المجموع : 26
نحن الجفون نحفظ العيونا
نحن الجفون نحفظ العيونا / ونحن أهل الذكر فاسألونا
ونحن ذات من بدت صفاته / تكشف من صبغتنا فنونا
جنوننا في حبكم عقلاً يُرى / وعقلنا في ديننا جنونا
وجودنا الحق ونحن باطل / نذوق في حياته المنونا
وهو الذي له الصفات كلها / والغافلون عنه يدَّعونا
الله وحده هو الموجود لا / سواه والجميع معدومونا
لإنهم هم التقادير التي / قدَّرها لنا بأن تكونا
ويظهر الوجود منه في الذي / يظهر عنه واضحاً مكنونا
والنور نور الذات في ظلامنا / ولم نزل نحنُ له الشئونا
نلوح كالبرق له ونختفي / فنعرف الظهور والبطونا
ونحن في كلامه حروفه / نحمل معناه لنا المصونا
وأمره الواحد ينجلي لنا / فيرسم الكاف بنا والنونا
كاف كفاية ونون نعمة / روحاً وجسماً سَلِساً موزونا
وفعله نحن على مراده / فنقتضي التحريك والسكونا
عز وجل عن مشابه له / قد أعجز الأفكار والظنونا
وهو الغنيُّ والورى جميعهم / يرجون غيث فضله الهتونا
أضلَّ في آدمَ عن طلعته / عدوَّه إبليساً الملعونا
وقد هدى فيه إليه أمةً / بأمره قد جاء يعملونا
تبارك الله الذي بوجهه / في كل شيء هيج الشجونا
وأتعب العاشق المسبي به / وحيَّر المتيم المفتونا
وإن يشأ بالبعد يحرق الذي / أراد غيراً أو أحب دونا
وإن يشأ يكشف عن الوجه لمن / يحبه ويخرج المسجونا
مطروده بغيره مفتتن / ولم يزل مقبوله المحصونا
وحكمه ليس له من علة / فإن بدا لا تمنع الماعونا
وكن به له خفياً ظاهراً / ولا تكن بجهله مغبونا
إني أنا وبينما
إني أنا وبينما / قلت لكم أني أنا
كنت أنا ألف أنا / مكرَّراً مكوَّنا
بسرعة من خالقي / غيب الغيوب ذي السنا
برقٌ أضا وبطنا / ثم أضا وبطنا
لأنني عن أمره / كن فيكون باعتنا
وأمره واحدة / طبق الذي قال لنا
وهكذا الكون جمي / عاً كل وقتٍ مثلنا
لأنه خلقٌ وخل / قُ الله بالأمر دنا
فإن من آياته / خلقاً بأمرٍ كُوِّنا
ألا له الخلقُ كما / قد قال والأمرُ هنا
فصدقوه واتركوا / ما للعقول ديدنا
فالعقل ربط كله / للمدركات هاهنا
وربنا أصدق من / عقل الفتى تيقُّنا
ومع كتاب الله لا / يليق غيره بنا
وإن قومي قد بنوا / عليه أقوَمَ البِنا
وما رضوا عقولهم / تكون فيهم آمَنا
على عقائدٍ لهم / لأنها خلق الدُّنا
والقوم لما كوشفوا / بأمره وهو المنى
رأوا به قيامهم / وكل شيء علنا
عن أمره كالبرق أو / مثل أنابيب القنا
من أجل ذا يقول من / قد قال خالقي أنا
وقول هذا خطأ / أوجبه ذوق الفنا
لنفسه وغيره / بلا ثبوبت زمنا
فلو صحا من سكره / رأى الإله غيرنا
لأننا خلق له / بأمره كوَّننا
وأمره كاللمح قل / من بصرٍ إذا رنا
والخلق هكذا بلا / تردُّدٍ ولا عنا
كما أتى ربِّيَ قل / يقذفُ بالحق بنا
نظير ما قالوه في ال / أعراضِ قولاً متقنا
لو أنصفوا فالكل أع / راضٌ وهذا عندنا
لكنهم قد غرَّهم / عقل لهم تفننا
في كل شيء فاقتدوا / به وأُنْسُوا ربَّنا
فما اقتدوا بقوله / ولا رأوه حسنا
وأنكروا على الذي / بقوله الحق اغتنى
ولم يتابعهم على / عقولهم ولا اعتنى
