المجموع : 17
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ / كتُ أمري عرفتُ وجهَ الصواب
لم يشنها استحالةُ اللون عندي / أنها صبغة كلون الشباب
قد أطلنا بالباب أمسِ القعودا
قد أطلنا بالباب أمسِ القعودا / وجُفِينا به جفاءً شديدا
وذممنا العبيدَ حتى إذا نح / ن بَلونا الموَلَى عَذَرنا العبيدا
وعلى موعدِ أتيناك معلو / م وأمر مُؤكَّدِ تأكيدا
فأقمنا لا الإذنُ جاء ولا جا / ءَ رسولٌ قال انصرفْ مطرودا
وصبَرنا حتى رأينا قُبيلَ ال / ظُهر برذونًَ بعضِهم مردودا
واستقرَّ المكانُ بالقوم والغ / لمانُ في ذاك يمنحونا صدودا
ويُشيرون بالمضيّ فلمّا / أُحرجوا جرَّدوا لنا تجريدا
فانصرفنا في ساعةٍ لو طرحت ال / لَّحمَ فيها نيّاً كُفيتَ الوقودا
فلعمري لقد كنت تعتدّ لي ذن / باً عظيماً وكنتَ فظّاً حقودا
وطلبتَ المزيدَ في عذابِ / فوق هذا لَمَا وَجدتَ مزيدا
كأنَ ظني بك الجميلَ فألفي / تُكَ من كلِّ ما ظننتُ بعيدا
فعليكَ السلامُ تسليمَ من لا / يضمن الدهرَ بعدها أن يعودا
ليس يرضى الحُرُّ الكريم ولو أق
ليس يرضى الحُرُّ الكريم ولو أق / طعتَه الأرضَ أنْ يذلَّ لعبدِ
فعليك السلام إلاّ على الطر / ق وحبِّي كما علمتَ وودّي
من تكن هذه السماء عليه
من تكن هذه السماء عليه / نعمة فليكن بها مسرورا
فلقد أصبحت علينا عذاباً / ولقينا منها أذى وشرورا
أيُّها الغيثُ كنت بؤساً وفقراً / لي وللناس حنطة وشعيرا
يا ابن سعدٍ أنَّ العقوبةَ لا تل
يا ابن سعدٍ أنَّ العقوبةَ لا تل / زَم إلاّ من ناله الأعذارُ
وابن داود مستخفٌ وقد وا / فَتْه مشحوذةً عليه الشفار
فاهدهِ للتي يكون له من / ها مَفرٌ ما دامَ يُنجي الفِرار
ساقني أحمد بن داود أمراً / ما على مثله لديَّ اصطبار
لي إليه في كلّ يومٍ جديدٍ / رَوحةٌ ما أُغبُّها وابتكار
ووقوفٌ ببابه أُمنَع الأذ / نَ عليه ويَدخل الزُوَّار
خُطة من يُقم عليها من النا / س ففيها ذلٌ له وصغار
لو ينال الغنى لما كان في ذ / لك خطٌ يناله مختار
عزبَ الرأيُ فيَّ عنه وعزَّتْ / هُ أناةٌ طويلةٌ وانتظار
لك عندي بشارة فاستمعها
لك عندي بشارة فاستمعها / وأجبني عنها أبا الفيّاضِ
كنت في مجلس مليحةُ فيه / وهي سقم الصحاح برء المراضِ
وقديماً عهدتني لست في حقك / والذّبّ عنك ذا أغماضِ
فتغفلتها تغفَّل خصم / وتأمّلتها تأمّل قاضِ
ورمتها العيونُ من كل أُفقِ / وتشاكوا بالوحي والإيماض
من كهولٍ وسادةٍ سمحاءٍ / باللهى باخلين بالأعراضِ
وصفات القيان أوّلها الغد / ر عليه في وصلهن التراضي
فتسوّفت ذاك منها وأعدد / ت نكيري وسورتي وامتعاضي
فحمت جانب المزاح وعمّتهم / جميعاً بالصدّ والأعراضِ
وكفاني وفاؤها لك حتى / أذن الليل جمعهم بإرفضاضِ
رائداتُ الهوى سلبنَ فؤادي
رائداتُ الهوى سلبنَ فؤادي / فتبدّلت قَرْحةً باغتباط
ملكتْ نظرتي فصار فؤادي / غُرض كفّ لشادن قبَّاط
فتنتْه طوعاً إليه ومدَّت / منه كفُّ الهوى لشدّ رباطِ
أهيفٌ أو طَفٌ أغرُّ غريرٌ / مازجٌ لي سقامه باختلاطِ
