القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 8
يا مَلَكاً تَعَبَّدا
يا مَلَكاً تَعَبَّدا / مُصَلِّياً مُوَحِّدا
مُبارَكاً في يَومِهِ / وَالأَمسِ مَيموناً غَدا
مُسَخَّراً لِأُمَّةٍ / مِن حَقِّها أَن تَسعَدا
قَد جَعَلَتهُ تاجَها / وَعِزَّها وَالسُؤدُدا
وَأَعرَضَت حَيثُ مَشى / وَأَطرَقَت حَيثَ بَدا
تُجِلُّهُ في حُسنِهِ / كَما تُجِلُّ الفَرقَدا
أَنتَ شُعاعٌ مِن عَلٍ / أَنزَلَهُ اللَهُ هُدى
كَم قَد أَضاءَ مَنزِلاً / وَكَم أَنارَ مَسجِدا
وَكَم كَسا الأَسواقَ مِن / حُسنٍ وَزانَ البَلَدا
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم / يَخلُق سِواكَ الوَلَدا
إِن شِئتَ كانَ العَيرَ أَو / إِن شِئتَ كانَ الأَسَدا
وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى / أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا
وَالبَيتُ أَنتَ الصَوتُ في / هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى
كَالبَبَّغا في قَفَصٍ / قيلَ لَهُ فَقَلَّدا
وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد / طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا
يَأخُذُ ما عَوَّدتَهُ / وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا
مِمّا اِنفَرَدتَ في الوَرى / بِفَضلِهِ وَاِنفَرَدا
وَكُلُّ لَيثٍ قَد رَمى / بِهِ الإِمامُ في العِدا
أَنتَ الَّذي جَنَّدتَهُ / وَسُقتَهُ إِلى الرَدى
وَقُلتَ كُن لِلَّهِ وَالس / سُلطانِ وَالتُركِ فِدى
قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها
قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها / الأَرضُ ضاقَت عَنكَ فَاِصدَع غِمدَها
وَاِملَأ رِماحاً غَورَها وَنَجدَها / وَاِفتَح أُصولَ النيلِ وَاِستَرِدَّها
شَلّالَها وَعَذبَها وَعِدَّها / وَاِصرِف إِلَينا جَزرَها وَمَدَّها
تِلكَ الوُجوهُ لا شَكَونا فَقدَها / بَيَّضَتِ القُربى لَنا مُسوَدَّها
سُلِلَت مِن وادي المُلوكِ فَاِزدَهى / وَأَلقَتِ الشَمسُ عَلَيهِ رَأدَها
وَاِستَرجَعَت دَولَتُهُ إِفرِندَها / أَبيَضَ رَيّانَ المُتونِ وَردَها
أَبلى ظُبى الدَهرِ وَفَلَّ حَدَّها / وَأَخلَقَ العُصورَ وَاِستَجَدَّها
سافَرَ أَربَعينَ قَرناً عَدَّها / حَتّى أَتى الدارَ فَأَلفى عِندَها
إِنجِلتِرا وَجَيشَها وَلوردَها / مَسلولَةَ الهِندِيِّ تَحمي هِندَها
قامَت عَلى السودانِ تَبني سَدَّها / وَرَكَزَت دونَ القَناةِ بَندَها
فَقالَ وَالحَسرَةُ ما أَشَدَّها / لَيتَ جِدارَ القَبرِ ما تَدَهدَها
وَلَيتَ عَيني لَم تُفارِق رَقدَها / قُم نَبِّني يا بَنتَؤورُ ما دَها
مِصرُ فَتاتي لَم تُوَقِّر جَدَّها / دَقَّت وَراءَ مَضجَعي جازَبَندَها
وَخَلَطَت ظِباءَها وَأُسدَها / وَسَكَبَ الساقي الطِلا وَبَدَّها
قَد سَحَبَت عَلى جَلالي بُردَها / لَيتَ جَلالَ المَوتِ كانَ صَدَّها
فَقُلتُ يا ماجِدَها وَجَعدَها / لَو لَم تَكُ اِبنَ الشَمسِ كُنتَ رِئدَها
لَحدُكَ وَدَّتهُ النُجومُ لَحدَها / أَرَيتَنا الدُنيا بِهِ وَجِدَّها
سُلطانَها وَعِزَّها وَرَغدَها / وَكَيفَ يُعطى المُتَّقونَ خُلدَها
آثارُكُم يُخطي الحِسابُ عَدَّها / اِنهَدَمَ الدَهرُ وَلَم يَهُدَّها
أَبوابُكَ اللاتي قَصَدنا قَصدَها / كارتِرُ في وَجهِ الوُفودِ رَدَّها
لَولا جُهودٌ لا نُريدُ جَحدَها / وَحُرمَةٌ مِن قُربِكَ اِستَمَدَّها
قُلتُ لَكَ اِضرِب يَدَهُ وَقُدَّها / وَاِبعَث لَهُ مِنَ البَعوضِ نُكدَها
مِصرُ الفَتاةُ بَلَغَت أَشُدَّها / وَأَثبَتَ الدَمُ الزَكِيُّ رُشدَها
وَلَعِبَت عَلى الحِبالِ وَحدَها / وَجَرَّبَت إِرخائَها وَشَدَّها
فَأَرسَلَت دُهاتَها وَلُدَّها / في الغَربِ سَدّوا عِندَهُ مَسَدَّها
وَبَعَثَت لِلبَرلَمانِ جُندَها / وَحَشَدَت لِلمِهرَجانِ حَشدَها
حَدَت إِلَيهِ شيبَها وَمُردَها / وَأَبرَزَت كِعابَها وَخَودَها
وَنَثَرَت فَوقَ الطَريقِ وَردَها / وَاِستَقبَلَت فُؤادَها وَوَفدَها
مَوئِلَها وَكَهفَها وَرِدَّها / وَاِبنَ الَّذينَ قَوَّموا مَقَدَّها
وَأَلَّفوا بَعدَ اِنفِراطٍ عِقدَها / وَجَعَلوا صَحراءَ ليبيا حَدَّها
وَبَسَطوا عَلى الحِجازِ أَيدَها / وَصَيَّروا العاتِيَ فيهِ عَبدَها
حَتّى أَتى الدارَ الَّتي أَعَدَّها / لِمِصرَ تَبني في ذَراها مَجدَها
فَثَبَّتَ الشورى وَشَدَّ عَقدَها / وَقَلَّدَ الجيلَ السَعيدَ عَهدَها
سُلطَتُهُ إِلى بَنينا رَدَّها /
يا رَبِّ قَوِّ يَدَها وَشُدَّها / وَاِفتَح لَها السُبلُ وَلا تَسُدَّها
وَقِس لِكُلِّ خُطوَةٍ ما بَعدَها / وَعَن صَغيراتِ الأُمورِ حُدَّها
وَاِصرِف إِلى جِدِّ الشُؤونِ جَدَّها / وَلا تُضِع عَلى الضَحايا جُهدَها
وَاِكبَح هَوى الأَنفُسِ وَاِكسِر حِقدَها / وَاِجمَع عَلى الأُمِّ الرَؤومِ وِلدَها
وَاِملَأ بِأَلبانِ النُبوغِ نَهدَها / وَلا تَدَعها تُحيِ مُستَبِدَها
وَتَنتَحِت بِراحَتَيها فَردَها /
يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه
يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه / رَأى مِنَ الذِئبِ صَفا المَوَدَّه
