المجموع : 11
آَنَستْ بِالعِراقِ بَرْقاً مُنيرَا
آَنَستْ بِالعِراقِ بَرْقاً مُنيرَا / فَطَوَتْ غَيْبَهاً وَخاضَت هَجِيرَا
وَاسْتَطابَتْ رَيَّا نَواسِمِ بَغْدا / دَ فَكَادَتْ لَولاَ البُرَى أنْ تُطِيرَا
ذَكَرَتْ مِنْ مَسارِحِ الْكِرْخِ رِوْضاً / لَمْ يَزَلْ ناضِراً ومِاءً نَميرَا
وَاجْتَنَتْ مِنْ رُبا المُحَوَّل نَوْراً / وَاجْتَلَتْ مَن مَطالِعِ التَّاجِ نُورَا
بَلِّغينا دَارَ الخِلافَةِ يا نا / قُ لِنَقْضِيْ بغدَ السُّجودِ النُّذورَا
عَتَباتٌ تُرَابُها يُنْبِتُ المَجْ / دَ وَجَوٌّ بِالجُودِ أضْحى مَطيرا
قَبَّلَتْها المُلوكُ حَتَّى شَكَكْنا / أحَصى فِي رِحَابِهَا أمْ ثُغُورَا
يا إمامَ الهُدى سَلاماً سَلاماً / زادَ طيباً فَزدْتُهُ تَكْريرَا
نَظَمَ اللَّه فِيكَ فَضْلَ أُناسٍ / كانَ فِيهِمْ مُقَسَّماً مَنْثورَا
أهْلُ بَيْتٍ قَد إِذْهَبَ اللَّه عَنْهُمْ / كُلَّ رِجْسٍ وَطُهِّرُوا تَطْهيرَا
يابْنَ آلِ النَّبِيِّ خابَتْ صَلاةٌ / لَمْ تَكُنْ فِي خِلالِها مَذْكورَا
قَرَنَ اللَّه إسْمَهُ باسْمِكَ العا / لي فَزادا جَلالَةً وَظُهورَا
فَهْوَ عِقْدٌ عَلى صُدُورِ التَّحِيَّا / تِ وَتاجٌ جَلا بِهِ التَّكْبيرَا
يا مُعيني إِذْا دَجَت ظُلْمَةُ القَبْ / رِ وخَاطَبْتُ مُنْكِراً وَنكِيرا
يا مُجيري إنْ خِفْتُ يَوْماً عَبوساً / مُكْفَهراً مستصعباً قمطريرا
يا مُغِيثِي والنَّارُ تُوقَدُ بِالنَّا / سِ وَتَرْمِي شَرارَها المُسْتَطِيرَا
يا دَليليْ عَلى الصِّراطِ إِذْا ما / أدْهَشَ الخَوْفُ ناظِري تَحْييرَا
بِوَلائِي أمِنْتُ مِن سَيِّئاتِي / حينَ ألْقَى كِتابِيَ المَنْشُورَا
فِيكَ سِرُّ لَوْلاَهُ ما قَسَمَ اللّ / هُ عَلى النَّاسِ جَنَّةً وَسَعِيرَا
قَدْ هَدانا بِكَ السَّبِيلَ فَإمِّا / مُؤْمِناً شاكِراً وَإمّا كَفُورَا
فَعَلَيْكَ السَّلامُ يا أقْرَبَ النَّا / سِ لِمَنْ جاءَ شاهِداً وَنَذِيرَا
سَيَّدي سَيَّدي كِتابُكَ أَحْلَى
سَيَّدي سَيَّدي كِتابُكَ أَحْلَى / مِنْ زُلالٍ عَلى فُؤادِ الصَّادِي
خِلْتُ فِيهِ قَميصَ يوسُفَ لَمَّا / أَلْصَقَتْهُ أَنامِلي بِفُؤَادِي
كَرِّرِ اللَّثْمَ يا فَمي وَتَرَشَّفْ / مِنْهُ آثارَ فَضْلِ تِلْكَ الأيادِي
