المجموع : 9
لَجَّ بَرقُ الأَحَصِّ في لَمَعانِهِ
لَجَّ بَرقُ الأَحَصِّ في لَمَعانِهِ / فَتَذكَّرتُ مَن وَراءَ رِعانِهُ
فَسَقى الغَيثُ حَيثُ يَنقَطِعُ الأَو / عَسُ مِن رَندِهِ وَمَنبَتِ بانِه
أَو تَرى النَورَ مِثلَ ما يُنشَر البُر / دُ حَوالي هِضابِهِ وَقُنانِهُ
تَجلِبُ الرِيحُ فيهِ أَذكى مِنَ المِس / ك إِذا مَرَّتِ الصَبا بِمَكانِه
صاحِ هَل شاقَكَ العَشِيَّةَ بِالوَعساءِ / بَرقٌ يَشِبُّ في لَمَعانِهِ
لاحَ في حِندِسِ الظَلامِ كَما لا / حَ سَنا الوَقدِ بارِزاً مِن دُخانِهِ
مُستَطيراً كَأَنَّهُ الأَسمَرُ الما / رِنُ في لِينِهِ وَفي عَسَلانِهِ
أَو كَما يَشهَدُ الوَغا أَسوَدُ الخَيلِ / فَتَدمى كُلومُهُ في لَبانِه
يا خَليلّي عَرّجا نَسألِ المَسكَنَ / عَمَّن نُحِبُّ مِن سُكّانِه
أَنحَلَته حَوادِثُ الدَهرِ حَتّى / صارَ يَخفى نُحولُهُ عَن عِيانِه
أَذكَرَتنا رَيّاهُ رَيّا خُزاما / هُ وَرَيّا النَسيمِ مِن حَوذانِه
كُلَّما هَبَّتِ الصَبا نَثَرَت فيهِ / شَبيهاً بِالوَردِ مِن ايهَقانِه
مَنزِلٌ كُلَّما نَزَلنا بِمَغنا / هُ نَعِمنا بِحُورِهِ في جِنابِه
حَبَّذا العَيشُ فيهِ لَو دامَ ذاكَ العَيشُ / فيهِ وَالعُمرُ في عُنفُوانِه
قَبلَ أَن يَنهَجَ الشَبابُ الَّذي وَلّى / وَيَذوي الرَطيبُ مِن أَغصانِه
عَيَّرتَني المَشيبَ أَسماءُ وَالخَطّيُّ / ما شانَهُ بَياضُ سِنانِه
وَالدُجى حُسنُه النُجومُ وَحُسنُ الر / روض حُسنُ البَياضِ في أُقحُوانِه
وَرِكابٌ تَجفُو المَبارِكَ في البَيْ / داء وَاللَيلُ بارِكٌ بِجِرانِه
كُلَّما داسَتِ الحَصا خَضَبَتهُ / فَتَساوى عَقيقُهُ بِجُمانِه
حامِلاتٍ غَرائِبَ الأَدَبِ المَرغُو / بِ فيهِ إِلى غَريبِ زَمانِه
عَلَمِ الدَولَةِ الَّذي غَرَّق العا / لَم في فَضلِهِ وَفي إِحسانِه
مَلِكٌ ضاقَ وُسعُ ما تَقطَعُ العِي / سُ إِلَيهِ عَن وُسعِ ما في جَنانِه
مُدرِكيُّ النِجارِ يَنفَحُ نَشرُ ال / مِسك مِن عِرضِهِ وَمِن أَردانِه
خَيرُ أَثوابِهِ العَفافُ وَأَسنى الذِك / ر أَسنى ما صِيغَ مِن تيجانِه
يَخزِنُ المالَ في صَنائِعه الغُر / ر وَيُفني ما في حُوى خُزّانِهُ
وَإِذا كانَ طَبعُهُ كَرَمُ النَفيِ / س فَمَن ذا يُحيلُهُ عَن كِيانِه
لَو وَزنّاهُ بِالَّذي تَحمِلُ الأَر / ضُ عَلَيها لَمالَ في ميزانِه
يَدَّعي الناسُ فَضلَهُ وَيَبينُ ال / حقُّ عِندَ اِمتِحانِهِم وَامتِحانِه
بَحرُ جُودٍ إِذا طَما جُودُ كَفَّيهِ / رَأَينا البِحارَ مِن خُلجانِه
لَو جرى ما يُنيلُه لاحتَقَرنا / عَصرَ نُوحٍ وَالفَيضَ مِن طُوفانِه
طالَ حَتّى رَأَيتَ كَيوانَ مِنهُ / مِثلَه بِالقِياسِ مَع كِيوانِهُ
وَعَلا قَدرُهُ فَكُلُّ مَكانٍ / دُونَ باريهِ دُونَهُ في مَكانِهِ
لَمَسَت كَفُّهُ العِنانَ فَكادَ العُشبُ / يُلفى مِن لَمسِهِ في عِنانِه
وَمَشى تَحتَه الجَوادُ فَكانَ الماءُ / يَجري مِن تَحتِ وَطءِ حِصانِه
دائِمُ النَصرِ لا يُريدُ عَلى الأَعداءِ / عَوناً وَاللَهُ مِن أَعوانِه
وَرِثَ الفَخرَ عَن أَبيهِ وَمَيراثَ / العُلى عَن ضِرابِهِ وَطِعانِه
وَبَنى القَصرَ بَعدَ ما عَجِبَ العا / جِبُ مِن هَدمِهِ وَمِن بُنيانِه
وَرَأَيناهُ في الإِوانِ فَخِلنا / أَنَّ كِسرى ممثَّلاً في إِوانِه
أَمِنَ الدَهرُ عَدلَهُ فَغَدا الدَهرُ / وَمَن فيهِ آمِناً في أَمانِه
شَرَفاً يَزحَمُ النُجومَ وَعِزّاً / أَمَّنَ اللَهُ أَهَلُه مِن هَوانِه
قَد شَكَرنا زَمانَنا وَأَمِنّا / بِالفَتى المُدرِكيّ مِن حَدَثانِه
