القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد المحسن الكاظمي الكل
المجموع : 12
مَوقِفٌ يأخذ الهَوى منه ما شا
مَوقِفٌ يأخذ الهَوى منه ما شا / ء وَيعطي من الهَوى ما شاءا
هَذه تَبعث السَلامَ إشارا / تٍ وَهَذا يردّه إِيماءا
ناشدوا الدار جهرةً وَسرارا
ناشدوا الدار جهرةً وَسرارا / ان أَرَدتم عَن الحِمى اِستِفسارا
اِسألوها وَاِستَخبِروا فَعَساها / تَستَطيع الجَواب وَالإِخبارا
وَاِقبلوا غَورها إِذا هيَ أَبدَت / بعدَ لأيٍ عَن الجَواب اِعتِذارا
لَم تَدَع عِندَها يد الظلم إِلّا / شجناً وامقاً وَقَلباً مطارا
وَفماً كَمّه الذُهول فَأوما / من بَعيدٍ إِلى المُنى وَأَشارا
لَهفُ نَفسي عَلى دِيار كَسَتها / قُشب الوَجد وَالأسى أطمارا
سادرتها يد الشَقاء فَباءَت / آهلات الجِهات منها قِفارا
وَتَعاوَت بِها الذِئاب فكلّ / دائِبٌ أَن يُصيب منها وجارا
نوبٌ لا تغبها وَخطوب / لا تعدّى تلك الرباع اِزديارا
أَينما جلجلت وأنّى أَناخت / هدمت كاهِلاً وَهدّت فقارا
ظلم الدار من أَباحوا حماها / ليد الظلم وَاِستَباحوا الذمارا
وَإِذا ما عَلت عَقيرة شاكٍ / أَلقَموه أَسِنَّةً وَشفارا
وَإِذا ما رأوا لَنا حَسَنات / عَدّها ظالموا الوَرى أَوزارا
وَرأوا الحقّ لا يَلين لبطل / فَأرَوه الأَنياب وَالأَظفارا
يا دِيار الأَحبابِ لا بنت يَوما / مِن مُحبّ وَلا برحت دِيارا
إِنَّ لي في رباك مغدىً أَنيقاً / وَمراحاً غضَّ الحَواشي نضارا
إِنَّ لي في رباك إخوانَ صدقٍ / نجباً في إخائِهم لا يُمارى
إِذ تَراهم لَدى الضُّحى عظماءً / قَد أَهابوا وَفي الدُجى سمّارا
أَعرقوا في العلى وَطابوا فُروعاً / إِذ زكوا محتداً وطابوا نجارا
وَثبوا يَدفَعون غول اللَيالي / أَو يعيدوا كسر القُلوب جبارا
وَيوالون نصرة الحقّ حَتّى / يَرجع الحقّ غالِباً قهّارا
شَرِبوا واِنتَشوا من اللاءِ تَبقّى / أَبَداً في الرؤُوسِ مِنها خِمارا
حَبَّذا نشوة تميل بِقَومٍ / عاقروا ذكرَ مجدهِم لا العقارا
يا أَحبّاي وَالمَزار بَعيدٌ / قرّبوا لِلمحبّ ذاكَ المَزارا
قرّبوا لي العِراق وَالشام أَفدي / وَطَناً جار أَهله وَجِوارا
هَل لَكُم بالنَصير علم فإِنّي / قَد جَهلت الأَعوان وَالأَنصارا
خَبّروني عنهم إِذا ما قَرأتم / ريباً تَقرؤونَ أَم أَخبارا
حلمٌ طافَ بي فَقُلتُ حَبيب / زارَني ريّق المنا حينَ زارا
وَإِذا بالحَبيب كانَ عدوّاً / وَإِذا بالرباح كانَ خسارا
كلّ صبحٍ نَرى وكلّ مَساء / عظةً تَبعث الهُدى واِعتِبارا
غيرَ أَنَّ العُقول في ظُلماتٍ / حالِكات لا تبصر الأَنوارا
لَم يَخُنّا الأَمين لكن ضَلَلنا / فَأتمنا خؤونها الغَدّارا
وَوعود اللئام كالماءِ تصلي / هِ شواظاً فَيَستَحيل بخارا
أَترى الأَفضَلين وَالأَبدالا
أَترى الأَفضَلين وَالأَبدالا / وَجدوا للشكوك فيكَ مَجالا
أَكَذا يَنبذ التَقاليد حرّ / وَيفكّ القُيود والأغلالا
أَحرَجتكَ الأزرار فَهيَ عقال / وَطليق الأَفكار يأبى العقالا
وَرأيت التَقريظ وَالنقد لغواً / حينَ أَطلقت فكرك الجوّالا
وَكَذا مَن رَمى الوَساوِس عنه / باتَ أهنا عيشاً وأنعمَ بالا
كُنت بالأمسِ لستَ تعرف ما الذي / لُ فَأَصبحت تسحب الأَذيالا
فَأَرح جِسمكَ وَاِختر / لكَ في كلّ لحظةٍ سِربالا
لا تبيد الأزياء خلّة نفس / عرفت كَيفَ تَستَجيد الخلالا
لَو تَفَنّنت كلّ آنٍ فُنونا / وَتشكّلت في الوَرى أَشكالا
لَم تَزِد عِندَنا جمالاً وَحسناً / أَنتَ أَرقى حسناً وَأَعلى جَمالا
لكَ خلق زاكٍ شَذاه وَخلق / تَركَ الصبح خلفه وَتلالا
كَنَسيمِ الرياضِ هبّ عَليلاً / وَكَبَدرِ السَماء تمّ كَمالا
كُن كَما شئت واِسق هذي العطاشى / من مَعانيك كَي تَعود نهالا
وَعَلَيها أَدر كؤوساً من السل / وان تُنس المعاقِر الجربالا
جَولةٌ في الطروسِ تبعث جيلاً / يَتَخطّى بِحسنه الأَجيالا
من يراع لا يتّركن مَجالا / لِسيوفِ الظُنون إِما جالا
كَم سكرنا وَما شربنا شمولا / وَعشقنا وَما رأينا غَزالا
بأسانيد تملأ القَلب أنساً / وَأَحاديث تصرع البلبالا
خَير ما يعقد الرجاء عليه / ويهزّ العُروش وَالأَقيالا
قَلَم يجبر الكَسير وَفكر / يكسر المشرفيّ وَالعسّالا
قَد شأوت الكتّاب إِلّا عليّا / وَملكت الصِعاب إِلّا المآلا
أَحسن الظنّ لا تسؤك اللَيالي / ربّ حالٍ لِلمَرء يعقب حالا
وَأَقِم فالقصور سَوفَ تحيّي / ك وَتحيي بِفَضلك الآمالا
ندّك المغربيّ أَمثل ندّ / لَك إِمّا ضربتما الأَمثالا
قَد تَجاورتُما بأعظم صرحٍ / مِثلَما جاور الهِلال الهِلالا
وَتجمّعتما لأشرف قصدٍ / لا تفرّقتما السنين الطِوالا
أنتما أَنتما اللَّذان بجدٍّ / سَمَيا ذروة الكَمال وَطالا
أَخَوا فطنة وَبَدرا ذَكاء / وَحصيفا رأي إِذا الرأي قالا
وَرَبيبا فَضلٍ وربّا بَيان / وَقريعا خطب إِذا الخطب هالا
فَإِذا ما البُروق تقطع ميلاً / قطع الفكرُ مِنكُما أَميالا
