القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 9
يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى
يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى / تَلَقَّ بِشْراً وَتَمَلَّ السَّعْدَا
لَمْ يَرْجِعِ العِيدُ مُرِيباً إِنَّما / أَرَابَ قَوْمٌ مِنْكَ ضَلُّوا الْقَصْدَا
يَا عِيدُ ذَكِّرْ مَنْ تَنَاسَى أَنَّنَا / لَمْ نكُ مِنْ آبِقَةِ العِبِدَّى
كُنَا عَلَى الأَصْفَادِ أَحْرَارَاً سِوَى / أَنَّ الرَّزَايَا أَلْزَمَتْنَا حَدَّا
كُنَّا نَجِيشُ مِنْ وَرَاءِ عَجْزِنَا / كَمُتَوَالِي الْمَاءِ لاقَى سَدَّا
حَتَّى تَدَفَّقْنَا إِلى غَايَتِنَا / تَدَفُّقَ الأَتِيِّ أَوْ أَشَدَّا
وَكُلُّ شَعْبٍ كَاسرٍ قيُودَهُ / بِالْحَقِّ مَا اعْتَدَى وَلاَ تَعَدَّى
فَلَم نَكُنْ إِلاَّ كِرَاماً ظُلِمُوا / فَاسْتَنْصَفُوا وَلَمْ نَطِش فَنَرْدَى
إِنِّي أُحِسُّ فِي الصُّدُورِ حَرَجاً / يُقِيمُهَا وَفِي الزَّفِيرِ صَهْدا
إِيَّاكُمُ الْفِتْنَةَ فَهْيَ لَوْ فَشَتْ / فِي أَجَمَاتِ الأُسْدِ تُفْنِي الأُسْدَا
أَما رَأَيْتُمْ صَدَأَ السَّيْفِ وَقَدْ / غَالَ الفِرِنْدَ ثُمَّ نَالَ الْغِمْدا
فَلاَ تَفَرَقُّوا وَلاَ تنازَعُوا / أَعدَاؤُنا شُوسٌ وَلَيسُوا رُمْدا
أَخَافُ أَنْ نُمْكِنَكُم مِنَّا بِمَا / يَقْضِي لَهُم ثَأْراً وَيشْفِي حِقْدَا
أَوْ أَنْ نُقِيمَ حُجَجاً دَوَامِغاً / لَهُمْ عَلَيْنَا فَنَجِيءَ إِدَّا
قَدْ زَعَمُوا الشُّورَى لَنَا مَفْسَدَةً / عَلَى صَلاَحِهَا أَقَالُوا جدَّا
وَهَلْ أَزَلْنَا مُسْتَبِداً واحِداً / عَنَّا كَدَعْوَاهُمْ لِنَسْتَبِدَّا
دُعاةَ الاسْتِئْثَارِ إِنْ لَمْ تَنْتَهُوا / وَتَرْعَوُوا سَاءَ المَصِيرُ جِداً
بِصِحَّةِ الشُّورى نَصِحُّ كُلُّنَا / فَإِنْ أَرَبْنَا قَتَلَتْنَا عَمْدَا
فِي كُلِّ شَعْبٍ كَثُرَتْ أَجْنَاسُهُ / لاَ شَيْءَ كَالْقِسْطِ يَصُونُ العِقْدَ
تَشَارَكُوا فِي الْحُكْمِ وَاخْتَارُوا لَهُ / خِيَارَ كُلِّ مِلَّةٍ يَستَدَّا
فَقَدْ يَرَى الْبَصِيرُ مِنْهَا كَثَبَا / مضا لاَ يَرَاهُ الاَبْصَرُونَ بُعْدَا
إِنَّ السِّرَاجَ الَّذِي جَاوَرَهُ / أَجْلَى مِنَ النَّجْمِ سَنىً وَأهْدَى
تَعَاوَنُوا تَرْقَوْا فَإِنْ تَنَافَرُوا / عَلَى الحُطَامِ لَمْ تَصِيبُوا مَجْدَا
أَغْلَى تُرَاثٍ فِي يَدَيْكُمْ فَاحْرِصُوا / مِنْ قَدَّرَ الذُّخَر تَفَادَى الفَقْدَا
دَوْلَتُنَا دَوْلَتُنَا نَذْكُرُهَا / بِأَنْفُسٍ تَدْمَى عَلَيْهَا وَجْدَا
أَلْحُرَّةُ المُنْجِبَةُ الأُمُّ الَّتِي / بِالْمَالِ تُشْرَى وَالْقُلُوبِ تُفْدَى
إِخْشَوْا عَلَيْنَا الْيُتْمَ مِنْهَا فَلَقَدْ / أَرَى أَمَرَّ اليُتْمِ أَحْلَى وِرْدَا
وَأَنْتُمُ يَا أُمَّتِي أُرِيدُكُمْ / عِنْدَ رَجَائِي حِكْمَةً وَرُشْدَا
