المجموع : 39
من يتب خشية العقاب فإني
من يتب خشية العقاب فإني / تبت أُنْساً بهذه الأجزاءِ
بعثتني على القراءة والنس / ك وما خِلْتُني من القراءِ
حين جاءت تروقني باعتدال / من قدود وصِبْغةٍ واستواءِ
سبعة شبهت بها الأنجم السب / عة ذات الأنوار والأضواءِ
كسيت من أديمها الحالك الجُو / نِ غشاءً أكرمِ به من غشاءِ
مشبهاً صبغة الشباب ولِمَّا / ت العذارى ولِبْسة الخطباءِ
ورأت أنها تحسن بالضِّد / د فتاهت بحُلَّةٍ بيضاءِ
فهي مسودة الظهور وفيها / نور حق يجلو دجى الظَّلْماءِ
مطبقات على صحائف كالرّيْ / طِ تُخَيِّرْت من مُسُوك الظباءِ
وكأن الخطوط فيها رياض / شاكرات صنيعة الأنواءِ
وكأن البياض والنُّقَطَ السو / د عبيرٌ رششتَهُ في مُلاءِ
وكأنّ العُشور والذهب السا / طِعَ فيها كواكبٌ في سماءِ
وهي مشكولةٌ بِعِدَّةِ أشكا / لٍ ومقروءةٌ على أنْحاءِ
فإذا شئت كان حمزةُ فيها / وإذا شئت كان فيها الكسائي
خضرة في خِلال صُفر وحُمر / بين تلك الأضعاف والأثناءِ
مثلَ ما أثّر الدبيبُ من النم / ل على جلد بِضّةٍ غيداءِ
ضُمِّنَتْ محكمَ الكتاب كتابِ ال / لَّه ذي المَكْرُمات والآلاءِ
فحقيقٌ عليّ أن أتلو القر / آن فيهن مُصبَحي ومسائي
رقّ ثوبُ الدجى وطاب الهواء
رقّ ثوبُ الدجى وطاب الهواء / وتدلت للمغرب الجوزاءُ
والصباحُ المنير قد نشرت من / ه على الأرض ريْطَةٌ بيضاءُ
فاسقنيها حتى ترى الشمسَ في الغَرْ / ب عليها غلالةٌ صفراءُ
قهوةٌ بابليّة كَدَمِ الشا / دِنِ بكراً لكنّها شمطاءُ
قد كستها الدهورُ أرديةَ الرّقْ / قَةِ حتى جفا عليها الهواءُ
عجَبَاً ما رأيت من أعجبِ الأش / ياء تقديرُ من له الأشياءُ
سَبَجٌ يستحيل منه عقيق / وظلام ينسلُّ منه ضياءُ
أَقْبَلَت في غِلالةٍ زرقاء
أَقْبَلَت في غِلالةٍ زرقاء / زرقةً لقِّبت بجري الماءِ
فتأَمَّلَتْ في الغلالة منها / جَسَد النورِ في قميص الهواءِ
هي بدرٌ وإن أحسنَ لونٍ / ظهر البدرُ فيه لونُ السماءِ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ / خُلَّبا كان برقُ ذاك السحابِ
يا مَهاةَ الفلاةِ يا عِرْضَةَ الأع / راض يا عَذْبَةَ الثنايا العذابِ
أمِنَ العدلِ أنَّ من سوف يقضى / فيكِ نحباً وَكَّلْته بانتحابِ
كيف يصحو نشوان خمر الثَّلِثَيْ / نِ وخمرِ الهوى من الإِطْرابِ
ومن الحين أن غزلانَ رملٍ / صائداتٌ باللحْظِ آسادَ غابِ
في رِياض الجمالِ يأخذن ما شئ / ن من الجُلَّنار والعنابِ
وأبى حبُّها يمينُ أخي الح / بِ لقد جاوبَتْ سريعَ الجوابِ
لَوْذَعِياً أمضَى من السيفِ في الرَّوْ / ع وأذكى في ظُلْمةٍ من شهابِ
