بَرئتُ مِن عقيدةِ الأشرارِ
بَرئتُ مِن عقيدةِ الأشرارِ / مَن مَنعوا زيارةُ المختارِ
وَأنَّهُ وَسيلةٌ للباري / في كلِّ خَيرٍ سالفٍ وطاري
بِجَلبِ نفعٍ أو بدفع ضرّ /
هَيّا بنا لنقطعَ الصَحاري / بِسككِ الحديدِ والبخارِ
تَطوي بنا صحائفَ القفارِ / تمرُّ مثلَ البرق بالأبصارِ
غُدوّها رَواحُها كشهرِ /
سُفنٌ بِنا تمخرُ في البراري / مِن دونِها سفائنُ البحارِ
نَركبُ مِنها عجلَ القطارِ / نَأتي إِلى طيبةَ فوق نارِ
نَمرُّ للجنَّةِ فوقَ الجسرِ /
نَكونُ جيرانا لخيرِ جارِ / إِحسانهُ في كلّ قطرٍ جاري
نَزورُ خيرَ الرسل الأخيارِ / في خيرِ مسجدٍ وخير دارِ
وَقبرهُ واللَّه خير قبرِ /
أَكرِم بهِ مِن سيّد مُزارِ / يَعطفُ بِالحُسنى على الزوّارِ
يَأتونهُ مِن شاسعِ الأقطارِ / يُعيدُهم بالفوزِ بالأوطارِ
في الدينِ وَالدُنيا ويوم الحشرِ /
خيرُ البرايا نُخبة الأخيارِ / بِكلِّ فَضلٍ كان واِعتبارِ
لِقدرهِ رَجاحةُ المقدارِ / سادَ الوَرى في سائر الأعصارِ
وَعَصرهُ سيّدُ كلِّ عصرِ /
شمسُ الهُدى ومنبعُ الأنوارِ / وَمصدرُ الخيرات للأخيارِ
منهُ اِستمدّت نورها الدراري / كَما اِستمدّت سائر البحارِ
مُمِدُّ بدرٍ وممدُّ بحرِ /
نعمَ الجَواري مِن بَني النجّارِ / فُزنَ بحبِّ المُصطفى المختارِ
بِالدفِّ قَد غنّين للحضّارِ / يا حبّذا محمّدٌ من جارِ
حازَ بهِ الأنصارُ كلّ الفخرِ /
مَهما تَكُن مَدائحُ المختارِ / تطربُ كلّ سامعٍ وقاري
لَسنا نَفيهِ المدحَ بالأشعارِ / مِن بعدِ ما أَثنى عليه الباري
وَذُكرَت أَمداحهُ في الذكرِ /
قُرآنهُ المُحيي لكلِّ قاري / أَحيا البَرايا منه والبراري
عَلى العِدا كالصارمِ البتّارِ / وَكلُّ حرف منهُ ذو الفقارِ
حازَ بهِ الإسلامُ كلّ النصرِ /
طهَ لَنا وَسيلةٌ للباري / نَبغي بهِ النصرَ على الكفّارِ
عَدوّه مِن كلِّ خيرٍ عاري / وَسرّهُ في كلِّ قطرٍ ساري
في كلِّ بَحرٍ وبكلِّ برِّ /
صِرنا منَ المحنةِ في غمارِ / مِن كثرةِ المصائب الطواري
في زَمَنٍ دُبّر بالإدبارِ / الليثُ فيهِ اِنقاد للحمارِ
وَالخيرُ مَغلوباً غدا للشرِّ /
رَمَت لَظى الألحادِ بالشرارِ / وَالدينُ إِن يسلَم من الكفّارِ
تُؤذيهِ منّا عصبةُ الأغمارِ / فَاِحرسهُ يا ربِّ من الأشرارِ
مِن أهلِ بدعة وأهل كفرِ /
وَاِحفظهُ بالأنجادِ والأغوارِ / كَما حفظتَ الكنز بالجدارِ
فَإنّه أُحيط بالأخطارِ / يَخشى الرَدى مِن قلّة الأنصارِ
أَبدِل إِلهي عسره باليسرِ /
وَاِرحَم إِلهي أمّة المختارِ / أولِ عِداها غاية الصغارِ
وَاِلطُف بِها يا ربِّ في الأقدارِ / وَوقّها مِن كلّ سوءٍ طاري
واِغفر لَها يا ربِّ كلّ وزرِ /
أَسبِل علَيها أجملَ الأستارِ / يا عالماً بغامض الأسرارِ
وَأَغنِها بِفضلك المدرارِ / وَاِرم أَعاديها بكلّ عارِ
أَلحِق بِهم يا ربّ كلّ خسرِ /
يا ربَّنا بِخيرةِ الأخيارِ / محمّدٍ حبيبكَ المختارِ
حسّن بهِ أَحوالنا يا باري / وَاِرم أَعادي الدين بالبوارِ
في كلِّ نَجدٍ وبكل غورِ /
وصلِّ يا ربِّ بلا اِنحصارِ / عليهِ مع آلٍ له أطهارِ
وَصحبهِ وسائرِ الأخيارِ / وَكلِّ مسلمٍ بكلّ دارِ
وَاِختم لَنا يا ربّنا بالخيرِ /