المجموع : 4
يا اِبنَي جَلا هَل بِكُما تَنكيرُ
يا اِبنَي جَلا هَل بِكُما تَنكيرُ /
سيرا فَإِنَّ البُكَرَ التَسييرُ /
غَيُّ الفَتى وَرُشدُهُ مَقدورُ /
بَل ما لِعَيني دَمعُها غَزيرُ /
مِن طَللٍ عَفَت عَليهِ المورُ /
وَجادَهُ الطُحرورُ وَالطُخرورُ /
حَتّى مَغاني أَهلِها دُثورُ /
وَمِن سِفاهٍ وَالرَدى مُغيرُ /
أَبكي عَلى الدُورِ وَأَينَ الدُورُ /
مَغنىً لَنا كانَ لَهُ شَرشورُ /
إِذ يَنطوي كَعَهدِهِ مَذكورُ /
باَنَت سُلَيمى فَمَتى الكُرورُ /
هَيهاتَ مِن مَنزِلِها الخابورُ /
شَطَّ الفَتى وَاِختَلَفَ المَصيرُ /
مِن دُونِها الجُسورُ وَالجُسورُ /
وَخَندقٌ أَخضرُ مُستَديرُ /
كَأَنَّهُ زِرُّ فَتىً مَزرورُ /
وَلا يُرجّى إِلفُهُ المَحظورُ /
لِلكَلبِ عَن عَرَقِهِ هَريرُ /
وَأَنا عَن طِلابِها مَثبورُ /
أَهِمُّ بِالسَيرِ وَلا أَسيرُ /
كَما يَهِمُّ المُجبَنُ المُوتورُ /
لا يُغمِدُ السَيفَ وَلا يَسورُ /
لَقَد غَبينا وَالدَواهي عورُ /
إِذ نَحنُ في غَيِّ الصِبا نَظيرُ /
وَالدَهرُ لا تَشعِبُهُ الدُهورُ /
وَإِذ سُلَيما سَجِنٌ مَحصورُ /
لَيسَ عَلينا في الهَوى نَغيرُ /
فَإِن تَكُن فاتَت بِسَلمى العيرُ /
وَلامَني في حُبِّها مَنظورُ /
فَما قَلاني قَبلَها عَشيرُ /
إِنّي لأُلحى ثُمَّ لا أَخيرُ /
وَرُبَّما اِغتَرَّ بِيَ المَغرورُ /
وَزارَني مَن لَم يَكُن يَزورُ /
مِن دُونِهِ الحِجابُ وَالسُتورُ /
وَقَد يُضيعُ الحاجَةَ المَأمورُ /
قَرَّبَها التأييدُ وَالتَقديرُ /
وَمُنكِري في الصُبحِ أَستَحيرُ /
حَتّى يُدانى الخَمرُ وَالخَميرُ /
وَاِنشَقَّ عَنّي بابُها المَسمورُ /
كَما يَشُقُّ الصَخرَةَ الناقورُ /
أَيّامَ رَأسي قَصَبٌ دَيجورُ /
تَرنو إِليَّ البَقَراتُ الحورُ /
ثُمَّ اِرعويتُ وَالهَوى تَبصيرُ /
وَمَدخَلٍ غالَ بِهِ شَهيرُ /
يَكِلُّ عَنهُ الرامِكُ المَريرُ /
صَعبٍ لِرائي بابِهِ زَئيرُ /
يَنِبُّ عَنهُ الحَوقَلُ القاذورُ /
كَما رَمى عَن جِفنِهِ الناطورُ /
ساوَرتُهُ وَاللَيلُ مُستحيرُ /
بِغادَةٍ مَشفَرُها نَضيرُ /
تُبدي يَساراً وَلَها تَعسيرُ /
كَأَنَّ مَلقى حَليِها فاثورُ /
فيهِ اِبيِضاضٌ وَبِهِ تَحميرُ /
في خُضرَةٍ شَبَّ لَها التَصفيرُ /
كَأَنَّما نيطَ بِها التَنويرُ /
وَالعَينُ وَسنى أَو بِها فُتورُ /
خَودٌ عَلَيها المِسكُ وَالعَبيرُ /
مِنَ اللَواتي ريقُها طَهورُ /
زَيَّنَها ما زُيِّنَ الجاذورُ /
إِذا مَشَت تَقصِدُ أَو تَجورُ /
مَيَّلَها دِعصُ مَلاً مَمطورُ /
كَما يَميلُ الشارِبُ المَخمورُ /
مِمّا يُجَزّي بَينَنا السِفسيرُ /
حَتّى دَنَت وَالمُحسِنُ المَأجورُ /
لَمّا اِلتَقينا وَمَعي المَأثورُ /
في مَذهَبٍ حَفَّت بِهِ القُصورُ /
نِيرَت بِقُربي وَالجواري نورُ /
قالَت عَلى التَرويعِ مَن يَزورُ /
فَقُلتُ كَلّا سُخطُكِ المَهجورُ /
يَومَ لَهَونا وَالهَوى مَستورُ /
