القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 8
انظر إلى الكواكبِ
انظر إلى الكواكبِ / يسبحن في الغياهبِ
من ذاهب في شوطهِ / ولا حقٍ بالذاهبِ
إلى الطوالع الوضا / ء الزهرِ والغواربِ
إلى الجمال آخذاً / إلى الشعاع السائبِ
والليل ساجٍ قد خلا / من العصوف الصاخبِ
يعبرن عرض بحره / من جانبٍ لجانبِ
غرقى إلى الجيدِ إلى ال / ثدي إلى الترائبِ
أرسلن شعراً من أشع / عَة على المناكب
وقد حللن ما على ال / رؤوس من عصائب
ما إن رأت عين امرئٍ / أبهى من الكواكبِ
يلمعن مثل الماس أو / كومضةِ الحباحبِ
يمشين أسراباً كأت / راب من الكواعب
يذهبن من مشارق ال / أرض إلى المغارب
والليلُ ضاربٌ روا / قهُ على الجوانبِ
كل الجمال في النجو / م اللمَّعِ الثواقبِ
العاريات للخلا / عات من الجلاببِ
الغامزات بالعيو / نِ النجل والحواجب
ما إن لهن غيرُ نَي / لِ الحبِّ من مآربِ
يضحكن من شيبي ومن / آمالي الكواذبِ
أشدو بما لهن من / حسن ومن مناقبِ
كأنهن الحورُ يَط / للنَ من المراقبِ
أمن بناتِ الليل هُن / نَ أم من الربائبِ
أو من طيور الخلد ير / فُفن على المشارب
عصائبٌ يقعن أس / راباً على عصائبِ
والماءُ في المجرة ال / بيضاء غيرُ ناضب
وربما اختلفن في ال / أميالِ والمذاهب
خاطبتهن لو سمع / ن القول من مخاطب
يا لهفتي على ضيا / عِ للشهاب الثاقبِ
قد خرَّ من عين الدجى / ليلاً كدمعٍ ساكبِ
وخيَّم الليل ونا / م القطبُ في المضاربِ
ماذا الذي قد خلَّف ال / قطب عن الصواحبِ
ما أجهل الليلَ وقد / خيَّمَ بالعواقبِ
فليس يدري ما يلا / قيهِ من المصائبِ
لقد رماه الفجر في ال / صدر بسهمٍ صائبِ
وكان لما ناله / بالسهم غير كاذبِ
وكشَّر الليلُ عن ال / أنيابِ كالمغاضبِ
وجَرَّدَ الصبحُ علي / ه السيف كالمحاربِ
وظلَّ يفري جلده / فري حنيقٍ غاضبِ
جرَّ الغرورُ الليلَ مَخ / ذولاً إلى المعاطبِ
ملاقياً جزاءَهُ / من ثائرٍ معاقبِ
والليلُ لا يقوى على / ردِّ الصباح الواثبِ
يفرّ كالمغلوب من / وجه القويِّ الغالبِ
وهو جريحٌ دمُهُ / يجري على الجوانبِ
ما انتصر الليلُ بما / جمَّع من كتائبِ
بل إنه اختفى عن ال / عينِ كملح ذائبِ
إن عبسَ الليلُ فلي / س الذنب للكواكبِ
فهن يبتسمن حت / تى للعدوّ النّاصب
هو الذي جنى فكن / ن عُرضةَ النوائبِ
وظلتِ الشعرى تنا / جي الصبح كالمعاتبِ
بين الصباح مسفراً / والليل ذي الغياهب
ثأرٌ سيبقى فتقه / دهراً بغير رائبِ
غمّ النجوم ما تقا / سيه من المصائبِ
والصبح لما راعها / ما كان بالمداعب
كأنه بازٍ جرى / يسطو على أرانبِ
أو قسورٌ حمارسٌ / سطا على ثعالبِ
يريد أن يفترس ال / أنجم بالمخالبِ
إني لأقرأ الأسى / في الأوجه الشواحبِ
تؤذي العذارى في الحيا / ة قلةُ التجاربِ
تالله ما هذي الوجو / ه الغرُّ للنوائبِ
والعندليب هَبّ يش / دو بانتصار الغالب
والديكُ صاح يعلن ال / سرور للصواحب
كأنما قد فرحا / بنكبة الكواكب
يا كوكب الصبح لك ال / صبحُ من الأقارب
ما كان ينبغي له / صفعك كالمعاقبِ
لا تيأسنَّ وانتظر / ليل الغد المقارب
تكن كما قد كنت في ال / عين من الزغائب
يا أيها الصبح الجَمي / لُ يا ملاذَ الراعبِ
لقد قسوت حين أخ / نيت على الكواكب
رميت شملهنَّ بال / تشتيت والمصاعبِ
ما ضرَّ لو حميتهن / ن مثل أمٍّ حادبِ
كنَّ ينبنَ عنك في ال / ليلِ الطويل اللازب
