القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الباقي العُمَري الكل
المجموع : 80
قبة المرتضى علي تعالى
قبة المرتضى علي تعالى / شأنها عن موازن وعديل
من نضار صيغت بغير نظير / في مثال منزه عن مثيل
فوقها كالأكليل لاح هلال / رمقته السها بطرف كليل
كبرت فاستقلت الفلك الدو / وار عنها بأن يرى ببديل
جللت مرقدا جليلا تجلت / فوقه هيبة المليك الجليل
فعلى قبة السماء إذا ما / فضلوها أقول بالتفضيل
هي باء مقلوبة فوق تلك النق / طة المستحيلة التأويل
هي فلك بل ما عليه استوى الفل / ك ومن فوق لوحه من قبيل
هي كهف النجاة طور المناجا / ة ثمال العفاة مأوى الدخيل
هي حق للجوهر الخاص ما للع / رض العام عنها من مقيل
هي ظل ما ضل من قال يوما / بحماها من تحت ظلٍّ ظليل
هي غمد لذي فقار بطين / من سيوف الله العلي صقيل
هي غاب ثوى به أسد ال / له علي بصدر أشرف غيل
ذاك ليث أردى العدى بزئير / وحسام أبادهم بصليل
كورة لليعسوب مازج صرف الش / هد منها أطايب الزنجبيل
كرة مستديرة فوق قطب / دبر الكائنات بالتعديل
أفرغتها يمنى المفاخر من تب / ر المعالي في قالب التبجيل
صبغتها بالنور أيدي التجلي / بقدامى من خافقي جبرئيل
فغشاها النور الالهي حتى / بخيال جلت عن التخييل
قد حوى فصل بابها جمل الفض / ل التي قد غنين عن تفصيل
كعروس بدت بوجه جميل / تسبى شمس الضحى بخدٍّ أسيل
هي في الليل مثلها في نهار / وبوقت الضحى كوقت الاصيل
قابلتها البدور باللثم ليلا / وشموس النهار بالتقبيل
صحنها كالقنديل يزهو صفاء / وهي تحكي ذبالة القنديل
يا خليلي والخليل المواسي / منكما من يحب نفع الخليل
عللللاني بذكر من حلَّ فيها / إن قلبي يطيب بالتعليل
نعته بالزبور جاء وبالفر / قان بل بالتورة والانجيل
الامام المبين أحصى به الل / ه جميع الاشياء في التنزيل
فهو اللوح بل وما خط في اللو / ح لديه مقيد التسجيل
سل سبيلا لسلسبيل علي / فعلى ابن السبيل قصد السبيل
هو ساقي الحوض الذي ليس يظما / من حبته يداه بالتنويل
عيلم كل قطرة من نداه / هي غيث لكل عام محيل
عرض حالي لا غرو ان طال اني / لذت في جاهه العريض الطويل
طامع من نواله بكثير / ما أنا منه قانع بقليل
جئت مستهديا هدى من كريم / لست مستجديا جدي من بخيل
من ثراه لي ثروة وحذاف / ير دعاني بهنَّ أغنى معيل
زرته والدموع تنهلَّ والاو / زار تنهال عن كثيب مهيل
ليس لي بعد حبه من نقير / يغن عن شيئا ولا من فتيل
وافرا أن مدحته بخفيف / فبه أرجو حظ وزر ثقيل
حاسدا عند قبره أثلات / فزن من قربه بمجد أثيل
فعليه السلام يترى من الله / ويهدي إليه في منديل
نسجته أيدي الملائك من رق / ة غزل التكبير والتهليل
ما تلا هل أتى عليه مصلٍّ / بلسان التجويد والترتيل
شمخت رفعة وعزت منالا
شمخت رفعة وعزت منالا / واستطالت فخامة وجلالا
واستخفت من الجبال الثقالا / قبة المرتضى علي تعالى
شأنها عن موازن وعديل /
بزغت في الدجا كبدر منير / وتبدَّت تزهو بحسن نضير
فهي اكسير كل قلب كسير / من نضار صيغت بغير نظير
في مثال منزه عن مثيل /
قد صفا كالمرآة منها صقال / فبدا للنجوم فيها مثال
فلك لا يحيط فيه خيال / فوقها كالاكليل لاح هلال
رمقته السها بطرف كليل /
ملأت قبة العوالم بالضو / واستقلت بنفسها في ذرى الجو
بعلي علَّت فما ضرَّها لو / كبرت فاستقلت الفلك الدو
وارعنها بأن يرى ببديل /
حلَّ فيها نور الهدى فتحلت / ودنت فوق قبره فتدلت
ملئت هيبة فعزت وجلت / جللت مرقدا جليلا تجلت
فوقه هيبة المليك الجليل /
سمكها سامت السماك مقاما / حين ضمت ذاك الامام الهماما
أبدا شأو شأنها لن يسامى / فعلى قبة السماء إذا ما
فضلوها أقول بالتفضيل /
هي عين وللتجلي سجنجل / كل ذات بعكسها تتمثل
وبمرآة فكر من يتخيل / هي باء مقلوبة فوق تلك ال
نقطة المستحيلة التأويل /
دار مجد من بابها السعد يدخل / دار في صحنها الهدى في تسلسل
في علاها مهما تشا أبدا قل / هي فلك بل ما عليه استوى الف
لك ومن فوق لوحه من قبيل /
كعبة نحوها قطعنا الفجاجا / بحماها قد آوت الحجاجا
ما ترى عند بابها محتاجا / هي كهف النجاة طور المناجا
ة ثمال العفاة مأوى الدخيل /
هي كنز لدرَّة الفخر موئل / قد حوت كل جوهر متفضل
ليس فيها لعارض الدهر معقل / هي حق للجوهر الخاص مالل
عرض العام عندها من قيل /
هي شمس الهدى لمن ضلَّ دوما / ما رأى بها اهتدى قط لو ما
كم هدت من غوى الجهالة قوما / هي ظل ما ضلَّ من قال يوما
بحماها من تحت ظل ظليل /
صدف قد غلت بدَّر ثمين / وامام للمؤمنين مبين
كنزها قد حوى لخير دفين / هي غمد لذي فقار بطين
من سيوف الله العلي صقيل /
حضرة فوقها الجلال تجلى / أجمة في عرينها الليث حلا
كيف تدنو الاسود منها محلا / هي غاب ثوى به أسد الله
علي بصدر أشرف غيل /
هو سيف القضا بأيدي قدير / نصله ينتضي بيوم عسير
حيدر يضرم الوغى بسعير / ذاك ليث أردى العدى بزئير
وحسام أبادهم بصليل /
هي روض ونعم مرعى ومنهل / لامر النحل الإمام المفضل
دار فيها كأس الرحيق المسلسل / كورة لليعسوب مازج صرف ال
شهد منها أطايب الزنجبيل /
فلك دائر منير بشهب / نورها ظاهر بشرق وغرب
هوَّنت في تدبيرها كل صعب / كرة مستديرة فوق قطب
