المجموع : 70
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى تَقديرِهِ
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى تَقديرِهِ / وَحُسنِ ما صَرَفَ مِن أُمورِهِ
الحَمدُ لِلَّهِ بِحُسنِ صُنعِهِ / شُكراً عَلى إِعطائِهِ وَمَنعِهِ
يَخيرُ لِلعَبدِ وَإِن لَم يَشكُرُه / وَيَستُرُ الجَهلَ عَلى مَن يُظهِرُه
خَوَّفَ مَن يَجهَلُ مِن عِقابِهِ / وَأَطمَعَ العامِلَ في ثَوابِهِ
وَأَنجَدَ الحُجَّةَ بِالإِرسالِ / إِلَيهِمُ في الأَزمُنِ الخَوالي
نَستعصِمُ اللَهَ فَخَيرُ عاصِمِ / قَد يُسعِدُ المَظلومَ ظُلمُ الظالِمِ
فَضَّلَنا بِالعَقلِ وَالتَدبيرِ / وَعِلمِ ما يَأتي مِنَ الأُمورِ
يا خَيرَ مَن يُدعى لَدى الشَدائِدِ / وَمَن لَهُ الشُكرُ مَعَ المَحامِدِ
أَنتَ إِلَهي وَبِكَ التَوفيقُ / وَالوَعدُ يُبدي نورَهُ التَحقيقُ
حَسبُكَ مِمّا تَبتَغيهِ القوتُ / ما أَكثَرَ القوتَ لِمَن يَموتُ
إِن كانَ لا يُغنيكَ ما يَكفيكا / فَكُلُّ ما في الأَرضِ لا يُغنيكا
الفَقرُ فيما جاوَزَ الكَفافا / مَن عَرَفَ اللَهَ رَجا وَخافا
إِنَّ القَليلِ بِالقَليلِ يَكثُرُ / إِنَّ الصَفاءَ بِالقَظى لَيَكدُرُ
يا رُبَّ مَن أَسخَطَنا بِجَهدِهِ / قَد سَرَّنا اللَهُ بَغَيرِ حَمدِهِ
مَن لَم يَصِل فَاِرضَ إِذا جَفاكَ / لا تَقطَعَنَّ لِلهَوى أَخاكا
اللَهُ حَسبي في جَميعِ أَمري / بِهِ غَنائي وَإِلَيهِ فَقري
لَن تُصلِحَ الناسَ وَأَنتَ فاسِدُ / هَيهاتَ ما أَبعَدَ ما تُكابِدُ
التَركُ لِلدُنيا النَجاةُ مِنها / لَم تَرَ أَنهى لَكَ مِنها عَنها
لِكُلِّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ أَلَم / ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
مَن لاحَ في عارِضِهِ القَتيرُ / فَقَد أَتاهُ بِالبَلى النَذيرُ
مَن جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكا / مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكا
يُغنيكَ عَن قولِ قَبيحٍ تَركُهُ / قَد يوهِنُ الرَأيَ الأَصيلَ شَكُّهُ
لِكُلِّ قَلبٍ أَمَلٌ يُقَلِّبُه / يَصدُقُهُ طَوراً وَطَوراً يَكذِبُه
المَكرُ وَالخِبُّ أَداةُ الغادِرِ / وَالكَذِبُ المَحضُ سِلاحُ الفاجِرِ
لَم يَصفُ لِلمَرءِ صَديقٌ يَذُقُه / لَيسَ صَديقُ المَرءِ مَن لا يَصدُقُه
مَعروفُ مَن مَنَّ بِهِ خِداجُ / ما طابَ عَذبٌ شابَهَ عَجاجُ
ما عَيشُ مَن آفَتُهُ بَقاؤُهُ / نَغَّصَ عَيشاً طَيِّباً فَناؤُهُ
إِنّا لَنَفنى نَفَساً وَطَرفا / لَم يَترُكِ المَوتُ لِإِلفٍ إِلفا
وَلِلكَلامِ باطِنٌ وَظاهِرُ / في ساعَةِ العَدلِ يَموتُ الجاجِرُ
عَلِمتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسعَدَه / أَنَّ الشَبابَ وَالفَراغَ وَالجِدَه
مَفسَدَةٌ لِلمَرءِ أَيُّ مَفسَدَة /
يا لِلشَبابِ المَرِحِ التَصابي / رَوائِحُ الجَنَّةِ في الشَبابِ
لَيسَ عَلى ذي النُصحِ إِلّا الجَهدُ / الشَيبُ زَرعٌ حانَ مِنهُ الحَصدُ
الغَدرُ نَحسٌ وَالوَفاءُ سَعدُ /
هِيَ المَقاديرُ فَلُمني أَو فَذَر / تَجري المَقاديرُ عَلى غَرزِ الإِبَر
إِن كُنتُ أَخطَأتُ فَما أَخطا القَدَر /
إِنَّ الفَسادَ بَعدَهُ الصَلاحُ / يا رُبَّ جِدٍّ جَرَّهُ المِزاحُ
ما تَطلُعُ الشَمسُ وَلا تَغيبُ / إِلّا لِأَمرٍ شَأنُهُ عَجيبُ
لِكُلِّ شَيءٍ مَعدَنٌ وَجَوهَرُ / وَأَوسَطٌ وَأَصغَرٌ وَأَكبَرُ
وَكُلُّ شَيءٍ لاحِقٌ بِجَوهَرِه / أَصغَرُهُ مُتَّصِلٌ بِأَكبَرِه
مَن لَكَ بِالمَحضِ وَكُلٌّ مُمتَزِج / وَساوِسٍ في الصَدرِ مِنكَ تَعتَلِج
مَن لَكَ بَالمَحضِ وَلَيسَ مَحضُ / يَخبُثُ بَعضٌ وَيَطيبُ بَعضُ
لِكُلِّ إِنسانٍ طَبيعَتانِ / خَيرٌ وَشَرٌّ وَهُما ضِدّانِ
إِنَّكَ لَو تَستَنشِقُ الشَحيحا / وَجَدتَهُ أَخبَثَ شَيءٍ ريحا
عَجِبتُ لَمّا ضَبَّني السُكوتُ / حَتّى كَأَنّي حائِرٌ مَبهوتُ
كَذا قَضى اللَهُ فَكَيفَ أَصنَعُ / وَالصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ
نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَيطانِ / ما أَولَعَ الشَيطانَ بِالإِنسانِ
خَيرُ الأُمورِ خَيرُها عَواقِبا / مَن يُرِدِ اللَهُ يَجِد مَذاهِبا
الجودُ مِمّا يُثبِتُ المَحَبَّةَ / وَالبُخلُ مِمّا يُثبِتُ المَسَبَّه
لِكُلِّ شَيءٍ أَجَلٌ مَكتوبُ / وَطالِبُ الرِزقِ بِهِ مَطلوبُ
لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبٌ وَعاقِبَه / وَكُلُّها آتِيَةٌ وَذاهِبَة
يا عَجَباً مِمَّن يُحِبُّ الدُنيا / وَلَيسَ لِلدُنيا عَلَيهِ بُقيا
الصِدقُ وَالبِرُّ هُما الوِقاءُ / يَومَ تَقومُ الأَرضُ وَالسَماءُ
وَكُلُّ قَرنٍ فَلَهُ زَمانُ / وَلَم يَدُم مُلكٌ وَلا سُلطانُ