وكنّ زينة السما / ء في عيون الراقبِ
ما أجملَ الشمس بدت / مرخيةَ الذوائبِ
قد طلعت في موكبٍ / من أفخم المواكبِ
تنثر من ضيائها / تبراً على الجوانبِ
على البحار والجبا / ل الشُّمِّ والسباسبِ
يا شمسُ أنت للورى / من أكبر المواهب
حبيبةٌ أنتِ إلى ال / شبان والأشايبِ
أكبر بما تهدين من / نورٍ ومن كهاربِ
جاء ولم يدر السبب
جاء ولم يدر السبب / وهو كما جاء ذهب
لعله أضطر فما / عليه في ذاك عتب
لا تعجبن من موته / بل من حياته العجب
جيء به إلى الوجود / وهو قط ما طلب
وقيدوه بالحلال / والحرام والأدب
ونازعوه ما قنا / وقاسموه ما كسب
وهبه الدهر قوى / ثم استرد ما وهب
حتى بدا الضعف به / وارتجفت منه الركب
وبات يشكو دهره / مما استرد وسلب
والدهر لا يسمعه / وإن بكى وإن نحب
يأسى ويطرب امرؤ / عاش إذا كان السبب
أما إذا مات الفتى / فلا أسى ولا طرب
إن الفتى مسير / إذا نأى أو اقترب
وأنه بعد الردى / ليس يحس بالوصب
وليس من جهنم / لميت قد انشعب
حتى يقول قائل / تبت يدا ابي لهب
هل أنت إلا واحد / من القرود في النسب
ألم تكن وانت في / طور الجنين ذا ذنب
مشابهاجنين حيو / ان لو إسطاع وثب
ألم يغط جسمك الشعر / وبعده الزغب
إني من إنكارك الأصل / بقيت في عجب
ما غالب الطبع امرؤ / إلا وطبعه غلب
انقلب الألى قد اغتروا / فساء المنقلب
قالوا هناك واجب / فاعلمه تعل في الرتب
أما أنا فلا أرى / شيئاً على قد وجب
غير اتباع سنة / أورثها أم وأب
لا يأمن الناس امرأ / خاتلهم أو قد كذب
ولا فتى قد قتل / النفس البراء أو غصب
ليس الحياة غير آلا / م وسعى وتعب
لا تدن من حياضها / فإنما الماء نضب
إذا الحياة أصبحت / مريرة حلا العطب
وغادة زارت بلا
وغادة زارت بلا / وعد ولا مُرتَقَبِ
ثم مضت ولم أكن / قضيت منها أرَبي
الشعر ديوان العرب
الشعر ديوان العرب / والشعر عنوان الادب
هو الذي قامت به / في الشرق نهضة العرب
وهو الذي كان يخف / ذائداً عن الحسب
ويكشف الحق ان / الحق عن العين احتجب
ويشعل النار التي / في اول الحرب تشب
ويحفظ الاخلاق ان / تمسها يد العطب
يصور الاحساس منهم في / الرضى وفي الغضب
يروع من يسمعه / اذا اهاب او عتب
يذم من بماله / ضن ويطرى من وهب
اذا سمت قبيلة / فانما هو السبب
قد شب يغذوه الشعو / ر فاستوى منه القصب
ثم رنا ثم دنا / ثم جثا ثم وثب
الشعر زهر عطر / انبته أرض العرب
والزهر في اشواكه / كالعين حولها الهدب
ما انقلبوا انقلابهم / من قبل ان يرقى الادب
وهو الذي اذكى الشعو / ر بالظهور والغلب
وهو الى الوحي يمت / من قديم بالنسب
لقد روى وما افترى / ولا غلا ولا كذب
طوبى لمن ما رسه / ومن رواه او كتب
الشعر اما سله / حر فسيف ذو شطب
وانه لكاشف / الغمات فراج الكرب
جوابة الآفاق يطوي الارض / من غير تعب
اذا مشى يمشي العرضنى / او مضى يمضي الحبب
وسابق اذا عدا / ولا حق اذا طلب
وهو سرور للذي / فيه السرور قد نضب
ريحان من يرتشف الرضاب / من بنت العنب
وانه لرحمة / للناس ان امر حزب
ونقمة لمن عن الحق المبين / قد نكب
كم خاض في حرب وكم / غالب جمعا فغلب
كم مرة افضى الى / انقلاب شعب فانقلب
فياله من بطجل / لم ينتكص على العقب
السيف في يمينه / ما ان نبا لما ضرب
والشمس في جبينه / يرسل عقيان اللهب
وهو حديث في نهو / ضه قديم في النسب