زادَ قَدري بَقَدرِهِ وَعَلا عِندَ / مُلوكِ البِلادِ شاني بِشانِه
تَحسَبُ الطَودَ ذَرَّةً مِن حِجاهُ / وَتَرى البَحرَ قَطرَةً مِن بَنانِه
أَيُّها العادِلُ الَّذي أَمِنَ الأُسدُ / مِن جَورِهِ وَمِن عُدوانِه
صُنعتُ صِدقَ الكَلامِ فيكَ فَما / أَخجَلُ مِن زُورِهِ وَمِن بُهتانِه
إِنَّما أَنتَ غايَةُ الكَرَمِ المَن / عوتِ في قَيسِهِ وَفي قَحطانِه
لَيسَ في ناظِرِ المَكارِمِ إِنسا / نٌ يَراهُ كَأنتَ في إِنسانِه
يا ابنَ أَعلى المُلوكِ ذِكراً وَيا أَك / رَمَ مَن في زَمانِهِ وَأَوانِه
دُونَكَ الحَمدَ خالِداً مِن مُحِبٍّ / لَكَ في سِرِّهِ وَفي إِعلانِه
أَنتَ طَوَّلتَ قَدرَهُ وَتَطوَّل / تَ عَلَيهِ فَطالَ شُكرُ زَمانِه
يا تَقِيّاً في فِعلِهِ وَنَقِيَّ ال / فِعلِ في فِطرِهِ وَفي رَمَضانِه
ضَمِنَ الدَهرُ أَن يَمُدَّ لَكَ العُم / رَ فَلا زالَ وافياً بِضَمانِه
فَلَقَد حَسَّنَت مِناقِبُكَ الدَه / رَ فَأَغنَت سِخابُهُ عَن جُمانِه
يا خَليلَيَّ هَل تَجيبُ الطُلولُ
يا خَليلَيَّ هَل تَجيبُ الطُلولُ / إِن سَأَلنا أَينَ الخَليطُ نُزولُ
دِمَنٌ مِثلُنا يُقَلقِلُها الشُو / قُ وَيَعتادُها الجَوى وَالغَليل
قَد بَراها كَما بَرانا التَنائِي / وَعَراها كَما عَرانا النُحولُ
باكِياتٍ وَما لَهُنَّ دُموعٌ / مُغرَماتٍ وَما لَهُنَّ عُقولُ
دَرَسَتها الجنوبُ وَالشَمأَلُ الزَع / زَعُ وَاستَأصَلَت قُواها القَبولُ
أَسعَدَتنا فيها المَطايا عَلى الوَخ / دِ فَظَلّت مِثلَ المَطايا الخُيولُ
فَلَنا في النَوى زَفيرٌ وَلِلعِي / سِ حَنينٌ وَلِلجِيادِ صَهيلُ
يا خَليلَيَّ ساعِداني عَلى الوَج / دِ كَما يُسعِدُ الخَليلَ الخَليلُ
وَاِنظُرا البَرقَ كَيفَ تَنزِلُهُ الجِن / نُ كَما تَنزِلُ السُلافُ الشَمولُ
مُستَطيراً لَهُ عَلى جانِبِ الغَو / رِ طُلوعٌ مُرَدَّدٌ وَأُفُولُ
فيهِ ما في المُتيَّمينَ مِنَ العِشقِ / خُفوقٌ وَصُفرَةٌ وَنُحولُ
لاحَ مِن خَلفِنا وَسِرنا وَأَعنا / قُ المَطايا إِلَيهِ في الجَوِّ مِيلُ
في ظَلامٍ تَساوَت الهَضَباتُ الشمُ / مُ فيهِ وَالغامِضاتُ الهُجولُ
خَبَطَتهُ مَناسِمُ العِيسِ حَتّى / طارَ فيها عَنِ الخِدامِ النَقيلُ
بِشُخوصٍ كَأَنَّها صُرَدُ اللَي / لِ كَما ضَمَّتِ الأَسيرَ الكُبولُ
أَشحَبَتهُم غُبرُ الفَيافي وَأَزرَت / شُقَّةُ البِيدِ عِيسَهُم وَالذَميلُ
أَو أَناخُوا بِخَيرِ مَن باتَ لِلوَف / دِ لَدَيهِ إِناخَةٌ وَرَحيلُ
مَلِكٌ مِن بَني المُلوكِ وَقَيلٌ / رَهِبَتهُ في الخافِقينِ القُيولُ
وَرِثَ الفَخرَ عَن أَبيهِ وَأَعطَتهُ / المَعالي رِماحُهُ وَالنُصولُ
نَزلَ النَجمُ عَن مَعاليهِ فَالعَيّوقُ / في الجَوِّ نازِلٌ لا يَزولُ
شَبَّ مِن نَبعَةِ المَكارِمِ وَالمَجدِ / وَطابَت فُروعُهُ وَالأُصولُ
إِنَّما آلُ صالِحٍ غُرَرُ الدَه / رِ وَما في الوَرى الشَوى وَالحُجولُ
سَبَقُوا الناسَ بِالمَكارِمِ وَالفَخ / رِ كَما يَسبِقُ الصِحابَ الدَليلُ
وَاستَعادَ المُعِزّ عِزّهُمُ الذا / هِبَ مِن بَعدِ ما اِعتَراهُ الخُمولُ
بَعدَ أَن حَطَّمَ الرِماحَ وَرَدَّ ال / بِيضَ قَد خَرَّبَت ظُباها الفُلولُ
ولُهامٌ يَسُدُّ عِثيَرُهُ الجَوَّ / وَيَخفى عَنِ الرَعيلِ الرَعيلُ
صَحَّ فيهِ القَنا وَظَلَّ عَلى ها / مِ الأَعادي لِلمُرهَفاتِ صَليلُ
أَيُّها الماجِدُ الَّذي ضاقَ بِالمَج / دِ إِلى غَيرِهِ الهُدى وَالسَبيلُ
إِنَّما أَنتَ نِعمَةٌ نَشكُرُ اللَ / هَ عَلَيها وَعِصمَةٌ لا تَزولُ
لا خَلا مِنكَ مَعشَرٌ أَنتَ بالخَي / رِ لَهُم ما حَيِيتَ بَرٌّ وَصُولُ
