القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 3
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ
سَيْفُ القريضِ كامِنٌ في غِمْدِهِ /
أَبلاه فَقْدُ سلَّه ورَدِّهِ /
والجُودُ أَولَى صاقلٍ لِحَدِّه /
والشعرُ مثلُ الروضِ حَوْكُ بُرْدِه /
أَبيضُه يضحكُ عن مُسْوَدِّه /
تختالُ بين آسِه وَوَرْدِه /
وإِنما ضامِنُ رِيِّ ورْدِه /
وهَزَّ أَعطافِ قدودِ مُلْدِه /
ما فاضَ من غيثِ الندى وجوْده /
والحافظُ المطلِعُ نَجْمَ سَعْدِه /
يحدو له ببَرْقِه ورَعْدِه /
غيثاً يَضيعُ الغيثُ دون ثَمْدِه /
فكلُّ خير عندَهُ من عِنْدِه /
حَبْرٌ جلا الظلماءَ وَرْيُ زَنْده /
والويلُ والويلُ لِمَنْ لَمْ يَهْدِهِ /
بدرُ علاهُ في سماءِ مَجْده /
ذو نسبٍ يُريكَ عند عَدِّه /
دُرًّا أَجادَ المجدُ نَظْمَ عِقْدِه /
ورونقاً كالعَضْبِ بل فِرِنْدِهِ /
كِسْرَى به مفتخِرٌ من مَهْدِهِ /
يرويهِ عن والِدِه وجَدِّه /
وعبدُهُ الخادِمُ وابْنُ عَبْدِه /
قد أَنطقَ الجودُ لِسانَ حَمْدِهِ /
يطلبُ منه اليومَ فَرْضَ بَعْدِهِ /
وَهْوَ يُحاشِي فَضْلَهُ من رَدِّه /
تيّم قلبي أغيدُ
تيّم قلبي أغيدُ / وخانَ فيه الجلَدُ
وليس لي من يُسْعِدُ / عليه مُذ فارقني
الله في قتل فتى / ذي كبدٍ قد فتّتا
فكم وحتّى ومتى / بعدَ الرِّضا تسخطني
يا قمراً قد قمَرا / قَلبي لما غَدرا
ألِفْتُ منك السّهرا / والقلبُ خِدْنُ الحزَنِ
لقد جفا جَفْني الكَرى / منذُ سرى مع السُّرى
فها أنا بينَ الورى / متيّمٌ ذو شجَنِ
أكثر فيه العُذّلُ / جاروا ولمّا يَعدِلوا
والعدلُ ليس يُجهَل / في حُبِّ من تيّمني
ويلاهُ من مهفهَفِ / أحورَ أحوى صلِفِ
أفي له ولا يفي / بالعهدِ طولَ الزمنِ
يا ويح صبٍّ عشِقا / مثلي ظبياً مؤنِقا
لم يُبْقِ مني رمَقا / مذْ للجفا أسلمني
أورثَ جسمي سقَما / وجار لما حكَما
فالشوق مني كلما / ذكرْتُه يقلقني
أودَع لما ودّعا / نارَ الغرامِ الأضلُعا
فالقلبُ أضحى موجَعا / عليه مذْ ودّعني
أقولُ لما ظعَنا / وزادَ قلبي حزَنا
هيّجْتَ ناراً سكَنا / بين الحشايا سكَني
يا قلبُ دعْ ذِكرَ الهوى / ومن نَوى لك النّوى
وعدِّ عن ذكر اللِّوى / وكلّ ظبيٍ مُفتِنِ
وانْحُ الإمامَ أحمدا / أنْدى الورِ طُرّاً يَدا
ومن يَعُدُّ الفرْقَدا / هجرَ النّدى والمِنَنِ
هو الإمامُ الحافظُ / فأينَ منه الجاحظُ
والألمعيُّ الواعظُ / في كلِّ فنٍّ حسَنِ
لقد حوى المفاخِرا / وجمّل المحابِرا
وحاز فضلاً باهِرا / وفاقَ أهلَ الزمنِ
أكرِمْ به من عالِمِ / فاقَ جميعَ العالَم
بالجودِ والمكارِم / فمثلُه لم يكُنِ
من مثلُه في نخوتِهْ / وفي علوّ همّتِهْ
يجلو ضياءَ طلعَتِهْ / عنّا دياجي الفِتَنِ
علاّمةٌ حبْرٌ علَمْ / العُرْبُ فاقَ والعجمْ
ما مثلُهُ بين الأمَمْ / وحقِّ آلِ الحسَنِ
طلعتُه كالقمرِ / وجودُه في البشرِ
يفيضُ فيضَ المطرِ / في السّرِ ثم العلنِ
في الحِلْمِ فاقَ أحنفا / وفي الجمالِ يوسُفا
فكم كتابٍ ألّفا / ناهيكَه من فطِنِ
أسعدَنا بسعْدِه / وخصّنا برفدِه
كأنّه في زُهدِه / مثلُ أوَيسَ القُرَني
يجود وهو مبتسِمْ / من قاصديه محتشِمْ
وجوده مثل الدِّيَمْ / وكالغمامِ الهَتِنِ
لم ترَ عيني قبلَه / في كل فن مثلَهُ
حوى الفخارَ كلَّهُ / وحازه في قرَنِ
همّتهُ فوق السُّها / بذا قضى أهلُ النُهى
