سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى
سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى / فمرحباً منه بما أهدى الكرا
وافى إلى زائرا فليتهُ / حَقَّق في اليقظَة لي ما زورا
ظبيٌ إذا ماس ولاح وجهُه / رايت غُصناً بالهلال مُثمرا
وإن بدت طلعته في ليلة / من شعره رأيت ليلا مقمرا
كم ليلةٍ جنيتُ من عِذاره / آساً ومن خَدَّيه ورداً أحمرا
قل للذي يعذلني في حبِّه / حَقٌ لمن أحبَّه أن يُعذرا
يا بأبي من لم يزل بحسنه / في الحبِّ عن ذنوبه مُعتذرا
جَرَّدَ من جفنيه عَضبا أبيضاً / وهزَّ من عطفيه لدنا أسمرا
يا ساحر الأجفان رفقاً بفتى / سلبتَ منه عقلهُ وما درى
غريمهُ الشوق وقد أضحى من الص / بر الجميل مُذ نأيتَ مُعسرا
أجريتَ من أدمُعِهِ ما قد كفا / يكفيك من أدمعه ما قد جَرى
حُزتَ الجمال مثلما حاز العُلا ال / مَولى كمالُ الدين من دون الوَرى
شَيَّدَ مجداً لو أراد النجمُ أن / يُدرِكَ بعض شَأوه لقَصَّرا
ولو رأى البدرُ المنيرُ وَجهَهُ / هَلَّلَ إجلالا له وكبَّرا
يا من أرَجِّى ماله وجاهه / هذا أوانُ النفع فافعل ما تَرى
لم أَلقَ في ذا الدهر من أَشكُو له / رَيب الزمان إذ تَعَدَّى واجتَرا
وطالما حدَّثتُ نفسي بالغنى / منك وما كان حَدِيثاً يُفتَرَى
ولستُ أختارُ كريماً بعدها / عنك وكلُّ الصَّيد في جَوفِ الفَرَا
فخاطب السلطانَ في مَرَّةً / واحدةً من قبل تنوي السَّفَرا
فَهوَ أبو بكرٍ وأرجو أنَّه / في كل أمرٍ لم يخالف عمرا