المجموع : 98
أعجر يُدعَى مُضرط الأبكارِ
أعجر يُدعَى مُضرط الأبكارِ / مُحَصَّد كالمسدِ المُغارِ
ذو فَيْشةٍ مشرفة الإطار / كأنها فَيْشلةُ الحمار
أقعَتْ على مُستحصِد الإمرار / يوفي على الوافي من الأشبار
مُسهَّدٌ بالليل والنهار / ما يطعم النوم سوى غِرار
ريان من ماء الشباب الضاري / يسقيه من أوديةٍ غِزار
سواعدٌ ينبضن كالأوتار / عجارِمٌ ينهدُ في الإزار
ينفذ في الأقبال والأدبار / مُخْرَنْطماً كالملك الجبار
إذا رآه العُون والعذاري / خاطرْنَ بالأحساب والأخطار
تنسى له الحرّةُ ذِكَر العار / وخشيةَ اللَه وخوفَ النار
نيط بحقويْ قَطِم قطار / أمردَ إلا طُرّةَ العذار
له غداةَ الجد والغِوار / طعن مُفدّى الوِرد والإصدار
تطير منه قطع الشرار / بمثل رمح البطل الكرار
ينفي شماس الكاعب النَّوارِ / حتى تخورَ أيما خُوار
بعد نفارِ أيما نفار / تذليلُك الصعبةَ بالسِّفار
في است خيَار وبني خيار / يا ابن خيار لست بالخيار
ولا بنوك النُّوك بالأبرار / إذ كسّبوك غضب الأحرار
وعرضوا عرضك للدمار / أثمرْتَ منهم أخبث الثمار
أراهمُ جاؤوا من الأدبار / فاختلطوا فيهن بالأقذار
وأخذوا مشابه الأجعار / عليهمُ دائرةُ الدَّبار
ولعنةُ اللَّه وسوء الدار / خذها إليك حُلّةً من عار
تزيد أذنيك من الصُّفار /
جدّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ
جدّك شيبانُ العظيمُ الفخرِ / حقّاً كما البلبلُ جَدّ الصقرِ
نَجْرٌ لعمري بائنٌ من نجر / لم تُظلَم الدنيا بأم دَفر
وأنت فيها من ولاة الأمر / لولا دليل كبياض الفجر
يشرح بالإيمان كل صدر / لقلت بالدهر كأهل الدهر
مما أرى من سوء هذا القَدر / وليس لي في عاجلٍ من صبر
أما رأيتَ الدهر كيف يجري
أما رأيتَ الدهر كيف يجري / يُظهر ما أكتمه من عمري
بأحرفٍ يخطها في شعري / يمحو بها غص الشباب النضر
إذا محا سطراً بدا في سطر /
لقوله نحن قَسَمْ
لقوله نحن قَسَمْ / نا بينهم زال المِرا
ولو تولى غيرُه / قسمةَ أرزاق الورى
جرتْ خطوب بيننا / لكننا تحت العرا
وفيشةٍ ترضي أكفَّ الرازَهْ
وفيشةٍ ترضي أكفَّ الرازَهْ / فطحاءَ تَشفي لاعج الحزَازه
أقعتْ على مثل عمود الفازه / صَدْق القناةِ مُحصف الجَلازه
يُنغض مثل الحية النكّازه / تُقلُّ مثلَ الألف باهتزازه
إذا تلقّاهُ حجاب جازَه / مثلَ سنان اللَّدنة الهزهازه
أولجتُها في كَعْثَب الخبازه / فأفضأتْ إلى استها حجازه
وأنفذتْ ببينهما مَجازه /
يفي بإبطاءِ جَنى ال
يفي بإبطاءِ جَنى ال / نخل إذا ما غُرسا
عُقبَى له محمودةٌ / إذا تَعالى وَرسا
يَبْقى على الدهر إذا / عُودُ سواه يَبسا
جرى مع الزرع إلى ال / فضلِ فكان الفرسا
لهوتُ عن وصف الطلول الدارسَهْ
لهوتُ عن وصف الطلول الدارسَهْ / بروضِةِ عذراءَ غير عانسَهْ
جادتْ لها كل سماءٍ راجسه / رائحة بالغيث أو مُغالسه
فأصبحتْ من كل وشيٍ لابسه / خضراءَ ما فيها خَلاة يابسه
