المجموع : 8
انظر إلى الكواكبِ
انظر إلى الكواكبِ / يسبحن في الغياهبِ
من ذاهب في شوطهِ / ولا حقٍ بالذاهبِ
إلى الطوالع الوضا / ء الزهرِ والغواربِ
إلى الجمال آخذاً / إلى الشعاع السائبِ
والليل ساجٍ قد خلا / من العصوف الصاخبِ
يعبرن عرض بحره / من جانبٍ لجانبِ
غرقى إلى الجيدِ إلى ال / ثدي إلى الترائبِ
أرسلن شعراً من أشع / عَة على المناكب
وقد حللن ما على ال / رؤوس من عصائب
ما إن رأت عين امرئٍ / أبهى من الكواكبِ
يلمعن مثل الماس أو / كومضةِ الحباحبِ
يمشين أسراباً كأت / راب من الكواعب
يذهبن من مشارق ال / أرض إلى المغارب
والليلُ ضاربٌ روا / قهُ على الجوانبِ
كل الجمال في النجو / م اللمَّعِ الثواقبِ
العاريات للخلا / عات من الجلاببِ
الغامزات بالعيو / نِ النجل والحواجب
ما إن لهن غيرُ نَي / لِ الحبِّ من مآربِ
يضحكن من شيبي ومن / آمالي الكواذبِ
أشدو بما لهن من / حسن ومن مناقبِ
كأنهن الحورُ يَط / للنَ من المراقبِ
أمن بناتِ الليل هُن / نَ أم من الربائبِ
أو من طيور الخلد ير / فُفن على المشارب
عصائبٌ يقعن أس / راباً على عصائبِ
والماءُ في المجرة ال / بيضاء غيرُ ناضب
وربما اختلفن في ال / أميالِ والمذاهب
خاطبتهن لو سمع / ن القول من مخاطب
يا لهفتي على ضيا / عِ للشهاب الثاقبِ
قد خرَّ من عين الدجى / ليلاً كدمعٍ ساكبِ
وخيَّم الليل ونا / م القطبُ في المضاربِ
ماذا الذي قد خلَّف ال / قطب عن الصواحبِ
ما أجهل الليلَ وقد / خيَّمَ بالعواقبِ
فليس يدري ما يلا / قيهِ من المصائبِ
لقد رماه الفجر في ال / صدر بسهمٍ صائبِ
وكان لما ناله / بالسهم غير كاذبِ
وكشَّر الليلُ عن ال / أنيابِ كالمغاضبِ
وجَرَّدَ الصبحُ علي / ه السيف كالمحاربِ
وظلَّ يفري جلده / فري حنيقٍ غاضبِ
جرَّ الغرورُ الليلَ مَخ / ذولاً إلى المعاطبِ
ملاقياً جزاءَهُ / من ثائرٍ معاقبِ
والليلُ لا يقوى على / ردِّ الصباح الواثبِ
يفرّ كالمغلوب من / وجه القويِّ الغالبِ
وهو جريحٌ دمُهُ / يجري على الجوانبِ
ما انتصر الليلُ بما / جمَّع من كتائبِ
بل إنه اختفى عن ال / عينِ كملح ذائبِ
إن عبسَ الليلُ فلي / س الذنب للكواكبِ
فهن يبتسمن حت / تى للعدوّ النّاصب
هو الذي جنى فكن / ن عُرضةَ النوائبِ
وظلتِ الشعرى تنا / جي الصبح كالمعاتبِ
بين الصباح مسفراً / والليل ذي الغياهب
ثأرٌ سيبقى فتقه / دهراً بغير رائبِ
غمّ النجوم ما تقا / سيه من المصائبِ
والصبح لما راعها / ما كان بالمداعب
كأنه بازٍ جرى / يسطو على أرانبِ
أو قسورٌ حمارسٌ / سطا على ثعالبِ
يريد أن يفترس ال / أنجم بالمخالبِ
إني لأقرأ الأسى / في الأوجه الشواحبِ
تؤذي العذارى في الحيا / ة قلةُ التجاربِ
تالله ما هذي الوجو / ه الغرُّ للنوائبِ
والعندليب هَبّ يش / دو بانتصار الغالب
والديكُ صاح يعلن ال / سرور للصواحب
كأنما قد فرحا / بنكبة الكواكب
يا كوكب الصبح لك ال / صبحُ من الأقارب
ما كان ينبغي له / صفعك كالمعاقبِ
لا تيأسنَّ وانتظر / ليل الغد المقارب
تكن كما قد كنت في ال / عين من الزغائب
يا أيها الصبح الجَمي / لُ يا ملاذَ الراعبِ
لقد قسوت حين أخ / نيت على الكواكب
رميت شملهنَّ بال / تشتيت والمصاعبِ
ما ضرَّ لو حميتهن / ن مثل أمٍّ حادبِ
كنَّ ينبنَ عنك في ال / ليلِ الطويل اللازب