أَرياني السحرَ الحَلال بَياناً / أَرياني البَيان سحراً حَلالا
وَاِبريا للعلا يَراعاً يَراعاً / وَاِنضوا في الوَرى مَقالا مَقالا
فَعَسى يَقتل الجهالة علم / وَعَسى يصرع الرشاد الضَلالا
إيه سركيس ما نظرناكَ إِلّا / وَرأيناك لِلكَمال مِثالا
حَبّذا أَنتَ هازِلاً وَمجدّاً / حبّذا أَنتَ قائِلاً فعّالا
حبّذا أَنتَ حافِظ الودّ تسدي / حافِظ الشعر ما يَسود النوالا
وَفِّه حقّه وَحقّ القَوافي / اِحتَفاءاً بقدرهِ واِحتِفالا
ربّ عَطفٍ مخفّف من حمولي
ربّ عَطفٍ مخفّف من حمولي / وَمنيرٍ إِلى الأَماني سَبيلي
بَل من غلّة الشَجى فَقالوا / أَكَذا يذهَب الروا بالغَليلِ
وَشَفى علّتي فَقلت أَياد / جاءَ إِحسانها ببرء العَليلِ
دَعمت كاهِلي وَقَد كادَ يوهي / هِ اِحتِمالي بواهِض المَحمولِ
وَإِذا كانَ صاحِب الأَمر عَوناً / فَثَقيل الأَعباءِ غير ثَقيلِ
أَنطَقتني تلك الأَيادي طَويلاً / بعد عهد من السكوت طَويلِ
كَيفَ لا أَشكُر القَليل كَثيراً / وَقَليل الأَمير غير قَليلِ
إِنَّ هَذا الوَسمي خير بَشير / لوليّ من العهاد هطولِ
وَجَزيل الإِحسان أَخلق بالشك / ر تباعاً وَبالثَناءِ الجَزيلِ
وَالصَنيع الجَميل إِمّا تَوالى / زادَ في منّة الصَنيع الجَميلِ
وَكَذاكَ اليَراع إِمّا تسامى / خطّ بَينَ الطروس من سَلسَبيلِ
شرّف الآملَ الفخورَ رَقيمٌ / شرّفته أَنامِل المأمولِ
قمت مستقبِلاً به مِن شمالٍ / حامِل أَطيَب الشَذى وَشمولِ
وَتَساءَلت ثُمَّ قلت لِنَفسي / هَكَذا تَفعَل الطلا بالعقولِ
قَد تَلَونا آياته فكأنّا / قَد تَلونا الآيات في التَنزيلِ
أَيُّها الدهر وَالنصول تباع / كفَّ عَنّا مؤللات النصولِ
كُلَّما قلت قَد تقدّم قَومي / بك ميلاً تأخَّروا أَلف ميلِ
أَفَتَنجو من الحَبائِل ما لَم / يصغ قَومي لنصح كلّ نَبيلِ
فاتَ أَهل الحجى وَقَد كانَ شَرطاً / لِبلوغ المنى اِجتِناب الجهولِ
قَد جَهِلنا وَلَو عَلِمنا اِتّقينا / خطرَ الإِندفاع في المَجهولِ
وَدَعونا للرأي شَعباً فَشَعباً / وَقَبيلاً يجيء بعد قَبيلِ
كلّ ذي مرهف من العزم ماضٍ / فلَّ غرب المهنّد المصقولِ
وَأَخو الحزمِ يملك الأمر طوراً / بِصرير وَتارَة بِصَليلِ
لستُ أَشكو إِلّا الأُلى عاهَدونا / ثُمَّ خانوا العهود بعد قَليلِ
نهمة في العدى تعد قرانا / من مباح المَشروب وَالمأكولِ
لَم يجئ أَرضنا المعادون إِلّا / ذَهَبوا بالسَمين وَالمَهزولِ
أَتقَنوا الكيد وَالخِداع وَنالوا / حيث جاروا شهادة من عدولِ
كلّ ضرب لغشّنا جربوهُ / مِن ضروبِ التَغرير وَالتَضليلِ
يَشتَكي الظالِمون للسيفِ منّا / إِن شكونا ظلّامنا للجَليلِ
وَعَجيب من ظالِمٍ مُستَبِدٍّ / قَد شآنا بَينَ الوَرى بالعَويلِ
من رأى وَالعَجيب في الناس كثر / قاتِلاً يَشتَكي مِن المَقتولِ
لَيسَ عَدلاً إِسداؤُنا لظبانا / مغمدات فَضائِل المَسلولِ
لَيسَ بَينَ الأَنام أَضيع مِمَّن / ضيّع العمر بَينَ قال وقيلِ
ضَيّعَ العمر قانِعاً بالتَمَنّي / دونَ نيل المُنى وَبالتَعليلِ
يترقّى إِلى الأَماني فَيَلقى / حائِلاً بَينه وَبينَ الوصولِ
عَلّ هَذا الزَمان يَسمَح يَوماً / وَيَعود البَخيل غير بَخيلِ
وَعَسى أَنجم البَشائِر تَبدو / طالِعاتٍ من بعد طول أفولِ
تحمل الذكر وَالأَحاديث عنّا / في لسان التَكبير وَالتَهليلِ
وَهب الشوق قلب هَذا المعنّى / لعليّ وَجسمه للنحولِ
لركاب الأَمير يحمل قَلبي / أَخلص الشوق في الضحى وَالأَصيلِ
أنعمَ المخلصين من كان منهم / تحت ظلّ من الركاب ظَليلِ
يتملّى في لَيله بسنا البد / ر وَيقضي نهاره في المثولِ
هاكه وافر الجوى لاِرتحال / أهّلته أَشواقه وَحلولِ
فَإِذا ما مَضى مَضى غير وانٍ / وَإِذا عاد عادَ غير عجولِ
قَد عنا أَيُّها الأَمير المُفَدّى / لك من فاضِل وَمن مَفضولِ
حَبّذا أَنتَ فَوقَ بيض جمال / عاليات الذرى وَدهم خُيولِ
قَد تسنّمتها فَكانَ ذَلولاً / لك منها ما كان غير ذَلولِ
تقطع البيدَ فوقَ تلكَ المَطايا / بَينَ رَهوٍ من سيرها وَذَميلِ
قاصِداً أَطهر البِقاع اللَواتي / لَيسَ منها في النجم غير فصولِ
غير بدعٍ من اِبن طه إِذا ما / جرّ فوق الأنوف فضل ذيولِ
جَمع اللَه في رِداء عليّ / هيبةَ الأسد وَاِعتِزام الشبولِ
من عزاه الوَرى فَكانَ أَبوهُ / لِعليّ وأمّه للبتولِ
نسب يَنتَهي لخيرِ إمام / في اِنتساب الهدى وَخير رَسولِ
كانَ خَيراً للناس من كان فرعاً / ضارِباً عرقه بخير الأصولِ
كَيفَ لا يملك القُلوب أَميرٌ / ملكه في القلوب غير ضئيلِ
وَمقام الأَمير في كُلِّ بَيت / من بيوت العلا مقام الخَليلِ
حَسبك اليوم للعظيمين فخراً / شرف باذخٍ ومجدٍ أثيلِ
أبداً أَنتَ غرَّة تتبدّى / في جَبين الزَمان في كلّ جيلِ
لست أَبغي عَلى الفَرائِض أَجراً / عند ربّ النَوال غير القبولِ
أيّ ظامٍ عاف المعين الزُلالا
أيّ ظامٍ عاف المعين الزُلالا / وَمشوق سلا الحمى وَالغَزالا
أَنا ذاك الظامي المشوق فَلا يع / جب راءٍ إِذا رآه خيالا