بِنتُ بِالأَمسِ عَن فَتىً طالَما با / تَ بِخَيرٍ وَالغائِبونَ قَليلُ
حامِلٌ مِنكُمُ الجَميلَ وَما ضا / عَ لَكُم في أَبي المَنيعِ جَميلُ
إِن تَحَمَّلتَ ثِقَلهُ فَكَذا أَن / تَ لِأَثقالِنا صَبورٌ حَمولُ
أَنتُمُ إِخوَةُ الصَفاءِ كَما كا / نَ عَلِيٌّ وَجَعفَرٌ وَعَقيلُ
لا عَدِمناكُمُ فَما نَعدَمُ الخَي / رَ وَلا غالَكُم مِنَ الدَهرِ غُولُ
طَرَقَت بَعدَ مَوهنٍ أَسماءُ
طَرَقَت بَعدَ مَوهنٍ أَسماءُ / حينَ أَرخَت سُدولَها الظلماءُ
طَرَقَتنا وَاللَيلُ أَبهَمُ وَالبَي / داءُ مِن دونِ أَهلِها يَهماءُ
كَيفَ جابَت مَخاوِفَ البيد أَم كَي / فَ اطمَأَنَّت في سَيرِها البَيداءُ
وَفَيافي النَبِيِّ مِن دونِها الغُب / رُ وَمَوماةُ أَرضِها التَيهاءُ
وَجِبالُ السراةِ مِن دُونِ مَأتا / ها فَرَيّا فَرَدَّةٌ فالجِواءُ
فَاللِوى فَالأَحِزة العُقدُ مِن خَب / تَي زَرُودٍ فَالصَمدُ فَالخَلصاءُ
فَصُوى حَرَّةٍ وَأَرعَنُ في الجَوْ / و مُنيفٌ وَقُبَّةٌ عَنقاءُ
كَيفَ كانَ الوَفاءُ وَهِيَ مَدى الأَي / يامِ لا يُرتَجى لَدَيها وَفاءُ
قَد غَشِينا دِيارَها بِلِوى النَب / ر عَلَيها بَعدَ العَفاءِ عَفاءُ
وَبَكَينا دِيارَها وَهِيَ أَطلا / لٌ بَوالٍ لَو كانَ يُغني البُكاءُ
ثُمَّ مالَت بِنا المَطايا فَعاجَت / حينَ عاجَت بِرَكبِها الأَهواءُ
مُرزِماتٍ يَحنِنَّ وَالرَكبُ باكو / نَ فَهُم في الهَوى وَهُنَّ سَواءُ
زَعَمَ الخائِنُ المَوَدَّةِ أَنَّ ال / حُبَّ داءٌ لَهُ التَنائِي دَواءُ
وَهُوَ عارٌ عَلى الفَتى وَلَهُ عَن / ه إِذا أَزمَعَ الفِراقَ اِنتِهاءُ
إِنَّما العارُ أَن يُخلّى الهَوى / المَحضُ مُضاعاً وَأَن يُخانَ الإِخاءُ
وَلَقَد أشهَدُ الكَريهَةَ وَالجَو / وُ عَلَيهِ غَيابَةٌ طَخياءُ
لا غَذِيٌّ بِها وَلَكن جيادُ الخَي / ل تُهوى كما تُؤاخَى الظِباءُ
في مَكَرٍّ تَلقى بِهِ الشِبَعَ البِي / ض فَتُروى فيهِ الرِماحُ الظِماءُ
فَتكُهُم في العِدى وَرُبَّةَ يَومٍ / أَشرَفَت قَومَنا بِهِ النَعماءُ
ثُمَّ قُمنا إِلى اللّذاذَةِ وَالصَي / دِ وَما لِلنَهارِ بَعدُ اِعتِلاءُ
حَشوُ سَرجي إِذا تَبارَت بِنا ال / خَيلُ كُمَيتٌ رِفَلَّةٌ شَوهاءُ
ذاتُ لَونٍ حَيٍّ كَما اِمتَزجَ ال / صِرفُ بِهِ وَالمُدامَةَ الصَهباءُ
جانِباً لِلقَنيصِ أَشدَقَ غِربي / بابِفيهِ مَناصِلٌ أَسواءُ
قَصُرَ الظَهرُ مِنهُ فَانحَطَّ وَاِستَع / لى عَلَيهِ قُدّامُهُ وَالوَراءُ
وَتَعالت بِهِ الشَوامِتُ لَولا / الساقُ فيها تَجَنُّبٌ وَاِنحِناءُ
طالَ هادِيهِ كَالقَناةِ وَمالَت / أُذُنٌ فَوقَ رَأسِهِ غَضفاءُ
فاضِلُ الذَيلِ يَلحَقُ الأَرضَ لَولا / عُقَفٌ في كَحالِهِ وَالتِواءُ
وَيَميني تُقِلُّ أَشغى لَهُ صَد / رٌ رَحيبٌ وَمُقلَةٌ نَجلاءُ
يَنظُرُ الكامِنَ الخَفِيَّ وَما طا / رَ إِلى الجَوِّ فَاحتَساهُ الهَواءُ
ذُو جَناحَينِ طائِحَينِ مِنَ النِي / ق كَما طاحَ في القَليبِ الرِشاءُ
بَينَما نَحنُ بِالمِتانِ وَقَرنُ / الشَمسِ فيهِ عَنِ اليَمينِ إِياءُ
عَنَّ سِربٌ لَنا يَفيضُ بِهِ الفج / ج وَيَرمي بِنا إِلَيهِ الفَضاءُ
فَشَنَنّا المُضَرَّياتِ كَما شُن / نت عَلى الحَيِّ غارَةٌ شَعواءُ
فَاِنبَرَت تَكتُبُ الدِهاسَ بِأَيديها / كَما تَكتُبُ السِجِلَّ الإِباءُ
في قِتامٍ أَتُونَهُ يَحجُبُ السِر / ب كَما يَحجُبُ الفَتاةَ الخِباءُ
وَتَلاحَمنَ فَاعتَرَكنَ كَما تَف / عَلُ يَومَ الكَريهَةِ الأَعداءُ
ساعَةً أَو جَعَلنَ رَضراضَةَ الحَز / ن عَقيقاً مِمّا عَلَتهُ الدِماءُ