نِغْمَةٌ سُمِّيَتْ كِتاباً مَجازاً / أنا نَبْتُ وَهْيَ السَّحابُ الغَوادِي
كَثَّرَتْ حَاسِدِي حَتَّى تَخَيَّلْ / تُ جُفُونِي مِنْ جُمْلَةِ الحُسَّادِ
قالَتِ العَيْنُ وَهْيَ تُخْرِجُ دُرّاً / فاخِراً مِنْ بِحارِ ذاكَ المِدادِ
أنا أَفْدِي بَياضَهُ بِبَياضِي / أنا أَفْدِي سَوادَهُ بِسَوادِي
أنا عَبدُ الإِمامِ أَحْمَدَ خَيْرٌ / لِيَ مِنْ نِسْبَتِي إِلَى أَجْدادِي
فَعَلَيْهِ السَّلامُ ما غَرَّدَ الطَّيْ / رُ وَغَنَّى شَادٍ وَرَجَّعَ حادِ
لَيْتَ عَيْنِي مَكَانَ نَظْمِي وَنَثْرِي
لَيْتَ عَيْنِي مَكَانَ نَظْمِي وَنَثْرِي / فازَ شِعْرِي فَلَمْ أَقُلْ لَيْتَ شِعْرِي
مَنْ جَزَتْهُ البَناتُ شَرّاً فَإِنِّي / قَدْ جَزَتْني خَيْراً بُنَيَّاتُ فِكْرِي
فَهْيَ إِذْ حُمِّلَتْ سَلامِي نَسِيٌم / وَهْيَ كَالطَّيفِ بي إِلَيْكُمْ يَسْرِي
يا كِتَابِي وَما يُطِيقُ كِتَابِي / حَمْلَ هَمِّيْ وَبَثَّ أَشْجانِ صدرِي
قِفْ مَكانِي وَقَبِّلِ الأَرْضَ عَنِّي / وَبِوُدّي لَوْ كُنْتَ وَجْهِي وَثَغْرِي
قِفْ بِدارٍ بِبابِها وَقَفَ الدَّهْ / رُ مُطِيعاً ما بَيْنَ نَهْيٍ وَأَمْرِ
حَيثُ تَمْتَدُّ لِلعَوالِي ظِلالٌ / فَوْقَ بَحْرٍ مِنَ المَكارِمِ يَجْرِي
حَيْثُ نادَى السَّماحُ حَيَّ عَلى الجُو / دِ وَقامَتْ صَلاتُهُ بِالجَهْرِ
حَيْثُ أَعْلاَمُ جَوْشَنٍ فَرُبا المَشْ / هَدِ فَالظَّاهِرِيَّتَيْنِ الخُضْرِ
حَيْثُ تَنْدَى نَواسِمُ الرِّيحِ ما بَيْ / نَ قُوَيْقٍ وَرَوْضَةٍ وَالجِسْرِ
فَسَقاهَا الحَيَا وَإِنْ كانَ يُغْنِي / جُودُ موسى عَنِ السَّحابِ الغُرِّ
مَلِكٌ دِينُهُ الوَفاءُ إِذْا دَا / نَ مُلُوكُ الدُّنْيَا بِنُكْثٍ وَغَدْرِ
جَارُ جارَيْهِ دَافِعٌ عَنْ يَتِيْمَيْ / هِ مُحَامٍ كالضَّيْغَمِ المُكْفَهِرِّ
صانَ شَهْبَاءَ ذَا وَحَدْباءَ هذا / بِطِوالٍ سُمْرٍ وَبِيضٍ بُتْرِ
زُرْ ثَرَى وَالِدَيْهِما تَسْتَمِعْ طِيْ / بَ ثَناءٍ عَلَيهِ مِنْ كْلِّ قَبْرِ
وَتَأَمَّلْ مَآثِرَ النَّاسِ هَلْ أَفْ / صَحَ عَنْ مِثْلِهَا كِتَابُ الدَّهْرِ
فَهْوَ لِلّهِ مِنْ عَفافٍ وَتَقْوَى / وَهْوَ لِلنَّاسِ مِنْ حِفَاظٍ وَبِرِّ
مُحْسنٌ لِلْمُسِيْءِ يَعفو بِقَلْبٍ / فِيهِ كِبْرٌ عَنْ حَمْلِ حِقْدٍ وَكِبْرِ
