المجموع : 30
يا رب ليل من ليالِي الكوزِ
يا رب ليل من ليالِي الكوزِ / قطعته بطَفلة عجوز
معشوقة المَخْبَرِ والبُرُوزِ / أَذابها حَرّ لَظَى تَمُّوزِ
حتى بدت كالذهب الإبريزِ / أرقَّ من فهمِي ومن تمييزي
فالطرْف فيها ليس بالمحجوز / عن لحظةِ الغامز للمغموز
كأنَها صَفْوُ نَدَى العزيزِ /
يا مصرُ أنتِ أرضُ كل مُعجزه
يا مصرُ أنتِ أرضُ كل مُعجزه / كم فيكِ من آثار فخرٍ مُنجزه
قد عُدتِ كالعصر القديم مُنتزه / لله إسماعيلُ فيما أبرزه
في حيِّز الوجودِ فوقَ الحدِّ / يدومُ فخره كما الأهرامْ
ولم يزل يَقرنُ بالتحدِّي / بدايعاً صحيحة المرامْ
يعيشُ إسماعيلُ ربُّ المجدِ / على مَدى الأجيالِ والأعوامْ
ما أنتِ إلا روضةٌ بَهيَّة / شمسُ عُلاك بالسَّنا زَهيَّهْ
بالنيل خصبُ أرضك الزكيه / قد سطعتْ أخبارُك السنيهْ
شعاعُها انبثت بأرضِ الهندِ / والصينِ والرومِ وأرضِ الشامْ
لما انطفا النورُ بدهرٍ مُردِي / قد سَخر المولى له محام
يعيش إسماعيل رب المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
عقلٌ وحيدٌ لا تُجاريه الرجالْ / يحولُ في سَبق العُلا أعلى مجالْ
محمدُّ الاسمِ عليٌّ في الفِعالْ / أنار أفقَ مصرَ شبهَ الهلالْ
مذ قام بالحفيد سرُّ الجدِّ / فبدرُه جَلى دُجَى الظلامْ
فكرٌ منيرٌ من أميرِ جُندِ / صيَّر جيشَ الجهل في انهزامْ
يعيش إسماعيل ربُّ المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
لما اصطفى الجليلُ إسماعيلا / لملك مصر سيِّداً كَفيلا
وأشبهتْ طفلا غدا عَليلا / عدَّلها بطبِّه تَعديلا
بعدلِ قانونٍ وعَقْدِ بَنْدِ / أزال جَورَ الحكم والحُكّامْ
ونسخَ الرخصةَ والتعدي / وانقادَ للأصول والأحكام
يعيش إسماعيل رب المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
بنى على العدل أساسَ مُلكهْ / ونظمَ الفنونَ ضِمنَ سِلكه
وعظَّمَ العلمَ وأهلَ نُسْكهِ / ذُو العقل إن يفحْ عبيرَ مِسكه
بطيب في التشويق كل جهد / نعز لدى الأمير بالإكرام
يبذل في التشويق كلَّ جهدِ / بقدرِ حظِ الفضل في السهام
يعيش إسماعيل ربُّ المجد / على مدى الأجيال والأعوام
حَلَّى جبينَ مجمعِ البحرينِ / بتاج عزّ رائقٍ للعَينِ
وقبله كان كلا الشطين / يَلطمُ خدَّ الماءِ بالكفين
فذلك التاجُ قرينُ سَعد / يلمعُ فوقَ الماء كالحسام
يدعُو لإسماعيل ربُّ الرشدِ / بنصرةِ البنود والأعْلام
يعيش إسماعيل ربُّ المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
لما رَقى ذُر العلا وصَعدا / لم يترك الأهواءْ في الناس سُدى
عطفهم رفقاً بهم صوبَ الهدى / كلفهم بأن يحوزوا السؤددا
فالعقلُ في عهد العزيز مُهدَى / نحوَ العلوم لا إلى الأوهامْ
وإنما تمامُ هذا القصد / توسيعُهُ دوائرَ الأفهام
يعيش إسماعيل رب المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
لم يفتخرْ بزهرة الإماره / بل رامَ بالرعية افتخاره