دبر الكائنات بالتعديل /
صاغها الله من محاسن تعجب / وطلاها من نوره الملتهب
فهي أسنى سبيكى لمذهب / أفرغتها يمنى المفاخر من تب
ر المعالي في قالب التبجيل /
صبغة الله زينب بالتحلي / وعليها الأملاك للوحي تملى
مذ دنا الروح نحوها بالتدلي / صبغتها بالنور أيدي التجلي
بقدامي من خافقي جبرئيل /
لا يحيط الخيال وقتا فوقتا / بحلاها ولا يخيل نعتا
جمعت ذاتها فضائل شتى / فغشاها النور الالهي حتى
بخيال جلت عن التخييل /
أحرزت من أزاهير الشرف الغض / وأحاطت بالمجد في الطول والعرض
كل فضل من فضلها يتبعض / قد حوى فصل بابها جمل الفض
ل التي قد غنين عن تفصيل /
جليت تزدهي بجسم صقيل / فهي زهراء ما لها من مثيل
منذ زفت لخير مولى جليل / كعروس بدت بوجه جميل
تسبى شمس الضحى بخد أسيل /
هي بدر الدجا بغير سرار / هي شمس ضاءت بغير استتار
زندها في كلا الجديدين وار / هي في الليل مثلها في نهار
وبوقت الضحى كوقت الاصيل /
نالت النيرات من ذاك نيلا / يستميل المحب للحب ميلا
فتهاوت منها تقبل ذيلا / قابلتها البدور باللثم ليلا
وشموس النهار بالتقبيل /
كسراج لنا تجلت مساء / فاستعارت منها الدراري سناء
زيتها التبر يستنير ضياء / صحنها كالقنديل يزهو صفاء
وهي تحكي ذبالة القنديل /
هل محب يحنو على ما أقاسي / من غرام دك الجبال الرواسي
ما لجرحي سواكم اليوم آسي / يا خليليَّ والخليل المواسي
منكما من يحب نفع الخليل /
بالغريين حاجة أقتضيها / وبكوفان بلغة أرتجيها
فبحق الزهرا وحق بنيها / علَّني بذكر من حلَّ فيها
ان قلبي يطيب بالتعليل /
ذو سجايا أصفى من الدر والدر / ومزايا لم نحصها بالتفكر
أخبرت عن نعوته الكتب الغر / نعته بالزبور جاء وبالفر
قان بالتوراة والانجيل /
هل أتى في سواه بالذكر تملى / آي وحي بها تسامى محلا
وصفه بالقرآن قد جاء يتلى / الامام المبين أحصى به الله
جميع الاشياء في التنزيل /
صدره نسخة لما كان في الكو / ن قديما من خطها الناس املوا
هو علم الكتاب في علمه او / فهو اللوح بل وما خط في اللو
ح لديه مقيد التسجيل /
كم ثملنا منه بكأس روى / فأمطنا برشفها كل غي
ان ترم أن هوز منها بري / سل سبيلا لسلسبيل علي
فعلى ابن السبيل قصد السبيل /
زره مهما أصابك الخطب مهما / تلق غيثا همي وبحرا خضما
فاجل في راحة عن القلب هما / هو ساقي الحوض الذي ليس يظما
من حبته يداه بالتنويل /
كم غليل روى بفيض مفيل / ما رويناه عن فرات ونيل
كم أفاضت كفاه من سلسبيل / هو ذات الشفا لكل عليل
وشفاء لذات كل غليل /
صاغه الله من ندى وبراه / وعلى فطرة السخا سوَّاه
بحر جود ما للعفاة سواه / عيلم كل قطرة من نداه
هي غيث لكل عام محيل /
جئت أشكو اليه بثي وحزني / حاش لله ان يخيب ظني
نلت من فضله قصارى التمني / عرض حالي لا غرو ان طال اني
لذت في جاهه العريض الطويل /
غيث فضل يهمى بفيض غزير / وغياث من كل أمر عسير
كيف أرضى منه بمنٍّ يسير / طامع من نواله بكثير
ما أنا منه قانع بقليل /
كم عديم أحيا بجود عميم / وهدى حائر النهج قويم
ولأعتابه بقلب سليم / جئت مستهديا هوى من كريم
لست مستجد يا جدي من بخيل /
لجناحي أراش بعد تلافي / بقدامى افضاله والخوافي
قبره كعبة غدا للطواف / من ثراه لي ثروة وحذافي
ر دعاني بهنَّ أغنى معيل /
كل من زار قبره أمن الهو / ل وان كان ذنبه يملأ الجو
ما تراني وقد أحاط بي السو / زرته والدموع تنهلَّ والاو
زار تنهال عن كثيب مهيل /
حبه بارز بدا من ضميري / وعلينا فرض ولاء الامير
بولاه كم اغتنى من فقير / ليس لي بعد حبه من نقير
يغن عني شيئا ولا من فتيل /
زاد وفري منه بظل وريف / حيث وفى بالكيل كل طفيف
من بسيط الثنا ومدح شريف / وافرا ان مدحته بخفيف
فبه أرجو حط وزر ثقيل /
رحت عنه والقلب ذو لفتات / لحماه والنفس في حسرات
وشؤن العيون في عبرات / حاسدا عند قبره أثلات
فزن من قربه بمجد أثيل /
كيف أحصى بالمدح أوصاف مولى / خصه ربه بآية قل لا
ان مدح المولى بعلياه أولى / فعليه السلام يترى من الله
ويهدى اليه في منديل /
من حلاه نور الهداية مبرق / وعليه سنى الولاية مشرق
ولديه نشر الوصاية معبق / نسجته أيدي الملائك من رق
ة غزل التكبير والتهليل /
وعليه أسنى ثناء أجل / وصلاة من راحم متجلَّ
تتغشى منه علي محلَّ / ما تلا هل اتى عليه مصلَّ
بلسان التجويد والترتيل /
حضرة الكاظمين منها المرايا
حضرة الكاظمين منها المرايا / قد حكت قلب صبَّ أهل الطفوف
صبغتها يد التجلي بكف / كبرت عن تشبيهها بالكفوف
وروت عن غدير خمِّ صفاء / فتراءت لطرفي المطروف
صورة الكائنات فوجا يفوج / سابحات في موجها المكفوف
من قناديل عسجد زينوها / بصفوف تلوح اثر صفوف
رسم تعليقها الانيق تبدَّى / كسطور منضودة من حروف
روضة للصدور فيها ورود / بأكف الالحاظ ذات قطوف
قد أظلت شمسا بغير كسوف / وأقلت بدرا بغير خسوف
وطوت كاظما ولفت جوادا / فازدهت بالمويِّ والملفوف
شرَّفت فيهما وما كل ظرف / حاز تشريفه من المظروف
وغدت للقلبين مثل شغاف / رق لطفا كقلبي المشغوف
وهي لما على السماء أنافت / بهما قلت يا سما المجد نوفي
كلما زرتها أقول لعيني / هذه كعبة الجلال فطوفي
بحماها كم من الوف من الز / وار فازت من المنى بصنوف