كأنما الألسنُ عنها لاحسه / ضاحكة النوار غير عابسه
كأنها معشوقة مُؤانسه / فيها شموسٌ للبهارِ وارسه
كأنها جَماجم الشَمامسه / ذوي القدود من ذوي القَمامسه
تروقك النَورة منها الناكسه / بعينِ يقظى وبجيدِ ناعسه
لؤلؤةُ الطَّلِّ عليها قارسه / وخُرَّمٌ في صبغة الطيالسه
يحكي الطَواويس غدت مطاوِسه / كأنما تلك الفروع المائسه
تَغْمسها في اللازوَرْد غامسه / وصفوة النعمان والقوابسه
من ناصع الحمرة رَيّا قالسه / تكاد تحت الظلمات الدامسه
تهوي إليها كل كفٍّ قابسه / لنعمة الخُلة والمجالسه
في نفس من شمْألٍ مسالسه / ليِّنة الهَزهاز لا معافسه
نَضّاخة بالطَل غير رامسه / والجدُّ عالٍ والكؤوس كائسه
دع ذا وذُدْ عنك الهموم الهالسه / ونهسَ ذُؤبان الخطوب الناهسه
بِمدرهٍ كلتا يديه تارسه / يأوي إلى عادية قُدامسه
جذْل حكاكٍ في الأمور المائسه / ذي شهب ترمى بها الأبالسه
خلافةُ الله بها مُرادِسَه / أقلامُهُ كفءُ الرماح الداعسه
عند الخطوب والحروب الضارسه / من آل وهبٍ طالت المقايسه
وقل لأهل الأعينِ المشاوِسه / هل نابسٌ يبرز لي أو نابسه
أو هامس يُكذِبُني أو هامسه / عزَّ القضاءُ الأيديَ المُخالسه
أضحتْ وما يَندِس قولي نادسه / نفسُ أبي مُحمدٍ منافسه
في كل مجد وله مُلابسه / وللمساعي دونه ممارِسه
وللوصايا والنهَى مُدارسه / وللعلوم كلها مُداوِسه
بل للغيوب في الصدور جائسه / كأنما السبعة غير الطامسه
جارية عن أمرها وكانسه / من علمها بالخطرات الهاجسه
لا تخطىء المكنونَ وهي حادسه / يا لكِ نفساً ما لها مجانسَه
بكل وحشيٍّ جميلٍ آنسَه / من كل مألوفٍ قبيح شامسه
تقوم بالفادح وهي جالسه / وافيةً بالعهد غير خائسه
مبخوسةً في الشكر غير باخسه / في العرف تُسْديه ولا مماكسه
كَيّسة في ذاك لا مُكايسه / ماركَسَتْها في ضلال راكسه
ولا تعدَّت سنَناً مُشاخسه / ليست لها شريكة مشاكسه
من ذاتها بالمنفساتِ نافسَهْ / نفسُ كريمٍ للعلا مُلامسه
وفي الغِمار دونها مغامسه / فيه سجايا للعطايا ناخسه
فوَفرُهُ في وقعاتٍ حامسه / ووفْدُه في هَيسَاتٍ هائسه
نالت يداه كلَّ كفٍّ يائسه / ففات طَولاً كلَّ كفٍّ لامسه
ومر يجري والجياد خانسه / ليست له دون قصيٍّ حابسه
ولا لَهُ دون عليٍّ عاكسه / أشهمُ من نجم السماء الخامسه
أكرم من نجم السماء السادسه / أذكى حجًا من هِرْمس الهرامسه
أنكا شَبا من ضَيغمٍ خُنابسه / أعذب من صفو النِّطاف القارسه
من غير أن تبأسَ منه بائسه / قد أفلتْ عنك النجومُ الناحِسَه
فلا تخف تعس الجدود التاعسه / قد كَذّب اللَه النفوس اليائسه
بشيمةٍ منه وكفٍّ آئسه / ما برِحتْ للمكرمات سائسه
وللغُروس المثمرات غارسه / غاذيةً أطفالَهنّ كانسه
عينٌ من اللَّه عليها حارسه / فإنها في كل فضل رائسه
دونكها من صنعةِ الفَلافسه / وانظر أجمَّتك الأكفُّ الخالسه
هل أرضتِ النحلُ الشفاه اللائسه / جزاءَ ما أضحتْ وأمست جارسه
