المجموع : 3
لَستُ بِناسٍ لَيلَةً
لَستُ بِناسٍ لَيلَةً / مِن رَمَضانَ مَرَّتِ
تَطاوَلَت مِثلَ لَيا / لي القُطبِ وَاِكفَهَرَّتِ
إِذِ اِنفَلَتُّ مِن سُحو / ري فَدَخَلتُ حُجرَتي
أَنظُرُ في ديوانِ شِع / رٍ أَو كِتابِ سيرَةِ
فَلَم يَرُعني غَيرَ صَو / تٍ كَمُواءِ الهِرَّةِ
فَقُمتُ أَلقي السَمعَ في / السُتورِ وَالأَسِرَّةِ
حَتّى ظَفِرتُ بِالَّتي / عَلَيَّ قَد تَجَرَّتِ
فَمُذ بَدَت لي وَاِلتَقَت / نَظرَتُها وَنَظرَتي
عادَ رَمادُ لَحظِها / مِثلَ بَصيصِ الجَمرَةِ
وَرَدَّدَت فَحيحَها / كَحَنَشٍ بِقَفرَةِ
وَلَبِسَت لي مِن وَرا / ءِ السِترِ جِلدَ النَمرَةِ
كَرَّت وَلَكِن كَالجَبا / نِ قاعِداً وَفَرَّتِ
وَاِنتَفَضَت شَوارِباً / عَن مِثلِ بَيتِ الإِبرَةِ
وَرَفَعت كَفّاً وَشا / لَت ذَنَباً كَالمِذرَةِ
ثُمَّ اِرتَقَت عَنِ المُوا / ءِ فَعَوَت وَهَرَّتِ
لَم أَجزِها بِشِرَّةٍ / عَن غَضَبٍ وَشِرَّةِ
وَلا غَبيتُ ضَعفَها / وَلا نَسيتُ قُدرَتي
وَلا رَأَيتُ غَيرَ أُمٍّ / بِالبَنينَ بَرَّةِ
رَأَيتُ ما يَعطِفُ نَف / سَ شاعِرٍ مِن صورَةِ
رَأَيتُ جِدَّ الأُمَّها / تِ في بِناءِ الأُسرَةِ
فَلَم أَزَل حَتّى اِطمَأَنَّ / جَأشُها وَقَرَّتِ
أَتَيتُها بِشَربَةٍ / وَجِئتُها بِكِسرَةِ
وَصُنتُها مِن جانِبَي / مَرقَدِها بِسُترَتي
وَزِدتُها الدِفءَ فَقَر / رَبتُ لَها مِجمَرَتي
وَلَو وَجَدتُ مِصيَداً / لَجِئتُها بِفَأرَةِ
فَاِضطَجَعَت تَحتَ ظِلا / لِ الأَمنِ وَاِسبَطَرَّتِ
وَقَرَأَت أَورادَها / وَما دَرَت ما قَرَّتِ
وَسَرَحَ الصِغارُ في / ثُدِيِّها فَدَرَّتِ
غُرُّ نُجومٍ سُبَّحٌ / في جَنَباتِ السُرَّةِ
اِختَلَطوا وَعَيَّثوا / كَالعُميِ حَولَ سُفرَةِ
تَحسَبُهُم ضَفادِعاً / أَرسَلتَها في جَرَّةِ
وَقُلتُ لا بَأسَ عَلى / طِفلِكِ يا جُوَيرَتي
تَمَخَّضي عَن خَمسَةٍ / إِن شِئتِ أَو عَن عَشرَةِ
أَنتِ وَأَولادُكِ حَت / تى يَكبُروا في خُفرَتي
استخلفَ المَنصورَ في وصاتِهِ
استخلفَ المَنصورَ في وصاتِهِ / إِن اِختيار المَرءِ مِن حَصاتِهِ
اِبن أَبيهِ وَسِراج بَيتِهِ / الخُلَفاءُ لَمَحاتُ زَيتِهِ
حَبرُ بَني العَباس بَحر العلمِ / قُطبُ رحى الحَرب مَدار السِلمِ
فَلم يَكد بِالأَمر يَستَقلُّ / حَتّى تَلقّى فِتنَةً تُسَلُّ
قَد فَرَغ الأَهلُ مِن الغَريبِ / وَاِشتَغَل القَريب بِالقَريب
ثارَ بِعَبدِ اللَهِ ثائِرُ الحَسَد / وَزَعم الغابَ أَتى غَيرَ الأَسَد
وَأَن مَروانَ إِلَيهِ سلَّما / وَأَن يَومَ الزاب يَكفي سُلَّما