فأفخشى صروف دهري واني / بحماها يخشى الزمان صروفي
حرم آمن فمن كان فيه / قاطنا كان آنا من مخوف
ومطاف به استدارت فطافت / زمر كاستدارة الخذروف
كم لرشد من حائري هدته / وبرفدكم قد كفت من كوفي
شنفتها العلياء لما أصاخت / لصرير الاقلام أبهى شنوف
شمخت عزة بأنف أشمَّ / مرغم بالتراب شمَّ الانوف
أرعفت ما رن الصباح فأجرت / دمه من بروقها بسيوف
ألفت نفسي الثناء عليها / وهي لا تنثني عن المألوف
لا تلمني على وقوفي بباب / تتمنى الاملاك فيه وقوفي
هو باب مجرِّب ذو خواص / كان منها اغاثة الملهوف
ملجأ العاجزين كهف اليتامى / مروة المرملين مأوى الضيوف
من يروم الفتوح مما سواه / طرقت بابه أكف الحتوف
أنا عنه حيا وميتا بدنيا / ي وأخراي لست بالمصروف
هم بنو المرتضى وعترة طه / سحب الفضل أبحر المعروف
فليلمني من شاء أني موال / رافل من ولائهم بشفوف
فعليهم مني الثنا ما اليهم / قطع المدلجون كل تنوف
يا عليا به تباهى العلاء
يا عليا به تباهى العلاء / وتناهى في نعته الاطراء
ما لمجد شأوت فيه انتهاء / غاية المدح في علاك ابتداء
ليت شعري ما تصنع الشعراء /
كنت للمجتبى بحرب وسلم / وزرافا قائما بكلَّ مهمٍّ
أنت صنو له بعلم وحكم / يا أخا المصطفى وخير ابن عمٍّ
وأمير ان عدَّت الامراء /
رتب نلتها بنسبة طاها / قصرت كل ربتة عن مداها
ان نظرنا الأنام من مبتداها / ما نرى ما استطال الا تناهى
ومعاليك ما لهنَّ انتهاء /
لدراريك في سما المجد ضوء / وبحضن الادوار منهن خبء
يقتفي الختم من سواريك بدء / فلك دائر إذا غاب جزء
من نواحيه أشرقت أجزاء /
أو كشمس يغشى سناها الهباء / من غبار تثيره الهيجاء
فيميط الهباء عنها الهواء / أو كبدر ما يعتريه خفاء
من غمام الاعراه انجلاء /
أنت بحر لكنه غير آجن / لقريش به حمى ومساكن
لك مدُّ قبل التكوِّن كائن / يحذر البحر صولة الجزر لكن
غارة المدِّغارة شعواء /
نلت فضلا أبا تراب فأقصى / كل فضل عمَّ الوجود رخصا
وبيوم الحساب لا يستقصى / ربما رمل عالج يوم يحصى
لو يضق في رماله الاحصاء /
ولو أن الأقلام كل نبات / ومياه البحار حبر دواة
ضقن عما أظهرت من خارقات / وتضيق الأرقام عن معجزات
لك يا من إليه ردَّت ذكاء /
منهجا للهدى خلقت قديما / جئت تهدي عميا وتشفي سقيما
فاتخذناك هاديا وحكيما / يا صراطا إلى الهدى مستقيما
وبه جاء للصدور الشفاء /
شدت في ذي الفقار للدين أصلا / فتسامى قدرا وعزَّ وجلا
وعلى ما أسست قولا وفعلا / بنى الدين فاستقام ولولا
ضرب ماضيك ما استقام البناء /
أنت والحق دمتما بوفاق / أنت يوم اللقا على الحوض ساق
أنت ذاك الكرِّار يوم سباق / أنت للحق سلم ما لراق
يتأتى بغيره الارتقاء /
فيك خير الأنام أوتى سؤلا / مثل ما أوتى ابن عمران قبلا
يا أبا شبر وقد صح نقلا / أنت هرون والكليم محلا
من نبيٍّ سمت به الانبياء /
قل تعالوا ندعو بمحكم ذكر / لك فخر بها علا كل فخر
أنا أدرى وجملة الخلق تدري / أنت ثاني ذوي الكساو لعمري
أشرف الخلق من حواه الكساء /
كنت في جيب الغيب معنى يصان / حين لا أعصر ولا أحيان
أيقل الاسرار منك مكان / ولقد كنت والسماء دخان
ما بها فرقدولا جوزاء /
بك ليل العماء ضاء بلالي / فاستضاء الوجود من ظلمة الغي
درَّة كنت والجواهر لا شي / في دجا بحر قدرة بين بردى
صدف فيه للوجود الضياء /
نقطة أفرغت وليس وعاء / ملئت حكمة ولا املاء
تحت باء لها العباء غطاء / لا الخلا يوم ذاك فيها خلاء
فيسمى ولا الملاء ملاء /
خبر جاءنا بذا مأثور / وحديث مسلسل مشهور
عنعنته عن الصدور صدور / قال زوار من قال ذلك زور
وافترى من يقول ذاك افتراء /
قصب السبق في مقام كريم / حزتها من لدن حكيم عليم
أنت يا من سبقت في تقديم / آية في القديم صنع قديم
قاهر قادر على ما يشاء /
هل أتى في سواك ذكر حكيم / لك في نص آية تعظيم
أو لم يغن من له الجهل خيم / نبأ والعظيم قال عظيم
ويل قوم لم يغنها الأنبياء /
خصك الله من لدنه بمفخر / في مرايا العقول لا يتصور
كنت في غابة الهوية حيدر / لم تكن في العموم من عالم الذر
رو ينهي عن العموم النهاء /
إنما الناس إن نظرت معادن / فرقها في تفاضل متباين
خلني من دفائن وضغائن / معدن الناس كلها الأرض لكن
أنت من جوهر وهم حصباء /
كم قضينا من نشر تلك المطاوي / عجبا يوقع النهي في مهاوي
ولقد صح إذ سبرنا الفحاوي / شبه الشكل ليس يقضي تساوي
إنما في الحقائق الاستواء /
لم ينل نجم الأرض مهما تزيا / مثل نجم السما مكانا عليا
فاتحاد الالفاظ لم يغن شيا / لا تفيد الثرى حروف الثريا
رفعة أو يعمه استعلاء /
روضة أنت للعقول ودوح / يجتنى من طوباك رشد ونصح
ومتى هبَّ من عبيرك نفح / أشمل الروح من نسيمك روح
حين من ربه أتاه النداء /
طالما للاملاك كنت دليلا / ولناموسهم هديت سبيلا
يوم نادى رب السما جبرئيلا / قائلا من أنا فروَّى قليلا
وهو لولاك فاته الاهتداء /
لك شكل نتيجة للقضايا / لك قلب للعالمين مرايا
لك فعل حوى رفيع المزايا / لك اسم رآه خير البرايا
مذ تدلى وضمه الاسراء /
فوعاه الحسَّ حدا ورسما / حيث ساوى معناه منك مسمى
قبل عرض الاسماء اسما فاسما / خط مع اسمه على العرش قدما
في زمان لم تعرض الاسماء /
