المجموع : 37
قد عَقلنا والعَقْلُ أي وثاق
قد عَقلنا والعَقْلُ أي وثاق / وَصَبَرنا والصّبرُ مُرُّ المذاق
كلُّ مَنْ كانَ فاضلاً كان مثلي / فاضلاً عندَ قسمة الأرزاق
ما رأى الناسُ مثلَ مُلككَ مُلْكا
ما رأى الناسُ مثلَ مُلككَ مُلْكا / مَلأَ الخافقينِ للحربِ تُركا
وَجُيوشاً لو صادَمَتْ جَبَلَ الشّرْ / كِ لدكتهُ بالسّنابك دكّا
عَزْمةٌ أرعَدَتْ فَرائصَ أرغو / ن فأمسى للخوفِ لا بتلكّا
شامَ برقاً بالشّامِ بيضُكَ لمّا / ضَحكَتْ منهُ بالسّواحل ضحْكا
أي برقٍ غيوثُهُ النبْلُ يُصمي / كُلَّ قَلْبٍ ناواكَ شقاً وسَكاً
فقضى خيفَةً وقتلُ أعادي / ك بأوهامهم أشد وأنكا
أيُّها الأشرفُ الذي شرّف الدن / يا وقد أصبحت له الأرضُ مُلكا
أنتَ أذكى الملوكِ نَشراً وإن حا / ولتَ أمراً فأنتَ في الرأي أذكى
وثبات في البأس عزماً وحزماً / وثبات في الناس حلماً وَنُسْكا
قد رأينا ونت أنت صلاح الدّ / ين ما كانَ عَن سَميكَ يُحكى
صدتَ صيدا قنصاً وصورَ وعثلي / تَ وَبَيْروتَ بعدَ فتحكَ عَكا
حجر بَهرَجُ الملوك قديماً / في التماسٍ حتى رأوه مَحَكّا
وَنَظَمتَ الرؤوسَ بالطّعن حتى / ظنَّ قوم تلكَ الذَّوابلَ سلكا
راعَ بابَ الثورين أَسدُ عَرين / ضارياتٍ تَدحي الفريسةَ دعكا
شُرُفات بَدَتْ كأسنمة العي / س وباتَتْ على المفاوز بُركا
قبّلَتْ هَيْبَةً لمقْدمَكَ الأر / ضَ ومادَتْ بِشدَّة الخوف منكا
لو رأى الباب يوم صلّى صلاة / الموت والقومُ في ذُرى الباب هُلكا
لرأى أَنَّ رأيهُ كان رأياً / فاسداً كأتخاذه الدين إفكا
ولكم قد أَظَلّهم ذلك الشي / خُ وأضحى على العصا يتوكّا
ساقَهم كالأنعام براً وبحراً / فَقطين بعض وَبَعض مُذكى
كُل علجٍ أَعطى قفاهُ وولّى / في انهزامٍ فَحَقُّهُ أَنْ يُسَكَا
لو تَركنا تَلَّ الفُضُول وَرُحنا
لو تَركنا تَلَّ الفُضُول وَرُحنا / لاسترحنا ممّا لقيناهُ ضنكا
يا مليك الزَّمان هنّأكَ اللهُ / بما أَضْحَك العبادَ وأبكى
أيٌّ حُصنٍ كأنّهُ لتعاليه
أيٌّ حُصنٍ كأنّهُ لتعاليه / على كاهل السّماء مَشيدُ
كل شهرٍ يبدو عليه هلالُ / الأُفق تاجاً حيثُ السحابُ برودُ
وكأنَّ الجوزاءَ منطقة دا / رت عليه وللثريا عقودُ
كلّمتهم بالسّبِّ ألسِنَةُ النّا / رِ بما تَقْشَعِرًّ مِنْهُ الجلودُ
وأشارَتْ أيدي المجانيق عندي / شُهب صَخْرِ لم ينجُ منها مزيدُ
ما أحسوا والنّارُ تُضرَمُ إلا / كل بُرجٍ في ثقبه أُخدودُ
فتداعَتْ أبراجُها للظى النّا / ر جَميعاً إذْ هُمْ عليها قعودُ
يا وزيراً قد أسبغَ الله ظِلّه
يا وزيراً قد أسبغَ الله ظِلّه / حينَ علّى على السِّماكِ مَحلّه
لكَ وجهٌ فاقَ الهلالَ وكف / يخجلُ الغَيْثَ بالنّدى مستهلّه
راحةٌ لم تزلْ إذا القَحْطُ أَودى / راحةً وهي للمُقَبِّلِ قُبْلَه
كانَ قد أُبهمَ التفضُّلُ في النا / سِ فأوضَحْتَ بالمكارِمِ سبلَه
فَذَكرنا من حاتم بكَ معنىً / ونسينا أَيامَ كسرى وَعَدْلَه
وسأنهي إليكَ أمراً عجيباً / فاستَمِعْ قِصتي سألتُك بالله
إنني قد تأخّرَ القمح عنّي / عاشِقٌ كُلَّ مخزنٍ فيه غَلّه
