المجموع : 12
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه / بِاِمرَأَةٍ مُؤَمَّرَه
تَحمِلُ في العُمّالِ وَالص / صُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَه
فَاِعجَب لِعُمّالٍ يُوَل / لونَ عَلَيهِم قَيصَرَه
تَحكُمُهُم راهِبَةً / ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَه
عاقِدَةٌ زُنّارَها / عَن ساقِها مُشَمِّرَه
تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا / نِ وَاِرتَدَتهُ مِئزَرَه
وَاِرتَفَعَت كَأَنَّها / شَرارَةٌ مُطَيَّرَه
وَوَقَعَت لَم تَختَلِج / كَأَنَّها مُسَمَّرَه
مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ / مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَه
يا ما أَقَلَّ مُلكَها / وَما أَجَلَّ خَطَرَه
قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ / بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَه
يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَه / يَ كَالعُقولِ جَوهَرَه
تُغني قُوى الأَخلاقِ ما / تُغني القُوى المُفَكِّرَه
وَيَرفَعُ اللَهُ بِها / مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَه
أَلَيسَ في مَملَكَةِ الن / نَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَه
مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ / بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَه
لَوِ اِلتَمَستَ فيهِ بَط / طالَ اليَدَينِ لَم تَرَه
تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا / لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَه
تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَه / في قَومِها مُوَقَّرَه
مِنَ الرِجالِ وَقُيو / دِ حُكمِهِم مُحَرَّرَه
لا تورِثُ القَومَ وَلَو / كانوا البَنينَ البَرَرَه
المُلكُ لِلإِناثِ في الد / دُستورِ لا لِلذُكَرَه
نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن / هالَتِها لِنَيِّرَه
فَهَل تُرى تَخشى الطَما / عَ في الرِجالِ وَالشَرَه
فَطالَما تَلاعَبوا / بِالهَمَجِ المُصَيَّرَه
وَعَبَروا غَفلَتَها / إِلى الظُهورِ قَنطَرَه
وَفي الرِجالِ كَرَمُ الض / ضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَه
وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما / وَراءَها مِن أَثَرَه
أُنثى وَلَكِن في جَنا / حَيها لَباةٌ مُخدِرَه
ذائِدَةٌ عَن حَوضِها / طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه
تَقَلَّدَت إِبرَتَها / وَاِدَّرَعَت بِالحَبَرَه
كَأَنَّها تُركِيَّةٌ / قَد رابَطَت بِأَنقَرَه
كَأَنَّها جاندَركُ في / كَتيبَةٍ مُعَسكِرَه
تَلقى المُغيرَ بِالجُنو / دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَه
السابِغينَ شِكَّةً / البالِغينَ جَسَرَه
قَد نَثَرَتهُم جُعبَةٌ / وَنَفَضَتهُم مِئبَرَه
مَن يَبنِ مُلكاً أَو يَذُد / فَبِالقَنا المُجَرَّرَه
إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ / لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَه
ما المُلكُ إِلّا في ذُرى ال / أَلوِيَةِ المُنَشَّرَه
عَرينُهُ مُذ كانَ لا / يَحميهِ إِلّا قَسوَرَه
رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَال / مَخالِبِ المُذَكَّرَه
مالِكَةٌ عامِلَةٌ / مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَه
المالُ في أَتباعِها / لا تَستَبينُ أَثَرَه
لا يَعرِفونَ بَينَهُم / أَصلاً لَهُ مِن ثَمَرَه
لَو عَرَفوهُ عَرَفوا / مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه
وَاِتَّخَذوا نَقابَةً / لِأَمرِهِم مُسَيَّرَه
سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَن / هُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه
وَساسَهُ بِحُرَّةٍ / عامِلَةٍ مُسَخَّرَه
صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ / مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَه
وارِدَةٍ دَسكَرَةً / صادِرَةٍ عَن دَسكَرَه
باكِرَةٍ تَستَنهِضُ ال / عَصائِبَ المُبَكِّرَه
السامِعينَ الطائِعي / نَ المُحسِنينَ المَهَرَه
مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا / ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه
أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ / أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه
أَو طافَ بِالماءِ عَلى / جُدرانِهِ المُجَدَّرَه
وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا / فاً وَتَجيءُ مُوقَرَه
جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ ال / خَمائِلِ المُنَوَّرَه
حَوالِبُ الماذِيِّ مِن / زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَه
مَشدودَةٌ جُيوبُها / عَلى الجَنى مُزَرَّرَه
وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا / ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَه
وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ / فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَه
حَتّى إِذا جاءَت بِهِ / جاسَت خِلالَ الأَدوِرَه
وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا / فِ في الدِنانِ المُحضَرَه
فَهَل رَأَيتَ النَحلَ عَن / أَمانَةٍ مُقَصِّرَه
ما اِقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ / أَوِ اِستَعارَت زَهَرَه
أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ / سُكَّرَةً بِسُكَّرَه
حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه
حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه / وَالرَوضَةِ المُعَطَّرَه
وَمَجلِسِ الزَهراءِ في ال / حَظائِرِ المُنَوَّرَه
مَراقِدِ السُلالَةِ ال / طَيِّبَةِ المُطَهَّرَه
ما أَنزَلوا إِلى الثَرى / بِالأَمسِ إِلّا نَيِّرَه
سيروا بِها نَقِيَّةً / تَقِيَّةً مُبَرَّرَه
نُجِلُّ سِترَ نَعشِها / كَالكُسوَةِ المُسَيَّرَه
وَنَنشُقُ الجَنَّةَ مِن / أَعوادِهِ المُنَضَّرَه
في مَوكِبٍ تَمَثَّلَ ال / حَقُّ فَكانَ مَظهَرَه
دَعِ الجُنودَ وَالبُنو / دَ وَالوُفودَ المُحضَرَه
وَكُلَّ دَمعٍ كَذِبٍ / وَلَوعَةٍ مُزَوَّرَه
لا يَنفَعُ المَيتَ سِوى / صالِحَةٍ مُدَّخَرَه
قَد تُرفَعُ السوقَةُ عِن / دَ اللَهِ فَوقَ القَيصَرَه
يا جَزَعَ العِلمِ عَلى / سُكَينَةِ المُوَقَّرَه
أَمسى بِرَبعٍ موحِشٍ / مِنها وَدارٍ مُقفِرَه
مَن ذا يُؤَسّي هَذِهِ ال / جامِعَةَ المُستَعبَرَه
لَو عِشتِ شِدتِ مِثلَها / لِلمَرأَةِ المُحَرَّرَه
بَنَيتِ رُكنَيها كَما / يَبني أَبوكِ المَأثُرَه
قَرَنتِ كُلَّ حِجرِ / في أُسِّها بِجَوهَرَه
مَفخَرَةٌ لِبَيتِكُم / كَم قَبلَها مِن مَفخَرَه
يا بِنتَ إِسماعيلِ في ال / مَيتِ لِحَيٍّ تَبصِرَه
أَكانَ عِندَ بَيتِكُم / لِهَذِهِ الدُنيا تِرَه
هَلّا وَصَفتِها لَنا / مُقبِلَةً وَمُدبِرَه
وَلَونَها صافِيَةً / وَطَعمَها مُكَدَّرَه
كَالحِلمِ أَو كَالوَهمِ أَو / كَالظِلِّ أَو كَالزَهَرَه
فاطِمُ مَن يولَدُ يَمُت / المَهدُ جِسرُ المَقبَرَه
وَكُلُّ نَفسٍ في غَدٍ / مَيِّتَةٌ فَمُنشَرَه
وَإِنَّهُ مَن يَعمَلِ ال / خَيرَ أَوِ الشَرَّ يَرَه
وَإِنَّما يُنَبَّهُ ال / غافِلُ عِندَ الغَرغَرَه
يَلفِظُها حَنظَلَةً / كانَت بِفيهِ سُكَّرَه
وَلَن تَزالَ مِن يَدٍ / إِلى يَدٍ هَذي الكُرَه
أَينَ أَبوكِ مالُهُ / وَجاهُهُ وَالمَقدِرَه
وادي النَدى وَغَيثُهُ / وَعَينُهُ المُفَجَّرَه
أَينَ الأُمورُ وَالقُصو / رُ وَالبُدورُ المُخدَرَه
أَينَ اللَيالي البيضُ وَال / أَصائِلُ المُزَعفَرَه
وَأَينَ في رُكنِ البِلا / دِ يَدَهُ المُعَمِّرَه
وَأَينَ تِلكَ الهِمَّةُ ال / ماضِيَةُ المُشَمِّرَه
تَبغي لِمِصرَ الشَرقُ أَو / أَكثَرَهُ مُستَعمَرَه
جَرى الزَمانُ دونَها / فَرَدَّهُ وَأَعثَرَه
فَإِن هَمَمتَ فَاِذكُرِ ال / مَقادِرَ المُقَدَّرَه
مَن لا يُصِب فَالناسُ لا / يَلتَمِسونَ المَعذِرَه
مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ
مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ / مُعجِزُه فيها بَهَر
تُعَدُّ في تاريخِها / أَليَقَ ديوانٍ ظَهَر
يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا
يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا / كانَ عَظيمَ الجِسمِ هَمشَرِيّا
وَكانَ يُلقي الرُعبَ في القُلوبِ / بِكَثرَةِ السِلاحِ في الجُيوبِ
وَيُفزِعُ اليَهودَ وَالنَصارى / وَيُرعِبُ الكِبارَ وَالصِغارا
وَكُلَّما مَرَّ هُناكَ وَهُنا / يَصيحُ بِالناسِ أَنا أَنا أَنا
