المجموع : 98
يا ابن أبي الجهم احتقب هذا اللطفْ
يا ابن أبي الجهم احتقب هذا اللطفْ / فإن فيه طرفا من الطُرَفْ
يا جُثَّة التل ويا وجه الهدفْ / يا روثة الفيل ويا لحم الصدَفْ
يا أجرة البيت قضاء وسلف / يا ليلة الخان ذا الخان وكف
يا غمَّ آب عند سكان الغرف / يا برد كانون لعار بالنَجَف
يا ثلج ماء مالح فيه جِيَف / يا خزف التنور يا شر الخزف
يا سوء كيل وغلاء وحشف / يا نوبة الفقر ويا سنَّ الخرف
يا طِيرة الشؤم ويا فأل التلف / يا سُدَّةً في المنخرين من نَغَف
من كان يشكو فرط حب وشغف / فإن بي منك لبغضاً وشنف
أدناهما مثل السقام والدنف / بيتك بيت نَطِفٌ كلَّ النطف
لا يلتقي فيه العفاف والشرف / بل تلتقي فيه بظور وقلف
كم طائر أغفلته حتى جدف / أحسنُ ما هرَّ به سوءُ العلف
لا زلت من دهرك في شر كنف / يليك منه جنف بعد جنف
مالك في بغضك إن مت خلف / إلا بنيك الخلف من شر سلف
قولا لذات الركب المحلوقِ
قولا لذات الركب المحلوقِ / هل لك في أير عظيم الحوقِ
أنعظ من بلبلة الإبريقِ /
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي / ما رازقي تالله إلا خالقي
فلا تشوِّه خلَّتي خلائقي / ولا يُعوِّج طمعي طرائقي
قالوا أأرهنت دماً
قالوا أأرهنت دماً / فقلت أرهنتُ ثقَهْ
عند الذي أعرفه / برحمة وشفقه
ذاك الذي يحكي لنا ال / مسكُ قديماً عرقه
ولا يرى الله العلا / تسلك إلا طرقه
ذاك الذي من مائه / أنبت عودي ورقه
ومن أماديحي له / من كيسه لا سرقه
كأنها والخزر من أحداقِها
كأنها والخزر من أحداقِها / والخطط السود على أشداقِها
تركٌ جرى الإثمدُ من آماقها /
الحمدُ للَّهِ الذي نجَّى السمكْ
الحمدُ للَّهِ الذي نجَّى السمكْ / من الشُّصوص الجائلات والشبكْ
علّمه يونسُ من تسبيحِهِ / ما كان أدّاه إلى تسريحه
فهو من الصيَّادِ في أمانِ / ما دمتُ أبغيهِ وفي ضمانِ
إني عليه لعظيم البركهْ / فلْيدْعُ لي ما صاحبته الحركهْ
دحداحةٌ مِحراكُها مسواكُها
دحداحةٌ مِحراكُها مسواكُها / قد هرمتْ ولم يُخَلْ إداركُها
واقعتُها شائلةً أوراكُها / فصادفتْ فيشلتي أحناكُها
قُبحاً لها من طفسٍ مناكُها / يسوطُ حُشَّاً مُنتناً محراكُها
ما زال يتلو عُرسها إملاكُها / دائرةٌ في فِسقها أفلاكُها
كأنما إيمانُها إشراكُها / هِمَّتُها الإضجاعُ أو إبراكُها
ونَيْكَةٌ عاتيةٌ تُناكُها / لا برحَتْ مُستعِراً حُكاكُها
يسْبكُ فيها نُطفةً سبَّاكُها / لا عُوفيتْ من شوكةٍ تُشاكُها
ولا نأى عنْ نفسِها هلاكُها /
إنّي إذا ما الخصمُ في الغيِّ ابترَكْ
إنّي إذا ما الخصمُ في الغيِّ ابترَكْ / ولجَّ في غربِ السفاهِ ومحَكْ
أعلكتُه نِكْل الجموحِ ما علَكْ / وشاعرٍ أخطلَ يلغو بالضَّحَكْ
حاربني إذ لم تُحَنّكْهُ الحُنَكْ / حتى إذ ما الأمر بالأمرِ ارتبكْ
وازدحَمَ الوِردُ عليه واعتركْ / واعتبطَ الشرُّ عليه وابتركْ
وألَّ إذ صكته صكاً بعد صكّْ / مسوّماتٌ تترك السمع أسكّْ
تتبعُ ذَيْل الريح أخرى ما سهكْ / أحين قال الناس ذكّا واحتنكْ
ودرَّ لي درُّ الكلامِ وحَشَكْ / وأوجف السير بشعرِي ورتكْ
تاح ابنُ بوران لي الوغدُ الأركْ / بؤساً له في أيِّما فتكٍ فتكْ
