القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الفَتْح كَشاجم الكل
المجموع : 39
من يتب خشية العقاب فإني
من يتب خشية العقاب فإني / تبت أُنْساً بهذه الأجزاءِ
بعثتني على القراءة والنس / ك وما خِلْتُني من القراءِ
حين جاءت تروقني باعتدال / من قدود وصِبْغةٍ واستواءِ
سبعة شبهت بها الأنجم السب / عة ذات الأنوار والأضواءِ
كسيت من أديمها الحالك الجُو / نِ غشاءً أكرمِ به من غشاءِ
مشبهاً صبغة الشباب ولِمَّا / ت العذارى ولِبْسة الخطباءِ
ورأت أنها تحسن بالضِّد / د فتاهت بحُلَّةٍ بيضاءِ
فهي مسودة الظهور وفيها / نور حق يجلو دجى الظَّلْماءِ
مطبقات على صحائف كالرّيْ / طِ تُخَيِّرْت من مُسُوك الظباءِ
وكأن الخطوط فيها رياض / شاكرات صنيعة الأنواءِ
وكأن البياض والنُّقَطَ السو / د عبيرٌ رششتَهُ في مُلاءِ
وكأنّ العُشور والذهب السا / طِعَ فيها كواكبٌ في سماءِ
وهي مشكولةٌ بِعِدَّةِ أشكا / لٍ ومقروءةٌ على أنْحاءِ
فإذا شئت كان حمزةُ فيها / وإذا شئت كان فيها الكسائي
خضرة في خِلال صُفر وحُمر / بين تلك الأضعاف والأثناءِ
مثلَ ما أثّر الدبيبُ من النم / ل على جلد بِضّةٍ غيداءِ
ضُمِّنَتْ محكمَ الكتاب كتابِ ال / لَّه ذي المَكْرُمات والآلاءِ
فحقيقٌ عليّ أن أتلو القر / آن فيهن مُصبَحي ومسائي
رقّ ثوبُ الدجى وطاب الهواء
رقّ ثوبُ الدجى وطاب الهواء / وتدلت للمغرب الجوزاءُ
والصباحُ المنير قد نشرت من / ه على الأرض ريْطَةٌ بيضاءُ
فاسقنيها حتى ترى الشمسَ في الغَرْ / ب عليها غلالةٌ صفراءُ
قهوةٌ بابليّة كَدَمِ الشا / دِنِ بكراً لكنّها شمطاءُ
قد كستها الدهورُ أرديةَ الرّقْ / قَةِ حتى جفا عليها الهواءُ
عجَبَاً ما رأيت من أعجبِ الأش / ياء تقديرُ من له الأشياءُ
سَبَجٌ يستحيل منه عقيق / وظلام ينسلُّ منه ضياءُ
أَقْبَلَت في غِلالةٍ زرقاء
أَقْبَلَت في غِلالةٍ زرقاء / زرقةً لقِّبت بجري الماءِ
فتأَمَّلَتْ في الغلالة منها / جَسَد النورِ في قميص الهواءِ
هي بدرٌ وإن أحسنَ لونٍ / ظهر البدرُ فيه لونُ السماءِ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ / خُلَّبا كان برقُ ذاك السحابِ
يا مَهاةَ الفلاةِ يا عِرْضَةَ الأع / راض يا عَذْبَةَ الثنايا العذابِ
أمِنَ العدلِ أنَّ من سوف يقضى / فيكِ نحباً وَكَّلْته بانتحابِ
كيف يصحو نشوان خمر الثَّلِثَيْ / نِ وخمرِ الهوى من الإِطْرابِ
ومن الحين أن غزلانَ رملٍ / صائداتٌ باللحْظِ آسادَ غابِ
في رِياض الجمالِ يأخذن ما شئ / ن من الجُلَّنار والعنابِ
وأبى حبُّها يمينُ أخي الح / بِ لقد جاوبَتْ سريعَ الجوابِ
لَوْذَعِياً أمضَى من السيفِ في الرَّوْ / ع وأذكى في ظُلْمةٍ من شهابِ