يَا أُمَّتِي بِالعِلْمِ تَرْقَوْنَ الْعُلَى / وَتَكْسِبُونَ رِفْعَةً وَحَمْدَا
وَبِالْوِفَاقِ تَمْلِكُونَ أَمْرَكُمْ / وَتَغْنَمُونَ الْعَيْشَ طَلْقَاً رَغْدَا
فَمَنْ يُخَالِفْ صَابِرُوهُ إِنَّهُ / لَذَاهِبٌ فَرَاجِعٌ لاَ بُدَّا
أَلَيْسَ تَائِباً إِلى حَيَاتِهِ / مَنْ لَمَحَ الخَطْبَ بِهَا قَدْ جَدَّا
فَإِنْ غَوَى أَخُْو نُهىً فَمُهْلَةً / حَتَّى يَرُدَّهُ نُهَاهُ رَدَّا
مَتَى أَرَى الشَّرْقِيَّ شَيْئاً وَاحِداً / كَمَا أَرَى الغَرْبِيَّ شَيْئاً فَرْدَا
مَتَى أَرَانَا أُمَّةً تَوَافَقَتْ / لا مِلَلاً مُمْتَسِكَاتٍ شَدَّا
كَمْ سَبَقَتْنَا أُمَّةٌ فَاتَّحَدَتْ / وَأَدْركَتْ شَأْناً بِهِ مُعْتَدَّا
قَامَ بَنُوهَا كَالعِمَادِ حَوْلَهَا / فَبَسَطُوا رُوَاقَهَا مُمْتَدَّا
سَعَتْ إِلَى غَايَتِهَا قَصْداً عَلى / تَثَبُّتٍ فَبَلَغَتْهَا قَصْدَا
بِلْكَ لَعَمْرِي سُنَّةٌ نَجَا بِها / مِنْ قَبْلُ أَقْوَامٌأَنَتَحَدَّى
لِيَأْبَ حِرْصُنَا عَلَى البَقَاءِ أَنْ / جَدَّتْ بِنَا حَالٌ وَلا نَجِدَّا
كَالطَّلَلِ الْبَاقِي عَلَى إِقْوَائِهِ / لا عَامِراً يُلْفَى وَلا منْهَدَّا
نَصِيحَتِي نَظَمْتُهَا وَدَّاً لَكُمْ / وَلَوْ نَثَرْتُ لَمْ أَزِدْهَا وُدَّا
أَلْفَاظُهَا نَدِيَّةٌ بِأَدْمُعِي / عَلَى التَّلَظِّي وَالْمَعَاني أَنْدَى
أَرْسَلْتُهَا مَعَ الضَّمِيرِ مِثْلَمَا / جَاءَتْ وَمَا أَفْرَغَتُ فِيهَا تجُهْدَا
إِنِّي أُبَالِي وَطَنِي أَصْدُقُهُ / وَمَا أُبَالِي لِلْوُشَاةِ نَقْدَا
يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا
يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا / أَشْرِفْ وَدُمْ فَوْقَ الْبُنُودِ بَنْدَا
أَنْتَ الَّذِي صُنْتَ الْحِمَى وَأَهْلَهُ / قَبْلاً وَحَرَّرْتَ النُّفُوسَ بَعْدَا
أَنْتَ الَّذِي بَعَثْتَنَا مِنَ الرَّدَى / وَجِئْتَنَا بِالْفَخْرِ مُسْتَرَدَّا
أَنْتَ الَّذِي تُقْبِسُ كُلَّ خَامِدٍ / إِيمَانَهُ مِنَ اليَقِينِ وَقْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَجْلُو الهِلاَلَ زَاهِراً / فِي كُلِّ حِينٍ وَالسَّمَاءَ وَرْدَا
أَنْتَ الَّذِي تَتْرُكُ أَنْوَارَ الضُّحَى / حَوَاسِداً مِنْكَ الظِّلاَلَ الرُّبْدَا
طَاوِلْ فَمَا فَيْئُكَ إِلاَّ أُمَّةٌ / مِلءُ البِلاَدِ قَادَةً وَجُنْدا
أَحْلاَسُ حَرْبٍ حُلَفَاءُ حِكْمَةٍ / فِي السِّلْمِ غُرٌّ هِمَّةٌ وَرَفْدَا
فِي مِثْل هَذَا العِيدِ عاهَدْنَاكَ لَمْ / نَكْذِبْكَ وَالْيَوْمَ نُعِيدُ الْعَهْدَا
ذِمَّتُنَا ذِمَّتُنَا عِنْدَ الْعُلَى / وَالفَوْزُ كَانَ للثَّبَاتِ وَعْدَا
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ / وَالنُّورُ تَاجٌ وَالفَرِيدُ عِقْدُ
وَالجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ /
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى / مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
كَأْساً مِزَاجُهَا أَلْهَوَى وَالسَّعْدُ /
مَا الحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ / لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاً مَا بَعْدُ /
أَلْيَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرا / مُوْقِدَةٌ فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرا
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شَهْدُ /
أَلْيَوْمَ تُعْرَفُ أَلْغَرَامَ البِكْرُ / وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكْرُ
يَا حُسْنَ غِيِّ صارَ وَهْوَ رُشْدُ /
مَضَى زَمَانُ الغِرَّةِ اللّطِيفَهْ / وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ العَفِيفَهْ
يُعِدّ لِلعُمْرانِ مَنْ يُعِدُّ /
وَفي غَدٍ تَوَافُدُ البَنِينَا / ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السِّنِينَا
تَجَامُلٌ حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ /
جُرْجِيتُ يَا مَنْ خَصَّهَا بالحُبِّ / أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
إِنْ الْوُرُودَ شِبْهُ مَن بَوَدُّ /
جُرْجيتَ قد أُجيزَ لِلْقَوَافِي / وَصفُ العَرُوسِ سَاعَةَ الزِّفافِ
فَلا يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكَ صَدُّ /
وَعَلَّ زوجَكِ أَلأَدِيبَ آذِنْ / إِنِّي إِذَنْ بعَينِهِ مُعَايِنُ
وبِفُؤادِهِ لِسَانِي يَشْدو /
أُحِسُّ فِي رَأْسِيَ مِنْهُ وَحْيا / يُنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا ارُدُّ /
وانْظُمُ أَلْبَيْتَ أَلْذِي يُؤويكِ / فَلَيْسَ يَبدُو رَسْمُ مَعنىً فيكِ
إِلاَّ ومَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو /
لِلهِ أَنتِ فِي أَلْغَوَانِي أَلْحُورِ / مِنْ روحِ ظرفٍ في مِثَالِ نورِ
لِكُلِّ عينٍ مِنْ سَنَاهُ وِرْد /
لِلهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاءِ / تِبْرُ الأَصيلِ في مَدَى السماءِ
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدَّ /
يَا لَهُ ذاكَ الخَدُّ مَا أَرْوَعَهُ / لِلهِ ذَاكَ القَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ القد /
مَحَاسِنُ الأَوصَافِ وَالأَخلاقِ / فِيكِ الْتَقَتْ والحمدُ للخَلاَّقِ
وبعدَه لأَبَوَيْكِ الحَمْدُ /
أَخَذْتِ عَنْ أَكْمَلِ أُمٍّ وَأَبِ / أَوْفَى الجَمَالِ وَأَتَمَّ الأَدَبِ
وَهَكَذَا مَا جَدَّ يسْتَجدُّ /
وانتَ يا نَجْلَ أَخي نقولا / قَدْ سَاغَ يَومَ العرْسِ أَنْ نقولا
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعدو /
إِن تَكُنِ النَّابِغَةَ الحَبِيبَا / فَعُنْصُرَكَ مَن عَرَفْنَا طِيبَا
كَيْفَ العفافُ منْجِباً والمَجدُ /
فِعش وعاشتْ عِرسُكَ المُنيرَهْ / في نِعْمةٍ سَابغةٍ وَفِيرَهْ