لا غرو أن حُيِّنَ بي حتى هلكْ / إن البغاثَ للصُّقور والشبكْ
حذارِ من غضبٍ إذا مسَّ بتكْ / لم يتعمدْ مثله فكٌّ وفكّْ
أنا ابن كسرى شاد بيتي وسمَكْ / نحن البهاريمُ يقيناً غيرُ شكّْ
نحن أولو العزِّ الذي لا يُنتهكْ / طال سنامُ المجد فينا وتمكْ
والتفَّ عيصُ المجدِ فينا واشتبكْ / إيهِ عن الشائمِ أصحابَ فدكْ
أمكن صدقُ القولِ فاعدُ المؤتفَكْ / واهتك وما نهتكُ إلا منهتَكْ
بورانُ مَلْهى من غوى ومن فتكْ / وابنٌ لحشيه جِذلُ المعتركْ
واثلثْ بحمدونةَ دعموصِ السِّككْ / شرُّ ثلاث تحت بُطنانِ الفلكْ
يبتْنَ في جوفِ الظلامِ ذي الحلكْ / يشرك فيهن البعولَ مَنْ شركْ
ما وطئتْ رجلُ امرئٍ حيث سلكْ / إلا وهُنَّ العُدَواء والببكْ
مستودقاتٌ بهميم كالودكْ / يُعْجلُهنّ الدفقُ عن حلّ التّككْ
من كلّ حوساءَ إذا جدَّ العركْ / لو أنّها استلْقتْ على شوكِ الحَسكْ
تحت الزّناةِ وجدتْه كالفنكْ / يا ابن الزنا وحدك لا شريك لَكْ
إلا أبوك قُصرةً وقد هلكْ / يا ابن البغايا والفراشِ المشتركْ
يا ابن التي أفسقُ منْ تحت الفلكْ / أملتْ على كاتبها حتى ارتبكْ
ثم مضتْ مهملةً بلا ملكْ / تسيرُ في الغيِّ الوجيف والرتَكْ
ليس لها معرَّجٌ دون الدركْ / تواجه الفحل بِمسلاس الشركْ
بهوٌ ترى ما خلفه إلى الحنكْ / كالبحر إلا الفلكُ فيه والسمكْ
لو سلكتْ فيه بعيراً لانْسلكْ / أو سبكتْ فيه حديداً لانسبكْ
فيه أُكالٌ سَدِكٌ أيّ سدكْ / إن تُركَ استشرى وإن حُكَّ استحكْ
لو جاهدته ساعةً فلم تُنكْ / كانت كمن صام وصلَّى ونسكْ
للَّهِ أو صابر أطرافَ السّككْ / دلهن الدهر درات الحشكْ
يسحَبْنَ أو يوكينَ إيكاء العُككْ / إذا رأينَ الحادرَ العبل المِصَكْ
مَهَرْنهُ مِنْ بُلَغِ القوتِ المُسَكْ / يخلطن بالمشية من غيرِ صككْ
لفتحِ أستاهٍ كأمثالِ البركْ / لولا المداراةُ لما فيها انسفكْ
ما أخذ الشاتمُ إلا ما تركْ / وهل على الشاتمِ إلا ما مَلكْ
لنا صديقٌ ماردٌ
لنا صديقٌ ماردٌ / يُكثرُ خَنْقَ الدّيكَهْ
قلت أهلاً فقد / لحاك أهل المملكهْ
فقال دعني إنني / خرقتُ تلك الشَّبكهْ
وانحزتُ عن حزب الهدى / وكنت ممَّنْ تركهْ
هل هو إلا قولهم / واهاً له ما أنيكهْ
والقول ما أنيكَهُ / أحسنُ من ما أنوكهْ
فلا تلمني يا أخي / بل ادعُ لي بالبركهْ
هل حسنٌ في نحلِكْ
هل حسنٌ في نحلِكْ / أو جائز في مِلَلِكْ
لهوُك عن مُؤمّلكْ / بالأمس في قُطْرُبُّلِكْ
مع الفتى الكهلِ الملكْ / مؤمَّلي مؤمَّلكْ
مُعَوَّلي مُعَوَّلك / مفضّلي مفضَّلك
مبجَّلي مبجَّلِك / مخوّلي مخوَّلك
مذلَّلي مذلَّلك / مقتبلي مقتبلك
ممثّلي ممثّلك / ومعقلي ومعقِلك
وموْئلى وموئِلك / لا ذاكري في نَقلك
كلا ولا في مَنزلِك / كلا ولا في نَهلِك
كلا ولا في غزلِك / كلا ولا في جدلِك
سأنتحي في عذلك / أو تنتهي عن نحلك
وعن دواهي غِيَلك / والمتَّقي من خَتَلك
إذا انبرتْ من حِيلك / وعش لنا في خَوَلكِ
مرفَّلاً في حُلَلِك / يلقاك في مُستقبلك
سؤلُك في منتهلِك / مزحزحاً عن أجلك
مُبحبحاً في أملك / مصحَّحاً من عِلَلِك
مسلَّماً من زللِك / مستيئساً من خَلَلِك
مستبرعاً في بِذَلك / فيك غنى عن بَذلك
في سكرة من جَذَلِك / بين مثاني كِلَلِكْ
