القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 2
حَيَّ عنّي مُنحني الوادي وأثلَه
حَيَّ عنّي مُنحني الوادي وأثلَه / ورُبَى سَلْعٍ على النأي ورَمْلَهْ
فبه ملعبُ أنسٍ صرتُ مذْ / بانَ أهلوه مِنَ التبريح مُثْلَه
لا عدا بانَ اللَّوى مِن أدمعي / صيَّبٌ يسقيهِ مِن جفني ونَخْلَه
فلكمْ لي في ظلالِ البانِ مِن / موقفٍ بكَّيتُهُ وجداً وأهلَه
ولكمْ لي نحوَ سكانِ الحِمى / مِن حنينٍ كلَّما استغشيتُ ظِلَّه
حنَّةٌ أُعقِبُها مِن أَلَمٍ / أنَّةً لو أنّها تنقعُ غُلَّه
كيف أرجو راحةً مِن بعدِما / سدَّدَ التفريقُ نحوَ القلبِ نَصلَه
أو أُرى بعدَهمُ مبتسماَ / جَذِلاً والبينُ قد ازمعَ رحلَه
فوَّقَ البينُ اليهمْ سهمَهُ / ليتَه كفَّ عنِ الأحبابِ نَبْلَه
فكأنَّي بأُهيلِ المُنحنى / للنوى والبينِ قد شَدُّوا الأكِلَّهْ
لم يُبَقَّ الهجرُ لي مِن أدمُعي / لِودَاعِ القومِ والتفريقُ فَضْلَه
أيُّ صبرٍ يومَ تنأَى بهمُ / عيسُهمْ ينأَى عنِ الصبَّ المولَّه
أينُقٌ كم ذرعتْ مَرْتاً وكم / قطعتْ حَزْنَ الفلا وخداً وسَهْلَه
تَتهادى في البُرى مُرقِلَةً / كالحنايا تنهبُ الخرقَ وهَجْلَه
عُقِرَتْ كم مِن فلاةٍ جبتُها / بعدَها فوقَ شِمِلًّ أو شِمِله
ليس يثنيها زمامٌ كلَّما / جاذبتينهِ ولا ترهبُ صَلَّه
ترتمي كالهيَْقِ بي معنِقَةً / فوقَها حِدْنُ سِفارٍ لنْ يَملَّه
كلَّما أومضَ برقٌ خالَه / ثغرَ سلمَى حينَ حيَّتْه بِقُبْلَه
بارقٌ كالسيفِ أمضى مُصْلَتاً / يتراءَى أسهرَ المضنَى المُدَلَّه
ذكرَ العهُدَ بهِ لمّا انتضَى / سيفَهُ في حِندسِ الليلِ وسَلَّه
ورضَابٍ شَبِمٍ مُنَّيتُه / منه بعدَ البينِ في أيسرِ نَهْلَه
خَصِرٍ بُغْيَتُه في وِرْدِه / حبَّذاهُ منعَ التَّرحالُ عَلَّه
فعسى يُنقِذُه البعدُ وقد / ذاقَ منه ما كفاه ولعلَّه
اِنْ يمتْ مِن فرطِ وجدٍ وهوىً / هذه سنَّةُ أهلِ الحبَّ قبلَه
مغرمٌ يسأَلُ ربعاً دائراً / قد محاهُ دمعُهُ إلا أقلَّه
لا تلُمْهُ في غرامٍ نالَهُ / فخليلُ المرِء مَنْ أنجدَ خِلَّه
أَتُرَجَّي طمعاً أن يهتدي / في دجى الحبَّ مَنِ الشوقُ أضلَّه
ما سرتْ ريحُ الصَّبا مِن نشرِها / نحوَه إلا وقد راجعَ خبلَه
تنتجيهِ بحديثٍ حَس / أحسنتْ عن ظبيةِ الوعساءِ نقلَه
يا نسيماً هبَّ مِن روضِ الِحمى / حَيَّ مَنْ بانَ عنِ الجِزعِ وحلَّه
عثرَ الدهرُ بهِ بعدَهمُ / ليته قالَ وقد زلَّ لعاً لَه
غدروا مِن بعدِ عهدٍ أحكموا / عقدَهُ كيف تولَّى البعدُ حلَّه
شيمةٌ للدهرِ لا أُنكِرُها / عُرِفَتْ منه فما أجهَلُ فِعْلَه
كم دمٍ راحَ جُباراً في الهوى / عندَهُ أجراهُ في الوجدِ وطلَّه
هوَّنَ الحبَّ على أربابِهِ / فلكم يصحَبُ للعشّاقِ ابلَه
