المجموع : 66
كَوْكَبٌ لاحَ بَيْنَ بَدْرِ وشَمْسِ
كَوْكَبٌ لاحَ بَيْنَ بَدْرِ وشَمْسِ / فَسَرَى بالسّرورِ في كُلِّ نَفْسِ
سَفَرَتْ عَنْ جَبِينِهِ غُرَّةُ الْفَضْ / ل وأّبْدَى العُلاَ طَلاَقَةَ أُنْسِ
مُسْتَهِلٌّ تَقْضِي المَوَالِيدُ مِنْهُ / أَنَّهُ يُنْسِيءُ الكِرَامَ وَيُنْسِي
حَكَمَ المُشْتَرِي لِطَالعِهِ السَّعْ / دِ بِسَعْدٍ وَلِلْحَسُودِ بِنَحْسِ
وَإذَا ما الفُروعُ طابَ جَنَاهَا / دَلَّ منها على نَجَابَةِ غَرْسِ
صَدَحَتْ فيه بِالْبِشارَةِ وُرْقٌ / أَظْهَرَتْ في الْبُنَيِّ حِكْمَةَ قَسِّ
زارَ حَيْثُ الرَّبيعُ يَنْشُرُ في الرَّوْ / ضِ بِنُوَّارِهِ بُرُودِ الدِّمَقْسِ
وكَأَنَّ البِطاحَ مَجْلِسُ كِسْرَى / حِينَ يَجْلُوهُ في مُنَمَّقِ لُبْسِ
وكأَنَّ الطُّيورَ تُنْشِدُ شِعْراً / عَلَّقَتْهُ مِنَ الجَنَاحِ بِطِرْسِ
وكَأَنَّ الغُصونَ تَهْتَزُّ عُجْباً / كُلَّما رَجَّعَتْ فَصَاحَةُ خُرْسِ
وكَأَنَّ النَّسِيمَ يُرْقِصُ مِنْهَا / في خَفَاتِينِها مَلاَهِيَ عُرْسِ
وكَأَنَّ السُّرورَ طافَ بِكَأْسٍ / يَبْعَثُ اللَّهْوَ في مَعَاطِفِ قُدْسِ
وكَأَنَّ الخُطوبَ مُضْمَرُ سِرٍّ / كَتَمَتْهُ عَنَّا جَوَانِحُ رَمْسِ
خَلَفٌ مِنْ بَنِي خُلَيْفٍ عُلاَهُ / شُيِّدَتْ منهُمُ بِمُحْكَمِ أُسِّ
رابعٌ للثَّلاَثَةِ الرَّائِضِي المَجْ / دَ بمَسْعَاتِهِمْ رِيَاضَةَ شُمْسِ
وبنَفْسِي أًفْدِي أَبَا الحَسَنِ النَّدْ / بَ وَأَقْلَلْتُ فِي الفِدَاءِ بِنَفْسِي
واحِدٌ حازَهُمْ وَهُمْ خَيْرُ خَلْقٍ / صَوَّر اللُّه بَيْنَ جِنٍّ وَإنْسِ
عَدَلُوا قِسْمَةَ الزَّمانِ فَجَاءُوا / بِمَعَانِي غَدٍ وَيَوْمٍ وأَمْسِ
لَوْ عَدَدْنَاه فِيهُمُ لأَصَبْنَا / نِسْبَةً تَسْتَبِينُ جِنْساً بِجِنْسِ
هَلْ تَرَى الأَرْبَعَ الطَّبَائِعَ إلاَّ / عِلَّةً في حَيَاتِها كُلُّ نَفْسٍ
وَلَعَمْرِي لَيَعْدُوَنَّ سَرِيعاً / خَمْسةً يَرْتَوِي بِهِمْ كُلُّ خِمْسِ
فَيَدُ الفَضْلِ لَيْسَ تَحْسُنُ إلا / حِينَ تَزْهُو مِنَ الْبَنَانِ بِخَمْسِ
ذَاكَ حَدْسِي وًالسَّعْد يَحْكُمُ أَنِّي / صائِبٌ في رَمِيَّتي سَهْمُ حَدْسِي
يا ابْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ نِسْبَةَ فَخْرٍ / حَظُّها في الكَمَالِ لَيْسَ بِبَخْسِ
تِهْ بعرْنِينِكَ الأّشَمِّ عَلَى القَوْ / مِ فَلَمْ يَبْلُغُوا مَرَاتِبَ خُنْس
وَاعْتَضِدْ بِالنَّجِيب عَبْدِ الآله الْ / مُقْتَفِي فَلَمْ يَبْلُغُوا مَرَاتِبَ خُنس
وَاصْطَبِحْ مِنْ مَدَائِحٍ خَنْدَرِيساً / صُفِّقَتْ لِلسَّماعِ لا للتَّحَسِّي
سُقْتُ ما صُغْتُ فيكَ مِنْ جَدَدِ الفِكْ / رِ وَعَرَّجْتُ عَنْ خِبَارٍ وَوَعْسِ
فَأَتَى كَالْكَوَاعِبِ الْغِيدِ يُعْشِي / ضَوْؤُهُ وًهْوَ فِي حُبَيْرَةِ نِقْسِ
كُلَّمَا اسْتَضْحَكَتْ مَعَانِيهِ أَبْدَتْ / شَنَباً قي مَرَاشِفٍ مِنْهُ لُعْسِ
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ / والجَنَى من أُصولِكَ الباسِقاتِ
لك طيبُ الهناءِ هَنَّأَكَ اللَّ / هُ وللحاسدينَ خُبْثُ الهَناتِ
أَبحَرَتْ عندكَ السّعودُ غَداةً / خلَّفَتْهَا النُّحوسُ عندَ عُداةِ
ولك الأَنْجُمُ السُّراةُ إِلى ما / يَقْتَضِيهِ السرورُ يا ابْنَ السَّراة
ظهرَ الجوهَرُ الشريفُ فأَغنَى / عن أَحاديثِنا غِنَا المُرْهَفَاتِ
وأَبانَتْ عن عِتْقِها الخيلُ فيما / أَعرضته على لِسانِ الشَّبَاةِ
كُلَّ يومٍ لكَ البشائرُ تَحْدُو / بالأَمانِي رَكائِبَ التَّهْنِئاتِ
بَرَكَاتٌ لديكَ وَفَّرَها اللَّ / هُ وأَبْقَى لها أَبَا البركات
طلَعَتْ في جبينِهِ آيةُ الشَّم / سِ وللشَّمسِ آيةُ الآياتِ
واستهلَّتْ به سحابُ الأَراجِي / ودفِينُ الحَيَا بها والحياةِ
فكأَنِّي به وقد مَلأَ الدَّسْ / تَ بِمُسْتَغْرَبِ اللُّهَى واللَّهاةِ
مُطْلِقُ المُسْتَمِيحِ من كُلِّ شَكْلٍ / بيسيرٍ ومُوضِحُ المُشْكِلاتِ
بقضاءٍ تَرْضَى به أَنفسُ الخَصْ / مَيْنِ عَدْلاً أَعْيَى جميعَ القُضاةِ
كلما صَرَّتِ اليراعَةُ سَرَّتْ / بدواءٍ مَحَلُّهُ في الدَّواةِ