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا / من أن تُحير النُطق أو أن تَنْبسا
ولم يُمادِ الخَطَراتِ الهُجَّسا / خوفاً على أدوائه أن تُنْكَسا
بَل ذو الحِجى لا يَستحير أخْرَسا / إلا إذا اسْتَجْهله فرطُ الأسى
لا يَحرِمُ اللَه الطلولَ الدُّرَّسا / سُقياً تُردِّيهن نوراً أملسا
أَقاحِياً أو حَنوةً أو نَرْجسا / تكادُ رَياه إذا تنفَّسا
تُنْشئُ في تلكَ المَواتِ أنفُسا / تَربُّه الأنوارُ رَبّاً مِرغَسا
بكل محموم الظلال أغبسا / إذا أضاءَ البَرق فيه أرجَسا
إن لمْ يَؤُبْ جُنحَ الظلام غَلَّسا / فقد لَهَوْنا بالطلول أحْرُسا
أيام يُؤْوينَ الظِّباء الأُنَّسا / والدهرُ يجني أنعماً وأبؤسا
أنا ابنُ أعلى كلِّ من تفرَّسا / بيتاً وأزكاهُمْ ثرى ومَغرسا
والوارثُ المجدَ الطويلَ مِقْيَسا / والباعَ والعِزَّ التَّليدَ الأقعسا
عن كل وضَّاح يُجلِّي الحنْدِسا / تَمَّمَ بي من مَجده ما أسَّسا
فأيها المُلْقي عليَّ الأحْلُسا / شمسُ الضُّحى أبرعُ من أن تُطْمسا
يعقوبُ لاقيتَ هِزَبراً مِفْرَسا / يزيدُه عضّ الحروب حَمَسا
تَنجابُ عنه الغمَراتُ أمْلسا / يَخاله القِرنُ إذا تَشَرَّسا
يُديرُ في المِحجرِ منه قَبَسا / يَستوقِفُ الألفَ إذا تَبَهْنسا
حِجراً على الآسادِ حيثُ عَرَّسا / أذاكَ أم قِرنَ صِيالٍ أسْوَسا
لا مُمتَطى الظهرِ ولا مُخَيَّسا / أصْيدَ يأبى رأسُه أن يُعكَسا
أهْوَجَ إن وَزَعْتَه تَغْطرسا / يغشى الفحولَ البزلَ بَرْكاً مِهرسا
إذا أحسَّ البَكْرُ منه جَرَسا / لَطَّ العَسِيبَ باستِه واخْرَمَّسا
أذاكَ أم كبشُ نِطاع أرأسَا / يُولي الكباشَ هامةً كروَّسا
يَهْوينَ منها للرؤُوس كُوِّسا / كأنما يَصدِمْن منها عِرمسا
أعْيَتْ على الرادينَ أن تُؤيَّسا / حتى تَراها بالجريض نُسَّسَا
سَكرى وما باتتْ تُعلُّ الأكؤُسا / أذاكَ أمْ أفعى نآدا دهْرسا
أمْلَتْ له الأحداثُ حتى عَنَّسا / ببطن وادٍ وَحَدا فيه خَسا
ما بَضَّ واديه ندىً ولا اكتسى / نبتاً لدُن آوَاه إلا أيبسا
إذا استدرَّ في المَشيبِ وَسْوسا / وسوسةَ الحِمِّ إذا تحسحسا
يُعجِلُ من أنْحى عليه المِنهسا / من أن يُرَجّي البرء أو أن يَيْأسا
أو أن يُراعي الجارياتِ الخُنَّسا / بل شاعِراً ثَبْتَ المقام أحْوسا
مِردىً بأمثال القَوام مِرْدسا / يُرسلهُنَّ نِقْرساً فنقرسا
تَقْرُو القبورَ مَرْمَساً فمرمَسا / حتى يُوافينَ العَجوزَ المُومسا
أمَّكَ والشيخَ اللَئيم مَعْطسا / لا بُورِك الزوجان بل لا قُدِّسا
يا ابنَ السفاح يَقَناً لا مَحْدسا / وابن التي لم يَلقَ من تحسَّسا
أرْوَض منها للزَنا وأسْوسا / ريَّا بماءٍ غُصنُها حتى عسا
تبيعُ من أرْبحَها وأوْكسا / سِيّان من أسْنَى لها وخسّسا
ثم أعدَّتْ كَسْبَها المحبَّسا / فادَّخرتْ مِنه الرغيبَ المنْفِسا
لتُرغبَ المقْتر فيه المُفلسا / إذا تَحَنَّى ظهْرُها وقوَّسا
ولمْ يرَ الزْناةُ فيها مَلْبسا / كَذَاكَ تَلقَى الحُوَّل المُجرَّسا