إِنَّ الصَّفَاءَ للرِّقاءِ وَعْدُ /
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا / دارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيتُما
زِينتُهَا مَالٌ زَكَا وَوِلْدُ /
أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي
أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي / وَالمَرْثِيَاتُ أَنْضَبَتْ مِدَادِي
وَكادَ لاَ يَتْرُكُ إِلاَّ لَوْنَهُ / فِي أَعْيُنِي تَعَاقُبُ الحِدَادِ
يَا مُلْهِمَ الشِّعْرَ طَغَى الحُزْنُ عَلَى / فِكْرِي فَهَلْ فَضْلٌ مِنَ الإِمْدَادِ
أَلعَلمُ الخفَّاقُ فِي الشَّرْقِ هَوَى / عَنْ طَوْدهِ المُوفِي عَلَى الأَطْوَادِ
أَأَصْبَحَ اليَوْمَ فَقِيدَ قَوْمهِ / مَنْ عَاشَ فِيهِمْ فَاقِدَ الأَنْدَادِ
وَاعُمَرَا أَسَامِعٌ يَوْمَ النَّوَى / آهَة مِصْرٍ وَأَنيِنَ الْوَادي
اَسَامِعٌ فِي أُمَّةٍ وَالِهَةٍ / شَكْوَى الأَسَى مِنْ رَائِحٍ وَغَادِ
إِسْكنْدَرِيَّةُ التِي آثَرْتَهَا / مَا نَالَهَا مِنْ أَلَمِ البِعَادِ
وَكُنْتَ فِيهَا مَوْرِداً مُبَارَكاً / وَمَصْدَراً لِلخَيْرِ وَالإِسْعَادِ
فِي النُّوبِ وَالسُّودَانِ قَوْمٌ رُزِئُوا / أَكْفى نَصِيرٍ وَأَبَرُّ هَادٍ
شدَّ بِمَا أُوتِيَهُ مِنَ القُوَى / أَوَاخِيَ الإِلْفِ وَالاِتَّحَادِ
بِكُلِّ قُطْرٍ عَرَبِيٍّ نَزَلَتْ / نَازِلَةٌ تَفُتُّ فِي الأَعْضَادِ
مَا بِالحِجَازِ وَالسَّوَادَيْنِ وَمَا / بِالشَّامِ مِنْ تَصَدُّعِ الأَكْبَادِ
أَلَمْ تَكُنْ أَوْحَى وَأَقْوَى نَاصِرٍ / لِكُلِّ شَعْبٍ نَاطِقٍ بِالضَّادِ
وَهَلْ أُبِيْحَ مِنْ حِمى فِي الشَّرْقِ لَمْ / يَفُزْ بِذُخْرٍ مِنْكَ أَوْ عَتَادِ
أَعْظِمْ بِمَا خَلَّفْتَ فِي الجِيلِ الَّذي / عَايَشْتَهُ مِنْ خَالِد الأَيادي
أَلسْتَ أَوَّلَ المَيَامِينِ الأُولَى / دَعَوْا إِلى تَحَرُّرِ البِلاَدِ
يحْفِزُكَ الإِيمَان بِالحقِّ وَمَا / تَثْيِنكَ عَنْهُ صَوْلَةٌ لِعَادي
وَإِنَّمَا الأرَاءُ أَنْ تَجْلُوَهَا / مَا تَفْعَلُ السُّيُوفُ فِي الأَغْمَادِ
أَيُّ أَميرٍ كُنْتَ ما أَتْقَى وما / أَنْقَى وما أَهْدى إِلى السِدادِ
أَيُّ وَفِيٍّ لاَ وَفِيَّ مِثْلُهُ / أَيُّ هُمَامٍ مُسْعِفٍ جَوَادِ
أَيُّ أَبٍ لِلْفُقَرَاءِ وَأَخٍ / لِلضُّعَفاءِ عَاجِلِ الإِنْجَادِ
أَيُّ حَكِيمٍ لَمْ يُكدِّرْ صَفْوَهُ / تَخَالُفُ الرَّأْيِ وَالاِعْتِقَادِ
وَيَرأَبُ الصُّدُوعَ فِي أُمَّتهِ / بِحِكْمَةٍ تَشْفِي مِنَ الأَحْقَادِ
وَيَجْعَلُ الخُلْفَ بِمَا فِي وُسْعِه / زِيَادَةً فِي الإِلْفِ وَالوِدَادِ
كَمْ جَدَّ فِي صِيَانَةِ السَّوَادِ مِنْ / غَوَائِلِ التَّاْوِيدِ وَالفَسَادِ
بِمَنْحهِ الأَخْلاَقَ قِسْطاً وَافِراً / مِنْ هِمَمٍ تُعْطِي بِلاَ نَفَادِ
أَلجَهْلُ وَالخَمْرُ وَآفَاتُهُمَا / أَلَسْنَ مِنْ أَسْلِحَة الأَعَادي
