القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 12
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه / بِاِمرَأَةٍ مُؤَمَّرَه
تَحمِلُ في العُمّالِ وَالص / صُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَه
فَاِعجَب لِعُمّالٍ يُوَل / لونَ عَلَيهِم قَيصَرَه
تَحكُمُهُم راهِبَةً / ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَه
عاقِدَةٌ زُنّارَها / عَن ساقِها مُشَمِّرَه
تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا / نِ وَاِرتَدَتهُ مِئزَرَه
وَاِرتَفَعَت كَأَنَّها / شَرارَةٌ مُطَيَّرَه
وَوَقَعَت لَم تَختَلِج / كَأَنَّها مُسَمَّرَه
مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ / مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَه
يا ما أَقَلَّ مُلكَها / وَما أَجَلَّ خَطَرَه
قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ / بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَه
يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَه / يَ كَالعُقولِ جَوهَرَه
تُغني قُوى الأَخلاقِ ما / تُغني القُوى المُفَكِّرَه
وَيَرفَعُ اللَهُ بِها / مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَه
أَلَيسَ في مَملَكَةِ الن / نَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَه
مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ / بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَه
لَوِ اِلتَمَستَ فيهِ بَط / طالَ اليَدَينِ لَم تَرَه
تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا / لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَه
تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَه / في قَومِها مُوَقَّرَه
مِنَ الرِجالِ وَقُيو / دِ حُكمِهِم مُحَرَّرَه
لا تورِثُ القَومَ وَلَو / كانوا البَنينَ البَرَرَه
المُلكُ لِلإِناثِ في الد / دُستورِ لا لِلذُكَرَه
نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن / هالَتِها لِنَيِّرَه
فَهَل تُرى تَخشى الطَما / عَ في الرِجالِ وَالشَرَه
فَطالَما تَلاعَبوا / بِالهَمَجِ المُصَيَّرَه
وَعَبَروا غَفلَتَها / إِلى الظُهورِ قَنطَرَه
وَفي الرِجالِ كَرَمُ الض / ضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَه
وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما / وَراءَها مِن أَثَرَه
أُنثى وَلَكِن في جَنا / حَيها لَباةٌ مُخدِرَه
ذائِدَةٌ عَن حَوضِها / طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه
تَقَلَّدَت إِبرَتَها / وَاِدَّرَعَت بِالحَبَرَه
كَأَنَّها تُركِيَّةٌ / قَد رابَطَت بِأَنقَرَه
كَأَنَّها جاندَركُ في / كَتيبَةٍ مُعَسكِرَه
تَلقى المُغيرَ بِالجُنو / دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَه
السابِغينَ شِكَّةً / البالِغينَ جَسَرَه
قَد نَثَرَتهُم جُعبَةٌ / وَنَفَضَتهُم مِئبَرَه
مَن يَبنِ مُلكاً أَو يَذُد / فَبِالقَنا المُجَرَّرَه
إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ / لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَه
ما المُلكُ إِلّا في ذُرى ال / أَلوِيَةِ المُنَشَّرَه
عَرينُهُ مُذ كانَ لا / يَحميهِ إِلّا قَسوَرَه
رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَال / مَخالِبِ المُذَكَّرَه
مالِكَةٌ عامِلَةٌ / مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَه
المالُ في أَتباعِها / لا تَستَبينُ أَثَرَه
لا يَعرِفونَ بَينَهُم / أَصلاً لَهُ مِن ثَمَرَه
لَو عَرَفوهُ عَرَفوا / مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه
وَاِتَّخَذوا نَقابَةً / لِأَمرِهِم مُسَيَّرَه
سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَن / هُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه
وَساسَهُ بِحُرَّةٍ / عامِلَةٍ مُسَخَّرَه
صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ / مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَه
وارِدَةٍ دَسكَرَةً / صادِرَةٍ عَن دَسكَرَه
باكِرَةٍ تَستَنهِضُ ال / عَصائِبَ المُبَكِّرَه
السامِعينَ الطائِعي / نَ المُحسِنينَ المَهَرَه
مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا / ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه
أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ / أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه
أَو طافَ بِالماءِ عَلى / جُدرانِهِ المُجَدَّرَه
وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا / فاً وَتَجيءُ مُوقَرَه
جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ ال / خَمائِلِ المُنَوَّرَه
حَوالِبُ الماذِيِّ مِن / زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَه
مَشدودَةٌ جُيوبُها / عَلى الجَنى مُزَرَّرَه
وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا / ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَه
وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ / فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَه
حَتّى إِذا جاءَت بِهِ / جاسَت خِلالَ الأَدوِرَه
وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا / فِ في الدِنانِ المُحضَرَه
فَهَل رَأَيتَ النَحلَ عَن / أَمانَةٍ مُقَصِّرَه
ما اِقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ / أَوِ اِستَعارَت زَهَرَه
أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ / سُكَّرَةً بِسُكَّرَه
حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه
حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه / وَالرَوضَةِ المُعَطَّرَه
وَمَجلِسِ الزَهراءِ في ال / حَظائِرِ المُنَوَّرَه
مَراقِدِ السُلالَةِ ال / طَيِّبَةِ المُطَهَّرَه
ما أَنزَلوا إِلى الثَرى / بِالأَمسِ إِلّا نَيِّرَه
سيروا بِها نَقِيَّةً / تَقِيَّةً مُبَرَّرَه
نُجِلُّ سِترَ نَعشِها / كَالكُسوَةِ المُسَيَّرَه
وَنَنشُقُ الجَنَّةَ مِن / أَعوادِهِ المُنَضَّرَه
في مَوكِبٍ تَمَثَّلَ ال / حَقُّ فَكانَ مَظهَرَه
دَعِ الجُنودَ وَالبُنو / دَ وَالوُفودَ المُحضَرَه
وَكُلَّ دَمعٍ كَذِبٍ / وَلَوعَةٍ مُزَوَّرَه
لا يَنفَعُ المَيتَ سِوى / صالِحَةٍ مُدَّخَرَه
قَد تُرفَعُ السوقَةُ عِن / دَ اللَهِ فَوقَ القَيصَرَه
يا جَزَعَ العِلمِ عَلى / سُكَينَةِ المُوَقَّرَه
أَمسى بِرَبعٍ موحِشٍ / مِنها وَدارٍ مُقفِرَه
مَن ذا يُؤَسّي هَذِهِ ال / جامِعَةَ المُستَعبَرَه
لَو عِشتِ شِدتِ مِثلَها / لِلمَرأَةِ المُحَرَّرَه
بَنَيتِ رُكنَيها كَما / يَبني أَبوكِ المَأثُرَه
قَرَنتِ كُلَّ حِجرِ / في أُسِّها بِجَوهَرَه
مَفخَرَةٌ لِبَيتِكُم / كَم قَبلَها مِن مَفخَرَه
يا بِنتَ إِسماعيلِ في ال / مَيتِ لِحَيٍّ تَبصِرَه
أَكانَ عِندَ بَيتِكُم / لِهَذِهِ الدُنيا تِرَه
هَلّا وَصَفتِها لَنا / مُقبِلَةً وَمُدبِرَه
وَلَونَها صافِيَةً / وَطَعمَها مُكَدَّرَه
كَالحِلمِ أَو كَالوَهمِ أَو / كَالظِلِّ أَو كَالزَهَرَه
فاطِمُ مَن يولَدُ يَمُت / المَهدُ جِسرُ المَقبَرَه
وَكُلُّ نَفسٍ في غَدٍ / مَيِّتَةٌ فَمُنشَرَه
وَإِنَّهُ مَن يَعمَلِ ال / خَيرَ أَوِ الشَرَّ يَرَه
وَإِنَّما يُنَبَّهُ ال / غافِلُ عِندَ الغَرغَرَه
يَلفِظُها حَنظَلَةً / كانَت بِفيهِ سُكَّرَه
وَلَن تَزالَ مِن يَدٍ / إِلى يَدٍ هَذي الكُرَه
أَينَ أَبوكِ مالُهُ / وَجاهُهُ وَالمَقدِرَه
وادي النَدى وَغَيثُهُ / وَعَينُهُ المُفَجَّرَه
أَينَ الأُمورُ وَالقُصو / رُ وَالبُدورُ المُخدَرَه
أَينَ اللَيالي البيضُ وَال / أَصائِلُ المُزَعفَرَه
وَأَينَ في رُكنِ البِلا / دِ يَدَهُ المُعَمِّرَه
وَأَينَ تِلكَ الهِمَّةُ ال / ماضِيَةُ المُشَمِّرَه
تَبغي لِمِصرَ الشَرقُ أَو / أَكثَرَهُ مُستَعمَرَه
جَرى الزَمانُ دونَها / فَرَدَّهُ وَأَعثَرَه
فَإِن هَمَمتَ فَاِذكُرِ ال / مَقادِرَ المُقَدَّرَه
مَن لا يُصِب فَالناسُ لا / يَلتَمِسونَ المَعذِرَه
مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ
مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ / مُعجِزُه فيها بَهَر
تُعَدُّ في تاريخِها / أَليَقَ ديوانٍ ظَهَر
يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا
يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا / كانَ عَظيمَ الجِسمِ هَمشَرِيّا
وَكانَ يُلقي الرُعبَ في القُلوبِ / بِكَثرَةِ السِلاحِ في الجُيوبِ
وَيُفزِعُ اليَهودَ وَالنَصارى / وَيُرعِبُ الكِبارَ وَالصِغارا
وَكُلَّما مَرَّ هُناكَ وَهُنا / يَصيحُ بِالناسِ أَنا أَنا أَنا
