القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 26
نحن الجفون نحفظ العيونا
نحن الجفون نحفظ العيونا / ونحن أهل الذكر فاسألونا
ونحن ذات من بدت صفاته / تكشف من صبغتنا فنونا
جنوننا في حبكم عقلاً يُرى / وعقلنا في ديننا جنونا
وجودنا الحق ونحن باطل / نذوق في حياته المنونا
وهو الذي له الصفات كلها / والغافلون عنه يدَّعونا
الله وحده هو الموجود لا / سواه والجميع معدومونا
لإنهم هم التقادير التي / قدَّرها لنا بأن تكونا
ويظهر الوجود منه في الذي / يظهر عنه واضحاً مكنونا
والنور نور الذات في ظلامنا / ولم نزل نحنُ له الشئونا
نلوح كالبرق له ونختفي / فنعرف الظهور والبطونا
ونحن في كلامه حروفه / نحمل معناه لنا المصونا
وأمره الواحد ينجلي لنا / فيرسم الكاف بنا والنونا
كاف كفاية ونون نعمة / روحاً وجسماً سَلِساً موزونا
وفعله نحن على مراده / فنقتضي التحريك والسكونا
عز وجل عن مشابه له / قد أعجز الأفكار والظنونا
وهو الغنيُّ والورى جميعهم / يرجون غيث فضله الهتونا
أضلَّ في آدمَ عن طلعته / عدوَّه إبليساً الملعونا
وقد هدى فيه إليه أمةً / بأمره قد جاء يعملونا
تبارك الله الذي بوجهه / في كل شيء هيج الشجونا
وأتعب العاشق المسبي به / وحيَّر المتيم المفتونا
وإن يشأ بالبعد يحرق الذي / أراد غيراً أو أحب دونا
وإن يشأ يكشف عن الوجه لمن / يحبه ويخرج المسجونا
مطروده بغيره مفتتن / ولم يزل مقبوله المحصونا
وحكمه ليس له من علة / فإن بدا لا تمنع الماعونا
وكن به له خفياً ظاهراً / ولا تكن بجهله مغبونا
إني أنا وبينما
إني أنا وبينما / قلت لكم أني أنا
كنت أنا ألف أنا / مكرَّراً مكوَّنا
بسرعة من خالقي / غيب الغيوب ذي السنا
برقٌ أضا وبطنا / ثم أضا وبطنا
لأنني عن أمره / كن فيكون باعتنا
وأمره واحدة / طبق الذي قال لنا
وهكذا الكون جمي / عاً كل وقتٍ مثلنا
لأنه خلقٌ وخل / قُ الله بالأمر دنا
فإن من آياته / خلقاً بأمرٍ كُوِّنا
ألا له الخلقُ كما / قد قال والأمرُ هنا
فصدقوه واتركوا / ما للعقول ديدنا
فالعقل ربط كله / للمدركات هاهنا
وربنا أصدق من / عقل الفتى تيقُّنا
ومع كتاب الله لا / يليق غيره بنا
وإن قومي قد بنوا / عليه أقوَمَ البِنا
وما رضوا عقولهم / تكون فيهم آمَنا
على عقائدٍ لهم / لأنها خلق الدُّنا
والقوم لما كوشفوا / بأمره وهو المنى
رأوا به قيامهم / وكل شيء علنا
عن أمره كالبرق أو / مثل أنابيب القنا
من أجل ذا يقول من / قد قال خالقي أنا
وقول هذا خطأ / أوجبه ذوق الفنا
لنفسه وغيره / بلا ثبوبت زمنا
فلو صحا من سكره / رأى الإله غيرنا
لأننا خلق له / بأمره كوَّننا
وأمره كاللمح قل / من بصرٍ إذا رنا
والخلق هكذا بلا / تردُّدٍ ولا عنا
كما أتى ربِّيَ قل / يقذفُ بالحق بنا
نظير ما قالوه في ال / أعراضِ قولاً متقنا
لو أنصفوا فالكل أع / راضٌ وهذا عندنا
لكنهم قد غرَّهم / عقل لهم تفننا
في كل شيء فاقتدوا / به وأُنْسُوا ربَّنا
فما اقتدوا بقوله / ولا رأوه حسنا
وأنكروا على الذي / بقوله الحق اغتنى
ولم يتابعهم على / عقولهم ولا اعتنى