اثر هذا أبدى عوالم ملك / فاطر الأرض والسما ذات حبك
وأناط البروج فيها بسلك / ثم لاح الصباح من غير شك
وبدا سرها وبان الخفاء /
فقضاها مسبب الاسباب / نوبة للارحام والاصلاب
وجرى ما جرى بأم الكتاب / وبرى الله آدما من تراب
ثم كانت من آدم حوَّاء /
يا أبا الاوصياء أنت لطه
يا أبا الاوصياء أنت لطه / صهره وابن عمه وأخوه
ان لله في معانيك سرَّا / أكثر العالمين ما علموه
أنت ثاني الآباء في منتهى الدو / رو آباؤه تعدَّ بنوه
خلق الله آدما من تراب / فهو ابن له وأنت أبوه
أنا لم لا أعدُّ من زمرة الاب
أنا لم لا أعدُّ من زمرة الاب / رار في نعت آل بيت النبيَّ
ونعوتي تسجلت بكتاب / هو في عليين عند علي
قبة للرضى حوت كل فضل
قبة للرضى حوت كل فضل / مذ حوت من له بهاء ونور
قبة للافلاك لم تبق فخرا / قال لبى لكل لبس قشور
إن هذا التشطير قند مكرَّر
إن هذا التشطير قند مكرَّر / في علي الرضا بن موسى بن جعفر
قبة للرضى حوت كل فضل / ما حواه وادي طوى والطور
وعلى الحادثات في كل آن / منه عين النور القديم تفور
ونفت عن زوَّارها كل سخط / ما بهذا شك وريب وزور
وعليها الرضوان أوقف نفسا / كيف لا والرضا بها مقبور
ما تراها منه حوت عقد درِّ / يتلقدن في حلاه الحور
وعلى لبة العلا إن تراآى / فيه تزهو من المعالي نحور
وحوت من علاه جوهر قدس / هو في كنه حقها مصرور
واحتوت يا لها عليه زمانا / مثل ما قد حوى اللآلي البحور
واستنارت سنى وطالت سناء / باذخا عنده الدراري تغور
وشأت سوددا ومجدا أثيلا / قصرت عن مدى علاه القصور
والحيا والحياء فيها أقاما / فيهما كل مجتد مغمور
من ثرى قبره استفدنا ثراء / فتساوى الممدود والمقصور
وأحالت ليل المضلين صبحا / فيه للهدى والرشاد ظهور
بزغت شمسها لهم وتجلت / فانتفى عن صباحها ديجور
وأنافت على الشموس منارا / نوره في جفونها مذرور
وتلا الوحي سورة النور فيها / مذ حوت من له بهاء ونور
قبة للافلاك لم تبق فخرا / تتباهى به غداة تمور
وأسامت بدورها كل خسف / أو تبقى مع الشموس البدور
واكتست من مآثر كنجوم / مزهرات تغار منها الزهور
لبست من حلاه ثوبا قشيبا / قد تعرَّى مما اكتسته الاثير
ما دعت للافلاك محور مدح / وعن البسط عاقه التكوير
ولعيني مهما علا منه كعب / منه يبدو التربيع والتدوير
لا ولا غادرت ثناء عليه / يقتضيه المنظوم والمنثور
أو يلقى حاشا لذلك ذكر / فوق قطب السان يوما يدور
تلك لب وذي قشور لهذا / أسكرتنا كؤسها والخمور
حيث كادت أسرارها أن تراآى / قد تبدَّت منها عليها ستور
وأحاطت منها بأسرار غيب / حسدتها مناطق وخصور
يا لها من عقيلة ذات خدر / حار فيها عقل وغاب شعور
وبتشبيهها لذي اللبِّ حالا / وارتجالا عنه انبرى التعبير
حيث ان الافصاح عن مثل هذا / ليس قالا به تفوه الثغور
ولقلبي كناية لا صريحا / فيه يبدو للأعين المستور
وهي تحكي بيض الانوق حفاظا / قال لبي لكل لبٍّ قشور
أنا في نعت سيد الرسْل طه
أنا في نعت سيد الرسْل طه / وعليَّ القدر الرفيع العماد
والحسين الشهيد بعد أخيه الح / سن السبط والفتى السجاد
وابنه باقر العلوم مع الصا / دق والكاظم العميم الايادي
وعليَّ الرضا وقدوة أهل الأ / رض بحر العطا الإمام الجواد
وعلي النقي والعسكري المنت / قى والمهدي غوث العباد
يسكت الدهر إن نطقت ويصغى / ملقيا سمعه إلى إنشادي
من معاني البيان أظهرت سرَّا
من معاني البيان أظهرت سرَّا / شاع ما بين شيعة الآل جهرا
وغداة أستحال شعري سحرا / قيل لي أنت أشعر الناس طرَّا
في المعالي وفي الكلام النبيه /
فهو الدن وهي فيه مدام / بيد الفكر فض عنها ختام
وبسلك لا يعتريه انفصام / لك من جوهر القريض نظام
يثمر الدرَّ في يدي مجتنيه /
بنفيس منه اشتريت النفوسا / وعلى المشتري أدرت الشموسا
ومن الشعر قد ملأت الطروسا / فلماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه /
وهو القائد العلا بزمام / لمقام ما فوقه من مقام
فالتزم مدحه أشدَّ التزام / قلت لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لابيه /
نسر شعر الفوري عبد الباقي
نسر شعر الفوري عبد الباقي / في نعوت الراقي لسبع الطباق
بجناحي شطريه قد طار منه / كل بيت في سائر الآفاق
حرَّ شعري الرقيق في نعت طه
حرَّ شعري الرقيق في نعت طه / سيد المرسلين جدِّ الحسين
بالقدامى من لفظه والخوافي / من معانيه طار بالخافقين
قدح الوجد زنده فأطارا
قدح الوجد زنده فأطارا / من حصاة القلب الشجيِّ شرارا
حينما ناظر المعنى جهارا / شام برقا من الشآم استنارا
ملأ الخافقين نورا ونارا /
منه وجه الثرى تعندم خدا / والثريا ماست بحلة سعدى
ومتى كفه الخضيب أمدَّا / صبغ الأرض والسماء فأبدى
في سواد العراق منه إحمرارا /
صب سوطا في قلب دجلة ورَّث / وهجا في حشا الفرات تلبث
وبذيل الزوراء لما تشبث / بث في الكرخ والرصافة ما بث
ث فأورى بالجانبين أوارا /
كم شربنا منه شرابا حميما / وشهدنا به عذابا أليما
حال حال الدنيا فعاد وخيما / واستحالت دار السلام جحيما
فتلونا يا نار زيدي شرارا /
حث في سوقه ركائب سحب / نضحت غربها بشرق وغرب
إن ذاك المقباس من غير ريب / قبست منه كل مهجة صب
صبَّ من عينه دموعا غزازا /