لا وصولٌ ولا هجُورٌ ولكنْ / ذو انقباض وتارة ذو انبساطِ
ربما قلت وصلُه ليس عنه / مَدْفَعٌ من قِليّ فيحيا نشاطي
فأنا الدهرَ في رجاء ويأسٍ / من حبيبي وفي رضاً أو سخاطِ
فإذا رمْتُه فلمسُ الثّريَّا / دونه أو لقاؤه في الصّراط
وكساني هواه من خِلَعِ / السُقم رياطاً فانحلتني رياطي
عجزَ الراكبُ البصيرُ وأولى
عجزَ الراكبُ البصيرُ وأولى / منه بالعجز راجلٌ مكفوف
إن أرُمْ شامخاً من العزّ
إن أرُمْ شامخاً من العزّ / أدركه بذرع رحب وباع طويلِ
وإذا نابني من الأمر مك / روهٌ تلقيتُه بصبر جميل
ما ذممتُ المُقامَ في بلدٍ يو / ماً فعاتبته بغير الرحيلِ
قد أتيناك للسلام فصادفْ
قد أتيناك للسلام فصادفْ / نا على غير ما عهدنا الغلاما
وسألناه عنك فاعتلَّ بالنّو / م وما كان مُنْكراً أن تناما
غير أن الجواب كان جواباً / سيئاً يُعقِبُ الصديقَ احتشاما
وبصرفنا نوجِّه العُذرَ إلاّ / نفسَه دون هذه مَنْ أَلاما
رأس من يدّعي البلاغة مني
رأس من يدّعي البلاغة مني / ومن الناس كلهم في حرمهْ
وأخونا ولست أعني سعيد بن / حميد تؤرخ الكتب باسمهْ
لي صديق في خلقة الشيطان
لي صديق في خلقة الشيطان / وعقولِ النساء والصبيانِ
من تظنونه فقالوا جميعاً / ليس هذا إلا أبا هفّانِ
دولةٌ تُرغمُ الحسود وإن
دولةٌ تُرغمُ الحسود وإن / كان نُهوضي فيها بِجدِّ عَثُورِ
فلعمري لئن خَصَصَت بمعروفِكَ / دوني من ليس لي بنظيرِ
وتجاوزتَ مَوْضِع الرأي / في تقديمه وفي تأخيري
إنَّ وُدِّي للوُدِّ لا تقدح الأيامُ / فيه والدهرُ ذو تغييرِ
رُبَّ عُذْرٍ بسطتُهُ لك فيما / لستَ فيه لديَّ بالمعذور
وخبيرٍ بالحال عندك لَبَّسْتُ / عليه فعادَ غَير خبيرِ
أتقاضاك بالمراقبة العُقْبى / وأرجو بالصبر عُقْبى الصَّبُورِ
ليتَ شعري أبالحقيقة علَّقْتُ / حبال الرجاء أم بالغرور
قُلْ ليحيى في غير عَتبٍ عليه
قُلْ ليحيى في غير عَتبٍ عليه / ضِقْتَ عن حاجتي وما ضاقَ عُذري
حَسْبُ من فاتني لديه ال / ذي أمَّلْتُ أنْ فاتَهُ ثنائي وشكري
واغنم الشكرانه كنزكً الباقي
واغنم الشكرانه كنزكً الباقي / على الدهر والكنوزُ عواري
وأرى الشكرَ لا يسافرُ إلاّ / بدليل هادٍ من الأشعار
وكذاك القِداحُ لا تُدرك / الأوتارَ إنْ لم تَطِر عن الأوتارِ
والجَناحُ العاري من الرِّيش كَلٌّ / فإذا ارتاش طارَ كلّ مطارِ
يا ابن سعدانَ أجلح الرزق في أم
يا ابن سعدانَ أجلح الرزق في أم / ركَ واستحسن القبيح بمَرَّه
نلتَ ما لم تكن تمنّى إذا ما / أسرفت غاية الأمانيّ عُشْرَه
ليس فيما أظنّ إلاّ لكيلا / ينكر المنكرون لله قدره
جئتُه زائراً فانزلني الخانَ
جئتُه زائراً فانزلني الخانَ / أقاسي الأذى وبُغضَ الرفيقَِ
شُربي الآجِنُ الكريهُ وأكلي / من طعامٍ يُعَدُّ لي في السوق
ومبيتٌ ماذا به يا أبا / يعقوب من وَحْشَةٍ ونتْنٍ وضيقِ
فَغَبَرْنا بذاك عشرين يوماً / في صَبُوح من الأذى وغبوقُ
ثم أعطى عطيّةً تُشبِهُ / الحرمان لم يُعطها بِوَجْه طليق
فَحَسَبْتُ الذي أصبتُ فكان / الشطر مما أنفقتُه في طريقي