ما ارْتَقَى فَهْمُهُ عَلى شَرَفِ الرَّأْ / يِ فَأَبْقَى مُغَيَّباً خَلْفَ سِتْرِ
لَيْسَ يَرْضَى لِبَاسَ حُلَّةِ مُلْكٍ / لَمْ تُطَرَّزْ لَهُ بِحَمْدٍ وَشُكْرِ
جائِرُ السَّيْفِ عادِلُ الحُكْمِ لا يَبْ / رَحُ فِي حَالَتَيْهِ طَالِبَ أَجْرِ
تَتَلَقَّاهُ يَوْمَ حَرْبٍ وَعَدْلٍ / مُسْتَبِدّاً مَكانَ قَلْبٍ وَصَدْرِ
أَحْسَنُ النَّاسِ تَحْتَ أَعْلاَمِ جَيْشٍ / خافِقَاتٍ وَفَوْقَ طِرْفٍ طِمِرِّ
يَتَجَلَّى عَنْهُ العَجاجُ كَما انْجَا / بَ دُجَى اللَّيْلِ عَن جَبِيْنِ البَدْرِ
أَيْنَ يَمْضِي حَيَاؤُهُ وَالعَوالِي / ناظِراتٌ لَهُ بِطَرْفٍ شَزْرِ
يَقْطَعُ الجَيْشَ بِالمُهَنَّدِ ضَرْباً / ضَرْبَ موسى يَوْمَ انْفِلاقِ البَحْرِ
آلُ شاذِي شَهْرُ الصَّيامِ جَلاَلاً / وَأَبُو الفَتْحِ فِيْهِ لَيْلَةُ قَدْرِ
مَعْشَرٌ فِي وِفاقِهِمْ كُلُّ خَيْرٍ / مِثْلَما فِي شِقاقِهِمْ كُلُّ شَرِّ
خُضْرُ أَكْنَافِ السِّلْمِ بيضُ الأيادِي / سُودُ أَيَّامِ الحرْب حُمْرُ البُتْرِ
يا مُلُوكَ الإِسْلامِ عنْهُمْ قَعَدْتُمْ / كَقُعودِ الكُفَّارِ فِي يَوْمِ بَدْرِ
وَجُيوشُ الفَرَنْجِ فِي ثَغْرِ دِمْيا / طَ يُساقُونَهُمْ بِكَأْسٍ مُرِّ
سَيَنالُونَ دُونَكُمْ شَرَفَ الفَتْ / حِ وَيَحْوونَ عِزَّ يَوْمِ النَّصْرِ
مِنْكَ مَدْحِيْكَ أَيُّهَا المَلِكُ الأْش / رَفُ وَالدُّرُّ بَعْضُ فَضْلِ البَحْرِ
وَثَنائِي عَلَيْكَ مِنْكَ وَنَشْرُ الرَّ / وْضِ شُكْرٌ لِمُسْتَهَلِّ القَطْرِ
أَنْتَ قَرَّبْتَنِي فَأَعْلَيْتَ قَدْرِي / أَنْتَ خَوَّلْتَنِي فَأَغْنَيْتَ فَقْرِي
فَلْيَجُدْ مْنَ يَشَا وَيَبْخَلْ بِمَا شَا / ءَ حَرامٌ عَلَيْهِ ذَمِّي وَشُكْرِي
قُمْتُ لَيلَ الصُّدودِ إِلاَّ قلَيلاً
قُمْتُ لَيلَ الصُّدودِ إِلاَّ قلَيلاً / ثُمَّ رَتَّلْتُ ذِكْرِكُمْ تَرْتِيلاَ
وَوَصَلْتُ السُّهادَ قُبِّحَ وصْلاً / وَهَجَرْتُ الرُّقادَ هَجْراً جمَيلاَ
مِسْمِعٌ كلَّ عَنْ كَلامِ عَذُولِي / حِينَ أَلْقَى عَلَيْهِ قَوْلاً ثَقِيلاَ
وَفُؤَادٌ قَد كانَ بَيْنَ ضُلوعِي / أَخَذَتْهُ الأَحْبابُ أَخْذاً وَبِيلاَ
قُلْ لِراقِي الجُفُونِ إِنَّ لِجفْنِي / فِي بِحارِ الدُّموع سَبْحاً طَويلاَ
مَاسَ عُجَباً كَأَنَّهُ ما رَأَى غُصْ / ناً طَلِيحاً وَلاَ كَثِيْباً مَهِيْلاَ
