المجموع : 8
يا مَلَكاً تَعَبَّدا
يا مَلَكاً تَعَبَّدا / مُصَلِّياً مُوَحِّدا
مُبارَكاً في يَومِهِ / وَالأَمسِ مَيموناً غَدا
مُسَخَّراً لِأُمَّةٍ / مِن حَقِّها أَن تَسعَدا
قَد جَعَلَتهُ تاجَها / وَعِزَّها وَالسُؤدُدا
وَأَعرَضَت حَيثُ مَشى / وَأَطرَقَت حَيثَ بَدا
تُجِلُّهُ في حُسنِهِ / كَما تُجِلُّ الفَرقَدا
أَنتَ شُعاعٌ مِن عَلٍ / أَنزَلَهُ اللَهُ هُدى
كَم قَد أَضاءَ مَنزِلاً / وَكَم أَنارَ مَسجِدا
وَكَم كَسا الأَسواقَ مِن / حُسنٍ وَزانَ البَلَدا
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم / يَخلُق سِواكَ الوَلَدا
إِن شِئتَ كانَ العَيرَ أَو / إِن شِئتَ كانَ الأَسَدا
وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى / أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا
وَالبَيتُ أَنتَ الصَوتُ في / هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى
كَالبَبَّغا في قَفَصٍ / قيلَ لَهُ فَقَلَّدا
وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد / طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا
يَأخُذُ ما عَوَّدتَهُ / وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا
مِمّا اِنفَرَدتَ في الوَرى / بِفَضلِهِ وَاِنفَرَدا
وَكُلُّ لَيثٍ قَد رَمى / بِهِ الإِمامُ في العِدا
أَنتَ الَّذي جَنَّدتَهُ / وَسُقتَهُ إِلى الرَدى
وَقُلتَ كُن لِلَّهِ وَالس / سُلطانِ وَالتُركِ فِدى
قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها
قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها / الأَرضُ ضاقَت عَنكَ فَاِصدَع غِمدَها
وَاِملَأ رِماحاً غَورَها وَنَجدَها / وَاِفتَح أُصولَ النيلِ وَاِستَرِدَّها
شَلّالَها وَعَذبَها وَعِدَّها / وَاِصرِف إِلَينا جَزرَها وَمَدَّها
تِلكَ الوُجوهُ لا شَكَونا فَقدَها / بَيَّضَتِ القُربى لَنا مُسوَدَّها
سُلِلَت مِن وادي المُلوكِ فَاِزدَهى / وَأَلقَتِ الشَمسُ عَلَيهِ رَأدَها
وَاِستَرجَعَت دَولَتُهُ إِفرِندَها / أَبيَضَ رَيّانَ المُتونِ وَردَها
أَبلى ظُبى الدَهرِ وَفَلَّ حَدَّها / وَأَخلَقَ العُصورَ وَاِستَجَدَّها
سافَرَ أَربَعينَ قَرناً عَدَّها / حَتّى أَتى الدارَ فَأَلفى عِندَها
إِنجِلتِرا وَجَيشَها وَلوردَها / مَسلولَةَ الهِندِيِّ تَحمي هِندَها
قامَت عَلى السودانِ تَبني سَدَّها / وَرَكَزَت دونَ القَناةِ بَندَها
فَقالَ وَالحَسرَةُ ما أَشَدَّها / لَيتَ جِدارَ القَبرِ ما تَدَهدَها
وَلَيتَ عَيني لَم تُفارِق رَقدَها / قُم نَبِّني يا بَنتَؤورُ ما دَها
مِصرُ فَتاتي لَم تُوَقِّر جَدَّها / دَقَّت وَراءَ مَضجَعي جازَبَندَها
وَخَلَطَت ظِباءَها وَأُسدَها / وَسَكَبَ الساقي الطِلا وَبَدَّها
قَد سَحَبَت عَلى جَلالي بُردَها / لَيتَ جَلالَ المَوتِ كانَ صَدَّها
فَقُلتُ يا ماجِدَها وَجَعدَها / لَو لَم تَكُ اِبنَ الشَمسِ كُنتَ رِئدَها
لَحدُكَ وَدَّتهُ النُجومُ لَحدَها / أَرَيتَنا الدُنيا بِهِ وَجِدَّها
سُلطانَها وَعِزَّها وَرَغدَها / وَكَيفَ يُعطى المُتَّقونَ خُلدَها
آثارُكُم يُخطي الحِسابُ عَدَّها / اِنهَدَمَ الدَهرُ وَلَم يَهُدَّها
أَبوابُكَ اللاتي قَصَدنا قَصدَها / كارتِرُ في وَجهِ الوُفودِ رَدَّها
لَولا جُهودٌ لا نُريدُ جَحدَها / وَحُرمَةٌ مِن قُربِكَ اِستَمَدَّها
قُلتُ لَكَ اِضرِب يَدَهُ وَقُدَّها / وَاِبعَث لَهُ مِنَ البَعوضِ نُكدَها
مِصرُ الفَتاةُ بَلَغَت أَشُدَّها / وَأَثبَتَ الدَمُ الزَكِيُّ رُشدَها
وَلَعِبَت عَلى الحِبالِ وَحدَها / وَجَرَّبَت إِرخائَها وَشَدَّها
فَأَرسَلَت دُهاتَها وَلُدَّها / في الغَربِ سَدّوا عِندَهُ مَسَدَّها
وَبَعَثَت لِلبَرلَمانِ جُندَها / وَحَشَدَت لِلمِهرَجانِ حَشدَها
حَدَت إِلَيهِ شيبَها وَمُردَها / وَأَبرَزَت كِعابَها وَخَودَها
وَنَثَرَت فَوقَ الطَريقِ وَردَها / وَاِستَقبَلَت فُؤادَها وَوَفدَها
مَوئِلَها وَكَهفَها وَرِدَّها / وَاِبنَ الَّذينَ قَوَّموا مَقَدَّها
وَأَلَّفوا بَعدَ اِنفِراطٍ عِقدَها / وَجَعَلوا صَحراءَ ليبيا حَدَّها
وَبَسَطوا عَلى الحِجازِ أَيدَها / وَصَيَّروا العاتِيَ فيهِ عَبدَها
حَتّى أَتى الدارَ الَّتي أَعَدَّها / لِمِصرَ تَبني في ذَراها مَجدَها
فَثَبَّتَ الشورى وَشَدَّ عَقدَها / وَقَلَّدَ الجيلَ السَعيدَ عَهدَها
سُلطَتُهُ إِلى بَنينا رَدَّها /
يا رَبِّ قَوِّ يَدَها وَشُدَّها / وَاِفتَح لَها السُبلُ وَلا تَسُدَّها
وَقِس لِكُلِّ خُطوَةٍ ما بَعدَها / وَعَن صَغيراتِ الأُمورِ حُدَّها
وَاِصرِف إِلى جِدِّ الشُؤونِ جَدَّها / وَلا تُضِع عَلى الضَحايا جُهدَها
وَاِكبَح هَوى الأَنفُسِ وَاِكسِر حِقدَها / وَاِجمَع عَلى الأُمِّ الرَؤومِ وِلدَها
وَاِملَأ بِأَلبانِ النُبوغِ نَهدَها / وَلا تَدَعها تُحيِ مُستَبِدَها
وَتَنتَحِت بِراحَتَيها فَردَها /
يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه
يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه / رَأى مِنَ الذِئبِ صَفا المَوَدَّه
