الله من ظبي غدا
الله من ظبي غدا / يلهو بلبّي أبدا
مهفهف كغصن بأ / ن قده تاودا
يا أيها الظبي الذي / بالطرف يصمي الكبدا
يا تارك الصَّبّ سُدى / علمت جفني السهدا
أما رضيت الهجر لي / حتى بعثت الكَمَدا
ته كيف ما شئت فقد / جاوزت في الحسن الهدى
تعرف ما تعرف من / قتلي إلا القَوَدا
علمتني العشق وما / علمتني التجلدا
يا مانحَ الغصن القوا / والغزال الجَيَدا
قم فاجلُ في جنح الدجى / فجنحه قد بردا
صفراء لو كانت سوى ال / خمر لكانت عسجدا
أما ترى الغيثَ وقد / أسدى إلى الروض يدا
مُذَهِّبا مفضِّضا / موِّشحا معمِّدا
موَّردُ البرقِ يضا / هي نبتَه الموَّردا
كأنما غدرانه / إذ كسِيَت تجعدا
خفن سهام مزنةٍ / فقد لبسن الزردا
لبس العِدا إن ذكروا / تاج الملوك الأصيَدا
فتى الصّفاح والرما / ح والسماح والندى
الذائِب الجود إذا / كفّ البخيل جَمَدا
أكرم من راح على / دِين المعالي وغدا
وخير من يُجعَلُ مِن / ذخر ِ الليالي سَنَدا
يهزه المدح كما / هزت يه مهندا
سالك طرق المكرما / ت وعثها والجددا
ورب جيش كالنجو / م عددا وعددا
تخوض منه المقربا / ت الجرد بحرا مزبدا
ترفع أعواد الرما / ح صرحه المسردا
أعدتت ما أعددته / فيه لارغام العِدا
أبيضَ مطرور الشَّبا / واسمرا مطّردا
ونثرةً مسرودة / زعفا ونهدا أجردا
ذا أربَعٍ يلقي على ال / جلمد منها جلدما
لا مرية في أنه / أسبق عدّاءٍ عَدا
ويح الذي قال وقا / ل في قريضي واعتدى
يا ويحه من قبل أن / يشرب خمرا عربدا
من قبل أن تلفَحَه / شرارتي توقّدا
أنا الذي لم أمتدح / سواك حتى أكسدا
ولم أرح عن بابه / مرددا مرددا
أقول فيه اليوم ما / أقوله فيك غدا
يفيك مَن ما خلقوا / في الناس إلا للفدا
منّوا فمنّوا خلَّبا / أعطوا فاعطوا ثَمَدا
علوت عن شأوِهم / ومن ينال الفرقَدا