يَصْرِفُ الحادِثاتِ من نُوَبِ الأَي / امِ قسراً بالأَنْعُمِ الحادِثاتِ
ويُوالِي الصِّلاتِ مِثْلَ أَبيهِ / فيظُنُّ الصِّلاتِ أُخْتَ الصَّلاةِ
أَيُّ أَثْرٍ في مَتْنِ أَيَّ حُسامِ / وسنانٍ في صَدْرِ أَيِّ قناةِ
كم عصَاةٍ شَقُّوا العَصَا فرماهُمْ / بعَصاً مُوسَوِيَّةٍ للعُصاةِ
ودُهاةٍ تَوَرَّطُوا مُقْفَلاَتٍ / فَتَحَتْهَا آرَاؤُه بهُداةِ
وعُفاةٍ أَغناهُمُ بمَعَانِي / هِ سريعاً فلا عَفَتْ من عُفاةِ
نَحْنُ في ظِلِّهِ نبيتُ فنُثْنِي / عن نَدَى سُحْبِهِ بلَفْظِ النَّباتِ
وعلى جُودِهِ نَحُطُ بما نَسْ / مع إلاَّ لفظَيْنِ هاكَ وهاتِ
كَرَمٌ حاتِمٌ على كُلِّ من يَرْ / جُوه أّوْ لاَ يرجوهُ من هَيْهَاتِ
وأَيادٍ ترى لنا المَكْرُماتِ ال / غُرّ مَهْمَا اقْتُضِينَ للمكرماتِ
عَرَفَتْ فَضْلَها العُفاةُ فما تَرْ / حَلُ عنها إِلا إلى عَرَفَاتِ
بنوالٍ يُعِينُ مَنْ سارَ لِلْم / يقَاتِ مَعْ أَنَّهُ بِلاَ مِيقاتِ
شِيَمٌ خَلَّفَتْ لآلِ خُلَيْفٍ / سِيَرًا تقرع الصَّفا بالصَّفات
وسجايا من إِخوةٍ سادَةٍ غُرٍّ / وَقَعْنَا منها على أَخوات
هُمْ فلا ضُعْضِعُوا كَأَرْبَعَةِ الأَرْ / كانِ شَدَّتْ بَنِيَّةَ الصَّلواتِ
فإذا قُلْتَ أَيُّ بَحْرٍ ونِيلٍ / فَلْيُقَلْ أَيُّ دِجْلَةٍ وفُرَاتِ
زُيِّنَتْ مِنْهُمُ سَمَاءُ المعالي / بمعانِي الكواكبِ النَّيَّراتِ
فعِليٌّ وصِنْوُه الفَذُّ إِسما / عيلُ بَدْرَانِ في دُجَى الظُّلُماتِ
أَشْرَقَا فاجْتَلَتْهُما أَعْيُنُ السَّعْ / دِ وجُوهاً على جًمِيع الجِهات
وتسامَى أَبُو المعالِي وَعَبْدُ اللَّ / هِ سَمْتَ العُلاَ بتلكَ السِّماتِ
بارتياحٍ وحِنْكَةٍ ووقارٍ / وسكونٍ ونَهْضَةٍ وثباتِ
إِن عَبْدَ الوَهَّابِ قد خَصَّهُ اللَّ / ه تعالَى فيهمْ بأَسمى الهباتِ
بالرِّفا والبنينَ رَدَّ الذي فا / تَ من الأَعْظُمِ البوالِي الرُّفاتِ
ورأَى ما رآهُ فيهِ أَبوهُ / من بَنيهِ لا رُوِّعوا بشَتاتِ
ورثوه حَيًّا فدامَ له العُمْ / رُ وأَحْلَى الميراثِ قَبْلَ المَمَاتِ
فاذا أَحْدَقُوا به حَّقَ النَّا / سُ إِلى قشعمٍ بِجًنْبِ الراتِ
فهناءً ففي أَبي البركاتِ الْ / مُرْتَضَى ما يشاءُ من بَرَكاتِ
واعتذاراً فخاطري ذو وَجيبٍ / عند تقصيرِهِ عن الواجباتِ
بَعْضُ إِنعامِكم على رَبَّةِ الدُّو / رِ فماذا يقولُ في الأبياتِ
يا عَلِيُّ الذي دَعَوْهُ عَلِيًّا
يا عَلِيُّ الذي دَعَوْهُ عَلِيًّا / سِمَةً أَخْبَرَتْ عَنِ العَلْيَاءِ
أَنتَ كالماءِ غَيْرَ أَنْ لَسْتَ تَصْفُو / وقبيحٌ بالماءِ تَرْكُ الصَّفَاءِ
أّيُّ فَضْلٍ للأَصدقاءِ إِذا كُنْ / تَ تراهم بحالةِ الأَعْداءِ
كُلّ يَوْمِ يأْتي بخَلْقٍ جديدٍ / غيرِ مستحسَن مِنَ الخُلَطَاءِ
قد تّلّوَّنْتَ أَيها الشمسُ حتَّى / قُلْتُ أُلْبِسْت جِلْدَةَ الحرباءِ
ضاءَ ليلُ الخطوبِ منكَ بفَجْرِهْ
ضاءَ ليلُ الخطوبِ منكَ بفَجْرِهْ / ووصالُ السّرورِ صاحَ بَهجْرهْ
فاحتكِمْ في النَّعيم فالبؤسُ قَدْ ما / تَ على رَغْمِ أَنْفِهِ تَحْتَ حِجْرِهْ
ودّ جسمِي لو كانَ حُمِّلَ منهُ / ثِقْلَ آلامِهِ وفُزْتُ بأَجْرهْ
إِنما السعدُ خادِمٌ لك يجري / بين إِغرَاءِ لفظِ فِيك وزَجْرهْ
والزمانُ المسيءُ عبدُكَ فاغفِرْ / وعلى رَسْمِهِ الجميلِ فأَجْرِهْ
فالسّقامُ الذي أَنالَكَ ظِلُّ / سُجِّرَتْ نارُهُ بجاحِمِ جَمْرِهْ
فاحَوِ طِيبَ القريضِ يا حافِظَ الدّي / نِ بمُقْذِعِ هُجْرهْ
إنَّ كَسْرَ الخليجِ صادَفَهُ اليَوْ
إنَّ كَسْرَ الخليجِ صادَفَهُ اليَوْ / مُ وفي عَظْمِهِ من الفَقْرِ كَسْرُ
ولهُ من نَدَى يَمِينِكَ يُمْنٌ / كُلَّ وَقْتٍ ومن يَسَارِكَ يُسْرُ
فتفضَّلْ عليه فالفَضْلُ أَوْلَى / بكَ يا مَنْ أَقَلُّ جَدْوَاهُ بَحْرُ
لَسْتُ مِمَّنْ يُظَنُّ فيه سِوَى ما
لَسْتُ مِمَّنْ يُظَنُّ فيه سِوَى ما / يقتضيهِ الوِدادُ في الإِفْراطِ
وَلَوَ انِّي رأَيتُ ذلِكَ داءً / رُحْتُ من عَزْمَتِي إِلى بُقْرَاطِ
حاشَ لِلَّهِ أَنْ أَزِلَّ ضلالاً / بَعْدَ ما لاحَ لِي سَوِيُّ الصِّراطِ
يا أَميرَ الذَّكاءِ يا بْنَ خُلَيْفٍ