كانَ البِدَارُ دَأْبَهُ عِنَايَةً / بِشَأْنِ مَنْ يَرْعَى مِنَ العِبَادِ
أَجَائِزٌ لِي ذِكْرَ إِحْسَانٍ لَهُ / عِنْدِي وَفِي الحَقِّ بِه اعْتِدَادِي
مَا أَخْطَأَتْنِي كُتْبُهُ فِي فَرَحٍ / أَوْ تَرَحٍ بِحُسْنِ الاِفْتِقادِ
عَوَارِفٌ هَيْهَاتَ أَنْ تُنْسَى وَقَدْ / يُضَاعِفُ الجَمِيلَ لُطْفُ البَادي
فِي عُمْرِكَ المَيْمُونِ كَمْ مِنْ مَسْجِدٍ / عَمَرْتَهُ وَمَعْهَدٍ وَنَادِ
وَكَمْ جَمَاعَةٍ وَكَمْ نِقَابَةٍ / أُلْتَ بِهَا مَرَافِقَ العِبَادِ
لَمْ تَدَّخِرْ نُصْحاً وَلاَ عَزِيمَةً / فِي سُبُلِ المَعَاشِ وَالمَعَادِ
عُنِيتَ بِالزَّرْعِ وَبِالزُّرَّاعِ مَا / فَرَّطْتَ فِي جُهْدٍ وَلاَ اجْتِهَادِ
عُنيتَ بِالفُنُونِ وَالآدَابِ لَمْ / تَضَنَّ بِالعَطْفِ عَلَى مِجْوَادِ
وَكُنْت لِلعَدْلِ نَصِيراً يَقِظاً / وَكُنْتَ لِلظَّالِمِ بِالمِرْصَادِ
هَذَا وَكَمْ عَانَيْتَ فِي ضُحَاكَ مِنْ / جُهْدٍ وَفِي دُجَاكَ مِنْ سُهَادِ
فَجِئْتَ بِالآيَاتِ تَعْيَا دُونَهَا / عَزَائِمُ الجُمُوعِ لاَ الآحَاد
مِنْ كُتُبٍ أَخْرَجْتَهَا وَصُحُفٍ / دَبَّجْتَهَا لِلهَدْيِ وَالإِرْشَادِ
وَسِيَرٍ بَعَثْتَهَا فَجَدَّدَتْ / مَفَاخِرَ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ
وَذِكَرٍ نَشَرْتَ مِنْ مَطْوِيِّهَا / مَآثِرَ الجُيُوشِ وَالقُوَّاد
وَقَبَسَاتٍ مِنْ هُدَى الأَسْفَارِ فِي / حَواَضِرِ الدُّنْيَا وَفِي البَوَادِي
وَصُورٍ تَجْلُو بِهَامَا غَيَّبَتْ / أَيْدي البِلَى فَكُلُّ خَاف بَادِ
وَأَثَرٍ تَرُدُّهُ مِنْ غُرْبَةٍ / وَقَدْ بَذَلْتَ فِيه بَذْلَ الفَادِي
تِلكَ ذَخَائِرٌ لِتَارِيخِ الحِمَي / لَوْلاَكَ ظَلَّتْ طُرُفاً بَدَادِ
يَا مَنْ سَمَا بِنَفْسه كَمَا سَمَا / بِشَرَفِ المَحْتدِ وَالمِيلاَدِ
فَارَقْتَ دُنْيَاكَ وَلَمْ تَأْبَهْ لَهَا / مُجْتَزِئاً عَنْهَا بِخَيْرِ زَادِ
مُنْتَبِذاً بَهَارِجَ التَّشْيِيعِ وَالتَّ / وْدِيعِ فِي نِهَايَة الجِهَادِ
أَثَابَكَ اللهُ بِمَا أَسْلَفْتَ مِنْ / مَحَامِدٍ تَبْقَى عَلَى الآبادِ
وَزَادَ نَجْلَيْكَ كَمَالاً وَعُلىً / فِي الأُمَرَاءِ النُّجُبِ الأَمْجَادِ
شَادَ فَأَعْلَى وَبَنَي فَوَطَّدَا
شَادَ فَأَعْلَى وَبَنَي فَوَطَّدَا / لاَ لِلْعُلَى وَلاَ لَهُ بَلْ لِلْعِدَى
مُسْتَعْبِدٌ أُمَّتَهُ فِي يَوْمِهِ / مُسْتَعْبِدٌ بَنِيهِ لِلْعَادِي غَدَا
إِنِّي أَرِى عَدَّ الرِّمَالِ هَهُنَا / خَلاَئِقاً تَكْثُرُ أَنْ تُعَدَّدَا
صُفْرَ الوُجُوهِ نَادِياً جِبَاهُهُمْ / كَالْكَلإِ الْيَابِسِ يَعْلُوهُ النَّدى
مَحْنِيَّةً ظُهُورُهُمْ خُرْسَ الْخُطَى / كَالنَّمْلِ دَبَّ مُسْتَكِيناً مُخْلِدَا
مُجْتَمِعِينَ أَبْحُراً مُنْفَرِعِي / نَ أَنْهُراً مُنْحَدِرِينَ صُعَّدَا
أَكُلُّ هَذِي الأَنْفُسِ الْهَلكَى غَداً / تَبْنِي لِفَانٍ جَدَثَا مُخَلَّدَا