رام أن يرشق الخواطر نبلا / فجعلنا له النواظر جعلا
ما تراه إذ مرَّ يسحب ذيلا / كاد أن يخطف البصائر لولا
أن تركناه يخطف الأبصارا /
ومن الشام حين أمَّ العراقا / دس في كل مهجة محراقا
كلما حرَّ عن قباه النطاقا / علقت في القلوب منه علاقا
ت هوى تسعر القلوب ادَّكارا /
يا له بارقا إذا الليل جنا / راح يختال في غلائل لبنى
لا تسل حيث عنَّ يا صاح عنا / أحرق القلب أدهش اللب منا
أذهل العقل حير الافكارا /
طارق بالضياء يفري الظلاما / طرقته يد العلا صمصاما
وإذا ما الدجا تدَّرع لاما / قلد الأفق من سناء حساما
طرَّ كالفجر للدجا بتارا /
آية السيف في انطباع ورسم / رسمت في افرنده أيٍّ رسم
وعلى فرق حالك مدلهم / لاح في جوهر دمشقي رقم
فأرانا من ذي الفقار غرارا /
عارضا رمحه يروم برازا / كشقيق حقيقة ومجازا
منه إذ أظهر السماك ركازا / في حواشي الآفاق أبدى طرازا
نضرا في حلاه يحكي النضارا /
غلَّ عنق الدجا بأغلال أسر / فكسا قيس عامر طوق عمرو
يا له من وضاح حيرة فكر / سلسل الليل في سلاسل تبر
حينما جنَّ فاستفاق نهارا /
جدولته يد من الرعد شلا / فلذا غير مستقيم تجلى
بحلاه جيد السماء تحلى / وعلى اللوح سورة النور أملى
فاقتبسنا من آيها الانوارا /
كلما لاح لي بلفٍّ ونشر / بعد ترتيبه تشوَّش فكري
فأنا والمحيط علما بسري / لست أدري وليتني كنت أدري
ما الذي آنسته عيني جهارا /
أهي النار جمرها متوقد / أم هو النور ضوؤه متجسد
يا ترى والتمييز مني صفد / تلك نار الكليم أم نور محي الد
ين غشى على الدجا فأنارا /
وعن العين قد جلا الغين والعي / هب حتى انجلى به ذلك الفي
قلت في نعته وقد مسني العيَّ / ذاك محض النور الذي كان في عي
ن العماء التجرَّديِّ احورارا /
ذلك العقد في الجواهر مفرد / وعليه كل الخناصر تعقد
انما فض خاتم الرسل أحمد / ذلك الجوهر البسيط وما أد
راك بالجوهر البسيط اختبارا /
ما على غيره استدارت رحاه / فأرانا الدقيق من معناه
صقلت في يد التجلي مراه / فلك أطلس محا بصفاه
عن مرايا عين العقول اغبرارا /
ظهرت ذاته العلية مجلى / لجميع الصفات قولا وفعلا
فغدا في مقام آدم أولى / مظهر للاسماء أظهرها الله
تعالى بنفسه اظهارا /
هو بعض الآيات فيما تقرَّر / بزغت في الآفاق الله أكبر
بهرت رسطاليس والاسكندر / حكمة للاشراق من جانب الغر
ب استنارت فعمت الاقطارا /
علم للهدى به قد هدينا / وسبقنا الانام علما ودينا
كيف لا نهتدي به ويقينا / ذلك الطور لو رآه ابن سينا
باشاراته اليه أشارا /
أو رعى جالينوس تلك المراعي / ضاع بين السوام كل ضياع
ونعاه للفلسفيين ناعي / أو رأى افلاطون تلك المساعي
لمشى في ركابه أين سارا /
أو رآه متى حواريِّ عيسى / ظنه في تدريسه أدريسا
وبسيماه خاله الناموسا / أو رأته الأحبار أحبار موسى
لادَّعت فيه ما ادعته النصارى /
عيلم العلم موجه ليس يسكن / بين جنبيه عالم الكون يكمن
وسع الكل فهو عين التعيين / عالم تنطوي العوالم في كن
ه علاه ويستترن استتارا /
ما معاني البديع أبدى بيانا / كان تلخيصه لها برهانا
ذاك يا سعد سيد عز شانا / ذو تجلٍّ له الذوات عيانا
تتراآى وعنه لا تتوارى /
من يراه لم يقل يا لطيىء / أي مرء جئتم به أي مرء
فبمسباره المعدَّ لبرء / سبر الممكنات حتى لشيء
لم يكن ممكنا غدا مسبارا /
قلبه العرض صدره صفحة اللو / ح وأهل الكرسي من ذاك أفتوا
كم عليهم أملي وكم منه أملوا / خصه الله من لدنه بما أو
دع من سر غيبه الاقدارا /
لو رآه الذي على قرية مر / لدرى أنه بذلك أخبر
بل برفع الجدار أولى وأجدر / لو مع الخضر كان حين أتى القر
ية من قبله أقام الجدارا /
شاهد غاب حسه عن وجود / في مجال منزه عن حدود
وعلى رغم جاحد مطرود / شهد الله أنه في شهود
إن جرى طرف طرفه لا يجارى /
راض مهرا للجري غير مروض / بعنان في كفه مقبوض
ولتقطيع بحر كل عروض / كم على ظهر سابح بفيوض
خاض من لجة العماء الغمارا /
آخذا بالآراء عرضا وطولا / وكل صعب منها دعاه ذلولا
أينما ينتحي تراه وصولا / في مجال الخيال أجرى خيولا
لا يشق النهي لهنَّ غبارا /
خوضها في الحجى كساها التحجل / فانبرت من مرابط العقل ترفل
وجدت كل عزها بالتذلل / ضمر تجعل السويداء من ك
ل ضمير لركضها مضمارا /
هنَّ والعاديات جرد صوافن / قل جعلن القلوب منا معاطن
فإذا ما خطرن منها بباطن / ما تعثرن بالخواطر لكن
لخطوراتها أقل العثارا /
وقعت في سما العقول هلالا / كلما أوقعت عليها النعالا
ترعد الأرض بل تخاف اشتعالا / وتمور السماء مورا إذا لا
ح كبرق عنانها مَّوارا /
كالغواني ما بين تلك المغاني / تتهادى لها الصهيل أغاني
محرز السبق كم بيوم رهان / شنَّ غاراتها لنهب المعاني
فاقتناها كواعبا أبكارا /
جعل الله صدرنا مشروحا / بمتون أملي عليها شروحا
كل باب منها غدا مفتوحا / من فتوحاته استفدنا فتوحا
تجعل العسر بالايادي يسارا /
بعموم أتى بها وخصوص / في بناء مشيد مرصوص
كل سفر منها بثبت نصوص / فهو لوح نقوش نصوص
أبرزت من نصوصها الآثارا /
أسفرت كالنجوم حين استهلت / فهدت ملة عن الرشد ضلت
قاب قوسين من سما القرب حلت / كم له من تنزلات تدلت
فترقت بها المعالي منارا /
طوَّق الخافقين طوقا مرصع / بلآلي الآيات يزهو ويسطع