إن سمعتُ الكيّالَ يشدو بذكرى / غَلّةٍ هاجَ في فؤادي غُلّه
وَمنايَ إذا أثارَ غباراً / أَغبراً لو كُحِلتُ منه بِكُحْلَه
ذابَ قلبُ الطاحونِ شوقاً وللقف / ةِ دمعٌ لها بذي أَلفُ غِسله
ورأيتُ الأطفالَ مِن عدمِ الخب / زِ تَلَظّى ولو على قرصِ جَلّه
تلك تشكو وتيكَ تدعو وهذي / تتجنى عليَّ وَهْيَ مُدلّه
فَتراني مُلقى وَعِرسي تُنادي / قُم وعجّلْ فليس في الصَوتِ مهله
وأَنتَ زوجُ الفراشِ لا عِشْتَ أَم أَن / تَ حكيمٌ كما يُقالُ بِوصلَه
ما تُرينا قُرصاً سوى قرصِ شمس ال / أفقِ تبدو وَخُشكنانِ الأهِلَه
عَنْتَرُ الحربِ لو يُطالَبُ مِثلي / بدِقيقٍ لَفَرّ مِن فَرْدِ حَمْلَه
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ / وتحامَتْ تلكَ الضروبَ الكفوفُ
وَتَساوَتْ عندَ الزَّفافِ وقد تُب / تَ لِدُنيا ثَقيلها والخفيفُ
وَعَلتَ ضجّةُ المواصِلِ حُزناً / والنّدامى على السُّرورِ عُكوفُ
وَجَرَتْ أَدمعُ الرَّواويقِ حتى / عادَ مِنها النّزيف وهْوَ نَزيفُ
وبدا الشمع وهو من سيلان / الدَّمْع إنسانُ عينه مطروف
يا إمام الخُلاَعِ دعوةَ قاضٍ / في قضايا المجونِ ليسَ يحيفُ
كيف ذُقتَ الخشوعَ هلْ هُوَ حلوٌ / يا حريفي باللهِ أم حرّيفُ
ثبّتَ الله توبةَ الشيخِ إنَّ / الزُّهدَ ما لا يقوى عليهِ الضعيفُ
أنتَ في المشتهى بجامع عَيْنٍ / وَعَفيفٍ وأينَ منكَ العَفيفُ
بغديرٍ وَرَوضَةٍ في ظِلالٍ / قد تَدَلّتْ عَلَيْكَ منها قُطوفُ
لا تَكُنْ راسبَ المقرِّ فما يَرْ / سُبُ في المستَقَر إلا الكثيفُ
وإذا قُمْتَ للصّلاتة فَقُمْ تق / ليةً ناشفاً فأنتَ نظيفُ
وإذا ما نَزَوْتَ في خَلْوة المس / جد قلْ للمريد عندي ضيوفُ
وإذا ما أَخرَجْتَ كيسَكَ بالمع / لوم قل للحضور هذا سفوفُ
حبّذا زُهدُكَ البليدُ فما أن / تَ به في الشّيوخ إلاَّ ظريفُ
قَسماً يا قليّةَ البين إني / قَرمُ الشّوق للِّقا مَلهوفُ
أَترجّى منكَ الرجوعَ قريباً / طمعاً فيك والمحبُّ عطوفُ
لا تَقُلْ قَدْ لبستُ صوفاً فإنَّ / الكبشَ جُلبابُهُ مَعَ القُرن صوفُ
يُطربُ الضأنَ وَهْوَ مثْلُكَ في الأل / حان أَسماعُ قومه والخروفُ
طارَ منكَ لمقصوصُ في حلقكَ الرأ / سَ لزُهد وفاتَكَ المنتوفُ
هَبْكَ بُدِّلتَ بالمدامِ حشيشاً / ثمَّ أوى إليكَ عِلقٌ نتيفُ
وتفنّنْتَ في عُمَيْرةَ جَلْداً / بعدَ جَلْدٍ حتى يَصُحَّ الكنيفُ
كيفَ يكفيكَ بعدَ أكلِكَ للْحَل / واءِ واللحْمِ دُقّةٌ وَرَغيفُ
قُمْ تَوَكّلْ على الغفورِ وَوَافِقْ / قَوتَكَ الخالعينَ يا قِصّيفُ
فلديهِم خاءٌ وميمٌ وراءٌ / أي شيء بالله هذي الحروفُ
كاشفِ القومَ في الذي سَتَروهُ / فَهْوَ حالٌ يا شَيخنا مكشوفُ
رُبَّ ليلٍ بتناهُ في حانِ خانٍ / وَعَلينا فيهِ الكؤوسَ تَطوفُ
منْ يَدَي مُرْدَفِ الرّوادفِ تَشْتا / قُ إلى الغَرفِ من خراهُ الأنوفُ
باتَ منهُ لنا خلوقٌ وما ين / سكر تَصحيفُ من يقولُ خَلوفُ
يا أبا مرَّة عليكَ بذا الشّيخِ / سريعاًُ من قبلِ يمضي الخريف
ويَفوتُ الخليجُ والقصفُ فيهِ / وَمُشاشاهُ مَن حواهُ الرَّصيفُ
يا أبا مُرَّة وأجّلْ له الكأسَ / لِتُصبيهِ رِقَّةٌ وسقوفُ
