المجموع : 20
جرد النفس وانهها عن هواها
جرد النفس وانهها عن هواها / لا تذرها في غيها تتلاهى
زكها بالتقوى فما تفلح النف / س بحال الا على تقواها
واستلمها عن المراعى الوبيا / ت اذا استرسلت الى مرعاها
واتخذ في مراصد الكيد منها / حرسا يكسرون صعب قواها
فلها للعصيان ميل عظيم / لو نفه عن طبعها ما عداها
ولها في المتاب شدة عجز / بعدات التسويف نيطت عراها
ولها في المتاب مكر خفي / جعلته تلبسا من حلالها
ان كيد الشيطان كان ضعيفا / ودواهي النفوس لا تتضاهى
فتيقض لها وقد أمكن الام / ر فما الحزم تركها ومناها
فاعتقلها في مبرك الزهد بالخو / ف الى أن تبدو هزالا كلاها
فاذا انحلت القوى فأثرها / لمراعي اليقين تشفي طواها
واذا ا رزمت وحنت لألف الطب / ع فارفض حنينها وبكاها
فمروج اليقين فيها زهور / معصرات التوفيق تسقي رباها
ما رعاها حي فعاش ولا مي / ت فلم يحي ريثما يرعاها
ومتى هب للقبول قبول / بين روضاتها وفاح شذاها
فاسر بالدهس لا الحزون بليل / آمنا من كلالها...وحفاها
ما سرت للأوطان نفسك الا / حمدت غب صبحه مسراها
أنت في هذه الرسوم العتيقا / ت غريب فخلها وبلاها
والبدار البدار للموطن الدا / ئم حيث الحياة القت عصاها
قد تراءات لك الخيام فما عج / زك عن أن تحل وسط فناها
شمر الذيل واركب الليل واصحب / ذات صبر فما السلوك سواها
وعلى الأين فاحتمل كل خطب / سوف تحلو الخطوب في عقباها
واذا شقت المسالك طالت / قصر الشوق للحبيب مداها
ما الكرى والبروق ساهرة ان / كان في الشوق صادقا دعواها
خلف العالم الطبيعي وارحل / للتي لم تخلق لدار سواها
هذه معبر وتلك مقام / فاعبروها لا تعمروا مغناها
عجبا من محجوبة في كثيف / عنصر العالم اللطيف رماها
نسيت انسها بمقعد صدق / وتجافت لويلها وشقاها
حبست في ضنك ووحشة طبع / فتمنت ان لا يحول عناها
ليتها حلقت الى الرفرف الأخ / ضر حيث الأنوار تغذو قواها
رجعي يا ورقاء نوحك للأل / ف فان الولهى تبث جواها
واندبي المعهد القديم عسى الرج / عة قد آذنت اليه عساها
وانقذي من اشراك سجنك شوقا / لرياض نشات بين رباها
جاذبي كفة الحبالة فالحا / بل موف بمدية قد نضاها
واسرحي في الرياض من ملكوت الله / ترعين فيضه في فضاها
لو شجاك التذكار من لوعة البي / ن لمزقت القلب آها وواها
عالم الكون والفساد بليا / ت لك الاختيار فيما عداها
رشحتك الألطاف للحضرة العلي / ا أما ترغبين في لقياها
لهف نفسي على النفوس النفيسا / ت اضاعت اقدارها وعلاها
برزت من مضارب الحق في افض / ية الأمر فاستباها هواها
تانف الوادى المقدس رعيا / ورعت حيث الاسد تفري فراها
لو تمنت خلاصها ادركته / وغدت لا تراع وسط حماها
ما ارادت من جيفة الزخرف الحا / ئل لو ابصرت سبيل هداها
تتجلى لها الحقائق لا غي / ن ولا غيم ساتر مجلاها
باهرات الجمال يدعين للوص / ل فتأبى النفوس ان تهواها
غرها الجهل فاطمأنت إليه / ان جهل النفوس أصل شقاها
أيها النفس علم معناك بحر / في عميقات غمره العقل تاها
لو شهدت المسطور في نسخة الغي / ب ومعناك ما حوت دفتاها
وكشفت المستور فيك لايقن / ت بأن الوجود فيك تناهى
أنت في هيكل خبيئة أمر / من حكيم لحكمة امضاها
فاميطي قذاة عينك من بين / زواياه تدركي اياها
فالخفايا عليك في لوحك المحف / وظ لو ما كشفت عنها غطاها
آه يا نفس والبقية من عمر / ك قد اشرفت على منتهاها
آه يا نفس ادركيها فلا مط / مع بعد الفراق في لقياها
ودعيها بالصالحات عسى نف / حة توب ورحمة تغشاها
لست في هذه الحياة على ش / يء سوى ما تلفين في عقباها
فاصدري عن غمار باطلها عط / شى فاصدى عطاشها ارواها
ومسير العطاش اقطع للب / يد وخير الاظماء ما احفاها
فاطمئني وأوّبي وانيبي / واخلصي من افاتها وبلاها
آه يا نفس والعلائق اعدا / ء شداد وانت من اسراها
" يندبون اللوى واندب نجدا" / " كل عين تبكي على ما شجاها"
ليت اني بيسجن اجتلي النو / ر من العالم الذي لا يباهى
استمد الفيوض في قبضه الوه / بي أو تملأ السيول زباها
قطعت بي قواطع الدهر عنه / حاجة في نفس الزمان قضاها
كشفت لي عنه الحقائق والحق / شهيدي بأنه منتماها
وارث الأنبياء علما وحكما / وسفير عنها الى من عداها
ادرك الملة الحنيفية البي / ضاء اذ فوضت له شكواها
تتضنى مروعة تندب الأبرا / ر حزنا همالة مقلتاها
فاثارته شربة النهر والغي / رة لله في رضا مصطفاها
فحماها وسامها وكذاك ال / أسد تحمي عرينها وحماها