كُلُّ ضارٍ عَلى نَوازٍ مِنَ السِر / ب نَجَت لَو يَكونُ أَغنى النَجاءُ
وَإِذا الحَينُ حانَ لَم يَنفَعِ المُح / تالَ حَولٌ وَلا الجريَّ جِراءُ
وَفَلاةٍ كَأَنَّها لُجّةُ اليم / م عَلَيها مِنَ السَرابِ أَياءُ
تَغرقُ الشَمسُ في أَواذِيّها الغُر / ر وَتَرمي شَرارَها الرَمضاءُ
ذاتُ جِنٍّ إِذا اِعتَكَرَ اللَي / لَ أَلِيلٌ مُرَجَّعٌ وَغِناءُ
جُبتُها وَالظَلامُ قَد كَفَرَ الصُب / ح كَما يَكفُرُ الضَريبَ السِقاءُ
بِرِكابٍ عَلى رَكائِبِها رَك / ب خِفاقٌ كَأَنَّهُم أَفياءُ
قَد بَرَتهُم كَما بَرَتها الفَيافي / وَالسُرى وَالصَباحُ وَالإِمساءُ
طَلَبوا الفَضلَ حَيثُ يُلتَمسُ الفَض / ل وَراموا السَخاءَ حَيثُ السَخاءُ
إِنَّما الجودُ وَالمُعِزُّ حَليفا / ن فَما فيهِما لِخَلقٍ مِراءُ
مَلِكٌ كُلُّ مالِكٍ خَلَقَ الخَل / لاق أَرضٌ تُداسُ وَهوَ سَماءُ
مِن صَميمِ الفَخارِ وَالكَرَمِ المَح / ض الَّذي هُجِّنَت بِهِ الكُرَماءُ
قَصَّرَ الآخِرونَ عَن بُعدِ مَسعا / هُ وَضَلّت عَن سُبلِهِ القُدَماءُ
لا اليَمانيُّ تُبَّعٌ كانَ شَروا / هُ وَلا قَيصَرٌ وَلا السَبّاءُ
يُدلِجُ الرَكبُ في الظَلامِ فَيَهدي / هم سَناً مِن جَبينِهِ وَضِياءُ
طاهِرُ الذَيلِ وَالخَلائِقِ لا يُز / رى عَلَيهِ الخَنا وَلا الكِبرِياءُ
مِثلُ صَفوِ الغَمامِ طَهَّرَهُ الل / ه فَلَم تَختَلِط بِهِ الأَقذاءُ
رُتَبٌ تَزحَمُ الكَواكِبَ العَي / يوقُ لا نِدٌّ لَها وَلا العَوّاءُ
يا ابنَ أَعلى المُلوكِ قَدراً وَيا أَك / رَمَ مَن ضَمَّ مَنكِبَيهِ الرِداءُ
كُلَّما اِستَوزَرَ الإِمامُ وَزيراً / حَمَدتَ حُسنَ رَأيُكَ الوُزَراءُ
ثُمَّ ماتُوا وَأَنتَ باقٍ عَلى الأَي / يام لا تَهتَدِي لَكَ الأَرزاءُ
فَتَمَلَّ الحَياةَ وَاخلُد فَلَولا / أَنتَ لَم يَجرِ في النَباتِ لماءُ
كُلَّ يَومٍ لَنا هَناءٌ جَديدٌ
كُلَّ يَومٍ لَنا هَناءٌ جَديدٌ / وَسُعُودٌ في إِثرِهِنَّ سُعُودُ
هَكَذا تَذهَبُ الشَدائِدُ عَن كُل / ل فَتىً رُكنُهُ لَهُنَّ شَديدُ
إِنّما المَجدُ يَخدِمُ الجَدّ وَالأَي / يام تَمضي سُعودُها وَتَعودُ
عَجَمَت عودَنا اللَيالي فَلَم يَص / لب لَها غَيرَ ذَلِكَ العودِ عودُ
إِن مَلَكنا فَنَحنُ مِن نَبعة المُل / كِ وَمِنهُ لُحُومُنا وَالجُلودُ
ما بَنَينا إِلّا كَما كانَ يَبني / هِ قَديماً آباؤُنا وَالجُدودُ
آلُ مِرداسِ أَفضَلِ الناسِ إِن عُدْ / دِدَ لِلفَضلِ طارِفٌ وَتَليدُ
خَيرُ مَن ضَمّهُم جِدارٌ وَمَن قا / مَ لَهُم تَحتَ بَيتِ شَعرٍ عَمودُ
إِن تَوالوا عَلى النَدى فَغُيوثٌ / أَو تَوالوا عَلى العِدى فَأُسودُ
وَرِثُوا الفَخرَ قَبلَ أَن يُخلَق الفَخ / رُ وَجادُوا مِن قَبل يُعرفُ جُودُ
أَطيَبُ الناسِ لَو مَشَوا في صَعيدِ ال / أَرضِ فاقَ العَبيرَ ذاكَ الصَعِيدُ
مَهَّدوا الأَرضَ في المُهودِ فَياللْ / لاه ما تَحتَويهِ تِلكَ المُهودُ
أَيُّها المُفضِلُ الجَوادُ الَّذي لَم / يَبقَ في الناسِ غَيره مَهجودُ
مَدَّكَ اللَهُ بِالسُعودِ وَلا نُكِّسَ / يَوماً لِواؤُكَ المَعقودُ
زارَهُ الطَيفُ زَورَةً في مَنامِه
زارَهُ الطَيفُ زَورَةً في مَنامِه / غَرَّمَتهُ ما فاتَهُ مِن غَرامِه
كانَ خِلواً مِنَ السَقامِ فَلَمّا / زارَهُ الطَيفُ عادَ حِلفَ سَقامِه
لَم يَزُرهُ طَيفُ المَنامِ وَلَكن / زارَهُ مَن نَفى لَذيذَ مَنامِه
عَجَباً أَن يُلِمَّ طَيفٌ لِأَسما / ءَ عَلى غَيرِ مَوعِدٍ مِن لِمامِه
زائِراً مِن لِوى الشَآمِ وَرَيّا / هُ كَرَيّا عَرارِهِ وَبَشامِه
