المجموع : 10
إن تصطنعْني تصطنعني شاكرا
إن تصطنعْني تصطنعني شاكرا / أو تختدِعْني تختدعني عاذرا
ورازقيٍّ مَخْطَفِ الخُصورِ
ورازقيٍّ مَخْطَفِ الخُصورِ / كأنهُ مخازن البلّورِ
قد ضُمِّنَتْ مِسكاً إلى الشطور / وفي الأعالي ماءُ ورد جُوري
لم يُبق منه وهَجُ الحَرور / إلا ضياءً في ظروف نور
لو أنه يبقَى على الدهور / قرّط آذان الحسان الحور
بلا فريد وبلا شذور / له مذاق العسل المَشور
ونكهة المسك مع الكافور / ورقَّة الماء على الصدور
وبَردُ مسِّ الخَصِر المقْرور / باكرتهُ والطير في الوكور
وعُذَر اللذات في البكور / بفتية من ولد المنصور
أملأَ للعين من البدور / حتى أتينا خيمة الناطور
قبل ارتفاع الشمس للذُّرور / فانقضَّ كالطاوي من الصقور
بطاعة الراغب لا المجبور / والحر عبد الحلَب المشطور
حتى أتانا بضروعٍ خور / مملوءة من عسل مخصور
والطّلُّ مِثلُ اللؤلؤ المنثور / من ناقعٍ فيها ومن مَحدُور
ثم جَلَسْنا مجلسَ المحبور / على حِفافيْ جَدولٍ مَسْجور
أبيضَ مثل المُهْرَقِ المنشور / أو مثل متن المُنصُل المشهور
يَنسابُ مِثلَ الحيَّة المذعور / بين سماطَيْ شجرٍ مَسْطُور
ناهيك للعُنقود من طَهور / فنِيلت الأوطارُ في سرور
وكُلُّ ما نَقضي من الأمور / تَعِلةٌ عن يومنا المنظور
ومتعةٌ من مُتع الغرورِ /
أصبحتِ الدنيا تروق مَنْ نظرْ
أصبحتِ الدنيا تروق مَنْ نظرْ / بمنظرٍ فيه جلاءٌ للبصرْ
واهاً لها مُصطنعاً لمن شكر / أثنتْ على الله بآلاءِ المطر
فالأرض في روضٍ كأفواف الحِبَر / نيّرةُ النُّوار زهراءُ الزهَر
تبرجت بعد حياءٍ وخفر / تبرُّجَ الأُنثى تصدّت للذكر
ياابن فراس أيُّ شيءٍ تنتظرْ
ياابن فراس أيُّ شيءٍ تنتظرْ / لم يبقَ إلا أن أراك تعتذر
وأن أراني عند ذاك أعتبر / فتسأل الغفران إذ لا أغتفر
رُح لي بما أمَّلْت إذ لم تبتكر / وإن عجزتَ أن تَسُنَّ فافتقر
أولا فقد خاب رجائي وخسر / والقول يبقى والخطوب تنشمر
من أخذ الحذر من المحذورِ
من أخذ الحذر من المحذورِ / قلّ تجنِّيه على المقدورِ
فلْيحزمِ الناظر في الأمور / فإن نجا من كبوة العَثور
لم ينج منجى حائنٍ مغرور / يحملهُ يوماً على الغرور
وإن كبا والعذر للمعذور / لم يؤتَ من مأتى الضعاف الخور
يا ابن فِراس لك أمٌّ فاجرَهْ
يا ابن فِراس لك أمٌّ فاجرَهْ / فاسقة من النساء عاهرَهْ
من نجس الآثاَم غير طاهره / موصولةُ الصدغ بثُقب الجاعره
أوسع من وقت عشاء الآخره / ورحمةِ اللَّه وصحنِ الساهره
أخبرها وهْي بذاك خابره / كيف طِعاني بالقناة الحادره
وهْي التي أعْدتك داء الخاصره / وهي برجليها هناك شاغره
أيام إذ كانت لنا مجاوِره / أُولجُ فيها كالقناة العاتره
كأن أيري نقطة في دائره /
أعجر يُدعَى مُضرط الأبكارِ
أعجر يُدعَى مُضرط الأبكارِ / مُحَصَّد كالمسدِ المُغارِ
ذو فَيْشةٍ مشرفة الإطار / كأنها فَيْشلةُ الحمار
أقعَتْ على مُستحصِد الإمرار / يوفي على الوافي من الأشبار
مُسهَّدٌ بالليل والنهار / ما يطعم النوم سوى غِرار
ريان من ماء الشباب الضاري / يسقيه من أوديةٍ غِزار
سواعدٌ ينبضن كالأوتار / عجارِمٌ ينهدُ في الإزار
ينفذ في الأقبال والأدبار / مُخْرَنْطماً كالملك الجبار
إذا رآه العُون والعذاري / خاطرْنَ بالأحساب والأخطار
تنسى له الحرّةُ ذِكَر العار / وخشيةَ اللَه وخوفَ النار
نيط بحقويْ قَطِم قطار / أمردَ إلا طُرّةَ العذار
له غداةَ الجد والغِوار / طعن مُفدّى الوِرد والإصدار
تطير منه قطع الشرار / بمثل رمح البطل الكرار
ينفي شماس الكاعب النَّوارِ / حتى تخورَ أيما خُوار
بعد نفارِ أيما نفار / تذليلُك الصعبةَ بالسِّفار
في است خيَار وبني خيار / يا ابن خيار لست بالخيار
ولا بنوك النُّوك بالأبرار / إذ كسّبوك غضب الأحرار
وعرضوا عرضك للدمار / أثمرْتَ منهم أخبث الثمار
أراهمُ جاؤوا من الأدبار / فاختلطوا فيهن بالأقذار
وأخذوا مشابه الأجعار / عليهمُ دائرةُ الدَّبار
ولعنةُ اللَّه وسوء الدار / خذها إليك حُلّةً من عار
تزيد أذنيك من الصُّفار /
جدّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ
جدّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ / حقّاً كما البلبلُ جَدّ الصقرِ
نَجْرٌ لعمري بائنٌ من نجر / لم تُظلَم الدنيا بأم دَفر
وأنت فيها من ولاة الأمر / لولا دليل كبياض الفجر
يشرح بالإيمان كل صدر / لقلت بالدهر كأهل الدهر
مما أرى من سوء هذا القَدر / وليس لي في عاجلٍ من صبر
أما رأيتَ الدهر كيف يجري
أما رأيتَ الدهر كيف يجري / يُظهر ما أكتمه من عمري
بأحرفٍ يخطها في شعري / يمحو بها غص الشباب النضر
إذا محا سطراً بدا في سطر /
لقوله نحن قَسَمْ
لقوله نحن قَسَمْ / نا بينهم زال المِرا
ولو تولى غيرُه / قسمةَ أرزاق الورى
جرتْ خطوب بيننا / لكننا تحت العرا