ردها مثل رد يوشع للشم / س وقد غاب نورها وضياها
عجبا اشرقت من الغرب شمس / فاتتنا للشرق يسعى سناها
انها آية وان كان لابد / ع من العارفين من شرواها
درجات الكمال والفضل لاتح / صى وقد حاز شانه اعلاها
تلك آثاره له شاهدات / انه للعلوم قطب رحاها
طلعت من جبال مصعب والزا / ب جبال من علمه ارساها
ثم دارت بالأرض كالفلك الدو / ار لا تحصر النهى اقصاها
جاء تفسيره بمعجزة قد / بهرت أهل الابتداع سطاها
يبرق الحق من مصادره العل / يا وينهل العلم من مجلاها
وحدته العقول في الفن حكما / فنفينا الانداد والاشباها
فانهضي نهضة الغضنفر لا تؤ / لين جهدا في قتلها وجلاها
واستعدي الاجناد من طاعة / الله فقد عزك النصير سواها
واعلمى ان طاعة الله لا ينه / ض الا بالعلم قطعا بناها
دونك الجد آفرغي فيه انفا / سك فالهزل ضاق عنه مداها
واستمدي الأنوار من كلمات / الله إن الهدى بحق هداها
هي مرج البحرين فالتقطي الجو / هر من ذا وذاك من فحواها
شرب العارفون منها فهاموا / بمذاقين من رحيق طلاها
راع خلف الستور ما اظهرته / من جمال فكيف ما في خفاها
ان الله في الخفاء نفوسا / في ميادين قدسه اخفاها
حجبتها ستائر اللطف عنها / وجلاها من أمره ما جلاها
اخذتها عناية الله عن اطو / ارها فانتهت بها في حماها
هذه الأخذة التي احرقت قل / بي وطاشت قواي تحت قواها
ليت اني اذهبت الف حياة / وتراءت لي لمحة من خباها
أنا من تيمته غزلان نجد / وخميلات الرند بين رباها
لي نفس لولا التشقي بأروا / ح صباها ذابت بحر جواها
أن يك الغور تيم الغير فالاه / واء شتى وللقلوب هواها
حاك من قبله الضلال نسيجا / غزلته خرقاؤه لشتاها
رقعي يا خرقاء طمرك والأن / واء تحدو ظعونها جربياها
لا يواريك ما غزلت ولايد / فيء في سبرة الشتاء كساها
هذه الحلة التي نسج الح / ق رصينا الحامها وسداها
لم تحك فطرة العقول على من / والها ليس صنعها من قواها
انها فيضة لدنية سي / قت لرباني وهذا سناها
وبحور الفيوض من عالم الوه / ب لأهل العرفان لا تتناهى
ما تلقيت يا محمد ذي الفي / ضة الا وأنت من خلصاها
شمل الكون منك مقباس نور / فانارت عشية كضحاها
ارضعتك الآيات ألباب ضرع / يها فبرهنت هاديا مقتضاها
واقامتك في مقامات ذي التح / قيق حتى نزلت وادي طواها
هكذا يا ابن يوسف الحق لا يتر / ك نفسا أحبها وارتضاها
أو تجلى لها الحقائق كشفا / فترى عنه عامضات عماها
قصرت عنك بالثناء وبالحم / د لساني وعزني أملاها
نسبتي للمديح فيك كما بني / وبين النجوم وسط سماها
قد تبركت بالثناء على وجه / ك ابغي به مع الله جاها
فاجزني بدعوة تجمع الخي / رات لي في الدنيا وفي عقباها
ظهرت منك في الوجود كراما / ت رجوت الامداد من جدواها
هل اتى النحلة الاباضية الغراء / ان افلحت بدرك مناها
اذ اتاح التوفيق والقدر السا / بق ارغام كل من ناواها
بتمام التفسير طبعا على هم / ة املاكها واسد شراها
فدعتني هواتف الحق للتا / ريخ والبشر شامل اياها
قلت ارخ دوام "جد وبشر" / ان هميان الزاد طبعا تناهى
قيل فامدح زابا وزد قلت زاب / علم الجهل ظلمة فجلاها
ان للاجتماع روحا ً لطيفاً
ان للاجتماع روحا ً لطيفاً / فاعلا في النفوس كل جميل
قلما يكسب انفرادكَ فضلا ً / ومع الاجتماع غرس العقول
ادب حكمة كمال دعاء / واقتناص المنقول والمعقول
باسمك الأعظم العظيم الأجل
باسمك الأعظم العظيم الأجل / العلي الأعلى تعلق ذلي
باسمك الأعظم المقدس ذي النو / ر البديع الرفيع وجهت كلي
باسمك الأعظم الجليل الكبير ال / قاهر الباهر المعز المذل
باسمك الأعظم الذي دك طوري / وباشراق نوره نسخ ظلي
باسمك الأعظم الذي ترجع الأس / ماء إليه رجوع فرع لأصل
باسمك الأعظم المسبح إيا / ك به الأزال من قبل قبل
باسمك الأعظم الذي سبح العر / ش به وجهك الكريم بوهل
باسمك الأعظم الذي سبح الرو / ح به في شهوده والتجلي
باسمك الأعظم الذي سبحته / سدرة المنتهى ومن في المحل
باسمك الأعظم الذي غشي السد / رة منه ما فوق فهم وعقل
باسمك الأعظم الذي حمل العر / ش به حاملوه من غير ثقل
باسمك الأعظم الذي اسجد العر / على الماء بافتقار وذل
باسمك الأعظم الذي الهم الكرس / ي في تسبيحه وكيف يصلي
باسمك الجامع الصفات الإلهي / ات قطب الاذكار من أي شكل
باسمك الحق مظهر الحق اسم ال / ذات سلطان كل اسم وفعل
باسمك المصعق الملائك اجلا / لاً وخوفاً على جمال التولي
باسمك الجاعل السموات والأر / ض بوسط الكرسي شعرة على