اغْضَبِي إن أردب وارضَيْ فعندي / عَزَماتٌ مثلُ السيوفِ القضابِ
لستُ ممن يقول إنَّ الغِنَى تُدْ / رَكُ أسبابُه بلا أسبابِ
فالتَّداني من التَّنائي وما الرا / حةُ إلا في الكدِّ والإتعابِ
فابْشِري وَلْتَنَلْ بشارتُك الرِّك / بَ فهذا أوانُ حَلِّ الرِّكابِ
بفناءٍ كأنما انتظَمَ الده / رُ عليه وانحلَّ عقدُ السِّخابِ
وكأنَّ الخطوبَ خوفاً تواصَت / بينَها باجتنابِ ذاكَ الجَنَابِ
فيه سَبْطُ البناتِ من آل إبرا / هيم صعب المَرام سَهْلُ الحِجابِ
لم يُعَلِّلْ نصيبَهُ من مَعَالي / جدِّه يَعُرب الكريمِ النِّصابِ
يُعجَبُ الناسُ أنه أَفْضلُ النا / سِ عُلاً وهو غيرُ ذي إعْجابِ
وَكَثيرٌ حياؤُه والعَطَايا / يَتَبَرَّجْن مِنْهُ للخطَّابِ
لو تبحَّرت جُودَةُ تَحَسِبْتَ ال / بَحْرَ في صدرهِ الرّحيبِ الرّحابِ
أَغْربَتْ في النّدَى سَجاياهُ قِدْماً / فدعوناهُ طالب الطُّلابِ
شَرَفٌ كيف ما تصفَّحْتَ صافَحْ / تَ عليه ديباجَةَ الأحْسابِ
مثلَ بَيْتِ الله الذي أينما وجْ / هت وجهاً فأَنْت في مِحرابِ
وحكيمُ الزمان لم يُؤت عند ال / خَطْب من حكمةٍ وفَصْلِ الخطابِ
في يَدَيْ رأيه من الفِكْر مِرْآ / ةٌ تُرِيه الحِجَا بغير حِجابِ
ما رأَتْهُ الخُطُوب أَطْرَقَ إلاَّ / نَكَصَتْ خيفةً على الأعْقابِ
ورياضُ الجَمَالِ في وجهِهِ تُغْ / ذَى بماءِ العُلا وماءِ الشَّبابِ
وكأنَّ الظلامَ والنورَ طَيْفا / ةُ غَداةَ الإرْغَابِ والإرْهابِ
خُضْتُ منه بحر النَّوالِ وأهديْ / تُ إليه دُرَّ الكلامِ العجابِ
كلُّ بيتٍ أَعَمُّ طِيباً وأذْكى / أرْجاً من تنفُّسِ الأحبابِ
يا أخا المجد يا أبا الحسن المح / سن في فادح الخُطوبِ الصعابِ
والكريمُ الذي على كَرمِ الأخ / لاقِ منه مُعَوّلُ الآدابِ
إنا إن لم تَرَ التجوُّزَ في الحك / م وأَنْصَتَ أوّلُ الأصحابِ
والشريفُ الذي يرى بَيْنَنَا الآ / دَابَ أدْنى قرباً من الأَنْسابِ
مِدَحي ما حَييتُ تَتْرَى وإن كا / ن اعتقادي زيارةُ الإِغْبابِ
فاستمِع لي هَنِيتَ شاميَّةَ الألْ / فاظ حُسناً نجديَّةَ الإعْرابِ
بِنْتَ فكرٍ كِسوتها حلل الصِّد / ق فكادت تكونُ أمَّ الكتابِ
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً / تلك عندي من الدُّوِيِّ معيبهْ
قلمٌ واحدٌ وَجَوْدةُ خطّ / فإذا شئت فاستزِدْ أُنْبُوبَهْ
هذه قُعْدَةُ الشُّجاعِ عليها / أبداً سيرُهُ وتلك جَنيبَهْ
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً / وقديماً إليّ كُنْتَ حبيبَا
كنتَ تستثقِلُ الرقيبَ فقدْ صِرْ / تَ علينا بما وَلِيتَ رَقيبا
شَنِئَتْكَ النفوسُ وانحرفَتْ عن / كَ قلوبٌ وكنتَ تَسْبي القُلوبا