على تمادي نَغلِك / وما أرى من دَغَلِك
وعُطلتي من قِبَلك /
كَرَوَّس يمضِي بآدِ أصلِهِ
كَرَوَّس يمضِي بآدِ أصلِهِ / إذا مضى الرمحُ بذَلقِ نَصْلِهِ
أقعتْ عليهِ فَيْشةٌ من شكْلِهِ / فطحاءُ يمضي مثلها بمثلِهِ
رُبَّ كعابٍ في حجابٍ لم تزلْ
رُبَّ كعابٍ في حجابٍ لم تزلْ / مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتِحلْ مقلتُها سوى الكَحَل / ولا يحلّي جِيدها إلا العَطل
ما زِلت منها في مِطالٍ وعللْ / حتى إذا ما قَدَرُ البينِ نزل
خلسْتُ منها نظرة على وجل / آخِرُها أوَّلُها من العجل
ثم أجنَّتها غياباتُ الكِلل / فكان ما نلتُ وكانت في المَثل
كالشمسِ غامتْ يومَها حتى الطَّفَل / ثم انجلتْ والشطرُ منها قد أفل
فنلتُ مِنها نظرة على عجل /
يا رجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يا رجلاً أوفى على كلُّ رجلْ / يا مَنْ متى تُقَصِّر الناسُ يَطلْ
يا مَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل / يا ذا الأيادي والسحابات الهُطُلْ
ما بالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ / عندكم وما شُغلتم بشُغُلْ
لا بأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل / حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل / كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُل
وبهجةُ الزينةِ أوْلى بالعُطل / أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل / أقسمتُ لا تفعل إلا ما جَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل / كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل / لم يأتكُم من دُبرٍ ولا قُبل
ولا عن الأيمانِ منكمْ والشُّمل / ولا مِنَ العُلو ولا مما سفُل
لومٌ ولا لؤمٌ ولستُم بالعُجُل / ولا لنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولا على الضارعِ بالأُسد البُسُل / لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لا تعرفُ البغي وأنيابٌ فُلُل / إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاةِ المساميح البُذُل / وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل / ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أَجُل
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل / لا سيما مَنْ دقَّ جدّاً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرعُه ومن جَزُل / وما جِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل / وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذُمُل / نوازعٌ لا يتَّرِعنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ أقلني أو فقل / حمّلتني ما ليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغُل / لا هَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل / سُمْ مثل ما قد سُمتني من لم تَعُل
ولا تُناقش من له فيكَ أُكل / واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل / ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُل
بل في المعالي حملُهُ وإنْ ثَقُل / وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُل
المستعينين بها ولا الجُهل / لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثل / محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرئٍ وازنتَهُ فلم يَشُل / قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم نَقُل
لا أسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
لا أسرق الشعرَ وغيري قالَهُ / يكفيني ارتجالُهُ انتحالَهُ
لا تَصدِفا عن دِمَنِ المنازلِ
لا تَصدِفا عن دِمَنِ المنازلِ / اللائي أصبحنَ قِرَى النوازِلِ
مُستضعَفاتٍ لصبيب هاطلِ / طوراً وطوراً لسفيٍّ حافلِ
من كلّ أحوى قَصِف الأنامِلِ / وكلّ عَجْلى ذاتِ ذيلٍ ذائلِ
حتى كأنْ لم تكُ بالأواهِلِ / صاولَ منها الدهرُ غيرَ صائلِ
كالثائرِ الطَّالبِ بالطوائلِ / فلمْ يُرع عن دِمنٍ ذلائلِ
خواشعٍ أطلالُها خواملِ / ولن تراهُ غافلاً عن غافلِ
ولا إذا عامَلَ بالمُجاملِ / لا درَّ درُّ الدهرِ من مُعاملِ
مُجاملٍ مَنْ ليس بالمجامِل / مماحلٍ من ليس بالمماحِل
ملتحفِ المكرِ على نَياطِل / مشتمل الشوطِ على مَقاولِ
يهدمُ ما يَبني بلا مَعاول / عُوجا خليليّ من العياهل
عوجةَ راعي منزلٍ لآهل / نلبسْ بقايا الخِلع السَّوامِل
من المَغاني لا مِنَ السرابل / قد تُحفَظُ الأبرادُ في الرَّعابِل
سَقياً لها إذ نحنُ في غَياطِل / من عيشنا ذِي الظِّللِ الظَّلائلِ
كالبُكرِ الطَّلَّاتِ والأصائل / في نفحاتِ الشَّمألِ البلائل
واهاً لها والظّلُّ غير زائل / والدهرُ لم يثقُلْ على الكواهل
مُرّا على جَنَّاتِنا الذوابل / نَبكِ مع الوُرْقِ بها الهوادل
معاهدَ الأيام واللَّيائل / لا السُّودِ تاللَّهِ ولا الأطاول
ميلا إليها مَيلة المُمائل / لا تُعرِضا عنها بوجهٍ خاذل
بحقّ أُدْماناتِها الخوازل / أبكارِهنّ الغيدِ والمطافل
وإن توجَّدْنا على البخائلِ / المُستميحات بلا وسائل
صفوَ الهَوى من مُهجةِ المُغازل / المُوقظات للهوى الغوافل
الفارغاتِ الهِمم الشواغل / التابلاتِ المرءَ غيرَ التابِل
والنافثاتِ السّحرَ سحرَ بابِل / بالأعينِ الصَّحائح العلائل
واهاً لها من أعيُنٍ كَلائلِ / معدودةٍ في عُدَد المَناصِل
سلبْنَ من أصورةِ الخمائل / مَكاحلاً تُغني عن المكاحل
خُطَّ لها كحلٌ بلا ملامِل / ساءتْ ظِباءُ الوحَش من بدائلِ
والمُخرِساتِ ألسُنَ الخلاخل / إخراسَهُنَّ ألسُنَ العواذل
اللائي يمدُدْنَ إلى المُناول / بِيضاً سِباطاً ليس بالعَوامل
غيرَ جليفاتٍ ولا هَزائل / يَصِلْن راحاً عَطِرَ الجَداول
يا لك من راحٍ ومن أناملِ / نوائشٍ ألبابَنا نوائل
تخالها بدْهةُ عينِ الخائلِ / سَبائكاً رُكِّبنَ في وذَائلِ
تُجنَى بها حبةُ قلبِ الذاهلِ / أنذرْتُكَ البيضَ فقِفْ أو وائلِ
هُنَّ العِدا في صورةِ الخلائلِ / وأين تَنجُو من غرامٍ داخلِ
تلك اللَّطيفات من المداخلِ / تسمو إلى الأملاك في المعاقلِ
من بقرٍ مبثوثةِ الحبائل / للأُسدِ في آجامها البواسِل
يا للمُجدِّاتِ بنا الهوازلِ / الشَّافياتِ الخَبْلَ والخوابلِ
القاطعات القيظَ في الغَلائلِ / والقُرَّ في الخَزّ وفي المراجل
بُطِّنَ بالسَّمورِ والحواصلِ / تلك الحَوالِي لا بل العواطل