باسمك الغالب المدبر للأم / ر وللخلق تحت عقد وحل
باسمك القابض القوي القدير ال / قائم المقسط القضاء بعدل
باسمك الباسط الكريم المربي / كل ذي نسمة برزق وفضل
باسمك المبدع البدائع والصن / ع بلا شركة ولا سبق مثل
هو أنت اللّه الذي كنت والازا / ل كانت بكن وبعد كقبل
هو أنت اللّه المكون للكي / ف وللكم والمتى والمحل
هو أنت اللّه الاله القديم ال / أحد الفرد الباطن المتجلي
هو أنت اللّه الرفيع الجمال الصم / د الدائم الجلال الأجل
هو أنت اللّه الذي لم يلد ك / لا ولما يولد وينسب لأصل
هو أنت اللّه المقدس عن كف / وء وضد وعن شريك وشكل
هو أنت اللّه المنزه عن ادرا / ك حس وعن توهم عقل
هو أنت اللّه المنزه عن ح / د ورسم وأي فصل ووصل
هو أنت اللّه الذي بدأ الخل / ق وافناه قهره المتولي
هو أنت اللّه المعيد لما أفني / ت بعثاً إلى جزاء وفصل
هو أنت اللّه الذي دان حقاً / إنه لا إله غيرك عقلي
هو أنت اللّه الذي اسمك / الحسي سري سره بجزء وكل
هو أنت اللّه اختصصت بقيو / مية حاطت الوجود بحول
هو أنت اللّه العزيز الثنا عن / سنة أو نوم وسهو وغفل
هو أنت اللّه الذي ملك العر / ش وما فيه من دقيق وجل
هو أنت اللّه المهاب فمن يش / فع إلا بالاذن ممن تولي
هو أنت اللّه العليم قديماً لا / بعلم كعلمنا بعد جهل
هو أنت اللّه المفيض لمن ش / ئت بما شئت من علوم وعقل
هو أنت اللّه الذي وسع الكر / سي والعرش عزه المتعلي
هو أنت اللّه الحفيظ فلا / تنسى ولا تعتريك وصمة كل
هو أنت اللّه المبر باعلا / ن وسر بلطفك المستهل
فاتح البر مانح السر يا اللّه / يا اللّه هاك وجهي وذلي
دافع الشر كاشف الضر يا اللّه / يا اللّه قد علمت فكن لي
جامع الناس للقيامة يا اللّه / يا اللّه اجمع شتاتي وشملي
دائم الملك ثابت المجد يا اللّه / يا اللّه انظر لعجزي الأذل
غالب القهر شامخ العز يا اللّه / يا اللّه عز قهرك حبلي
ملقي النور والمعارف يا اللّه / يا اللّه اكشف بنورك جهلي
موصل الفيض باللطائف يا اللّه / يا اللّه صِل بفيضك وَصلي
واسع اللطف راحم الكل يا اللّه / يا اللّه الطف بحالي وحولي
مسبغ النعمتين ذا المن يا اللّه / يا اللّه طول منك طولي
قاسم الرزق مسبل الخير يا اللّه / يا اللّه ضاق بالعسر غلي
سامع الحمد مبصر الجهد يا اللّه / يا اللّه يا ملياً بنيلي
فطرة الافتقار والعجز يا اللّه / يا اللّه في قيود التولي
لا تكلني إلى قوى العجز يا اللّه / يا اللّه بل تولَّ محليّ
كل ما في الوجود غيرك يا اللّه / يا اللّه لا يقوم بفعل
أمرك النافذ المصرف يا اللّه / يا اللّه كل دق وجل
قد تعلقت باسم ذاتك يا اللّه / يا اللّه مسنداً لك وألي
واعتصامي باسم ذاتك يا اللّه / يا اللّه عين عزي وحولي
مد لي يا اللّه يا اللّه مداً / من تصاريف سر الاسم الأجل
يجعل الممكنات منفعلات / ملقيات يا اللّه يا اللّه سؤلي
واكسني من جلال اسمك يا اللّه / قهراً محققاً فيك ذلي
لم يخب يا اللّه يا اللّه يا اللّه / عبد بالاسم الأعظم يدلي
وبه يا اللّه يا اللّه حمدي / وبِهِ سبحت حقيقة كلي
مدد الحق للقلوب الصوادي
مدد الحق للقلوب الصوادي / هن ملقى الأنوار والامداد
أخذة الحق للقلوب اليه / بعد نسف الوجود نسف الرماد
بعد محو الآثار في طلب ال / عين وكون المريد عين المراد
بعد ادراك وحدة الحق لل / خلق والغاء وحدة الاحاد
آه والحب لا تسليه آه / وحرام آه على ذي وداد
لي نفس أذابها وهج الشو / ق فلم يبق غير خفق الفؤاد
قمت أشكو سري بسري الى ال / حب فكان الشكوى كوري الزناد
ثم ألقت اليَّ هيمنة ال / حق اصطبر في محبتي يا مرادي
أيها الراكب المغذ إلينا / يا ترى هل شارفت ذاك الوادي
هل ترحلت منك شبرا إلينا / أنت في مركز الهوى متمادي
لو سبرت الأغوار منك لأبصر / ت جثى الأغيار كالأطواد
لو خلعت الملابس السود سود / ناك بين الرجال وسط النادي
أنت مفتاح الكنز لو كنت تدري / ومدار الاصدار والايراد
أنت منا ونحن منك ولكن / حال ما بيننا سواد الأعادي
لو نعارضك للجفا لم نطالب / ك بصدق الدعوى وصفو الوداد
ما رأى الحق فيك ذرة مشهو / د سواه فالقرب عين البعاد
فتخلص محمديا من ال / علة واشطح على رؤوس العباد
وافن فينا فلا حياة لحي / وحياة الاحياء بعد النفاد
واحتجب منك بي ولا تحتجب م / ني بسجف التأثير والايجاد
دعك من ذا وتلك والرسم والاس / م فما في الميدان الا جوادي
واحترق من محبتي أنا وحدي / من طباق النيران في كل وادي