وَحَمَى عَنْ مُحِّبِه كَأْسَ ثَغْرٍ / حِيْنَ أَمْسَى مِزاجُها زَنْجَبِيلاَ
بَانَ عَنِّي فَصِحْتُ فِي أَثَرِ العِيْ / سِ ارْحَمُونِي وَأَمْهِلوهُمْ قَلِيلاَ
أنا عَبْدٌ لِلْفاضِلِ بنِ عَلِيٍ / قَد تَبَتَّلْتُ لِلثَّنَا تَبْتِيلاَ
لاَ تَسُمْهُ وَعداً بِغَيْرِ نَوالٍ / إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاَ
وَإِذْا كانَ خَصْمَكَ الدَّهْرُ وَالحُكْ / مُ إِلَى اللَّهِ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاَ
جَلَّ عَن سَائِرِ الخَلاَئِقِ مدَحاً / فَاخْتَرَعْنا فِي مَدْحِهِ التَّنْزِيلاَ
إِنَّ مَدْحِي لَهُ أَشَدُّ وِطَاءً / وَقَرِيضِي أَقْوَى وَأَقْوَمُ قِيلاَ
رَاعَ أَعْدَاءَهُ بِصُفْرِ اليَراعَا / تِ فَأَنْسَى صَريرُهُنَّ الصَّلِيلاَ
فَاسْتَمِعْ لَفْظَهُ وَلُذْ بِحِماهُ / تَلْقَ قَوْلاً جَزْلاً وَنَيْلاً جَزِيلاَ
لاَ أَذُمُّ الزَّمَانَ إِذْ كُنْتَ فِيهِ / يَا سَحابَ النَّدَى لِرِزْقِي كَفِيلاَ
لِيْ دُيونٌ عَلى عُلاَكَ وَهذَا / وَقْتُ يُسْرٍ فَأَوْفِ وَاصْنَعْ جَمِيلاَ
أَتَمَنَّى رِزْقَ المُقِيمِ عَلى اللَّ / هِ وَإِنْ رُمْتُ رِحْلَةً وَنُزُولاَ
وَيْحَ قَلْبِ المُحِبِّ ماذا يُقاسِي
وَيْحَ قَلْبِ المُحِبِّ ماذا يُقاسِي / كُلُّ قَلْبٍ عَلَيهِ كَالصَّخْرِ قَاسِ
يا جُفُونِي أَيْنَ الدُّمُوعُ فَقَد أَحْ / رَقَ قَلْبِي تَوَقُّدُ الأَنْفاسِ
جَدَّ وَجْدِي بِحُبِّ لاَهٍ وَأَوْدَى / بِفُؤَادِي تَذْكَارُهُ وَهْوَ نَاسِ
مِنْ بَنِي التُّرْكِ لَيِّنُ العِطْفِ قاسِي الْ / قَلْبِ سَهْلُ الْخِداَعِ صَعْبُ المِراسِ
ضَيِّقُ العَيْنِ وَهْوَ مِنْ صِفَةِ البُخْ / لِ فَإِنْ جَادَ كانَ ضِدَّ القِياسِ
جَذَبَ القَوْسَ فَاكْتَسَتْ وَجْنَتَاهُ / ثَوْبَ وَرْدٍ طِرازُهُ مِنْ آسِ
وَرَمَى عَنْ قَوْسَيْنِ سَهْمَيْنِ هذَا / فِي فُؤَادِي وَذاكَ فِي القِرْطاسِ
فَهُوَ تَحْتَ السِّلاحِ لَيْثُ عَرِينٍ / وَهْوَ فَوْقَ الفِراشِ ظَبْيُ كِنَاسِ
يَا نَدِيْمِي بِاللَّهِ غَنِّ بِذِكْرا / هُ وَمَوِّهْ عَنْ رِيْقِهِ بِالكَاسِ
وَاغْتَنِمْ لَذَّةَ الزَّمانِ فَما جِلَّ / قُ إِلاَّ بِاللَّهْوِ وِالإِيْنَاسِ