طَرَقَ الرَكبَ وَالدُجا مِثلُ فَودَيْ / هِ وَوَلّى وَالصُبحُ مِثلُ اِبتِسامِه
وَتَخَطّى وادي الأَراكِ فَما لا / نَت غُصونُ الأَراكِ لِينَ قَوامِه
كُلَّما مَرَّ مَوهِناً هَيَّجَت لِي / لَوعَةً بِالهَديلِ وُرقُ حَمامِه
وَتَذَكَّرتُ ساكِناً بِرِجامِ النْ / نَبْرِ سَقياً لِساكِنٍ بِرِجامِه
يُضرِمُ النارَ بِاليَفاع وَقَلبي / فيهِ ما في يَفاعِهِ مِن ضِرامِه
جُؤذَرٌ مِن جَآذِرِ الحَيِّ لا يُو / في بِمِيعادِهِ وَلا بِذِمامِه
فَضَحَ البَدرَ وَالدُجى فَسَناهُ / كَسَناهُ وَفَرعُهُ كَظَلامِه
يا خَلِيلَيَّ سَقِّياني حَرامَ الر / راحِ صِرفاً وَاستَغفِرا مِن حَرامِه
بِنتَ كَرمٍ تَفُضُّ هَمَّ أَخي الهَم / مِ إِذا فُضَّ دَنُّها مِن خِتامِه
سَلَكَت مَسلَكَ الحَياةِ وَدَبَّت / بَينَ لَحمِ الفَتى وَبَينَ عِظامِه
مِثلَ حُبِّ المُعِزِّ تَشرَبُهُ الأَنْ / فُس شُربَ الثَرى لِدَرِّ غَمامِه
مَلِكٌ واضِحُ الجَبينِ كَأَنَّ الشْ / شَمسَ ما بَينَ تاجِهِ وَلِثامِه
مُحسِنٌ نَستَفيدُ مِن يَدِهِ الثَر / وَةَ فَضلاً وَحِكمَةً مِن كَلامِه
ذَهَبَ الدَهرُ بِالكِرامِ وَقَد رُدْ / دَ بِهِ كُلُّ ذاهِبٍ مِن كِرامِه
مُتلِفٌ مُخلِفٌ وَسَهلٌ إِذا سُو / لِمَ أَهلٌ وَأَيِّدٌ في خِصامِه
لَم يَحُز قَيصَرٌ مَداهُ وَلا قا / مَ اليَمانِيُّ تُبَّعٌ في مَقامِه
عارِضٌ مُسبِلٌ إِذا تُمحِلُ الأَر / ضُ كَفى القَطرَ قَطرَةٌ مِن رِهامِه
مُلهَجٌ بِالنَدى تَراهُ يَرى السا / ئِلَ مِن حُبِّهِ لَهُ في مَنامِه
قامَ بِالمُلكِ بَعدَ أَن هَبَطَ المُل / كُ إِلى أَن أَقامَهُ بِقِيامِه
وَهَوَت ذُروَةُ العُلى فَبَناها / بِالصَقِيلَينِ عَزمِهِ وَحُسامِه
فَرَّغَت كَفُّهُ الكُنوزَ وَأَفنى / بِعَطا الطارِقِينَ بُزلَ سَوامِه
يَتَّقي اللَهَ مِثلَ ما يَتَّقي الذَم / م وَيُمسي وَالحَمدُ جُلُّ اغتِنامِه
مَلِكٌ يَغرَقُ المُلوكُ ذَوو التِي / جانِ في فَضلِهِ وَفي إِنعامِه
يَطلُعُ البَدرُ في السَماءِ فَيَلقا / هُ بِوَجهٍ وَسامُهُ كَوَسامِه
يُشرِقُ اللَيلُ مِن سَناهُ كَما تُش / رِقُ ظَلماؤُهُ بِبَدرِ تَمامِه
وَتَفوحُ الصَبا بِرائِحَةِ العَن / بَرِ مِن نَحوِ قَصرِهِ وَخِيامِه
مُفلِحٌ مُنجِحٌ يَسيرُ وَلِلإِق / بالِ جَيشٌ مِن خَلفِهِ وَأَمامِه
كُلَّما رامَ مَطلَباً يَسَّرَ الل / ه لَهُ ما يَرُومُهُ مِن مَرامِه
خَيَّمَ السَعدُ في ذَراهُ وَما اِستَس / عَدَ إِلّا بِحُبِّهِ لِإِمامِه
مُحسِنٌ بِالعِبادِ مَن سَأَلَ الل / هَ لَهُم في بِقائِهِ وَدَوامِه
دافِعٌ مانِعٌ عَن الثَغرِ لا يَأ / لُو اجتِهاداً في حِفظِهِ وَاهتِمامِه
قَصرُهُ كَعبَةٌ وَيُمناهُ كَالرُك / نِ لَنا وِاستِلامُها كَاستِلامِه
بَشَّرَت نَفسَها المَكارِمُ لَمّا / بَشَرُوها بِشُربِهِ لِمُدامِه
وَاستَفَزَّ السُرورُ مَغناهُ وَاهتَز / ز بِمَن فَوقَ أَرضِهِ مِن ندامه
مَنزِلٌ يَشتَهي الزَمانُ بِأَن يَب / سُطَ خَدَّيهِ في مَكانِ رِجامِه
كادَت الراحُ أَن تَطيرَ مِنَ الدَسْ / تِ ارتِياحاً إِلى يَمينِ هُمامِه
إِنَّما يَفرَحُ الزَمانُ بِأَن يَف / رَحَ فيهِ وَغَمُّهُ بِاغتِمامِه
مَدَّهُ اللَهُ بِالسُعودِ وَأَعطا / هُ المُنى في مَسيرِهِ وَمُقامِه
عِش مُهناً بِكُلِّ خَيرٍ مُمَلّا
عِش مُهناً بِكُلِّ خَيرٍ مُمَلّا / وَابقَ أَعلى مِنَ السِماكِ مَحَلّا
حَسَدَت نَعلَكَ الوُجُوهُ فَلَو أَر / ضاكَ وَجهي حَذَوتُهُ لَكَ نَعلا
وَوَطِئتَ الثَرى فَلَو قِيسَ بِالعَن / بَرِ ما دُستَ كانَ ما دُستَ أَغلى
قَد سَمِعنا عَنِ الأَوائِلِ قَولاً / وَرَأَينا مِنكَ الَّذي قِيلَ فِعلا
