المجموع : 8
كفَّ عني واش وأغضى رقيب
كفَّ عني واش وأغضى رقيب / ونهاني عن التصابي المشيب
بأبي شخصك الذي لا يغيب
بأبي شخصك الذي لا يغيب / عن عياني وهو البعيد القريب
يا مقيماً في الصدر قد خِفت / أن يؤذيك للقلب حرقة ووجيب
وأرى الدمع ليس يطفيء حرَّ الوجد / إن جاد غيثه المسكوب
كل يوم لنا رشوقِيَ ما بين / ضلوعي بماء جفني لهيب
وكذا الصَّب يحسن الجور في / الحبِّ لديه ويعذب التعذيب
لا يهاب الأسود في حومة / الحرب ويقتاده الغزال الربيب
ويجازى عن النفار من / الأحباب بالقرب إنَّ ذا لعجيب
يا مليح القوام عطفاً فقد يعطف / من لينه القضيب الرطيب
لك قلب أقسى علينا من الصخر / وما هكذا تكون القلوب
وبحكم العدو تحكم ألحاظك / في قلبنا وأنت الحبيب
أنت عندي مثل ابن سبراي منه / الداء يردي النفوس وهو الطبيب
ما لدمعي يسقى به ورد خديك / ومرعاه فوق خدَّي جديب
ولأهل الصفاء ما منهم الآن / خليل إذا دعوت يجيب
ما ظننَّا نفوسهم بانصداع الشمل / يوماً ولا الفراق تطيب
يا أخلاي بالشآم لئن غبتم / فشوقي إليكمُ لا يغيب
غصبتنا الأيام قربكم منَّا / ولا بد أن تردُّ الغصوب
ولكم إن نشطتم عندنا الإكرام / والرفد والمحل الخصيب
قد علمتم بأن غيث أيادينا / على الناس بالنضار سكوب
وبنا يدرك المؤمل ما يرجوه / قدماً وينقذ المكروب
نحن كالسحب بالبوارق والرعد / لدينا الترغيب والترهيب
تارة نسعر الحروب على الناس / وطوراً بالمكرمات نصوب
كره الشام أهله فهو محقوق / بألا يقيم فيه لبيب
إن تجلَّت عنه الحروب قليلاً / خلفتها زلازل وخطوب
رقصت أرضه عشية غنَّى الرعد / في الجو والكريم طروب
وتثنت حيطانه فأمالتها / شمال بزمرها وجنوب
لا هبوب لنائم من أمانيه / وللعاصفات فيها هبوب
وأرى البرق شامتاً ضاحك السن / وللجو بالغيوم قطوب
ذكروا أنه تذوب به السحب / فما للصخور أيضاً تذوب
أبذنب أصابها قدر اللّه / فللأرض كالأنام ذنوب
إنَّ ظني والظن مثل سهام الرمي / منها المخطي ومنها المصيب
إنَّ هذا لان غدت ساحة القدس / وما للاسلام فيها نصيب
منزل الوحي قبل بعث رسول / اللّه فهو المحجوج والمحجوب
نزلت وسطه الخنازير والخمر / وبارى الناقوس فيها الصليب
لو رآه المسيح لم يرض فعلاً / زعموا أنه له منسوب
أبعد الناس عن عبادة ربِّ / الناس قوم إلههم مصلوب
لهف نفسي على ديار من السكان / أقوت فليس فيها عريب
ولكن حلتُّها فأنسته أوطان صباه / والأهل يوماً غريب
فاحتسب ما أصاب قومك مجد / الدين واصبر فالحادثات ضروب
هكذا الدهر حكمه الجور والقصد / وفيه المكروه والمحبوب
إن تخصصكم نوائب ما زالت / لكم دون من سواكم تنوب
فكذاك القناة يكسر يوم الروع / منها صدر وتبقى كعوب
ولعمري إن المناصح في الدين / على اللّه أجره محسوب
وجهاد العدو بالفعل والقول / على كل مسلم مكتوب
ولك الرتبة العلية في الأمرين / مذ كنتَ إذ تشبُّ الحروب
أنت فيها الشجاع مالك في الطعن / ولا في الضراب يوماً ضريب
وإذا ما حرضت فالشاعر / المفلق فيما تقوله والخطيب
وإذا ما أشرت فالحزم لا ين / كر أن التدبير منك مصيب
لك رأي يقظان إن ضعف الرأي / على حاملي الصليب صليب