حَبَّذَا النَّيْرَبَانِ مِنْ نَهْرِ ثَوْرَا / وَاخْضِرَارُ المُرُوجِ مِنْ بَانَاسِ
وَالنَّسِيمُ الَّذِي يَمُرُّ عَلى الغُو / طَةِ رَيَّانَ عَاطِرَ الأنْفاسِ
بَلْدَةٌ حَلَّهَا الوَزِيرُ فَمَرْعَا / هَا خَصِيبٌ وَالنّاسُ فِي أَعْراسِ
قُلْ لِرَائِيْهِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّ / اسِ هذَا الوَزِيرُ رَبُّ النَّاسِ
هَيْبَةٌ تَمْلأُ القُلُوبَ وَشَخْصٌ / تَمْتَلِي مِنْهُ أَعْيُنُ الجُلاَّسِ
وَذَكَاءٌ يَسْتَنْقِصُ الأبْحُرَ السَّبْ / عَ وَحِلْمٌ لَهُ تَخِرُّ الرَّوَاسِي
أَعُيوناً أَدارَها أَمْ عُقارَا
أَعُيوناً أَدارَها أَمْ عُقارَا / فَتَرَى النَّاسَ حِينَ يَرْنُو سُكارى
كاتِبٌ قَدُّهُ إِلَى الخَطِّ يُعْزَى / بارِعٌ فِي فُنُونِهِ لاَ يُبَارَى
خَدَمَتْهُ رُوحِي فَأَطْلَقَ لِي مِنْ / ناظِرِ العَيْنِ جارِياً مِدْرارَا
وَبَذَلْتُ الهَوَى عَلى خَطِّ خَدَّيْ / هِ فَأَبْقَى عَلَيَّ مِنْهُ انْكِسَارَا
أَصْبَحَتْ مُهْجَتِي ضَرِيبَةَ جَفْنَيِ / هِ قَدِ اسْتَوفاهَا وَلَمْ يَخْشَ عارَا
حَمْلُ هَمِّي بِهِ بِغَيْرِ وُصُولٍ / بَجَمِيعِ العُشَّاقِ زادَ اعْتِبارَا
يا شَيِبهَ الغَزَالِ طَرْفاً وَجِيداً / وَفُؤَاداً مُسْتَهْضَماً وَنِفَارَا
صَنْعَةُ الكِيمياء صَحَّتْ لِعَيْنِي / حِيْنَ تَزْدادُ إِذْ تَرانِي احْمِرارَا
فإِذْا ما أَلْقَيْتُ أُكْسِيرَ لَحْظِي / فِي لُجَيْنِ الخُدُودِ صارَ نُضارَا
رُبَّ لَيْلٍ كَشَعْرِهِ مُسْتَطيلٍ / حَلَّتِ العِيْسُ فِي ذُراهُ المَدارَا
أَرْقَصَتْهَا الحُدَاةُ إِذْ خامَرَتْهَا / خَمْرُ سَيْرٍ لَمْ تُبْقِ مِنْهُ خُمارَا
لَيلَةً لاَ تَغُورُ أَنْجُمُها الغُرُّ / إِذْا أَنْجَدَ الدَّلِيلُ وَغَارَا
غُيِّرَ الِّليلُ فْالمَجَرَّةُ فَرْقٌ / أَشْيَبٌ وَالهِلاَلُ يَحْكِي عِذارَا
قَصْدُنَا أَسْعَدٌ فَلَيسَ نُبَالِي / أَنْ رَكِبْنا فِي ابْنِ الخَطِيرِ الخِطارَا
ماجِدٌ صَوَّرَ المُهَيْمِنُ يُمْنَا / هُ مِنَ اليُمْنِ وَاليَسَارَ اليَسَارَا
ساحِرُ الفَضْلِ أَلَّفَ النَّفْسَ وَالطِّرْ / سَ ظَلاَماً مُحْلَولِكاً وَنَهارَا
يُحْسَدُ الأسْمَرُ الطَّوِيلُ بِيُمْنَا / هُ إِذَا ما اسْتَمَدَّ سُمْراً قِصارَا