اِبِلاً ذَلَّلَها قهراً فكمْ / فوقَها للمتطَيها مِن مَذَلَّه
فسقَى الله على علاتِهِ / زمنَ الوصلِ حَيا الدمعِ ووَبْلَه
حيَّ عنّي الحمى وحيَّ المصلَّى
حيَّ عنّي الحمى وحيَّ المصلَّى / وزماناً بالرقمتينِ تولّى
كان أغلى الأوقاتِ في النفسِ قَدْراً / فتلاشى زمانُه واضمحلا
ثمَّ لمّا نوى الفريقُ فِراقاً / نَهِلَ الحيُّ مِن دموعي وعَلاّ
مربعُ الوجدِ فيه أرسلتُ دمعي / بعدَ بُعدِ الأحبابِ وبلاً وطِلاّ
منزلٌ لم تُبَقَّ منه الغوادي / ودموعي والدهرُ إلا الأقلاّ
لستُ اسلو ما كانَ فيه من العيشِ / وحاشا المحبَّ أن يتسلّى
ما استحقَّ الفراقَ نجدٌ فنسلوهُ و / لا استوجبَ الحِمى أن يُمَلاّ
أيُّها الظاعنونَ هذي دموعي / بعدكمْ في الرسومِ تسقي المَحَلاّ
قد وقفنا فيها وكلُّ خليلٍ / بعزاليَّ دمعِه ما أخلاّ
وتذكرتُ مِن سنا الوصلِ نوراً / زالَ عنّي في الحالِ حين تجلّى
فهو مثلُ الشبابِ ما زارَ حتى / قيلَ سارتْ أظعانُه فاستقلاّ
أيُّها الهاجرونَ قد كان صبري / صارماً قبلَ هجركمْ لم يُفلاّ
أتُراكمْ ترضونَ بالهجرِ حقاً / للمحبَّ المشوقِ حاشا وكلاّ
أم تقيلونَهُ العثارَ امتناناً / منكمُ في الغرامِ أن كان زلاّ
اِنْ تراخى عنِ الغرامِ أُناسٌ / وتخلَّوا عنه فما يتخلّى
كيف ينسى أيامَ لهوٍ تقضَّتْ / بكمُ والزمانُ منها محلّى
هل إلى ذلكَ الزمانِ سبيلٌ / وضلالٌ أن تقتضي الشوقَ هلاّ
اِنْ يَفُتْني فاِنَّ حُزْني مقيمٌ / صارَ اِلباً عليَّ مذ صارَ كلاّ
أين ظبيُ الأراكِ طابا جميعاً / بين روضِ العقيقِ طيباً وظِلاّ
لي اليه تطلُّعٌ وحنينٌ / حيثما سارَ في البلادِ وحلاّ
بانَ عنّي وكنتُ وهو قريبٌ / ذا سرورٍ به وقِد حي المُعَلّى
فاسألا عن هجرِ مثلي اعتداءً / بعد ذاكَ الوصالِ كيف استحلاّ
يا فؤادي وكيف أدعو فؤاداً / يومَ بينِ الخليطِ هامَ وضلاّ
لستُ ارضى له الدناءَةَ خِدناً / فعلامَ ارتضى مِنَ الوجدِ خِلاّ
وبريقٍ قد باتَ يلمعُ وَهْناً / كالحُسامِ الصقيلِ في الرَّوعِ سُلاّ
بتُّ والبرقَ لا أمَلُّ دموعي / عندَ اِيماضِه ولا البرقُ ملاّ
مستهاماً ألقى الغرامَ بجسمٍ / منذ أبلاه هجرُه ما أبَلاّ
ذا عليلٌ من حرقةِ البينِ / والهجرِ بغيرِ اقترابِه لن يُبَلاّ
أيُّها الناظمونَ هذا قريضٌ / دقَّ في صنعةِ القريضِ وجَلاّ
يتمشَّى على السَّماكِ افتخاراً / ثمَّ يُضحي منه عليكمْ مطلاّ
وبغيضٌ اليَّ مَنْ ليس يدري / صنعةَ الشَّعرِ أن يكونَ مُدِلاّ
بقريضٍ إذا كسا الشَّعرُ عِزّاً / قائليهِ كساهُ هوناً وذُلاّ
ما تسمَّى في حلبةِ الشَّعرِ يوماً / سابقاً لا ولا استحثَّ فصلّى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025