أرهِ جَوْهَرَ السّوالفِ بالأص / داغِ لمّا تنوسُ تلكَ الشّنوفُ
وقدوداً كما تهزّ رماحٌ / ولحِاظاً كما تُسلُّ سُيوفُ
يا أبا مرُّة بِحَقيَ دارك / ه بِلُطفٍ فقد يطيعُ اللطيفُ
فَعَسى أن تَهّزه ألفةُ العا / دَةِ شوقاً فقد يَحِنُّ العطوفُ
قَدْ سَمعتُم بزَلقَة الحمام
قَدْ سَمعتُم بزَلقَة الحمام / وَفَهمْتُم حَديثَها في الأنام
كانَ ما كنَ وانقضى غيرَ أنّي / زَلقتي من غرائب الأيام
جُزتُ في خلوةٍ لحمام باب ال / خرق والصبحُ غرَّة في الظلام
ذا خمارٍ من قَهوة العشق صَباً / ثَملاً من صَبَابة وَغرام
فَلَقيتُ المعشوقَ يخطرُ للدَلِّ / كغصن النّقا بلين القَوام
قُلتُ يا سَيّدي إلى هاهنا قا / لَ إلى هاهنا بحُسن ابتسام
وَتَعَرَّى مثلَ الحسام إذا جرَّ / دَهُ القينُ منْ قراب الحُسام
لاحَ في لَيْلَتين من مئزر الشّع / ر وَمنْ شَعْره كبدر التمام
وَعَلاهُ منْ لؤلؤ الرشْح اسما / طُ لآلٍ نَثراً بغير نظام
حينَ نَمّتْ مكتومةُ الخال عنه / خبراً عن عذاره النمّام
أقسَمَ الوردُ أنّ خديهِ أبهى / منه إذْ ظلّهُ رَذاذُ الغمامِ
ثمّ أبدَتْ فَتَائلُ المسكِ من كا / فورٍ كشحيهِ أنمُلُ القوامِ
وتبدّى من سُندُسِ السِّدر في رو / ضة حُسْنٍ وَوَردُ خَدَّيهِ نامي
وَجرى الماءُ فوقَهُ مثلَ صَبٍّ / بل كَدَمعي بأحمرِ العلاَم
كادَ منْ رِقّةٍ يذوبُ مَعَ الماءِ / ويجري من فوقِ ذاكَ الزّحامِ
ثمَّ أهوتْ يدُ المسرِّحِ بالمِشْ / طِ إلى صُبحِ فَرقهِ لانقسامِ
قُلتُ سرّحْ شَعْرَ الحبيبِ باحسا / نٍ وَخَلِّصْ خَبْلي بهذا الغلامِ
ثمَّ ظفّرهُ بالقلوبِ كما شا / ء وُلوعي بُحبّهِ وَهُيامي
وَبَجفني ما شاءَ ماءٌ طهورٌ / وَسَلوا عن صَبابتي الحمّامي
ثمَّ لمّا حَلوا المناشِفَ ضاعَتْ / أرَجاً عندَ نَشْرِها في الزحامِ
فاتّهمنا مُزَيِّنَ ألخال أعني / عَنبراً دونَ سائر الخُدام
أخذوا الماءَ من مَجاريه باللط / ف وَحيِّي مُجيئَهُ بالسّلام
أيهذا الحمّامُ أنتَ نَعيمي / وَجَحيمي وصحَتي وَسَقامي
كل حام بكَ الحلاوةُ فيه / فَيُرى حُسْنهُ سرى اللحّام
هاكَ مستَوقداً منَ الوجد في قل / بي لدَمْعٍ آنٍ بفرط انسجام
كم جَرَتْ أدمعي بمجراكَ لكن / ما درى عُذَّلي ولا لُوَّامي
وَتَوَلّهتُ ثمَّ أني تَوَهّمْتُ / كأنيّ رأيتُه في المنام
وَتَعَثّرتُ خلفَهُ في خُروجي / والأماني تزل بالأَقدام
ورآني مُلقى لديه صريحاً / فَرَقَاني برُقية الأَقسام
فَتَجانَنْتُ منْ غرامي وقبّلْتُ / انتهاباً ما كانَ تحتَ اللثام
يا لَها زَلقةً جَبَرْتُ بها قل / بي وإنْ كَسّرَتْ جميع عظامي
فلِهذا مَشَيتُ لا أملكُ النّه / ضةَ كلاّ وَلا أطيقُ قيامي
فَلِيَ العذرُ في انقطاعي عن الخد / مةِ والمجلسِ الكريم السّامي
فاستمِعها يا ذا الفضائِل منّي / كعقودِ الحبابِ فوق المدامِ
بينَ جِدٍّ من المجونِ وَهَزْلٍ / وحلالٍ من سِحرِها وَحَرامِ
أنتَ عَوني وناصِري وَمَلاذي / وكفيلي بالفَضْلِ يا ابنَ الكرامِ
وَبِرُكنِ الإخاءِ منكَ استلامي / وَبِحبلِ الوفاء منكَ اعتصامي