وعلى محور مدى الدهر أجمع / دار في الكائنات من دوره الاع
لى نطاق فاستوعب الادوارا /
ولغاب بلا رحاب للبث / ولو كرما فيه مأوى لمكث
قد تمطى فصال صولة ليث / وإلى حيث لا مكان لحيث
بجناحي عنقاء مغرب طارا /
في زوايا فصولها كم خبايا / هو منها طلال تلك الثنايا
تلك يا من بها ملكت السبايا / كتب أم كتائب لسرايا
ها المعاني الرقاق صرن أسارى /
ملئت طوسها لعمري بريَّ / كافيات عن كل جام رويَّ
قم فقد نسمت بمسك شذي / نفحات لها تضوع بريَّ
نفح الندِّ من شذاها بخارا /
كم تلا في توجه أسماء / فكسا ختمه الوجوه ضياء
واستفاضت من كل وجه حياء / رشحات رقت وراقت بهاء
فاسترقت بلطفها أحرارا /
حضرة في تبريزها الشمس تفضح / وببذل العرفان كالبحر تطفح
هكذا لا تزال تسمو وتسمح / كم أفاضت فيما ورا النهر من بح
ر التجلي فيوضه أنهارا /
فالق الحب والنوى الله خوَّل / وله خالصا من اللب نوَّل
فلهذا تفكها أينما حل / جاء فيما بقشره أعجز الأل
باب حتى به ظللن حيارى /
حاله كله إلى الحق منهى / ما علمنا من بعضها قط كنها
في أمور كثيرة خص منها / ينكر المرء منه أمرا فينها
ه نهاه فينكر الانكارا /
دار راح التصريف من راحتيه / بعقول زمامها بيديه
من جميع الثغور في حالتيه / تنثني عنه ثم تثنى عليه
ألسن تشبه الصحاة سكارى /
قيم دق في الفرائض بحثا / ووصيَّ لم ينكث العهد نكثا
من تراث لم يرض نصفا وثلثا / ورث الانبياء والرسل ارثا
منه ما أعطى الورى معشارا /
خاتم فصه بأبهى حليَّ / رسمته العليا بخط جليٍّ
لقيام المهدي تجل عليَّ / بعده قط ما ترى لولي
في المقام المحمديَّ قرارا /
علم مفرد برفع منادى / ومريدا أضحى فأمسى مرادا
ترك الكون والفساد فسادا / وإلى غيب الغيب جاز فنادى
يا جميل الستراسبل الاستارا /
إنه والذي دنا فتدلى / ذات عشق تقوم بالعرش حملا
من هيولاه قد تصوَّر شكلا / حامل الرفرف الذي حمل الله
عليه حبيبه المختارا /
نال كل الغنى فما أغناه / عن وجود في الله قد أفناه
ذاك عبد إلى غنى مولاه / فقره تمَّ فاستتم غناه
عن سواه فلا يخاف افتقارا /
فرضه والمسنون أدَّى ووفى / واستحب المندوب حتى تصفى
خص من واجب الوجود بزلفى / ومن الله بالنوافل كم فا
ز بقرب فاستوجب الانظارا /
حرم للتوحيد عز حماه / إذ من الغير والسوى قد حماه
فهو دامت عين العلا ترعاه / ما لنفي السوى استعد سواه
لا ولا غيره نفى الاغيارا /
جامع للكيان جزءا وكلا / كل فرد منها به يتجلى
وعليها منه لك الله دلا / هيكل في ناسوته اختصر الله
جميع المكوَّنات اختصارا /
بال للهدى له وثبات / وعلى الحق وقفة وثبات
ظاهرات وتارة مضمرات / خلوات من بعدها جلوات
علمته الاظهار والاضمارا /
عالم الذرَّ إذ أجاب بسرعه / ملقيا نحو دعوة الرب سمعه
ذلك الحبر شرَّف الله وضعه / نقطة الباء من بلى كان في عه
د ألست فأيد الاقرارا /
كعبة البيت قابلته بلين / إذ رأته لها أجلَّ قرين
ذلك الركن ذو المقام المكين / ألمنادي يا قبلتي قابليني
بسجود فقابلته اختيارا /
لجة بعد لجة خاض ليلا / ونهارا تسيل بالسفح سيلا
طافح الشطح ليس يرقب إلا / لجج الاستغراق في لي مع الله
تعالى كم خاض منها غمارا /
ساحة العفو للخلائق أفسح / وهي أنجى للعالمين وأنجح
ما ترى من لنا المحجة أوضح / كم أرانا من وسع دائرة الرح
مة من فيه أطمع الكفارا /
كل ما لا يراه بين يديه / حاضرا يطلب الحضور لديه
مرجع الكل إن نظرت إليه / هو قطب للعارفين عليه
فلك العارفين بالله دارا /
عنه سل صدر الدين كيف شفاه / حين وصى اسحق أعنى أباه
ذاك للملة الحنيفة يا هو / شيخها الاكبر الذي بعلاه
قد علا صدرها الكبير الكبارا /
حيث رباه وهو قد كان طفلا / برشاد فأوتى الحكم كهلا
إن من يقلب الحقائق فعلا / كان قلبا للصدر والصدر لولا
ذلك القلب ما حوى الاسرارا /
صادر الواردات حين تقاضت / دينها واستباحها فتراضت
غرقت في تياره حين خاضت / كم على قلب ذلك الصدر فاضت
واردات لا تعرف الاصدارا /
خير عصر ما فيه للراح عصر / كعروس تجلى لها العقل مهر
والذي زفها لنا وهي بكر / هو شيخ الحان الذي اعتصرت رو
ح المعاني في راحتيه اعتصارا /
صاح هذي الخمر التي قيل عنها / انها تأمر العقول وتنهى
ان من في أذى القذى لم يشنها / في أواني الحروف أفرغ منها
خندريسا مروَّقا وعقارا /
طبعته يد التصرف طبعا / قابل الانفعال ذاتا وطبعا
مذهب في التلوين لم يبق نوعا / حاز فرقا من بعد جمع وجمعا
بعد فرق فاستجمع الاطوارا /
لجنى سدرة المنى مدَّ كفا / يترجى طوبى له منه قطفا
وعليه الرضوان ينفح عرفا / في جنان التوحيد سرَّح طرفا
فاجتنى من أنوارها النوَّارا /
بقدامى الاقدام لم يتأخر / طار يبغي من حضرة القدس محضر
أجدل فوققنة العرش وكر / وله الباز للمطار من الفر
ش إلى العرش كم خواف أعارا /
جبل راسخ يفاخر يذبل / ولواء جلاله في تأثل
ذاك شيخ الكل المحكم في الكل / علم الشرق مظهر الحق رب ال
فتق والرتق قوَّة واقتدارا /
كاليماني بصدره مستقرَّ / لجميع الاسرار ما فيه ذكر
بشباه والامر لله أمر / قدَّس الله سره فهو سر
بمعانيه قدَّس الاسرارا /
فاخر العرب فيه حيا فحيا / جدَّه حيث طاب ميتا وحيا
فكسا الفخر حاتما وعديا / حاتمي النجار أكسب طيا