فعلى صحة المحبة تستع / أذب تعذيب الصد والابعاد
واذا صحت المحبة لم تح / فل برقص النعيم والانكاد
لي في كل ذرة من وجودي / حكمة قد طويتها عن عبادي
تتضنى من الهوى والهوى عن / ك بواد وأنت عنه بواد
لو صدقت الهوى لأغناك حبي / وتمسكت في الهوى بمرادي
تطلب الوصل والمقام صدود / قبل قض الحصا وخرط القتاد
رب لبيك حجة الحق أعلى / وعيون الجلال بالمرصاد
من توليته تجلت عليه / من كمالات الحق شمس الرشاد
من أنا والأنا فناء ومحو / في مقام التعذيب والأشهاد
من أنا والأنا خيال ووهم / في مقام الخطاب والارشاد
من أنا والأنا مجاز وظل / في مقام الابعاد والايجاد
من أنا نسبة الى أثر ال / حق شهيد للحق بالانفراد
وأنا من حيث انتسابي إليه / ملك الحمد والثناء والمجاد
وأنا من حيث انتسابي إليه / كل نقص ووصمة في عدادي
وأنا من حيث انتسابي إليه / منعش الروح باعث الأجساد
نسبة الحق صرفتني الى أن / قمت أتلو الزبور بين الجماد
ان يكون في الوجود سمع شهيد / فأنا في الوجود أحسن شادي
ما ألنت الحديد الا لأني / قمت أشدو بنعمة الحداد
وارث الفيض والكمالات والحك / مة من جده الرسول الهادي
موصل السالكين بالحق لل / حق ومجلي مشارق الامداد
مد من فيضه على الكون بحرا ً / في قصيد كالجوهر الوقاد
فشهدنا من مدّه مجمع ال / بحرين من غامض هناك وباد
من سقته المحمدية بحرا ً / غير بدع ارواؤه للعوادي
فتلقي تلك المعارف كشا / ف المعمى خبيئة الأفراد
من هيولاوة النبوة سيطت / قبل اظهار نشأة الايجاد
مصدر الفضل أحمد ابن أبي بكر / شريف الأباء والأجداد
عَلويّ محمدي عليه / من سنا النسبتين سيما السداد
جمع العلم في مزاد من التق / وى ولله جمع ذاك المزاد
واقتنى الدر من علوم الاشارا / ت فحلى به صدور النوادي
جرَّد النفس من كثائفها فانه / لت عليها لطائف الامداد
وتلقى من ربه كلمات / صبها الفيض في لباس المداد
برزت من مضارب الوهب ثكلى / فهي من فقد أهلها في حداد
فترامت تبين منه خفيا / ت طوتها فريدة الحداد
كن شرحا لها واعظم بهذا الش / رح كنزا ما ان له من نفاد
يبرق الحق من مصادره العل / يا وينهل حكمة للعباد
قام بالشرع والحقيقة يدعو / باللسانين للهدى والرشاد
شكل نور به خبايا زوايا / رقبتها دوائر الافراد
جامع من ذخائر العلم والحك / مة ذخرا ً يبقى ليوم المعاد
حاصر من معارف القوم ما يف / تح للسكالكين باب المراد
ولعت بانتشاره مكة الله / لتسرع أنواره في البلاد
فادارت عليه من فلك الطب / ع نجوم التووفيق والاسعاد
جاء تاريخ طبعه ضمن بيت / كان تاجا ً لمفرق الانشاد
سلسبيل مزاجه زنجبيل / فاشربوه " بمنهل الوراد
يا أخا عبس الحماة الأنوف
يا أخا عبس الحماة الأنوف / والكريم الموصوف بالمعروف
هزك الفضل والفتوة والسؤ / دد والمجد كاهتزاز السيوف
أنت فينا مرزء تحمل الك / ل وتنفي رزئية الملهوف
ان قصدت العلى فليس عجيبا / ليس قصد الشريف غير الشريف
أنت منا كدرة التاج في التا / ج ومثل الربيع حذو الخريف
أنت دون التوصيف فخر لعبس / لم تزد في علاك بالتوصيف
رقم المجد للسراة حروفا / وبيمناك رقم تلك الحروف
قد ملأت الزمان مجدا وفضلا / قف قليلا قد ضاق وسع الظروف
كل شأو من دون شأوك والمق / دار من أي تالد وطريف
ليس من يدعي الفخار يساوي / ك ولا كل ما بنوا بمنيف
لم أصارفك بالرجال وقد أيقن / ت منهم ببهرج وزيوف
ما ظننت الزمان يجحد فضلي / غير أن الزمان جم الصروف
طالما شمر الأعادي لهضمي / فدهاهم مجدي برغم الأنوف
هذه سيرتي وسيرة دهري / حسدوني وأنكروا معروفي
إن نسيت الأشياء لم أنس يوما / كنت لي فيهم غرار السيوف
حاولوا ما رقمته من كمالي / حنقا بالتحريف والتصحيف
بخسوني وطففوا الكيل زورا / ولهم منك سورة التطفيف
هكذا يا أخا المناقب رأي الدهر / قد كان في كمال الشريف
بيني الدهر علة ليس تشفى / بدواء حتى لقاء الحتوف
لا تحاول علاجهم بكمال / آفة الدهر في كمال الشريف
وتموت الجعلان في نفحة الطي / ب وتحيا سعيدة في الكنيف
عزة العلم أمجدتني مقاما / فتبينت كل رأى سخيف
ليت شعري هل يرعوي الدهر يوما / من بنات الدهر هز القحوف
عجبا ليس يسلم المجد فيه / كل حر بصخرة مقذوف
ما يريد الزمان من رفعة الند / ل ومن ذلة الكريم العفيف
وعذير الزمان مما أقاسي / ه انفراد الكرام بالمعروف
وعزوم يثيرها كرم النف / س وهم يشيب رأس الصروف
واقتحام المجيد في الروع لا ير / قب سعدا أو ينثني لمخوف