قاسمُ واسلَم وَسُدْ وَجُدْ وَتَفَضّلْ / وابقَ وافخرْ وَصُلْ وحامِ وسامِ
قَدْ تَجاسَرْتُ إذ كتَبْتُ كتابي
قَدْ تَجاسَرْتُ إذ كتَبْتُ كتابي / طَمَعاً في مَكارِمِ الأصحابِ
واستَخَرتُ الإله في طَلَبِ الح / ل رجاءً بهِ جَزيلَ الثّوابِ
فَلَها في بَدائعِ الرقمِ ما يَفضلُ / عندي بَدائعَ الآدابِ
إنْ تَعافَيْتُ فَهْي ذاتُ ابتسامٍ / أنو تَشكيْتُ فَهْي ذات انتحابِ
فَرَعَى اللهُ مَن رأى ضَعْف حالي / وَحَباني مُساعداُ في طلابي
وَحَماني من ارتكابِ المعاصي / وَكفاني عَذابَ يَومِ الحسابِ
ولقد لا تُبارى لي فيه شيئَاً / يَستَحق الزكاةَ غير نصابي
أزمَعَ الصّومُ مُؤذِناً بارتِحالِ
أزمَعَ الصّومُ مُؤذِناً بارتِحالِ / بَعدَما رَدني بأسوأ حال
وَحَلَى لي فيهِ التنسُّكُ حتى / صِرْتُ فيهِ للسُّقمِ مثلَ الخلالِ
ما أظنِّي أرى الهلال إلى أنْ / تَنظروني منَ الضّنى كالهلال
يا نَديميَّ في العبادَةِ مَهْلاً / ما بقي فيهِ غيرُ هذي الليّالي
يُؤجرُ المرءُ مِثلَما قيلَ كُرهاً / فأمرِ النّفسَ فيهِ بالاحتمالِ
هَذهِ هذِهِ اللياليْ التي لو / دَفَعَتني وَقَعْتُ في شَوَّال
إنْ تناسَيْتُما الحبيب لِبُعْدٍ / فاذكروا اليومَ قُربَ طيبِ الوصال
فَسَيغدو السّحورُ بَعْدُ صبوحاً / وَتُدارُ الشّمولُ بالأرطال
نَظّفَتْ كلُّ غادةِ طرقَ ال / فَلا تَقْلَقوا ل الحلالِ
وكأنّ وَقَدْ دُفِعنا إلى الحا / ن بَرِهطٍ في اللّهْوِ من أشكالي
ذا يُغَنْي وذا يُبَشْلِقُ بالكفِّ / وهذا في بابةٍ وَخيالِ
فإذا ما سطت عَلَيْهمْ يدُ القه / وةِ ثارَ الجميعُ للأختِلالِ
فترى ذا في وجه هذا / لثَ وهذا يَصيحُ ستّي تعالي
آخِ أختِ مَنْ يقيسُك بالْظب / يِ وذا ال في أمِّ الغزال
بوهُ أحّاهُ ياسويدي تَرَفّقْ / قد من
وَينادي هذا وَحَقِّ عَليَّ / العلقُ في البزالِ
طاقُ طرطاقُ الحقوه أمسكوهُ / أحملونا جميعنا للوالي
اتركوا عنكُمُ الخصامَ وَطيبوا / هلْ جُمعْتُم للقَصْفِ أو للقتالِ
أيش هَذي الفعالُ لا كانَ ذا العَيْ / شُ وأُفّ لعِشْرَةِ الأنذالِ
يا مديرَ الكؤوسِ حثَّ الأباري / قَ علينا مَلأَى من الجريال
أوْ تَرانا من سُكرِنا لم نُفَرِّقْ / بينَ طُرْقِ الهدى وَطُرق الضلالِ
يا نَديميِّ لا تخافا إذا أكثر / تُما شُربَها منَ الإعلالِ
أتخافانِ عشرةً في زمان / فيه شمسُ الضحى وبدرُ الليالي
حَيِّ مصراً فَغوطةَ الخشّابِ
حَيِّ مصراً فَغوطةَ الخشّابِ / فَرُبى الخور مَعْهداً للتّصابي
مَوْطنَ اللّهوِ والخلاعةِ والقَص / فِ ومأوى عُلوقنا
كانَ منْ قبلِ تَوبتي لي فيهِ / ما لأَهلِ الجنان يومَ الثّوابِ
منْ قُصورٍ وَقاصراتٍ حسانٍ / وكؤوسٍ قد أُترِعَتْ بالشّرابِ
وَلَنا في مَخادعِ أمِّ شهابٍ / كلُّ وَبْثٍ أمَّ شهابِ
ليلةً وقد نامَتِ الأَعْ / يُنُ فَرداً أَحلى منَ الحُلاّب
فاطمأنّتْ ثمَّ اشرأبَتْ / وَهْوَ فيها قَد جازَ حدَّ التَّصابِ
باتَ قَلبي منْ ثغرِها باردَ العَيْ / ش و من في التهابِ
حبّذا ليلةُ الزَّفافِ وَقَد با / تَ فؤادي للوعد حلف اضطراب
إذْ تَبَدَّتْ كالبَدْر بينَ نُجوم / منْ نساء وَقْيْنها أتراب