فَقالَ يا مَن صانَ لي مَحَلّي / في حالَتَي وِلايَتي وَعَزلي
إِن عُدتُ لِلأَرضِ بِإِذنِ اللَهِ / وَعادَ لي فيها قَديمُ الجاهِ
أعطيكَ عِجلَينِ وَأَلفَ شاةِ / ثُمَّ تَكونُ والِيَ الوُلاةِ
وَصاحِبَ اللِواءِ في الذِئابِ / وَقاهِرَ الرُعاةِ وَالكِلابِ
حَتّى إِذا ما تَمَّتِ الكَرامَه / وَوَطِئَ الأَرضَ عَلى السَلامَه
سَعى إِلَيهِ الذِئبُ بَعدَ شَهرِ / وَهوَ مُطاعُ النَهيِ ماضي الأَمرِ
فَقالَ يا مَن لا تُداسُ أَرضُه / وَمَن لَهُ طولُ الفَلا وَعَرضُه
قَد نِلتَ ما نِلتَ مِنَ التَكريمِ / وَذا أَوانِ المَوعِدِ الكَريمِ
قالَ تَجَرَّأتَ وَساءَ زَعمُكُما / فَمَن تَكونُ يا فَتى وَما اِسمُكا
أَجابَهُ إِن كانَ ظَنّي صادِقاً / فَإِنَّني والي الوُلاةِ سابِقا
سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه
سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه / وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه
لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ / وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ
فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه / تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه
كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه / لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه
وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ / وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ
لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ / فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ
وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ / وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ
فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ / وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ
تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه / تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه
لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ / وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ
فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ / لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ
مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ / مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ
وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه / ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه
نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ / عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ
أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ / ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ
فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ / نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم
لَولا التُقى لَقُلتُ لَم / يَخلُق سِواكِ الولَدا
إِن شِئتِ كانَ العَيرَ أَو / إِن شِئتِ كانَ الأَسَدا
وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى / أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا
وَالبَيتُ أَنتِ الصَوتُ في / هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى
كَالبَبَّغا في قَفَصٍ / قيلَ لَهُ فَقَلَّدا
وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد / طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا
يَأخُذُ ما عَوَّدتِهِ / وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا
الخطر الأصفر في اعتقادي
الخطر الأصفر في اعتقادي / هذا الذي ندعوه بالجراد
كالقوم في اللون وفي المبادي / يسير للغزو على استعداد
ويدخل القرى بلا ميعاد / مجتنب الإبراق والإرعاد
وهمه إن حط في البلاد / طِلاب موت أو دِراك زاد
أبسل من عساكر الميكادي / أجود بالأنفس والأولاد
أفتك بالزرع م الحصاد / معتصم بحبل الاتحاد
فما مشى قط على انفراد / إلا التي من كَلَف مزداد
بدت لمطران بذاك النادى / وعذرها عند اللبيب بادى
هامت بما جدّ من الأمجاد / والعشق في الطير كما العباد
فأقبلت والصبر في نفاد / تسأله أين قِرى الأجواد
فقال ذا طرسي وذا مدادي / خذيهما لا تأخذي فؤادي
ثم اسكني أبا عدى بالوادي /
العز للإسلام
العز للإسلام / منارة الوجود
هداية الإمام / ومطلع السعود
عصابة الصدِّيق / وراية الفاروق
والحق والوسيلة / والسمحة الظليلة
ومعقل الفضيلة / وغابة الأسود
الفُرس في لوائه / والهند في ضيائه
في الأرض صار كالعلم / بعزة تمحو الظلم
بين الكتاب والقلم / مظفّر الجنود
الشام من أسِرَّته / ومصر نور غرته
من هالة لهاله / يمزق الجهالة
ويهزم الضلالة / ويحطِم القيود
علاقة القلوب / وعروة الشعوب
مشى هدى ورحمه / بينهم وذمه
فليس بين أمّه / وأختها حدود
إني أنا مع البلد
إني أنا مع البلد / إن قام قمت أو قعد
لم يرني فيه أحد /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025