يا أَميرَ الذَّكاءِ يا بْنَ خُلَيْفٍ / أَظْهَرَ الشعرُ في يَدَيْكَ اللُّصوصا
فاقتطِعْ عَمْلَةَ الأَدِيبِ عُمَوماً / وأَضِفْها إِلى عُلاَكَ خُصُوصَا
فَهْيَ إِنْ صَحَّ نَظْمُهَا بِكَ أَحْرَى / لا أَصابَ الثناءُ عنكَ مَحِيصا
سَلِمَتْ بِنْتُ خاطِرِ ابْنِ سُلَيْمٍ
سَلِمَتْ بِنْتُ خاطِرِ ابْنِ سُلَيْمٍ / فَأَبَتْ باحترازِهِ أَنْ تُنَالا
وعهدناهُ ليسَ يُحْسِنُ شِعْرًا / غَيْرَ أَنْ صادَفَ المَقَالَ فَقَالا
ولئِنْ جاءَ دونَ مجدِكَ يَسْعَى / فلَهُ العُذْرُ واضحاً يَتَلاَلا
طُلْتَ عن دِهْنِهِ فَقَصَّرَ عَجْزًا / ولقد بالَغَ الثَّنَا وَأَطالا
نَزَلُوا فادَّعَوْا نزَالِ نَزالِ
نَزَلُوا فادَّعَوْا نزَالِ نَزالِ / بَعْدَ مَيْلِي عن حَرْبِهِمْ واعتزالي
وأَقاموا حِيالَ قلبِيَ عَيْناً / أَلْقَحَتْ حَرْبَ حُبِّهِمْ عن حِيالِ
قرِّبا مَرْبِطَ الصَّبابَةِ منِّي / شابَ رُشْدِي بهم وشَبَّ ضلالي
لا لقيتُ العيونَ من حَلَقِ الشَّيْ / بِ بدرعٍ وإِن رَمَتْ بِنِبالِ
فامسحا عارِضِي فَلَيْسَ قتيراً / ما بدا فيه من غُبارِ الليالي
كَلَفِي بالهلالِ عَوَّضَ رأْسي / عنه من كل شَعْرَةٍ بِهلالِ
يا خَلِيلِي سائِلْ صُروفَ الليالي / هل خِلالاً نَحَتْنَهُ من خِلالِ
صَقَلَتْنِي الخطوبُ والسيفُ يَخْفَى / عَيْبُهُ في صَدَاهُ قَبْلَ الصِّقالِ
ظَهْرُ ذاتِ الحُجولِ إِنْ طُلِبَ المج / دُ وإِلا فَبَطْنُ ذاتِ الحِجالِ
والمعالِي مثلُ الرماحِ ففيها / رُتَبٌ من سَوَافلٍ وعَوالِ
إِن تَأَخَّرْتَ فالمُحَرَّمُ عُطْلٌ / من حِلَى العيد وَهْوَ في شَوَّالِ
عَزَّ سَفْحٌ به الأُسودُ وذَلَّتْ / قُنَّةٌ ما بها سِوَى الأَوْعَالِ
أَيْنَ أَمثالُ ما أَقولُ ولَفْظِي / باتَ يقتادُ شارِدَ الأَمْثَالِ
صُحْبَةُ الدهرِ وَهْوَ مشتهرُ النق / صِ هَدَتْنِي إِلى خَفِيِّ الكمال
فاعْتَضِدْ بالرِّفيقِ في مُشْكِلِ الأَم / رِ وإِن لم يَكُنْ من الأَشْكَالِ
جُعِلَ القَرْعُ لِلْيَمِين فإِنْ جا / ءَ جوابٌ فالرَّدُّ حَدُّ الشِّمالِ
أَنا مالِي وللبخيل وعندِي / فِكْرَةٌ قد جَعَلْتُها رَأْسَ مالي
إِنْ ثَنَتْ خَلَّةٌ إِليه يَمِيني / فبعضبٍ تَبْرِيهِ بَرْيَ الخِلالِ
شَرفِي جاوَزَ الغِنَى ومن العا / رِضِ ما انْحَطَّ عن رءُوسِ الجِبالِ
ونُحولى أَجْدَى عَلَيَّ ولولا / دِقَّةُ السِّلْكِ لم يَفُزْ بِاللآلي
كيف لا أُسْرِعُ التَّنَقُّلَ والمش / هورُ للبدرِ سُرْعَةُ الإِنْتِقَالِ
إِنْ تَرَيْنِي على الثلاثينَ أَرْقَى / من حضيضِ الصِّبَا إِلى الاكْتِهَالِ
فَلَقَدْ كنت في الشيوخِ زماناً / كنتُ في عَصْرِهِ من الأَطْفَالِ
لا تَغُرَّنَّكَ اللِّحَى من أُنَاسٍ / دَرَجُوا كالحمير تَحْتَ المَخَالِي
ولئِنْ خَفَّ عارِضايَ فإِنِّي / لا أُبَالِي بكلِّ وافِي السِّبالِ
إِنما الشيخُ من تَقَدَّمَ بالفَضْ / لِ إِلى الشيخِ ياسِرِ بْنِ بِلالِ
وتَولَّى تقبيلَ كَفٍّ غَدَتْ في / حَرِمَ اليُمْن قِبْلَةَ الإِقْبَالِ
إِذَا وَظِيفُ الثناءِ مُرْتَبَطٌ تَحْ / تَ رِواقِ العُلاَ بِقَيْدِ النَّوَالِ
وغيوثُ العَطَاءِ مُنْشَأَةُ السُّح / بِ وما أُلِّفَتْ بِرِيحِ شَمالِ
والنَّدِيُّ الذي يرِفُّ عليهِ / نَضْرَةٌ من أَزاهِرِ الآمالِ
والجبينُ الذي يُوضِّحُ شَمْساً / لم نَزَلْ من شُعاعِها في ظِلالِ
والمساعِي التي تَرُدُّ إِليها / قَصَبَ السَّبْقِ في ارْتِقَاءِ المعالي
خَيْرُ شَدِّ الرِّحالِ ما حَلَّ مَغْنًى / ضَمِنَتْ ساحَتاهُ حَطَّ الرِّحالِ
وَأَجلُّ الثناءِ ما صِيغَ تاجاً / لِجَبينٍ مُتَوَّجٍ بالجَلالِ
لِلَّذِي نِلْتُ عندَهُ سِمَنَ الكِي / سِ وقد كانَ غَايةً في الهُزالِ
وَتَشَكَّيْتُ نَقْبَ فَقْرِي فوافَى / بهِناءِ الغِنَى ونِعْمَ الطَّالِي
ورمانِي بالأَكثَرِينَ من الأَع / دَاءِ لِلْقُرْبِ منه والأَعْدالِ
وسَمَا لي بجاهِهِ فَسَمَا بِي / ورآني بفَضْلِهِ فرأَى لي
فلئن عُدْتُ دونَهُ غيرَ ناسٍ / فلقد عُدْتُ غَيْرَهُ غَيْرَ سَالِ
وبدا لي أَنْ أَنْتَمِي لِسِواهُ / فتذكَّرْتُ صُنْعَهُ فَبَدَا لي
ملِكٌ تنظرُ الملوكُ إِليهِ / مثلَ ما تنظرُ العبيدُ الموالي