فوق ذاك النجار منه نجارا /
بفنا هالة المريدين مبدر / وبوجه السفار لله مسفر
لم يكلف بالخسف لا زال مقمر / بدر تمَّ قد سار في فلك العر
فان سيرا ولا يخاف سرارا /
أصبحت حالكات تلك الليالي / مشرقات بنوره المتلالي
فلك واسع المساحة عالي / ضاق ذرعا عنه ذراع المعالي
فكساه من المعاني سوارا /
هبني بالشعر في المحافل أصدع / وبنظمي كل الفرائد أجمع
ومقامي في النعت للاوج يرفع / أتراني هيهات أدرك من نع
ت علا ذلك المقام القصارى /
كل فكري عن درك بعض مزايا / حضرة ربها أبرَّ البرايا
هو بحر وذي نعوتي ركايا / كيف يستوعب الكلام سجايا
ه وهل ينزح الركاء البحارا /
كل ليل أصبو وكل نهار / لمزار أعظم به من مزار
وأفدي ما سار للشام سار / بأبي ثاويا بذات قرار
منعت ساكن العراق القرارا /
أيها المشتكي من الوزر ثقلا / زره إن رمت أن تخفف حملا
وبأعتاب بابه حط رحلا / كل من زار قبره خفف الله
تعالى عن ظهره الاوزارا /
باذخ طأطأ العلا لعلاه / ملجأ الكائنات تحت لواه
مدَّ ظلا ضافي الاديم تراه / كم حمى نازلا بكهف حماه
مستجيرا به إذا الدهر جارا /
وكأين من سيد صار عبدا / لأياد له من البحر أندى
جاء مسترفدا فأولاه رفدا / كعلي الرضا الوزير المفدى
بكبار الملوك كسرى ودارا /
آصفي التدبير من لم يهنه / جلبه للاعتاب بل لم يشنه
مع أن التسخير يؤخذ عنه / جذبته لسفح قيسون منه
جذابات تدعو البدار البدارا /
حرف جرَّ شم العرانين قرِّت / بعلا ذروة له واستقرت
وإليها من جسمنا الروح فرَّت / كمن المغناطيس فيها فجرَّت
ملكا قاد عسكرا جرارا /
جبل هائل المهابة راسي / جاز في الارتفاع حد القياس
ذو وقار لو وازنته الرواسي / ما له في جلاله من مواسي
طاش ميزانها وخفت عيارا /
كفه من هواطل السحب أروى / وحماه كهف الطريد ومأوى
فاق كل الصدور سرا ونجوى / ذلك أسخى الملوك كفا وأقوى
جلدا منهمو وأحمى ذمارا /
حيدر للابطال يكفي ويكفل / وحسام غراره قط ما فل
في علاه مهما تشا أبدا قل / أسد الله غيرة الله سيف الله
يبرى بذي الفقار الفقارا /
شرَّف الخافقين شرقا وغربا / فتراآى أمضى البواتر غربا
وعلى الفرقتين عجما وعربا / شهرته أيدي المهيمن عضبا
فغدا أعظم السيوف اشتهارا /
راكب الهائلات في يوم ذعر / سالك الموحشات من كل قفر
والخطير الذر بكرَّ وفر / يمتطي عزمه عظائم أمر
وخطير من يركب الاخطارا /
خاطبته أم العلا عن تراض / أمرك الامر فاقض ما أنت قاض
يا لعمرو من صائب الفكر ماض / في الملمات يستشير المواضي
ومصيب من للمواضي استشارا /
هو يوم الصدام عنتر عبس / وبزهد الحطام مثل أويس
ولدى الانتقام من غير لبس / طرد حلم فلو رآه ابن قيس
لغدا أحنف الحلوم اضطرارا /
ليس إلا في ماله تفريط / وعن الجود ماله تثبيط
كفه وافر العطاء بسيط / بحر جود بالمكرمات محيط
كم وردنا عبابه الزخارا /
فصدرنا والكل أوقر صدرا / من لآل بها نقلد نحرا
ونثرنا مراود الفكر نثرا / فحبانا درَّا نظمناه شعرا
بعلي الرضا علا مقدارا /
شرَّف الله أهل جلق إذ أو / دع فيهم من علا لذرى الجو
أو بدعا ونحن أولى به لو / شرَّفتنا ألوكة لحمى الزو
راء وافت تيها تجرَّ الازارا /
كل نبض بأنمل اللطف جست / وبأشجان كل قلب أحست
كسيت حلة الجمال وأكست / لو رأتها عين الفرزدق أنست
ه على حبه الشديد نوارا /
تلك عفراء عروة بن خزام / وبصدق المقال مثل حذام
فهي معصومة بنفس عصام / بنت فكر تقلدت بنظام
فاستقلت زهر النجوم نثارا /
تستمد الآراء من معناها / بيد الفكر زئبقا لمراها
سل قروح الصور عن مومياها / تلك اكسير جابر كيمياها
جبرت من قلوبنا الانكسارا /
صعدت كلما تصوَّب في صح / ن فؤادي من السقام وقد صح
وبعين الرضا لك الحال نشرح / كم لمحنا من نور كبريتها الاح
مر ما زادنا بها استبصارا /
في جيوب الجنوب من لك الري / لحياة القلوب قد أودعت مي
فشممنا ما ينعش الميت في الحي / ونشقنا من مسكها الاذفر الفي
ياح في طيبه شذى معطارا /
فتنقل بها فغن التنقل / بالذي يشرب السلافة يجمل
ذكرها باللهى إذا مرَّ يعسل / شقه شقت المرائر في حل
و أداها إذ كرَّرته مرارا /
ومن العتب كم أذابت جمودا / من فؤاد ولو حكى جلمودا
وبلطف إذ لم نوف وعودا / ذكرتنا وما نسينا عهودا
فإذابت قلوبنا تذكارا /
بعكاظ الوفاء رمنا لحوقا / وإليها ساق المشوق مشوقا
كي نؤدَّي من الولاء حقوقا / فأقامنا لمقعد العذر سوقا
قام صدق الولا بها سمسارا /
من لنا في نزول حضرة قدس / عند نفس فداؤها كل نفس
لننادي في كل مطلع شمس / علوي العرفان يا من بحدس
لم يزده كشف الغطاء اختبارا /
قد نظمنا الثنا عليك بسمط / وربطنا عقد الولا أيَّ ربط
وجعلنا الوفا جزاء لشرط / منك بعد الرضا رمينا بسخط
ان لبس غير الوفاء شعارا /
وهدينا إلى الضلال وتيه / كبني اسرائيل في التشبيه
ودهينا بعوق ما نبتغيه / وابتلينا بفوق ما نحن فيه
ان خلعنا سوى الجفاء وثارا /
أو حللنا دارا سواك بها حل / أو سألنا شيئا ومن ضل يسأل
أو وردنا حاشا أياديك منهل / أو حضرنا من بعد حضرتك العل
ياء مغنى أو اتخذناه دارا /
بابها باب حطة بعلاه / حازما جاز فيه كل مناه
أنت يا من رضا الاله رضاه / لسوى بابك العليَّ ذراه
