المجموع : 5
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ
يحكم كرَّ الليلِ والنهارِ / على شخوصٍ مَزجة الأطوار
مثلِ الترابِ اليابسِ الثريار / والماءِ والهواءِ ثم النار
بالاستحالات وبالتكوين / وبتناهي مدَّةِ الأعمارِ
وذاك بالأمرِ العزيزِ العالي / أمر الإله الواحدِ القهَّارِ
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر
يقرّبُ الأمر إذا انشق القمر / لأنه في اللوحِ رقمٌ مستطِرْ
ولا تقل يا سيِّدي بأنَّ ذا / إذا رأته العينُ سحر مستمرْ
لو لم يكن هذا الذي رأيته / لما انتهى شخصٌ به ولا ائتمر
تبتسم الأرضُ وتبدي خيرها / إنْ جادتِ السحبُ بماءٍ منهمر
وجادتِ الشمسُ لها بنورها / صبيحةَ اليومِ الذي فيه مطر
وأصبحتْ أرضُ الهوى مخضرَّةً / تظهر للأبصارِ غيبَ ما سترْ
وطاب عَرفُ الجوّ من أعرافها / فقلت للأنواءِ ما هذا الخبر
رأيته طلقَ المحيَّا ضاحكاً / من كان يدعى بالعبوس المكفهر
فاشكر وزد في شكرِه مُجتهداً / واحذر من المكر إنَّ الله مكر
أنذرته المكر فقال لا تقل / هذا الذي قلت فما تغني النذر
قلت فما أعرفُ إلا مؤمناً / بما به يجري القضاءُ والقدر
فقالَ هيهاتِ لما تعرفه / مني فإني منذ وليتُ الدبر
أعرض عني الرشدُ واستفزني / شيطانه فقلت هل من مدَّكر
قلت أنا فقال لا أصغي إلى / ما قلت إني في ضلالٍ وسَعَر
كم بين شخصٍ في جنانٍ ونهر / في مقعد صدقٍ مليك مُقتدر
وبين شخصٍ خاسرٍ قيل له / يا أيها الخاسرُ ذق مسَّ سَقَر
فالحمد لله الذي أعطى البشر / حمد شكور شاكر شكر الشكر
قد صحَّ عندي خبر
قد صحَّ عندي خبر / وجلّ عندي من خبرْ
ليس لنا إعادة / فيما انقضى وما غبر
من صور معلومةٍ / محسوسةٍ من البشر
لأنها على مزا / ج كله مزاجُ شر
وإنما إعادتي / في مثلها من الصور
على مزاجٍ صالح / ما فيه شيء من ضرر
من صور مشهودةٍ / فيهن نحيى ونسر
في فرشٍ مرفوعة / منضودة وفي سُرر
ملكاً إماماً سيّداً / مدبراً لمن نظر
وهي الذواتُ عينُها / المودعاتُ في الحفر
لم تلحق الذات إذا / نظرت فيها من غير
وإنما مزاجها / من يعتبره لم يحرْ
لله في هذا الذي / أقوله معنى وسر
يفرق منه ذو حجى / إذا به الحق ظهر
فالحمد لله الذي / أشهدني هذا الخبر
في نومنا وعندنا / محمداً سفندير
وامرأةٌ مؤمنةٌ / الوجهُ منها كالقمر
يا حسنَها من غادةٍ / فتانةٍ لمن نظر
فديتُها معشوقةً / بالسمع مني والبصر
في صورةِ الحقِّ أتتْ / معَ الدلالِ والخفر
يستصرخ الشخص الذي / أراد أنْ يعطى الوطر
منها فلم يحفل به / ولا على النَّيل قدر
ما يفعل المسكين إذ / لم ينجه منها الحذَر
قالتْ له انزل إلى / من قد نهانا وأمر
إلى هنا كان الذي / أريته حتى السحر
ما نظرتْ عيني إلى
ما نظرتْ عيني إلى / شيء تراه فأرى
إلا الذي قال لنا / بأنه الخلق برى
قلتُ فمن قيل لنا / من المياه والثرى
فليس في الكون الذي / تراه من غير يرى
سواه فانظر عجباً / يدري به من قد درى
إنَّ الوجودَ واحدٌ / في عينه دون امترا
وكلُّ من قال به / في حقه فما افترى
فنحن فيه كلنا / كأصيَد في جوفِ الفرا
والجوفُ منه فارغٌ / والحقُّ ما فيه مِرا
قد قلن ما ذا بشراً / بل مَلكاً فيما نرى
ولم يكن بملك / ما كان إلا بَشَرا
فهكذا أمر الإ / له في الوجودِ والورى
شغلي بمن شرَّع لي الش
شغلي بمن شرَّع لي الش / غل به فحيرا
خاطبني بأنني / عبدٌله وما نرى
لعينه من شاهد / إلا العمى والأثرا
وقال لي إن الذي / تراه قد ظهرا
لولاك يا ربَّ الورى / ما كنت إلا الورى
مثل الذي قال لنا / من صحة قد انبرى
ميراثنا من أحمد / خير الأنام والورى
خير إمام طاهر / سليل أعراف الثرى
صلى عليه الله من / خليفةٍ قد ظهرا
بكلِّ ما أمله / من ربه ما افتخرا
لأنه عبدٌ وما / للعبد ان يفتخرا
إلا بمن كوّنه / عبداً له فاشتهرا
أنا الذي قلتُ أنا / لذا يقينا خبرا
لو أنني قلت أنا / به رأينا عبرا
فاحمد وزد في شكره / يزدكمُ ما ذكرا
في محكمِ الذكر لنا / لشاكر إن شكرا