كأنه لم يك بالمولود / من ام وأب
لا يعرف الانسان كم / مرت عليه من حقب
ان يكن النثر من الفضة / فالشعر ذهب
قال الذي قال فهل / قضى جميع ما وجب
كلا فان الشعر يرجى منه / فوق ما وهب
ولا يزال الشعر يأ / تي كل يوم بالعجب
يا ناقدي القريض بالباطل / ما هذا الصخب
ثوبوا إلى أنفسكم / فقد أسأتم للادب
لا يحسن النقد جهو / ل باساليب العرب
ما ان يضير بلبلا / شدا غراب قد نعب
لا يعرف الشعر سوى / من راضه حتى تعب
ليس الذي يرى من / البعد كراء من كثب
ما انت نبع منه يا / ناقده ولا غرب
يا حبذا النقد النزيه / من اساليب الكذب
نعوذ باللَه معاً / من غاسق اذا وقب
ما الحقد في النقد السفيه / غير نار في حطب
محرقة من شبها / كأنه لها حصب
قل ايها الشعر معي / تبت يدا ابي لهب
لم يغن عنه ماله / في هلكه وما كسب
يا ايها الشعر ودا / عا فرحيلي اقترب
ان فراقي لك يا / شعر فراق من احب
يا شعر انت خالد / اليك لا يرقى العطب
اما انا فذاهب / عنك كما غيري ذهب
الموت خير من حيا / ة كل ما فيها نصب
يا نفس اني قانط
يا نفس اني قانط / وانما انت السبب
سولت لي ان اركب ال / بحر بفلكي فانقلب
أيتها النفس اقترب
أيتها النفس اقترب / فراق أبطال الأدب
الذائدين باليرا / ع عن كرامة العرب
حي الذين شاركو / نافي المصاب والنصب
وفي الرزايا الفادحا / ت الموهنات للركب
الموريات في قلو / بنا اسى فيه لهب
نارا تشب في قلو / ب الناس من غير حطب
الوفد ان الوفد خير من / رثى ومن ندب
حي الخناذيذ الألى / قد رفعوا شأن الادب
حي الألى جاؤا من / الآيات تتلى بالعجب
يا حبذا من قرض القريض / منهم او خطب
وحبذا شعر شدا / بمجد غازي فخلب
وحبذا من قاله / ومن روى ومن كتب
حفوا بغازي مثلما / يحف بالعين الهدب
غازي الذي قد لأم / الصدع وللفتق رأب
غازي الذي قد ورث / العلياء من ام واب
اليوم غازي وحده / في الارض سيد العرب
اما المليك فيصل / فانه نجم غرب
ما اكثر الدمع الذي / له من العين انسكب
الدهر قد اوجعنا / بسيفه لما ضرب
والهب القلب اسى / ثبت يدا ابي لهب
قد غالب الصبى الاسى / في رزئه فما غلب
فيا له من حادث / من وقعه الشرق اضطرب
الشعر ان جاء من الشعور / لا يخشى التبب
كأنه في معمعا / ن الحرب سيف ذو شطب
يسطع كالماس على / عقد ثمين من ذهب
كأنه قلادة / من لؤلؤ على لبب
اعيذه من شر كل / ناقد اذا كذب
وهامة اذا زقت / وغاسق اذا وقب
من لم يجئ بحجة / فلا يفيده الصخب
يا واهب الشعر لنا / لأنت خير من وهب
الدهر قد عاكسنا / وما على الدهر عتب
ما انقلبت حياتنا / لكنما الدهر انقلب
يا شعر انت كل ما / املكه من النشب
وانت يا شعر الى / الوحي تمت بالنسب
وانت عون لي على الدهر / ان الدهر حزب
غرد فلا وردك قد / ذوى ولا الماء نضب
اخواننا في رزئنا / غنوا بوحدة العرب
لا يصل الشعب الى / الغاية الا ان وثب
لا تستقل امة / في الارض من غير تعب
لا بد من وسائل / فكل شيء بسبب
الليل من وجه الصبا / ح بعدما جن هرب
لا يكذب الصبح الذي / اضواؤه ذات صبب
قصيدتي تشيع الوفد / اذا الوفد ذهب
قافية ركبتها / فهي تسير بي الخبب
قد تبع القوم هوى
قد تبع القوم هوى / يفضى الى المعاطب
ما اجهل الانسان في / دنياه بالعواقب
انظر إلى الكواكب
انظر إلى الكواكب / يسبحن في الغياهب
من ذاهب في شوطه / ولاحق بالذاهب
الى الطوالع الوضا / ء الزهر والغوارب