طُلتَ حَتّى أَصبَحتَ لِلفَلَكِ الدا / ئِرِ عُلواً وَأَصبَحَ العُلوُ سُفلا
وَفَضَحتَ الغَمامَ بِالجُودِ حَتّى / صارَ جُودُ الغَمامِ لُؤماً وَبُخلا
وَقَهَرتَ العِدى بِسَيفِكَ حَتّى / قَد غَدا مِنهُمُ الأَعَزُّ الأَذَلّا
كُلَّما حاوَلُوا انحِطاطَ مَبانِي / كَ بَناها لَكَ الإِلهُ وَأَعلى
قَد رَأَينا المُلوكَ في كُلِّ أَرضٍ / وَرَأينا الأَعَزَّ أَنتَ الأَجَلّا
قُمتَ بِالنائِباتِ عَنهُم فَقَد أَص / بَحَ كُلٌّ عَلى الحُمَيدِيِّ كَلّا
لَو عَدَدنا قَطرَ الغَمامِ الَّذي صا / بَ وَمَعرُوفَهُ لَزادَ وَقَلّا
ناهِضٌ بِالخُطوبِ لَو حَمَلَ الشُم / مَ الذُّرى لاستَقَلَّها وَاستَقَلّا
كُلَّما جَلَّ جَلَّ عَن شِيَمِ الكِب / رِ وَمَن جانَبَ التَكَبُّر جَلّا
مُدرِكيُّ النِجارِ أَصبَحَ أَعلى الن / ناسِ قَدراً وَأَرجَحَ الناسِ عَقلا
ساعَدَتهُ نَوائِبُ الدَهرِ حَتّى / طَلَبَ الدَهرُ عِندَ شانيهِ تَبلا
كُلَّما سارَ مُزمِعاً أَزمَعَ المَج / دُ مَسِيراً وَكُلَّما حَلَّ حَلّا
مِثلُ صَوبِ الغَمامِ لا تَشتَكي الأَر / ضُ إِذا ما مَشى عَلى الأَرضِ مَحلا
حَطَّمَ السَمهَرِيَّ طَعناً وَأَفنى السْ / سَيفَ ضَرباً وَأَنفَدَ المالَ بَذلا
عَذَلُوهُ عَلى السَماحِ وَما يَق / بَلُ دَرُّ الغَمامِ لَوماً وَعَذلا
عاشِقٌ لِلنَدى إِذا نالَ حُسنَ الذ / ذكرِ بَينَ المَلا فَقَد نالَ وَصلا
مُرغِبٌ مُرهِبٌ فَقَد مَلَأَ الآ / فاقَ أَمناً وَطَبَّقَ الأَرضَ عَدلا
وَرِكابٍ كَلَّت وَمَلَّت وَكَلَّ الر / ر كبُ مِن طُولِ ما يَسيرُ وَمَلّا
دَلَّهُم في الظَلامِ وَجهُ أَبي العُل / وانِ لَمّا حارَ الدَليلُ وَضَلّا
كُلَّما هَبَّتِ الصَبا شَمَّ رَيّا ال / مِسكِ مِن نَحوِ أَرضِهِ فاستَدَلّا
كَسَبَ الفَخرَ قَومَهُ وَكَسى العُر / يَ ثِياباً مِنَ العُلى لَيسَ تَبلى
وَغَدا النَجمُ وَالشِهابُ يَحُفّا / نِ هِلالاً مِن أُفقِهِ قَد تَجَلّى
خَمسَةٌ كَالأَصابِعِ الخَمسِ وَالوُس / طى فَتىً طالَهُم جَلالاً وَنُبلا
إِن عَلا قَدرُ ما أَنالَ مِنَ الفَض / لِ فَإِنّي مُحِلُّهُ اليَومَ أَعلى
فَردَةٌ أَعلَمَت بِأَنَّكَ فَردٌ / وَسِجلٌّ قُلِّدتَهُ لِيُحَلّى
وَلِواءٌ حَكى الهَدِيَّ عَلَيها ال / وَشيُ قَد أَقبَلَت إِلى البَعلِ تُجلى
ذاتُ فَرعٍ تَلُفُّ أَطرافَهُ الرِي / حُ وَلَكِن بِعاصِفِ الرِيحِ تُعلى
وَمَشَت تَحتَكِ الصَبا تَحمِلُ التِب / رَ وَتَشكُو مِن حَملِها لَكَ ثِقلا
عَجَباً كَيفَ تَستَقِلُّ بِكَ الخَي / لُ إِذا كُنتَ تُثقِلُ الأَرضَ حَملا
وَتَقَلَّدتَ بِالحُسامِ فَقُلنا / هَل رَأَيتُم نَصلاً تَقَلَّدَ نَصلا
وَتَنَطَّقتَ بِالنُجومِ وَسُربِل / تَ بِثَوبٍ يَحكي الغَزالَةَ غَزلا
إِن عَدا مُهجَةَ الإِمامِ فَقَد أَف / ضى إِلى مُهجَةٍ تُحاطُ وَتُكلا
إِنَّما أَنفَذَ الغِلالَةَ لَمّا / لَم يَجِد في فُؤادِهِ لَكَ غِلّا
شَرَفاً زائِداً وَعِزَّاً مِن اللِ / هِ وَفَضلاً مِنَ الخَليفَةِ جَزلا
لَو مَلَكتَ العِبادَ شَرقاً وَغَرباً / وَحَوَيتَ البِلادَ حَزناً وَسَهلا
كُنتَ أَولى بِها وَكُنت لما تَم / لِكُ مِن أَهلِ دُنياكَ أَهلا
خَبَطَ الناسُ حَولَكَ الأَرضَ حَتّى / مَلَؤُوها طُرقاً إِلَيكَ وَسُبلا
مَن بَغى الخَيرَ مِن سِواكَ فَما فا / زَ وَمَن لَم يَلُذ بِغَيرِكَ ذَلّا
لَم تَهبَني حَوادِثُ الدَهرِ إِلّا / مُذ تَعَلَّقتُ مِن حِبالِكَ حَبلا
كُلَّما صُغتُ فيكَ بِكراً مِنَ القَو / لِ أَبَت أَن تُرِيدَ غَيرَكَ بَعلا