فانهض الآن مسرعاً فبأمثالك / ما زال يدرك المطلوب
والق عنَّا رسالة عند نور الدين / ما في القائها ما يريب
قل له دام ملكه وعليه / من لباس الإقبال برد قشيب
أيها العادل الذي هو للدين / شباب وللحروب شبيب
والذي لم يزل قديماً عن الاسلام / بالعزم منه تجلى الكروب
وغدا منه للفرنج إذا لاقوه / يوم من الزمان عصيب
إن يرم نزف حقدهم فلأشطان / قناة في كل قلب قليب
غيرنا من يقول ما ليس يمضيه / بفعل وغيرك المكذوب
قد كتبنا إليك فأوضح لنا / الآن بماذا عن الكتاب تجيب
قصدنا أن يكون منَّا ومنكم / أجل في مسيرنا مضروب
فلدينا من العساكر ما ضاق / بأدناهم الفضاء الرحيب
وعلينا أن يستهل على الشام / مكان الغيوث مال صبيب
أو تراها مثل العروس تراها / كلَّه من دم العدا مخضوب
لطنين السيوف في فلق الص / بح على هام أهلها تطريب
ولجمع الحشود من كلِّ حصن / سلب مهمل لهم ونهوب
وبحول الإِله ذاك ومن / غالب ربي فإِنه مغلوب
هل أتى فيهم تنَّزل فيها
هل أتى فيهم تنَّزل فيها / فضلهم محكماً وفي الورات
يطعمون الطعام خوفاً فقيراً / ويتيماً وعانياً في العناتِ
إِنما نطعم الطعام لوجه / اللّه لا للجزاء في العاجلاتِ
فجزاهم بصبرهم جنة الخلد / بها من كواعب خيرات
إن الابرار يشربون بكأس
إن الابرار يشربون بكأس / كان حقاً مزاجها كافورا
ولهم أنشأ المهيمن عيناً / فجروها عباده تفجيرا
وهداهم وقال يوفون بالنذ / ر فمن مثلهم يوفي النذورا
ويخافون بعد ذلك يوماً / هائلاً كان شره مستطيرا
يطعمون الطعام ذا اليتم / والمسكين في حب ربهم والأسيرا
إنما نطعم الطعام لوجه اللّه / لا نبتغي لديكم شكورا
غير إِنا نخاف من ربنا يوماً / عبوساً عصبصباً قمطريرا
فوقاهم آلههم ذلك اليوم / يلقون نضرة وسرورا
وجزاهم بأنهم صبروا في / السر والجهر جنة وحريرا
في اتكاء هم لا يرون لدى الجنة / شمساً كلا ولا زمهريرا
وعليهم ظلالها دانيات / ذللت في قطوفها تيسيرا
وبأكواب فضة وقوارير / قوارير قدرت تقديرا
ويطوف الولدان فيها عليهم / فيخالون لؤلؤاً منثورا
بكؤس قد مزجت زنجبيلاً / لذة الشاربين تشفي الصدورا
ويحلون بالأساور فيها / وسقاهم ربي شراباً طهورا
وعليهم فيها ثياب من السندس / خضر في الخلد تلمع نورا
إن هذا لكم جزاءاً من اللّه / وقد كان سعيكم مشكورا
أيها المنقذي أنت على البعد
أيها المنقذي أنت على البعد / صديق لنا ونعم الصديق
ليس فيما تأتيه من بر أفعالك / للطالب الحقوق عقوق
فلهذا نرى مواصلة الكتب / تباعاً اليك مما يليق
ونناجيك بالمهمات إذ أنت / بالقائها اليك خليق
وأهم الأمور أمر جهاد الكفر / فاسمع فعندنا التحقيق
واصلتهم منا السرايا فأشجاهم / بكور منا لهم وطروق
وأباحت ديارهم فأباد القوم / قتل ملازم وحريق
وانتظرنا بزحفنا برء نور الدين / علماً منا بأنه سيفيق
وهو الآن في أمان من اللّه / وما يعتريه أمر يعوق
ما لهذا المهم مثلك مجد الدين / فانهض به فأنت حقيق
قل له لا عداه رأي ولا زال / لديه لكل خير طريق
أنت في حسم داء طاغية الكفار / ذاك المرجو والمرموق
فاغتنم بالجهاد أجرك كي تلقى / رفيقاً له ونعم الرفيق
أيها السائر المجد إلى الشا