وَضَعَ بنيه بينهم إشاره / لفكِّ قيد الذل والحقاره
فحسبُهم فكاكُ هذا القيدِ / وعتقهم مِن زِلة الأقدام
فأعلنوا بشكره والحمد / ما أحسنَ الشكر على الإنعام
يعيش إسماعيل ربُّ المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
قد لهجتْ بمدحه اللغاتُ / ورددت نشيدَه الأصواتُ
لم يَروِ مثلَ فخرِه الرواةُ / عن ملكٍ شهمٍ له هِباتُ
تجعل هنداً في النُّهى كزيدِ / والدرسُ للأُنثى كما الغُلامْ
من بعد أسرها بقيدِ وَغدِ / بالعلم حازتْ صفةَ احترام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
وبالحنان الأبويِّ رتَّبا / تربيةَ البناتِ من عهد الصِّبا
يقضين من حقِّ النهى ما وجبا / يحرزنَ عِلماً نافعاً وأدبا
تشملهن منه عينُ الرشد / ونجدةُ العزمِ والاهتمام
حتى يصلنَ بعقول النقدِ / لقوة التفهم والإفهام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
في عهده كلُّ الرعايا فرِحتْ / لأنه وَافى على ما اقترحتْ
وروح جده بها انشرحتْ / كأنها من الضريحِ سَرحتْ
مُضيئةَ الجبينِ فوقَ طودٍ / سامى الذرا عن سائر الأعلام
تنظرُ من أعلى بغير عدِّ / عجائباً لم تُحصَ بالأقلام
يعيش إسماعيل ربُّ المجدِ / على مدى الأجيال والأعوام
نادتْ بالاستعجاب أيها الحفيدْ / ما أنت في كَسْب العلا إلا فريدْ
ما أعجز الملوكَ في الدهر المديدِ / وافاك بالتدبير والفكر السديد
أحييتَ مجداً من قَرارِ لِحد / وعِظَماً كان مع العِظامْ
وهكذا النجلُ النجيبُ يُبدي / عظائمَ الأسلافِ باقتحام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
بمدحِك اهتزتْ ضروبُ النغمِ / انعشتْ الملوكُ بعدَ العدمِ
لما رأوْا عجائبَ التقدمِ / إعجابهم ما كان بالمكتتمِ
فاجتمعوا بالعودِ قبل العودَ / لينشدوا مدحاً على الأنغام
وأجمعوا على مليكٍ فردِ / مؤيدٍ بالسلم والسلام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيالِ والأعوام
عشْ في أمانِ الله يا أبهى أميرْ / مشرفاً تاج المعالي والسرير
تاريخُ هذا الجيل والعصرِ الأخير / يدعُوك مع أعلى الملوك بالنظير
أنت الوحيدُ في العلاَ والجد / وفي المساعي ثابتُ الأقدامِ
عش في أمان اللهِ دون ضِدِّ / أعدْت عصرَ الذهب الإسلامي
يعيش إسماعيل رب المجد / على مَدى الأجيال والأعوام
عشْ في أمان الله يا من أعلى / لأهل مِصره مقاماً أعلى
مذ كنتَ للرأفة فيهم أهلا / صرتَ من الأب الشفيق أولى
فأنت للكل أبٌ في الودِّ / أنتَ الولي والنصيرُ الحامي
بالرفق قد فقتَ وصدقِ الوعد / فصرتَ محبوباً لدى الأنام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مَدى الأجيال والأعوام
تدعوكَ أوربا مع الرعايا / بنعمةِ الله على البرايا
عطيةٌ من أجزالِ العطايا / إيطاليا قد حازتِ المزايا
بِدرُ مَدحٍ للجناب تُهدى / لمحض إجلالٍ مع احتشامْ
قد رام جمعَ أهلها يُؤدي / فرائضَ الحب بشعرٍ سامْ
بعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