اغْضَبِي إن أردب وارضَيْ فعندي / عَزَماتٌ مثلُ السيوفِ القضابِ
لستُ ممن يقول إنَّ الغِنَى تُدْ / رَكُ أسبابُه بلا أسبابِ
فالتَّداني من التَّنائي وما الرا / حةُ إلا في الكدِّ والإتعابِ
فابْشِري وَلْتَنَلْ بشارتُك الرِّك / بَ فهذا أوانُ حَلِّ الرِّكابِ
بفناءٍ كأنما انتظَمَ الده / رُ عليه وانحلَّ عقدُ السِّخابِ
وكأنَّ الخطوبَ خوفاً تواصَت / بينَها باجتنابِ ذاكَ الجَنَابِ
فيه سَبْطُ البناتِ من آل إبرا / هيم صعب المَرام سَهْلُ الحِجابِ
لم يُعَلِّلْ نصيبَهُ من مَعَالي / جدِّه يَعُرب الكريمِ النِّصابِ
يُعجَبُ الناسُ أنه أَفْضلُ النا / سِ عُلاً وهو غيرُ ذي إعْجابِ
وَكَثيرٌ حياؤُه والعَطَايا / يَتَبَرَّجْن مِنْهُ للخطَّابِ
لو تبحَّرت جُودَةُ تَحَسِبْتَ ال / بَحْرَ في صدرهِ الرّحيبِ الرّحابِ
أَغْربَتْ في النّدَى سَجاياهُ قِدْماً / فدعوناهُ طالب الطُّلابِ
شَرَفٌ كيف ما تصفَّحْتَ صافَحْ / تَ عليه ديباجَةَ الأحْسابِ
مثلَ بَيْتِ الله الذي أينما وجْ / هت وجهاً فأَنْت في مِحرابِ
وحكيمُ الزمان لم يُؤت عند ال / خَطْب من حكمةٍ وفَصْلِ الخطابِ
في يَدَيْ رأيه من الفِكْر مِرْآ / ةٌ تُرِيه الحِجَا بغير حِجابِ
ما رأَتْهُ الخُطُوب أَطْرَقَ إلاَّ / نَكَصَتْ خيفةً على الأعْقابِ
ورياضُ الجَمَالِ في وجهِهِ تُغْ / ذَى بماءِ العُلا وماءِ الشَّبابِ
وكأنَّ الظلامَ والنورَ طَيْفا / ةُ غَداةَ الإرْغَابِ والإرْهابِ
خُضْتُ منه بحر النَّوالِ وأهديْ / تُ إليه دُرَّ الكلامِ العجابِ
كلُّ بيتٍ أَعَمُّ طِيباً وأذْكى / أرْجاً من تنفُّسِ الأحبابِ
يا أخا المجد يا أبا الحسن المح / سن في فادح الخُطوبِ الصعابِ
والكريمُ الذي على كَرمِ الأخ / لاقِ منه مُعَوّلُ الآدابِ
إنا إن لم تَرَ التجوُّزَ في الحك / م وأَنْصَتَ أوّلُ الأصحابِ
والشريفُ الذي يرى بَيْنَنَا الآ / دَابَ أدْنى قرباً من الأَنْسابِ
مِدَحي ما حَييتُ تَتْرَى وإن كا / ن اعتقادي زيارةُ الإِغْبابِ
فاستمِع لي هَنِيتَ شاميَّةَ الألْ / فاظ حُسناً نجديَّةَ الإعْرابِ
بِنْتَ فكرٍ كِسوتها حلل الصِّد / ق فكادت تكونُ أمَّ الكتابِ
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً / تلك عندي من الدُّوِيِّ معيبهْ
قلمٌ واحدٌ وَجَوْدةُ خطّ / فإذا شئت فاستزِدْ أُنْبُوبَهْ
هذه قُعْدَةُ الشُّجاعِ عليها / أبداً سيرُهُ وتلك جَنيبَهْ
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً / وقديماً إليّ كُنْتَ حبيبَا
كنتَ تستثقِلُ الرقيبَ فقدْ صِرْ / تَ علينا بما وَلِيتَ رَقيبا
شَنِئَتْكَ النفوسُ وانحرفَتْ عن / كَ قلوبٌ وكنتَ تَسْبي القُلوبا
