يا سائقَ الأضعانِ يَسري في الفَلا
يا سائقَ الأضعانِ يَسري في الفَلا / مُغرَى بِكُسثبانِ العقيقِ واللوى
دَعْ عَنْك ذِكْرَِ الواخِداتِ البزْل في / مهامةٍ تُسَلّي أربابَ النُّهى
لا تبكيَنْ على أَثافٍ قَدْ خَلا / واقِدُها فَهْيَ كأحجار الخلا
ولا على نوىً كأنَّ رَسْمَها / دارِسُ رسمِ الرَّوثِ من بَغْلِ الرحى
مَنازِلٌ لَمْ يَرَها مُسافِرٌ / إلاَّ إذا ما ضَلَّ عَنْ طُرْق الهُدَى
واسمَعْ وَصَايا حاذِقٍ مُجَرِّبٍ / يُصغي إلى أقواله ذوو الهوى
أُخَيِّ قَولي كُلُّهُ حقٌ فَلا / تَقِسْ مَقالي وَهْوَ حقٌ بالهدى
واعَملْ بما أقولُهُ واطّرح ال / جَهلَ فإنَّ الجهلَ يَزْري بالفَتى
إذا وَجَدْتَ في الشِّتاءِ عارياً / مُرْتَعِداً ناد عَلَيْكَ بالدِّفا
مَنْ قَتَلَ الحيّة في هاجرةٍ / عرَّضَ نَفْسَهُ يقيناً لِلبِلى
وَكُلُّ مَنْ يَشكو صُداعَ رأسِهِ / فليسَ يَشْفي ما به كحل الجلا
وليسَ مَن يسكُنُ قاعاً صَفْصَفا / مثلَ الذي يسكُنُ بيتاً بالكُرى
والقِطُّ قد يَخْدِشُ مَنْ لاعَبَهُ / والكلبُ إنْ أوجَعَه الضّرْبُ عوى
والطّفلُ قَد يَضْحَكُ إنْ أطعَمْتَه / الحلوى وإنْ أخذْتَها منهُ بكى
والخُبْزُ للجائعِ أدمٌ كُلُّهُ / والصّيْفُ أدْفا زَمناً منَ الشتا
وَيَشْبعُ الجائِعُ بالخُبزِ وَلا / يَشْبَعُ مَنْ مَصَّ مِنَ الجوعِ النّوى
والقُطنُ إذْ يُضْرَبُ لا صَوْتَ لهُ / وإنْ ضَرَبْتَ الطّبْلَ بالسّوط دوى
وَيُظلِمُ البيتُ بِغَيْرِ كُوَّةٍ / ويستنيرُ إنْ تَكُنْ به كُوَى
والماءُ لا يَسْكَرُ مَنْ يَشْرَبُه / والخمرُ قد يَشْرَبُها مَنِ انتَشَى
مَنْ مَسكوهُ وَهْوَ في سُكْرَته / وَضَرَبوهُ الحدَّ لا شَكَّ صَحَا
مَن عامَ في الحَشِّ ولا يَغْسِلُ ما / علاهُ أعمى النّاشِقَينِ
من غرس البقل على ساقيةٍ / بطالةٍ في شَهْرِ تموزَ ذَوَى
مَنْ طَلَبَ المعشوقَ مِنْ عاشقهِ / عادَ وباتَ تَحْتَ النّدى
وَمَنْ ثنى فَيْشَتَهُ / وبالَ سالَ بولُهُ إلى وَرا
منْ صاحَِ في سَفْحِ الجبال وَحْدَهُ / جاوَبَهُ في ذلكَ الوقت الصّدى
مَن أكَلَ الفِجْلَ تجشّى بعدما / يأكُلُه بِساعة مثلَ
مَن تَرك النّاسَ وَلم يسْتجدهم / ظنّوا بأنّه يطيرُ في الهوا
والشّاعرُ المُفْلِقُ في زَمانِنا / لو جاءَ بالحِكْمةِ قالوا قد هذى
منْ لَمْ يَكُنْ في النّاسِ ذا أذيّةِ / تخافُ منها أو قعوهُ في الأذى
كم صَوَّبَ النّاسُ خَطا ذوي الغنى / وزَعَموا ما قالَ ذو الفقر الخطا
وَمَنْ يَكُنْ في النّاسِ لا حَظَّ لهُ / راحَ وجاءَ بَيْنهُمْ مِثلَ
لا تَطْلُبَنَّ الرِّزْقَ مِن طالبه / واطلُبُه منْ خالقه رَبِّ السّما
فالبدرُ قد يَنْقُصُ بعدَ تَمِّهِ / وَقَدْ يعودُ نورُهُ كما بَدا