هَل تَعرِفُ الرَبعَ الَّذي تَنَكَّرا
هَل تَعرِفُ الرَبعَ الَّذي تَنَكَّرا / بَينَ المَواعِيسِ إِلى وادي القِرى
إِلى الشَرى يا حَبَّذا ذاكَ الشَرى / حَيثُ تَرى مِنهُ الكَثيبَ الأَعفَرا
مُعَمَّماً بِنَورِهِ مُؤَزَّرا / يَغشى نَسيمُ الرِيحِ ذاكَ العَبهَرا
وَالرَندَ فَيّاحَ الشَذا وَالعَرعَرا / حَتّى تَسُوفَ بِالوِهادِ وَالذُرى
عُوداً قُمارِيّاً وَمِسكاً أَذفَرا / مَنازِلاً ذَكَّرنَ مَن تَذَكَّرا
عَيشاً هَنيِئاً وَزَماناً أَنضَرا / يا صاحِبيَّ غَلِّسا أَو هَجِّرا
وَقَبِّلا العِيسَ المَخُوفَ الأَكدَرا / طَلائِحاً تَنفُح في صُفرِ البُرى
كَأَنَّها مِنَ الوَجيفِ وَالسُرى / قِسِيُّ رامٍ أَم جَرِيدٌ حُسِّرا
قَلائِصاً باتَت لَغُوباً حُسَّراً / يَكتُبنَ بِالأَيدي عَلى وَجهِ الثَرى
مِنَ الذَميلِ أَحرُفاً وَأَسطُراً / قُلنا لَها وَالنَجمُ قَد تَغَوَّرا
وَالصُبحُ قَد أَسفَرَ أَو ما أَسفَرَا / وَهِيَ مِنَ الإِدلاجِ تَخفى أَو تُرى
يا عِيسُ أُمّي المَلِكَ المُؤَمَّرا / وَانتَجِعي ذاكَ الجَنابَ الأَخضَرا
فَإِن أَزَرناكِ المُعِزَّ الأَزهَرا / فَما تَرَينَ نَصَباً وَلا نَرى
يا خَيرَ قَيسٍ مَحتِداً وَعُنصُرا / دُونَكَ هَذا الكَلِمَ المُسَيَّرا
أَرَّقَنِي تَأَليفُهُ وَأَسهَرا / وَبِتُّ لا أُطعِمُ أَجفاني الكَرى
حَتّى نَظَمتُ المُونِقَ المُحَبَّرا / قَلائِداً مِنَ القَريضِ نُدَّرا
كَأَنَّما أَنظِمُ مِنها جَوهَرا / تِجارَةٌ قَد أَربَحَت مَن أَتجَرا
فاسلَم وَلا زِلتَ الأَعَزَّ الأَكبَرا / مُؤَيَّدا مُسَدَّداً مُظَفَّرا
مُعَمَّراً وَلا تُرى مُغَمَّرا /