ما أَسرَعَ المَوتَ وَإِن طالَ العُمُر / وَرُبَّما كانَ قَليلاً فَكَثُر
مَسَرَّةُ الدُنيا إِلى تَنغيصِ / وَرُبَّما أَكَدَت يَدُ الحَريصِ
ما هِيَ إِلّا دُوَلٌ بَعدَ دُوَل / تَجري بِأَسبابٍ تَأَتّى وَعِلَل
ما قَلَبَ القَلبَ كَتَقليبِ الأَمَل / لِلقَلبِ وَالآمالِ حَلٌّ وَرَحَل
وَكُلُّ خَيرٍ تَبَعٌ لِلعَقلِ / وَكُلُّ شَرٍّ تَبَعٌ لِلجَهلِ
لِكُلِّ نَفسٍ مِمَمٌ وَنَجوى / لا كَرَمٌ يُعرَفُ إِلّا التَقوى
لِيَجهَدِ المَرءُ فَما يَعدو القَدَر / وَرُبَّما قادَ إِلى الحَينِ الحَذَر
ما صاحِبُ الدُنيا بِمُستَريحٍ / وَالداءُ داءُ النَهِمِ الشَحيحِ
لَم نَرَ شَيئاً يَعدِلُ السَلامَه / لا خَيرَ فيما يُعقِبُ النَدامَه
بِحَسبِكَ اللَهُ فَما يَقضي يَكُن / وَما يُهَوِّنهُ مِنَ الأَمرِ يَهُن
كَم مِن نَقِيِّ الثَوبِ ذي قَلبٍ دَنِس / فَالموحِشُ الباطِلِ وَالحَقُّ أَنِس
تَحَرَّ فيما تَطلُبُ البَلاغا / وَاِغتَنِمِ الصِحَّةَ وَالفَراغا
المَرءُ يَبغي كُلَّ مَن يَبغيهِ / وَكُلُّ ذي رِزقٍ سَيَستَوفيهِ
في كُلِّ شَيءٍ عَجَبٌ مِنَ العَجَب / وَكُلُّ شَيءٍ فَبِوَقتٍ وَسَبَب
الحَقُّ ما كانَ أَحَقُّ ما اِتُّبِع / وَرُبَّما لَجَّ لَجوجٌ فَرَجَع
الأَمرُ قَد يَحدُثُ بَعدَ الأَمرِ / كُلُّ اِمرِئٍ يَجري وَلَيسَ يَدري
دُنيايَ يا دُنيايَ غُرّي غَيري / إِنّي مِنَ اللَهَ بِكُلِّ خَيرِ
لِكُلِّ نَفسٍ صِبغَةٌ وَشيمَه / وَلَن تَرى عَزيمَه
لا تَترُكِ المَعروفَ حَيثُ كُنتا / وَاِعزِم عَلى الخَيرِ وَإِن جَبُنتا
الحَمدُ لِلَّهِ كَثيراً شُكرا / اللَهُ أَعلى وَأَعَزُّ أَمرا
لا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ بُدُّ / وَالغَيُّ لا يَنزِلُ حَيثُ الرُشدُ
ما شاءَ رَبّي أَن يَكونَ كانا / وَالمَرءُ يُردي نَفسَهُ أَحيانا
كُلُّ اِجتِماعٍ فَإِلى اِفتِراقِ / وَالدَهرُ ذو فَتحٍ وَذو إِغلاقِ
كُلٌّ يُناغي نَفسَهُ بِهاجِسِ / تَقَلُّقٌ مِن عُلَقِ الوَساوِسِ
نَستَوفِقُ اللَهَ لِما نُحِبُّ / ما أَقبَحَ الشَيخَ الكَبيرَ يَصبو
في كُلِّ رَأسٍ نَزوَةٌ وَطَربَه / رُبَّ رِضىً أَفضَلُ مِنهُ غَضبَه
كَم غَضبَةٍ طابَت بِها المَغَبَّه /
يا عاشِقَ الدُنيا تَسَلَّ عَنها / وَيلي عَلى الدُنيا وَوَيلي مِنها
ما أَسرَعَ الساعاتِ في الأَيّامِ / وَأَسرَعَ الأَيّامَ في الأَعوامِ
لِلمَوتِ بي جِدٌّ وَأَيُّ جِدِّ / وَلَستُ لِلمَوتِ بِمُستَعِدِّ
هَل أُذُنٌ تَسمَعُ ما تُسَمِّعُ / قَوارِعُ الدَهرِ الَّتي تُقَرِّعُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ / اِحذَر مُؤاخاةَ اللَئيمِ فِعلُهُ
اِنظُر إِذا آخَيتَ مَن تُؤاخي / ما كُلُّ مَن آخَيتَ بِالمُؤاخي
الحَمدُ لِلَّهِ الكَثيرِ خَيرُهُ / لَم يَسَعِ الخَلقَ جَميعاً غَيرُهُ
مَن يَشتَكِ الدَهرَ يَطُل في الشَكوى / الدَهرُ ما لَيسَ عَلَيهِ عَدوى
لَم نَرَ مَن دامَ لَهُ سُرورُ / وَصاحِبُ الدُنيا بِها مَغرورُ
نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَقاءِ / ما أَطمَعَ الإِنسانَ في البَقاءِ
لَم يَخلُ مِن حُسنِ يَدٍ مَكانُهُ / وَالمَرءُ لا يُسلِمَهُ إِحسانُهُ
مَن يَأمَنُ المَوتَ وَلَيسَ يُؤمِنُ / نَحنُ لَهُ في كُلِّ يَومٍ نُؤذَنُ
يا رُبَّ ذي خَوفٍ أَتى مِن مَأمَنِه / كَم مُبتَلىً مِن يَأسِهِ بِأَمَنِه
اِستَغنِ بِاللَهِ تَكُن غَنِيّاً / اِرضَ عَنِ اللَهِ تَعِش رَضِيّا
يا رَبِّ إِنّا بِكَ يا عَظيمُ / إِنَّكَ أَنتَ الواسِعُ الحَكيمُ
يَكونُ ما لا بُدَّ أَن يَكونا / وَكُلُّ راجٍ رَجَّمَ الظُنونا
سُبحانَ مَن لا تنقضي عجائبه / سُبحانَه مَن لا يَخيبُ طالِبُه
لَم يَعدَمِ اللَهُ وَلِلَّهِ القِدَم / وَالسابِقُ اللَهُ إِلى كُلِّ كَرَم
ما كُلُّ شَيءٍ يُبتغى يُنالُ / وَطَلِبُ الحَقِّ لَهُ مَقالُ
أَفَلحَ مَن كانَ لَهُ تَفَكُّرُ / ما كُلُّ ذي عَيشٍ يَرى ما يُبصِرُ
وَكُلُّ نَفسٍ فَلَها تَعَلُّلُ / وَإِنَّما النَفسُ عَلى ما تُحمَلُ
وَعادَةُ الشَرِّ فَشَرُّ عادَه / وَالمَرءُ بَينَ النَقصِ وَالزِيادَة
لِكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعِ / وَإِنَّما النَعيُ بِقَدرِ الناعي
وَكُلُّ نَفسٍ فَلَها دَواعِ /
ما أَكرَهَ الإِنسانَ لِلتَفَضُّلِ / وَإِنَّما الفَضلُ لِكُلِّ مُفضِلِ
رَبِّ لَكَ الحَمدُ وَأَنتَ أَهلُهُ / مَن لَزِمَ التَقوى أَنارَ عَقلُهُ
ما غايَةُ المُؤمِنِ إِلّا الجَنَّه / تَبارَكَ اللَهُ العَظيمُ المِنَّه
يا عَجَباً لِلَّيلِ وَالنَهارِ / لا بَل لِساعاتِهِما القِصارِ
ما أَطحَنَ الأَيّامَ لِلقُرونِ / كَم لِاِمرِئٍ مِن مَأمَنٍ خَؤونِ