وكنّ زينة السما / ء في عيون الراقبِ
ما أجملَ الشمس بدت / مرخيةَ الذوائبِ
قد طلعت في موكبٍ / من أفخم المواكبِ
تنثر من ضيائها / تبراً على الجوانبِ
على البحار والجبا / ل الشُّمِّ والسباسبِ
يا شمسُ أنت للورى / من أكبر المواهب
حبيبةٌ أنتِ إلى ال / شبان والأشايبِ
أكبر بما تهدين من / نورٍ ومن كهاربِ
جاء ولم يدر السبب
جاء ولم يدر السبب / وهو كما جاء ذهب
لعله أضطر فما / عليه في ذاك عتب
لا تعجبن من موته / بل من حياته العجب
جيء به إلى الوجود / وهو قط ما طلب
وقيدوه بالحلال / والحرام والأدب
ونازعوه ما قنا / وقاسموه ما كسب
وهبه الدهر قوى / ثم استرد ما وهب
حتى بدا الضعف به / وارتجفت منه الركب
وبات يشكو دهره / مما استرد وسلب
والدهر لا يسمعه / وإن بكى وإن نحب
يأسى ويطرب امرؤ / عاش إذا كان السبب
أما إذا مات الفتى / فلا أسى ولا طرب
إن الفتى مسير / إذا نأى أو اقترب
وأنه بعد الردى / ليس يحس بالوصب
وليس من جهنم / لميت قد انشعب
حتى يقول قائل / تبت يدا ابي لهب
هل أنت إلا واحد / من القرود في النسب
ألم تكن وانت في / طور الجنين ذا ذنب
مشابهاجنين حيو / ان لو إسطاع وثب
ألم يغط جسمك الشعر / وبعده الزغب
إني من إنكارك الأصل / بقيت في عجب
ما غالب الطبع امرؤ / إلا وطبعه غلب
انقلب الألى قد اغتروا / فساء المنقلب
قالوا هناك واجب / فاعلمه تعل في الرتب
أما أنا فلا أرى / شيئاً على قد وجب
غير اتباع سنة / أورثها أم وأب
لا يأمن الناس امرأ / خاتلهم أو قد كذب
ولا فتى قد قتل / النفس البراء أو غصب
ليس الحياة غير آلا / م وسعى وتعب
لا تدن من حياضها / فإنما الماء نضب
إذا الحياة أصبحت / مريرة حلا العطب
وغادة زارت بلا
وغادة زارت بلا / وعد ولا مُرتَقَبِ
ثم مضت ولم أكن / قضيت منها أرَبي
الشعر ديوان العرب
الشعر ديوان العرب / والشعر عنوان الادب
هو الذي قامت به / في الشرق نهضة العرب
وهو الذي كان يخف / ذائداً عن الحسب
ويكشف الحق ان / الحق عن العين احتجب
ويشعل النار التي / في اول الحرب تشب
ويحفظ الاخلاق ان / تمسها يد العطب
يصور الاحساس منهم في / الرضى وفي الغضب
يروع من يسمعه / اذا اهاب او عتب
يذم من بماله / ضن ويطرى من وهب
اذا سمت قبيلة / فانما هو السبب
قد شب يغذوه الشعو / ر فاستوى منه القصب
ثم رنا ثم دنا / ثم جثا ثم وثب
الشعر زهر عطر / انبته أرض العرب
والزهر في اشواكه / كالعين حولها الهدب
ما انقلبوا انقلابهم / من قبل ان يرقى الادب
وهو الذي اذكى الشعو / ر بالظهور والغلب
وهو الى الوحي يمت / من قديم بالنسب
لقد روى وما افترى / ولا غلا ولا كذب
طوبى لمن ما رسه / ومن رواه او كتب
الشعر اما سله / حر فسيف ذو شطب
وانه لكاشف / الغمات فراج الكرب
جوابة الآفاق يطوي الارض / من غير تعب
اذا مشى يمشي العرضنى / او مضى يمضي الحبب
وسابق اذا عدا / ولا حق اذا طلب
وهو سرور للذي / فيه السرور قد نضب
ريحان من يرتشف الرضاب / من بنت العنب
وانه لرحمة / للناس ان امر حزب
ونقمة لمن عن الحق المبين / قد نكب
كم خاض في حرب وكم / غالب جمعا فغلب
كم مرة افضى الى / انقلاب شعب فانقلب
فياله من بطجل / لم ينتكص على العقب
السيف في يمينه / ما ان نبا لما ضرب
والشمس في جبينه / يرسل عقيان اللهب
وهو حديث في نهو / ضه قديم في النسب
