المجموع : 4
طابَ شربُ المدامِ في الخَلوَاتْ
طابَ شربُ المدامِ في الخَلوَاتْ / أَسْقنيِ يانديمُ بالآنياتْ
خمرةً تَركُهَا عَليناَ حَرامٌ / ليس فِيها إِثمٌ ولا شُبُهاتْ
عُتِّقت في الدِّنانِ من قَبل آدم / أصلها طيبٌ من الطيباتْ
أفْتِنيِ أيُّها الفقيهُ وقلْ لِي / هل يجُوزُ شربها على عَرفَاتْ
أو يجوزُ الطَّوافُ والسَّعْيُ بها / وَيَلَبَّى ويُرْمى بالخْمرَاتْ
أو يجوزُ القرآنُ والذكرُ بها / أو يجوزُ التسْبيحُ في الصَّلوَاتْ
فأجاَبَ الْفِقيهُ إِنْ كانَ خمرَ / عنب فيه شيْ من المُسْكراتْ
شُربه عندنا حرامٌ يَقِيناً / زائدٌ فيهِ شيْ من الشبهاتْ
آه ياذَا الَفقيه لَوْ ذُقْتَ منها / وسمعتَ الألحْان في الخَلوَاتْ
لتركتَ الدُّنيا وما أنْتَ فِيه / وتَعشْ هَائما لِيَوْمِ المماتْ
زَارني من أُحب قبل الصباحِ
زَارني من أُحب قبل الصباحِ / فَحَلالي تهَتُّكي وافتِضاحِي
وسقاني وقال نم وتسلَّى / ما عَلى مَن أحَبَّنا من جُناحِ
فَأدِر كأس من أُحِبُّ وأهْوى / فَهوى من أُحِبُّ عَين صَلاحِ
لوْ سَقاهَا لميِّت عاد حَيًّا / فَهي راحى وَاحة الأرْواحِ
لا تَلمني فَلست أصْغى لِعذلٍ / لاَ ولو قُطِّع الحشا بالصياَح
مَا أُحيلى حَديث ذِكر حَبيبي / بَين أهْل الصفَا وَأهل الفلاح
قد تجلى الحبِيب في جنح لَيْلِى / وَحَبانِي بوصله للصَّبَاح
طابَ وَقتي وقد خلعت عذَارِي / فَاسقِني بالكؤوسِ والأقداحِ
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله
قَدْ كَساني لباسَ سُقْمِ وذله / حبُ غَيْدَاءَ بالجْمال مُدله
سَلَبتني وغَيبتْني عَنيِّ / وَغدا العَقْلُ منْ هواها مُولهْ
سَفكَتْ في الهَوى دَمِي ثم قَالَتْ / يا طفيلي عَشقْتني أنْتَ أبْلهْ
إِنْ تُردْ وصْلَنا فموتك شَرْطٌ / لا يَنالُ الوصَالْ من فيه فَضْلهْ
طَهّرْ العين بالمدَامِع سَكْبَا / من شُهود السّوى يزل كلَّ علهْ
وانْخَلعْ عَنْكَ يا خَليع غَرَامي / لا تَكُنْ غيرُ وجْهنَا لك قبْله
وابْذُل الرُّوحَ فهْي فينَا قليلٌ / راضيَا لا تقل دمي مَنْ احَلَّهْ
نُقْطةَ الْباء كَنْ إِذا شِئت تسمو / أو فَدَعْ ذكْرَ قُرْبنا يا مُولَّهْ
وأردْنَا لنا لغَير مُرادِ / والزم البَابَ في حَيَاءِ وخَجْلهْ
من أتَى بَابنَا انَلنَاه فَضْلاَ / تلك عاداتُنا لِمَن شَاء قبْلَهْ
واجْعَل الفَقرَ شفيعَا لك تُغنى / حَبذَا الافتقارُ دينَا وملَّهْ
كم مُحِب بعجْزِه قد تَجَلَّى / نالَ منَّا الذي يَرُومُ ومثله
هذه سُنَّةُ المحبين فاسْلُكْ / واترُك الجاهِلَ العذُول وعَذْله
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني / وعليكم عَواذِلي عنَّفوني
خلَّفوني في الحيِّ مَيْتاً طريحاً / وعلى النَّوم بعدَهم حلَّفوني
كان ظَنِّي رجوعهُم لي قرِيباً / فانْقضَت مُدَّتي وخابت ظُنوني
أنا إِنْ مِتُّ في هَواكم قتيلاً / بدُموعِي بحقِّكم غسِّلوني
ثم نادوا الصَّلاة هذا محِبّ / ماتَ ما بين لوْعةٍ وشُجونٍ
ولرَوْضِ العُشَّاقِ سيروا بنَعْشي / فهُمو جيرَتي بهم أنْعِشوني
يا غريبَ النَّقا لقد جرَّعوني / بالصُّدود كاس الرَّدى والمنونِ
ارحموا من قضى جَوى في هَواكم / وقِفوا عند رَوْضتي بالحجونِ
واسمحوا للمَزارِ بالرُّوح إِنِّي / في نَعيم إِن أنتمُ زُرتموني
واشرحوا للوَرى قضِية حالي / فعسى عنْد شرحِها يَرْحموني