قمت عبد الرحمن لي في مقام / ظلموني فيه كظلم الطفوف
أنكر الملحدون ما أنكروه / فرددت التنكير بالتعريف
رشحت منهم صدور مراض / بحزازات السوء والتعنيف
لم تدعهم على بساط المخازي / بل دحضت الدعوى برأي حصيف
يظهر السوء من بواطن سوء / يرشح الظرف جوهر المظروف
خذ ثنائي كأنه الجوهر المك / نون فاجعله في محل الشنوف
قلمي ساحر القلوب بديع / وبديع الأقلام محض الصريف
دعهم في المخازي والتكذيب اني / متنبي الدنيا بلا تكليف
مستغيث قد مسني الضر يا رح
مستغيث قد مسني الضر يا رح / من فاكشف ضري وبؤسي وقلي
مستمد فيض الرحيم بفقري / تحت باب الرحمى بقولي وفعلي
رب لا تقلني إلى حول نفسي / إنه ليس حول نفسي بحول
احي يا حي فطرتي فيك واجعل / لي نوراً يمشي به حال حضلي
لم يفت يا قيوم علمك فقري / وانكساري وكيف سوء محلي
يا وليى تول دفع خطوب / دفعتني ما بين ضر وذل
لست أرجو لها سوى وعدك الح / ق الذي يرتجيه يا حق مثلي
أولني أولية السبق يا أ / ول والقرب منك لي والتولي
القني يا قدوس في بحر تقدي / سك واغسل بالقدس نفسي وعقلي
واكسني يا سلام عافية تش / مل طورَيَّ واكفني كل هول
هب لنفسي الإِيمان يا مؤمن الرو / عة واجعل خوفي لمقتك شغلي
عظم الخطب يا مهيمن أدرك / ني وحياً غوثاً وغوثاه كن لي
مزقت يا جبار شملي دواهي / فاجبر الصدع واجمع اليوم شملي
لا تذرني يا خالقي غرض البل / وى احطني من كل كيد وختل
باريء الكل ابرء النفس من زاد / ء عضال سرى بجزئي وكلي
صور الخوف منك في قلبي القا / سي وحسن الرجا مصور شكلي
ليس للاختيار ذرة فعل
ليس للاختيار ذرة فعل / كل فعل لخالق الاختيار
لو وكلنا إلى النفوس وما تخ / تار كان اختيارنا للبوار
خيرة اللّه بي أبر وأحفى / وإلى خيرتي انتساب خساري
لو تلمحت حكمة اللّه فيما / تقتضيه الأقدار في الأطوار
وتأملت لطفه في قضايا / برزت في قوالب الأضرار
شمت دون الحجاب أبهى جمال / يتجلى بأوجه الآثار
ليس للعجز ذرة من محال / أين تدبير وصمة الافتقار
كيف يمشي تدبير فطرة ذل / إن يكن ضد مبرم الأقدار
أتراني أقضي وقد قضي الأم / ر كما شاءه خلاف اختياري
أم ترى لي حولاً يقرر حكماً / وهو في علمه محال القرار
أم تراني مقدماً ما اقتضى تأ / خيره حكمه من الأوطار
أم تراني إذا سخطت بلاء / شاءه لي صرفته باختياري
أم ترى للوجود ذرة تأي / ر وهل للوجود من مقدار
إن تحققته رسوماً وآثا / راً فما للرسوم والآثار
أو تيقنته فناء ومحوا / محيت عنك ظلمة الأغيار
أو تمثلته قوياً قويماً / فهباء في عاصفات الذواري
من رأى الليس لم يعاين سواه / في ضروب الايراد والأصدار
دعه يرميك بالبلايا فما أق / رب رحماه من مقام اضطرار
دع حبيبي يسوق لي من بلايا / ه فما ضاق علمه بانكساري
دع حبيبي يموه الحب بالص / د ويخفي الصفاء في الاكدار
علمه سابق واقداره تج / ري وألطافه بهن سواري
فإلى أين نزوة لاعتراض / وإلى أين وجهة لفرار
سيدي يا تواب جلت ذنوبي
سيدي يا تواب جلت ذنوبي / غرني حلمك العظيم وجهلي
سيدي يا غفور قد تبت فاغفر / وتجاوز عن قبح سوءة فعلي
سيدي يا حليم عادتك الحل / م ومن عادتي اقترافي وبطلي
سيدي يا غفور أن تعف عني / فبفضل وإن تعذب بعدل
سيدي يا رؤوف عطفاً وصفحاً / حط عني من الخطيئات ثقلي
غافر الذنب إن غفرت ذنوبي / أنت أهل لها ولست بأهل
قابل التوب باذل العفو قد تب / ت نصوحاً من أي جد وهزل
سيدي سائل باسمائك الحس
سيدي سائل باسمائك الحس / نى على بابك العظيم الأجل
سيدي عائذ باسمائك الحس / نى دؤوب بحبلها متدلي
سيدي مخبت بأسمائك الحس / نى واذكارها حديثي وشغلي
سيدي عزني الوجود ملاذاً / وتعمت أمام وجهي سبلي
سيدي من يحلل حماك يصادف / كرماً منزلاً برحب وأهل
سيدي أي قاصد طوحته / في حماك الخطوب باء بحظل
سيدي أي وارد لك لم تمـ / ـلأ رواياه من نداك بسجل
سيدي أي بائس مسه الض / ر وناداك لم تغثه بطول
سيدي أي محسن فيك ظناً / لم يكن ظنه اليقين المجلي
سيدي أي محسن أو مسيئي / وكلته الألطاف إلا لفضل
سيدي من يصرف هواه إلى غي / يرك لم يلف منك غير التولي
سيدي كيف بي وقد برح الشو / ق بقلبي إليك واستل عقلي
سيدي لو أملت عنك هوى نف / سي تلطفت بي فعدلت ميلي
سيدي لو غمست نفسي في ظل / مة طبعي أدركت جذبي ونشلي
سيدي لو فررت عمري عن با / بك الفيت من أزائل حولي
سيدي لم أجدك إلا جميلاً / تتدانى مني وانأى بجهلي
سيدي منك ما يليق بما أن / ت ملي به ومني شكلي