وَلَها خَشيةَ الرقيبِ أشارا / تُ سلامٍ بِلَحظِها وعتابِ
وَنَظَمنا شملَ العِناقِ وقد جئ / تُ سُحَيراً في صورة الدّبّاب
قالَ لي زَوجُها المثكّلُ مَن ه / ذا وَماذا وَجَرني بثيابِي
قُلتُ طبّاخُ ذي الهّريسةِ في العر / سِ وَهذي قِدري وذا دَكسابي
قُل لِقاضي الفُسوقِ والإدبارِ
قُل لِقاضي الفُسوقِ والإدبارِ / عَضُدِ البُلهِ عُمْدَةِ الفُجّارِ
والذي قد غَدا سَفينةَ جَهْلٍ / وَلَهُ مِن قُرونهِ كالصّواري
لكَ أشكو من زَوْجة صَيَرتني / غائباً بَيْنَ سائرِ الحُضّارِ
غَيّبتني عَلَيَّ ما أطمَعَتني / فأنا اليومَ مُفْكِرٌ في انتظاري
غِبتُ حتّى لو أنّهم صَفَعوني / قلتُ كفّوا باللهِ عن صَفْعِ جاري
فَنَهاري منَ البّلادةِ ليلٌ / في التساوي الليلُ مثلُ النّهارِ
دارَ رأسي عن بابِ داري فبالل / هِ اخبِروني يا سادتي أينَ داري
مَلَكتني عيارةً وعياراً / حينَ زادَتْ بالدردَبيسِ عياري
أينَ مُخُّ الجمالِ من طبعِ مُخِّي / في التّساوي وأينَ مُخُّ الحمارِ
غَفَرَ الله رُبّما رُحتُ للبح / رِ منَ البردِ أصطّلي بالنّارِ
وَتَجرَّدت للسبَّاحةِ في الآ / ل لِظَنّي بهِ الزُّلالَ الجاري
ولكم قد عَصَبْتُ رجلي لرؤيا / أوطأتني حُلماً على مِسْمارِ
وَلَكم رُمتُ قَلعَ ضِرْسٍ ضَروب / بعدما ضَرَّ غاية الأضرار
فإذا بي قَلَعْتُ بعدَ عَنائي / وأجتهاديِ القويَّ من أزراري
وَرَحىً جُزتُها لِطَحنٍ فما زِلْ / تُ ضَلالا أدورُ حولَ المدارِ
وأُنادي وَقَدْ سَئِمتُ منَ الرَّك / ضِ تُرى أَينَ مُنْتَهى مِضْمارِي
أنا أَختارُ لو قَعَدْتُ منَ الجَه / د ولكن أَمشي بِغَيْرِ اختياري
أنا أنسى أَنّي نَسيتُ فلا يَخْ / شى مُسِري أذاعةَ الأَسرارِ
أنا سَطلُ الشّرايِحيِّ بِما أو / دعتُ من عجّةٍ ومن إنزارِ
وَلَكَمْ قد رأيتُ في الماءِ شيخاً / وهو جاثٍ في الحبِّ كالعبارِ
شيخُ سوءٍ كالثلج ذَقناً ولكن / وَجهُهُ في سوادِهِ كالقار
أشبَهُ النّاسِ بي وَقَد يشبه التّي / سُ أخاهُ في حَومةِ الجزّارِ
صاحَ مِثلي أذْ صِحتُ مِنه عِناداً / بأنتِهارٍ يا صاح مثلَ انتهارِ
فأعتَراني رُعْبٌ وَناديتُ ما كُنْ / تُ إخالُ اللصوصَ في الأَزيارِ
لَمْ يَغِظني مِنهُ سوى أنّهُ عَبَّ / سَ مثلي وافتَرَّ مثلَ افتراري
أينَ تُرسي وأين دِرعي الحقيني / أمَّ عمروٍ بِصارمي البتّارِ
إنْ أَمُتْ كُنْتُ في الغزاةِ شهيداً / أو أعشْ كُنتُ أشطرَ الشطّار
ثُمَّ أَثخَنْتُ ذلكَ الزّيرَ ضَرْباً / بحُسامي حتّى هوى لانكسارِ
فَجَرى الماءُ فأختَشَيْتُ وإلاّ / كُنْتُ أقفو الآثارَ في التيار
أنا كالبانِ في قوامِيْ وإنْ أف / ردْتَني كُنْتُ في التّهارش ضَاري
أنا مثلُ الخَروف قُرناً وإنْ أس / قَطْتَ فائي أُعَدُّ في الأَقذار
أنا تيسيرُ ما يقادُ بحذف ال / ياءِ والرَاءِ حالة الإعسارِ
أنا لو رُمتُ للعلاجِ طَبيباً / ما تَعَدَّيتُ دكّةَ البيطارِ
بعدَما كُنْتُ منْ ذَكائِي أَدري / أنَّ بَابي من صَنْعَةِ النّجارِ
أحزِرُ البيضَ قبلَ أنْ يكسروهُ / أنَّ فيهِ البياضَ فوقَ الصّفَار
