بُشرى الإمام العسكري
بُشرى الإمام العسكري / بالقائمِ المنتظرِ
بِصاحبِ الزمانِ مَن / سادَ جميعَ البشرِ
هو اِبن ساداتِ الورى / وَالنُجباءِ الغررِ
إمام صدقٍ طاهر / مِن طاهر مطهّرِ
قَد وَلَدته نرجس / في يوم خامس عشرِ
وقد تجلّى نوره الز / زاهرُ وقت السحرِ
وشعّ نورُ وجههِ / في الكون مثل القمرِ
شعبان شهر طيّب / فاقَ جميع الأشهرِ
فيه بَدى مهديّنا / كالكوكب المُزدهرِ
وأشرَقَت أنوارهُ / فيها جلاء البصرِ
قد شَهِدت كلّ الورى / له بطيبِ العنصرِ
كلّ الرواةِ قد رَوَت / عنه صحيح الخبرِ
يا أمّة الهادي بهِ / تمسّكي وأَبشري
هذا الإمام المُرتجى / لكلّ أمرٍ معسرِ
مَتى تراهُ قائما / بالسيف عند الحجرِ
مَتى نراهُ طالبا / بثارهِ في نفرِ
جبريلُ عن يمينهِ / وَجنده في الأثرِ
والروح عيسى خلفهُ / يَسعى بأبهى منظرِ
يسير في الناسِ بحك / مِ حاكمٍ مُقتدرِ
يَملأُ عدلاً كما / قَد مُلِئت بالسررِ
حتّى يسود عصرهُ / على جميع الأعصرِ
يا ليلة النصف لقد / سررت كلّ البشرِ
والبشرُ قد عمّ الورى / مِن بدوِها والحضرِ
مَتى نَرى مهديّنا / سليل ساقي الكوثرِ
يسطو على أعدائهِ / صولة ليث مخدرِ
يذكّر الناس بها / شجاعة من حيدرِ
تحكي بِها موقفه / في أُحدٍ وخيبرِ
مَتى نراهُ حاملاً / حَملة ليث قسورِ
مَتى يُلاقي زمراً / تعساً لهم من زمرِ
قَد نَصبوا عداءَهم / للعربِ أهل المفخرِ
كَم في فلسطين لهم / مِن بطلٍ معفّرِ
وَكَم لهم صَرعى على / وجهِ الثرى كالجزرِ
حميّة العربِ أبت / تعنوا القوم غدرِ
أرجو بني العربِ بأن / تَمحوا لها من أثرِ
وآل صهيون بها / تقذفُها في سقرِ
سوفَ تفوز العرب في / جِهادها بالظفرِ
تعودُ والجيش معاً / بعزّة المنتصرِ
يا ربِّ سلّم شعبَنا / بحقّ ربّ المشعرِ
واِحفظ كيان العرب ذي ال / وجهِ الصبيح النيّرِ
ما زال ذخرَ العرب ذا ال / جاه العظيم الأكبرِ
واِحفظهُ من دسائسٍ / على مرور الأدهرِ