رقدوا عن خُيولِهِ فأَتَتْهُمْ / وَهْيَ أَسْرَى في ظُلْمَةٍ من خيالِ
فتراقَوْا إِليه من كل فَجٍّ / وإِلى البَحْرِ مَرْجِعُ الأَوْشَالِ
فإِنِ استَسلَمُوا فإِنَّ الرعايا / عِزُّها في انقيادِها للوالي
يا مُجيبَ الدُّعَاةِ والعَضْبُ والعّذْ / بُ لِسانَا جِلادِهِ والجِدالِ
عَجَبُ العَزْمِ أَنْ دَعَوْكَ سِراراً / فَتَسَمَّعْتَهُ بصُمِّ العوالي
وسَقَيْتَ العَدُوَّ مُرًّا من الطَّعْ / نِ على أَنَّهُ من العَسَّالِ
فَرَعَى اللُّه دّوْلَةً أَنْتَ فيها / ناظِرٌ صانَها مِنَ الإِهْمَالِ
وسلامٌ على خلائِقِكَ الخُضْ / رِ ومُنْهَلِّ جُودِكَ السَّلْسَالِ
أَنتَ أَهلٌ لأَنْ تَجُودَ بمُلْكٍ / فقليلٌ بأَن تجودَ بمالِ
كم بَدَرْتُ الرجالَ فيك فلا زا / لَ مَحَلَّ النَّدَى
فأَنا ما تَلَوْتُ مَدْحَكَ إِلا / وإِبو طاهِرٍ مُحِبُّكَ تالِ
وإذا ما أشاءُ زَارَكَ رطباً / من مول فإنه من مُوالي
فالْقَِ شُكْرِي بما عَهِدْتُ من التِّرْ / حابِ من قبل حادِثِ التَّرْحَالِ
ما رأَينا مثالَ ذا اليومِ يوماً
ما رأَينا مثالَ ذا اليومِ يوماً / صحّ فيه تناقُضُ الأَمْثالِ
صار فيه الغِرْبالُ يُمْسِكُ ماءً / من رأَى الماءَ قَطُّ في الغِربالِ
قُلْ لفخرِ الأَئمّةِ العَلَمِ العا
قُلْ لفخرِ الأَئمّةِ العَلَمِ العا / لِمِ فَهْوَ المُهَدَّبُ المأْمولُ
والذي مالَهُ عَدِيلٌ وهَلْ لِلْ / غَيْثِ والشمسِ والحسامِ عديلُ
يا بخيلاً بعِرْضِهِ وجوادًا / بِنداهُ أَنت الجوادُ البخيلُ
أَنتَ الذي عليه من السُّؤ / دُدِ والفخرِ والعُلاَ إِكْلِيلُ
والإِمامُ الذي شُموسُ معالي / هِ مَدَى الدهرِ ما لَهُنَّ أُفولُ
قَلَمٌ في يَدَيْكَ يا مَعْدِنَ الآ / دابِ رَدَّ الحُسَامَ وَهْوَ كَلِيلُ
راكعٌ ساجدٌ أَصَمُّ سميعٌ / أَخرسٌ ناطقٌ حقيرٌ جليلُ
راجلٌ فارسٌ سَكونٌ حَروكٌ / قائلٌ فاعلٌ قصيرٌ طويلُ
قَلمٌ يَسْقُمُ الصَّحِسحَ بما يَنْ / فُثُ من ريقِهِ ويَبْرَا العَلِيلُ
يُودِعُ الطِّرْسَ منه رمزًا كما خُطَّ / بمسكٍ خَدٌّ رقيقٌ أَسيلُ
رأْسُهُ كالسِّنانِ لكنَّ أُخْرا / هُ حسامٌ يَفْرِي الخطوبَ صَقيلُ
لا شبيهٌ له ومالَكَ في اللَّ / ه شبيهٌ بذاكَ قامَ الدَّليلُ
فابْقَ كَفًّا لقاصدِيكَ متى غَرَّ / دَ طيرٌ ودامَ منهُ هَدِيلُ
أَيُّ نَجْمٍ من أَيِّ شَمْسٍ وبَدْرِ
أَيُّ نَجْمٍ من أَيِّ شَمْسٍ وبَدْرِ / أُلْبِسَ الليلُ منه حُلَّةَ فَجْرِ
وحسامٍ قد جَرَّدَتْهُ المعالي / لِتُوَقِّي به صُروفَ الدهرِ
وأَنيقٍ من المحامِدِ نَمَّتْ / بأَحاديثِهِ رِياحُ الشُّكرِ
علمنا أَنَّ اللَّيالِيَ بَحْرٌ / حينَ أَبْدَتْ لنا لآَلِئَ دُرِّ
وعهدنا الزَّمَان يَرْقُدُ طِرْفاً / أَدْهَماً فاكْتَسَى شِيَاتِ أَغَرِّ
وعجيبٌ لشهرِ شعبانَ إِذ جا / ءَ لميلادِهِ بلَيْلَةِ قَدْرِ
ليلَةٌ أَشرقَتْ بغُرَّة نورِ الدِّ / ينِ حَقًا أَجَلُّ من أَلْفِ شَهْرِ
لاح نَصْرٌ فيها فَلاحَ بنصرٍ / ثابتٍ عِزُّه على آلِ نَصْرِ
حَوَّمَتْ طَيْرُها السّعاداتِ مِنْهُ / فَوْقَ بُدْنٍ نَحُورِها كالوَكْر
وكَأَنِّي بِأَنْجُمِ الفَضْلِ تَبْدُو / منه أَضْواؤها بأَفلاكِ صَدْرِ
وكَأَنِّي بالطِّرْسِ بَيْنَ يَدَيْهِ / يَجْمَعُ الدُّرَّ بين نَظْمٍ ونَثْرِ
وكَأَنِّي براحَتَيْهِ تسيحا / نِ على كلِّ أَهلِ قُطْرٍ بقَطْرِ
وكَأَنِّي بالخَيْلِ بينَ يَدَيْهِ / مُجْنَبَاتٍ في حَلْي زَهْوٍ وكِبْرِ
وكَأَنِّي بالبيض والسُّمْرِ تهفو / بهواهُ عن كُلِّ بِيض وسُمْرِ
إِنَّما الأَرْوَعُ الأَجَلُّ جمالُ الدِّ / ينِ بحرٌ طَمَا فَفَاضَ بِنَهْرِ
أَثمَرَتْ من علاه دَوْحَةُ مجدٍ / صَدَحَتْ بينها حمائِمُ شِعْرِي
حَكَمَ اللُّه أَنه ذو افتخارٍ / لا يُوازَى به أَحادِيثُ فَخْرِ
عارِضٌ يَسْتَهِلُّ في الجَدْبِ والخَطْ / بِ بماءٍ من النَّدَى وبِجَمْرِ
فيهِ ما شِئْتَ من أَيادِيَ بيضٍ / هُنَّ ما شئتَ من عوادِيَ حُمْرِ
قد عَلِمْنَا من بأْسِهِ كيفَ يُذْكِي / وعلمنا من جُودِه كَيْفَ يَمْري
فسقانَا من فضلِهِ كُلَّ حُلْو / وكفانَا من صَوْلِهِ كُلِّ مُرِّ