في فِتيَةٍ لَم يَلقَنا تَكديرُ /
حَتّى إِذا ما غَرَّدَ العُصفورُ /
وَشَقَّ جِلبابَ الدُجى الفُجورُ /
وَاِنقَبَضَ اللَيلُ وَلاحَ النورُ /
شَمَّرتُ وَالحَزمُ لَهُ تَشميرُ /
وَأَرسَلَت عَبرَتَها تُمورُ /
مَريَ الحَبابِ جَريُهُ مَجدورُ /
تَقولُ لي وَالشَعبُ مُستَطيرُ /
لَيسَ لَنا في شَجَنٍ تَخييرُ /
وَالحُزنُ لا يَبقى وَلا السُرورُ /
فَالآنَ حينَ اِستَأمَنَ الغَيورُ /
قَد صَرَّحَ الحَقُّ وَماتَ الزورُ /
آبَ التُقى وَاللَهوُ خَيتَعورُ /
لا شَيءَ إِلّا الحِلمُ وَالتَفكيرُ /
أَو صالِحٌ مِن عَمَلٍ مَذخورُ /
وَمُصغياتٍ وَقعُها تَقديرُ /
قودٍ بَراها النَصُّ وَالتَسييرُ /
قَد شَفَّها التَأويبُ وَالتَهجيرُ /
وَالوَخذُ حينَ اِحتَرَقَ الهَجيرُ /
فيها اِعتِراضٌ وَبِها صَريرُ /
يَمشينَ رَهواً وَالحَصى مَجرورُ /
وَقَد تَرَدّى بِالسَرابِ القورُ /
والجُندَبُ الجَونُ لَهُ صَريرُ /
حَيثُ يُلاقي الشَبَبَ اليَعفورُ /
في مَحدَبٍ لَيسَ بِهِ حُذفورُ /
وَلا بِهِ راعٍ وَلا بَعيرُ /
لِلريحِ فيهِ بِالمَها التَأطيرُ /
خالي المُحَوّى يَحتَويهِ القورُ /
لَهُ صُعودٌ وَلَهُ حُدورُ /
في الوَعثِ مُحفوفٌ بِهِ الوُعورُ /
جَشَّمَها ذَلِكَ تَيَّهورُ /
وَالرَبِلاتُ المِيثُ وَالظُهورُ /
وَالكُوَّمُ الباقي بِها تَفقيرُ /
أَرضٌ تَرى أَعلامَها تَدورُ /
كِما يُديرُ المِغزل الفُرفورُ /
يَجُبنَ بِيداً جَوبُها تَغريرُ /
زُورٌ يُناصِيها بِلادٌ زُورُ /
كَما يُجوزُ اللُجَّةَ القُرقورُ /
حَتّى اِنتَهَت وَالمُخُّ مِنها زيرُ /
إِلى فَتىً لَيسَ لَهُ نَظيرُ /
يُشفى بِهِ المُنزَفُ وَالفَجيرُ /
كَأَنَّهُ سَيفُ وَغىً مَشهورُ /
خالَطَ مِسكاً وَبِهِ تَأمورُ /
في مُهَجِ الجَوفِ الَّتي تَفورُ /
أَغلى بِما أُسدي وَما أُنيرُ /
إِنّي اِمرُؤٌ عِندي لَكُم تَحبيرُ /
أَنتَ اِبنُ أَملاكٍ لَهُم نَكيرُ /
وَسابِقاتٌ يَومُها مَطيرُ /
مِنها ثُمالٌ وَدَمٌ غَفيرُ /
فَاِفخَر بِمَن غَيَّبَتِ القُبورُ /
ماتوا وَآثارُهُم تُنيرُ /
قَبيصَةُ المَجدِ بِهِ تَسورُ /
وَحاتِمٌ يُنعِمُ أَو يُغيرُ /
وَالثالِثُ المُهَلَّبُ الكَبيرُ /
في بَيتِ أِشرافٍ بِهِ تَدورُ /
تَتبَعُ كِندِيّاً وَلا تَجورُ /
وَعامِرٌ أَنتَ لَهُ المَعمورُ /
تَمَّت لَكَ البُطونُ وَالظُهورُ /
كَالبُردِ لَمّا تَمَّ فيهِ النيرُ /
آباؤُكَ الصيدُ الحُماةُ الغِيرُ /
فَاِقدَح بِمَن شِئتَ بِهِ ثَبيرُ /
لا تَنسَني وَأَنتَ لي ذَكورُ /
حَتّى بَدا في رَأسِيَ القَتيرُ /
وَعَصَبَت في هَمِّها قَدورُ /
وَصِبيَةٌ أَكبَرُهُم صَغيرُ /
إِلَيكَ مِن خَوفِ البَلايا مورُ /
وَقالَ أَصحابي لَكَ التَبشيرُ /
أَما تَرى الناسَ لَهُم تَكبيرُ /
وَالحَسَبُ المُؤَثَّلُ المَغمورُ /
تُزارُ في المَحلِ وَلا تَزورُ /
أَما تَرى فَأَنتَ بي بَصيرُ /
طالِبَ خَيرٍ خَطوُهُ قَصيرُ /
لا يَسألُ الناسَ وَلا يُعيرُ /