يَسمَعُ الدَهرُ ما أَقولُ فَيَروي / هِ وَعَنّي رَوى وَمِنّي استَملى
وَلَقَد طُلتَ عَن مَديحي فَما أَد / رِي أَيُرضِيكَ ما أُحَبِّرُ أَم لا
يا بنَ أَعلى المُلوكِ قَدراً وَيا أَك / رَمَ مَن أَوطَأَ السِماكَينِ رِجلا
إِنَّما أَنتَ نِعمَةٌ يَشكُرُ اللَ / هَ عَلَيها مَن صامَ مِنّا وَصَلّى
لا أَلمَّت بِكَ الخُطُوبُ وَلا ذا / قَت لَكَ المَكرُماتُ في الدَهرِ ثَكلا
عِش مَدى الدَهرِ ظافِراً بِالأَماني
عِش مَدى الدَهرِ ظافِراً بِالأَماني / يا جَمالَ الورى وَنُورَ الزَمانِ
وَاصطَبِح مِن سُلافَةٍ كَسَنا الشَم / سِ وَلَكِن حُبابُها كَالجُمانِ
سَرَّها أَنَّها تَسُرُّكَ بِالنَش / وَةِ حَتّى تَبَسَّمَت في القَناني
يا خَلِيلَيَّ سَقِّيانِي مِن الرا / حِ الحُمِيّا نَظِيرَ ما تَشرَبانِ
وَاترُكاني عَديمَ لُبٍّ مِنَ الكَأ / سِ وَبِيتا مِنها كَما تَترُكاني
إِنَّما نَحنُ في نَعيمٍ مِن اللَ / هِ وَمِن كُلِّ حادِثٍ في أَمانِ
ما غَشِينا هَذا الجَنابَ وَما عا / شَ لَنا سالِماً أَبُو العُلوانِ
مَلِكٌ مِن بَني المُلوكِ نَدِيُّ ال / وَجهِ مُستَبشِرٌ نَدِيُّ البَنانِ
أَحسَنَ اللَهُ خَلقَهُ ثُمَّ أَعطا / هُ مَعَ الحُسنِ كَثرَةَ الإِحسانِ
فَهوَ فَردٌ بِلا نَظِيرٍ مِنَ النا / سِ قَرِيبُ النَدى بَعِيدُ المَداني
راحَتاهُ مُخضَرَّتانِ فَمِن خُضرَةِ / كَفَّيهِ خُضرَةُ البُستانِ
هُوَ في نَفسِهِ جِنانٌ فَما با / لُ جِنانٍ تَنَزَّهَت في جِنانِ
أَمرَضَتنِي مَرِيضَةُ اللَحظِ سَكرى
أَمرَضَتنِي مَرِيضَةُ اللَحظِ سَكرى / مَرَضاً ما إِخالُهُ الدهر يَبرا
تَتَثَنّى غُصناً وَتَبسِمُ دُرّاً / وَتُوَلّي دِعصاً وَتُقبِلُ بَدرا
فَهِيَ كَالذابِلِ المُثَقَّفِ قَد أُف / عِمَ عَجزاً وَقَد تَهَفهَفَ صَدرا
أَسبَلَت فَوقَ الشَعَرَ الوَح / فَ فَكانَت لَيلاً بِهَيماً وَفَجرا
وَتَرَشَّفتُ رِيقَها فَتَوَهَّم / تُ بِأَنّي غَدَوتُ أَرشِفُ خَمرا
غادَةٌ رَخصَةُ الأَنامِلِ مَمكُو / رَةُ ما في مُفَوَّفِ الرَيطِ عذرا
أَسكَرَتني سُكرَينِ مِن لَحظِها القا / تِلِ سُكراً وَمَن جَنى الرِيقِ سُكرا
وَرَمَت بِالجِمارِ تَلتَمِسُ الأَج / رَ وَقَد أَسعَرَت بِقَلبِكَ جَمرا
كَيفَ تُجرِي دَمِي وَتَسعى مَعَ السا / عِينَ تَبغي مِن المُهَيمِنِ أَجرا
وَلَقَد هاجَ لي رَسيساً إِلى الغَو / رِ خَيالٌ مِن ساكِنِ الغَور أَسرى
زارَ سِرّاً مِن العُيُونِ وَضَوّا ال / لَيلَ حَتّى ظَنَنتُهُ زارَ جَهرا
مِن لِوى عالِجٍ وَلَو أَمَّتِ العِي / سُ لِوى عالِجٍ لَأَرقَلنَ شَهرا
حَبَّذا دارُها المُحِيلَةُ بِالجِز / عِ وَأَطلالُها القِفارُ بِبُصرى
عُجتُ أَشفِي بِها الغَليلَ فَقَد زِد / تُ غَليلاً عَلى الغَلِيلِ وَذِكرا
صاحَ مالِي وَلِلهَوى كُلَّما حا / وَلتُ عَنهُ صَبراً تَجَرَّعتُ صبراً
لا دُمُوعِي الغِزارُ تَرقا وَلا حرْ / رُ فُؤادِي يُطفا وَلا العَينُ تَكرى
ذُبتُ وَجداً فَلَو قَضَيتُ لَما احتَج / تُ سِوى مَوطِئِ البَعُوضَةِ قَبرا
كُلَّ يَومٍ أَلقى اِعتِداءً وَظُلماً / وَأُقاسِي نَأياً مُشِتّاً وَهَجرا
وَلَقَد زارَنِي المَشِيبُ فَما كا / نَ وَقاراً بَل كانَ في الأُذنِ وَقرا
غادَرَتنِي المَسائِحُ البِيضُ لا أُن / كِرُ مِن رَبَّةِ الغَدائِرِ غَدرا
وَعَسى أَن أَفُوزَ يَوماً لِأَسما / ءَ بِوَصلٍ فَإِنَّ لِلعُسرِ يُسرا
أَيُّها القَلبُ لَم يَدَع لَكَ في وَص / لِ العَذارى نِصفُ الهَبِيدَةِ عُذرا
خُذ مِنَ الدَهرِ ما صَفا وَمِن النا / سِ فَإِنّي بِهِ وَبِالناسِ أَدرى