يا رُبَّ حُلوٍ سَيَعودُ سُمّا / وَرُبَّ حَمدٍ سَيَعودُ ذَمّا
وَرُبَّ سِلمٍ سَيَعودُ حَربا / وَرُبَّ إِحسانٍ يَعودُ ذَنبا
المَوتُ لا يُفلِتُ حَيٌّ مِنهُ / كَم ذائِقٍ لِلمَوتِ لاهٍ عَنهُ
ما أَسرَعَ البَغيَ لِكُلِّ باغِ / وَرُبَّ ذي بَغيٍ مِنَ الفَراغِ
لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ / وَالحَقُّ ذو نورٍ عَلَيهِ يَسطَعُ
لا تَطلُبُ المَعروفَ إِلّا مِن أَخِ / يَسومُكَ الوِدَّ بِهِ سَومَ السَخي
الزُهدُ في الدُنيا هُوَ العَيشُ الرَخي /
يا رُبَّ شُؤمٍ صارَ لِلبَخيلِ / أَكرِم بِأَهلِ العِلمِ بِالجَميلِ
مَن كانَ في الدُنيا لَهُ زَهادَه / فَعِندَها طابَت لَهُ العِبادَه
أَصلِح وَمَن يُصلِح فَماذا يَربَح / وَالشَيءُ لا يَصلُحُ إِن لَم يُصلَح
كُلُّ جَديدٍ سَيَعودُ مُخلِقاً / وَمَن أَصابَ مَرَفِقا
ما اِنتَفَعَ المَرءُ بِمِثلِ عَقلِه / وَخَيرُ ذُخرِ المَرءِ حَسنُ فِعلِه
لَم يَزَلِ اللَهُ عَلَينا مُنعِما / وَمَن طَغى عاشَ فَقيراً مُعدَما
اليُبسُ وَالبَأسِ لِأَهلِ الباسِ / وَسادَةُ الناسِ خِيارُ الناسِ
أَيُّ بِناءٍ لَيسَ لِلخَرابِ / وَأَيُّ آتٍ لَيسَ لِلذَهابِ
كَأَنَّ شَيئاً لَم يَكُن إِذا اِنقَضى / وَما مَضى مِمّا مَضى فَقَد مَضى
ما أَزيَنَ العَقلَ لِكُلِّ عاقِلِ / ما أَشيَنَ الجَهلَ لِكُلِّ جاهِلِ
بُؤسى لِمَن قالَ بِما لا يَعلَمُ / وَصاحِبُ الحَقِّ فَلَيسَ يَندَمُ
الخَيرُ أَهلٌ أَن يُحِبَّ أَهلُهُ / وَالحَقُّ ذو خِفٍّ ثَقيلٍ حَملُهُ
وَالحَينُ خَتّالٌ لَطيفٌ خَتلُهُ /
أَينَ يَفِرُّ المَرءُ أَينَ أَينا / كُلُّ جَميعٍ سَيُلاقي بَينا
إِلَيكِ يا دُنيا إِلَيكِ عَنّي / ماذا تُريدينَ تَخَلّي مِنّي
يا دارُ دارَ الهَمِّ وَالمَعاصي / هَل فيكِ لي بابٌ إِلى الخَلاصِ
نَطلُبُ أَن نَبقى وَلَيسَ نَبقى / كُلٌّ سَيَلقى اللَهَ حَقّا حَقّا
لِكُلِّ عَينٍ عِبرَةٌ فيما تَرى / وَالحَقُّ مَحفوفٌ بِأَعلامِ الهُدى
لِكُلِّ عَينٍ عِبرَةٌ فيما تَرى / وَالحَقُّ مَحفوفٌ بِأَعلامِ الهُدى
يَقبَلُهُ العَقلُ وَيَنفيهِ الهَوى /
كَم بارَكَ اللَهُ لِقَلبي فَاِتَّسَع / وَاللَهُ إِن بارَكَ في شَيءٍ نَفَع
لا تُتبِعِ المَعروفَ مِنكَ مِنّا / أُخِيَّ أَحسِن بِأَخيكَ الظَنّا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ سَلِّم سَلِّمِ / وَتَمِّمِ النُعمى عَلَينا تَمَم
طوبى لِمَن صَحَّت بَناتُ حِسِّهِ / وَمَن كَفاهُ اللَهُ شَرَّ نَفسِهِ
كَم دَولَةٍ سَوفَ يَكونُ غَيرُها / وَسَوفَ يَفنى شَرُّها وَخَيرُها
يا عَجَباً لِلدَهرِ في تَقَلُّبِه / المَرءُ مُذ كانَ عَلى تَوَثُّبِه
ما بَينَ نابَيهِ وَبَينَ مِخلَبِه /
ما أَعظَمَ الحُجَّةَ إِن عَقَلنا / ما يَغفُلُ المَوتُ وَإِن غافَلنا
اِعتَبِرِ اليَومَ بِأَمسِ الذاهِبِ / وَاِعجَب فَما تَنفَكُّ مِن عَجائِبِ
تَرى الأُمورَ / وَاللَهُ في كُلِّ الأُمورِ يَقضي
تَبارَكَ اللَهُ / يا صاحِبَ التَسويفِ ماذا تَنتَظِر
مَن قَنِعَ / وَالمَوتُ ما أَسرَعَهُ وَأَوحى
يا رَبِّ إِنّي بِكَ أَنتَ رَبّي / وَمِنكَ إِحسانٌ وَمِنّي ذَنبي
أَستَغفِرُ اللَهَ فَنِعمَ القادِرُ / اللَهُ لي مِن شَرِّ ما أُحاذِرُ
حَتّى مَتى المُذنِبُ لا يَتوبُ / أَما تَرى ما تَصنَعُ الخُطوبُ
ما المُلكُ إِلّا الجاهُ عِندَ اللَهِ / الجاهُ عِندَ اللَهِ خَيرُ جاهِ
كاسَ اِمرؤٌ مُنتَظِرٌ لِلمَوتِ / وَكاسَ مَن بادَرَ قَبلَ الفَوتِ
سَبيلُ مَن ماتَ هُوَ السَبيلُ / بَقاؤنا مِن بَعدِهِم قَليلُ
قَد يَضحَكُ القَلبُ بِعَينٍ تَبكي / وَالأَخذُ قَد يَجري بِمَعنى التَركِ
ما هِيَ إِلّا الحادِثاتُ حَتّى / تَترُكَ أَهلَ الأَرضِ بَتّا بَتّا
لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الحَوادِثِ / تَمُرُّ تَطوي حادِثاً بِحادِثِ
لا عَيشَ إِلّا عَيشُ أَهلِ الآخِرَه / إِنّا لَنَعمى وَالعُيونُ ناظِرَه
المَوتُ حَقٌّ لَيسَ فيهِ شَكٌّ / تَفنى المُلوكُ وَيَبيدُ المُلكُ
اللَهُ رَبّي وَهوَ المَليكُ / لَيسَ لَهُ في مُلكِهِ شَريكُ
اللَهُ يَفنينا وَلَيسَ يَفنى / لَهُ الجَلالُ وَالصِفاتُ الحُسنى
اللَهُ مَولانا وَنِعمَ المَولى / فَقُل لِمَن يَعصيهِ أَولى أَولى
ما هُوَ إِلّا عَفوُهُ وَحِلمُهُ / سُبحانَ مَن لا حُكمَ إِلّا حُكمُهُ
نَتائِجُ الأَحوالِ مِن لا وَنَعَم / وَالنَفسُ ما بَينِ صُموتٍ وَعَدَم
يَذهَبُ شَيءٌ وَيَجيءُ شَيُّ / ما هُوَ إِلّا رَشَدٌ وَغَيُّ
وَإِنَّما العِلمُ بِعَينٍ وَأَثَر / وَإِنَّما التَعليمُ عِلمٌ وَخَبَر
نَحنُ مِنَ الدُنيا عَلى وِفازِ / طوبى لِمَن أَسرَعَ في الجِهازِ
وَكُلُّ مَأخوذٍ فَسَوفَ يُترَكُ / وَالمُلكُ لا يَبقى وَلا المُمَلَّكُ
أَتَت مُلوكٌ وَمَضَت مُلوكُ / غَرَّتهُمُ الآمالُ وَالشُكوكُ
المَلِكُ الحَيُّ هُوَ المُميتُ / لَهُ الجَميعُ وَلَهُ الشَتيتُ
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ مِنَ العِبرِ / وَكُلُّ شَيءٍ بِقَضاءٍ وَقَدَر
رَبّي إِلَيهِ تُرجَعُ الأُمورُ / أَستَغفِرُ اللَهَ هُوَ الغَفورُ
عَمِلتُ سوءاً وَظَلَمتُ نَفسي / وَخِبتُ يَومي وَأَضَعتُ أَمسي
وَلي غَدٌ يُؤخَذُ مِنّي لَهُما / هُما الدَليلانِ عَلى ذاكَ هُما
يا عَجَباً مِن ظُلمِ الذُنوبِ / إِنَّ لَها رَيناً عَلى القُلوبِ
اللَهُ فَعّالٌ لِما يَشاءُ / غَداً غَداً يَنكَشِفُ الغِطاءُ
كَم شِدَّةٍ مِن بَعدِها رَخاءُ /
إِنَّ الشَقِيَّ لِلشَقِيُّ الخائِنُ / وَكُلُّنا عَمّا نَراهُ بائِنُ
كُلٌّ سَيَفنى عاجِلاً وَشيكا / تَرحَلُ عَن تَيّا وَتَنأى تيكا
ناهيكَ مِمّا سَتَرى ناهيكا /
وَكُلُّ شَيءٍ مُقبِلٌ مُوَلِّ / وَكُلُّ ذي شَيءٍ لَهُ مُخَلِّ
رَضيتُ بِاللَهِ وَبِالقَضاءِ / ما أَكرَمَ الصَبرَ عَلى البَلاءِ
نَعَبُ وَالدَهرُ بِنا سَريعُ / وَالمَوتُ بينا دائِبٌ ذَريعُ
كُلُّ بَني الدُنيا لَها صَريعُ /
أَلا اِنتَبِه ثُمَّ اِنتَبِه يا ناعِسُ / أُخَيَّ لا تَلعَب بِكَ الوَساوِسُ
دُنيايَ يا دُنيايَ يا دارَ الفِتَن / يا دارُ يا دارَ الهُمومُ وَالحَزَنَ
يا غَيرَ الدَهرِ وَيا صَرفَ الزَمَن / إِن أَنا لَم أَبكِ عَلى نَفسي فَمَن
لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ مِنَ الفَرَجِ / تَثَقَّفَ الحَقُّ فَما فيهِ عِوَج
يا عَجَباً ما أَسرَعَ الأَيّاما / عَجِبتُ لِلنائِمِ كَيفَ ناما
يا عَجَباً كُلٌّ لَهُ تَصريفُ / صَرَّفَهُ المُصَرِّفُ اللَطيفُ
وَأَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ فِكرَه / وَأَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ عِبرَه
نَرى اِفتِراقاً وَنَرى اِجتِماعا / نَرى اِتِّصالاً وَنَرى اِنقِطاعا
المُؤمِنُ المُخلِصُ لا يَضيعُ / وَحُكمَةُ اللَهِ لَهُ رَبيعُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي حَتّى مَتى / لَقَد عَصَيتَ اللَهَ كَهلاً وَفَتى
ما أَقرَبَ النَقصَ مِنَ النَماءِ / وَكُلُّ مَن تَمَّ إِلى فَناءِ
أَرى البِلى فينا لَطيفَ الفَحصِ / بَينَ الزِياداتِ وَبَينَ النَقصِ
إِن كُنتَ تَبغي أَن تَكونَ أَملَسا / فَكُن مِنَ الدُنيا أَصَمَّ أَخرَسا
وَأَرغَب إِلى اللَهِ عَسى اللَهُ عَسى /
يا ذا الَّذي اِستيقاظُهُ مُشتَبَهُ / لا راقِدٌ أَنتَ وَلا مُنتبِهُ
مَن آثَرَ المُلكَ عَلى الكَينونَه / كانَ مِنَ المُلكِ عَلى بَينونَه
لِيَخشَ عَبدٌ دَعوَةَ المَظلومِ / وَحِكمَةِ الحَيِّ بِها القَيّومِ
وَيحَكَ يا مُغتَصِبَ المِسكينِ / وَيحَكَ مِن دَيّانِ يَومِ الدَينِ
الدينُ لِلَّهِ هُوَ الدَيّانُ / وَحُجَّةُ اللَهِ هِيَ السُلطانُ
تُدانُ يَوماً ما كَما تَدينُ / وَيحَكَ يا مِسكينُ يا مِسكينُ
لِمِثلِ هَذا فَليبكّي الباكي / حَسبُكَ بِالبُيودِ مِن هَلاكِ
لَيسَ الرِضى إِلّا لِكُلِّ راضِ / وَكُلُّ أَمرِ اللَهِ فينا ماضِ
السُخطُ لا يَبرَحُ كُلَّ ساخِطِ / أَيُّ هَوىً فيهِ سُقوطُ الساقِطِ
وَصِلِ اللَهَ عَلى ما تَهوى / وَلازِمِ الرُشدَ لِكَي لا تَغوى
مَن ضاقَ حَلَّت نَفسُهُ في الضيقِ / لَيسَ اِمرُؤٌ ضاقَ عَلى الطَريقِ
ما أَوسَعَ الدُنيا عَلى المُسامِحِ / ما فازَ إِلّا كُلُّ عَبدٍ صالِحِ
عاقِبَةُ الصَبرِ لَها حَلاوه / وَعادَةُ الشَرِّ لَها ضَراوَه
تَعَزَّ بِالصَبرِ عَلى ما تَكرَهُ / وَلا تُخَلِّ النَفسَ حينَ تَشرَهُ
النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواها / فاغِرَةٌ نَحوَ هَواها فاها
لا تَبغِ ما يَجزيكَ مِنهُ دونَهُ / وَإِن رَأَيتَ الناسَ يَطلُبونَهُ
أَيُّ غِنىً لِلمَرءِ في القُنوعِ / وَالمَرءُ ذو حِرصٍ وَذو وَلوعِ
المَرءُ دُنياهُ لَهُ غَرّارَه / وَالنَفسُ بِالسوءِ لَهُ أَمّارَه
ما النَفسُ إِلّا كَدرٌ وَصَفو / طَعمٌ لَهُ مُرُّ وَطَعمٌ حُلو
لِكُلِّنا يا دارُ مِنكِ شَجو / وَبَعضُنا مِن شَجوِ بَعضٍ خِلو
ما زالَتِ الدُنيا لَنا دارَ أَذى / مَمزوجَةَ الصَفوِ بِأَلوانِ القَذى
الخَيرُ وَالشَرُّ بِها أَزواجُ / لِذا نِتاجٌ وَلِذا نِتاجُ
سُبحانَ رَبّي فالِقِ الإِصباحِ / ما أَطلَبَ المَساءَ لِلصَباحِ
إِنَّ الجَديدَينِ هُما هُما هُما / هُما هُما دائِرَةٌ رَحاهُما
يا دارُ الباطِلِ المُعَتَّقِ / عَلِقتُ مِمَّن فيكَ كُلَّ مَعلَقِ
لا عَيشَ إِلّا عَيشُ أَهلِ الحَقِّ / دارُ خُلودٍ لِحِسابِ الحَقِّ
