جئت إلى الدير ضحا يوم الأحد
جئت إلى الدير ضحا يوم الأحد / أقصِد منها حلباً فيمن قصد
فاعترضتني شُرطة ذات رَصَد / تطلب تصديق جوازي في الصدد
فعاقني ذاك اليوم لغَد / كأنني والغيظ في قلبي اتَقد
سفينة أسكنها ماءٌ جَمَد / حتى لقد يئست من فتح السُدَد
وقلت من يأسي وقد قلّ الجَلد / كأنَ من يمُرّ من هذا البلد
يمر زحفاً بين أشداق الأسد / لولا كرام أدركوني بالمَدَد
لكنت أبقى زمناً من غير حد / يا صاحب الشرطة ما هذا اللدد
لم أدر جدٌّ فعلكم أم هودَد / فإن أجنادك جاءوا بالفَنَد
إذ فيّ عاثُوا عَيث ذئب في نَقَد / تعاوَرتني منهم يدٌ فيد
أقاد كالقاتل قِيد للقَوَد / حتى ثيابي فتَشوها والجسد
كأنني سارق مال مُفتَقَد / ما أنا ممَن جرّ جرماً فشَرد
ولست ممن سِيم حقاً فجحد / كلاّ ولست جانياً على أحد
لكنما الأمر لديهم قد فسد / والحُكم قد جار عليهم واستبد
فالقوم أما حظّهم فقد رقد / عنهم وأما سعدهم فقد خَمَد
منهم وأما نحسهم فقد وَقَد / وقد أضاعوا مجدهم إلى الأبد