فَقالَ يا مَن صانَ لي مَحَلّي / في حالَتَي وِلايَتي وَعَزلي
إِن عُدتُ لِلأَرضِ بِإِذنِ اللَهِ / وَعادَ لي فيها قَديمُ الجاهِ
أعطيكَ عِجلَينِ وَأَلفَ شاةِ / ثُمَّ تَكونُ والِيَ الوُلاةِ
وَصاحِبَ اللِواءِ في الذِئابِ / وَقاهِرَ الرُعاةِ وَالكِلابِ
حَتّى إِذا ما تَمَّتِ الكَرامَه / وَوَطِئَ الأَرضَ عَلى السَلامَه
سَعى إِلَيهِ الذِئبُ بَعدَ شَهرِ / وَهوَ مُطاعُ النَهيِ ماضي الأَمرِ
فَقالَ يا مَن لا تُداسُ أَرضُه / وَمَن لَهُ طولُ الفَلا وَعَرضُه
قَد نِلتَ ما نِلتَ مِنَ التَكريمِ / وَذا أَوانِ المَوعِدِ الكَريمِ
قالَ تَجَرَّأتَ وَساءَ زَعمُكُما / فَمَن تَكونُ يا فَتى وَما اِسمُكا
أَجابَهُ إِن كانَ ظَنّي صادِقاً / فَإِنَّني والي الوُلاةِ سابِقا
سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه
سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه / وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه
لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ / وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ
فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه / تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه
كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه / لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه
وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ / وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ
لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ / فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ
وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ / وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ
فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ / وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ
تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه / تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه
لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ / وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ
فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ / لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ
مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ / مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ
وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه / ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه
نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ / عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ
أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ / ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ
فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ / نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم / يَخلُق سِواكِ الولَدا
إِن شِئتِ كانَ العَيرَ أَو / إِن شِئتِ كانَ الأَسَدا
وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى / أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا
وَالبَيتُ أَنتِ الصَوتُ في / هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى
كَالبَبَّغا في قَفَصٍ / قيلَ لَهُ فَقَلَّدا
وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد / طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا
يَأخُذُ ما عَوَّدتِهِ / وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا
الخطر الأصفر في اعتقادي
الخطر الأصفر في اعتقادي / هذا الذي ندعوه بالجراد
كالقوم في اللون وفي المبادي / يسير للغزو على استعداد
ويدخل القرى بلا ميعاد / مجتنب الإبراق والإرعاد
وهمه إن حط في البلاد / طِلاب موت أو دِراك زاد
أبسل من عساكر الميكادي / أجود بالأنفس والأولاد
أفتك بالزرع م الحصاد / معتصم بحبل الاتحاد
فما مشى قط على انفراد / إلا التي من كَلَف مزداد
بدت لمطران بذاك النادى / وعذرها عند اللبيب بادى
هامت بما جدّ من الأمجاد / والعشق في الطير كما العباد
فأقبلت والصبر في نفاد / تسأله أين قِرى الأجواد
فقال ذا طرسي وذا مدادي / خذيهما لا تأخذي فؤادي
ثم اسكني أبا عدى بالوادي /
العز للإسلام
العز للإسلام / منارة الوجود
هداية الإمام / ومطلع السعود
عصابة الصدِّيق / وراية الفاروق
والحق والوسيلة / والسمحة الظليلة
ومعقل الفضيلة / وغابة الأسود
الفُرس في لوائه / والهند في ضيائه
في الأرض صار كالعلم / بعزة تمحو الظلم
بين الكتاب والقلم / مظفّر الجنود
الشام من أسِرَّته / ومصر نور غرته
من هالة لهاله / يمزق الجهالة
ويهزم الضلالة / ويحطِم القيود
علاقة القلوب / وعروة الشعوب
مشى هدى ورحمه / بينهم وذمه
فليس بين أمّه / وأختها حدود
إني أنا مع البلد
إني أنا مع البلد / إن قام قمت أو قعد
لم يرني فيه أحد /