كأنه لم يك بالمولود / من ام وأب
لا يعرف الانسان كم / مرت عليه من حقب
ان يكن النثر من الفضة / فالشعر ذهب
قال الذي قال فهل / قضى جميع ما وجب
كلا فان الشعر يرجى منه / فوق ما وهب
ولا يزال الشعر يأ / تي كل يوم بالعجب
يا ناقدي القريض بالباطل / ما هذا الصخب
ثوبوا إلى أنفسكم / فقد أسأتم للادب
لا يحسن النقد جهو / ل باساليب العرب
ما ان يضير بلبلا / شدا غراب قد نعب
لا يعرف الشعر سوى / من راضه حتى تعب
ليس الذي يرى من / البعد كراء من كثب
ما انت نبع منه يا / ناقده ولا غرب
يا حبذا النقد النزيه / من اساليب الكذب
نعوذ باللَه معاً / من غاسق اذا وقب
ما الحقد في النقد السفيه / غير نار في حطب
محرقة من شبها / كأنه لها حصب
قل ايها الشعر معي / تبت يدا ابي لهب
لم يغن عنه ماله / في هلكه وما كسب
يا ايها الشعر ودا / عا فرحيلي اقترب
ان فراقي لك يا / شعر فراق من احب
يا شعر انت خالد / اليك لا يرقى العطب
اما انا فذاهب / عنك كما غيري ذهب
الموت خير من حيا / ة كل ما فيها نصب
يا نفس اني قانط
يا نفس اني قانط / وانما انت السبب
سولت لي ان اركب ال / بحر بفلكي فانقلب
أيتها النفس اقترب
أيتها النفس اقترب / فراق أبطال الأدب
الذائدين باليرا / ع عن كرامة العرب
حي الذين شاركو / نافي المصاب والنصب
وفي الرزايا الفادحا / ت الموهنات للركب
الموريات في قلو / بنا اسى فيه لهب
نارا تشب في قلو / ب الناس من غير حطب
الوفد ان الوفد خير من / رثى ومن ندب
حي الخناذيذ الألى / قد رفعوا شأن الادب
حي الألى جاؤا من / الآيات تتلى بالعجب
يا حبذا من قرض القريض / منهم او خطب
وحبذا شعر شدا / بمجد غازي فخلب
وحبذا من قاله / ومن روى ومن كتب
حفوا بغازي مثلما / يحف بالعين الهدب
غازي الذي قد لأم / الصدع وللفتق رأب
غازي الذي قد ورث / العلياء من ام واب
اليوم غازي وحده / في الارض سيد العرب
اما المليك فيصل / فانه نجم غرب
ما اكثر الدمع الذي / له من العين انسكب
الدهر قد اوجعنا / بسيفه لما ضرب
والهب القلب اسى / ثبت يدا ابي لهب
قد غالب الصبى الاسى / في رزئه فما غلب
فيا له من حادث / من وقعه الشرق اضطرب
الشعر ان جاء من الشعور / لا يخشى التبب
كأنه في معمعا / ن الحرب سيف ذو شطب
يسطع كالماس على / عقد ثمين من ذهب
كأنه قلادة / من لؤلؤ على لبب
اعيذه من شر كل / ناقد اذا كذب
وهامة اذا زقت / وغاسق اذا وقب
من لم يجئ بحجة / فلا يفيده الصخب
يا واهب الشعر لنا / لأنت خير من وهب
الدهر قد عاكسنا / وما على الدهر عتب
ما انقلبت حياتنا / لكنما الدهر انقلب
يا شعر انت كل ما / املكه من النشب
وانت يا شعر الى / الوحي تمت بالنسب
وانت عون لي على الدهر / ان الدهر حزب
غرد فلا وردك قد / ذوى ولا الماء نضب
اخواننا في رزئنا / غنوا بوحدة العرب
لا يصل الشعب الى / الغاية الا ان وثب
لا تستقل امة / في الارض من غير تعب
لا بد من وسائل / فكل شيء بسبب
الليل من وجه الصبا / ح بعدما جن هرب
لا يكذب الصبح الذي / اضواؤه ذات صبب
قصيدتي تشيع الوفد / اذا الوفد ذهب
قافية ركبتها / فهي تسير بي الخبب
قد تبع القوم هوى
قد تبع القوم هوى / يفضى الى المعاطب
ما اجهل الانسان في / دنياه بالعواقب
انظر إلى الكواكب
انظر إلى الكواكب / يسبحن في الغياهب
من ذاهب في شوطه / ولاحق بالذاهب