أَورَثته همامة النفس داءً / حارَ في كنههِ الأساة عضالا
كُلَّما زاده الطَبيب عِلاجاً / زادَه طبّه ضنىً واِعتِلالا
ملَّه صَحبه الكِرام فَصَدّوا / أَقتل الصدّ ما يَكون ملالا
صدق الحبّ ما سلوت وَلَكِن / حالَ بَيني وَبينهم ما حالا
اِقتَصِد يا فُؤاد إِن تُقتُ يَوماً / ربّ شوق طغى فَعادَ خبالا
لستُ أَرجو وِصالهم لي وَلَكِن / هالَني من صدودهم ما هالا
وَبِنَفسي أَيّام أُنسٍ تَوَلَّت / وَلَيالٍ بأهلِها تتلالا
ما تَوَلَّت تلك المَسرّات إِلّا / وَغَدت بعدَها الشُجون تَوالى
لا تَلُم عبرتي إِذا هي سالَت / إِنّ وادي الهُموم بِالقَلب سالا
عَبَثاً أَيُّها المحبّ تنادى / لَيسَ في الدار من يردّ سؤالا
ذَهَبوا حيث لا يرجى لهم عو / د وَأَمسَت دِيارهم أطلالا
أَقبلَ الدهر ثمّ أَدبَر عنهم / فأساء الإِدبار وَالإقبالا
وَجَريح هانَت عليه الرزايا / لَو أَصابَت تِلكَ الجروح اِندِمالا
أَبَداً يوصل الدموع وَيطوي / حرقات تقطّع الأَوصالا
لَيسَ يَدري الأَحباب إِذ هَجروه / كانَ صدّاً هجرانهم أم دَلالا
هَجَروه وواصلته أُناسٌ / كانَ هجرانهم لَدَيه وِصالا
أبعدوا لا قربتهم من أناس / أَمحلَ القلب منهمُ إِمحالا
ربّ قَومٍ جاروا عليك مَع الده / ر وَجَرّوا الخطوب وَالأَهوالا
أَظهَروا الودّ كلّما أَبصَروا من / كَ مراحاً وَأَضمَروا الإدغالا
فَإِذا جئتهم لِتَخفيف حمل / قوّس الظهرَ أَثقَلوا الأَحمالا
خلتهم لي وَرداً نميراً وَلما / خضت فيهم وَجدتهم أَوحالا
أَيُّها الريح حاوِلي أَن تحلّي / بندائي دار العلى المحلالا
علّ مَن في فروق يَسمَع صَوتي / فَأُلاقي لعلّتي إِبلالا
صاحبَ النجم وَالهلال تقبّل / عَنّي النجم شافِعاً وَالهِلالا
وأَقل عثرة المسيء وَهَبها / أَبدَ الدهر عثرةً لَن تُقالا
لا تَسُمني تجلّداً بعد يوم / نالَ منّي فيه الأَسى ما نالا
خان صَبري مَعي فتعساً لصبر / كنت أَرجو بقاءه لي فزالا
طَلعَة الزائِر الكَريم أَرينا
طَلعَة الزائِر الكَريم أَرينا / ما ترينا مقادِر الزائرينا
اِطلعي من سما علاك علينا / مطلع البدر يبهر الناظِرينا
وَتسامي في ساحة النزل حَتّى / يَتسامى بذكرك النازِلونا
وَاِحملي البشر للقلوب فَإِنّا / قَد جَعلناك فالنا المَيمونا
وَاِبعثي مَن يَنوب عَن ذَلِكَ الش / شعب عَسى أَهله غَداً يَبعَثونا
وَأَقيمي لَدى الجَوانِح مِنّا / ما أَقام الأَماجد الأَكرَمونا
وَاِنزلي في الصَميم مِنّا تلاقي / مَنزِلاً حام دونه المرتَقونا
وَاِقبَلي حفلنا لك اليَوم ذكرى / لَيسَ يَنسى جَمالها الذاكرونا
وَاِعلَمي أَنَّنا إِليك ظماء / إن روى عارضاك ما يروينا
طالَما تاقَت النُفوس لمرآ / كِ فَأَهلاً ببغيةِ الرائينا
كُلَّما لاحَ بارق مِن بَعيدٍ / حسبَ القَوم أَنتَ تَقتَربينا
حَسبوه سناك في الأُفق يَبدو / كان لَولاه ذَلِكَ الأفق جونا
غير بدعٍ إِذا شهدنا الدراري / لك تَروي مشاهِداً تسبينا
فَلَكم شاهد السنا يَتجلّى / جلّة القومِ فاِنبروا يَجتلونا
حَبَّذا لَيلة بها أَصبحَ الده / ر كَريماً وَكانَ دَهراً ضَنينا
حفلةٌ أرقص القُلوب سناها / إِذ تَجَلّى وَصَفّق المُعجبونا
حفلة فاضل النُجوم سَناها / إِذ أقلّت سَماؤُها الأَفضَلينا
شاقَها الغائِبون عَنها وَكَم لِل / غيبِ قَلب يُشاطِر الحاضِرينا
إن صَغينا إِلى عظاتِ اللَيالي / فاللَّيالي عون لمن يصغونا
أَو أَصخنا لما تَقول المَعالي / فالمَعالي تشنّف السامِعينا
حَسنات الزَمان كثرٌ وَلَكِن / لَيسَ يَدري أَقلّها الأكثرونا
كَم يَد غبّ مثلها لليالي / جعلتنا لَها من الشاكِرينا
ما وَجَدنا لَولا صروف اللَيالي / طالِباً يحتَفي به المُحتَفونا
ما وَجدنا لَولا طلاب المَعالي / طالِباً في جماهر الطالِبينا
فَعَلى ذكر طالِب نشرب اللَي / لة كاساً تلذّ للشارِبينا
مرحباً بالسَنا العراقيّ يَبدو / منه في مصر ما يقرّ العُيونا
مَرحَباً بالعلا مَتى تك قُلنا / هَكَذا حقّ للعلا أَن تَكونا
مَرحَباً بالَّذي اِستَهَلَّ فأخزى / عارِض المزن يستهلّ هتونا
مَرحَباً بالشَذا يَضوع فَيطوى / نشره دار في الحمى دارينا
مَرحَباً بالسبوق في حلبات ال / مجد إِن قيلَ برّز السابِقونا
مَرحَباً بالَّذي إِذا القَوم أَثنوا / بِجَليل الثَناءِ كانَ قمينا
اِطلبوا طالِباً وَلا تَجهَلوه / فَهُوَ الفارِسُ الَّذي تَعلَمونا
هُوَ مِنّا وَنَحنُ منه إِذا ما / نسب المجد والعلا الناسِبونا
هُوَ من دوحة تعهّدها اللَ / ه بعزّ مِن عندهِ لَن تَهونا
غالَطتنا عَنه الحَوادِث حَتّى / مَثَّلته لَنا كَما تَشهَدونا
همّة طلقةً وَعَزماً طَريراً / وَذَكاءً جَمّا وَعَقلاً رَصينا
قَد رَأَيناكَ طالِباً في قَريب / فَرأَينا أَحبابنا النائينا
كانَ للأهل وَالدِيار اِشتياق / فأريت الديار وَالأَهلينا
اِشترط أَيُّها الحَبيب عَلَينا / إِن أَهل الجَمال يَشتَرِطونا
كُن لَنا صارِماً نَكُن لَك درعا / يَتلقى من دونك الحاقِدينا