وَبِعَيْني نَظَرتُ كوزَ زُجاجٍ / كانَ عِندي أو هي منَ الفخّارِ
وكثيرٌ مِنّي على شيبِ رأسي / حِفظُ هذي الأشياءِ مثلَ الصِّغارِ
واصلِ العَبْدَ بالنّضوحِ الحلالِ
واصلِ العَبْدَ بالنّضوحِ الحلالِ / عِوضاً عنْ سُلافِكَ الجريالِ
وتصدِّق بهِ على النّاسكِ التّا / ئبِ واغنِمْ دُعاءةَ الدّانِيالي
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا
لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا / مِن عَذولٍ بِعذْلهِ قَد ألحّا
لا ولا أبتغي السُّلوَّ ولو بَرَّ / حَ بي الشوقُ في المحبّةِ بَرْحا
كيفَ أَسلو وَمُهجَتي في لهيبٍ / وَجفوني منَ المدامع قَرحَى
في هوى شادنٍ إذا جُدتُ بالرو / حِ سَخاءً يَضِنُّ بالوصْلِ شحّا
كُلُّ يومٍ أموتُ فيهِ وأَحيا / بِلحاظٍ هُنَّ المراضُ الأصِحّا
وبديعٍ يُريكَ منْ شَعْرِهِ الفا / حِمِ ليلاً ووجهِهِ الطلقِ صُبحا
كتبَ الحسنُ فوقَ خَدَّيهِ بالمِسْ / كِ كِتاباً لِشِقوَتي ليسَ يُمحى
بِعذارٍ أقامَ عُذريْ وَمثلي / ليسَ يَلحى عليهِ لو صارَ ألحى
زارَني في الدُّجى اختفاءً فَنَمّت / نسمةُ الرِّيحِ عنهُ طيباً ونَفحا
وتَثَنّى مثلَ القَضيبِ وكادَتْ / فوقَه تَصْدَحُ الحمائِمُ صَدْحا
فاعتَنَقْنا حتى اغتدى وردُ خدَّيْ / هِ بِطَلِّ الحياءِ يقطُرُ رشحا
واجتَلَينْا الهلالَ والحقفَ والغُص / نَ جَميعاً وَجهاً وَرَدْفاً وكشحا
رَشَأٌ لَحظُهُ الصّحيحُ العليلُ
رَشَأٌ لَحظُهُ الصّحيحُ العليلُ / كُلُّ صَبٍّ بِسَيفهِ مقتولُ
لَكَ رِدفٌ غادَرْتُه رَهْنَ غُصنٍ / وَهْوَ رَهْنٌ كما علمتُ ثقيلُ
صُفرَةُ الخَمرةِ التي
صُفرَةُ الخَمرةِ التي / كُنتُ أهوى احمِرارَها
خَجِلَتْ منْ خُدودِ منْ / للنّدامى أدارَها
صاحِ لولا عَناءُ قَبضِ الغِلالِ
صاحِ لولا عَناءُ قَبضِ الغِلالِ / ما قُبِضنا في هذهِ الأَغلالِ
لا ولا كُنْتُ قائماً في هَجير / ذا ضِلالٍ عن جَلْسَةٍ في الظّلالِ
كلُّ يومٍ لي سفرةٌ وَرَحيلٌ / للقُرى مثلَ رِحْلَةِ الرُّحّالِ
فوقَ جَحْشي الخَرجُ المشاقُّ كانّي / بائِعُ العِطرِ للنِّسا بالنِّخالِ
هو قبضٌ لكنّه قبضُ قَلْبٍ / وَهْو شُغْلٌ لكنّه شغلُ بالِ
في خمول لو حازَهُ أهلُ قارو / نَ لَكَدّوا جميعُهُم بِمُخالي
يا لها سفرةً بها سَوَدَ الرَّحْ / منُ عِرضي وصورتي وَقذالي
ساءَ فيها خَلْقي وخُلقي إلى أنْ / لو رآني العدوًّ يوماً رثى لي
ثمَّ من بَعْدِ ذا ذا جَعَلوني / شاهداً في ديوانِهم بالمُحالِ
عندَ مَنْ تَرعُدُ الفَرائصُ منهُ / وتسيرُ الرِّجالُ سيرَ الجبال
كيفَ لا أنكسرُ الشّهادة من قو / م أرادوا صَفْعي ونتفَ سَبالي
وَرَفيقي فيها الدِّلاصيُّ دَلوُ الدَّ / ين أنكو صَطْلٌ مِن الأصطال
لو أتَوهُ بِخَطِّ قفطِ بن نوحٍ / قالَ هذا خَطي وَهذا مَقالي
بينَ قومٍ لو قلتُ إني أبنُ سينا / ضَرَطوا في شَواربِ الغَزاليِ
مِنهمُ السّيِّدُ الكبيرُ كثيرُ / وَسُوَيد وزغبرُ ابنُ الخيالي
ذا يُنادي قالَ الأَميرُ أطلبوا الدَّي / وانَ واستَعجِلوا مَعَ الكيّالِ
فَنُوافي إليهِ وَهْوَ مِنَ العَجْ / بِ بأنفٍ على الوزارةِ عالي