اِنقَلب العَمُّ فَصارَ غَمّا / وَفَدح الأَمرُ بِهِ وَطَمّا
جاءَ نَصيبِينَ وَقَد شَقَّ العَصا / فِيمَن بَغى الفِتنَةَ صَيداً وَعَصى
ما فلّ حدّهم عَن المَنصورِ / سِوى أَبي مسلم الهَصورِ
سَل عَلَيهِ سَيفَهُ وَرايَه / فَلم تَقف لابن عَليٍّ رايه
وَهُزِمَ الطاهِرُ يَومَ النَهرِ / وَعرف القاهِرُ طَعمَ القَهرِ
وَمَن يُحاول دَولَةً وَمُلكا / يُلاقِ نُجحاً أَو يُلاقِ هُلكا
وَاستطرد الحَينُ بُنوةَ الحُسن / وَاِجتَمَعوا فَاِمتَنَعوا عَلى الرَسَن
وَطَلَبوا الأَمر وَحاوَلَوا المَدى / وَبايَعوا راشدَهم مُحَمّدا
وَكانَ مِقداماً جَريئاً مِحرَبا / طاحَ عَلى حَدّ الظُبا في يَثرِبا
فَثارَ إِبراهيمُ لِلثاراتِ / وَأَزعَج المَنصورَ بِالغاراتِ
فُوجِئَ وَالجُيوشُ في الأَطرافِ / بِنَهضة الدَهماءِ وَالأَشرافِ
اَضطَرب الحِجازُ وَالعِراقُ / وَشَغب الغواةُ وَالمُرّاقُ
فَلم تفُلَّ النائِباتُ عَزمَه / وَلَم يَكِلّ عَن لِقاءِ الأَزَمَه
تَدارَكَ الشدةَ بِالأَشدا / مِن كُلِّ مَن لِمثلِها أَعدّا
وَكانَ يَستَشيرُ في المَصائِبِ / وَهُوَ أَخو الرَأي السَديد الصائِبِ
أَمرٌ لَهُ كِلاهُما قَد شَمَّرا / وَجَرّدا السَيفَ لَهُ بَأَخمرا
فَكانَ بَينَ هاشمٍ مِن حَربِ / ما كانَ بَينَها وَبَينَ حَربِ
وَكانَ في أَولِها لِلطالب / عَلى قَنا المَنصور عِزُّ الغالِبِ
لَولا المَقاديرُ القَديرةُ اليَدِ / لَأَحرَز السَيّدُ مُلكَ السَيّدِ
كَرّت عَساكِرُ الإِمام كَرّه / عَلى جُنود الحَسَنِيِّ مُرّه
عدته عَن دَعوته العَوادي / وَأَسعف الدَهرُ أَولى السَدادِ
وَطابَ لِلشَريف الاستشهادُ / فِيما يَخال أَنَّهُ جِهادُ
فَطاحَ لَم يَنزل عَن الكُميتِ / وَهَكَذا أَبناءُ هَذا البَيتِ
وَكَثُر القَتلى وَراحَ الأَسرى / عَلى فَوات الوَفَياتِ حَسرى
سَيقوا إِلى يَزيدَ أَو زِيادِ / لَكن مِن القَرابَةِ الأَسيادِ
فَلم يَذُق كَالحسنيّين البَلا / وَلا الحُسينيّون يَوم كَربلا
مُنوا بِقاسي القَلب لَيسَ يَرحَمُ / وَلَيسَ تَثنيهِ عَلَيهُم رَحِم
لَو طَمعت في مُلكِهِ أَولادُهُ / شَفاهمو مشن طَمع جَلّادُهُ
هَذا أَبو مُسلم التيّاهُ / غرّته في دَولَتِهم دُنياهُ
فَطالَ في أَعراضِهم لِسانه / وَلَم يَقُم بِمَنِّهِ إِحسانُه
وَنازع الآلَ جَلال القَدرِ / وَنافَست هِمّتُه في الصَدرِ
دَعواه في دَوعتهم عَريضَه / لَولاه ظَلت شَمسُها مَريضَه
وَهُوَ لِفَضلِ الطاهِرين ناسِ / وَما لَهُم في الحُب عِندَ الناسِ
وَما عَلوا لَهُ مِن المُهمَّة / وَبَذَلوا مِن مُدهِشات الهمّه