الخالعاتِ نِحَل النَّواحل / عن جيدِ تيّاهٍ عن المراسل
مُستغنياتٍ بعطايا الجابلِ / وربما استعددنَ للمُواصلِ
غيرَ أخي الكيدِ ولا المُقاتِل / فزُرْتَهُ في العُددِ الكوامِل
من الحُلِيِّ الجمّةِ الصَّلاصل / والسَّلَبِ الرائع لا المباذل
والمسكِ في أبشارهنّ الشامل / والعنبرِ المنشور كالقساطل
يهتفن هل من فارسٍ مُنازِل / أولى فأولى لابنِ أمِّ هابل
نازل أقرانَ بني الثَّواكل / ومن عظيم الفِتَنِ الهوائل
عقائلُ الدرِّ على العقائلِ / في وَشْيهنّ الفاخِر المَخايل
والمِسك صِرْفاً كدم الأباجلِ / قاتلهُنّ اللَّهُ من قواتِل
صوارع بالكيد أو خواتل / رُوعِ المَحالي فُتُنِ المَعاطِل
يلقيننا في الوشُح الجوائل / أطغى من الأبطالِ في الحمائل
يهززْن أوصالَ قنا عواسلِ / قنا ظُهورٍ لا قنا قنابِل
بين عواليهنَّ والسوافِل / نشرُ قرونٍ جعدةِ السلاسل
مثلِ الدجى مسدُولة السدائل / إلى خدودٍ ذاتِ ماء جائل
كأنها صفائحُ الصياقل / صُبغنَ لا بالصِّبَغِ الحوائل
إلى ثُغورٍ عذبةِ المَناهل / كأُقحوانِ الديم الهواطل
ذات رُضابٍ مثلِ أرْي العاسل / إلى ثُدِيٍّ فُرَّغٍ حوافل
ترنو إلى أجيادِها العطائل / على صدورٍ لسنَ بالقواحل
تَلمسُ منِهنَّ يدُ المُباعِل / رُمانَ لا قطفٍ ولا مُكاتِل
من كلّ ريَّا حُلوةِ الشمائلِ / ناعمةٍ ذاتِ مُحب ذابل
حسناءَ مِثل الأملِ المقابل / في العُمُرِ المقتبلِ المُماطل
معدومةِ الأمثالِ والعَدائل / إن قلتَ مثلَ البدرِ لم تُماثل
أو قلتَ مثل الشمس لم تُعادِل / مُهتزَّةٍ فوق كثيبٍ هائِل
مُرتجّةٍ تحت قضيبٍ مائل / عرِّجْ على آيٍ لهنّ مائل
فاستسقِ غيثاً بعد دمعٍ هامل / له وواقفْ خيمَه وسائل
حافظْ على عهدٍ لهنَّ حائل / عليه فاربَعْ لا على الجنادل
ولا على مَبرِك ذاكَ الجامل / ما قَدْرُ إصرارِكَ بالجمائل
في وقفةٍ من مُخبرٍ أو سائل / لا بل دعِ الهزلَ لكلّ هازل
والْهُ عن الباطلِ غيرِ الحاصل / زايلَ عهدُ الظاعن المُزائل
ما رِعيةُ المقتولِ عهدَ القاتل / ما صِلةُ الواصلِ غيرَ الواصل
في موقفٍ مستهدفٍ للعاذل / مُفيِّلٍ رأيكَ غيرَ الفائل
يستنكثُ الداء على عَقابِل / ما ذاكَ للعاقِل بالمُشاكل
والعقلُ قِدْما مَعقلٌ للعاقل / والصبرُ من خير مآلٍ آئل
فاعدِلْ إلى الأحجى من المَعاذل / والتمِسِ الفوزَ ولا تُواكل
واستنجحِ العزمَ ولا تُماطل / عساكَ أن تحظى بنفلِ النَّافل
ما أقربَ النُّهزةَ من مُعاجل / وأبعدَ العثرةَ من مُماهل
وفي التأنِّي رشدُ المُحاول / ما لمْ تَفُتْهُ فرصةُ المُزاول
ليس نضيجُ اللحم للمُناشل / شتَّان لحما منضجٍ وناشل
وتوأمُ النقصِ غُلُّو الفاتل / إذا تعدَّى فيه حدَّ الجادل
فاقصدْ إذا فرَّطتَ من مُباذل / ولا تُكثِّرْ فيه بالأباطل
وازجُرْ عن الجَهلِ ولا تُجاهل / وادعُ إلى الخيرِ ولا تُقاتل
ليس حميداً سائقٌ كعاتل / شمّر لكي تُسبِلَ ذيلَ الرافل
فالفَقرُ في أذيالك الذَّوائل /
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ / كأنه ألوان دُهْم الخيلِ
يجري إلى الإخوانِ جَريَ السَّيلِ / بغير وزنٍ وبغير كيلِ
كأنه من نَهرِ الرُّفَيلِ / يحدُو به جودٌ كميشُ الذيلِ