أفلا يعجَبُ الأَنامُ لشَخْصٍ / صار قِرْداً وكان ظِبْياً رَبِيبَا
زعموا أنّ من أحَبَّ علِيًّا
زعموا أنّ من أحَبَّ علِيًّا / ظل للفَقْرِ لابساً جِلبَابَا
كذبُوا كم أحبه من فقيرٍ / فَتَحَلّى من الغِنى أَثْوَابَا
حرّفوا منطِقَ الوصيِّ بمعنىً / خالَفُوا إذْ تأوّلُوهُ الصّوَابَا
إنما قولُهُ ارفضوا عنكُمُ الدُّنْ / يَا إذا كنتُمُ لنا أحْبَابَا
بأبي أنْتَ لم تَبِيتي فَوَافَى
بأبي أنْتَ لم تَبِيتي فَوَافَى / طارِقاً طيفُك المَلِيحُ فَبَاتَا
وتأبَّيْتِ أنْ تُغَنّي فَغَنَّى / عنكِ مِمّا اقْتَرَحْتُه أَصْواتَا
ونَظَمْنا شعراً مليحاً فغنّناه / بِلَحْنِ يُحْيي به الأمْواتَا
في الثقيلِ الثاني فَزُوري إذا شِئْ / تِ لكنما نُفيدُكِ الأبْياتَا
وَظَرِيفٍ لو أنَّه كان وَقْتاً
وَظَرِيفٍ لو أنَّه كان وَقْتاً / كان في الظَّرْفِ مِثْلَ وَقْتِ الصَّبُوحِ
أَوْ مِنَ الماءِ كانَ شَرْبَةَ صَادٍ / بِمَهُولٍ من الفَلاَةْ طَلِيْحِ
أَوْ مِنَ الكُتْبِ حِيْنَ تُقْرَأُ يَوْماً / كَانَ مِنْها مُبَشِّراً بِفُتُوحِ
شَرَفٌ تَمّ في أَبِي الحَسَنِ الحُرْ / رِ وَحِلْمٌ يُزْهَى بِعِلْمٍ رَجِيْحِ
جاعِلٌ صدرَهُ إذا اسْتُكْتِمَ السِّرْ / رَ ضريحاً للسرِّ أَوْكالضَّرِيْحِ
بِأَبِي أَنْتَ إنَّ غايَةَ مَدْحي / فاقَهَا شَأْوُ فَضْلِكَ المَمْدُوحِ
وَشَفَانِي مِنَ الصَّبَابَةِ والشّوْ / قِ إِلَى لَفْظِكَ البَدِيْعِ الفَصِيْحِ
رُقْعَةٌ مِنْك زانَهَا الخَطُّ واللَّفْ / ظُ وَحُسْنُ التَّشْذِيْرِ والتَّوْشِيْحِ
فَاجْتَنِيْها فَحَسْبُ نَفْسِيَ مِنْهَا / مِنْحَةٌ أُهْدِيَتْ إِلَى مَمْنُوحِ
أَسْعِدَاني يا مُقْلَتَيَّ وَنُوحَا
أَسْعِدَاني يا مُقْلَتَيَّ وَنُوحَا / لا تَمَلاَّ البُكَا ولا تَسْتَرِيْحَا
إِنّ شَقْرَاءَ أَزْعَجَتْها المَنَايَا / عَنْ قُصُورٍ وَأَسْكَنَتْها ضَرِيْحَا
فَسَقَى اللَّهُ ذلك الجِسْمِ جِسْماً / وَتَلَقّى بالرَّوْحِ تِلْكَ الرُّوحَا
لو أكونُ التُرابَ ما كُنْتُ أَبْلَى / حِيْنَ يَهْدِي إليَّ وَجْهَا مَلِيْحَا
ما تَرَى في الصَّبُوحِ أيّدَكَ اللَّ
ما تَرَى في الصَّبُوحِ أيّدَكَ اللَّ / هُ فَهَذَا أوانُ حَثِّ الصُّبُوحِ
غَسَقٌ راحِلٌ وَدِيْكٌ صَدُوحٌ / فَأَجِبْ دَعْوَةَ المُنادِي الصَّدُوحِ
وكأنّ الصَّبَاحَ أَوْجُهُ رُهْبَا / نِ تَطَلَّعْنَ مِنْ فُتُوقِ المسوحِ
وَأَرَى القَطْرَ قَدْ تَتَابَعَ يَحْكي / دَمْعَ عَيْنَيْ أَخِي فُؤَادٍ قَرِيْحِ
وعى الدَّيْكَدَانِ قِدْرَانِ أَذْكَى / مِنْ عَبِيْرٍ بِقَهْوَةٍ مَجْدُوحِ