ربما أورث الحضور احتضارا /
كنت بالشعر قد أهنت ابن هاني / وصرعت به صريح الغواني
وأنا اليوم تعلمون بشاني / بان فكري عن ابتكار المعاني
يوم بنتم ومنبع الشعر غارا /
حيث غبتم عني وأنتم بدور / غبت عني بكم فما لي حضورض
زال عن خاطري لمعنى خطور / ليت شعري من ضل عنه شعور
كيف يقوى ان ينشد الاشعارا /
وهو من يوم هجركم بغداذا / ترك النظم والقريض جذاذا
ما دعتني نفسي وتدعو لماذا / غير ان الأمر المطاع لهذا
قد دعاني لما أتى تكرارا /
فتقدَّمت للثنا أتعرَّض / ويراعى من روعه يتقضقض
وتقحمت من أسامة مربض / فتجشمت أنظم المدح في حض
رة مولى منه اكتسبت الفخارا /
هو كنز للعز ان رمت كنزا / وهو حرز للمجد ان شئت حرزا
فزت فينظم مدح علياء فوزا / دام عزا لمن يحاول عزا
ووقارا لمن يروم وقارا /
هكذا لايزال يهديه نظما / وهو يولي نثرا من المال جما
ليراه للحمد بدأ وختما / ما همي بالدموع طرف ومهما
شام برقا من الشآم استنارا /
حرف لام قد حرَّره بمسك
حرف لام قد حرَّره بمسك / فغدا نزهة لعين الرائي
أم عبير به تضمخ خدٌّ / فازدرى بالشقيقة الحمراء
أم هو الآس قد أحاط بورد / لاح يغني عن روضة غناء
أم عباب لما طمى قذفت / أمواجه عنبرا على الأرجاء
أم هو النمل دبَّ يرسف ف / ي كبل من الندِّ حول ضحضاح ماء
أم لوت بانة على الورد فرعا / أم عذار قد حفَّ وجه البهاء
وجرى مسكه بنهر نهار / فأرانا الاصباح في الامساء
وبه عبد الله حاز وقارا / حار في وصفه نهى الشعراء
من أبيه أبي الثناء شهاب / الدِّين محمود قدوة العلماء
كل كبرى من القضايا حواها / فتراءى نتيجة الكبراء
ومن الكليات حدَّا ورسما / حاز كلا أحاط بالاجزاء
جاوزت شمس حسنه مركز الحس / ن فأبدى العذار خط استواء
يا لشمس على الوجود أفادت / لا عراها الزوال بالأفياء
وعلى الظل حيث كانت دليلا / قام برهانها بغير امتراء
حسن وجهه اكتسى بشعار / حققت أنه من أهل الكساء
فهو الجوهر الذي قد كساه / عرض العارضين أبهى جلاء
فوق متن التوضيح منه حواش / مشكلات التلويح بالايماء
من بنات الافكار جاءت تهني / ه فتاة تمشي على استحياء
بعذار حكته أذ أرَّخوه / هالة أحدقت ببدر سماء
للمعاني على ذبالة مصبا
للمعاني على ذبالة مصبا / ح اقتراحي تهافت كالفراش
قد أحالت نفوسها حيث سالت / كلماتي مطرَّزات الحواشي
فهي حور مقصورة بخيامي / وكلامي مرخ عليها الغواشي
ودواتي نضاخة بمداد / منه في عينهنَّ بعض رشاش
منتش من سلافها راح فكري / وعجيب في منتشي الفكر ناشي
إن يكن بابنة الدنان انتعاش / للندامى فبالمعاني انتعاشي
قلمي قيصر المهارق يلفى / داخلا منه تحت حكم النجاشي
رب ملك من المعاني حواه / وهو في خدمتي على الرأس ماشي
كم توشت به صحائف مجد / هكذا فيلزخرف القول واشي
فيراعي بذات خال طروسي / بعصا كم ساق منها المواشي
فإذا ما تعطشت لارتواء / بلَّ أنبوبه غليل العطاش
صور في هياكل من بياني / للمعاني تزهو بحسن انتقاش
تبر شعري محكه نقد فكري / هل ترى فيه وصمة الاغتشاش
ثبت جاشي مجرَّد من تبير / من ثبير مجرَّد ثبت جاشي
كل طود إذا تجلى عليه / شرفي عنده يرى متلاشي
كل شيء ما فيه شيء يروق الع / ين في حسنه بعيني لاشي
فاز هذا الضريح فوزا عظيما
فاز هذا الضريح فوزا عظيما / بتقي يحكي الملائك سيما
هو حبر وصدره الرحب بحر / أودع الله فيه قلبا سليما
ما رأى قبل لحده الناس لحدا / صار كهفا ليذبل ورقيما
بعده أم الفضل أمست كما أض / حى أبو الفضل عاقرا وعقيما
فبكته من العلوم يتامى / بعيون ينثرن درا يتيما
يا لبحر منه فقدانا عبابا / زاخرا بالندى وغيثا عميما
فترضوا عنه إذا زرتموه / كل يوم وسلموا تسليما
فبدار السلام قد أرَّخوه / حلَّ عبد الرحمن مثوى كريما
أنت يا قبر مركز الحسنات
أنت يا قبر مركز الحسنات / وركاز المآثر الصالحات
بك عبد الرحمن حلَّ فحلت / معه فيك جملة البركات
وانطوت في ثراك منه علوم / زاخرات تربو على الصيبات
قد قضى عمره بزهد وتقوى / وصلاة مشفوعة بصلات
ببنان البيان في البحث كم قد / حلَّ للطالبين من مشكلات
وبقطر العراق محور فضل / مثله لا أتى ولا هو آت
بعده أضحت المدارس حتى / من حلي كل فاضل عاطلات
رجعت مطمئنة منه نفس / وتسامت لأرفع الدرجات
وترقى بسلم العلم أرَّخ / شان عبد الرحمن للجنات
زدتنا نعمة فزدناك شكرا
زدتنا نعمة فزدناك شكرا / وقليل من العباد الشكور
رفعت فوقنا الكروم سماء
رفعت فوقنا الكروم سماء / من عريش يحكى الزبرجد زيا
وعناقيده الدوالي أرتنا / من خلال الاوراق ألف ثريا
واستنارت من الكؤس بدور / بزغت من أكف ساقي الحميا
ونشرنا والهمَّ أضحى لفيفا / للتهاني بساطها العبقريا
وفرينا الدجا بصادق فجر / من وجوه فكان شيئا فريا
وقدحنا من الطلى للندامى / في ضمير الاقجاح زندا وريا
يا عذولي كرر علي السمع واملي
يا عذولي كرر علي السمع واملي / من أمالي القالي صحائف عذلي
وبلحن عن ما سوى الحب يسلي / غنٍّ لي باسم من أحب وخلي
كل من في الوجود يرمي بسهمه /
باسمه كل ما ترنم حادي / ردَّ عني الطعان من حسادي
أناشهم بسهم لوم الاعادي / لا أبالي ولو أصاب فؤادي
أنه لا يضرَّ شيء مع اسمه /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025