وَإذا كُنتَ ذا ثَراءٍ مِنَ الما / لِ فَصَيِّرهُ دُونَ عِرضِكَ سِترا
وَافعَلِ الخَيرَ ما استَطَعتَ فَإِنَّ ال / خيرَ تَلقاهُ مِثلَ ذُخرِكَ ذُخرا
وَلَقَد أَغتَدي وَصَحبِي عَلى الأَك / وارِ صُعرَ الخُدودِ يَرجُونَ صُعرا
تَتَبارى بِنا المَهارى وَأَيدِي / هِنَّ تَمحُو سَطراً وَتَكتُبُ سَطرا
قُلتُ جُوبُوا الفَلا إِلى أَكرَمِ النا / سِ جَميعاً عِرقاً وَفَرعاً وَنَجرا
فَاِنبَرَوا يَقطَعُونَ نَحوَ أَبِي العُل / وانِ سَهلاً مِنَ البِلادِ وَوَعرا
وَالمَطايا تَكادُ تَدخُلُ في الأَخ / راتِ سُقماً مِنَ الذَمِيلِ وَضُمرا
وَارِداتٍ بَحراً تُرى السَبعَةُ الأَب / حُرُ في سَيبِهِ ثِماداً وَغُدرا
غَمَرت كَفُّهُ البَرِيَّةَ بِالإِح / سانِ عُجماً مَنهُم وَبَدواً وَحَضرا
كَالسَحابِ الكَنَهوَرِ الجَودِ قادَت / هُ النُعامى فَطَبَّقَ بِالأَرضِ قَطرا
أَحلَمُ الناسِ عَن عِقابٍ إِذا ما / زِدتَ جُرماً إِلَيهِ زادَكَ غَفرا
راحَتاهُ مَقسُومَتانِ فَلِل / آجالِ إِحداهُما ولِلرِّزقِ أُخرى
وَافِرُ العِرضِ لَيسَ يَترُكُ وَفراً / كَيفَ يُبقي مَن وَفَّرَ العِرضَ وَفرا
كُلَّما شِمتَ مِن أَنامِلِهِ العَش / رِ نَدىً خِلتَها مِنَ السُحبِ عَشرا
أَوسَعَتنِي يَداهُ فَضلاً مِنَ اللَ / هِ فَأَوسَعتُها ثَناءً وَشُكرا
عَبَقاً تَحمِلُ الرِكابُ إِلى الآ / فاقِ مِنهُ طِيباً ذَكِيّاً وَعِطرا
في طُروسٍ تَزِيدُ نَشراً إِذا ما ال / قَومُ أَمُّوا لَهُنَّ طِيباً وَنَشرا
مِثلُ زَهرِ الرُبى الَّتي جادَها الغَي / ثُ وَمَرَّت مِن فَوقِها الرِيحُ حَسرى
مَلِكٌ يَقهَرُ المُلوكَ وَيَبنِي / شَرَفاً فَوقَ ما بَنَوهُ وَفَخرا
فَهوَ خِلوٌ مِنَ المَعايِبِ لا تَل / قى سَرِيّاً إِلّا وَتَلقاهُ أَسرى
خُلُقاً طاهِراً وَخِيماً كَرِيماً / أَنكَرَ اللَهُ أَن تَرى فيهِ نُكرا
سارَ يَستَخدِمُ السُعُودَ وَيَستَق / بِلُ فَضلاً مِنَ الفَضِيلَةِ دَثرا
في خَمِيسٍ مَجرٍ تَأَمَّلتُهُ فِي / هِ خَمِيساً مِنَ المَهابَةِ مَجرا
وَالقَنا كُلَّما تَزَعزَعَ في أَر / ضِ الأَعادِي تَزَعزَعُوا مِنهُ ذُعرا
يَقرَعُ النَبع حَولهُ النَبعَ وَالنَق / عُ يَرُدُّ المَطارِدَ البِيضَ غُبرا
رِحلَةٌ أَكسَبَت عُلاً وَمَسيرٌ / بُورِكَت رِحلَةً وَبُورِكَ مَسرى
جَدَّدَ اللَهُ فِيهِ عِزّاً وَسَعدا / وَاِقتِداراً عَلى العَدُوِّ وَقَهرا
كَيفَ لا تُجتَبى وَأَنتَ لِدِينِ الْ / لهِ يُمنى في النائِباتِ وَيُسرى
مِنَنٌ مِنكَ لَيسَ تُكفَرُ إِنّي / لَأَرى الكُفرَ بِالصَنائِعِ كُفرا
عِشتَ تُسدِي نَفعاً وَضُرَّاً إِذا حَلَّ / يتَ شَطراً بِالفَضلِ أَمرَرتَ شَطرا
لا خَلَت مِن جَمالِ طَلعَتِكَ الدُن / يا وَلا أَعدَمَتكَ نَهياً وَأَمرا
مِن عَظيمِ البَلاءِ مَوتُ العَظيمِ
مِن عَظيمِ البَلاءِ مَوتُ العَظيمِ / لَيتَنِي مِتُّ قَبلَ مَوتِ الزَعيمِ
يا جُفُوني سُحّي دَماً أَو فُحُمّي / صَحنَ خَدِي بِعَبرَةٍ كَالحَميمِ
بَعدَ خِرقٍ مِنَ المُلوكِ كَرِيمٍ / ما زَمانٌ أَودى بِهِ بِكَرِيمِ
جَعَفرِيُّ النِصابِ مِن صَفوَةِ الصَف / وَةِ وَالفَخرِ في الصَميمِ الصَميمِ
يا أَبا كامِلٍ بِرَغمِي أَن تُش / قِيكَ سُكنى التُرابِ بَعدَ النَعِيمِ
أَو تَبِيتُ القُصُورُ خالِيَةً مِن / كَ وَمِن وَجهِكَ الوَضِيءِ الوَسيمِ
وَانقِراضُ الكِرامِ مِن شِيَمِ الدَه / رِ وَمِن عادَةِ الزَمانِ اللَئِيمِ
قَد بَكَت حَسرَةً عَلَيهِ المَذاكِي / وَشَكَت فَقَدَهُ بَناتُ الرَسِيمِ
تَشتَكِي غَيبَةَ الزَعِيمِ إِلى اللَ / هِ فَتُشكى إِلى رَؤُوفٍ رَحِيمِ