يأخذُ من لِيانه لِما قَسَا / تَفْري الغراميلَ إذا الليل غسا
احْوَقَ يَقذِي مِشْفَراهُ نَجَسَا / أوْسَعَ من طَوْقِ الرحا وأسلسا
يَبلعُ ما يَبْلعُ حُوتُ يُونُسا / لو انتحاهُ سَهْمُ أعْمى قَرطسا
أينَ عَسى يَعدِلُ عنه لاعسا / تكادُ من غُلْمتِه أن تُسْلَسا
إذا اعترى النومُ العيونَ النُعَّسا / أجْسمها جَوْفَ الدُجى أن تَهمِسا
كَأنما أرَّقها داءُ النَسَا / حتى تُلاقي بعضَ من تعسَّسا
سكرانَ ليلٍ عابراً أو حرسا / لو فرشوها الجندل المضُرَّسا
إذاً لخَالتْهُ هناكَ السُنْدسا / لاقتْ بعَينيكَ الأيورَ الدُحَّسا
فَقَذَفتْ مِنك بأعمى أطْمسا / يَرى النهار ظلماتٍ دُمَّسا
واسْتخلفتْ بِنتَكَ تَعْساً أتعسا / متى تُلاقِ الرَّاهبَ المُبَرْنَسا
تقْبِضْ عليه قَبضَ رام مَعْجِسا / حتى إذا كان حَراً أن يُقلِسا
وانتَفَجَتْ أوْرادُه واقعَنْسَسا / كعُنُق الهَيْق إذا تَوَجَّسا
وَرَضِيَتْهُ منظراً وَملْمَسا / رَدَّتْه في أرْحَامها مُكَوَّسا
فلو رَآها شَيْخُها ما عبَّسا / قال بُوركتِ كَمِيَّاً مِدعسا
تنوَّقا بوركتما تَنطَّسا / وبالرِّفاءِ والبنينَ أعْرِسا
دونَكَها تَكْسوك ثوباً أطْلسا / يُخاوضُ المجلس فيها المجْلِسا
ما أقْمرَ ابْنا أبدٍ وأشْمسا / لو اسْتعنْتَ في المعاني هِرْمسا
أو اسْتَجَشْتَ في الكلام فَقْعَسا / كي يُصرِخَاك مِثلها لأُبْلِسا
لأن أصلِّي كصلاة الفُرسِ
لأن أصلِّي كصلاة الفُرسِ / للَهِ والنجم وعينِ الشمسِ
أو أن أصلي من وراء قَسِّ / قُرانُهُ تمجيدُ روح القُدس
أحْسن عندي من صلاة الخمس / خَلْفَ رباحٍ بأذانٍ دَبس
رُبَّ أُناسٍ فرضوا فافترضُوا
رُبَّ أُناسٍ فرضوا فافترضُوا / فعُرِّضوا فاعترضوا فقبّضوا
فقبضُوا فقُبّضوا فانْقرضوا /
يا رُبَّ بصريٍّ رصاصيِّ الشَّمَطْ
يا رُبَّ بصريٍّ رصاصيِّ الشَّمَطْ / عاندني فلو تنفَّستُ ضَرَطْ
في الرأس واللحيةِ منه شُهْبةٌ / زَرقاءُ والوجه لطرموس النَّبط
كأنه جوزةُ هندٍ أخذتْ / فقُشِّرَتْ أطرافها دون الوسطْ
ينتقدُ الشعرَ ولا يعْرفُهُ / أكثر من قولته هذا النمطْ
ألذُّ من فائقةِ الإبهَطِّ
ألذُّ من فائقةِ الإبهَطِّ / ومن شِوا سَمْطٍ نظيف السَّمط
ولحم طيرٍ وصدور البطِّ / خُرطومُ سلسالٍ من الإسْفنطِ
في قريةٍ من قَرَياتِ القبْطِ / بسرَّ من را في نسيم الشط
قِبطيةٌ في حُللِ ومِرط / لعبةُ عاجٍ صورة في خَرط
جاءت به مُشدَّداً بالشَّرطِ / خوادمٌ يحملنه بضبطِ
كأنه بعضُ رجال الزُّطِ / قالت نحُطُّ الهدْي قلنا حُطِّي
وكايِلي واحتكمي وخُطّي / وهذه نُقودُنا فاشتطِّي
فاحتضنت حقويه تحت الإبط / وانتزعت عنه شِناق الرَّبط
فارفضَّ ينهلُّ بغير ضبط / كأنه جُرحٌ عظيمُ البَطّ
يكتالُ ما فيه بغير شرط / زقّ النَّفطِ
ما زلتُ أُسقاها وأسقي رهطي / حتى تنادَى القومُ قطِّ قطِّ
أحسن ما كان الدقيق موقعا
أحسن ما كان الدقيق موقعا / من رجل أفلس حتى أدقعا
