المجموع : 8
ورياضٍ منَ الشقائقِ أضْحَتْ
ورياضٍ منَ الشقائقِ أضْحَتْ / يتهادَى فيها نسيمُ الرياحِ
زرتُها والغمامُ يجلدُ منها / زَهَراتٍ تروقُ لون الراحِ
قلتُ ما ذنبُها فقال مجيباً / سَرَقَتْ حُمْرَةَ الخدودِ الملاح
نُشِرَ الوردُ في الغدير وقد در
نُشِرَ الوردُ في الغدير وقد در / رَجَهُ بالهبوب نشْرُ الرياح
مثل درعِ الكميِّ مزَّقها الطعنُ / فسالتْ بهِ دماءُ الجراح
ربَّ ليلٍ أُتحِفْتُ فيه بأنسٍ
ربَّ ليلٍ أُتحِفْتُ فيه بأنسٍ / من سميرٍ زَفَّ الحديث عروسا
فاجتنينا مما يُحَدِّث زَهراً / واغتبقنا منْ خُلقِهِ خندريسا
وانثنى الليلُ يَفْضُلُ الصبح حسناً / والدراري يفضُلْنَ فيه الشموسا
ولئن كانَ لم يَحُلْ عن دجاه / فلقد عاد فحْمُهُ آبَنُوسا
أيُّها الراكبُ المخبُّ لِتُبْلِغْ
أيُّها الراكبُ المخبُّ لِتُبْلِغْ / ركبَ سُعْدَى تحيةً من مشوقِ
ذا جوىً ناصبٍ ودمعٍ خضيبٍ / وحشاً ذائبٍ وقلبٍ خفوق
مزج الدرَّ طرفُهُ بعقيق / مذ أناخوا ركابَهُم بالعقيق
وتولَّتْ جمالُهم بجَمالٍ / من دُمى الرَّملِ في القباب أنيق
فإذا أُبْتَ فاتَّخذه نديماً / بصَبوحٍ من ذكرهمْ وغبوق
حسبُ مستنشقٍ من الطيبِ ريّاً / هم وحسبي حديثهمْ من رحيق
جال طرفي بجدول
جال طرفي بجدول / ماؤه كالسجنجل
سابح فيه أغيد / لحظه لحظ مُغزل
خلته إذ بدا به / قمراً في مكللل
بات تغشاه غيمة / تارةً ثم ينجلي
أيُّها المعتزي لرهط قريش
أيُّها المعتزي لرهط قريش / وهو أدنى للذمِّ عمَّاً وخالا
حاش لله أن تكون قريشٌ / تلدُ الساقطين والأرذالا
كنتَ والله ذا قدومٍ علينا / لو جعلنا أُيورنا أرسالا
ما لهندٍ تكفكفُ الدمع حزناً
ما لهندٍ تكفكفُ الدمع حزناً / وشفاءُ الحزين في راحَتَيْها
صَبَغَ الدرُّ خدَّها قانياً إذ / نثرتها الشؤونُ من مقلتيها
كنتُ أسلو خيامَ نجدٍ فلما / مالتِ العيسُ بالحُدوج إليهاه
راح دمعي كدمعِ هندٍ ولكنْ / ساعةً ينهمي على وجنتيها
ومجدِّين في السُّرى قد تعاطَوْا
ومجدِّين في السُّرى قد تعاطَوْا / غَفَوَاتِ الهوى بغيرِ كؤوس
جنحوا وانحنوا على العيسِ حتى / خلتْهم يعتبون أيدي العيس
نبذوا الغمضَ وهو حلوٌ إلى أن / وجدوه سُلافهً في الرؤوس