هاتَ اِسقِني بِالقَدَحِ الكَبيرِ
هاتَ اِسقِني بِالقَدَحِ الكَبيرِ / صَفراءَ لَونَ الذَهَبِ المَصهورِ
كَأَنَّها في أَكأُسِ البَلّورِ / شُعلَةُ نارٍ في بَقايا نورِ
عَجِبتُ لِلكَأسِ الَّتي تَحويها / كَيفَ اِستَقَرَّت وَالحَياةُ فيها
لَو لَم يُدِرها بَينّا ساقيها / دارَت عَلى القَومِ بِلا مُديرِ
هاتَ اِسقِنيها مِثلَ عَينِ الديكِ / صافِيَةً تَنهَضُ بِالصُعلوكِ
حَتّى يَرى التيهَ عَلى المُلوكِ / وَلا يُبالي سَطَوَةَ الأَميرِ
بِنتُ لدَوالي ضَرَّةَ الرُضابِ / أُختَ التَصافي زَوجَةَ السَحابِ
أَنت وَإِن لامَ الوَرى شَرابي / في الخالِدينَ القَر وَالهَجيرِ
أَشرَبُها بَل أَشرَبُ الإِكسيرا / تَخلُقُ في شارِبِها السُرورا
فَقُل لِمَن يَحسَبُها غُرورا / ما العَيشُ إِلّا ساعَة الغُرورِ