حاول الحاقِدون منك مراراً / ثُمَّ آبوا بخيبة الخاسرينا
فَلَدى الخير ما هناك هنانا / وَلَدى الشرّ ما وقاك يَقينا
أَنتَ يا روح كلّ ندب أَبيّ / عَربيّ عودي لعمرك فينا
وأرينا وَالعامِلون قَليل / كَيفَ يَنحو رجالنا العامِلونا
أَنتَ إِن جئت سرت في أَوّل الشو / طِ فأحييت سيرة الأَوّلينا
لا نَخاف الزَمان نمّ علينا / أَو وَشى عنده بِنا الواشونا
أَيُّها القَوم كلّنا اليَوم عرب / وَإِلى العرب يَطمَح العالَمونا
لِيَكُن كلّنا كَما كانَ قح / طان أَو جدّنا وَجدّ أَبينا
بَعضنا في الخُطوب عون لبعض / إِن أَردنا عَلى الخُطوب مُعينا
فَعراقينا مَتى اِشتدّ خطب / ردّ سورينا الشَدائِد لينا
وَكَذاكَ النَجديّ إِن ريع يَوماً / فالتُهاميّ كانَ رُكناً رَكينا
وَإِذا أَقسم الوَرى أن يَبروا / فَذوو يعرب أبرّ يَمينا
أَيُّها العرب بادِروا واِستَرِدّوا / مَجدكم مِن مَخالِب الغاصِبينا
لَيسَ ذا اليَوم يَوم إن تَتَوانوا / وَالألى دونكم علا يسرعونا
لا يفرقكم اِختِلاف فأَنتُم / في سَبيل الأَوطان متّفقونا
اِنظروا موضعَ الخطى وَتمشّوا / تأمَنوا اليَوم زلّة الخاطينا
فَعظات الأَيّام أوضح من أَن / يَتَغاضى عَن هَديها العارِفونا
ربّما سرت الحَوادِث يَوماً / ثُمَّ عادَت فأَحزنتَنا سِنينا
وَلَكم أَبكَت الحَوادِث قَوماً / جهلوها وأَضحَكت آخرينا
فَإِذا كانَ في الخَفيّات شكّ / فمن الشكّ ما يَعود يَقينا
أَلدى تلك أَن تحنّ لهذي / إِنَّ في هَذه جوى وَحَنينا
إِنَّما الشام وَالعِراق وَمصر / أَخوات وَإِن تفرّقن حينا
سَينال الجَميع بعد قَليل / ما رَجاه لخيره الراجونا
فَتَعود البشرى لنا تلو بشرى / نَتَغَنّى بذكرها طربينا
لِيَعِش كلّ طالِب عَربي / وَليقل عند دَعوَتي آمينا
أَشرَقَ البَدرُ بَينَنا إشراقا
أَشرَقَ البَدرُ بَينَنا إشراقا / فأَرانا أَحبابنا وَالرِفاقا
ما ظننّا الزَمان يَسمَح يَوماً / بعدَ طولِ الفراق أَن نَتَلاقى
إن عقد الأَحباب نسق حَتّى / زاده منظر الجَلال اِتّساقا
حَبَّذا ساعة تَلافَت محبّاً / مِن سقامٍ وأسعفت مُشتاقا
حبّذا حفلة أُقيم بناها / اِنتصاراً للفضل أَو إِحقاقا
لَيسَ فيها ما لفقتة أناس / وأَقامته باطِلاً وَنفاقا
هَكَذا تحمد البَريَّة حَقّاً / مزهقاً كلّ باطِل إِزهاقا
ربّ سعيٍ أَصابَ نجحاً وَسعي / عادَ في الناس نجحه إِخفاقا
يَرفَع الرأس ذكر فرد وَذكر / يَطرق الرأس عنده إِطراقا
وَمنَ الناس من يَبيع هداه / بِضَلال لِيَشتَري الأَسواقا
ذلّ مَن باعَ مجده وَعلاه / طمعاً بالقَليل واِسترزاقا
إِن مَن شاءَ أَن يَكون عَظيماً / أَلف المكرمات وَالأَخلاقا
وَالألى كرموا الفَضائِل يَوماً / لَم يدقّوا الطُبول وَالأَبواقا
لَن نَكُن ندرك الحَقائق إِلّا / إِن تركنا الغلوّ وَالإغراقا
لَيسَ كلّ اِمرئ جَرى في مَجال / كانَ فيه المقدّم السبّاقا
من أَبَت نفسه الثَناء اِغتِصاباً / كانَ إِطراؤُنا له اِستِحقاقا
وَالَّذي أَكرم المواطن حقّاً / كانَ تَكريمه جَزاءً وِفاقا
سل بِشَهبَندر اللَيالي تعلم / في سَبيل الأَوطان ماذا لاقى
مثل عبد الرحمن فَليَلِد المج / د وَيهدي بمثلهِ العشّاقا
أَلغيرِ المجاهدين جَمال / راق منه لعاشِق ما راقا
لَيسَ عبد الرحمن مِمَّن إِذا ما / ساقه سائق الهَوى فاِنساقا
تلك أَرواد فَاِسألوها تجبكم / كَيفَ كانَت عَلى الكرام مذاقا
صبرت نفسه وَما ضاقَ ذَرعاً / يَوم رحب الآمال ضاقَ نطاقا
لِيَكُن مثله العَظيم جِهاداً / لِيَكُن مثله الطرير اِمتِشاقا
لَم يخر عزمه وَلا عاق يَوماً / سَعيه دون قومه ما عاقا
أَبَداً يَقطَع البلاد سهولا / وَيَجوب الجِبال وَالأنفاقا
إِن سَأَلتُم عَنه وَعَن كلّ حرٍّ / حيث يَعيى به السبوق لحاقا
تَسألوا عَن ليوثه كلّ غاب / تَسألوا عَن بدورها الآفاقا
فَإِذا ضاقَت المَيادين جلا / في المَعالي موسّعاً ما ضاقا
هادماً لِلهَوان حصناً فحصناً / بانياً للعلى رواقاً رواقا
ما عرفنا للجدّ أَكثَر منه / مثلاً في الأَنام أَو مصداقا
تارَة راكِباً يَجوب وَأُخرى / طائِراً في فَضائِهِ طراقا
حبّذا طائِر رأى الطوق هونا / فَتَعالى وكسّر الأَطواقا
وَأَصاب الست الجهات فوفّى / وَتعدّى السَماء سَبعاً طِباقا
حبّذا ساعة أَهاجَت كَمينا / من شُجون وَنبّهت أَشواقا
كلّفتني إِبداء رأي فَداري / تُ وآثرت عندها الإِشفاقا
كُلَّما عَن ذكر قَومي فيها / زادَني الذكر لوعة وَاِشتياقا
يا أَخا الوجد لا تسئك اللَيالي / إِن خلف الدجى سنى وأتلاقا
ردّد الشجو فالمصائِب أَذكَت / جانِحات وَقرّحت آماقا
تلك سوريّة الَّتي سيّروها / أَغلَقوا النهج دونها إغلاقا
حمّلوها ما لا تُطيق وَقالوا / إِنّ حمل الإِذلال كان مطاقا
حرموها مَوارِداً من غناها ال / جم حَتّى تحوّلت إِملاقا
حرَموها الجمام يغمر لا بل / حَرَموها الضحضاح وَالرقراقا
لهف نَفسي عَلى الَّتي جرّعوها / من صنوف العذاب كَأساً دهاقا
