وصاحبُ الحاجاتِ مَن يجفو الكرى
وصاحبُ الحاجاتِ مَن يجفو الكرى / ويركبُ الهولَ إذا الجِبسُ التَوَى
أَرَى الفتى تغرُّهُ صِحّته / وإنما الصحةُ رهنٌ بالضنا
يرجو ليانَ العيشِ وهو داؤُهُ / ورُبَّ راج خافَ من حيثُ رَجَا
قد فَضَلَت آمالُهُ عن عُمرِهِ / فهُنَّ لا تفنى ويُفنِينَ الفَتَى
بنى الحصونَ حذراً من العِدَى / وجِسمُهُ مشتمِلٌ على العِدَى
في هذه الآمالِ ما أعجبَهَا / عمارةُ الدنيا وآفاتُ الوَرَى
يدفعُ أسبابَ الأذى عن نفسه / ورُبما جر الأذى دفعُ الأذى
يفرحُ بالأيامِ يمرُرن به / وإنّما هُنَّ سلاليمُ الرَدَى
يَغمِسُ في العصيانِ كفّاً مُلِئَت / من نِعَمٍ تكثرُ أعدادَ الحَصَى
يُعجِبُهُ نَماءُ ما يملِكُهُ / وهو بنقصانِ الحياةِ ما نَمَى
ويندبُ الموتى وينسى نفسَهُ / كأنّه مما أتوهُ في حِمَى
لا يُبطِرَنكَ ما ترى من نِعَمٍ / فعن قليلٍ لا ترى ما قد ترى
كأن ما يمضي من الدنيا مضى / وأن ما يأتي من الموت أتى
فارحل إلى الأخرى بزادٍ من تُقى / فإنما الزادُ إلى الأخرى التُقَى
هل ينفعُ العيشُ بغيرِ صحَّةٍ / أو تكمُلُ الصِحّةُ إلا بالغِنَى