سيدي أخلقت ذنوبي وجهي / ورمتني بالشؤم سوءة فعلي
سيدي مزقت حياتي المعاصي / واقتراف الخطَّاء للخير يبلي
سيدي إن أسرفت في الذنب لا آ / تي بخير فتلك فعلات مثلي
سيدي لا يزكو الذي لزه الطب / ع إلى ما يرضي الرجيم بحبل
سيدي لو قامرت شيطان نفسي / بقداح الطاعات أحرزت خصلي
سيدي إن يك اقترافي عظيماً / فهو في حلم اللّه عين الأقل
سيدي ما فرطت فيك اجتراء / إنها فلتة الغرور بدت لي
سيدي إن تحمل على العدل نفسي / كان حقاً على عذابك حملي
سيدي لا تطيق سطوتك العظ / مى عبوديتي وفطرة ذلي
سيدي لا يجير شيء على اللّه / ولا عنك مهرب لمحل
سيدي أي ملجأ غير احسا / نك للعبد منك أم أي وأل
سيدي إن طردتني غير مقبو / ل فويلي مما دهاني ويلي
سيدي إن طردتني خاسر الصف / قة لم ألف من يقوم بكلي
سيدي إن يكن هواي حجابي / عنك فاجعل هواي كالمضمحل
سيدي ما عصيت جبراً من القد / رة بل سولت لي النفس فعلي
سيدي ما عصيت شكا بوعد / ووعيد ولا اعتصاماً بحولي
سيدي ما زايلت بابك عن أم / ن ويأس ولا اكتفاء بطولي
سيدي كل ما عداك مجاز / ودليل عليك للمستدل
سيدي لا أرى المجاز ولا أش / هد إلا حقيقة المتجلي
سيدي لا يرد أمرك تديير / ضعيف ولا احتيال مقل
سيدي هفوتي لسوء اختياري / واتباعي خطى العدو المضل
سيدي هل تقيلني عشرة الجه / ل فعذري إليك غرة جهلي
سيدي لو عاصك ما حاطه العر / ش تأنيتهم بحلم وفضل
سيدي لو عاصك ما حاطه العر / ش لما أنقصوك حبة بقل
سيدي ما أغنى جلالك عن طا / عة وجهي وعن فروضي ونفلي
سيدي إن وفقتني لمراضي / ك فأحسنتها فنفع لأجلي
سيدي إن ظلمت نفسي فهلكي / أنت ربي العزيز عن أي فعلي
سيدي قد أجرمت قاصمة الظه / ر وأوقرت النفس أثقل حمل
سيدي حبك المتاب إلى الرح / مة يحدو وعن جمالك يملي
سيدي تبت مخلصاً لك وجهي / من ذنوبي بأي فعل وقول
سيدي تبت عالماً أن من أم / ك عاجلته بصفح وطول
ما أبالي إن تعف عني وترضى / سخرتني الأكوان أو سخرت لي
رب إني من البلاء جزوع / ومعافاتك المقيمة سؤلي
رب أشكو إليك فقراً وذلاً / واحتياجاً لبين الفقر مثلي
رب أنت الغني ذو الرحمة الوا / سعة املأ كفي رجائي بفضل
رب لم تنفذ الخزائن والطو / ل ولا ضاقت الأيادي بطول
رب تعطي لحكمة بالمقادي / ر وتعطي بغير وزن وكيل
رب إن تعطني فقد نضب الما / ء وجف المرعى لشدة مجلي
رب أشكو إليك طرق الرزايا / جلبت لي حرباً بخيل ورجل
رب أشكو إليك طاغية فاكبته / كبتاً وابهله أعظم بهل
رب نكل به وشدد عليه / وطأة الانتقام في غير مهل
أعطني قوة عليه وحولاً / ليس يقوى بغير حولك حولي
مدني من قوى سطاك بقهر / واقتدار يطويه طي السجل
واكسني من جلال عزة أسما / ئك عزاً لا يستضام بذل
فالعزيز المنيع من أدركته / غيرة اللّه بانتصار وصول
والعزيز المنيع من نصرة اللّه / أقامته في محال التولي
والعزيز المنيع من مت ذا الع / زة والكبرياء منك بحبل
غارة اللّه أدركي نصرتي إذ / عزني النصر من قريب وخل
غارة اللّه جردي صارم المق / ت على مفرق الظلوم المضل
غارة اللّه بيتي الكفر والطغ / يان أو صبحيه منك بثكل
غارة اللّه قد ظلمت وشكوا / ي إلى من يرى ويسمع قولي
غارة اللّه بالصواعق من نق / مته فاحصبي العدى واستهلي
رب سلطانك النصير نصيري / وخلوص الدعا سيوفي ونبلي
وجنود الأسماء أنصَار قهري / وكنوز الأسماء كنزي وطولي
وحصون الأسماء معقل أمني / وغيوث الأسماء غيثي لمحلي
وبروق الأسماء تخطف أبصا / ر المريدين سوء حالي وذلي
وفيوض الأسماء قوة تصري / في وفصلي في الكائنات ووصلي
فاكسني من لألاء أسرارها نو / راً وهب لي بفيضها كل سؤلي
وأعشني متيماً مولع القل / ب باذكارها نهاري وليلي
وأغثني بها وجل همومي / وغمومي وحل قيدي وغلي
لست أخشى من الحوادث أن كن / بأنوار سرها متجلي
فارج الهم كاشف الغم عجل / فرجاً عاجلاً ولطفاً بذلي
يا مغيث الملهوف يا راحم العب / رة يا منجي الغريق استجب لي
حيطة العلم بي مناب سؤالي / وسؤالي فقري وذل محلي
وسؤال اللسان والقلب تشري / ف وفضل تقضي عليه بفضل
وسباني الجمال من قولك أدعو / ني وحسن الرجاء هيم عقلي
وإلى وجهك الكريم تجلت / مِدَح منك فيك والاسم قولي
أشرقت من ستائر اللطف أنوا / ر سناها لا من كثيفة جهلي
كلم طيب ورب رحيم / ومقامي مقام شاك مقل
هذه سيدي الوسيلة أدلو / ها إلى وجهك الكريم الأجل
ليس لي حجة ولا من شفيع / بابتهالي وذكر اسمك أدلي
