الليلُ ميدانُ الهوى
الليلُ ميدانُ الهوى / والكأسُ مجموعُ الأرَب
يا رُبَّ ليلٍ قد قَصَر / نا طولَهُ فيما نُحِبّ
لما هززناه تلا / قى طرفاه بالطرب
يلعبُ في الخسران والط / اعةِ ساعاتِ اللعب
تحكي ثرياهُ لمَن / يرنو إليها من كَثَب
خريطةً من أبيض الد / يباجِ ما فيها عذب
والدبرانِ خلفَها / كفتحِ بركارِ ذَهَب
وهقعةُ الجوِّ كفس / طاطِ عمودٍ منتصب
ومنكبٌ كوجهِ مب / ثورٍ للحظِ المرتقب
وهنعةٌ كأنها / قَوسٌ لندّافِ عَطَب
ثم الذراعُ شمعةٌ / تشعل رأساً وذنب
وزبرةٌ كأنها / رخانِ في خَشتٍ ذَرِب
ونثرةٌ كوسطِ مقلاعٍ / كبيرٍ منتخب
والطرفُ طَرفُ أسدٍ / في عينه كُحلُ الغضب
وجبهةٌ باديةٌ / كمنبرٍ لمختطب
وصرفةٌ تخالها / في الجو مسماراً ضرب
وتحسبُ العواءَ في / آفاقها لاماً كتب
ثم السماك مفرداً / كغرةِ الطرف الأقَبّ
كأنه والغفرُ ميزان / إمامٍ يحتسب
يدنو إليه عرشهُ / يريكَ تابوتاً نُصب
ثم الزباني عاشقا / ن ذا إلى هذاك صب
تكالما من بعدٍ / وحاذرا من مرتقب
ونظم الإكليل والقلب / جوارٍ تقترب
كمشعلين رفعا / مختلفين في النصب
وشولةٌ تخبر عن / قربِ الصباحِ بالعجب
كجانب من عقدِ أر / جوحةٍ حبلٍ مضطرب
وبعدها نعائمٌ / مختلفاتٌ في الطلب
فهذه صادرةٌ / وهذه تبغي القرب
كمضجعي غانيتين / يلعبان في الترب
فغادرا من بددِ الحليِ / كجمرٍ ملتهب
وبلدةٌ مثل شنا / نٍ فارغٍ لما يجب
كأنها صدرٌ سلا / من بعد ما كان أحب
وجاء سعدٌ ذابحٌ / وبلغٌ علي العقب
كأن ذا قوسٌ وذا / سهمٌ عن القوسِ ذهب
وذو السعودِ ثابتٌ / عن ذابحٍ إذا غرب
وبعد ذو أخبيةٍ / خُنسٍ قصيراتِ الطنب
كجؤجؤ البطةِ مع / منقارِها إذا انتصب
وأسفَرَ الفرغان عن / أربعةٍ من الشهب
كأنها أركانُ قصرٍ / عِزُّهُنَّ قد خرب
والحوتُ يطفو فإذا / ما طفح الفجرُ رَسَب
والشرطانِ الصولجا / نُ عند لعابٍ درب
ثم البُطَينُ بعده / مثلُ أثافيِّ اللهب
كأنما الحادي له / في صحةِ التقديرِ أب
تجزعها مجرَّةٌ / من قُطُبٍ إلى قُطُب
كأنها جسرٌ على / دجلةَ مبيضُّ الخشب
أعطيتُ ريعانَ الصبا / من المجونِ ما أحب
ثم رجعتُ سائلاً / لذي المعالي والحجب
لمن يجيب من دَعَا / فضلاً ويعطي من طلب
إذا استنيلَ لم يَهَب / من الكثيرِ ما يهب
سألته مغفرةً / لما اجتنيتُ في الحقب
وكنتُ جهدي شرَّ / عبدٍ فليكن لي خيرَ ربّ