بهم وربي حاكم / غدا بحق بيننا
يا شرفي بأنه يعلمني
يا شرفي بأنه يعلمني / وأنه في الغيب بي كلمني
وقال لي كن وأنا أسمعه / وإنما بلطفه أسمعني
وها أنا محقق لكل ذا / فإنه بعدمي حققني
يا شرفي يا شرفي يا شرفي / الله ربي الحق قد شرفني
فها أنا في علمه منعدم / وفي كلامه كذا أطلعني
حسبي بأني علمه الميحط بي / وأنني كلامه الغض الجني
وهو الوجود الحق ليست صورة / فيه له ولست بالتمكن
وليس فيه غيره من زمن / جميع ما منه بدا في الزمن
ولا هو الله أنا حاشاي أن / أقول ذا في السر أو في العلن
لأنني عندي أنا وعندكم / وعنده لا شيء عال ودني
الله ربي لا سواه عنده / لا عندنا فافهمه فهم الفطن
من أجل ذا كلامه أنزله / بعلمه لمن بهذا يعتني
والله علم وكلام أزلاً / وهو حروفنا لأجل الفتن
وكل من يعرف ما قد قلته / فإنه مثلي على التيقن
ومن يكن يجهل ذا فإنه / لا يعرف الله ولا عبد الغني
ربي الذي ليس له ماهيَّهْ
ربي الذي ليس له ماهيَّهْ / وما تعينتْ له هويهْ
بل هو حق مطلق ليس له / قيد بوجه لا ولا كيفيه
لأجل هذا لا مكان لا ولا / زمان يحويه ولا أينيه
لا تقدر العقول أن تدركه / بها ولا بالفكرة القويه
وهو المحيط بالبرايا كلهم / من كل وجه وله المعيه
له صفات مثله قديمة / قائمة بذاته العليه
ومثلها أسماؤه الحسنى علت / وعلمه المحيط بالبريه
وكل شيء هو عالم به / وبالذي يخفيه في الطويه
وكلنا نحن عبيده وقد / أكرمنا بالملة المرضيه
أرسل فينا المصطفى نبينا / يحكم بالشريعة المضيه
يعامل الكل كما أراده / بمقتضى ألطافه الخفيه
خالقنا وخالقٌ أفعالنا / وجاعلٌ أعمالنا بالنيه
وهو إلهنا ولا نعرفه / إلا بخلق نفسنا الزكيه
فنفسنا نعرفها بأنها / فعل له وتمت القضيه
إن المعشرات أحرف الهجا
إن المعشرات أحرف الهجا / جاءت بأسرار الإمام المجتبي
أقامت الأول في الآخر إذ / بظاهر لباطن فيها الهدى
أهل العلوم يعرفونها ولا / ينكرها إلا الجهول ذو الشقا
أهدت إلى المهدي ما يصلحه / في ليلة من المقامات العلى
أسرار علم الحرفِ عن ذوقٍ لها / يتبعه التصريف في حكم القضا
إعانة على ظهور الأمر في / أهل الطبيعة بأرض وسما
إذا أراد الشيء قال كن له / فإنه يكون يعني بالدعا
أمر عظيم هو فيه ظاهر / بعشر آيات لسورة النبا
أتى بها الله له علامة / في قومه وخصه بالإعتنا
أقول هذا ومرادي أنه / في كل عصر إن خفى وإن بدا
لا شيء غير الله والأشياءُ
لا شيء غير الله والأشياءُ / معدومة فعل لمن يشاءُ
والفعل أمر عدمي ما له / بغير من يفعله انجلاء
فالظاهر الله لهم بفعله / والفعل معدوم له الخفاء
والحق أصل وبعلمه بدا / وسائر الخلق له الأفياء
والفيء معدوم الوجود ظاهرٌ / له إلى شاخصه انتماء
والشاخص العلم القديم خلفه / نور وجودِ الذات والضياء
قال ألم ترَ إلي ربك كي / ف قال مدَّ الظلَّ حين جاؤا
وهو المحيط ربنا بكل ما / في الكون وهو المنعم المعطاء
وفي الحديث سبعة يظلهم / في ظله فهو لهم غطاء
وذاك في يوم ظهوره لهم / لا ظل إلا ظله المشاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025