ما أراني أخيب إذ قمت أدعو / ك وألقيت عند بابك رحلي
ولساني يتلو واخلاص قلبي / تحت ميزاب سر الأسماء يملي
فأجزني رضاك في جنة الخل / د ملقى بوالدي ونسلي
وأجزني رفداً تصون به وج / هي عن الخلق عاجلاً فوق سؤلي
رب أبلغ ذات النبي الذي أر / سلته رحمة وخاتم رسل
أحمد المصطفى صلاة وتسلي / ماً كما ترتضي له أن تصلي
وعلى الآل والصحابة ما أخل / لص داع وما أجزت بفضل
وأجزه خير ما جزيت رسولاً / من عظيم الرضا وحسن التولي
وتدارك بحقه دعواتي / بقبول ونائل منك جزل
وأفض رحمة بامداده تك / شف كربي بها وتجمع شملي
أي كرب ما حله اللطف عن مس / مسك من حب النبي بحبل
فاز داعيك بالاجابة إن مَ / تَّ بمعنى جماله المتجلي
يا غني المغني لك الملك والسل
يا غني المغني لك الملك والسل / طان أشكو إليك فقري وذلي
يا حميد الفعال ذا المن باللط / ف على خلقه انف عسري وقلي
يا كريم الرحيم يا موسع المن / عم ضاقت لسوء رزقي سبلي
يا وهوب البر الكفي الحفي ال / محسن المجمل ابتدرني بفضل
يا قديم الاحسان ذا الطول يا مع / طي أغثني وحياً بيسر وطول
يا وصول بالخير يا مانح الو / هاب هب لي من فيض وهبك سؤلي
باسط الرزق ابسط لي الرزق موفو / راً فقد شدني افتقاري بغل
ضاق صدري وعيل صبري يا وا / سع وسع عيشي بأوسع نيل
أغلقت دوني المسالك يا فتا / ح فافتح باليسر لي كل قفل
ساورتني البأساء والفقر يا منا / ن عجل بمنك المستهل
يا منيل الجواد يا مفضل الر / زاق يا راحم المعيل المقل
يا مقيت المبر يا واجد المو / جد رزقي بارك عليه وزد لي
يا حفياً بخلقه يا خفي اللط / ف أدرك حالي بلطف وفضل
مبديء النشأة ابتدأت بنعما / ء ولم أستحق ما أنت مولي
فاعد يا معيد ما ليس يغني / ك بمنع ولا يقل ببذل
يا شكوراً من عبده النزز أشعر / ني شكراً في أي كثر وقل
وقليل شكر العباد وأنت الشا / كر العبد للذي منك تولي
ملك الناس مالك الملك تؤتي ال
ملك الناس مالك الملك تؤتي ال / ملك والعز من تشاء وتعلي
بجلال يا ذا الجلال وذا الاك / رام أكرم نفس الملظ الأذل
يا عزيز المعز من ذل في خد / مته أرفع بعز عزك ذلي
واكسني من سراسمك المتكبر / خاضعاً تحت كبريائك كلي
يا على الألى يسبحك العر / رش وما فيه فيك شأني أعل
يا عظيم السلطان يا باهر القد / رة غلب أيدي وأيد محلي
يا مجدي القهار ذا العرش هب لي / مجد قهر يقتاد أنف الأجل
يا مليك الديان يا شامخ الع / زة ذل خصمي لقولي وفعلي
يا كبير الجليل عن كل ضد / أعل فوق الأضداد أيدي وحولي
ليس حظي ينبت يا متعال / الجلال إلا على معاذي وحيلي
لم يعذ بالجلال يا صمد المح / مود مثلي فلم ينفح بوصل
يا ودود الحنان لي أنت حسبي / إن تولى عني قل متولي
إن للاجتماع رَوحاً لطيفاً
إن للاجتماع رَوحاً لطيفاً / فاعلاً في النفوس كل جميل
قلما يكسب انفرادكَ فضلاً / ومع الاجتماع غرسُ العقول
أدب حكمة كمال دعاء / واقتناص المنقول والمعقولِ
خلق اللّه للمكلف عقلاً
خلق اللّه للمكلف عقلاً / فلماذا يهيم في كل وادي
شرك النفس لا يغيب عن العق / ل فكيف الوقوع في الأصفاد
ينفذ العقل حيث لا ينفذ الرم / ح ويجري أمام حضر الجواد
لا يرد العقول باب عن الح / ق ولا تنطوي بقرع العوادي
كيف تكبو بصائر مشرقات / دون ادراك مشرقات الرشاد
يعجز الجيش عن مهم وكم فض / فض ذو نهية صدور الهوادي
نحن لا ندرك العواقب إلا / أن للعقل منفذاً في الدآدي
نجني يا خلاق من كل كرب
نجني يا خلاق من كل كرب / ليس تشقي عليك لهجة مثلي
وأتح لي نجاة ذي النون وحيا / يا قريب الداني بغير محل
واستجب يا مجيب دعوة مظلو / م غريب مستضعف مستذل
صادق الوعد هذه دعواتي / أنجز الوعد وابتدرني بكفل
يا الهي وحدت ذاتك إيما
يا الهي وحدت ذاتك إيما / ناً وصدقاً وفطرة لا تولي
صبغة اللّه صبغتي لك يا وا / حد وجهي وحبل الاسلام حبلي
من شراب التوحيد يا أحد الفر / د اسقني شربة المحب المدل
فاطر الكائنات فطرة توحي / د عليها ثبت يقيني وعقلي
ابقني يا باقي على العروة ال / وثقي إلى أن ألقاك في يوم فصل
مفتيَ العَصر ما على مستهام
مفتيَ العَصر ما على مستهام / عض تفاح وجنتي الحبيب
فانثنى مغضباً وقال حرام / عض تفاحنا بعين الرقيب
ما على المستهام إثم بهذا
ما على المستهام إثم بهذا / وأرى الإثم راجعاً للحبيب
هيمان العشاق نوع جنون / ومناط التكليف عند القلوب
مكنوني أعض منه كما شئت / وخلو بيني وبين الذنوب
بورك النجل واستمر الهناء
بورك النجل واستمر الهناء / لك واستجمعت لك السراء