أيها السائر المجد إلى الشا / م تبارى ركابه والخيول
خذ على بلدة بها دار مجد / الدين لاريع ريعها المأمول
وتعرف أخباره واقرأه منا / سلاماً فيه العتاب يجول
قل له أنت نعم ذخراً لصديق / اليوم لكنك الصديق الملول
ما ظننا بأن حالك في القرب / ولا البعد بالملال تحول
لا كتاب ولا جواب ولا قول / به لليقين منا حصول
غير أنا نواصل الكتب إذ قصر / منك البر الكريم الوصل
ذاكرين الفتح الذي فتح اللّه / علينا فالصنع منه جميل
لم يزل فعلنا له خالصاً / وهو لما شاء في الأنام فصول
جاءنا بعدما ذكرناه في كتب / أتاكم بهن منا الرسول
أن بعض الاسطول نال من / الافرنج ما لا يناله التأميل
سار في قلة وما زال باللّه / وصدق النيات ينمي القليل
وبلقا الاسطول ليس له / بعد إلى ساحل الشآم وصول
فحوى من عكا وانطرطوس / عدة لم يحط بها التحصيل
جمع ديوية بهم كانت الافرنج / تسطو على الورى وتصول
قيد في وسطهم مقدمهم / يهدي الينا وجيده مغلول
بعد مثوى جماعة هلكت / بالسيف منها الغريق والمقتول
هذه نعمة الاله وتعديد / أيادي الاله شيء يطول
فأبلغن قولنا إلى الملك العادل / فهو المرجو والمأمول
قل له كم تماطل الدين في الكفار / فأحذر أن يغصب الممطول
سِر إلى القدس واحتسب ذاك / في اللّه فبالسير منك يشفي الغليل
وإذا ما أبطأ مسيرك فاللّه إذاً / حسبنا ونِعم الوكيل
نحن في غفلة ونوم وللمو
نحن في غفلة ونوم وللمو / ت عيون يقظانة لا تنام
قد رحلنا إلى الحِمام سنينا / ليت شعري متى يكون الحِمام
أنا من شيعة الامام علي
أنا من شيعة الامام علي / حرب أعداءه وسلم الولي
أنا من شيعة الامام الذي ما / مال في عمره لفعل دني
أنا عبد لصاحب الحوض ساقي / من توالي فيه بكأس روي
أنا عبد لمن أبان لنا المشكل / فارتاض كل صعب أبي
والذي كبرت ملائكة الله / له عند صرعة العامري
الامام الذي تخيره الله / بلا مرية أخاً للنبي
قسماً ما وقاه بالنفس لما / بات في الفرش عنه غير علي
ولعمري إذ حل في يوم خم / لم يكن موصياً لغير الوصي
المبرى من كل عيب وريب / والمسوى بغير نقص وعي
فبه قد هداني اللّه للحق / فما لي ورأي كل غوي
خفي الفضل في سواه وأما / فضله في الورى لغير خفي
من تغابى عنه فمثلي عن الفضل / الشهير المبني غير غبي
واتصالي به لدى الحرب أبداً / لي نصراً على الشجاع الكمي
وإذا أظلمت خنادس خطب / كنت منه على رجاء مضي
وأنا منذ كنت أسعى لساداتي / على منهج الصراط السوي
يا ضعيف اليقين إن اعتقادي / في علي على يقين قوي
أنا في القول لا أطيع غوياً / إذ مطيع الغوي نفس الغوي
ذكر آل النبي عندي كالبشرى / وذكرى سواهم كالنعي
قد جرى حبهم بجسمي كما احت / لمت مجاري الرضاع جسم الصبي
أنا أسخو بالمال لكن بديني / أن تأملتني فغير سخي
في ولائي أبري من الظالم الغا / شم فاسكن إلى ولي بري
من دعاني إلى الأئمة أسرعت / إليه ولم أكن ببطي
وإذا ما خيار قومي رضوا / عني لم أحتفل بغير رضي
فاجتل الآن من نظام ابن رز / يك حلياً يفوق نظم الحلي
وإذا أجدبت خواطر قوم / فاحظ من خاطري بروض ندي
خاطر تقرب المعاني عليه / إن دعاها من المكان القصي
كلم تكسب المعاطف والتيجان / هزأ إن أنشدت في الندي