إذا أتى يسعى حثيثاً مسرعا / من بعد ما مس الغلاء الأشنعا
ولحق السبعين أو ترفَّعا / عن ذاك لا يرحم من تضرعا
ومد ذو العيلة فيه الإصبعا / يشكو إلى الله ويمري المدمعا
وأصبح القوم البطانُ جُوَّعا / وخشي الجائع أن لا يشبعا
يا من تناهى منظراً ومسمعا / جمال وجه وثناء أروعا
أفزعني الدهر فكن لي مفزعا / فكم تسمَّحتَ وكم تمنعا
وكم تحسنت وكم تشنَّعا / ولم يزل فضلك فيه مرتعا
للمقحطين الممحلين ممرعا / وكُبرُ ظني أن تقول مسمعا
لبيك لبيك لعاً ودَعْدَعا / بُدِّلت من بؤسك عيشاً خروعا
يشهد أني حافظٌ من ضيَّعا /
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ / قصَّر فيها بيد مُضيعَهْ
وقد أتت سامعةً مطيعه / ثم ابتغاها صعبة منيعه
فلم يجدها المشتري مبيعه / وعظمت في فوتها الوضيعه
حتى إذا أعيت على الذريعه / عضَّ البنان عضة وجيعه
من حر ما لاقى من الفجيعه / يا ابن فراس إنها وديعه
أودعتنيها فدع الخديعه / ثم السلام وهي القطيعه
لا زلت ذا أحدوثة شنيعه / مقذوفة في أذن سميعه
تدعو إليك نقمةً سريعه /
وفقحة كالحوت في ابتلاعها
وفقحة كالحوت في ابتلاعها / يعجز بيت المال عن إشباعها
من الغراميل وعن إرضاعها / ماء الرجال غاية ارتضاعها
يعوي عبيد الله من إضباعها / واسعة الخرق على رقاعها
فالأرض كالبقعة من بقاعها / لو ذرعت شقت على ذُرّاعها
فهو سخي النفس عن إقطاعها / ليت لعينيه من اتساعها
ما لاستِهِ من صحنها وقاعها /
سهولة الشريعَهْ
سهولة الشريعَهْ / تغني عن الذريعَهْ
يا ذا اليد المنيعه / والأذن السميعه
والهمة الرفيعه / يا قابل الخديعه
وفاعل البديعه / هل لك في صنيعه
تجعلها وديعه /
نحن تركناه قصيراً أصلعا
نحن تركناه قصيراً أصلعا / من بعد ما كان طويلاً أفرعا
ما زال يكسوه إذا ما استصفعا / صفعاً حتى قرَّعا
رأس أبي حفص عظيم المنفعَهْ
رأس أبي حفص عظيم المنفعَهْ / كم من يد أمست به ممتعَهْ
لو عدمته لبكت بأربعه / وأصبحت لفقده مفجَّعه
رأس جلاه الدهر حتى قرَّعه / فلم يدع في جانبيه قزعه
كأنما قرَّعه ليصفعه / لله تلك الهامة المربعه
إذا بدت كالفيشة المقصَّعه / مصقولةً مدهونةً مصنعه
ثم هوت فيها يد كالمقمعه / بصفعة هائلة مشعشعه
كأنها نُفاخة مفرقعه / يا ليت لي يافوخه وأخدعه
ملك يد من فضل رب ذي سعه / بل ليتني أسمع تلك القعقعه
مكان أعلى مسمع ومسمعه /
وجهك يا شنطف هول المُطَّلَعْ
وجهك يا شنطف هول المُطَّلَعْ / يأخذني منه انتفاض وفزعْ
ويطلع النحس به إذا طلع / يا ويح أثوابك لو قد تنتزع
لنزعت عن برص وعن لمع / والرأس فيه قزع من القرع
والفرج كالبالوع ما شئت بلع /
لا تلحِني في المنطق السخيفِ
لا تلحِني في المنطق السخيفِ / فإنني في حالة اللهيفِ
أصبحت أغنى الخلق عن كنيف / وأحوج الناس إلى رغيف
فجد على عبدك بالطفيف / إلى مجيء الصفد الشريف
فإنني في قبضَتَي عنيف / وتحت وطء ليس بالخفيف