أفلا يعجَبُ الأَنامُ لشَخْصٍ / صار قِرْداً وكان ظِبْياً رَبِيبَا
زعموا أنّ من أحَبَّ علِيًّا
زعموا أنّ من أحَبَّ علِيًّا / ظل للفَقْرِ لابساً جِلبَابَا
كذبُوا كم أحبه من فقيرٍ / فَتَحَلّى من الغِنى أَثْوَابَا
حرّفوا منطِقَ الوصيِّ بمعنىً / خالَفُوا إذْ تأوّلُوهُ الصّوَابَا
إنما قولُهُ ارفضوا عنكُمُ الدُّنْ / يَا إذا كنتُمُ لنا أحْبَابَا
بأبي أنْتَ لم تَبِيتي فَوَافَى
بأبي أنْتَ لم تَبِيتي فَوَافَى / طارِقاً طيفُك المَلِيحُ فَبَاتَا
وتأبَّيْتِ أنْ تُغَنّي فَغَنَّى / عنكِ مِمّا اقْتَرَحْتُه أَصْواتَا
ونَظَمْنا شعراً مليحاً فغنّناه / بِلَحْنِ يُحْيي به الأمْواتَا
في الثقيلِ الثاني فَزُوري إذا شِئْ / تِ لكنما نُفيدُكِ الأبْياتَا
وَظَرِيفٍ لو أنَّه كان وَقْتاً
وَظَرِيفٍ لو أنَّه كان وَقْتاً / كان في الظَّرْفِ مِثْلَ وَقْتِ الصَّبُوحِ
أَوْ مِنَ الماءِ كانَ شَرْبَةَ صَادٍ / بِمَهُولٍ من الفَلاَةْ طَلِيْحِ
أَوْ مِنَ الكُتْبِ حِيْنَ تُقْرَأُ يَوْماً / كَانَ مِنْها مُبَشِّراً بِفُتُوحِ
شَرَفٌ تَمّ في أَبِي الحَسَنِ الحُرْ / رِ وَحِلْمٌ يُزْهَى بِعِلْمٍ رَجِيْحِ
جاعِلٌ صدرَهُ إذا اسْتُكْتِمَ السِّرْ / رَ ضريحاً للسرِّ أَوْكالضَّرِيْحِ
بِأَبِي أَنْتَ إنَّ غايَةَ مَدْحي / فاقَهَا شَأْوُ فَضْلِكَ المَمْدُوحِ
وَشَفَانِي مِنَ الصَّبَابَةِ والشّوْ / قِ إِلَى لَفْظِكَ البَدِيْعِ الفَصِيْحِ
رُقْعَةٌ مِنْك زانَهَا الخَطُّ واللَّفْ / ظُ وَحُسْنُ التَّشْذِيْرِ والتَّوْشِيْحِ
فَاجْتَنِيْها فَحَسْبُ نَفْسِيَ مِنْهَا / مِنْحَةٌ أُهْدِيَتْ إِلَى مَمْنُوحِ
أَسْعِدَاني يا مُقْلَتَيَّ وَنُوحَا
أَسْعِدَاني يا مُقْلَتَيَّ وَنُوحَا / لا تَمَلاَّ البُكَا ولا تَسْتَرِيْحَا
إِنّ شَقْرَاءَ أَزْعَجَتْها المَنَايَا / عَنْ قُصُورٍ وَأَسْكَنَتْها ضَرِيْحَا
فَسَقَى اللَّهُ ذلك الجِسْمِ جِسْماً / وَتَلَقّى بالرَّوْحِ تِلْكَ الرُّوحَا
لو أكونُ التُرابَ ما كُنْتُ أَبْلَى / حِيْنَ يَهْدِي إليَّ وَجْهَا مَلِيْحَا
ما تَرَى في الصَّبُوحِ أيّدَكَ اللَّ
ما تَرَى في الصَّبُوحِ أيّدَكَ اللَّ / هُ فَهَذَا أوانُ حَثِّ الصُّبُوحِ
غَسَقٌ راحِلٌ وَدِيْكٌ صَدُوحٌ / فَأَجِبْ دَعْوَةَ المُنادِي الصَّدُوحِ
وكأنّ الصَّبَاحَ أَوْجُهُ رُهْبَا / نِ تَطَلَّعْنَ مِنْ فُتُوقِ المسوحِ
وَأَرَى القَطْرَ قَدْ تَتَابَعَ يَحْكي / دَمْعَ عَيْنَيْ أَخِي فُؤَادٍ قَرِيْحِ
وعى الدَّيْكَدَانِ قِدْرَانِ أَذْكَى / مِنْ عَبِيْرٍ بِقَهْوَةٍ مَجْدُوحِ
