القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 5
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ / على شخوصٍ مَزجة الأطوار
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار / والماءِ والهواءِ ثم النار
بالاستحالات وبالتكوين / وبتناهي مدَّةِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي / أمر الإله الواحدِ القهَّارِ
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر / لأنه في اللوحِ رقمٌ مستطِرْ
ولا تقل يا سيِّدي بأنَّ ذا / إذا رأته العينُ سحر مستمرْ
لو لم يكن هذا الذي رأيته / لما انتهى شخصٌ به ولا ائتمر
تبتسم الأرضُ وتبدي خيرها / إنْ جادتِ السحبُ بماءٍ منهمر
وجادتِ الشمسُ لها بنورها / صبيحةَ اليومِ الذي فيه مطر
وأصبحتْ أرضُ الهوى مخضرَّةً / تظهر للأبصارِ غيبَ ما سترْ
وطاب عَرفُ الجوّ من أعرافها / فقلت للأنواءِ ما هذا الخبر
رأيته طلقَ المحيَّا ضاحكاً / من كان يدعى بالعبوس المكفهر
فاشكر وزد في شكرِه مُجتهداً / واحذر من المكر إنَّ الله مكر
أنذرته المكر فقال لا تقل / هذا الذي قلت فما تغني النذر
قلت فما أعرفُ إلا مؤمناً / بما به يجري القضاءُ والقدر
فقالَ هيهاتِ لما تعرفه / مني فإني منذ وليتُ الدبر
أعرض عني الرشدُ واستفزني / شيطانه فقلت هل من مدَّكر
قلت أنا فقال لا أصغي إلى / ما قلت إني في ضلالٍ وسَعَر
كم بين شخصٍ في جنانٍ ونهر / في مقعد صدقٍ مليك مُقتدر
وبين شخصٍ خاسرٍ قيل له / يا أيها الخاسرُ ذق مسَّ سَقَر
فالحمد لله الذي أعطى البشر / حمد شكور شاكر شكر الشكر
قد صحَّ عندي خبر
قد صحَّ عندي خبر / وجلّ عندي من خبرْ
ليس لنا إعادة / فيما انقضى وما غبر
من صور معلومةٍ / محسوسةٍ من البشر
لأنها على مزا / ج كله مزاجُ شر
وإنما إعادتي / في مثلها من الصور
على مزاجٍ صالح / ما فيه شيء من ضرر
من صور مشهودةٍ / فيهن نحيى ونسر
في فرشٍ مرفوعة / منضودة وفي سُرر
ملكاً إماماً سيّداً / مدبراً لمن نظر
وهي الذواتُ عينُها / المودعاتُ في الحفر
لم تلحق الذات إذا / نظرت فيها من غير
وإنما مزاجها / من يعتبره لم يحرْ
لله في هذا الذي / أقوله معنى وسر
يفرق منه ذو حجى / إذا به الحق ظهر
فالحمد لله الذي / أشهدني هذا الخبر
في نومنا وعندنا / محمداً سفندير
وامرأةٌ مؤمنةٌ / الوجهُ منها كالقمر
يا حسنَها من غادةٍ / فتانةٍ لمن نظر
فديتُها معشوقةً / بالسمع مني والبصر
في صورةِ الحقِّ أتتْ / معَ الدلالِ والخفر
يستصرخ الشخص الذي / أراد أنْ يعطى الوطر
منها فلم يحفل به / ولا على النَّيل قدر
ما يفعل المسكين إذ / لم ينجه منها الحذَر
قالتْ له انزل إلى / من قد نهانا وأمر
إلى هنا كان الذي / أريته حتى السحر
ما نظرتْ عيني إلى
ما نظرتْ عيني إلى / شيء تراه فأرى
إلا الذي قال لنا / بأنه الخلق برى
قلتُ فمن قيل لنا / من المياه والثرى
فليس في الكون الذي / تراه من غير يرى
سواه فانظر عجباً / يدري به من قد درى
إنَّ الوجودَ واحدٌ / في عينه دون امترا
وكلُّ من قال به / في حقه فما افترى
فنحن فيه كلنا / كأصيَد في جوفِ الفرا
والجوفُ منه فارغٌ / والحقُّ ما فيه مِرا
قد قلن ما ذا بشراً / بل مَلكاً فيما نرى
ولم يكن بملك / ما كان إلا بَشَرا
فهكذا أمر الإ / له في الوجودِ والورى
شغلي بمن شرَّع لي الش
شغلي بمن شرَّع لي الش / غل به فحيرا
خاطبني بأنني / عبدٌله وما نرى
لعينه من شاهد / إلا العمى والأثرا
وقال لي إن الذي / تراه قد ظهرا
لولاك يا ربَّ الورى / ما كنت إلا الورى
مثل الذي قال لنا / من صحة قد انبرى
ميراثنا من أحمد / خير الأنام والورى
خير إمام طاهر / سليل أعراف الثرى
صلى عليه الله من / خليفةٍ قد ظهرا
بكلِّ ما أمله / من ربه ما افتخرا
لأنه عبدٌ وما / للعبد ان يفتخرا
إلا بمن كوّنه / عبداً له فاشتهرا
أنا الذي قلتُ أنا / لذا يقينا خبرا
لو أنني قلت أنا / به رأينا عبرا
فاحمد وزد في شكره / يزدكمُ ما ذكرا
في محكمِ الذكر لنا / لشاكر إن شكرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025