ماذا على النوائب
ماذا على النوائب / لو جانبت جوانبي
إلى متى تنوبني / بطارقي وصاحبي
عفَّت ربوع جيرتي / وأبعدت أقاربي
ووكلت بينهم / قوائم النجائب
فخبطت بظعنهم / أفئدة السباسب
وفرقتهم فرقا / شتى بكل جانب
فعيل صبري ووهت / لبينهم مناكبي
ما للزمان لم يزل / يعبث بالأطايب
فكم له من وقعةٍ / بغلب آل غالب
حيث الحسين قادها / شوقاً على السلاهب
لخوض تيار الردى / ومورد الحرائب
رماحهم شواجرٌ / كالشهب الثواقب
ينصب عن حرابها / سوط العذاب الواصب
من كل مغوار عن / الغارة غير راغب
في الحرب غير تآكلٍ / في لكر غير ناكب
يلوي غرار عزمه / ألوية الكتائب
يرى مشارب الردى / من أعذب المشارب
دون الحسين علة / الإيجاد ذي المناقب
حتى قضوا بجهدهم / حق الجهاد الواجب
وكابدوا على ظما / حرارة القواضب
غداة غص الرحب بالبيض / وبالقعاضُب
فعانقوها كعناق / الخرد الكواعب
فاخترق الصفوف شبل / المرتضى بالقاضب
منتهباً أرواحها / فديته من ناهب
فصوَّبت هاماتها / كصيّب السحائب
وذكر القوم أباه / مظهر العجائب
كأنما الموت لديه / لذةُ للشارب
والقوم بين عافرٍ ثاوٍ / وبين هارب
محامياً عن دينه / وآله الأطائب
وقلبه من الظما / مثل شواظ اللاهب
ضاق الفضا وأعصوصبت / عصائب النواصب
هذا ولو شاء لما / أبقى على محارب
فشفه الوجد إلى / سامية المراتب
والفوز بالزلفى من الله / الكريم الواهب
وحين حان حينه / رمي بسهم صائب
وخرَّ عنه ساجداً / مثل سجود الراهب
وفاز بالزلفى وأسنى / الفوز بالمراتب
فديته بمهجتي / ومعشري وصاحبي
شلواً تدوس صدره / سنابك السلاهب
وأبرزت نسوته / تهتف بالذوائب
أين علي المرتضى / مقهقر الكتائب
لم تلف غير زاجرٍ / يزجرها وضارب
وشاتم والدها / وشامتٍ وسالب
نوادباً واحسرتي / للحسر النوادب
يشهرن في المدن / على الجف من الركائب
وما لها من ساتر / عن أعين الأجانب
مصائب قد عظمت / فلسن كالمصائب
فلو تعيها الأرض / مارت بقوى الأخاشب