المجموع : 5
ولحيةٍ سائلةٍ مُنْصَبَّهْ
ولحيةٍ سائلةٍ مُنْصَبَّهْ / شهباءَ تحكي ذنبَ المِذبَّهْ
ألا فتىً يُرضي بِذاك ربَّهْ / يضُمُّ كفَّيهِ على إرزَبَّهْ
ثُمَّةَ يعلو رأسَهُ بضَرْبَهْ / يَشفي بها قلُوبنا وقلبَهْ
للموز إحسانٌ بلا ذُنوبِ
للموز إحسانٌ بلا ذُنوبِ / ليس بمعدودٍ ولا محسوبِ
يكادُ من موقعهِ المحبوبِ / يدفعُه البلعُ إلى القلوبِ
ما استَبَّ قَطُّ اثنان إلا غَلبَا
ما استَبَّ قَطُّ اثنان إلا غَلبَا / شرُّهما نفساً وأُمّاً وأبا
لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ
لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ / بين جُمادى وجُمادى ورجبْ
مِنْ ذَنَبانيٍّ تعدَّى طورَهُ / فاجتمع الذَّنْبُ عليه والذَّنَبْ
عِلْجٌ ترقَّى رتبةً فَرُتْبةً / ولم يكن أهلاً لهاتيك الرُّتَبْ
فزلَّ من تلك المراقي زَلّةً / أصبح منها مُشفياً على العَطَبْ
وهكذا كلُّ ارتقاءٍ في العلا / قريبُ عهدٍ بارتقاء في الكُرَبْ
خَوَّله اللّهُ فلم يشكر له / ولن ترى شكراً لمدخول النسَبْ
فسلّط اللّهُ عليه جهلَهُ / فكان في تدميرهِ أقوى سَبَبْ
أقبل جيشٌ لا يريد حربَهُ / فارتاع روعاً يعتري أهلَ الرِّيَبْ
وساء ظناً بوزير لم يَخُن / عهداً وهل يصدأ مكنونُ الذهَبْ
فلم يدع أمراً يقودُ حتفَهُ / إلّا أتاهُ جاهداً ثم اضطربْ
كان كمن خافَ حريقاً واقعاً / فزاد فيه حطباً على حَطَبْ
أَخلِقْ بأن تغشاهُ منه قطعةٌ / يأتي عليه لفحُها دون اللّهَبْ
انظرْ إليهِ وإلى تدبيرهِ / فإن فيه عجباً من العَجَبْ
روَّعَ طفلاً لم يكن ترويعُهُ / من المُداراة ولا أخذِ الأُهَبْ
وأسخطَ السادة سُخطاً ساقَهُ / تلقاءَهُ سُخطٌ من اللّه وَجَبْ
ثم رأى أنْ لم يُوفَّق رأيُهُ / فأطلقَ الطفلَ وأمسى في رَهَبْ
فهو مقيمٌ بين خوفٍ وردى / مما أتى أو بين خوف وحَرَبْ
وهكذا الجاهلُ قِدماً لم يزل / من جهلِهِ في تَعبٍ وفي نصَبْ
قد اشترى طولَ سهادٍ بكَرىً / وقد شَرى طولَ هدوءٍ بتعَبْ
شَبَّهْتُ دعواه القيام بالذي / قُلِّد من أمرٍ بدعواه العرَبْ
قد قلتُ إذ خُبِّرت عن تبليحهِ / وأنه في زفراتٍ وكُرَبْ
بُعْداً لمن أصبح من أحوالهِ / في صَعَدٍ عالٍ وأمسى في صَبَبْ
ما فعلتْ خيلٌ له قد ضُمِّرتْ / أما لديها هربٌ ولا طَلَبْ
بل جبنُهُ يمنعُها إقدامَها / وحَيْنُهُ يمنعه من الهرَبْ
ما أقبح النَّعماءَ يُكْسَى ثوبَها / وأحسنَ النعماءَ عنه تُستَلبْ
ما كان ما أعطِيَهُ من كسبِهِ / لكنهُ فارقَهُ بما اكتسبْ
يا غامِطَ النعمة أيقِنْ أنها / قد غَضِبَ اللّه لها كلَّ الغضبْ
ولن ترى اللّه ولياً لامرئٍ / عادى أبا الصقر الوزير المُنتَجَبْ
وكلُّ من عادى مُحقّاً مقبلاً / فإنه من أمره في وَكَتَبْ
والحمد للّه العظيم شأنُهُ / على الذي أبلَى وأَوْلى وَوَهَبْ
غنَّت فمسَّ القلبَ كلُّ كرْبِ
غنَّت فمسَّ القلبَ كلُّ كرْبِ / واستوجبتْ منا أليمَ الضربِ
لها فمٌ مثلُ اتِّساع الدَّربِ / وفَقْحةٌ مشقوقةٌ بالزُّبِ
بَقْباقةٌ كبقبقات الحُبّ / هدَّارةٌ مثلُ هدير النُّجْبِ
وهْي على ما أظهرت من عُجْبِ / وتدَّعيه من شَجىً وحُبِّ
وتشتكيه من رياح الجَنْبِ / نافرةُ الصَّوت خَرُوج الضَّربِ
حَسْبِيَ مِنها يا نديمي حسبي / قد أَصدأَتْ سمعي وغمَّتْ قلبي