وَكَبَابٌ مُشَرّحٌ أَرْهَفَتْهُ / كَفُّ طاهٍ لطيفةُ التّشْرِيْحِ
ولنا قَيْنَةٌ كهَمِّكَ طِيْباً / وأخٌ ماجِدٌ خَفيفُ الرُّوحِ
ورحيقٌ مُعَتّقٌ كِسْرَوِيٌّ / كَدَمِ الشّادِنِ الغَرِيْرِ الذَّبِيْحِ
وَمُغِنٍّ يُرِيْكَ مَعْبَدَ في المَجْ / لِسِ حِذْقاً وَمَعْبَدٌ في الضَّرِيْحِ
مُطْرِبُ الزِّيْرِ والمثالِثِ والبَمْ / مِ فَصيحٌ يَشْدُو بِعُودٍ فَصِيْحِ
وَصُنُوفٌ من الرَّيَاحِيْنِ لَيْسَتْ / مِنْ عَرَارٍ وَمِنْ أفانين سيح
وسقاة مثل الطياء علينا / تتهادى من سَانِحٍ وَبَرِيْحِ
كلُّ سَاجِي الجُفُونِ في رِيْقهِ ال / بُرْءُ وَفي لَفْظِهِ سَقَامُ الصَّحِيْحِ
مُخْطَفُ الخَصْرِ والقِبَاءِ كَغُصْنِ ال / بَانَةِ الغَضِّ يَوْمَ غيمٍ وَرِيْحٍ
لك غيرُ القَبيحِ ما تَبْتَغي مِنْ / ه وحَاشَاكَ مِنْ فَعَالٍ القَبِيْحِ
فَتَفَضَّلْ وَكُنْ جَوَابَ كِتَابي / واعْصِ في اللَّهْوِ قَوْلَ كُلِّ نَصِيْحِ
نَطَقَ الوُدُّ باللِّسانِ الفَصِيْحِ
نَطَقَ الوُدُّ باللِّسانِ الفَصِيْحِ / عن صفاءْ محْضِ وعَقْدٍ صحيحِ
ما شَكَرْتُ الزَّمَانَ شُكْري يوماً / فُزْتُ فِيْهِ بِقُرْبِ عَبْدِ المَسِيْحِ
بصديقٍ متى أباينُهُ بالجِسْ / مِ أَجِدْ روحَهُ تُلائِمُ رُوحِي
وإذَا ما الأدِيْبُ زُيِّنَ بالتَّقْ / رِيْظِ والمَدْحِ فهو زَيْنُ المدِيْحِ
كاتبٌ بارعٌ إذا التبسَ الرأ / يُ بدا في كتابِهِ المشروحِ
ومَصُونُ الأعْراضِ مُبْتَذِلُ المع / روف للمستَنِيْلِ والمُسْتَميحِ
يقظٌ يكبحُ الخُطُوبَ بتدبي / رِ مُذِلٍّ لُكُلِّ خَطْبٍ جَمُوحِ
وشبيهٌ بالرَّوْضِ خُلْقاً وبالقَطْ / رِ نوالاً وراحةً بالرّيحِ
أَشْتَهي في الغِنَاءِ بُحَّةَ حَلْقٍ
أَشْتَهي في الغِنَاءِ بُحَّةَ حَلْقٍ / ناعمِ الصَّوْتِ مُتْعَبٍ مَكْدُودِ
كَأَنِيْنِ المُحِبِّ أَضْعَفَهُ الشَّوْ / قُ فَضَاهَى به أَنِيْنَ العَمِيْدِ
لا أُحِبُّ الأَوْتارَ تَعْلُو كما لا / أشْتَهي الضَّرْبَ لازِماً للعَمُودِ
وأُحِبُّ المُجَنَّبَاتِ كَحُبِّي / للمَبَادي مَوْصُولَةً بالنَّشِيْدِ
كهُبوبِ الصَّبَا تَوَسَّطُ حالاً / بَيْنَ حَالَيْنِ شِدَّةً ورُكُودِ
وإذا نَعْنَعْتُ بنانُكَ خَطًّا
وإذا نَعْنَعْتُ بنانُكَ خَطًّا / مُعْرباً عن بلاغَةٍ وسَدَادِ
عجِبَ الناسُ من بَيَاضِ معانٍ / تُجْتَنَى من سَوادِ ذَاكَ المِدَادِ
مَلَكْتني وَصِيْفةٌ لأناس
مَلَكْتني وَصِيْفةٌ لأناس / تركْتني لحُبِّهَا مُنْقادَا
حَضَرَتْ مأْتَماً ولو نادَتْ الميْ / يِتَ فيه بأن يَعُودَ لَعَادَا
مَنَعُوهَا لُبْسَ الحِدَادِ وَلَكِنْ / نَشَرَتْ شَعْرَها فَكَانَ حِدَادَا
طَلَعَتْ في مُصَبَّغْ جُلَّنَارِي
طَلَعَتْ في مُصَبَّغْ جُلَّنَارِي / طلعَةَ البَدْرِ في ابتداءِ النَهارِ
طاف من حولها الجواري فقُلْنَا ال / بدرُ حَفَّتْ به النَّجُومُ الدَّرَارِي
خَيْزُرَانِيَّةُ المعاطِفِ قَصْرِيْ / يَةُ قصرِ الطِّرَارِ والأَكْوَارِ
كتبَ الصُّدْغُ فوق عارِضِها قا / فاً من الليل في أديمِ نَهَارِ
ليسَ خُلُقٌ إلا وفيه إذا ما
ليسَ خُلُقٌ إلا وفيه إذا ما / وقَعَ الفَحْصُ عَنْهُ خيرٌ وشَرُّ
لازمٌ ذاك في الجِبِلّةِ لا يد / فَعُهُ من له بِذَلِكَ خُبْرُ
حكمةُ الصانِعِ المُقَدّرِ أن لا / شيءَ إلا وَفِيْهِ نَفْعٌ وَضَرُّ
فاجتهِدْ أن يكون أكثرُ قِسْمَيْ / كَ من النّفْعِ والأقَلُّ الأضَرُّ
وتحمّلْ مَرَارَةَ الرأي واعْلَمْ / أنّ عُقْبى هواكَ مِنْه أمَرُّ
رُضْ بهذا التّدبير نَفْسَكَ وأقصُرْ / ها عليهِ ففيه فَضْلٌ وَفَخْرُ
لا تُطِعْهَا على الذي تَبْتَغِيْهِ / وليرْعَها مِنْكَ اعتسافٌ وَقَهْرُ
إنّ من شأنِها مجانَبَةَ الخيْ / رِ وإيثارَ كلِّ ما قَدْ يَعُرُّ
ما تُغَطِّي أكوارُ تلك البُدُورِ
ما تُغَطِّي أكوارُ تلك البُدُورِ / من ضِيَا أوْجُهٍ وليلِ شُعُورِ
وتُوَارِي تِلْكَ الجُيُوبُ اللّواتي / عَرَضَتْهَا ظِبَاءُ تِلْكَ القُصُورِ
من نُحورٍ من اللُّجَيْنِ حِسَانٍ / طوَّقَتْهَا مَجَانِقُ الكافُورِ
فَتَنَتْني أَوَانِسٌ نَسَجَ الحُسْ / نُ لأجسادِها غلائِلَ نُورِ
ناظماتٌ لها من الدر طِرْفاً / سُبَحاً عُلِّقَتْ مَكَانَ السُّتُورِ
غانياتٌ عن الحُلِيِّ فما يُحْ / لَيْنَ إلا بالمِسْكِ أو بالعَبِيْرِ
أنا صَبٌّ بِصَبْوَةٍ وتشاجٍ / وتَجَنّى وتربها مَنْثُورِ
وَفُؤَادِي بشاعِفٍ جِدُّ مَشْعُو / فٍ مُعَنًّى بالهَجْرِ من مَهْجُورِ
فَدَعَاني من المَلاَمَةِ في الشو / قِ إلى كلِّ ذي دلالٍ غَرِيْرِ
لي من حُسْنِ من كَلِفَتْ به عُذْ / رٌ وليْسَ المُلِيْمُ كالمَعْذُورِ
إن مظلومةَ التي
إن مظلومةَ التي / زوِّجَتْ مِنْ أبي عُمَرْ
ولدَتْ لَيْلَةَ الزفا / فِ إلى بَعْلِها ذَكَرْ
قُلْتُ من أيْنَ ذا الغُلا / مُ وما مسَّهَا بَشَرْ
قال لي بعْلُها أَلَمْ / يأتِ في مُسْنَدِ الخَبَرْ
وَلَدُ المرءِ للفِرا / شِ وللعاهِرِ الحَجَرْ
قلت هُنِّيْتَهُ عَلَى / رَغْمِ من خَالَفَ الخَبَرْ
مُخْطَفُ الخَصْرِ أَجْوَفٌ
مُخْطَفُ الخَصْرِ أَجْوَفٌ / جِيْدُهُ ضِعْفُ سَائِرِهْ
لَفْظُهُ لَفْظُ عَاشِقٍ / يَشْتَكِي هَجْرَ هَاجِرِهْ
ذُو لِسَانَيْنَ فَوْقَهُ / عَدَّلاَ مِنْ مَقَادِرِهْ
أَنْطَقَتْهُ يَدُ امْرِيءٍ / فَاتِرِ اللَّحْظِ سَاحِرِهْ
فَحَكَى عَنْ ضَمِيْرِهِ / مَا جَرَى فِي خَوَاطِرِهْ