لهف نَفسي عَلى الَّتي جرّعوها ال / قَتل عَمداً وَالنفي وَالإحراقا
وَسقوها السم الزعاف عَلى ال / خَتل وأَسموه بَينَها درياقا
لا رَعى اللَه أنفساً لا تراعي / في البَرايا عَهداً وَلا ميثاقا
لَم يخن عهدنا الأَمين وَلَكِن / اِئتمنا السلّاب وَالسرّاقا
هم أَراقوا دم العِباد وَراحوا / يَسألونَ العِباد من ذا أَراقا
خابَ فأل المُستَعمرين فقد فا / ت زَمان قاد الضَعيف وساقا
وَأَبوا أَن نَكون إلّا أَرقّا / ءَ وَيأبي بَنو العلى اِسترقاقا
حَسبونا ننيلهم إِذ غضبنا / رشّة من رضا فَكانَت بصاقا
غرّهم نَومنا طَويلاً فَداسوا / هام شعب الآباء حَتّى أَفاقا
نَحن لَسنا إِذا ذكرنا الأحادي / ثَ نَسينا التقييدَ والإِطلاقا
نَحنُ قَومٌ خاضوا الغمار قَديماً / وَحَديثاً وَجاوَزوا الأَعماقا
وَإِذا ما الحَوادِث السود غامَت / لا نُبالي الإرعاد وَالإبراقا
لسوى المَجد لَيسَ يَرضون ضمّا / كلّما قيل زد هَوى وَعناقا
فَلئن يخطبوا المَعالي يَوما / جَعَلوا أنفس الكماةِ صداقا
حبّذا العرب لو دروا أَينَ صاروا / فَبَنوا موضع الخلاف اِتفاقا
حبذا العرب لودروا أَينَ صاروا / فَأَعادوا الشقاق فيهم وِفاقا
عَلموا لَيسَ ينبت المجد إِلّا / إِن سَقوا تربة الدم المهراقا
أَيُّها الطائِر المحلّق في الجو / وِ تَخَطّى الرؤوس وَالأعناقا
خيف منه عَلى المَطامِع حَتّى / حسبوه سمراً وَبيضا رقاقا
وَرَسول السَلام يحمل قَلبا / لسوى العدل لَم يَكُن خفّاقا
صِف لِقَوم خلف البحار أَقاموا / إِذا أَقاموا وأَغدَقوا إغداقا
صِف لَهُم ما دهى وَما حلّ مِمّا / راحَ يدمي القُلوب والأحداقا
سَنوالي الجِهاد دون بِلاد / أَرهق الظلم أَهلها إِرهاقا
أَو يَعود العراق منها شآما / وَيَعود الشآم منها عراقا
وأمام الشرق المعذّب مصر / مشرق نور عزّها إِشراقا
أَنا لَولا لظى الشَرائين تَذكو / فَتَكاد الحَشى تَذوب اِحتِراقا
لَتَرَكتُ التاريخ يَفصح صدقا / وَفَضَحت الأَقلام وَالأَوراقا
عَلمَت واِعتلالُها باِعتلالِه
عَلمَت واِعتلالُها باِعتلالِه / أَنَّ إِبلالَ مصرَ في إِبلالِه
عَلِمت مصرُ أَن إِبلال سعدٍ / هُوَ إِبلال نيلها وَنواله
هُوَ إِبلالُه إِلى الصبِّ في البح / ر وَإِبلالُه إِلى شلّاله
فَلَقَد أَنهلَ القُلوبَ شفاءٌ / كانَ ريّ القُلوبِ في إِنهاله
زلزلَ القَلب عارِضٌ عوَّذ القل / بَ بذكرِ النَجاة من زلزاله
كادَ يُصمى وَكادَ يُدمى وَلَكِن / زالَ عنّا تخوافُه بزواله
لَطفَ اللَهُ بالمَعالي اللَواتي / هُنَّ من بعضِ أَهلهِ وَعياله
لَم يكد يُقبلُ المبشّر حَتّى / أَدبرَ المرجفونَ في إِقباله
بطلت كلّ حجّةٍ لمراءٍ / إِن رأى الحقَّ جدَّ في إِبطاله
بَعدَ ما ظَلَّ وَالحَقيقة أَهدى / سابحَ الطَرفِ في سَماءِ خَياله
أَصبحَ اليومَ لا يَطيب لِمَصرٍ / غَيرُ سَعدٍ وَصحبِ سعدٍ وآله
إن يُقِم فالهَنا مُقيم وَإِلّا / رَحلت مصرُ كلّها في اِرتحاله
وَإِذا مهّدوا لما زَوَّروهُ / جاءَهم باِقتِضابِهِ واِرتجاله
كَم صغينا إِلَيهِ وَهوَ خَطيبٌ / فَرأينا الإعجازَ في أَقواله
معجزاتُ الأَقوالِ لَم تَكُ شَيئاً / وَزنوها بمعجزاتِ فعاله
يسقمُ العامِلُ المجدُّ وَيبرا / وَالحمى شاخِصٌ إِلى أَعماله
الكميُّ القَديرُ بَعدَ ضَناهُ / كالجراز الطَرير بعد صِقاله
وَالجرازُ الطَريرُ يَزدادُ حُسناً / في جسام الأُمورِ باِستِعماله
إيهِ زَغلولُ إِن دهرك أَمسى / غَيرُ زغلول لا يمرُّ بِباله
أَنتَ للشعب حجّةٌ وَدَليلٌ / تدحضُ الباطِلاتِ باِستِدلاله
أَنتَ مَن يَصنعُ الجَميلَ وَيولي / بِتَوالي جِهادِهِ وَنضاله
أَنتَ ذاكَ العَضبُ الَّذي لَيسَ يَنبو / بتباع اِنتضائِهِ واِستلاله
أَنتَ في حالَتَيكَ أَمنعُ مِن أَن / يدّريه حَسوده لنباله
مَن يَكُن عامِلاً لخير البَرايا / فالبرايا وَالخَيرُ من عُمّاله
مَن يكن لامةً يقيها أَذاها / كانَ مَرمى سهامِهِ وَنصاله
قُل لِمَن رهبةُ الأَساطيلِ حالَت / بَينَ إِقدامهِ وَبَينَ صياله
أَذميمٌ تطرُّفٌ وَحَميدٌ / ذو هَوانٍ مفاخر باِعتِداله
فَإِذا كانَ للتطرُّف أَبطا / لٌ فَإِنّي العَريقُ في أَبطاله
أَوَ يَرضى الأَحرار أَن يتمشوا / رَسَفان الأَسير في أَغلاله
وَإِذا ما أَبى العَزيزُ ضَعيفاً / ضعفَ الأَقوياءُ عَن إِذلاله
كَيفَ لا يستقلُّ بالأَمر شعبٌ / هُوَ أَولى الشعوبِ باِستقلاله
حَبّذا يَوم يرفعُ العَدلُ فيهِ / عَلَماً تَستَوي المُنى في ظِلاله
لِيَعِش سَعدُ وَهوَ أَمضى اِعتِزاماً / لَيسَ يَخشى طولَ المَدى مِن كلاله
ليعش وَالحمى جَليل المَعاني / كُلُّ ساع يَسعى إِلى إِجلاله
أَيُّها الشَعبُ مثلُ سَعدٍ قَليلٌ / أَكثَر اللَه فيك من أَمثاله
نطق بارمور لا تَزِدنا بيانا
نطق بارمور لا تَزِدنا بيانا / حَسبُنا ما أَبنته وَكَفانا
ما شَكَكنا وَللشكوكِ مَجالٌ / بِكَ حَتّى تَزيدنا إيقانا
أَنتَ أَدرى بأنَّنا بك أَدرى / فَاِختبر غيرنا وَجرّب سِوانا
لَم تَكُن أَنتَ أَوَّل القَوم ظلما / في قَضايا البلاد أَو عدوانا
لَم تكن أَنتَ أَوّل القَوم حَبي / ذاً لهضم الحقوق واِستِحسانا
قَد رأَينا جراي قبلك يجري / في مَيادين وَهمه جريانا
مطلقاً للخيال منه عَناناً / حَيثما أطلق الخَيال العنانا
حاسِباً وَالحِساب غير صَحيح / إِن رَمانا من حالق أَصمانا
إِن قَبِلنا للمُبصرين اِعتِذاراً / فَحَقيق أَن نعذر العُميانا
وَلَقَد ضلّ بالخطيبين إفك / كرزن متقن له إِتقانا
نَحنُ لَم نرج أَن يرينا طموع / مستبدّ غير الَّذي قَد أَرانا
طالَما ظلّ يحسب الفوز حَتّى / كذب اللَه ذَلِك الحُسبانا
وَلكم ظلّ يرقب النصرَ حَتّى / عادَ فينا اِنتصاره خذلانا
يَومَ فبراير عد اليوم ذِكرى / ربّ ذِكرى أَهاجَتِ الأَحزانا
لَم تزدنا تلك التَصاريح عِلماً / بِالَّذي لمّحوا بهِ أَزمانا
إِن هَذا الَّذي أَساءَ حَديثاً / هُوَ ذاكَ الَّذي قَديماً سانا
ما لَبِثنا يَوماً وَلا بعَض يَوم / بل لَبِثنا السنين رهن جوانا
نَشتَكي لِلزَمان مِمّا نُعاني / ثُمّ نَشكوا لما نُعاني الزَمانا
وَلَقَد كادَ يَنقَضي نصف قرن / لم نكد فيه ندرك الأقرانا
هَل رأَينا مستعمرين أَقاموا الص / صدق يَوماً وَقاوَموا البُهتاتا
قَد تَمادى المُستعمرون فضلّوا / وَتَناسوا اليونان وَالرومانا
جهلوا خادعين أَنّا علمنا / أَن عزّ المَخدوع كان هَوانا
قَد بلوناهم فَكانوا وَبالاً / وبلا الخير كلّه من بلانا
وَقطعنا بهم سنيناً عجافاً / قطعوها بنا سنيناً سمانا
حملوا الرغد وَالهَناء سُروراً / واِحتَمَلنا الهموم وَالأَشجانا
يَتَمَشّون رافلين وَنَمشي / في قيود تَمشي بنا رسفانا
فَإِذا أَخرتهم عثرات / قدّمونا من دونهم قربانا
وَإِذا ما تَدافَعَت مرديات / دَفَعونا وأَغمضوا الأَجفانا
معشرٌ عمّروا الخراب وَلَكِن / لا خَراباً أَبقوا وَلا عمرانا
جرّبونا عَزائماً لامِعات / في رؤوس أَمضى سنانا سنانا
هَدَموا شيبنا بقولة زورٍ / فَبَنَينا الكهول وَالشبّانا
وَرَموا عزّنا بسهم ضلالٍ / فَوقانا من سهمه ما وَقانا
عاهَدونا عَلى الجَلاء وَآلوا / أن يراعوا اليَهود آناً فآنا
وَعَدونا ستينَ وَعداً وَزادوا / في عهودٍ وأَغلظوا الأيمانا
أيّ عهدٍ رعوه أَم أَيّ وعدٍ / تمّ إِنجازه لنا فرعانا
لَيسَ يَنسى الناسون حكم أناس / كان من أَمر حكمهم ما كانا
دفَعونا إِلى الحَضيض وَقالوا / دونَكم فاِسكنوا النجوم مَكانا
وَتملّوا بكلّ شيء وَلَكِن / جَعَلوا حظّ أَهلهِ الحِرمانا
سائلوا ذلك الَّذي أَسكَتوه / وَأَقاموا عنه فماً وَلِسانا
لَو عَلى قدر وجده فاه يَوماً / لاِستَحالَت أَفواهه نيرانا
إِن يَكُن صامِتاً وغير مبين / فمن الصمتِ ما يَكون بيانا
أَينا في الوَرى أحبّ إِلَيهِ / أَفتاهم محبّب أَو فتانا
هُوَ أَهل لنا وَجار عَزيز / إِن تعدّوا الأَهلين وَالجيرانا
سجّلوا عاجلَ الهلاكِ لمصر / إِن محوا من سجلّها السودانا
كَيفَ تمحى تلك الحُقوق اللَواتي / أَثبتتها أَموالنا وَدمانا
ضَيّعونا وَضيّعوا كلّ عهدٍ / قَطَعوه لِيَحفَظوا الأَقطانا
أَخَذوا نيلها وَأَعطوا سَرابا / لا عَليلا يطفي وَلا حرقانا
ما الَّذي تَستَفيد مصر إذا ما / قيل مصريّها قَضى ظمآنا
فرّقوا روحها وَهَل قيل روح / رضيت أَن تفارق الجُثمانا
لا يَخاف الأيّام من حثّ يَوما / فتيات القطرين وَالفتيانا
أَو يَخشى ضياع حقّ ذووه / يَحفَظون الإِنجيل وَالقُرآنا
ضَمِنَت نصرها بلاد بنوها / يرثون الثَبات والإيمانا
أَفنَحيا كَما نريد وَفيما / عَمدوا لاِبتلاعهِ مَحيانا
أَيريدون أَن نظلّ عَبيداً / وَإباء الأَحرار كان إبانا
أَم يريدون أَن نسيل نُفوساً / لِيَسيلوا اللجين وَالعقيانا
لَو دَرى المستبدّ قدر المَزايا / لَتناسى الأَطماعَ واِستبقانا
وَلَنالوا بنا وَهم أَصدقاء / غير ما نولوا وهم أَعدانا
لا تحولوا ما بين تلك وَهذي / هَذه أَرضنا وَتلك سمانا
إن نَويتم أَن تَرحَلوا بعد حين / عَن قُرانا فَذَلِكَ الحين حانا
اِرحَلوا عَن مواطِن قَلقات / وَاِطمَئنّوا بغيرها اِطمئنانا
اِتركوا عندنا لكم خيرَ ذِكرى / أَن تَسيروا بالخير من ذكرانا
اِتركونا نَتوبُ عنكم وَنَعفو / يَوم لا توبة وَلا غفرانا
ذِكرُنا خالد مَدى الدهرِ باقٍ / ذاكرُ المَكرُمات لا يَنسانا
سَيظلّ الجِهاد في مصر دينا / بِمَزاياه يَفتن الأَديانا
سَيَظَل الثَبات كالطودِ مَهما / سدّد الكيد سهمه فرمانا
سَتظلّ الهمّات معتليات / في مَجالِ اِعتلائها كيوانا
سَتظلّ الكفاح منها سجالا / أَو يطاطون دونَها إِذعانا
سَتظلّ الأَوطانُ معتَصِمات / بِبَنيها أَو يَنقذوا الأَوطانا
سَتظلّ البلدانُ متّحداتٍ / أَو يردّوا لأهلها البلدانا
لَيسَ بُنيان مكدنلد براسٍ / حيثُ زَغلول ينقضُ البُنيانا
لَيسَ برهان مكدنلد بموه / حيث زَغلول يدعم البُرهانا
إِن تَولّى علاجنا من سقامٍ / غير سعدٍ فَداؤُنا مِن دوانا