نَيْلاً وما زال جزيلَ النيل / قيْلاً من الأقيال وابن قَيلِ
ليس بتَنْبالٍ ولا زُمَّيل / إنِّي إليه لشديدُ الميل
ساعٍ لما يرضى كثيرُ الحيل / وإن دعا حاسدُهُ بالويل
كما دعا الجَمَّالُ من سُهيل /
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلا
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلا / هديةٌ تكسِبُ شكراً عاجلا
فبادِر الآن الثناءَ الكاملا / تلاقِ خلف الفكر منه حافلا
واقسم لنا الكامخ قَسْماً عادلا / قَسْمَ يدِ اللِّه لك الفضائلا
ولا تَرى فعلكَ فِعْلاً خاملا / إن أنت أسعفْتَ صديقاً مائلا
بحاجةٍ نَزَّر فيها سائلا / بل فاضلٌ وافق شكراً فاضلا
لن يرهَب العذلَ ولا العواذلا / في أن يُنيلَ التُّحفَ القلائلا
مَنْ قد أنالَ النعمَ الجلائلا / وكان بالعُرْف سحاباً هاطلا
يُتبعُ بالفرائض النوافلا / أصاب حقاً أم أصاب باطلا
حاشاي أن يصبحَ رأيي فائلا / فأغتدي أخرى الأنام قائلا
وتغتدي أمنع خلق فاعلا / أقسمْتُ لولا أن أصيب عاذلا
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلا / يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
في أن مَهرتُ كامخاً عقائلا / حواليَ الأجيادِ لا عواطلا
لقد جعلتُ القطرَ منها وابلا / والظّلفَ رأساً والذُّنابَى كاهلا
حتّى تراها شُرَّداًمواثلا / طوالعَ الأنجُمِ لا أوافلا
تنشدها المحافل المحافلا / تُولي الصديقَ نحلَها العواسلا
وشانئيكَ رُقشَها القواتلا / وتُورثُ الحُسّادَ خَبْلاً خابلا
ما خالفتْ قوائمٌ جحافلا /
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ / لنا حقوقاً أوجبتْها أقوالْ
فيها أماديحٌ صِيابٌ أمثالْ / فلْترعَ فينا لا عَدَتْك الآمالْ
حقَّ الذي أعطاك وهْوَ الفعّالْ / أنك مسئولٌ وأنا سُؤَّالْ
تفاوتَتْ منَّا ومنك الأحوالْ / فأنت معمور ونحن أعطالْ
وأنت مَوْسومٌ ونحن أغفالْ / سالمَك المالُ وعادانا المالْ
وشكر تفضيلِ الرجال الأفضالْ / فافعلْ جميلاً ساعدتْك الأفعالْ
لا يُعدمُ اللَّهُ يديك الصَّوْلا
لا يُعدمُ اللَّهُ يديك الصَّوْلا / على الأعادي وعلينا الطَّولا
أصبحت في أمرِ صديقٍ زوْلا / جمعتَ فيه قوةً وحَوْلا
وما تهيبتَ هناك هَوْلا / حتى رأى الويلُ عليه العوْلا
من بعدِ ما أَنضى البلادَ جَوْلا / وعاد فحلاً يستضيم الشَّوْلا
أولَى له أولَى بهِ وأولَى / فاسلم بديئاً للعلا وأولى
في ظلّ عيشٍ لم يخالط غَوْلا / تُجِدُّ فعلاً وتجدُّ قولا
أنت الكريم ليس فيه لوْلا / قد أصبح الخيرُ عليه استولى
يا مَنْ أمرَّ حالُه واحلولى /
لا تَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
لا تَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ / يُعرضُ في مشربهِ ومأكلِهْ
وفي تلهّيه وفي تعلُّلِهْ / وما يريه الحقُّ من تفضُّلِهْ
على أخٍ يأوي إلى تطوُّلِهْ / عن أمِّهِ وعرسه وعُدَّلِهْ
لا عبدُه مستمكنٌ من مقتلِهْ / ولا مُلاهيه لدى تنقُّلِهْ
ومن عجيبِ الأمرِ بل من مُعْضلِهْ / مُخوَّلٌ يصغي إلى مُخوّلِهْ
يوهمُ بالصبرِ على تدللِهْ / إنَّ به داهيةً في أسفلِهْ
ما ذاك من أمرِ الفتى بأجملِهْ / ولا بأسْناهُ لدى تأمُّلِهْ