وَمَوت إِبراهيم حَتفَ فيهِ / فِدىً لِأَمرِهُم وَحُبّاً فيهِ
فَوغِرَ الوالي عَلَيهِ صَدرا / يُظهِرُ عَطفاً وَيسِرَّ غَدرا
وَصاحِبُ الدَعوة ضافي الدَعوى / يَرفُلُ فيها نَخوَةً وَزَهوا
تَطلُبُهُ الدِماءُ كُل مَطلَبِ / لا بُدَّ لِلظُلم مِن مُنقَلَبِ
فَكَم أَدارَها عَلى المَنون / وَكَم أَراقَها عَلى الظُنونِ
هَذا الَّذي حَمى أُميَةَ الكَرى / كانَ أَبو جَعفَر مِنهُ أَنكَرا
قَد يَقَع الثَعلَبُ في الحُبَالَه / وَتَتّقِي الفَراشَةُ الذُبالَه
أَفنى الفَضاءُ حيلَةَ الخِراسِي / وَعَصفت رِياحُهُ بِالراسي
وَساقَهُ الحَينُ إِلى الإِمامِ / وَالنَفس تَستَجر لِلحِمامِ
فَجاءَهُ في مَوكِبٍ مَشهودِ / وَفي مَدارِعٍ مِن العُهود
أُريدُ بِالداعي الرَدى وَما دَرى / وَكُلُّ غَدّارٍ مُلاقٍ أَغدَرا
فَمُكِّنت مِنهُ سُيوفُ الهِندِ / وَظَفَر الفِرندُ بِالفِرِندِ
أُصيبَتِ الدَولَةُ في غِنائِها / وَسَقَط البَنّاءُ مِن بِنائِها
الخُلفاءُ وَلدُ المَنصورِ / وَعَصرُهُ الزاهي أَبو العُصورِ
إِن اِستَهلَّت بِالدِماءِ مُدَّتُه / فَما وَقاها الهَيج إِلّا شِدتُه
وَمَن يَقُم بِمُلكِهِ الجَديدِ / يَقُده بِالحَريرِ وَالحَديدِ
لا تَرجُ في الفِتنَة رِفقَ الوَالي / قَد يُدفَع الحُكّامُ بِالأَحوالِ
أُنظُر إِلى أَيامِهِ النَواضِرِ / وَظِلِّها الوَارف في الحَواضِرِ
عِشرونَ في المُلكِ رَفَقنَ أَمنا / وَفِضنَ نَعماءَ وَسِلنَ يُمنا
خِلافَةٌ ثَبّتها قَواعِدا / ثُمَ تَرقّى بِالبِناءِ صاعِدا
أَدرُّ مِن صَوب الغَمام دَخلا / عَلى أَشَد الخُلِفاءِ بُخلا
يَخافُ في مالِ العِباد اللَه / ما تَبع الدُنيا وَلا تَلاهى
لِلسلم آلاتٌ وَلِلحَرب أُهَب / جِماعهن في المَمالك الذَهَب
وَحَوّلَ المَنصورُ مَجرى العَهدِ / أَخَّر عيسى وَأَقام المَهدي
فَكانَ في تَقديمه الإِصلاحُ / وَفي بَنيهِ الخَيرُ وَالفَلاحُ
وَلا تَسَل عَن هِمَّةِ العُقولِ / وَنَهضَةِ المَعقول وَالمَنقولِ
وَكَثرَةِ الناقِلِ وَالمُعَرِّبِ / عَن حِكمَةِ الفُرسِ وَعِلم المَغرِبِ
وَاِختَطَّ بَغدادَ عَلى التَسديد / داراً لِمُلكِ يسرٍ مَديدِ
كانَت لِأَيام البَهاليل سِمَه / وَمِهرَجانَ مُلكِهم وَمَوسِمَه
يَنجمُ فيها النابِغُ السَعيدُ / وَيُنجب المُقتَبس البَعيدُ
وعن عظيم ثروته
وعن عظيم ثروته / يا ليتني في حالته
اسمع عزيز يا أخي / أنا وأنت لا نرث
أملط يا رب كما خلقتني / راض على قلة ما رزقتني
دعنا من الهزل هلا / أخذت في الجد ساعة
رشاد أنت صديق / ماذا ترى في البضاعة
أدخل بنا في الجد يا رشاد / متى تراه