مُلْحِقِي بِالَّذِينَ عَثَّرَنِي دَهْ / رِيَ عَنْ شَأْوِهِمْ أُقِيُل العِثَارَا
قَدْ جَلاَ خاطِرِي جوارِي مَعانٍ / عُرُباً إِنْ فَضَضْتُهَا أَبْكارَا
لَمْ أُطِلها وَكُلُّ غُصْنٍ قَصِيرٍ / لاَ يُعَنِّي مَنْ يَجْتَنِي الأثْمارَا
لَو نَظَمْتُ الشِّعْرَى العَبُورَ مَديحاً / كانَ أوْلَى مِنْ نَظْمِيَ الأَشْعارَا
رَبِّ هَبْنِي شُكْراً لَهُ فَلَقَد قَلَّ / دَنِي أنْعُماً جِساماً كِبَارَا
وَكَما زِدْتَهُ عُلُوّاً وَفَضْلاً / لاَ تَزِدْ حَاسِدِيهِ إِلاَّ تَبارَا
أَيُّ شَيْءٍ مِلْءُ السَّماواتِ وَالأرْ
أَيُّ شَيْءٍ مِلْءُ السَّماواتِ وَالأرْ / ضِ وَإِنْ كانَ مِن صِفاتِ الحَبِيبِ
هُوَ طَوْراً مِنَ الطَّعامِ بِلا شَكٍّ / وَطَوْراً مِن أَطْيَبِ المَشْرُوبِ
لَمْ يُطِقْ حَمْلَ ذَرَّةٍ وَهْوَ عَن حَمْ / لِ القَناطِيرِ لَيسَ بِالمَغْلُوبِ
حَبَّذا طَيْفُ عَلْوَةٍ حِينَ أَسْرَى
حَبَّذا طَيْفُ عَلْوَةٍ حِينَ أَسْرَى / مِنْ زِياراتِهِ فَفَكَّ الأَسْرَى
زارَنِي وَالصَّباحُ قَد لاحَ فِي اللَّيْ / لِ وَقَدْ لِلنَّسِيمِ الفَجْرَا
وَبَنو نَعْشَ شاخِصاتٌ إلَى القُطْ / بِ حَيارَى وَالنَّسْرُ يَقْفو الإِثْرا
وَالمَصابِيحُ أَطْفَأَتْها يَدُ الصُّبْ / حِ فَشابَتْ مَفارِقُ الرَّوْضِ ذُعْرَا
وَسَقيطُ الغَمامِ يَرْشَحُ دُرّاً / فَوْقَ أَوْراقِهِ فيُصْبِحُ دُرَّا
جادَها وابِلُ السَّماءِ رَشاشاً / فَهْيَ تَبْكِي طَوْراً وَتَضْحَكُ طَوْرَا
نَقَشَتْها أَيْدِي الرَّبيعِ فَلاَ تُزْ / هِرُ إلاّ بِيضاً وَحُمْراً وَصُفْرَا
يَتَلامَعْنَ فِي الدُّجَى كالَدَّنانِي / رِ وَيُعْطِينَ فِي الدُّجُنَّةِ عِطْرَا
وَعَلى سِرِّ سِتْرِ عَلْوَةَ بَيْتٌ / ما تَراهُ العُيونُ إلاّ شَزْرَا
ضُرِبَتْ دُونَها المَضارِبْ وَالْتَفَّ / تْ عَلَيْهِ الرِّجالُ شُعْثاً وَغُبْرَا
بَدْرُ تِمٍّ لَهُ ِمَن الشَّعْرِ هَالَهْ
بَدْرُ تِمٍّ لَهُ ِمَن الشَّعْرِ هَالَهْ / مَنْ رَآهُ مِنَ المُحِبِّيْن هَالَهُ
قَصُرَ اللَّيْلُ حِيْنَ وَلَّى وَلاَ غَرْ / وَ غَزالٌ غارَتْ عَلَيْهِ الغَزالَهْ
يا نَسيمَ الصَّبَا عَساكَ تَحَمَّلْ / تَ لَنا مِن سُكَّانِ نَجْدٍ رِسالَهْ
كُلِّ مَعْسُولَةِ المَراشِفِ بَيْضا / ءَ حَمَتْها سُمْرُ القَنا العَسَّالَهْ