وطبعُه بذلُ اللُهى / بذلَ الجوادِ المحسِنِ
زُرْهُ تزُرْ مهذّبا / أزكى الأنامِ منصبا
في النطق فاق العَرَبا / وفي العلوّ المُزَني
له الحِجى والسّؤدُدُ / والفضلُ والتودّدُ
فمَنْ سواهُ يُقصَدُ / عند حلولِ المحَنِ
أكرِمْ به من بارع / مثل الهلال الطّالعِ
كمالكٍ والشافعي / ومَعمرٍ باليَمنِ
إذا سألناه النِّعَمْ / جوابه لنا نعَمْ
وبذْلُه حُمرُ النِّعَمْ / ما بُخلُه بمُمكِنِ
يا سيّداً حاز العلا / على السِّماكين عَلا
أربَيْتَ في الفقه على / ابنِ ثابتٍ والحسَنِ
يا ذا العلا والحسبِ / والفضل والتأدّبِ
يا عُدّتي في النّوبِ / ومنقِذي من زمني
تهنّ يا سيّدنا / فالعيدُ وافي ودَنا
وأنت أنتَ عيدُنا / فابْقَ ممرَّ الزمن
وعِشْ سعيداً مُسْعَدا / ألفا على رغم العدى
ودُم لنا مدى المدى / في أطيب العيش الهَني
مالكُ قلبي عن يدِ
مالكُ قلبي عن يدِ / يقتلُني ولا يدي
فأنثني ومهجتي / نهْبَ جيوشِ الكمَدِ
وإنما تخدعُني / بمُلق التودد
ينعَمُ بالطيفِ على / ناظريَ المسهَّدِ
وأين من إلمامِه / مُقلةُ مَن لم يرقدِ
وربما واصلني / لكن بخُلْفِ الموعد
وجاء بالحب بما / لم يعترض في خلدي
ولم يجُدْ بربّةٍ / لغُلّةِ القلبِ الصدي
وإنما يُبردُها / برشفِ ذاك البرَدِ
ودونه صَمصامةٌ / من لحظِه المعربدِ
قد أصبحتْ في جفنِها / كالصارمِ المهنّدِ
منكمْ أحومُ والهوى / يصدِفُني عن موردي
وقد أذاب طولَ ه / ذا المَطْلِ روحُ الجلدِ
الله في حُشاشةٍ / أنبَتُها عن جسدي
طرفي جنى فما الذي / أوجب ظُلْمَ الكبِدِ
وإنما حكمُ القِصا / صِ واقعٌ بالمُعتَدي
دهيتَني فصِرْتُ لا / أعرف أمسي من غَدي
ورّدْتَ دمْعَ مقلتي / بخدّك المورَّدِ
وأشبه الحالُ به / إنسانَ عينِ الأرْمَدِ
كعبةُ حُسنٍ كمُلَتْ / بالحجر المسوّد
لكنْ براحاتِ المُنى / تلمُسُ لا راحِ اليد
معطلُ اللبةِ إل / ا من حُليّ الغيَد
تجمّع الحُسنُ به / من مزوَجٍ ومفردِ
كأنما استعارَ من / بعضِ صِفاتِ أحمدِ
وأين منه حُسنُها / والصُّفرُ غيرُ المَسجَدِ
السيدُ بنُ السيد ب / نُ السيد بنُ السيدِ
جلالةٌ من آدمٍ / باقيةٌ للأبدِ
ورفعةٌ قضتْ له / بها نُجومُ المَولدِ
ذو راحةٍ قد ضمنَتْ / بالبَذْلِ برّ المُجتَدي
يقظانُ إلا أنه / نائمُ طرفِ الحسَدِ
تواضعٌ أنزلهُ / بين عِراضِ الفرقَدِ
وقد لوى اللهُ له / أخدعَ كلّ أصيدِ
فكلهمْ أجابَه / ولم يُنادِ أسعدِ
هذا وكم مدرسةٍ / تدرسُ إفكَ المُلحِدِ
تُضحِك عن لألائها ال / مُشرقِ ثغرَ البلَدِ
كأنما خريدةٌ / حاليةُ المقلَّدِ
حلّ سليمانُ بها / في صرْحِه المُمَرَّدِ
ورامَها الغيثُ فنا / دَتْهُ على البعدِ اجْهَدِ
وأتعبتْهُ فابْتَنى / عنها رسوخَ النجَدِ
لا تكذبنّ إنها / لولاهُ لم تُشيّدِ
قد أوضحَ اللهُ به / لنا طريقَ الرَّشَدِ
وزهّرَتْ نجومُه / فويلَ من لم يهتدِ
وإن روى الأخبارَ منْ / مُرسِلِها والمسنَّدِ
فاصغِ إليه والتقِطْ / من دُرِّه المنضَّدِ
وقلْ لقد سمعتُها / من فلقٍ محْمَدِ
يا ضامناً يُسْرَ النّدى / ببشْرِ وجهه النّدي
ومن إذا مدحتَه / قال لي العُلا زدِ
مثلُك من قوّم ما / في كلِمي منْ أوَدِ
فاهنأ بعشرٍ لم يزلْ / منه أخيرُ العددِ
هذا على أنك في / أولِ كلِّ سؤدَدِ
واسلمْ ودُمْ في نعمةٍ / باقيةٍ للأبدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025