعت شقشقة الهدير
واشتبه الزئير بالهرير / أصبحت أشكو قلة النصير
كمصحف يقرن بالطنبور / وصاهل يعرض في الحمير
عوارض تعرض في أموري / تأمر في المكروه في تاموري
قد جردت عودي من القشور / والحر قد يغضي عن الكبير
مخافة الشكوى بلا تأثير / فامنن وقيت طارق
بنظرة في هذه الأمور / واغضب وقل يا نار غيظي فوري
ويا سماء العزم لا تموري / ويا نجوم القذف لا تغوري
حتى أقر عين مستحير / لا بل أذود الضيم عن خفيري
وأحمل الهدي عن المحذور / فإن أجر المنسك المبرور
في الحلق والتقصير في التقصير / فقل لأيامي قعي وطيري
أسقطني العزم على خبير / أسندني الحزم إلى ثبير
فابق تهن آخر الدهور / في قادم الأعياد والشهور
بالسيف والمنبر والسرير / ذا خاطر وناظر قرير
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر / قاهرة المعز وهي المستقر
لما جفت أوطاننا سرنا وهل / يجري علينا وطن بلا وطر
نزور من عبد الرحيم طلعة / مشرقة كل نواحيها غرر
وإنما زرنا مقر عزه / فغاب إذ غاب جميع من حضر
إن أظلمت أيامنا بفقده / ففي الدجى يعرف مقدار القمر
تحالف الناس على جفائنا / حتى جفا برد النسيم في السحر
كأننا لما عدمنا قربه / قوس غدت عاطلة من الوتر
لما علمنا أنه مسافر / أحمده الله عواقب السفر
عذنا إلى الرحمن أن يمده / الرحمن بالفتح المبين والظفر
يا حبذا يوم نرى جبينه / وتشتفي منه العيون بالنظر
ويلثم الأفواه من يمينه / يداً أياديها وسيلة المطر
هناك أعذار النوى مقبولة / وكل ذنب للفراق مغتفر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025