وَكَبَابٌ مُشَرّحٌ أَرْهَفَتْهُ / كَفُّ طاهٍ لطيفةُ التّشْرِيْحِ
ولنا قَيْنَةٌ كهَمِّكَ طِيْباً / وأخٌ ماجِدٌ خَفيفُ الرُّوحِ
ورحيقٌ مُعَتّقٌ كِسْرَوِيٌّ / كَدَمِ الشّادِنِ الغَرِيْرِ الذَّبِيْحِ
وَمُغِنٍّ يُرِيْكَ مَعْبَدَ في المَجْ / لِسِ حِذْقاً وَمَعْبَدٌ في الضَّرِيْحِ
مُطْرِبُ الزِّيْرِ والمثالِثِ والبَمْ / مِ فَصيحٌ يَشْدُو بِعُودٍ فَصِيْحِ
وَصُنُوفٌ من الرَّيَاحِيْنِ لَيْسَتْ / مِنْ عَرَارٍ وَمِنْ أفانين سيح
وسقاة مثل الطياء علينا / تتهادى من سَانِحٍ وَبَرِيْحِ
كلُّ سَاجِي الجُفُونِ في رِيْقهِ ال / بُرْءُ وَفي لَفْظِهِ سَقَامُ الصَّحِيْحِ
مُخْطَفُ الخَصْرِ والقِبَاءِ كَغُصْنِ ال / بَانَةِ الغَضِّ يَوْمَ غيمٍ وَرِيْحٍ
لك غيرُ القَبيحِ ما تَبْتَغي مِنْ / ه وحَاشَاكَ مِنْ فَعَالٍ القَبِيْحِ
فَتَفَضَّلْ وَكُنْ جَوَابَ كِتَابي / واعْصِ في اللَّهْوِ قَوْلَ كُلِّ نَصِيْحِ
نَطَقَ الوُدُّ باللِّسانِ الفَصِيْحِ
نَطَقَ الوُدُّ باللِّسانِ الفَصِيْحِ / عن صفاءْ محْضِ وعَقْدٍ صحيحِ
ما شَكَرْتُ الزَّمَانَ شُكْري يوماً / فُزْتُ فِيْهِ بِقُرْبِ عَبْدِ المَسِيْحِ
بصديقٍ متى أباينُهُ بالجِسْ / مِ أَجِدْ روحَهُ تُلائِمُ رُوحِي
وإذَا ما الأدِيْبُ زُيِّنَ بالتَّقْ / رِيْظِ والمَدْحِ فهو زَيْنُ المدِيْحِ
كاتبٌ بارعٌ إذا التبسَ الرأ / يُ بدا في كتابِهِ المشروحِ
ومَصُونُ الأعْراضِ مُبْتَذِلُ المع / روف للمستَنِيْلِ والمُسْتَميحِ
يقظٌ يكبحُ الخُطُوبَ بتدبي / رِ مُذِلٍّ لُكُلِّ خَطْبٍ جَمُوحِ
وشبيهٌ بالرَّوْضِ خُلْقاً وبالقَطْ / رِ نوالاً وراحةً بالرّيحِ
أَشْتَهي في الغِنَاءِ بُحَّةَ حَلْقٍ
أَشْتَهي في الغِنَاءِ بُحَّةَ حَلْقٍ / ناعمِ الصَّوْتِ مُتْعَبٍ مَكْدُودِ
كَأَنِيْنِ المُحِبِّ أَضْعَفَهُ الشَّوْ / قُ فَضَاهَى به أَنِيْنَ العَمِيْدِ
لا أُحِبُّ الأَوْتارَ تَعْلُو كما لا / أشْتَهي الضَّرْبَ لازِماً للعَمُودِ
وأُحِبُّ المُجَنَّبَاتِ كَحُبِّي / للمَبَادي مَوْصُولَةً بالنَّشِيْدِ
كهُبوبِ الصَّبَا تَوَسَّطُ حالاً / بَيْنَ حَالَيْنِ شِدَّةً ورُكُودِ
وإذا نَعْنَعْتُ بنانُكَ خَطًّا
وإذا نَعْنَعْتُ بنانُكَ خَطًّا / مُعْرباً عن بلاغَةٍ وسَدَادِ
عجِبَ الناسُ من بَيَاضِ معانٍ / تُجْتَنَى من سَوادِ ذَاكَ المِدَادِ
مَلَكْتني وَصِيْفةٌ لأناس
مَلَكْتني وَصِيْفةٌ لأناس / تركْتني لحُبِّهَا مُنْقادَا
حَضَرَتْ مأْتَماً ولو نادَتْ الميْ / يِتَ فيه بأن يَعُودَ لَعَادَا
مَنَعُوهَا لُبْسَ الحِدَادِ وَلَكِنْ / نَشَرَتْ شَعْرَها فَكَانَ حِدَادَا
طَلَعَتْ في مُصَبَّغْ جُلَّنَارِي