ما عَيشُ مَن ضَلَّ الرِضى بِعَيشِ / الساخِطِ العَيشِ كَثيرُ الطَيشِ
جَدَّ بِنا الأَمرُ وَنَحنُ نَلعَبُ / وَكُلُّ آتٍ فَكَذاكَ يَذهَبُ
يَنعى حَياةَ الحَيِّ مَوتُ المَيِّتِ / يُسمِعُهُ النَعيَ بِصَوتٍ صَيِّتِ
عَلَيكَ لِلناسِ بِنُصحِ الجَيبِ / وَكُن مِنَ الناسِ أَمينَ الغَيبِ
إِرضَ مِنَ الدُنيا بِما يَقوتُكا / وَاِعلَم بِأَنَّ الرِزقَ لا يَفوتُكا
القوتُ مِن حِلٍّ كَثيرٌ طَيِّبُ / وَالخَطَرُ بِكرٌ تارَةً وَثَيِّبُ
أَصلُ الخَطايا خَطرَةٌ وَنَظرَةُ / وَغَدرَةٌ ظاهِرَةٌ وَفَجرَةُ
لِيَسلَمِ الناسُ جَميعاً مِنكا / وَاِرضَ لَعَلَّ اللَهَ يَرضى عَنكا
تَبارَكَ اللَهُ وَجَلَّ اللَهُ / أَعظَمُ ما فاهَت بِهِ الأَفواهُ
ما أَوسَعَ اللَهَ وَجَلَّ خَلقِهِ / كُلٌّ فَفي قَبضَتِهِ وَرِزقِهِ
بِاللَهِ نَقوى لِأَداءِ حَقِّهِ /
كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِهِ يُرَقِّعُ / وَالرَقعُ لا يَبقى وَلا المُرَقَّعُ
ما أَشرَفَ الكَسبَ مِنَ الحَلالِ / ما أَكرَمَ السَعِيَ عَلى العِيالِ
ما أَكذَبَ الآمالِ عِندَ الحَينِ / وَالسَيرُ في إِصلاحِ ذاتِ البَينِ
آيُّ رَجاءٍ لَيسَ فيهِ خَوفُ / وَرُبَّما خانَت عَسى وَسَوفُ
ما هُوَ إِلّا الخَوفُ وَالرَجاءُ / لا تَرجُ مَن لَيسَ لَهُ حَياءُ
يا عَينُ يا عَينُ أَما رَأَيتِ / أَما رَأَيتِ قَطُّ قَبرَ مَيتِ
يا عَينُ قَد نُكيتِ إِن بَكيتِ /
بَيتُ البِلى أَقصَرُ بَيتٍ سَمكا / سُبحانَ مَن أَضحَكَنا وَأَبكى
يا لِلبَلى يا لِلبَلى يا لِلبَلى / إِنَّ البَلى يُسرِعُ تَغيير الحِلا
لا بُدَّ يَوماً يُحصَدُ المَزروعُ / وَكُلُّنا عَن نَفسِهِ مَخدوعُ
نَحنُ جَميعاً كُلُّنا عَبيدُ / مَليكُنا مُقتَدِرٌ حَميدُ
لَنا مَليكٌ مُحسِنٌ إِلَينا / مَن نَحنُ لَولا فَضلُهُ عَلَينا
أَكثَرُ ما نُعنى بِهِ وَلوعُ / طوبى لِمَن كانَ لَهُ قُنوعُ
سُبحانُ مَن ذَلَّت لَهُ الأَشرافُ / أَكرَمُ مَن يُرجى وَمَن يُخافُ
ما هُوَ إِلّا العَزمُ وَالتَوَكُّلُ / البِرُّ يَعلو وَالفُجورُ يَسفُلُ
كَم مَرَّةٍ حَفَّت بِكَ المَكارِهُ / خارَ لَكَ اللَهُ وَأَنتَ كارِهُ
عَجِبتُ لِلدَهرِ وَلِاِنقِلابِهِ / ما لَكَ لا تُعنى بِما يُعنى بِهِ
إِذا جَعَلتَ الهَمَّ هَمّاً واحِدا / نَعِمتَ بالاً وَغَنيتَ راشِدا
يا عَجَباً لِلنَفسِ ما أَشرَدَها / ما أَقرَبَ النَفسَ وَما أَبعَدَها
النَفسُ أَعدى لَكَ مِمّا تَحسِبُ / حَسبُكَ مِن عِلمِكَ ما تُجَرِّبُ
يا عَجَباً يا عَجَباً يا عَجَبا / يا عَجَباً لِمَن لَها وَلَعِبا
يا عَجَباً لِلطَرفِ كَيفَ يَطمَحُ / يا عَجَباً لِلمَرءِ كَيفَ يَفرَحُ
ما أَسرَعَ المَوتَ لِذي طَرفٍ طَمَح / لَم يَترُكِ المَوتُ لِذي لُبِّ فَرَح
يا رَبِّ يا رَبِّ لَقَد أَنعَمتا / يا رَبِّ ما أَحسَنَ ما عَلَّمتا
يا رَبِّ أَسعِدني بِما عَلَّمتَني / وَلا تُهنِيِّ بَعدَ إِذ أَكرَمتَني
دَع عَنكَ يا هَذا بُنَيّاتِ الطُرُق / إِن لَم تَصُن وَجهَكَ يا هَذا خَلُق
دَع عَنكَ ما لَيسَ بِهِ مُستَمتَعُ / وَشَرُّ ما حاوَلتَ ما لا يَنفَعُ
وَخَيرُ أَيّامِكَ يَومُ تُنعِمُ / وَشَرُّ أَيّامِكَ يَومُ تَظلِمُ
وَخَيرُ ما قُلتَ بِهِ ما يُعرَفُ / وَشَرُّ مَن صاحَبتَ مَن لا يُنصِفُ
وَخَيرُ مَن قارَنتَ مَن لا يَخرُقُ / وَشَرُّ مَن خالَفتَ مَن لا يَرفُقُ
كُلٌّ إِذا ما مَسَّهُ الضُرُّ شَكا / وَكُلُّ مَن أَبكَتهُ دُنياهُ بَكى
يا عَينُ ما لَكِ لا تَبكينا / تَبَصَّري إِن كُنتِ تُبصِرينا
ما أَعجَبَ الأَمرَ لِمَن تَعَجَّبا / ما أَسرَعَ القَلبَ إِذا تَقَلَّبا
يَحُلُّ قَلبُ المَرءِ حَيثُ مالُهُ / ما كُلُّ مَن أَطمَعَني أَنالُهُ
قَدِّم لِما بَينَ يَدَيكَ قَدِّمِ / أُفٍّ وَتُفٍّ لِعَبيدِ الدِرهَمِ
الصِدقُ وَالبِرُّ أَصَبنا تَوأَما / وَالمُسلِمُ البَرُّ يَبَرُّ المُسلِما
لا سَعَةٌ أَوسَعَ مِن حُسنِ الخُلُق / مَنِ اِعتَدى تاهَ وَمَن تاهَ حمُق
ما كُلُّ مَعقودٍ لَهُ وَثيقَه / وَالصِدقُ ما كانَت لَهُ حَقيقَه
في الغَيِّ خُسرانٌ وَفي الرُشدِ دَرَك / أَوسَعُ خَيرِ المَرءِ خَيرٌ مُشتَرَك
ما زالَتِ الدُنيا سُكوناً وَحَرَك /
يا عَينُ أَبغي مِنكِ أَن تَجودي / بِأَدمُعٍ تَنهَلُّ كَالفَريدِ
يَئِستُ في الدُنيا مِنَ الخُلودِ /
يَحِقُّ لي يا عَينُ أَن بَكَيتُ / أَبكي لِعِلمي بِالَّذي أَتَيتُ
أَنا المُسيءُ المُذنِبُ الخَطّاءُ / في تَوبَتي عَن حَوبَتي إِبطاءُ
ما عِندَ يَومي ثِقَةٌ لي بِغَدِ / لا بُدَّ مِن دارِ خُلودِ الأَبَدِ
يا حَزَني يا حَزَني يا حَزَني / لا بُدَّ أَن يَترُكَ روحي بَدَني
يا غَدرَةَ الأَيّامِ ما لي وَلَكِ / لَم تُبقِ لي شَيئاً وَلَم تَتَّرِكِ