يا بَنِي ناصرِ الرّئاسةِ والدي / نِ أَبي الفتحِ فاتِحِ الخير نَصْرِ
أَنا عبدٌ لَكُمْ وإِنْ كنتُ حُراًّ / فالأَيادِي تَملَّكَتْ كُلَّ حُرِّ
لستُ أَرْضَى من الأَنامِ سِواكُمْ / لعوانٍ من الثَّناءِ وبِكْر
لا أَحبُّ السَّبْعَ البحارَ وعندِي / من أَيادِيكُمُ موارِدُ عَشْرِ
كُلَّ يَوْمٍ لَكُمْ غمامُ سَمَاحٍ / تَعْتَلِي بَيْنَهُ بوارِقُ بِشْر
من يُجارِيكُمُ وقد جَعَلَ اللّ / هُ بأَيديكُمُ المقاديرَ تَجْري
سَهَّلَ الجَدُّ سُبْلَ مجدٍ عليكُمْ / أَتلَفَتْ غيرَكُمْ بمَسْلَكِ وَعْرِ
ولكُمْ بَيْتُ مَفْخَرٍ قد غَنِيتُمْ / بمغانِيهِ عن قصائِدِ شِعْرِي
حَصَرِي عن صفاتِكُمْ مُسْتَفَادٌ / من أَيادٍ لكم أَبَتْ كُلَّ حَصْرِ
ذاكَ عُذْري وليتَ شعريَ هَلْ في / وُسْعِ أَفضالِكُمْ تَقَبُّلُ عُذرِي
غرّدَتْ فيكُمُ طيورُ القوافِي / بينَ ضالٍ من الثَّناءِ وسِدْرِ
ضَرَبَ الناسُ في العُلاَ الأَمثالا
ضَرَبَ الناسُ في العُلاَ الأَمثالا / وسَمِعْنَا بها ولكِنْ كذَا لا
جَرَّدَ العاضِدُ الإِمامُ من النَّا / صِرِ عَضْباً فكُنْتَ فيهِ الصِّقالا
ملك هَزَّ عَزْمَهُ مُذْ تَوَلَّى / فَعَدُوٌّ وَلَّى وفَتْحٌ توالى
كُلَّما جَيَّشَ الجيوشَ لحربٍ / أَقبلَتْ وَهْيَ تحمِلُ الإِقبالا
وعوالٍ ذَوَابل تَحْسَبُ النَّقْ / عَ دُخاناً فتستنيرُ ذُبالا
بظُباً تنكِرُ الكُلولَ ولا يع / رفُ أَيضاً مَنْ يَنْتَضِيها الكلالا
وقِسِيٍّ كأَنَّما الدهرُ عنها / قائمٌ يقذفُ الوبالَ نِبالا
وخيولٍ مثل الشَّواهِينِ يقنصْ / نَ فَقُلْ باطلاً وقُلْ أَبْطالا
كلمّا حَوَّمَتْ أَدارَتْ جناحاً / عَدَّ في ريشهِ الصَّبا والشَّمالا
أَقبلَتْ كلُّها صدوراً فَمَرَّتْ / خَيْلُ مُرِّيِّ كلُّها أَكْفَالا
وأَقامَتْ لثَغْرِ دِمْيَاطَ ثغراً / ضاحكاً عن كُمَاتِها يَتَلالا
ببروج من الرجالِ وما يُنْ / كَبُ مَنْ يجعلُ البروجَ رِجالا
وفيولٍ من المَجَانيقِِ لا بَلْ / هيَ في الحربِ تقذِفُ الأَفْيالا
خَلْفَ سورٍ من الظُّبا والعوالي / قد تغالَى بناؤهُ وَتَعَالى
وليوثٍ يُظَنُّ يا بْنَ مَصَالٍ / أَنَّ يُمْنَاكَ عَلَّمَتْها المَصَالا
حادَ عنك اللَّعينُ فاستقبلَتْه / بِمِحالِ يُرِى اللَّعِينَ مُحالا
لُحْتَ نجماً على ظسمَاءِ رَشيدٍ / فاجْتَلَى منكَ للهلالِ هلالا
واستشارَ الجموعَ فيكَ وما أَخ / طَأَ مَنْ قالَ في قتالِكَ آلَى
فَمَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَمِنْ قَبْ / لُ القِتالُ الذي كفاكَ القتالا
عَرَفُوا وجهَكَ الشُّجاعَ فهَلْ أَن / كَرْتَ منهُمْ لمَّا تَوَلَّوْا قَذَالا
واسْتَخَفَّتْهُمُ المقاديرُ حتَّى / زُلْزِلُوا حيثُ يَمَّمُوا زِلْزالا
نصبوا بُرْجَهُمْ إِزاءَ شِهابٍ / كادَ أَنْ يُحْرِقَ البُروجَ اشتعالا
واستجاشُوا قبائِلَ الرُّومِ أَجنا / ساً عليه فلم يساوُوا قَبَالا
حَرَّموا عندَهُ النُّزولَ وما حَرَّ / مَ إِذْ حَرَّمُوا النُّزولَ النِّزالا
وأَرادوا به صِيالاً فَرُدُّوا / وله الفضلُ يرغبونَ سُؤالا
واستمالوهُ بالخضوع ومن شر / طِ الشُّجاعِ الكريمِ أَن يُسْتَمالا
واستماحوا منه النّوى وعجيبٌ / أَنْ يُعَدَّ النَّوى لقوم نوالا
فمضَوْا يقطعونَ بالرَكْضِ أَميا / لاَ رَأَوْها من مثله أَمْوالا
لم يَرُوحوا إِلا خِفاقاً وإِن كا / نَ لِحَمْلِ الجِراحِ راحُوا ثِقالا
ذكَرُوا منه صارماً صارِمَ الحَدِّ / عليهِمْ وعامِلاً عَمَّالا
وانتقاماً لأَجله صمَّمَ الشا / مُ على عَوْدَةٍ إِلَيْهِ انْتِقَالا
ريَّنَ الدِّينَ من شهابٍ ونَجْمٍ / بمنيرَيْن أَلبساهُ الجمالا
حمياهُ طوراً من النَّقْصِ حتَّى / أَلَّفا شَمْلَهُ فنالَ الكمالا
فَرَّق الرُّوم ذا اعْتِداءٍ وهذا / جَمَّعَ العُرْبَ أُلْفَةً واعتدالا
بكفاحٍ قد صيَّر الآلَ بحراً / وسماح قد صيَّرَ البحرَ آلا
أَخذَتْ بالنَّباتِ زينَتَها الأَر / ضُ وكانَتْ من حَلْيِهِ مِعْطالا
رَقَصَتْ تحتَ سُنْدُسِ الرَّوْضِ لَمَّا / شرِبَتْ كأْسَ جودِهِ سَلْسالا
وانثنَتْ في غلائلٍ حاكَها الخِصْ / بُ وكانَتْ بجدبِها أَغلالا
واعتلَتْ ثَغْرَنَا بهِ صِحَّةُ العَيْ / شِ فَلَمْ يَشْكُ بعدَ ذاك اعْتِلالا
عادَ فيه عَوْدَ الحُسامِ إِلى الغِمْ / دِ وقد صالَ في المُهِمِّ وَسالا
أَمُبيدَ العدوِّ كَسْراً وأَسْراً / ومُفِيدَ الوَليِّ مالاً وآلا
فإِذا طابَ نظمُ شعرِي أَو طا / لَ فمن راحَتَيْكَ طابَ وطالا
أَنْتَ أوْجَدْتَهُ وقد كانَ مَعْدُو / ماً وأَوْجَدْتَهُ المقالَ فقالا
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما / غابَ عن ناظري فأهْدَى النَّسيما
عاودَتْنا البَليلُ عنه بِلَيْلٍ / فأَعادَتْ لنا الحديثَ القديما
طَرَقَتْنَا زيارةُ الطَّيفِ حُلْماً / فاسْتَخَفَّتْ منا اللبيبَ الحليما
وأَحالَتْ على الفؤادِ غراماً / طالَ تردادُهُ فصارَ غريما
ذَكَّرتنا عهدَ المُقيم على العه / دِ وإِن لم يكُنْ عليه مُقيما
والرسومَ التي أَقامَ التَّصابي / في رُباها كما أَردْنا الرُّسوما
لبسَتْ مَعْلَمَ الرّبيعِ وكم أَلْ / بَسَهَا فيه المَعْلَمَ المَعْلُوما
مِنْ مُدامٍ لا عُذْرَ للخالِعِ العُذْ / رَ عليها أَنْ لا يكونَ مُديما
بعثَتْ نَفْحَةَ الجِنانِ من الكأْ / سِ وشَبَّتْ في جانِبَيْهَا الجحيما
أَتُراها إِذ أَدركَتْ عصرَ إِبرا / هيمَ جاءَتْ بنارِ إِبراهيما
فأَعِدْنِي لشُرْبِها أَو فَعِدْني / أَو فَعُدْنِي كما تعودُ السَّقيما
وإِذا هَوَّمَتْ صروفُ الليالي / فاطْرِحْ باعتناقِها التَّهويما
لا تَدَعْ ليلَكَ البهيمَ وقد فُزْ / تَ بها غُرَّةٌ يَمُرُّ بَهيمها
وَأَدِرْها إِنْ شئتَ بالجامِ شمساً / في دُجَاهُ أَو بالكؤوسِ نُجوما
أَنا مالِي وللملاحَةِ فيها / إِن أَطَعْتُ الملامَ كنت مُليِما
لو نَهَاني الإِمامُ مثْلُكَ عنها / لَعَصَيْتُ الإِمامَ والمأَمونا
فادْعُنِي ثانيَ ابْنَ هانِي انْهِتاكاً / وانْهِماكاً لا مَنْظَراً وشَمِيما
وارتكابُ التحريمِ يسهُلُ فيها / حينَ نرجو له الغَفورَ الرحيما
هاتِ بنت الكرومِ صِرْفاً ودَعْنِي / في يَديْ ياسرٍ أَعيشُ كريما
زرتُ منه من لا يَمَلُّ مِنَ النَّع / ماءِ بَذْلاً فهل أَمَلُّ النَّعيما
ولكم حامَ حُسْنُ ظَنِّي عليهِ / واقتناصُ البازِيِّ في أَن يحوما
خَفَقَتْ بي إِليه قادِمَةُ الشَّو / قِ وبُشْرَايَ إِذ رُزِقْتُ القُدوما
ملِكٌ شاعِرُ السّماحَةِ يأْبَى / أَنْ يَمَلَّ التَّسْهِيم والتَّقْسِيما
وخطيبُ الحُسام أَفْصَحُ ما كا / نَ كلاماً إِذا أَثارَ الكُلوما
أَخذَ الدَّهْرُ ذِمَّةً من يَدَيْهِ / مَنَعَتْهُ من أَنْ يكونَ ذميما
واستجارَتْ به الليالي فأَلْقَتْ / لِعُلاَهُ الإِقرارَ والتَّسْلِيما
شَرَّدَ الظُّلْمَ والظَّلامَ فقالتْ / خَيْلُهُ في مَغَارِها والظَّليما
هِمَّةٌ تنشئُ الحَسُودَ وتُنْشِى / أَبداً بَيْنَ جانبَيْهِ الهُموما
أَريحيٌّ بنى له الجودُ بيتاً / قد أَطافَ الورى به تعظيما
ووسيمُ الجبينِ يظهر فيه / من بلالٍ أَبيهِ أَوْضَحَ سِيما
شرفٌ زاحَمَ النجومَ بفودَيْ / هِ ومجدٌ رَسَا فَشَقَّ النُّجوما
وندًى دولةُ الأَميرَيْن منه / حَرَمٌ لا تَرَى به محروما
جَرَّدا منه صارماً شفْرَتَاهُ / تركَتْ عُمْرَ قِرْنِهِ مَصْرُوما
وأَقاماهُ للوزارةِ كهفاً / مانعاً كلَّ ناهضٍ أَن يقوما
فامتطى عابراً لها صهوةَ الإِقْ / دامِ حتى أَنالَها التَّقْدِيما
وشديدٌ على بناِت مِخاضٍ / أَنْ تُجارِي إِلى مَدَاها القُروما
أَيّها القاطعُ الفلاةَ إِكاماً / يمتطيها دون الرِّفاق وَكُوما
لا تَظُنَّ الظلامَ يخلع عنه / رُدُنَيْهِ ولا الزَّمانَ الظَّلوما
قم فطالعِ من نَيِّرَيْ آل عِمْرا / نَ بدوراً قد تُمِّمَتْ تتميما
تَلْقَ هارونَ والكلامُ شُجونٌ / حين تلقاهما وموسى الكَلِيما
واعتمِدْ ياسراً خصوصاً تجِدْهُ / فوق ما أًنت ترتجيه عُموما
وخُذِ الدُّرَّ من أَياديه منثور / راً يَعُدْ بعضُهُ له منظوما
ولو أَنَّ القريضَ وفَّاهُ حقّاً / لم يَدَعْ ذا الرَّوِيَّ والبَحْرَ مِيما
فهنيئاً بالعام أَلْبَسَكَ اللّ / هُ به النائلَ الجزيلَ العميما
نِعَمُ اللِّه فيكَ لا نسأَلُ اللّ / هَ إِليها نُعْمَى سِوَى أَن تدوما
ولو أَنِّي فعلتُ كنتُ كمن يس / أَلُهُ وَهْوَ قائمٌ أَن يقوما