عَلَيكَ مِن تَحبيرِهِ حَبيرُ /
قَد ساقَهُ القَحطُ وَدَهرٌ بورُ /
بَل غالَ نَومي بائِعٌ مَسعورُ /
يَمشي بِرَقٍّ بَطنُهُ مَسطورُ /
يَهولُني لِقاؤُهُ المَحذورُ /
كَما يَهولُ الماهِرُ الدَرورُ /
أَقَرَّ بي كِتابُهُ المَنشورُ /
وَأَنا مِن رُؤيَتِهِ مَذعورُ /
يَروعُني وَليسَ لي مُجيرُ /
كَما يَروعُ الحَيَّةَ اليامورُ /
فَأَنجِني مِنهُ فَداكَ الزيرُ /
وَالأَسَدُ الأَبلَجُ وَالنِحريرُ /
إِنّي لِما أَولَيتَني شَكورُ /
فَهَل لِما بي مِن أَذىً تَغييرُ /
أَنتَ الَّذي يَغنى بِهِ الفَقيرُ /
وَالغارِمُ المُثقَلُ وَالمَأجورُ /
طَيفُ خيالٍ يَعتَريني زائِرا
طَيفُ خيالٍ يَعتَريني زائِرا /
لَمّا رَأَيتُ الدينَ حَظّاً وافِرا /
قُلتُ لِقَلبي ناهِياً وَآمِرا /
سَلِّم عَلى اللَهوِ وَدَعهُ دائِرا /
أَصبَحتُ لِلغُرِّ الغَواني هاجِرا /
وَرُبَّما ذَكَّرَني تَماضُرا /
طَيفُ خيالٍ يَعتَريني زائِرا /
وَالطَيفُ مِمّا أَن يَرِقَّ الذاكِرا /
يا أَيُّها السائِلُ عَنّي باكِرا /
اِسمَع وَلاقَيتَ الخَبيرَ الخابِرا /
أَبي خُراسانُ وَأَدعو عامِرا /
أَكرَمُ حَيٍّ أَوَّلاً وَآخِرا /
وَلا تَرى مِثلي لجاري غادِرا /
إِذا قَدَرتُ أَن أَكونَ الضائِرا /
حَلُمتُ وَالحِلمُ يَزينُ القادِرا /
يا بنَ الخَليقِ قَد لَقيتَ فاقِرا /
لاقى بِما قالَ لَموحاً باصِرا /
فَأَصبَحَ العَبدُ الذَميمُ ذاعِرا /
لا يَحمَدُ الوِردَ وَلا المَصادِرا /
قَد فَضَحَ البَدوَ وَأَخزى الحاضِرا /
وَالجارَ وَالأَقرَبَ وَالمُصاهِرا /
إِيّاكَ يا اِبنَ القَومِ أَن تُفاخِرا /
أَما تَرى رَأسَكَ وَالمَناحِرا /
أَصبَحتَ بَعدَ الهَمَرانِ حافِرا /
لا تُحسِنُ الشِعرَ وَتَهجو الشاعِرا /
يا اِبنَ الخُلَيقِ اِقعُد قَميئاً صاغِرا /
وَاِصبِر فَقَد كانَ أَبوكَ صابِرا /
لا يُنكِرُ المَوتَ وَلا المَعائِرا /
مَهلاً هِجائي يا اِبنَ شَخصِ النَجّار
مَهلاً هِجائي يا اِبنَ شَخصِ النَجّار /
ما نَفَرٌ يُدعى لَهُم بِأَحرار /
حَرَّمتَ يا اِبنَ النَبطِيِّ الثَرثار /
لا يَلحَقُ الفارِسَ رَكضُ الحَمّار /
لَو كُنتُ حرماً لاِتَّقَيتُ الأَظفار /
وَلَم تَعَرَّض لِلهِزَبرِ الزَءّار /
اِقعُد فَقَد قالَ رُواةُ الأَشعار /
لَيسَ اِبنُ نِهيا مِن رِجالِ بَشّار /
أَصبَحتَ مِنّي مِن أَذىً وَإِصغار /
مِثلَ الحِمارِ في حِمارِ البِيطار /
أَنتَ اِبنُ أكّارِ نَهيجُ أَكّار /
مُضطَهَدُ الوالِدِ نَيفُ المِشوار /
وَلا تَناهى عَن دِنانِ السَكّار /
ما ذاكَ يا عَجرَدُ بَيتُ الخَمّار /
رَفيقُ فُسّاقِ وَمَأوى دُعّار /
عارٍ مِنَ الدينِ وَلَيسَ بِالعار /
تُساوِرُ السَوأةَ كَالصَقرِ الضار /
هَيهاتَ ما أَمرُكَ أَمرُ إِقصار /
دونَ تَناهيكَ اِبيضاضُ القار /
لا يَصبِرُ السِنَّورُ عَن صَيدِ الفار /
إِنَّ السَلامَ أَيُّها الأَميرُ
إِنَّ السَلامَ أَيُّها الأَميرُ / عَلَيكَ وَالرَحمَةُ وَالسُرورُ