أهدوا إليك هذه الطرائِفا / فريدُ دُرٍّ في حِماك طائفا
في ضمنه قد أودعوا لطائفا / تُحيرُ الألبابَ والمعارفا
تجل عن تسويمها بنقدٍ / جواهراً بديعةَ النظام
يسمو شعاعُ نورها الممتد / يَزْهو بنور وَجهك البسام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
لما عهدتَ الودَّ مني صَافيا / وصِدقَ حُبي في الجناب وافيا
نظمتُ في المدح له قوافيا / إن تحظ بالقبولِ كان كافيا
يُرضى المحبَّ في ارتباطِ الود / بشاهدٍ على الوداد النامي
فشاهدُ الود كطعم الشهد / أو وَصْلِ حَبل العهدِ والذمام
يعيش إسماعيل رب المجد / على مدى الأجيال والأعوام
كم احترزتُ لو وَقَى احترازي
كم احترزتُ لو وَقَى احترازي / عيون عين الربرب الجوَّاز
سفحنّ لكن ما منحنَ ذا هوىً / غير جَوىً جَدَّ وكان هازِي
يا حابس الظَّعْن وتلك وقفة / تدعو بني السلم إلى البراز
سر بالمهارى الناجيات لا نجت / بالركب عن سرب المها المجتاز
سرب مهاً تهمي عيون عينها / بيض ظباً تَدِينُ بالإجهاز
غازلني أغيدُ من غزلانها / فلم أفز وهو على أَوْفاز
وما ظننت أن جفناً فاتراً / يفتك فتك الصارم الجراز
فيالها لواحظاً وعودها / بفتكها معربة الإنجاز
لها على قلوبنا تسلُّط / تسلُّط الحق على المجاز
كأنها يوم الوغى قواضبٌ / يسطو بها جيش الغياث الغازي
الظاهر بن الناصر المسهب في / مناقب جلَّت عن الإيجاز
مَلْك إذا كررت آيَ حمده / أطرب ما فيها من الإعجاز
تنزهت علياه عن مُماثل / له من الأملاك أو مُواز
وأين هم من يوسفيٍّ سعيه / في المجد يثنيهم عن الجواز
تهزهم ريح سطاه قبل أن / يمطر برق سيفه الهزهاز
إن رقدت عيونهم عن سؤدد / جاز مدى الفرصة بانتهاز
أهل يضاهيه ملوك ليس في / أعظمهم لصنعة مجاز
لِلَّه مرهوب السَّطا مبتسم / عند عبوس الباسل اللَّزْلاَز
ردىً لباغ وندىً لمبتغ / والعدل في الإذلال والإغراز
يفديه قوم إن عُلاه ذُكِرَتْ / كانت عُلاهمْ عندها مَخَازي
رمدٌ إذا ما مُدِحوا كأنما / تُسْمِعهم مُدَّاحُهم تعازي
يا محرز العلياء بالسعي الذي / أحيا العلا بذلك الإحراز
أوف الرماح حقَّها فإنها / من عشقها للطعن في اهتزاز
فقد عرتها جنة فانظم على / خرصانها القلوب كالأجراز
وفتية ملّوا السرى من طول ما / جابوا من الآكام والأنشاز
نزت بهم عيسهمُ والشهب من / خُفوقها كأنها نواز
فقد نضى مسحَ الغراب ليلُهم / ولبس الصبح قميص الباز
قلت لهم أُموا بآمالكمُ / حيث مقر الملك في عزاز
ودونكم أبلج فيض جوده / ليس على العافين بالمنحاز
يوضح بر جوده رمز المنى / وإن أتى مختلف الألغاز
أما وسُغْبٍ تحت شُعْثٍ قطعوا / مفاوزاً تُشعر بالمفاز
حنت إلى البيت الحرام وانثنت / شوقاً فلم تُحْجَزْ عن المجاز
حتى انتحت يمنى منى أمنية / ولم تكد تجوز ذا المجاز
لتملكن الأرض ملك رأفة / تحصر دين الله باعتزاز
بحيث تجتاز الأقاليم فما / أحوجها منك إلى اجتياز
فاستجلها يا من أجاز بالندى / ما كنت أشكوه من الإعواز