فينادي حُجّابُه أقبضوا لا / تَقْبِضوا دونَ قَبضِ رسمِ الوالي
وأحذروا أنْ تُنَظِّفوا غلّةً قطُّ / بلوحٍ في الرِّيحِ أو كِربالِ
فأنُادي إنْ كانَ لا بُدَّ من ذا / فاقبِضوها بِطارةِ الزَّبّال
وَتَوَقّوا عَصْفَ الرياحِ لكيلا / تَجِدوها كَدارسِ الأَطلالِ
عملٌ لا أُحَصِّلُ القوتَ فيهِ / قطُّ إلاَّ بحيلةِ البطّالِ
وَبودَي أَنّي خَلَصْتُ كفافاً / منهُ يوماً ولا عَلَيَّ ولا لي
أيُّها الناظِرُ الذي لم يزل بال / عينِ منهُ يُغني يدَ الكحّالِ
كُلُّ صَفْعِ يكونُ عقباهُ نفعٌ / فالقفا لو سَلَحْتُه ما أُبالي
لا تَلُمني إذا بَلَغْتُ عَذاري
لا تَلُمني إذا بَلَغْتُ عَذاري / حينَ أمسيتُ ضائعاً كالحمارِ
ضائعاً أبتَغي وَقَد غَرَّني القَمْحْ / شَعيراً يُباعُ بالأشعَارِ
أنا إنْ ضِعتُ بالنّهارِ فَمِسْكٌ / فاطلُبوني في دكّةِ العَطارِ
أنا جَحشٌ منَ الصّعيدِ فإن شِئ / تُ يُناديّ عَلَيَّ بالاجهارِ
غيرَ أنّي لِقِلّةِ القضمِ قَلبي / في انقبِاضٍ كأنّه في زَيارِ
وإذا ما ذكرتُ أهلي أدَلِّي / من لَواعجِ التّذكار
لَسْتُ أَنسى الهيتيَّ وهو يُنادي / في دُجى الليلِ مُظهراً أسراري
مَن رأى لي ابنَ دانِيالَ رَفيقي / ورفيقَ الجماعةِ الأشرار
الحكيمُ الطّبيبُ ذو الهزلِ والجدِّ / الأديبُ المشهورُ في الأمصار
أنفُ النُّهى المعالي / وَرَجيعُ الورى وَسَلْحُ الوقارِ
خِصْيَةُ العزِّ فَقحَةُ المجدِ روثُ / الفخرِ قنداستُ قندسِ الأشعارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ حرِّكتَ طبعي / بعدما كانَ ساكناً ذا قرارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ ما بالُ دَمعي / بينَ فَخْدَيَّ ساكِبَ التبّار
يا سَبال الهيتي قد ضَر طول / الليلِ بي بعد هَجْعَةِ السّمْارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ صُبْغَتُكَ اليومَ / كَلَون الفقاحِ والجلنّارِ
وإذا اختَرْتَ غيرَ ذي الصّبغِ فاسَمعْ / وَصفةً عن شَمَنْدخِ المزْارِ
خُذ خَراطيطَ من رجيعٍ قديمٍ / وسلاحِ استِ خالصِ الاصفرارِ
وَخَراً ذُقْ وَبَعْرَ لُكْ وَفُسا انشُق / وَقَلَطْ كُلْ وَوَرْسَ ذرقِ الصِّغارِ
دُقَها ناعِماً متى شِئْتَ مع حِنّا / وَضِفْها للِزَقَةِ البيْطارِ
ثمَّ دَعها في الشّمس حتى تَراها / بعدَ فَلسٍ في صُفْرَةِ الدِّينارِ
أقَبَل العيدُ عائداً بالسُّعود
أقَبَل العيدُ عائداً بالسُّعود / فَهناءٌ بهِ بِرَغم الحسودِ
وَمضى الصّومُ راشداً في جُيوشٍ / منْ رُكوعٍ مُبارَكٍ وَسُجودِ
ورأينا شوَّالَ قَدْ فَصَمَ القيْ / دَ هِلالاً وَقالَ فُكَتْ قُيودي
وَقَصَدنا حُمْرَ الجرارِ وَقَد لا / حَ عَليها شُربي دَمَ العنقودِ
وأتتْ دولةُ المصاليقِ والكشْ / كِ المُصَفّى مكائداُ للثَريد
فَتَلقّوهُ يا أُولي القَصْف بالدفِّ / دُدُفْ دُفْ وَتَنْ تَتَنْ بالعودِ
وَتَلَ لَلْ لَلَلَّ بالنّاي إمّا / ببسيطٍ مُرجّعٍ أو نَشيدِ
وَقَقَهْ قَهْ قنانياً تَسْكُبُ الرا / حَ عَقيداً مُتَوَّجاً بالعُقود
وَبِبَبَّ بَبّاخَ تقبيلُ خَدً / يخجِلُ الوردَ منهُ في التّوريدِ