كلّ ركن واهٍ إِذا قيل فينا / غير سعدٍ يشيّد الأَركانا
إِن سَعداً أَقوى اِعتزاما وَأَعلى / رتبةً في العلا وَأَعظَم شانا
ثابِروا واِعجلوا الخطى وأعدّوا / من يروم النَجاح لا يَتَوانى
عاقَني عَن لقا الحَبيب المواتي
عاقَني عَن لقا الحَبيب المواتي / وَالكَريم المُحيط بالمكرماتِ
وَصبٌ شاغل لخمس حَواسي / وَأَسىً آخِذٌ بستّ جهاتي
غادَراني في حالَة لا إِلى الأح / ياء أُدعى وَلا إِلى الأَمواتِ
فلك العذر إِن ما قَد تَراه / كان منّي فَلَم يَكن مِن ذاتي
إِنَّما السقم آفة دون ما يه / وى المعنّى من أَبرح الآفاتِ
يعدم النفس لذّة الأَكل والشر / ب وَيودي بسائر اللذّاتِ
كَم إِلى كَم أَشكو ضَنايَ لآسي / هِ وآسيه معرض عَن شكاتي
إِنَّ ما فاتَ كانَ ضَنكاً وَضيقاً / فَعَسى فرجة بِما هُوَ آتِ
وَفد العام مُستَجيراً بنعما / ك كأمثاله من النائباتِ
فأجره بصيب من أَيادي / ك اللَواتي لما تزل صيّباتِ
وأتره بكلّ آية فضل / فَمَعاليك جمّةُ الآياتِ
وَتولَّ الَّذين والوكَ فيهِ / بِتَوالي الإِشفاق وَالمعطفاتِ
وَمر الدهر يمتثل فيبدّل / سيّئات الزَمان بالحسناتِ
غير بدع إِذا رأَينا اللَيالي / لَك أَمسَت دون الوَرى خاضِعاتِ
إِنَّ طاعَة لِلإِمام عَلى كل / لِ موالٍ من أَفضَل الطاعاتِ
لا عداك الهَنا وَلا جازَك البش / ر بكرّ الشهور وَالسنهاتِ
كلّ وَقت يمرّ فَهوَ عَلى النا / سِ بذكراك أبرك الأَوقاتِ
إِن نحتك العفاة من كلّ فجٍّ / فَهي تَنحو محيي رَجاء العفاةِ
وَإِذا أمّك الضنيك من الكَر / بِ فَقَد أَمّ فارج الكرباتِ
وَإِذا جاءَ ساحة دون نادي / كَ فَقَد جاءَ أرحب الساحاتِ
بك يضحى الطلوب أَقصى أَماني / ه وَيَغدو بأنجح الطلباتِ
عش محلّاً في كلّ عام جَديد / بِجَديد عذب المَذاق فراتِ
من تَهانٍ مَمزوجة بكؤوسٍ / مِن تَهانٍ شهيّة النطفاتِ
وَليَوم ذكرك المبارك في الخل / ق قَرين الخَيرات وَالبركاتِ
لَم يَكُن في الأَنام يَصلح ذكر / غير ذكرٍ يَعيش في الصالِحاتِ
وَاِبقَ للدين جامِعاً كلّ شملٍ / آل بعد اِئتلافه للشتاتِ
وَتقبّل جهد اِمرئ راح يهدي / لَك أَزكى السَلام وَالصَلواتِ
من يُبيد الأَكدار وَالأَقذاء
من يُبيد الأَكدار وَالأَقذاء / وَيعيد الأَنوار وَالأَضواءَ
أَمنير الآفاق شرقاً وَغَرباً / أَمط الكرب واِكشف الغمّاءَ
أَوَلَستَ الَّذي جنود اللَيالي / إِن رأَته تَراجَعَت أَشلاءَ
نط بِهَذا الزَمان بعض مَعاني / كَ يعد كلّه علينا هَناءَ
واِرمِ في البَحر قطرَةً من مَزايا / ك يعد ملحه الأَجاج رواءَ
قَد أناجيك عَن ضَمير وودّ / وَأَخو الودّ لا يملّ النَجاءَ
وَأُناديك مرّةً بعد أُخرى / ثُمّ لَم أَسل أَو تُجيب النِداءَ
أَوَ تغضي يا أَيُّها البَدر عنّا / ما عَهِدناك تألف الإِغضاءَ
أَيُّها البَدر إِن إِغضاك أَقذى / ناظر الرشد وَالهُدى إِقذاءَ
فَاِخرق الحجب واِنشر النور يطو الل / لمعان الخلوب واللألاءَ
حَبَّذا ساعة أَرى الشرق فيها / بك يَختال بهجة وَسَناءَ
إِن ظنيك لست تخلف ظنّي / وَرجائيك لا تخيب الرَجاءَ
أَرِنا ذَلِك الضياء يمزّق / عَن مَواليك هَذه الظَلماءَ
أَسر الهمّ كلّ قَلب فَهلّا / نظرة منك تطلق الإِسراءَ
أَوشَكَت هَذه القُلوب تشظّى / حرقاً وَالدُموع تَهمي دماءَ
كَم نُعاني من الأَسى ما نُعاني / وَنُقاسي الزَمان داء عياءَ
أَو ما آن أَن تَدور رحىً تط / حَن هَذي الخطوب وَالأرزاءَ
سر بِهَذي النُفوس عَن خطّة الخس / ف وَذرها تواصل الإسراءَ
خلّها تكثر النجاء فَهذي / رسل البشر ما تقل النَجاءَ
وَاِدعها تَستَجِب دعاك سَريعا / تٍ إِذا كُنَّ عَن سِواكَ بطاءَ
يا لَها ساعة إِذا قيل هَبَّت / تثكل الأُمَّهات والآباءَ
تحمل الميتين للبعثة الكُب / رى وَتبلي بهولها الأَحياءَ
بأسود مثل الأُسود إِذا ما / زأرَت تترك الزئير عواءَ
وَرِجال مَتى تجعجع عَلى قَو / مٍ تزعزع رجالها وَالنِساءَ
وَإِذا يَمَّموا فناء الأَعادي / صاحَ داعيهم الفَناء الفَناءَ
فتميل المنون حيث يَميلو / ن أماماً طوراً وَطوراً وَراءَ
كلّ حرّ إِذا أَتى بعد حرٍّ / خلت رضوى يَغشى الوَغى وَحراءَ
آه لَو صَدَّقَت ظُنوني اللَيالي / وَأَرَتني الأَيّام ذاكَ البَهاءَ
فَتَرانا وَالشَرق يَزهو عَلى الغَر / ب بخر البرود فيه اِزدِهاءَ
وَتَجَلَّت لَنا حَقائقها الغر / ر وَأَوضَحن للعيون الجلاءَ
ما إِخال الزَمان يَبقى عَنيداً / ربما أَحسَن الَّذي قَد أَساءَ
كَم ديار كانَت مَقاصير عمرا / نٍ وَقَد أَصبَحَت طلولاً قواءَ
ثُمَّ عادَت ربعاً فَربعاً فَكانَت / كلّ جرداء روضَةً غنّاءَ
أَينَ ذاكَ اليَوم الَّذي نَتَمَشّى / في رباه رغم العدى خَيلاءَ
أَتراه حيّا فَننشي التَهاني / أَم تراهُ ميتاً فننشي الرثاءَ
من لجفني بغفوة في ليال / أَنكر الجفن عندها الإِغفاءَ
لَم يَكُن ذا المَساء طال علينا / إِنَّما الصبح قَد أحيل مَساءَ
ليل همّ في كل ثانية من / ه طَوى الهمّ لَيلَةً لَيلاءَ