كروضة ربعية أو حلة / موشية مذهبة الطراز
صدت عن البحر الطويل وانبرت / تحدو لك الحمد مع الرُّجَّازِ
يا سيداً ألفاظُهُ
يا سيداً ألفاظُهُ / لكلِّ معنى حائزهْ
مثِّلْ لنا ولا تقفْ / ألفي جائزهْ
حَانَ أَنْ تَسْتَحِيَ الأَسْ
حَانَ أَنْ تَسْتَحِيَ الأَسْ / قَامُ مِنْ جِسْمِي وَتَخْزَى
لَمْ تَدَعْ لِي مِنهُ مَا فِي / مِثْلِهِ لِي مُتَعَزَّى
حُزَّتِ الأَعْضَاءُ مِنْهُ / كَلُّهَا بِالضُّرِّ حَزَّا
فَأَنَا الجُزْءُ الذِي مِنْ / لُطْفِهِ لاَ يَتَجَزَّا
يَا لَقْومٍ لِلزَّائِرِ المُجْتَازِ
يَا لَقْومٍ لِلزَّائِرِ المُجْتَازِ / زَارَ أَحْبَابَهُ عَلَى أَوْفَازِ
زَارَ يَقْظَانَ مِثْلَ ما زَارَ فِي النَّوْ / مِ فَيَا فَرْحَتِي لَهُ واهْتِزَازِي
لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَنْ دَنَا وَتَنَاءَى / عَنْكَ إِلاَّ زَمَانَ خَطْفَةِ بَازِي
بازيكَ هذا من رفيعِ البَزِّ
بازيكَ هذا من رفيعِ البَزِّ / طرازُهُ شاهدُهُ في الطُّرْزِ
ذو مِنْسَرٍ أقنى وَرُسْغٍ كَزِّ / ومخلبٍ لم يعدُ إِشْفَا الخَرْز
مُسَرْبَلٌ مثلَ حَبيكِ القزِّ / أو مثلَ جَزْعِ اليَمَنِ الأَرُزِّي
جمُّ المهاميزِ شديدُ الهمزِ / لما لززنا الطيرَ بعد اللزِّ
بأَسْفَلِ القاعِ وأعلى النَّشْزِ / وَكُلُّنا مُنْتَصِبٌ في الغَرْز
مصغٍ إلى رِكْزِ الخفيِّ الركز / مُلْغَى المناجاةِ بغيرِ الغمز
آبَ لنا بالقُبْجِ والإوَزِّ / من جَبَلٍ صَلْدٍ ومرجٍ نَزِّ
موسومةَ الأهْبِ سماتِ الوخزِ / عنَّ لنا منه سحابُ رِجْز
مختطفٍ أعمارَها مبتزِّ / فأزّتِ القدرُ أشدَّ الأزّ
جاثمةَ الشخصِ جثومَ العنزِ / تَقْفِزُ بالأشلاءِ أوْحَى قفز
يا جعفرُ اللابسَ تاجِ العزِّ / يا مَتْجري وَضَيْعتي وكنزي
وَمُنْصلي وَلَهْذمي وَجُرْزِي / مَنْ كان ذا حِزْرٍ فأنت حِزْزِي
منْ هاشمٍ في عزها الأَعزِّ / تهتزُّ للجودِ بغير هَزِّ
أما غُلامي أسدٌ فقد نَشَز
أما غُلامي أسدٌ فقد نَشَز / وباع مأثورِ القريضِ واللُّغزْ
بِنَبَزٍ أقْبِح بذاك من نَبَز / واعتاضَ حجَّاماً أذُلاَّ بعد عِزّ
أسودَ مثلَ التيسِ هبَّ في المَعِز / ذا جُونَةٍ فيها القواريرُ لُزَز
كبركةٍ مملوءةٍ من الإوزّ / إلى مشاريطَ حكَت أهداب قَزّ
إلى مواسٍ ما عداها لمسُ خَزّ / كأَنَّ نظْمَ شَرْطِهِ نظمُ خَرَز
لا يهمزُ المصَّ إِذا الغرُّ هَمَزْ / أعجِب به من فَوقِ أبيض احتفز
فأيْرُ هذا في استِ ذا قد انغرز / كأَنه كُراعُ عَنْزٍ في أَرُزّ
أنَا النَّجاشِيُّ علَيُّ جَمَازِ
أنَا النَّجاشِيُّ علَيُّ جَمَازِ /
قَرَّ ابْنُ حَسَّانٍ بِذِي المَجَازِ /
وَرَاغَ لَمَّا سَمِعَ ارْتجَازِي /
رَوْغَ الحُبَارَى منْ خَوَاتِ البَازِ /
قَالَ جَوَادِي عِنْدَمَا
قَالَ جَوَادِي عِنْدَمَا / هَمَزْتُ هَمْزَاً أَعْجَزَهْ
إِلَى مَتَى تَهْمِزُنِي / وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةْ