غرائبٌ في دهرِنا
غرائبٌ في دهرِنا / هانَت بها الرغائبُ
فأُنسنا في وحشةٍ / وطبُّنا معاطبُ
وعزمُنا تذللٌ / وأُسدُنا ثعالبُ
فكلُّ قولٍ موجبٍ / ينفيه لعبٌ سالبُ
وكل حزمٍ صادقٍ / نافاه عزمٌ كاذبُ
وكل خيرٍ واهبٍ / يتلوه شرٌ ناهبُ
وكل وعدٍ قادمٍ / يمحوه مطلٌ ذاهبُ
وكل همٍّ حاضرٌ / وكل فرحٍ غائبُ
كأَنما الدُنيا بما / تحوي هنا ملاعبُ
يا بئس أَيامٌ قضت / لنا بها المصائبُ
نرى الزَمانَ سافلاً / يعلو عُلاه العائبُ
النعلُ فيه أَصبحت / تعنو لها الكواكبُ
فكل شيء عكسُهُ / يبدو لمن يراقبُ
فيا له من زمنٍ / حُفَّت به المصاعبُ
فكم نرى أَبناءَه / في ذلة تناوبُ
كل يقول أَرّخوا / عجائبٌ غرائبُ