يَا أَيُّهَا المَوْتَى أَلَم يُسْمِعْكُمُ / صَوْتَ المُنَادِي صَادِعاً مُرَدَّدَا
قُومُوا انْظُرُوا السُّوقَةَ فِيمَا حَوْلَكُمْ / تَدُوسُ هَامَاتِ المُلُوكِ هُمَّدَا
قُومُوا انْظُروا الْعَدُوَّ فِي دِيَارِكُمْ / يَحْكُمُ فِيهَا مُسْتَبِداً أَيِّدَا
قُومُوا انْظُروا أَجْسَادَكُمْ مَعْرُوضَةً / فِي مَشْهَدٍ لِمَنْ يَرُومُ المَشْهَدَا
بَعْثٌ بِهِ يَسْأَلُكُمْ حِسَابَ مَا / قَدَّمْتُمُ مَنْ رَاحَ مِنَّا وَاغْتَدَى
لَمْ يُغْنِكُمْ مِنْهُ الْبِنَاءُ عَالِياً / وَالأَرْضُ نَهْباً وَالمُلُوكُ أَعْبُدَا
وَكَانَ يُغْنِيكُمْ جَمِيلُ الذِّكْرِ لَوْ / خَفَضْتُمُ اللَّحْدَ وَشِدتُمْ بِالهُدَى
أَخْطَأَ مَنْ تَوَهَّمَ القَبْرَ لَهُ / حِرْزاً يَقِيهِ بِالرَّدَى مِنَ للرَّدَى
يَا مَنْ عَشَاؤُهُمُ شَفَى
يَا مَنْ عَشَاؤُهُمُ شَفَى / مَرَارَتِي وَالكَبِدَا
نَهَضْتُ فِي الصُّبْحِ معَافى / وَزَرَعْتُ البَلَدَا
كَالبَطَلِ المعْتَزِّ بِالقُوةِ / يَمْشِي صَيِّدَا
طَلَبْتُ نَداً غَيْرَ أَنِّي / مَا وَجَدْتُ أَسدَا
هَلْ تَعْرِفُونَ أَحَدَا
هَلْ تَعْرِفُونَ أَحَدَا / أَحَرَّ مِنِّي كَبِدَا
أُمْسِي فَأَلْقَى نَكَدَا / أَضْحَى فَأَلْقَى نَكَدَا
أَطْوِي نَهَارِي مُتْعَباً / أُحَيِّي الدُّجَى مُسْهَدَا
أَنَا الصَّبُورُ الجَلْدُ مَا / بَالِي عَدِمْتُ الجَّلَدَا
شَقِيْقُ رُوْحِي مُنْذِرٌ / يَا لَيْتَنِي لَهُ فِدَى
عِلَّتُهُ أَلِيمَةٌ / تُذِيبُ قَلْبِي كَمَدَا
كُنْتُ شُجَاعاً وَأَخَافُ / الْيَوْمَ مَا يَأْتِي غَدَا
يَا وَلَداً يَا وَلَدَا / يَا وَلَدَا يَا وَلَدَا
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمَانُ وَرْدُ
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمَانُ وَرْدُ / وَالنُّوْرَ تَاجٌ وَالْفَرِيدُ عِقْدُ
وَالْجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ /
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى / مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا
كَأْساً مِزَاجُهَا الْهَوَى وَالسَّعْدُ /
مَا الْحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ / لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاُ مَا بَعْدُ /
أَليَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرَا / مُوْقِدَةً فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرَا
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شُهْدُ /
أَلْيَوْمَ تَعْرِفُ الْغَرَامَ الْبِكْرُ / وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكرُ
يَا حُسْنَ غَيٍّ صَارَ وَهْوَ رُشْدُ /
مَضَى زَمَانُ الْغِرَّةِ اللَّطِيفَهْ / وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ الْعَفِيفَهْ