الى الطوالع الوضا / ء الزهر والغوارب
الى الجمال آخذاً / الى الشعاع السائب
والليل ساج قد خلا / من العصوف الصاخب
يعبرن عرض بحره / من جانب لجانب
غرقى الى الجيد الى / الثدي إلى الترائب
ارسلن شعراً من / اشعة على المناكب
وقد حللن ما على / الرؤوس من عصائب
ما ان رأت عين امرئ / ابهى من الكواكب
يلمعن مثل الماس او / كومضة الحباحب
يمشين اسرابا كأترا / ب من الكواعب
يذهبن من مشارق الارض / الى المغارب
والليل ضارب روا / قه على الجوانب
كل الجمال في النجو / م اللمع الثواقب
العاريات للخلا / عات من الجلابب
ما ان لهن غير / نيل الحب من مآرب
يضحكن من شيبي ومن / آمالي الكواذب
اشدو بمالهن من / حسن ومن مناقب
كأنهن الحور يطللن / من المراقب
أمن بنات الليل هن / ام من الربائب
او من طيور الخلد / يرففن على المشارب
عصائب يقعن اسرا / با على عصائب
والماء في المجرة / البيضاء غير ناضب
وربما اختلفن في / الاميال والمذاهب
خاطبتهن لو سمعن / القول من مخاطب
يا لهفتي على ضيا / ع للشهاب الثاقب
قد خر من عين الدجى / ليلا كدمع ساكب
وخيم الليل ونا / م القطب في المضارب
ماذا الذي قد خلف / القطب عن الصواحب
ما اجهل الليل وقد / خيم بالعواقب
فليس يدرى ما يلا / قيه من المصائب
لقد رماه الفجر في / الصدر بسهم صائب
وكان لما ناله / بالسهم غير كاذب
وكثر الليل عنذ / الانياب كالمغاضب
وجرد الصبح عليه / السيف كالمحارب
وظل يفري جلده / فري حنيق غاضب
جر الغرور الليل / مخذولا إلى المعاطب
ملاقياً جزاءه / من ثائر معاقب
والليل لا يقوى على / ردّ الصباح الواثب
يفر كالمغلوب من / وجه القوي الغالب
وهو جريح دمه / يجري على الجوانب
ما انتصر الليل بما / جمع من كتائب
بل انه اختفى عن العين / كملح ذائب
ان عبس الليل فليس / الذنب للكواكب
فهن يبتسمن حتى / للعدو الناصب
هو الذي جنى فكنّ / عرضة النوائب
وظلت الشعرى تنا / جي الصبح كالمعاتب
بين الصباح مسفرا / والليل ذي الغياهب
ثأر سيبقى فتقه / دهراً بغير رائب
غمّ النجوم ما تقا / سيه من المصائب
والصبح لما راعها / ما كان بالمداعب
كأنه باز جرى / يسطو على ارانب
او قسور حمارس / سطا على ثعالب
يريد ان يفترس / الانجم بالمخالب
فغرن جمعاء من الخشية / في المذانب
اني لأقرأ الأسى / في الاوجه الشواحب
اجفلن لا يحملن غير / الخوف في الحقائب
تؤذى العذارى في الحيا / ة قلة التجارب
تاللَه ما هذي الوجو / ه الغر للنوائب
والعندليب هب يشدو / بانتصار الغالب
والديك صاح يعلن / السرور للصواحب
كأنما قد فرحا / بنكبة الكواكب
يا كوكب الصبح لك / الصبح من الاقارب
ما كان ينبغي له / صفعك كالمعاقب
لا تيأسن وانتظر / ليل الغد المقارب
تكن كما قد كنت في / العين من الرغائب
يا ايها الصبح الجميل / يا ملاذ الراعب
لقد قسوت حين اخنيت / على الكواكب
رميت شملهن / بالتشتيت والمصاعب
ما ضر لو حميتهن / مثل ام حادب
كنّ ينبن عنك في الليل / الطويل اللازب
وكن زينة السما / ء في عيون الراقب
ما اجمل الشمس بدت / مرخية الذوائب
قد طلعت في موكب / من افخم المواكب
تنثر من ضيائها / تبراً على الجوانب
على البحار والجبا / ل الشم والسباسب
يا شمس انت للورى / من اكبر المواهب
حبيبة انت الى / الشبان والاشايب
اكبر بما تهدين من / نور ومن كهارب