بورك النجل يوم جاء وللألبا / ب بشر وللعيون بهاء
بورك النجل عود نبعة فضل / إن نبتَ الفضيلة الفضلاء
أطلع الله منه نجماً على أف / ق المعالي سعداً وأنت السماء
ولدته أم الكمال وغذته / بألبانها الخلال الوضاء
ناشئ في زكاء علم ولا ش / ك سيسري إليه هذا الزكاء
من أصول صديعة الفجر في أخلا / قهم والوجوه منهم ذكاء
كيف لا يرتجى لذا الفرع زهر ال / مجد والأصل فاطم الزهرء
أو بعيد عنه العلاء وهل ين / بت إلا للهاشمي العلاء
هو في ذاته وفي الاسم والف / عل كريم يمده كرماء
مشرق العرش طاهر النسب النا / صع حدث وقل هو الجوزاء
لا تهذبه يافعاً إن فيه / للكمالات شيمة شماء
هو كالجوهر اليتيم صفاء / ليس بالاكتساب ذاك الصفاء
سوف تسري به صفات سراة / شف فيها المعراج والاسراء
لو تعلمت ما تشاء من الته / ذيب فيه لقل فيما يشاء
سيجلي بنزعة يقصر الته / ذيب عنها وسوف يبدو الجلاء
ظهرت من مخائل الرشد فيه / بارقات وللمزايا سناء
وتجلت من السجايا عيه / آية في أعطافه بيضاء
فهنيئاً به غلاماً ذكياً / رافق اليمن ذاته والنماء
قمراً في سنائه وحساماً / حيثما يمجد الحسام المضاء
جانياً روضة المعارف يستو / في حقوقاً قامت بها الآباء
يتدانى من الفضيلة طبعاً / وإلى الطبع ترجع الأشياء
كوكباً قارن السعادة ميلا / داً وعمراً وحيث يبقى البقاء
فتباشر به فديتك مصبا / ح علوم تجلى به الظلماء
وتيقن بأنه للهدى وج / ه وللمجد غرة زهراء
مسحته من ربه بركات / حسبه بينهن باء وراء
أيها السيء الجليل لك / الله لقد أبسمت لك النعماء
املأ القلب شكر ربك فالش / كر إذا زاد زاد منه العطاء
إن أولادنا الصوارم والأعضا / د في النائبات والأعضاء
قرة للعيون بل بضعة الأنف / س بل هم كفاتنا الأكفاء
ما الذي مات تاركاً صالح الن / سل ولا الأبتر القطيع سواء
ليس أجر بعد الممات سوى عل / م وخير نجزيه والأبناء
دعوة الابن صالحاً لأبيه / لعظيم الثواب فيها رجاء
يا سماء البيان إني عصاني / فيك هذا القريض والانشاء
غير أن البشرى سقتني مداما / فالذي حرك اليراع انتشاء
قلمي قاصر الخطى عن تها / نيك ولكن تطفل واخاء
ما كفاني الصفاء في القلب حتى / أظهر الشعر ما أكن الصفاء
ولذات الاخلاص روح لها / عقل وحس ومنطق وذكاء
وإذا صحت المحبة في القل / ب فآثارها لهن ضياء
وعلى الشعر جانب من حقوق / ليس في غيره لهن قضاء
فاعتبر ما يقوله الشعر عني / إنه بعض ما حواه الخفاء
خذه عني الدر الفريد عليه / من شعاع لوصفكم لألاء
حكم الود بيننا بمداجا / ة القوافي وفي القوافي اباء
فتطارحت بينها أتقاضى / بعض ما يستقيم منه الثناء
فهي تملي عليه ما يتمنى / سالم الطبع وافتكاري براء
فإذا جاءت القريحة بيضا / ء ففضلي اليراعة السوداء
يا صديقي وبالصديق انتفاع / ولدى الضيق تعرف الأصدقاء
هل رأيت الزمان يرمي سهاماً / مجهزات وهل عداني الرماء
قل لهذا الرامي وأنت سفيري / إن مرماك صخرة صماء
أنا وحدي لذا الزمان عدو / ليس لي في اعتدائه شركاء
غير أني إذا هززت اصطباري / هان عندي من الزمان العداء
حجبت جسمها بديباجة سو
حجبت جسمها بديباجة سو / داء كانت لنورها قنديلا
مثلت لي حقيقة العين نوراً / وسواداً ورقة تمثيلا
وهمت في جعل السواد حجاباً / يا حجاباً على الجمال دليلا
ما اختفت في غدائر مرسلات / كالليالي صيرنني ضليلا
كيف تخفى ونورها كالهدى في / ملبس صار لابتداع مثيلا
أنا في عالم السواد وعقلي / في رياض التفاح ظل عقيلا
ما الهوى في اسواد إلا جنون / والهوى في البياض أقوم قيلا
ليس من ضل بالنهار كمن ضل / بليل فذاك أهدى سبيلا
من عذيري مما جنته العذارى / أخذتني في الحب أخذاً وبيلا
منطق كان ثامن السبعة الـ
منطق كان ثامن السبعة الـ / ـشهب وإن قلت تاسع الأفلاك
يشهد العقل منه ما يشهد السمـ / ـعُ ومعناه شاسع الادراك
لو نحا البحر كان عذباً فراتاً / أو رفاتاً لآذنت بحراك
كلمات كالسحب تمطر نوراً / ومعان كالدر في الأسلاك
صبغت صفحة الوجود ضياء / خطف النور من بصير السماك
يلمع الضوء حيث تجري بها الأق / لام حتى الأقلام صارت مذاكي
لست أدري أوجهه أو سنا الم / نطق أعلى أم الأيادي الزواكي
أم ضياء الجلال والعز منه / مذهبي فيه مذهب الشكاك
كادت الأرض أن تميد ابتهاجاً / وتخر الدنيا للثم الشراك
يوم ألقى الملاك من حكمة القو / ل فسرت به نفوس الملاك
ونفوس الأكوان تصغي إليه / في ازدحام كمرسلات العراك