نَمى حَديثُهُ إِلى صَبِيٍّ / صَغيرِ جِسمٍ بَطَلٍ قَوِيِّ
لا يَعرِفُ الناسُ لَهُ الفُتُوَّه / وَلَيسَ مِمَّن يَدَّعونَ القُوَّه
فَقالَ لِلقَومِ سَأُدريكُم بِهِ / فَتَعلَمونَ صِدقَهُ مِن كِذبِه
وَسارَ نَحوَ الهَمشَرِيِّ في عَجَل / وَالناسُ مِمّا سَيَكونُ في وَجَل
وَمَدَّ نَحوَهُ يَميناً قاسِيَه / بِضَربَةٍ كادَت تَكونُ القاضِيَه
فَلَم يُحَرِّك ساكِناً وَلا اِرتَبَك / وَلا اِنتَهى عَن زَعمِهِ وَلا تَرَك
بَل قالَ لِلغالِبِ قَولاً لَيِّنا / الآنَ صِرنا اِثنَين أَنتَ وَأَنا
فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ
فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ / مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ
وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه / مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه
فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه / وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه
لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ / لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ
فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ / وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ
فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ / وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ
مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه / وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه
يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه / يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه
فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ / وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ
رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي / ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ
وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا / فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا
فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه / غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه
يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه / أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه
وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ / يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ
فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا / مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه / تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه
وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ / لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ
وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ / وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ
فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن / وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن
كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ / فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ
لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه / لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه
وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا / فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا
فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ / وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ
وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى / وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا
لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ / وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ
يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه
يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه / آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه
فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ / وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ
فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً / وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا
فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ / وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ
تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ / يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ
فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ / وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ
فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ / وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ
تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق / مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه / وَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مَسَرَّه
فَقالَ فَضلي قَد بَدا يا خِلّي / وَآنَ أَن تَعرِفَ لي مَحَلّي
إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِياً بِجانِبي / تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي
أَختالُ حَتّى قالَتِ العِبادُ / لِمَن مِنَ المُلوكِ ذا الجَوادُ
فَضَحِكَ الحِصانُ مِن مَقالِهِ / وَقالَ بِالمَعهودِ مِن دلالِهِ
لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي / لَكِن سَمِعتُ نَقرَةَ المِهمازِ
الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر
الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر / وَإِن زَهَت بِالشُرُفات وَالحُجَر
مُعتَمدُ الأَركان وَالقَواعِدِ / وَسَنَدُ العالي بِهن الصاعِدِ
فَإِن وَقَفتَ مُطرِيَ البِناءِ / فَاعطِف عَلى الأَساسِ في الثَناءِ
وَهَذِهِ الدَولَةُ قَد دَعا لَها / وَقادَ في ظُهورِها رِعالَها
أَغَرُّ مِن سِوابق الإِسلامِ / فَوارسِ اللِقاءِ وَالكَلامِ
اِختَلَفوا في أَصلِهِ وَفَصلِهِ / وَالسَيفُ يَومَ النَسَب اِبنُ نَصلِهِ
فَقيل حُرٌّ عَرَبيُّ الوَادي / وَقيل عَبدٌ مِن بَني السَوادِ
وَقيل كانَ يَدّعي العباسا / وَيَرتَدي لِهاشِمٍ لِباسا
خاضَ الخَراسانّي في العشرينا / عَلى بَني أُميّةَ العَرينا
فَلقيت دَعوَتُه رَواجا / وَدَخلت فيها القرى أَفواجا
وَقوبِلَت في الفرس بِالمُحبّذِ / مِن كُلِّ دهقانٍ وَكُلِّ موبِذِ
لِبخل مَروانَ عَلَيهُم بِالنِعَم / وَتَركهم سُدىً كَإِهمال النَعم
وَقَرَعَ الساقَ لَها مِن العرب / من لاله في الأَمويين أَرب
رَبيعة اِنحازَت إِلَيها وَيَمَن / أَظهرتا مِن ضَغَنٍ ما قَد كَمَن
فَكَم جَفاهُما بَنو مَروانا / وَاِصطَنَعوا مِن مُضَرَ الأَعوانا
وَبالَغوا في البِرِّ وَالقِيامِ / وَشاطَروها نِعَم الأَيام
وَهِيَ لَما يَقتَرِحون أَجرى / وَهِيَ عَلى بَني النَبيّ أَجرا
جاءَ أَبو مسلم الخِراسِنِي / أَبدلها مِن رائِقٍ بآسنِ
رُمُوا بِماضي الحَدِّ لا يَمينُ / داهِيَةٍ في رَأيِهِ كَمين
تَقتَبِسُ الشبّان مِن مَضائِهِ / وَتَنزِلُ الشِيبُ عَلى قَضائِهِ
يَصيدُ بِالصَلاة وَالصِلاتِ / وَيَقنصُ الولاةَ بِالولاةِ
يُعينُهُ قحطبةٌ ذو الباس / أَولُ قُوادِ بَني العَباس
بِخَيلِهم جابَ البِلادَ وَفَرى / قامَ بَعدَهُ اِبنُهُ مُظفّرا
قالوا كرومر قد ولى
قالوا كرومر قد ولى / من مصر بل قالوا أدبر
حال وغيّرها ربى / سبحان من لا يتغير
يا سعد إن أنت دخلت لوندرة
يا سعد إن أنت دخلت لوندرة / منتصرا مظفرا كعنترة
وجاءك اللورد على المحطة / وحمل الأتباع عنك الشنطة
وسرت محمولا على الأكتاف / بين قيام الناس والهتاف
وقيل تلميذ الإمام مرا / يا مرحبا به وألف هورّا
اختاره اللورد من الأنام / معتدل المبدأ والقوام
كأنه بوتا الفتى المظفّر / بين صفوف المعجبين يخطر
كلاهما بودّه حبانا / من بعد شر غارة أصلانا
هذا غزانا بالسيوف اللامعة / وذا غزانا مرة بالجامعة
فقم خطيبا في بنى التاميز / وامدح مذل الوطن العزيز
وقل لهم أخذتم فرعونا / وكان للعبد الفقير عونا
عندي وإن زالت به الأيام / حب له في القلب واحترام
يبيع كل عامر
يبيع كل عامر / يصيبه وغامر
وكم وكم زوّج أو / طلق من حرائر
تلقاه في كل طري / ق كالغبار السائر
من قهوة لبيرة / لمنتدىً لسامر
ويدفع الشباب في ال / وحول والمخاطر
فمن يَدَى مسلف / إلى يدى مقامر
ومن سموم حانة / إلى لعاب عاهر
لا يبغض الله ولا رسوله / ولا العباد كالمرابين فئة