تعالَ نفرح فالشتاء هربا
تعالَ نفرح فالشتاء هربا / وفَرَّتِ الشّمأل قدّام الصبا
والربعُ بالربيع قد تَجَلبَبا / وصار بعدَ العُريِ يُكسى قَشبا
كأنَّه الفتى الذي تعذَّبا / في حبّهِ حتى غدا مهذَّبا
للطيرِ ترنيمٌ يهيجُ الطربا / والزَّهرُ ينمو في المروج والربى
فتَنثُرُ الشمسُ عليهِ الذهبا / وحرُّها ثَلجَ الجبال ذوَّبا
فصيّرَ الوادي جميلاً مخصبا / والظلُّ في الغاب يشوقُ المُتعَبا
يا أيها الفصلُ اللطيف مرحبا / العيشُ أضحى فيك رغداً طيّبا
إليكَ قلبي في الشتاءِ قد صبا / كصبوةِ الساري إلى نورٍ خبا
إذا الصِبى أو الربيعُ ذهبا / لا خَيرَ في العيشِ فقل مُكتَئبا