عانَقَتْنِي كَصارِمي وَأَدَارَتْ / مِعْصَمَيْها فِي عاتِقِي كَالحِمالَهْ
إن بِالرَّقْمَتَيْنِ مَلْعَبَ لَهْوٍ / بَسَطَتْ دَوْحُهُ عَلَيْنَا ظِلالَهْ
مَعْلَمٌ مُعْلَمٌ وَشَى بُسْطَةُ الزَّهْ / رُ وَحاكَتْهُ دِيمَةٌ هَطَّالَهُ
وَكَأَنَّ الحَمامَ فِيهِ قِيانٌ / أَعْرَبَتْ لَحْنَها عَلى غَيْرِ آلَهْ
وَكَأَنَّ القَضيبَ شَمَّرَ لَلرَّقْ / صِ سُحَيراً عَنْ ساقِهِ إِذْيالَهْ
إنَّ خَوْضَ الظَّلْماءِ أَطْيَبُ عِنْدي / مِنْ مَطايا باتَتْ بِكُلِّ كَلالَهْ
فَهْيَ مِثْلُ القِسِيِّ شَكْلاً وَلكِنْ / هِيَ فِي السَّبْقِ أَسْهُمٌ لاَ مَحالَهْ
تَرَكَتْها الحُداةُ فِي الخَفْضِ وَالرَّفْ / عِ حُرُوفاً فِي جَرِّهَا عَمّالَهْ
نَحْوَ بابِ الوَزِيرِ يُوسفَ نَجْمِ الدِّ / ينِ نَجْلِ الحُسَيْنِ زَيْنِ الجَلالِهْ
كَمْ لَهُ مِنْ رِسالَةٍ تُعْجِزُ الخَلْ / قَ كَأَنَّ البَارِي بِهَا أَوْحَى لَهْ
ذُو يَدٍ مُوسَوِيَّةٍ وَمُحَيَّا / يوُسفِيٍّ إِذْا رَأَيْتَ جَمالَهْ
يَبْسُطُ الجُودَ عِنْدَما يَبْسُطُ السَّا / ئِلُ فِي نَيْلِ جُوْدِهِ آمالَهُ
دارُهُ جَنَّةُ النَّعِيمِ فَمَنْ فا / زَ بِتَقْبِيلِ تُرْبِها طُوبَى لَهْ
ما انْتِفاعِي بِالقُرْبِ مِنْكُمْ إِذْا لَمْ
ما انْتِفاعِي بِالقُرْبِ مِنْكُمْ إِذْا لَمْ / يَكُنِ القُرْبُ مُثْمِراً لِلْوَدادِ
كَنْتُ أَشْكُو الِبعادَ حَتَّى التَقَيْنا / فَأنا اليَوْمَ شاكِرٌ لِلبِعادِ
فَعَلَ القُرْبُ فَوقَ ما فَعَلَ البُعْ / دُ بِقَلْبِي مِنْ كَثْرَةِ الأَنْكادِ
وَلَعَمْرِي لَقَدْ تَزايَدَ ما بِي / مِنْ عَذابٍ وَلَوْعَةٍ وَسُهادِ
وَإِذْا كُنْتُمُ مِنَ اللَّهِ فِي خَيْ / رٍ وَفِي نِعْمَةٍ فَذاكَ مُرادِي
لَوْ فَعَلْتُمُ بِمُهْجَتِي ما فَعَلْتُمْ / لَمْ يَحُلْ فِيكُمُ صَحِيحُ اعْتِقادِي
نَحْنُ فِي رَوْضَةٍ وَزَهْرٍ وَنَهْرٍ
نَحْنُ فِي رَوْضَةٍ وَزَهْرٍ وَنَهْرٍ / وَمُدامٍ كَالشَّمْسِ مِن كَفِّ بَدْرِ
وَمُغَنٍّ قَدْ راسِلَتْهُ الشَّحارِي / رُ فَأَغْنَتْ عَن جَسِّ عُوْدٍ وَزَمْرِ
أَنْتَ رُوحٌ وَنَحْنُ جِسْمٌ فَإنْ غِبْ / تَ فَإنَّ القُلُوبَ تُكْوَى بِجَمْرِ
إنَّ كَفّاً إلَيْكَ قَدْ كَتَبَتْهَا / تَتَهادَى ما بَيْنَ سُكْرٍ وَشُكْرِ