يُعِدُّ لِلْعُمْرَانِ مَنْ يُعِدُّ /
وَفِي غَدِ تَرْفُدُ الْبَنِينَا / ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السَّنِينَا
حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ /
جُرْجِيتَ يَا مَنْ خَصَّهَا بِالْحُبِّ / أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ
إِنَّ الْوَدُودَ شِبْهُ مَنْ يَوَدُّ /
جُرْجِيتَ قَدْ أَجِيزَ لِلْقَوَافِي / وَصْفُ الْعَرُوسِ سَاعَةَ الزَّفَافِ
فَلاَ يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكِ صَدُّ /
وَعَلَّ زَوْجَكِ الأَدِيبَ آذِنُ / إِنِّي إِذَنْ بِعِيْنِهِ مُعَايِنُ
وَبِفُؤَادِهِ لِسَانِي يَشْدُو /
أُحِسُّ فِي رَأْسِي مِنْهُ وَحْيَا / يَنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا أَرُدُّ /
وَأُنْظِمُ الْبَيْتَ الَّذِي يُؤْوِيكِ / فَلَيْسَ يَبْدُو رَسْمُ مُعْنىً فِيكِ
إِلاَّ وَمَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو /
للهِ أَنٌتِ فِي الْغَوَانِي الحُورِ / مِنْ رُوحِ ظَرْفٍ فِي مِثَالِ نُورِ
لِكُلِّ عَيْنٍ مِنْ نَدَاهُ وِرْدُ /
لِلّهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاَءِ / تِبْرُ الأَصِيلِ فِي مَدَى السَّمَاءِ
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدُّ /
لِلّهِ ذَاكَ الْخْدُّ مَا أَرْوَعَهُ / لِلّهِ ذَاكَ الْقَدُّ مَا أَبْدَعَهُ
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ الْقَدُّ /
مَحَاسِنُ الأَوْصَافِ وَالأَخْلاَقِ / فِيكِ الْتَقَتْ وَالْحَمْدُ لِلْخَلاَّقِ
وَبَعْدَه لأَبَوَيْكِ الْحَمْدُ /
وَأَنْتَ يَا نَجْلَ أَخِي نِقُولاَ / قَدْ سَاغَ يَوْمَ الْعرْسِ أَنْ نَقُولاَ
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعْدو /
إِنْ تَكنِ النَّابِغَةَ الْحَبِيبَا / فَعُنْصرَاكَ مَنْ عَرَفْنَا طِيبَا
كَيْفَ الْعَفَافُ منْجِباً وَالمَجْدُ /
فَعِشْ وَعَاشَتْ عِرْسُكَ المنِيرَهْ / فِي نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ مَوْفُورَهْ
إِنَّ الصَّفَاءَ لِلرِّفَاءِ وعْد /
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا / دَارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيْتُمَا
زَينَتُهَا مَالٌ زَكَا وَوُلْدُ /
إقرار غير جاحد
إقرار غير جاحد / واللَه خير شاهد
علي من مال اللعب / دين على الحر يجب
أربعة غرآء / رنانة صماء
منقشة الوجهين / جميلة الرسمين
من القروش النيكل ملء / عيون المجتلي
ادفعها في الموعد / مع الربى المعدد
ل الحسناء / فريدة النساء
بحسنها الفتان / والعقل والبيان
وذا اعترافي ولها / صك علي ولها
اكتبه وأملي / قبل حلول الأجل
أن يعلنوا إفلاسي / بين جميع الناس
لكن إذا الجيب خلا / يوماً فإن القلب لا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025