بهم وربي حاكم / غدا بحق بيننا
يا شرفي بأنه يعلمني
يا شرفي بأنه يعلمني / وأنه في الغيب بي كلمني
وقال لي كن وأنا أسمعه / وإنما بلطفه أسمعني
وها أنا محقق لكل ذا / فإنه بعدمي حققني
يا شرفي يا شرفي يا شرفي / الله ربي الحق قد شرفني
فها أنا في علمه منعدم / وفي كلامه كذا أطلعني
حسبي بأني علمه الميحط بي / وأنني كلامه الغض الجني
وهو الوجود الحق ليست صورة / فيه له ولست بالتمكن
وليس فيه غيره من زمن / جميع ما منه بدا في الزمن
ولا هو الله أنا حاشاي أن / أقول ذا في السر أو في العلن
لأنني عندي أنا وعندكم / وعنده لا شيء عال ودني
الله ربي لا سواه عنده / لا عندنا فافهمه فهم الفطن
من أجل ذا كلامه أنزله / بعلمه لمن بهذا يعتني
والله علم وكلام أزلاً / وهو حروفنا لأجل الفتن
وكل من يعرف ما قد قلته / فإنه مثلي على التيقن
ومن يكن يجهل ذا فإنه / لا يعرف الله ولا عبد الغني
ربي الذي ليس له ماهيَّهْ
ربي الذي ليس له ماهيَّهْ / وما تعينتْ له هويهْ
بل هو حق مطلق ليس له / قيد بوجه لا ولا كيفيه
لأجل هذا لا مكان لا ولا / زمان يحويه ولا أينيه
لا تقدر العقول أن تدركه / بها ولا بالفكرة القويه
وهو المحيط بالبرايا كلهم / من كل وجه وله المعيه
له صفات مثله قديمة / قائمة بذاته العليه
ومثلها أسماؤه الحسنى علت / وعلمه المحيط بالبريه
وكل شيء هو عالم به / وبالذي يخفيه في الطويه
وكلنا نحن عبيده وقد / أكرمنا بالملة المرضيه
أرسل فينا المصطفى نبينا / يحكم بالشريعة المضيه
يعامل الكل كما أراده / بمقتضى ألطافه الخفيه
خالقنا وخالقٌ أفعالنا / وجاعلٌ أعمالنا بالنيه
وهو إلهنا ولا نعرفه / إلا بخلق نفسنا الزكيه
فنفسنا نعرفها بأنها / فعل له وتمت القضيه
إن المعشرات أحرف الهجا
إن المعشرات أحرف الهجا / جاءت بأسرار الإمام المجتبي
أقامت الأول في الآخر إذ / بظاهر لباطن فيها الهدى
أهل العلوم يعرفونها ولا / ينكرها إلا الجهول ذو الشقا
أهدت إلى المهدي ما يصلحه / في ليلة من المقامات العلى
أسرار علم الحرفِ عن ذوقٍ لها / يتبعه التصريف في حكم القضا
إعانة على ظهور الأمر في / أهل الطبيعة بأرض وسما
إذا أراد الشيء قال كن له / فإنه يكون يعني بالدعا
أمر عظيم هو فيه ظاهر / بعشر آيات لسورة النبا
أتى بها الله له علامة / في قومه وخصه بالإعتنا
أقول هذا ومرادي أنه / في كل عصر إن خفى وإن بدا
لا شيء غير الله والأشياءُ
لا شيء غير الله والأشياءُ / معدومة فعل لمن يشاءُ
والفعل أمر عدمي ما له / بغير من يفعله انجلاء
فالظاهر الله لهم بفعله / والفعل معدوم له الخفاء
والحق أصل وبعلمه بدا / وسائر الخلق له الأفياء
والفيء معدوم الوجود ظاهرٌ / له إلى شاخصه انتماء
والشاخص العلم القديم خلفه / نور وجودِ الذات والضياء
قال ألم ترَ إلي ربك كي / ف قال مدَّ الظلَّ حين جاؤا
وهو المحيط ربنا بكل ما / في الكون وهو المنعم المعطاء
وفي الحديث سبعة يظلهم / في ظله فهو لهم غطاء
وذاك في يوم ظهوره لهم / لا ظل إلا ظله المشاء