إِن يَهج فَهوَ كالفَنيق إِذا ها / ج من العُقل يخبط العَشواءَ
أَبَداً يرهج الهموم عَلى النَف / سِ كَما الهوج ترهج البوغاءَ
كأبيه يشنّ في كلّ آن / غارة من صروفه شَعواءِ
أَهوَ العَود قام يَرغو عَلَينا / أَو كَما العَود لا يملّ الرغاءَ
أَنا في جَوفِهِ كَمَن كانَ في الحو / تِ يداري الشجا وَيبدي العزاءَ
أَو أَنا وَالظُنون مَعكوسَة في / هِ كَمَن جاءَه بنوه عشاءَ
تارَة أَرقب الدَراري وَأُخرى / أَحسب الشهب كلُّها رقباءَ
وَكأَنَّ الظَلام حظّ أَديب / فيهِ لا تلمح الربايا ضياءَ
وَكأَنَّ النُجوم في خلل السح / ب عيون تكفكف الأَقذاءَ
وَكأَنَّ السحاب فيه دخان / يَتَعالى فَيعتَلي الشَغواءَ
أَو عجاج تثيره أَرجل الخي / لِ وَتسدي بنقعه الأَجواءَ
وَكأَنَّ البروق أَسياف آبا / ئي إِمّا توسطوا الهَيجاءَ
هَذه تخطف العيون من الها / م كَما تلك تخطف الأَحشاءَ
هَذه تترك الغَمائِم أَنقا / ضاً كَما تلك تترك الأَعداءَ
وَكأَنَّ الغيوث أَدمع مسبي / يٍ ولت قومه الغزاة سباءَ
وَكأَنَّ الرياح أَنفاس مكرو / بٍ تواصت أَن ترمض الرمضاءَ
وَكأنّ برد ذا الشتاء حرور الص / صيف يَشوي بحرِّهِ الغراءِ
صوّب الغَيث دمعه حين أَلفى الر / ريح فيهِ تنفَّس الصُعَداءَ
وَخيول الدُموع في حلبات الن / نوء تَجري فَتَسبِق الأَنواءَ
كسيول البطاح في كُلِّ واد / مرنت كَيفَ تغمر البَطحاءَ
أَيّ لَيل سهرته بك يا لَي / لُ وَكابدته جَوىً وَعناءَ
حرّ ما في الحَشا كَساني بك الصي / ف وَلَمّا أنزع عليك الشِتاءَ
كلّما عنّ لي به ذكر ما فا / ت تنهّدت حسرةً وَشجاءَ
وَالَّذي زادَني ضنىً وَدَعاني / نضو هَمٍّ لا أَعرِف السرّاءَ
نفر كنت أَفتديهم بِنَفسي / وَأقيهم بِمُهجَتي الأَسواءَ
أَجَّجوا في جَوانحي البرحاء / وَأَثاروا عليّ داءً فداءَ
كلّفوني إِبداء وَجدي فأَخفي / ت وَزادوا فزدته إِخفاءَ
وَأَلَحّوا فَأَظهَرَت منه شَيئاً / هفواتي وَأَبطنت أَشياءَ
كنت قَد خلتهم دَواءً لما بي / مِن سقام فَأَصبَحوا أَدواءَ
وَلَقَد كنت أَحسب الودّ منهم / نيَّةً حرَّة فَكانَ رياءَ
كَيفَ ولّيتهم فُؤادي لا كَي / ف وَلَيسوا لما ولّوا أَكفاءَ
فكأنّي أَدعو إِذا رحت أَدعو / هم لأمر حجارَةً صمّاءَ
غرّني خلّبٌ تَوهّمت فيه / ديمَةً تشمل الربى وَطفاءَ
وَلَكم غرّ قَبلي الآل قَوماً / حسبوه في قفرة البيد ماءَ
فَدَع الناكثين يا قَلب واِطلب / من يراعي لذى الوَفاء الوَفاءَ
الحَبيب الَّذي به يَعذب الحب / ب وَتَغدو به القُلوب رواءَ
وَإِذا ما به اِستطبّ سَقيم / كان طبّا لسقمه وَشِفاءَ
يَتَرَدّى شَمائلا لَو تَرَدّى / مثلها البدر لاِستقلَّ السَماءَ
وَإِذا فاضلت ثراه الثريّا / فضلتها وَجازَت الجَوزاءَ
وَمَتى شاءَ نيل أَيّ مهمّ / نالَ منه بحزمه ما شاءَ
قل لِمَن راحَ طالِباً ندّه اِطلب / ه تجد دون ذلك العَنقاءَ
أَيّ بدر ضاها محمّد أَم أي / ي سَماء حكت يديه سَخاءَ
جلّ باريك يا محمّد لَم يُب / ركَ إِلّا حمداً له وَثَناءَ
لك ذكر زان الوجود ووجه / كلّما أَظلَم الوجود أَضاءَ
أَنتَ يا حجّة الإِله عَلى الخل / قِ أَرِ الخلق تلكم الأَشياءَ
اللَواتي إِذا تَبَدَّت عَلى النا / س أَرتهم في بردك الخلفاءَ
من مَزايا وَهبتها وَسَجايا / وهب اللَه مثلها الأَنبياءَ
يا حماةَ الإِسلام هَل من أَغرّ / قامَ يَحمي الشَريعَة الغَرّاءَ
هادِراً عَن شَقاشِق القدم لا يف / ترّ عَنها أَو يخزم الخصماءَ
يَنتَضي مضرب اللسان فَيَغدو / لَسِنُ القَوم دونه فأفاءَ
يَرفَع المسلمين وَالدين عَمّا / كان دين الإِسلام منه براءَ
غير مفتي الأَنام من يمنّ اليم / ن سناه وَأَسعَد الإفتاءَ
أَفسحوا اليوم عَن عروش المَعالي / لإِمامٍ يزيدها إِعلاءَ
وَتَنَحّوا عَن الزعامة يعطا / ها زَعيم يشرّف الزعماءَ
قَد شآكم عَزماً وَحَزماً وَعِلماً / وَكَذا الرأس يسبق الأَعضاءَ
وَاِعذروني إِذا أَنا قلت فَصلاً / وَتجنّبت في المَقال الهراءَ
وَتخيّرت من تخيّرت كفؤ / للعلا حين لَم أَجد أَكفاءَ
يا أَبا القاسِم المعظَّم أَعظم / بك من سيّد شأى العظماءَ
من يُساويك فطنة وَذَكاء / وَيدانيك عزّة وَإِباءَ
لَك فينا مآثر أَتعبتنا / لَو أَرَدنا لعدّها إِحصاءَ
وَأَياد موصولة بأياد / تسع الأَرض وَالسَما آلاءَ
كلَّ يوم يَضوع منك علينا / أَرج عَمَّ نشره الأَرجاءَ
قَد خصصناك بالدعا وَسألنا ال / واحِد الفرد يَستَجيب الدعاءَ
وَيبقيك رحمة لموالي / كَ وَسَيفاً عَلى العدى مضاءَ
يا عِماد الدنيا وَيا عدّة الدي / ن وَيا كَوكَب الهُدى الوَضّاءَ
دمت للمسلمين عزّاً وَجاهاً / وَفخاراً وَسؤدداً وَعلاءَ
قيل بَدرُ الهُدى إِذا غابتِ الشَم
قيل بَدرُ الهُدى إِذا غابتِ الشَم / سُ عليكم يَعودُ في عينِ شَمسِ
فَلِهَذا أَودَعتُهُم هَذه الطر / سَ وَأَودَعتُها حشاشَةَ نَفسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025