تمهَّلي فراشةَ الصَّباحِ
تمهَّلي فراشةَ الصَّباحِ / أسرَفتِ في الغُدوِّ والرَّواحِ
ماذا ارتيادُ الطُّرُقِ الفِساح / والوثبُ فوق العُشبِ والصُّفاحِ
بين الرّوابي الخُضرِ والبطاح / بالشَّعرِ المهدَّلِ السبَّاحِ
كالموج تحت العاصفِ المجتاح / والنهدِ وهو مُطلَقُ السّراحِ
يخفقُ بين الصدر والوشاح / والساق خَلفَ الساقِ في كفاحِ
في حَلقَةٍ طاغيةِ الجماحِ / تدور مثل البارقِ اللّمّاحِ
تودُّ لو طارتْ مع الرياحِ / وحلَّقتْ في كبدِ الصُّراحِ
بلطفِ هذا الجسدِ الممراحِ / وخفَّةٍ في روحكِ الصّداحِ
تكادُ تُغنِي الطيرَ عن جَنَاحِ / يا لهواءٍ عابثٍ مفراحِ
سكرانِ لا من خمرة الأقداحِ / بَلْ من صِباكِ والصِّبا كالرّاحِ
يرفعُ طرف الثوب في مزاحِ / لا يستَحِي من لائمٍ ولاحي
قد أذنَ الفخذين بافتضاحِ / ونمَّ عن خميلةِ التُّفاحِ
فوق كثيبِ الورد والأقاحي / أخشى على حُسنهما الوضّاحِ
عينُ اشتهاء ويَد اجتراحِ / بل صرتُ أخشى ثورةَ الأرواحِ
في مثل هذا الحرم المُباح / ودِدْتُ لو بالروح أو بالرَّاحِ
صُنتُهُما حتّى عن الصباحِ /