قَرَّبَتِ الأَيّامِ مِنّي أَجَلي / بَرَّحَتِ الأَيّامُ بي في عِلَلي
زادَتنِيَ الأَيّامُ في تَجريبي / باعَدَتِ الأَيّامُ في تَقريبي
يا يَومُ يَومَ البَينِ وَالشُحوطِ / يا يَومُ يَومَ العودِ وَالحُنوطِ
يا يَومُ يَومَ العَلَزِ الشَديدِ / يا يَومُ يَومَ النَفَسِ البَعيدِ
يا يَومُ يَومَ الأَجَلِ المَعدودِ / يا يَومُ يَومَ المَنهَلِ المَورودِ
يا يَومُ يَومَ السِدرِ وَالكافورِ / يا يَومُ يَومَ الكَفَنِ المَنشورِ
يا يَومُ يَومَ الخَتمِ بِالوَفاةِ / يا يَومُ يَومَ الهَجرِ لِلحُماةِ
يا يَومُ يَومَ المَيِّتِ المُسَجّى / عَلى سَريرٍ لِلبَلى يُزَجّى
يا يَومُ يَومَ الرَنَّةِ الطَويلَه / يا يَومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَه
يا يَومُ يَومَ لَيسَ عَنهُ مَدفَعُ / يا يَومُ يَومَ النَفسِ حينَ تُرفَعُ
صارَ اِمرُؤٌ فيهِ إِلى ما فيهِ / يُسعِدُهُ ذَلِكَ أَو يُشقيهِ
ما أَشغَلَ المَيِّتَ عَن باكيهِ /
أَسلَمَ مَقبوراً مُشَيِّعوهُ / اِنصَرَفوا عَنهُ وَخَلَّفوهُ
ساعَةَ سَوَّوا تُربَهُ عَلَيهِ / وَلَّوا وَلَم يَلتَفِتوا إِلَيهِ
سَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَ المَيتِ / لا بَل سَيَلهونَ بِلَو وَلَيتِ
إِنّا إِلى اللَهِ لَراجِعونا / حَتّى مَتى نَحنُ مُضَيِّعونا
بَينا اِمرُؤٌ بَينَ يَدَيكَ حَيّاً / إِذ صِرتَ لا تُبصِرُ مِنهُ شَيّا
أَعانَنا اللَهُ عَلى لِقائِهِ / كَم مُخطِئٍ ذي عَجَبٍ بِرائِهِ
ما الناسُ إِلّا وارِدٌ وَصادِرُ / الطَمعُ لِلغالِبِ فَقرٌ حاضِرُ
طوبى لِمَن يَقنَعُ ما أَغناهُ / وَيحَ مَنِ اِستَعبَدَهُ هَواهُ
أُخَيَّ لا تَذهَب بِكَ المَذاهِبُ / أَظَلَّكَ المَوتُ وَأَنتَ لاعِبُ
أُخَيَّ إِنَّ المَوتَ قَد أَظَلَّكا / هَل لَكَ أَن تُعنى بِهِ لَعَلَّكا
اللَهُ رَبّي قُوَّتي وَحَولي / اللَهُ لي مِن يَومٍ كُلِّ هَولِ
يا رَبِّ سَلِّمنا وَسَلِّم مِنّا / وَتُب عَلَينا وَتَجاوَز عَنّا
يا رَبِّ إِنّا بِكَ حَيثُ كُنّا /
كَم فَلتَةٍ لي قَد وُقيتُ شَرَّها / ما أَنفَعَ الدُنيا وَما أَضَرَّها
إِنّا مِنَ الدُنيا لَفي طَريقِ / إِلى الغَساقِ أَو إِلى الرَحيقِ
ما هِيَ إِلّا جَنَّةٌ وَنارُ / أَفلَحَ مَن كانَ لَهُ اِعتِبارُ
كاسَ اِمرُؤٌ مُتَّعِظٌ بِغَيرِهِ / دَع شَرَّ ما تَأتي وَخُذ في خَيرِهِ
خَلا أَخٌ عَنكَ فَلا تُخَلِّهِ / مَن لَكَ يَوماً بِأَخيكَ كُلِّهِ
مَن يَسأَلِ الناسَ يَهُن عَلَيهِمُ / بُؤسى لِمَن حاجَتُهُ إِلَيهِمُ
تَرى مُجتَمِعاً لا يَفتَرِق / وَكُلُّ ما زادَ فَلِلنَقصِ خُلِق
مَن يَسأَلِ الناسَ يُخَيِّبوهُ / وَيُعرِضوا عَنهُ وَيُصغِروهُ
مَن صَنَعَ الناسَ تَكَنَّفوهُ / وَاِقتَرَبوا مِنهُ وَكَرَّموهُ
سُبحانَ مَن باعَدَ في تَقَدُّمِه / نَعصيهِ في قَبضَتِهِ بِأَنعُمِه
كِلا الجَديدَينِ بِنا حَثيثُ / مِنَ الخُطوبِ عَجِلٌ مَكيثُ
طوبى لِمَن طابَ لَهُ الحَديثُ / ما يَستَوي الطَيِّبُ وَالخَبيثُ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ في دُجاهُ
قَد أَغتَدي وَالصُبحُ في دُجاهُ / كَطُرَّةِ البُردِ عَلامَتاهُ
بِيُؤيُؤٍ يُعجِبُ مَن رَآهُ / ما في اليَآئي يُؤيُؤٌ شَرواهُ
مِن سُفعَةٍ طُرَّ بِها خَدّاهُ / أَزرَقُ لا تَكذِبُهُ عَيناهُ
فَلَو يَرى القانِصُ ما يَراهُ / فَدّاهُ بِالأُمِّ وَقَد فَدّاهُ
مِن بَعدِ ما يَذهَبُ حِملاقاهُ / لا يوئلُ المَكّاءُ مَنكِباهُ
وَلا جَناحانِ تَكَنَّفاهُ / مِنهُ إِذا طارَ وَقَد تَلاهُ
دونَ اِنتِزاعِ السِحرِ مِن حَشاهُ / لَو أَكثَرَ التَسبيحَ ما نَجّاهُ
ذاكَ الَّذي خَوَّلَناهُ اللَهُ / تَبارَكَ اللَهُ الَّذي هَداهُ
خانَكَ مَن تَهوى فَلا تَخُنهُ
خانَكَ مَن تَهوى فَلا تَخُنهُ / وَكُن وَفِيّاً إِن سَلَوتَ عَنهُ
وَاِسلُك سَبيلَ وَصلِهِ وَصُنهُ / إِن كانَ غَدّاراً فَلا تَكُنهُ
عَسى تَباريحُ تَجيءُ مِنهُ / فَيَرجِعَ الوَصلَ وَلَم تَشِنهُ
أَقبَلَ سَيلٌ جاءَ مِن أَمرِ اللَه
أَقبَلَ سَيلٌ جاءَ مِن أَمرِ اللَه / يَحرُدُ حِردَ الجَنَّةِ المُغِلَّه
اليَومَ تَبلو كُلُّ أُنثى بَعلَها
اليَومَ تَبلو كُلُّ أُنثى بَعلَها / فَاليَومَ يَحميها وَيَحمي رَحلَها
وَإِنَّما تَلقى النُفوسَ سُبلَها / إِنَّ المَنايا مُدرِكاتٌ أَهلَها
وَخَيرُ آجالِ النُفوسِ قَتلُها /
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ / ما أَنتَ مِن ذاكَ وَلا إِلَيهِ
إِرثُ قِوامِ الدينِ عَن أَبَيهِ / خَلِّ عِنانَ المُلكِ في يَدَيهِ
مُناضِلاً يَذُبُّ عَن ثَغرَيهِ / بَديهَةَ الصِلِّ جَلا نابَيهِ
يُلَجلِجُ المَوتُ بِما ضِغَيهِ / يَكتَلِىءُ الدينَ بِناظِرَيهِ