نَمى حَديثُهُ إِلى صَبِيٍّ / صَغيرِ جِسمٍ بَطَلٍ قَوِيِّ
لا يَعرِفُ الناسُ لَهُ الفُتُوَّه / وَلَيسَ مِمَّن يَدَّعونَ القُوَّه
فَقالَ لِلقَومِ سَأُدريكُم بِهِ / فَتَعلَمونَ صِدقَهُ مِن كِذبِه
وَسارَ نَحوَ الهَمشَرِيِّ في عَجَل / وَالناسُ مِمّا سَيَكونُ في وَجَل
وَمَدَّ نَحوَهُ يَميناً قاسِيَه / بِضَربَةٍ كادَت تَكونُ القاضِيَه
فَلَم يُحَرِّك ساكِناً وَلا اِرتَبَك / وَلا اِنتَهى عَن زَعمِهِ وَلا تَرَك
بَل قالَ لِلغالِبِ قَولاً لَيِّنا / الآنَ صِرنا اِثنَين أَنتَ وَأَنا
فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ
فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ / مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ
وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه / مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه
فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه / وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه
لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ / لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ
فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ / وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ
فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ / وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ
مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه / وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه
يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه / يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه
فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ / وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ
رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي / ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ
وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا / فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا
فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه / غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه
يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه / أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه
وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ / يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ
فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا / مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه / تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه
وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ / لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ
وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ / وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ
فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن / وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن
كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ / فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ
لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه / لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه
وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا / فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا
فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ / وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ
وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى / وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا
لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ / وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ
يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه
يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه / آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه
فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ / وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ
فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً / وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا
فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ / وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ
تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ / يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ
فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ / وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ
فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ / وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ
تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق / مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه / وَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مَسَرَّه
فَقالَ فَضلي قَد بَدا يا خِلّي / وَآنَ أَن تَعرِفَ لي مَحَلّي
إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِياً بِجانِبي / تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي
أَختالُ حَتّى قالَتِ العِبادُ / لِمَن مِنَ المُلوكِ ذا الجَوادُ
فَضَحِكَ الحِصانُ مِن مَقالِهِ / وَقالَ بِالمَعهودِ مِن دلالِهِ
لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي / لَكِن سَمِعتُ نَقرَةَ المِهمازِ
الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر
الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر / وَإِن زَهَت بِالشُرُفات وَالحُجَر
مُعتَمدُ الأَركان وَالقَواعِدِ / وَسَنَدُ العالي بِهن الصاعِدِ
فَإِن وَقَفتَ مُطرِيَ البِناءِ / فَاعطِف عَلى الأَساسِ في الثَناءِ
وَهَذِهِ الدَولَةُ قَد دَعا لَها / وَقادَ في ظُهورِها رِعالَها
أَغَرُّ مِن سِوابق الإِسلامِ / فَوارسِ اللِقاءِ وَالكَلامِ
اِختَلَفوا في أَصلِهِ وَفَصلِهِ / وَالسَيفُ يَومَ النَسَب اِبنُ نَصلِهِ
فَقيل حُرٌّ عَرَبيُّ الوَادي / وَقيل عَبدٌ مِن بَني السَوادِ
وَقيل كانَ يَدّعي العباسا / وَيَرتَدي لِهاشِمٍ لِباسا
خاضَ الخَراسانّي في العشرينا / عَلى بَني أُميّةَ العَرينا
فَلقيت دَعوَتُه رَواجا / وَدَخلت فيها القرى أَفواجا
وَقوبِلَت في الفرس بِالمُحبّذِ / مِن كُلِّ دهقانٍ وَكُلِّ موبِذِ
لِبخل مَروانَ عَلَيهُم بِالنِعَم / وَتَركهم سُدىً كَإِهمال النَعم
وَقَرَعَ الساقَ لَها مِن العرب / من لاله في الأَمويين أَرب
رَبيعة اِنحازَت إِلَيها وَيَمَن / أَظهرتا مِن ضَغَنٍ ما قَد كَمَن
فَكَم جَفاهُما بَنو مَروانا / وَاِصطَنَعوا مِن مُضَرَ الأَعوانا
وَبالَغوا في البِرِّ وَالقِيامِ / وَشاطَروها نِعَم الأَيام
وَهِيَ لَما يَقتَرِحون أَجرى / وَهِيَ عَلى بَني النَبيّ أَجرا
جاءَ أَبو مسلم الخِراسِنِي / أَبدلها مِن رائِقٍ بآسنِ
رُمُوا بِماضي الحَدِّ لا يَمينُ / داهِيَةٍ في رَأيِهِ كَمين
تَقتَبِسُ الشبّان مِن مَضائِهِ / وَتَنزِلُ الشِيبُ عَلى قَضائِهِ
يَصيدُ بِالصَلاة وَالصِلاتِ / وَيَقنصُ الولاةَ بِالولاةِ
يُعينُهُ قحطبةٌ ذو الباس / أَولُ قُوادِ بَني العَباس
بِخَيلِهم جابَ البِلادَ وَفَرى / قامَ بَعدَهُ اِبنُهُ مُظفّرا
قالوا كرومر قد ولى
قالوا كرومر قد ولى / من مصر بل قالوا أدبر
حال وغيّرها ربى / سبحان من لا يتغير
يا سعد إن أنت دخلت لوندرة
يا سعد إن أنت دخلت لوندرة / منتصرا مظفرا كعنترة
وجاءك اللورد على المحطة / وحمل الأتباع عنك الشنطة
وسرت محمولا على الأكتاف / بين قيام الناس والهتاف
وقيل تلميذ الإمام مرا / يا مرحبا به وألف هورّا
اختاره اللورد من الأنام / معتدل المبدأ والقوام
كأنه بوتا الفتى المظفّر / بين صفوف المعجبين يخطر
كلاهما بودّه حبانا / من بعد شر غارة أصلانا
هذا غزانا بالسيوف اللامعة / وذا غزانا مرة بالجامعة
فقم خطيبا في بنى التاميز / وامدح مذل الوطن العزيز
وقل لهم أخذتم فرعونا / وكان للعبد الفقير عونا
عندي وإن زالت به الأيام / حب له في القلب واحترام
يبيع كل عامر
يبيع كل عامر / يصيبه وغامر
وكم وكم زوّج أو / طلق من حرائر
تلقاه في كل طري / ق كالغبار السائر
من قهوة لبيرة / لمنتدىً لسامر
ويدفع الشباب في ال / وحول والمخاطر
فمن يَدَى مسلف / إلى يدى مقامر
ومن سموم حانة / إلى لعاب عاهر
لا يبغض الله ولا رسوله / ولا العباد كالمرابين فئة

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025