دونَ ما بَيْنَنَا من الوُدِّ يَكْفِي
دونَ ما بَيْنَنَا من الوُدِّ يَكْفِي / فاحْتَفِظْ يا أَبَا السُّعودِ المُكَفِّي
أَيُّ شيءٍ رأَيْتَهُ يا قوىَّ ال / عَقْل من رِكَّتِي إِليكَ وضَعْفِي
لستُ مِمَّنْ عَرَفْتَهُ أَنْتَ بالنَّوْ / كِ فتُبْدِي منه الحديثَ وتُخْفِي
إِنَّمَا عادَةُ الكِرامُ وما أَوْ / لاكَ فيهم بأَنْ تُعَدَّ بأَلْفِ
إِنّّهم يُنْكِرون رَدَّ يَدِ الرَّا / غِبِ فيهمْ ولو أَتاهُمْ بعُنْفِ
ويحيُّونه على زَهَرِ الوُدِّ / بخمرٍ من المَحَبَّة صِرْفِ
لا كما قُمْتَ فيه أَيَّدَكَ الَّل / هُ شهيرَ السِّلاحِ أَوَّلَ صَفِّ
وأَجلْتَ البنَانَ بالكَلِمِ الفا / ضِحِ من ذلكَ الخطابِ المُعَفِّي
وتَفَنَّنْتَ بينَ كافِيك في التَّسْ / جِيعِ مِمَّا بَعَثْتَه والتَّعَفِّي
نَظَرا في سؤالِ خِلِّكَ يَخْتَلُّ / ولَيْسَ اخْتِلالَ ناظِرِ طَرْفِ
واعتقاداً فيه وحُشِيَت أَنْ أَنْ / سُبَ منكَ اعتقادَ عَقْلِ السُّخْفِ
فعَلاَمَ استَبَحْتَ ممنوعَ عِرْضِي / وإِلامَ اسْتَجَزْتَ محظورَ قَذْفي
ولماذا أَخَفْتَنِي بالقِلَى وَهْ / وَ لِنَفْسِي أَحبّه دُونَ إِلفى
ورَميْتَ الفؤادَ مِنِّي بنارٍ / أَنتَ لا شَكَّ تصطَلِيِها وتُطْفِي
إِنَّ أشْرَاكَكَ الصِّعابَ لَتَجْرِي / هَيِّناتِ التَّخْلِيصِ ما بَيْنَ كَفِّي
ما سأَلنا إِلاَّ على قدر ذا الدّه / رِ فلا تَشْمَخَنْ عَلَيْنَا بأَنْفِ
كان لي مَوْعِدٌ على حَلِفٍ لا / غَرْوَ أَنْ جاءَ فيه عندي بخُلْفِ
وهْوَ ما قَدْرُهُ من العَيْنِ مثقا / لٌ ومثقالُ ذَرَّةٍ منه يكفي
وبَعَثْتَ الرسولَ فارتَدَّ نحوي / مُسْتَخَفًّا أَفدِيهِ من مُسْتَخَبف
قائلاً لو قَبلْتَ أَخْفَيْتَ هذي النَّ / فْسَ مستقصِيًا فقلتُ سَأُخْفِي
ويَدِي هذِهِ إِليكَ قد امْتَدَّ / تْ بعهدٍ أَلاَّ نَطَقْتَ بحَرْفِ
أَتُرَى إِذْ بَعَئْتَ لي خَطَّكَ العا / لِي وَعَرَّفْتَنِي به غَيْرَ عُرْفي
وطوَيْتُ القِرطاسَ منه على ما / فاحَ حتَّى سَدَدْتُ بالرَّاحِ أَنْفِي
أَنَّنِي لَوْ وَقَفْتُ وقْفَةَ شاكٍ / قد رأَى في الهوى الرجوعَ لِخَلْفِ
وتركتُ العتابَ لم أُجْرِ فيه / قَلَمِي من جميع هذا بحَرْفِ
وتَسلَّيْتُ عن مَوَاعِيدِ فيها / خَلَفٌ لا يزالُ صاحِبَ خُلْفِ
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ
قال عبدُ المليك عندِي كُتْبٌ / قد تَبَحَّرْتُهَا بقَدْرِ اقْتِراحي
ذاكَ بَسْطُ العَروضِ في صَنْعَةِ الشِّع / رِ وهذا تلخِيصُ ما في الصِّحاحِ
وابتدائي من سِيبَوَيْهِ وما فَتَّ / ر حتى انتهى إِلى الإِيضَاحِ
فتراجَعْتُ عنه والفِكْرُ يشْدُو / واضَياعَ الريحانِ في المُسْتَرَاح
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا
ما تَلَقَّيْتَ بالمضيرَةِ إِلا / لِمَعَانٍ تَعافُهَا الأَلْوانُ
مخَضَتْ في العبيد / فَجَرَى من أَلْبَانُ
غيرَ أَنِّي وقَدْ نَصَحْتُكَ جُهْدِي / آنِفٌ أَنْ السُّودَانُ
العبيد سُودٌ غِلاظٌ / وَهْيَ لونٌ ما فيهِ باذِنْجَانُ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ
نِعَمُ اللِّه كالوُحوشِ فما تَأْ / لَفُ إِلا الأَخايِرَ النُّسَّاكا
نَفَّرَتْها ذنوبُ قوم وقد مَد / دَ لها البِرُّ والقُّقَى أَشْرَاكا
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ
سَفَرتْ عنكَ أَوْجُهُ الأَسْفارِ / وجَرَتْ بالمُنَى إِليكَ الجوارى
فرفعْنا لك الكواكِبَ يا بدْ / رَ الدياجي على الهلال السَّاري
وركِبْنَا على عذابٍ بِحارًا / أَنْزَلَتْنَا على عذابِ بِحارِ
واعتسافُ الأَخطارِ يُحْمَدُ ما كا / نَ طريقاً إِلى ذوي الأَخطارِ
ما امتطَيْنا أُخْتَ السحائِبِ إِلا / لتُوافي بنا أَخا الأَمطارِ
كلُّ نونٍ من المراكِبِ فيها / أَلِفاتٌ مصفُوفَةٌ لِلصَّوارى
تقسم الماءَ والهواءَ لساقٍ / وجناحٍ من عائِمٍ طَيَّارِ
وهْيَ ضِدَّانِ من جوانِحِ ليلٍ / قد أُقيمَتْ ومن جَنَاحَيْ نهارِ
صُوِّرَتْ كالفُيولِ لولا قلوعٌ / أَبْرزَتْها في صُورةِ الأَطيارِ
عوَّضَتْنا الأَوطانَ عندَكَ والأَو / طارَ بَعْدَ الأَوطانِ والأَوطارِ