الى الجمال آخذاً / الى الشعاع السائب
والليل ساج قد خلا / من العصوف الصاخب
يعبرن عرض بحره / من جانب لجانب
غرقى الى الجيد الى / الثدي إلى الترائب
ارسلن شعراً من / اشعة على المناكب
وقد حللن ما على / الرؤوس من عصائب
ما ان رأت عين امرئ / ابهى من الكواكب
يلمعن مثل الماس او / كومضة الحباحب
يمشين اسرابا كأترا / ب من الكواعب
يذهبن من مشارق الارض / الى المغارب
والليل ضارب روا / قه على الجوانب
كل الجمال في النجو / م اللمع الثواقب
العاريات للخلا / عات من الجلابب
ما ان لهن غير / نيل الحب من مآرب
يضحكن من شيبي ومن / آمالي الكواذب
اشدو بمالهن من / حسن ومن مناقب
كأنهن الحور يطللن / من المراقب
أمن بنات الليل هن / ام من الربائب
او من طيور الخلد / يرففن على المشارب
عصائب يقعن اسرا / با على عصائب
والماء في المجرة / البيضاء غير ناضب
وربما اختلفن في / الاميال والمذاهب
خاطبتهن لو سمعن / القول من مخاطب
يا لهفتي على ضيا / ع للشهاب الثاقب
قد خر من عين الدجى / ليلا كدمع ساكب
وخيم الليل ونا / م القطب في المضارب
ماذا الذي قد خلف / القطب عن الصواحب
ما اجهل الليل وقد / خيم بالعواقب
فليس يدرى ما يلا / قيه من المصائب
لقد رماه الفجر في / الصدر بسهم صائب
وكان لما ناله / بالسهم غير كاذب
وكثر الليل عنذ / الانياب كالمغاضب
وجرد الصبح عليه / السيف كالمحارب
وظل يفري جلده / فري حنيق غاضب
جر الغرور الليل / مخذولا إلى المعاطب
ملاقياً جزاءه / من ثائر معاقب
والليل لا يقوى على / ردّ الصباح الواثب
يفر كالمغلوب من / وجه القوي الغالب
وهو جريح دمه / يجري على الجوانب
ما انتصر الليل بما / جمع من كتائب
بل انه اختفى عن العين / كملح ذائب
ان عبس الليل فليس / الذنب للكواكب
فهن يبتسمن حتى / للعدو الناصب
هو الذي جنى فكنّ / عرضة النوائب
وظلت الشعرى تنا / جي الصبح كالمعاتب
بين الصباح مسفرا / والليل ذي الغياهب
ثأر سيبقى فتقه / دهراً بغير رائب
غمّ النجوم ما تقا / سيه من المصائب
والصبح لما راعها / ما كان بالمداعب
كأنه باز جرى / يسطو على ارانب
او قسور حمارس / سطا على ثعالب
يريد ان يفترس / الانجم بالمخالب
فغرن جمعاء من الخشية / في المذانب
اني لأقرأ الأسى / في الاوجه الشواحب
اجفلن لا يحملن غير / الخوف في الحقائب
تؤذى العذارى في الحيا / ة قلة التجارب
تاللَه ما هذي الوجو / ه الغر للنوائب
والعندليب هب يشدو / بانتصار الغالب
والديك صاح يعلن / السرور للصواحب
كأنما قد فرحا / بنكبة الكواكب
يا كوكب الصبح لك / الصبح من الاقارب
ما كان ينبغي له / صفعك كالمعاقب
لا تيأسن وانتظر / ليل الغد المقارب
تكن كما قد كنت في / العين من الرغائب
يا ايها الصبح الجميل / يا ملاذ الراعب
لقد قسوت حين اخنيت / على الكواكب
رميت شملهن / بالتشتيت والمصاعب
ما ضر لو حميتهن / مثل ام حادب
كنّ ينبن عنك في الليل / الطويل اللازب
وكن زينة السما / ء في عيون الراقب
ما اجمل الشمس بدت / مرخية الذوائب
قد طلعت في موكب / من افخم المواكب
تنثر من ضيائها / تبراً على الجوانب
على البحار والجبا / ل الشم والسباسب
يا شمس انت للورى / من اكبر المواهب
حبيبة انت الى / الشبان والاشايب
اكبر بما تهدين من / نور ومن كهارب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025