جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ
جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ / مُستملَحٍ منه ومستطابِ
فالحسنُ فيه واضحُ الأسبابِ / منقِطع الأشكالِ والأَضْراب
يُعجِز في الوصفِ ذوى الأَلْباب / مع التَّغالي فيه والإطْناب
له غِشاءٌ صيغ من إهاب / حُرِّر بالأيدي وبالألباب
حتى أتى في غاية الصواب / ليس بذي مَيْل ولا اضطراب
مُزَعفَرٌ محبَّب الْجِلْباب / كظاهِرِ النارَنجُ والعُنّاب
أو مثلُ دينارٍ كِرا ضَرّابِ / ثم يُعرَّى منه باسْتِلاب
مثلُ حُسامٍ سُلَّ من قِراب / أو بدرُ تِمٍّ لاحَ من سَحاب
أو غادةٍ تُسْفِر من نِقاب / شَفٍّ كماءٍ راقَ في ثِعاب
كأنما صُوِّر من شَراب / صُفَّ على ساحاتِه الرِّحاب
قَطائفٌ لَطائفٌ رَوابِ / لم تُحْشَ بل صُفَّت على اصْطِحاب
في المسكِ والفُسْتقِ والْجُلاَّب / كأنها أَلسِنة الأحباب
في الشَّكْل والنَّكْهة والرُّضاب / مَلْمَسُهاَ كوَجْنَةِ الكَعاب
وطعمُها كلَذَّة العِتاب / من بعدِ صَدٍّ طالَ واجْتنابِ
تَنزل في الْحَلْق بلا حِجاب / فهْي طعامٌ وهْي كالشَّراب
فالنّابُ عنها الدهرَ غيرُ نابِ / والقلبُ في حرصٍ وفي طِلاب
واليدُ بين السَّيْرِ والإياب / في نَقْلِها للفم كالدُّولابِ
كأنها زيارةُ الإغْبابِ / والعُمرُ في الصحة والشَّباب