طَلَعَتْ في مُصَبَّغْ جُلَّنَارِي / طلعَةَ البَدْرِ في ابتداءِ النَهارِ
طاف من حولها الجواري فقُلْنَا ال / بدرُ حَفَّتْ به النَّجُومُ الدَّرَارِي
خَيْزُرَانِيَّةُ المعاطِفِ قَصْرِيْ / يَةُ قصرِ الطِّرَارِ والأَكْوَارِ
كتبَ الصُّدْغُ فوق عارِضِها قا / فاً من الليل في أديمِ نَهَارِ
ليسَ خُلُقٌ إلا وفيه إذا ما
ليسَ خُلُقٌ إلا وفيه إذا ما / وقَعَ الفَحْصُ عَنْهُ خيرٌ وشَرُّ
لازمٌ ذاك في الجِبِلّةِ لا يد / فَعُهُ من له بِذَلِكَ خُبْرُ
حكمةُ الصانِعِ المُقَدّرِ أن لا / شيءَ إلا وَفِيْهِ نَفْعٌ وَضَرُّ
فاجتهِدْ أن يكون أكثرُ قِسْمَيْ / كَ من النّفْعِ والأقَلُّ الأضَرُّ
وتحمّلْ مَرَارَةَ الرأي واعْلَمْ / أنّ عُقْبى هواكَ مِنْه أمَرُّ
رُضْ بهذا التّدبير نَفْسَكَ وأقصُرْ / ها عليهِ ففيه فَضْلٌ وَفَخْرُ
لا تُطِعْهَا على الذي تَبْتَغِيْهِ / وليرْعَها مِنْكَ اعتسافٌ وَقَهْرُ
إنّ من شأنِها مجانَبَةَ الخيْ / رِ وإيثارَ كلِّ ما قَدْ يَعُرُّ
ما تُغَطِّي أكوارُ تلك البُدُورِ
ما تُغَطِّي أكوارُ تلك البُدُورِ / من ضِيَا أوْجُهٍ وليلِ شُعُورِ
وتُوَارِي تِلْكَ الجُيُوبُ اللّواتي / عَرَضَتْهَا ظِبَاءُ تِلْكَ القُصُورِ
من نُحورٍ من اللُّجَيْنِ حِسَانٍ / طوَّقَتْهَا مَجَانِقُ الكافُورِ
فَتَنَتْني أَوَانِسٌ نَسَجَ الحُسْ / نُ لأجسادِها غلائِلَ نُورِ
ناظماتٌ لها من الدر طِرْفاً / سُبَحاً عُلِّقَتْ مَكَانَ السُّتُورِ
غانياتٌ عن الحُلِيِّ فما يُحْ / لَيْنَ إلا بالمِسْكِ أو بالعَبِيْرِ
أنا صَبٌّ بِصَبْوَةٍ وتشاجٍ / وتَجَنّى وتربها مَنْثُورِ
وَفُؤَادِي بشاعِفٍ جِدُّ مَشْعُو / فٍ مُعَنًّى بالهَجْرِ من مَهْجُورِ
فَدَعَاني من المَلاَمَةِ في الشو / قِ إلى كلِّ ذي دلالٍ غَرِيْرِ
لي من حُسْنِ من كَلِفَتْ به عُذْ / رٌ وليْسَ المُلِيْمُ كالمَعْذُورِ
إن مظلومةَ التي
إن مظلومةَ التي / زوِّجَتْ مِنْ أبي عُمَرْ
ولدَتْ لَيْلَةَ الزفا / فِ إلى بَعْلِها ذَكَرْ
قُلْتُ من أيْنَ ذا الغُلا / مُ وما مسَّهَا بَشَرْ
قال لي بعْلُها أَلَمْ / يأتِ في مُسْنَدِ الخَبَرْ
وَلَدُ المرءِ للفِرا / شِ وللعاهِرِ الحَجَرْ
قلت هُنِّيْتَهُ عَلَى / رَغْمِ من خَالَفَ الخَبَرْ
مُخْطَفُ الخَصْرِ أَجْوَفٌ
مُخْطَفُ الخَصْرِ أَجْوَفٌ / جِيْدُهُ ضِعْفُ سَائِرِهْ
لَفْظُهُ لَفْظُ عَاشِقٍ / يَشْتَكِي هَجْرَ هَاجِرِهْ
ذُو لِسَانَيْنَ فَوْقَهُ / عَدَّلاَ مِنْ مَقَادِرِهْ
أَنْطَقَتْهُ يَدُ امْرِيءٍ / فَاتِرِ اللَّحْظِ سَاحِرِهْ
فَحَكَى عَنْ ضَمِيْرِهِ / مَا جَرَى فِي خَوَاطِرِهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025