منْ غَزالٍ مُغازِلٍ بِجِفُونٍ / ساحراتٍ تَقضي بِصّيْدِ الأسودِ
غادةٌ رَدْفُها كثيبٌ وَمِنْ قا / مَتِها غُصْنُ بانةٍ أُملود
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ / وعلى جَهْلهِ يقومُ الدَّليلُ
إنْ يَكُنْ سائرُ البَريّة جُلها / لا فلا شَكَّ أنت أيضاً جَهولُ
إنْ تَمَيّزتَ عَنْهُمُ فَبجَهْلٍ / لا بفَضلٍ إذْ فَنّكَ التّعطيل
وَذَمَمْتَ النُّجومَ والفقْة والطِّبَّ / وخالفتَ مَن لهُ المعقولُ
وَلَكَ المدخَلُ الذي كُلّما شئ / تَ بهِ من صناعَةٍ مَدْ خولُ
طالما قد رَشَقْتَ شاقولَ شَمْسٍ / في ارتفاعٍ إذْ شاقَكَ الشّاقولُ
وأَخَذْتَ الجذورَ بألضّرْبِ والقسْ / مةِ لمّا زَكَتْ لَدَيْكَ الأُصولُ
وَعُلومُ الفقهِ الشّريفِ فَلَوْلا / ها لأُدي التّحريمُ والتّحليلُ
وأبقراطُ في العلاجِ وجالي / نوس سلوهُ والفصولُ فُصول
كم تَمَلْمَلْتَ في الدُّجى طالباً / وريحُ القلولنج فيكَ تَجول
ثمَّ ناديتَ بي فَلطتكَ أو غا / دَرْتَ منك بلَيْلٍ يسيلُ
والمعاني ميزانُها المَنْطقُ الوا / ضحُ فيهِ لكُلِّ معنى دَليلُ
إنْ تُجادِلْ فأنتَ لا شَكَّ موضو / عٌ وبطني لظَهْرِكَ المحمولُ
وكذا النّحوُ للكلامِ مُفيدٌ / فاعلٌ منهُ أَنتَ والمفعولُ
عَدِّ عَنْ ذا وَعُدْ إلى صَنْعَة الشْع / رِ التي أنتَ في حماها دَخيلُ
ثُمَّ سَلْني عَنْ لَحْنكَ الفاضح الفا / حشِ بحرِ الخفيفِ وهو ثَقيلُ
وَتَخَطِّيكَ في مُتابعةِ الوَزْ / نِ مراراً وأَنت عنهُ غفولُ
فاعلاتُنْ مُسْتَفعلُنْ فاعلاتُنْ / فاعلاتُنْ مُسْتَفْعلُنْ مَفْعولُ
ما الذي عَلَكَ الأخيرَ من الاج / زاءِ قُلْ لي يا أيُّها المعلولُ
واقعُدَنْ منهُ فوقَ ما شئتَ من ودِّ / مديدٍ والقُرنُ منك طويلُ
لستَ تَدري بحراً سوى بحرِ دميا / طَ الذي في عَرابهِ الأُسطولُ
أنتَ لا شَكَّ في الحقيقةِ كَلْبٌ / أو كَتَيْسٍ لم تَدْرِ ماذا تقولُ
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان
ما أنا مَنْ يموتُ في ذا الأَوان / فَهَناءً يا معشرَ الإخوان
لَستُ مِمّنْ يموتُ في زَمَن الور / دِ ولو أنّني أخو رِضوانِ
زمن الوردِ عندَ كُلِّ أديبٍ / مُغْرَمٍ بالخيول والعيدانِ
في قِيانٍ يَضْرِبنَ بالدَّفِّ والعو / دِ على الرَّاحِ تُجْتَلى في الفناني
يا خدود الدُّفوفِ لا خَدَّدَ اللّ / ه خدوداً لكنَّ ما أبقاني
وَدموعُ الرَّاووقِ لا تَجر إلاّ / في سرورٍ كَدَمعَة الجَذلانِ
وَزَمانُ المصيفِ أهوى بهِ العَيْ / شَ لما فيه من لطيف المعاني
في البساتينِ والحدائقِ قد أص / بحنَ في حِلية منّ الألوانِ
من غُصونٍ مثلِ القُدودِ انعطافاً / وَقدودَ تَمِيس كالأغصانِ
وزَمانُ الخريفِ مَن ماتَ فيه / بِسوى السُّكر فَهْوَ ذو خُسرانِ
فيه لهو السُّرور والقصف في الني / لِ وَصَفْعِ الجيران للجيرانِ
وزمان الشّتاءِ تلبسُ فيه / الأرضُ بُسطاً بالقرط والكتان
يا إلهي طوِّلْ حياتي زَماناً / فعسى أنْ يكون في رمضان
مع نّي لو مت لاحَظني الشَمسُ / أنْ حالومة وأحيي حناني
ليسَ يخفى ضياءُ وَجهِكَ يا شَم / سَ المعالي إلا على العميان