فاستحقَّتْ بأَن تُعَوَّض عُودًا / بَعْدَ عُودٍ وعَنْبَرًا بَعْدَ قَارِ
إِنما أَنت يا أَبا القاسِمِ القا / سِمُ للجودِ لا على مقدارِ
صُقِلَتْ صَفْحَتَا صِقِلِّيِةٍ مِنْ / كَ فوافَتْ كالصَّارمِ البَتَّارِ
وكَسَتْها خِلالُكَ الزُّهْرُ طِيبًا / أَرَّجَتْهُ مَجَامِرُ الأَزهار
وسَقَتْهَا بَنَانُ كَفِّكَ رِيًّا / سَلْسَلَتْهُ سُلاَفَةُ الأَنهارِ
وأَياديكَ إِنَّهُنَّ ثمارٌ / حَمَلَتْهَا معاطِفُ الأَحرارِ
ومَسَاعِيكَ إِنَّهُنَّ نجومٌ / أَطلَعَتْها مشارقُ الأَقدارِ
ومعالِيكِ إِنَّهُنَّ شموسٌ / مشرقاتٌ على سَماءِ الفخارِ
أَنتَ بالفضلِ في بَنِي الحَجَرِ السَّا / دَةِ مِثْلُ الياقوتِ في الأَحجار
ولكَ البيتُ في الرئاسةِ كالبي / تِ أَتَتْهُ الزُّوَّارُ
فتراهُ وللمديحِ طَوافٌ / حولَهُ فَوْقَ أَيْنُقِ الأَفْكارِ
بمعانٍ ترمي أَيادِيك بالجَمْ / رِ خلالَ القلوب لا بالجِمارِ
كُلُّ عذراءَ وَشَّحَتْ لكَ يا شم / سَ المعالي دُرَّ النجومِ الدَّرارى
لو غَدتْ غادةً لراقَكَ منها / تحت عَقْدِ الزُّنَّارِ حَلُّ الإِزار
وبحَقٍّ نمّقت أَقطارَ شعرى / حينَ طَالَعْتُهُ بمِثْلِ القِطارِ
لم نَقُلْ فيك بعضَ ما أًنت فيه / أَيْنَ أَعشارُهُ من المِعْشارِ
وبيُمْناكَ طير يُمْنٍ وسعدٍ / أَصَفُر الظَّهْرِ أَسْوَدُ المِنْقارِ
قَلَمٌ دَبَّر الأَقالِيم فالكُتْ / بُ له من كتائِبِ المِقْدارِ
يا طِرازَ الديوانِ في المُلْكِ أَصبحْ / تَ طرازَ الديوانِ في الأَشعارِ
وَبَنُوكَ الذين مهما دجا الخَطْ / بُ أَرَوْنَا مَطَالِعَ الأَقمارِ
فأَبو بكرٍ الذي أَحْرَزَ المجِ / دَ بسَعْيِ الرَّوَاح والإبْتِكارِ
وتلاه فيما بَلاَهُ أَخوهُ / عُمَرٌ عاشَ أَطْوَلَ الأَعمارِ
ولعُثْمانَ حَظُّ عُثمانَ إِلا / في الذي دَارَ من حَدِيثِ الدَّارِ
حفِظَ اللُّه منكَ جُمْلَةَ فَضْلٍ / بانَ في حِفْظِها صَنيعُ الباري
أَنْتَ كاسٍ من المَحَامِدِ والصِّحّ / ة عارٍ من الصنا والعارِ
فهناءُ الورى بعيدَيْنِ هذا / للعَوَافِي وذاك للإفطار
فاستَمِعْها مدائحاً في انتظامٍ / مُنِحَتْ من مَنَائِحٍ في انتثارِ
وعليك السَّلاَمُ مني فإِنِّي / عنكَ غادٍ أَو رائِحٌ أَو ساري
شاقَني الأَهلُ والديارُ وذو البُعْ / دِ مُعَنًّى بأَهلِهِ والدِّيارِ
وعزيزٌ عَلَيَّ سَيْرِي ولَوْ كُنْ / تُ أُوَلَّى في يومِ سَيْري يَساري
لِيَ في القُرْبِ منكَ والبُعْدِ عَنْهُمْ / خَبرٌ مُعْجِبٌ من الأَخبارِ
لَذَّةٌ في دوامِ كَرْبٍ وسَيْرٌ / في انتهاكٍ وجَنَّةٌ في نار
فإِذا شِئْت فالمَجَرَّةُ نَهْرٌ / لي فيه بنات نعش سُماري
وبِكفِّي منَ النجومِ كثيرٌ / هُوَ ما قد وَهَبْتَ من دِينار
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا
بِرْكَةٌ بُورِكَتْ فنحنُ لَدَيْهَا / نستفيدُ الغِمارَ من ضَحْضَاحِ
نَظَرَتْ في قرارِها بعيونٍ / غَازَلَتْنَا بأَسْرَعِ الالْتماحِ
تسرِق اللحظَةَ اخْتِلاسًا وتُغْضِي / نظرةَ الصَّبِّ خاف إِنكارَ لاح
قد صَفَتْ واعتلى الحَبابُ عليها / فهي سِيَّانِ مع كؤوس الرَّاحِ
يا لَها أَسْهُمٌ بواطِنُ لولا / زَرَدٌ ظاهرٌ لأَيدِي الرِّياح
أَيُّ دِرْعٍ موْضُونَةِ النِّسْجِ تمتدُّ / السَّواقِي عنها بمِثْل الصِّفاح
في جِنانٍ له حُلِيُّ العَذَارَى / وحِلاَها في مَعْطِفِ وَوِشاح
من قُدودٍ نُهودُها عِوَضُ الرُّمَّ / انِ تزهو بنُهَّدِ التفاح
ورُبًى وَرَّدَتْ خدودَ شَقيقٍ / وجَلَتْ بالحيا ثُغورَ أَقاحِي
وقِداحٍ بها افتَسمْنَا المسرَّا / تِ جَزُورًا بحَضْرَةِ الأَقداحِ
ظَفِرَ الإِغْتِباقُ منها بحَظٍّ / لم يَخِبْ عنه وافِدُ الاصْطِباحِ
ومُغَنٍّ تناولَتْ يدُهُ العو / دَ فعادَتْ لنا على الاقْتِراح
جَسَّ أَوتارَهُ فأَفْسَدَ منها / صالِحاً صار في يد الإِصْطِلاح
بَيْنَ ريحٍ من المزَامِيرِ أَسْرَى / بَيْنَ أَجسامِنا مع الأَرْواح
وصِباحٍ قَدْ عَقَّدُوا طُرُزَ اللي / لِ جَمَالاً على وُجوهِ الصَّباح
يبعث الرَّقْصُ مِنْهُمُ حركَاتٍ / سَرَقَتْ بعْضَها طِوالُ الرِّماح
هكذا هكذا وإِلا فلا لا / طُرُقُ الجدِّ غَيْرُ طُرْقِ المِزاحِ