المجموع : 4
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ
قالوا تَمَنَّ ما هَوِيتَ واجتَهِدْ /
فقلتُ قولَ المُتَشَكِّي المُقتصِدْ /
لقاءَ من غابَ وفقدَ مَن شَهِدْ /
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا
لو اكتنفتَ النَّضرَ أو مَعدّا /
أو اتَّخذتَ البيتَ كهفاً مهدا /
وزَمزَماً شريعةً وَوِردا /
والأخشَبينِ مَحضَراً ومَبدى /
ما ازدَدْتَ إلاَّ من قريشٍ بُعدا /
أو كنتَ إلاَّ مَصقَليًّا وَغدا /
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ
سيرٌ حثيثٌ وزمانٌ مُسعِدُ /
وغُدوةٌ طابَ عليها المرقدُ /
سَيلتقي مُنحدِرٌ ومُصعِدُ /
يا فَرحتي وفَرَحٌ لا يَنفدُ /
بالظَّهرِ يومَ عيدُنا يستحشدُ /
ثمَّ غدونا والغُدوُّ أحمدُ /
والقادسيَّةُ الهَوَى والمَنشَدُ /
وبالمغيثةِ استغاثَ المُكمَدُ /
يوماً له القرعاءُ لا شكَّ غدُ /
ثمَّ إلى واقصَ كان المقصدُ /
ثمَّ لنا ب العقبات مَورِدُ /
وفي ضحا القاعِ العليلِ نَبرُدُ /
وغادةٌ يطلبها المُعَوَّدُ /
والوصلُ يدنو والهمومُ تبعدُ /
وراحت العِيسُ العتاقُ تُنجِدُ /
إلى زبالةَ اطَّباها المُنشِدُ /
وبالشقوق غَرَّدَ المُغرِّدُ /
والقبرُ لا سقاهُ غيثٌ مُرعِدُ /
قبر العباديِّ الذي يُعَدَّدُ /
وقد جَرت لكَلَفٍ ما ترقُدُ /
ب الثعلبية النجومُ الأسعدُ /
ومن زرودٍ فَوَّزَ المُزردُ /
يمضي إلى الأجفر لا يُعدِّدُ /
وراحت العِيسُ ب فيدٍ تنهِدُ /
تحطُّ في أنيابِها وتحصِدُ /
ووردَ توز وسميرا تُوعدُ /
وكانَ بالحاجرِ يومٌ أسعدُ /
منه إلى النقرة قد تُومي اليَدُ /
ثمَّ إلى الماوان رحباً تَعمدُ /
واللهُ بالنزولِ فيها يُحمَدُ /
والرَّبذات حمدٌ محَدَّدُ /
ثُلثان قد مروا وثلثٌ ينفدُ /
والهائمُ المشتاقُ ليسَ يرقُدُ /
وكم حسا السليل منا مؤبِدُ /
حتَّى إِذا ما سدَّدَ المُسدِّدُ /
ودَّعها في المعدن المدودُ /
لوح بالأفيعيات الموقِدُ /
ومنزلٌ من بعدِها يستطردُ /
اسمٌ قبيحٌ ومحلٌّ يُجهِدُ /
وحَمِدَ الغمرةَ منا الموفدُ /
ثمَّ يُلبى الصمدُ المُوحَّدُ /
وذات عِرقٍ ويغورُ مُنجدُ /
ومنزل البستان فيه المَحشدُ /
لا زلتَ تُولى بالثنا وتُعهَدُ /
صارت عليكَ مُهجتي تَبدَّدُ /
ومكَّة الله فحَلَّ الوُفَّدُ /
فحُطَّ عنها رحلُها المؤكَّدُ /
واختلف الصفاءُ والتودُّدُ /
يا مشهداً ما مثل ذاك مشهدُ /
كم مُفردٍ يسطو بحزنٍ يضهدُ /
وغلَّةٍ تُطفى وعينٍ تجمدُ /
مؤرَّقٌ من سَهَدِه
مؤرَّقٌ من سَهَدِه / مُعذَّبٌ من كِمَدِه
خلا به السُّقمُ فما / أسرَعَه في جسَدِه
يرحمُهُ مِمّا بهِ / من ضُرِّهِ ذو حَسدِه
كأنَّ أطرافَ المُدى / تجرحُ أعلى كَبِدِه