كَالمِقضَبِ اِضطُرَّ إِلى حَدَّيهِ / نَجا الَّذي فازَ بِحَجزَتَيهِ
وَضَلَّ مَغرورٌ بِما لَدَيهِ / يَحتَكُّ بِالعَضبِ وَمَضرِبَيهِ
شَتّانَ مَن يَنفُضُ مِذرَوَيهِ / مُخايِلاً يَنظُرُ في عِطفَيهِ
ما نَقَلَ الذابِلَ في كَفَّيهِ / وَمَن طَوى المَجدَ عَلى غَربَيهِ
مُرتَقِياً إِلى ذُؤابَتَيهِ / إِذا المَقامُ لَم يَقُم حَولَيهِ
قامَ بِهِ يَركُدُ في حالَيهِ / لا يَطرِفُ الهَولُ بِهِ جَفنَيهِ
شَوكُ القَنا يَلدَغُ أَخمَصَيهِ / قَد قُلتُ لِلطالِبِ غايَتَيهِ
أَقعِ فَما غَورُكَ مِن نَجدَيهِ / ما أَنتَ وَالطَولُ إِلى فَرعَيهِ
سِقطُ شَرارٍ طارَ عَن زَندَيهِ / مَن يَطلَعُ اليَومَ ثَنِيَّتَيهِ
قَد سَبَقَ الناسَ إِلى مَجدَيهِ / سَبقَ الجَوادِ بِقِلادَتَيهِ
في فَلَكِ العِزِّ إِلى قُطبَيهِ / يُمسي بِهِ ثالِثَ نَيِّرَيهِ
أَيُّ فَتىً يَنزِعُ في سَجلَيهِ / قَد وَرَدَ الماءَ بِجُمَّتَيهِ
أَما تَرى الضِرغامَ في غابَيهِ / مُزَمجِراً يَفتُلُ ساعِدَيهِ
قَد أَنشَبَ الفَريسَ في ظِفرَيهِ / هَيهاتَ مَن يَغلِبُهُ عَلَيهِ
أَقسَمتُ بِالبَيتِ وَبانِيَيهِ / عَظَّمَ ما عَظَّمَ مِن رُكنَيهِ
رَبِّ مِنىً وَرَبِّ مَأزَمَيهِ / وَرَبِّ مَن عَجَّ بِوَقفَتَيهِ
عُريانَ إِلّا مَعقَدَي بُردَيهِ / لَقَد وَسَمتُ الدَهرَ صَفحَتَيهِ
يَقودُهُ يوضِعُ في عَرضَيهِ / قَودَ الضَليعِ مَلَّ جاذِبَيهِ
قَد أَغبَطَ الرَحلَ عَلى دَفَّيهِ / حَتّى رَأَينا نَضحَ ذَفرَتَيهِ
يا نَفسُ ضَنّي بِكِ أَن تَلقَيهِ / عَساهُ يَدعوكِ لِأَن تَرَيهِ
لَبَّيهِ مِن داعٍ دَعا لَبَّيهِ /
خَلِّ يَدَ الشَرِّ وَفُرَّ مِنهُ
خَلِّ يَدَ الشَرِّ وَفُرَّ مِنهُ / وَإِن دَعاكَ فَتَصامَم عَنهُ
خابَ أَخو الشَرِّ فَلا تَكُنهُ /
أي قلوص راكِب تَراها
أي قلوص راكِب تَراها /
مَن ذَكر الريحَ فَقَد سَماها /
أَو نعتَ البَرق فَقَد كنّاها /
أَقسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّه
أَقسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّه /
طائِعَةً أَو لا لَتُكرَهِنَّه /
إِن أَجلَبَ الناسُ وَشَدّوا الرَنَّة /
ما لي أَراكِ تَكرَهينَ الجَنَّة /
قَد طالَما قَد كُنتِ مُطمَئِنَّة /
هَل أَنتِ إِلّا نُطفَةٌ في شَنَّه /
جَعفَرُ ما أَطيَبَ ريحَ الجَنَّة /
واهاً لِرَيّا ثُمَّ واهاً واها
واهاً لِرَيّا ثُمَّ واهاً واها /
هِيَ المُنى لَو أَنَّنا نِلناها /
يا لَيتَ عَيناها لَنا وَفاها /
بِثَمَنٍ نُرضي بِهِ أَباها /
إِنَّ أَباها وَأَبا أَباها /
قَد بَلَغا في المَجدِ غايَتاها /
فاضَت دُموعُ العَينِ مِن جَرّاها /
جَعدٌ حَياها سَبِطٌ لَحياها /
فَاِسوَدَّ مِن جُفرَتِهِ إِبطاها /
كَما طَلى النُقبَةَ طالِياها /
سُبّي الحَماةَ وَاِبهَتي عَلَيها
سُبّي الحَماةَ وَاِبهَتي عَلَيها /
وَإِن دَنَت فَاِزدَلِفي إِلَينا /
ثُمَّ اِقرَعي بِالوَدِّ مِرفِقَيها /
وَاِوجِعي بِالفَهرِ رُكبَتَيها /
وَرُكبَتَيها وَاِقرَعي كَعبَيها /
وَمِرفَقَيها وَاِضرِبي جَنبَيها /
وَظاهِري النَذر لَها عَلَيها /
لا تُخبِري الدَهرَ بِهِ اِبنَتَيها /
وَأَغلِقي كَفَيكِ في صُدغَيها /
صلب العصا بالضرب قد دمّاها
صلب العصا بالضرب قد دمّاها /
يودّ أنّ اللّه قد أفناها /
ما حُليةُ الدنيا سوى أمجادها
ما حُليةُ الدنيا سوى أمجادها / يزهرُ في بهائِهم نديها
واليومَ قد زِينت ومن مُحمد / لا من سواهُ حَسنٌ حُليُّها
قد نَسجَ الفخرُ لها مطارِفاً / مطرَّزٌ بصنعهِ بهيُّها
للمصطفى والحسن الفعل معاً
للمصطفى والحسن الفعل معاً / مرآةُ رأيٍ حَسنٌ مرئيُّها
كم قد أعدَّا للتجار رابحٌ / خاناً وهذا بالغنا مليُّها
باليمن فيها عقدا شراكة / لفتيةٍ مجموعها حظيُّها
كواكبٌ كلٌّ يروق المشتري / فلا تسلني أيُّها دُريُّها
بعينه الرحمن قد رعاهمُ / لله عينٌ آمنٌ مرعيُّها
أهلَّةٌ بورك باجتماعها / ببرج سعدٍ زانه وضيُّها
شراكةٌ جاء حميدُ فألِها / للربحِ أرّخ مصطفى غنيُّها
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها
يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها / تُحِبُّهُ جِدّاً كَما يُحِبُّها
أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ / وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ
لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العاجِ / وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي
يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُه / وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ
فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ / أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِناقِ
في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِياحُ / وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتاحُ
وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه / تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه
جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَرَّه / تَحمِلُهُ وَهيَ بِهِ كَالبَرَّه
فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها / ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها
قالَت غُلامي يا أَبي جَوعانُ / وَما لَهُ كَما لَنا لِسانُ
فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَن / وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن
فَقُمتُ كَالعادَةِ بِالمَطلوبِ / وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ
فَعَجَنَت في اللَبَنِ اللُبابا / كَما تَرانا نُطعِمُ الكِلابا
ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَهُ / فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ
هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا / وَاِندَفَعَت تَبكي بُكاءً مُفتَرى
تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ / مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ
فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه / قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه
حِكايَةُ الصَيّادِ وَالعُصفورَه
حِكايَةُ الصَيّادِ وَالعُصفورَه / صارَت لِبَعضِ الزاهِدينَ صورَه
ما هَزَأوا فيها بِمُستَحِقِّ / وَلا أَرادوا أَولِياءَ الحَقِّ
ما كُلُّ أَهلِ الزُهدِ أَهلُ اللَهِ / كَم لاعِبٍ في الزاهِدينَ لاهِ
جَعَلتُها شِعراً لِتَلفِتَ الفِطَن / وَالشِعرُ لِلحِكمَةِ مُذ كانَ وَطَن
وَخَيرُ ما يُنظَمُ لِلأَديبِ / ما نَطَقَتهُ أَلسُنُ التَجريبِ
أَلقى غُلامٌ شَرَكاً يَصطادُ / وَكُلُّ مَن فَوقَ الثَرى صَيّادُ
فَاِنحَدَرَت عُصفورَةٌ مِنَ الشَجَر / لَم يَنهَها النَهيُ وَلا الحَزمُ زَجَر
قالَت سَلامٌ أَيُّها الغُلامُ / قالَ عَلى العُصفورَةِ السَلامُ
قالَت صَبِيُّ مُنحَني القَناةِ / قالَ حَنَتها كَثرَةُ الصَلاةِ
قالَت أَراكَ بادِيَ العِظامِ / قالَ بَرَتها كَثرَةُ الصِيامِ
قالَت فَما يَكونُ هَذا الصوفُ / قالَ لِباسُ الزاهِدِ المَوصوفُ
سَلي إِذا جَهِلتِ عارِفيهِ / فَاِبنُ عُبَيدٍ وَالفُضَيلُ فيهِ
قالَت فَما هَذي العَصا الطَويلَه / قالَ لِهاتيكِ العَصا سَليلَه
أَهُشُّ في المَرعى بِها وَأَتَّكي / وَلا أَرُدُّ الناسَ عَن تَبَرُّكِ
قالَت أَرى فَوقَ التُرابِ حَبّا / مِما اِشتَهى الطَيرُ وَما أَحَبّا
قالَ تَشَبهتُ بِأَهلِ الخَيرِ / وَقُلتُ أَقري بائِساتِ الطَيرِ
فَإِن هَدى اللَهُ إِلَيهِ جائِعاً / لَم يَكُ قُرباني القَليلُ ضائِعا
قالَت فَجُد لي يا أَخا التَنَسُّكِ / قالَ اِلقُطيهِ بارَكَ اللَهُ لَكِ
فَصَلِيَت في الفَخِّ نارَ القاري / وَمَصرَعُ العُصفورِ في المِنقارِ
وَهَتَفَت تَقولُ لِلأَغرارِ / مَقالَةَ العارِفِ بِالأَسرارِ
إِيّاكَ أَن تَغتَرَّ بِالزُهّادِ / كَم تَحتَ ثَوبِ الزُهدِ مِن صَيادِ
سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها
سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها / شَقيقُها يَنعى لَها فَتاها
يَصيحُ يا لي مِن نُحوسِ بَختي / مَن سَلَّط القِطَّ عَلى اِبنِ أُختي
فَوَلوَلَت وَعَضَّتِ التُرابا / وَجَمَعَت لِلمَأتَمِ الأَترابا
وَقالَتِ اليَومَ اِنقَضَت لَذّاتي / لا خَيرَ لي بَعدَكَ في الحَياةِ
مَن لي بِهِرٍّ مِثلِ ذاكَ الهِرِّ / يُريحُني مِن ذا العَذابِ المُرِّ
وَكانَ بِالقُربِ الَّذي تُريدُ / يَسمَعُ ما تُبدي وَما تُعيدُ
فَجاءَها يَقولُ يا بُشراكِ / إِنَّ الَّذي دَعَوتِ قَد لَبّاكِ
فَفَزِعَت لَمّا رَأَتهُ الفارَه / وَاِعتَصَمَت مِنهُ بِبَيتِ الجارَه
وَأَشرَفَت تَقولُ لِلسَفيهِ / إِن متُّ بَعدَ اِبني فَمَن يَبكيهِ
يقرأ ما صادف من جريدة
يقرأ ما صادف من جريدة / من سطرها الأول حتى المنتهى
وتستوى صحف الصباح عنده / وصحفٌ ظهرن من عام مضى
تذاكر الدفن التي يكتبها / في الشهر أضعاف تذاكر الدوا
أعجب لصبٍّ شيقٍ
أعجب لصبٍّ شيقٍ / يكتمُ في الناس هَواه
يقول أَهوى أغيداً / وقلبُ هايمٍ مُناه
تقول هذا الماءِ والمياه
تقول هذا الماءِ والمياه / فإن جمعت قلة أَمواه
فإن جمعت شفة شفاه / كذاك شاة جمعها شياه
وهذه العِضا وهي شجر / واحد ذاك عِضة مشتهر
وتجمع الإست على أَستاه / وما لعيش الناس من مَهاه