القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 179
بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ / فِي ظِلاَلَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ
وَاسْلَمِ الدَّهْرَ فَائِزاً بِمَزِيدٍ / فَمزِيدٍ مِنْ سَابِغِ الآلاَءِ
إِنَّ نَسْلاً إِلَى العَفِيفَةِ يُنْمَى / لَجَدِيرٌ بِأَوْفَرِ النَّعْمَاءِ
غَادَةٌ بَلْ قِلاَدَةٌ مِنْ مَعَانٍ / جُمِعَتْ في فَرِيدَةٍ زَهْرَاءِ
صُورَةٌ مِنْ بَشَاشَةٍ تَتَجَلَّى / فِي حُلِيِّ الشَّمَائِلِ العَصْمَاءِ
نِعْمَتِ الأُمُّ أَنْجَبَتْ خِيرَةَ الأُوْ / لاَدِ لِلبِرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَاءِ
نِعْمَتِ الزَّوْجُ عِفَّةُ وَوَلاَءً / لِلْقَرِينِ الْحُرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ
إِنَّ سَمْعَانَ شَيْخُنَا وَحَبِيبُ اللَّ / هِ وَالخَلْقِ كُلِّهِمْ بِالسَّواءِ
هُوَ مِقْدَامُنَا الكَبِيرُ وَأَكْرِمْ / بِكَبِيرٍ خَلاَ مِنَ الكِبْرِيَاءِ
أَبَداً بَيْنَهُ وَبَيْنِي دَعَاوَى / نَتَقَاضَى بِهَا لِغَيْرِ الْقَضَاءِ
أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ / دِ بِهِ غَيْرُ مُغْرَمٍبِالثَّنَاءِ
وَلَهُ الْحَقُّ إِنَّ فِي النَّفْسِ لا فِي / قَوْلِ مُثْنِ حَقِيقَةَ الْعَلْيَاءِ
وَلِيَ العُذْرُ هَلْ يَصِحُّ سُكُوتٌ / عَنْ فِعَالٍ تَدْعُو إِلى الإِطْرَاءِ
هذِهِ لَيْلَةٌ وَنَاهِيكَ فِي الدَّهْ / رِ بِهَا مِنْ يَتِيمَةٍ غَرَّاءِ
خَلَعَتْ حُلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَتْ / فِي دِثاَرِ مِنْ بَاهِرِ الَّلأْلاَءِ
فَمَصَابِيحُ تَمْلأُ الأَرْضَ نُوراً / وَمَصَابِيحُ مِثْلُهَا فِي السَمَاءِ
وَمَشِيدٌ مِنَ الصُّرُوحِ رَحِيبٌ / جَمَعَ المَجْدَ كُلَّهُ فِي فِنَاءِ
تَاهَ بِالعِلْيَةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ / مِ وَبَاهَى بِالنُّخْبَةِ النُّبَلاَءِ
جَادَهُ كُلُّ مَغْرِسٍ مُسْتَحَادٍ / بِحِلىً مِنْ فُروعِهِ الخَضْرَاءِ
وَإلَيْهِ أَهْدَتْ أَفَانِينَ مِن أَز / هَارِهَا كُلُّ رَوْضَةٍ غَنَّاءِ
عَقَدَ السَّعْدُ فِيهِ عَقْداً جَمِيلاً / ضَمَّ رَبَّ الحُسْنَى إِلى الْحَسْنَاءِ
وَشَدَا سَاجِعُ الأَمَانِيِّ فِيهِ / يُوسُفَ الخَيْرِ فُزْ بِخَيْرِ النِّسَاءِ
فُزْ بِغَيْداءَ أُوتِيَتْ فَضْ / لاً عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ غَيْدَاءِ
سَمْحَةِ القَلْبِ ظَاهِرٍ لُطْفُ مَا / تُضْمِرُهُ فِي جَبِينِهَا الوَضَّاءِ
عَفَّةٌ فِي تَأَدُّبِ وَعُلُوٌّ / فِي اتِّضَاعٍ وَرِقّةٌ فِي إِبَاءِ
حُسْنُ مَبْنَىً أَحَبُّ مَا في حُلاَهُ / أَنَّ حُسْنَ المَعْنَى بِهِ مُتَرَاءِ
وَكَمَالُ الْجَمَالِ مِنْ كُلِّ وَجهٍ / أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي
يَا لَها مِنْ فَتَاةِ عِزٍّ نَمَاهَا / عُنْصُرٌ يَرْتَقِي إِلَى الجَوْزَاءِ
فِي بُنَاةِ العُلَى أَبُو شَنَبٍ / شَادُوا صُرُوحاً لِلعِزَّةِ القَعْسَاءِ
حَسَبٌ زَادَهُ سَنى وَسَنَاءً / نَسَبٌ جَامِعُ السَّنَى وَالسِّنَاءِ
زَفَّ عَذْرَاءَهُمْ إِلَى كُفُؤٍ لَي / سَ لَهُ فِي السَّرَاةِ مِنْ أَكْفَاءِ
هُوَ فَخْرُ الشَّبَابِ وَهْوَ الفَتَى / يَحْفَظُهُ اللهُ فَاقِدُ النُّظَرَاءِ
يَا حَكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ / نِّ تَقَدَّمْتَ سُنَّةَ الحُكَمَاءِ
لَمْ نُحَدَّثُ عَنْ مُبْتَ / كِرٍ مَا ابتَكَرْتَهُ فِي العَطَاءِ
أَكْثَرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال / رَّيْبَ يَقْفُو مَسَالِكَ الأَهوَاءِ
وَبَدِيعٌ فِي مَأْثَرَاتِكَ دَامَتْ / أَنَّهَا مِنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ
فَهْيَ تُغْنِي مِنْ فَاقَةٍ وَتُدَاوِي / مِن سَقَامٍ وَتَفْتَدِي مِن عَنَاءِ
كَمْ نُفُوسٍ مَلَكْتَهُنَّ بِنُعْمَى / وَصَلَتْ مَا قَطَعْنَهُ مِنْ رَجَاءٍ
هَلْ يَحُلُّ السَّوَادَ فِي كُلِّ قَلْبٍ / غَيْرُ مَنْ جَادَ بِاليَدِ البَيْضَاءِ
وَحُلَى العَقلِ فِيكَ شَتَّى وَأَحْلاَ / هَا لَدَى الأَزْمَةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ
تَنْظُرُ النَّظْرَةَ البَعِيدَ مَدَاهَا / فَتَرَى مَا بُكِنُّ قَلْبُ الْخَفَاءِ
تَتَّقِي الخَطْبَ فِي مَظِنَّتِهِ وهْ / وَ جَنِينٌ فِي مُهْجَةِ الظَّلْمَاءِ
هَكَذَا هَكَذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ / مِ فَعِشْ سَائِداً وَدُمْ فِي صَفَاءِ
وَابْلُغِ الغَايَةَ التِي تَبتْغِيها / مِنْ فَخَارٍ حَقٍّ وَمِنْ عَلْيَاءِ
صَانَكَ اللهُ وَالعَرُوسَ مَدِيداً / فِي سُرُورٍ وَنِعمَةٍ وَرِفاءِ
بَرَزَتْ فِي غِلاَلَةٍ بِيْضَاءِ
بَرَزَتْ فِي غِلاَلَةٍ بِيْضَاءِ / ذَاتُ نَسْجٍ مُفَوَّقٍ بِالضِّياءِ
حَوْلَهَا مِنْ لَدَاتِهَا أَيُّ سربٍ / فِي نِظَامِ مِنْ آنسَاتِ الظِّبَاءِ
تَرْتَقِي عَرَشَ سَعْدِهَا وَإلَيْهِ / تَتَخَطَّى مَعَارِجَ العَلْيَاءِ
يَا فَتَاةً تَفَرَّدَتْ بِجَمَالِ الخَلْقِ / وَالخُلْقِ وَاكتِمَالِ الذَّكَاءِ
وَكَفَاهَا مِنْ عِزَّةٍ أَنْ نَمَّاهَا / أَنْبَلُ الأُمَهَاتِ وَالآبَاءِ
لَكِ مِنْ صَفْوَةِ الشَّبَابِ خَطِيبٌ / نَابِهُ القَدْرِ ذُو حِجىً وَإِبَاءِ
حَظُّ هَذَا القِرَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ / وَحَظُّ القِرَانِ للأَكُفَّاءِ
فَاشْرِبَاهَا صَهْبَاءَ مِنْ عَهْدِ قَانَا / بُرِّئَتْ مِنْ مَكَارِهِ الصَّهْبَاءِ
إِنَّ رُوْحَيْكُمَا تَنَاشَدَتَا في الغَيْبِ / حَتَّى اطْمَأَنَّتَا بِاللِّقَاءِ
لِلْمُحِبِّينَ غَايَةٌ وَاَبْلَغَاهَا / هِيَ أَسْمَى رَغَائِبِ الأَحْيَاءِ
يَا فَتَاةٌ يَجْلُو النُّبُوغُ حُلاَهَا
يَا فَتَاةٌ يَجْلُو النُّبُوغُ حُلاَهَا / وَلَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا تَشَاءُ
أَتُرِيدِينَ فِي كِتَابِكِ شَعْراً / هُوَ سؤْرٌ بِمُهْجَتِي أَوْ ذَمَاءُ
ذَاكَ فَضْلٌ يَتِيحُ لأَسْمَى فَخْراً / أَحْرَزَتْهُ مِنْ قَبْلِهِ أَسْمَاءُ
فَاقْبَلِي هذِهِ القَوَافِي أُزْجِيَها / وَفِيَها تَحِيَّةٌ وَثَنَاءُ
لَيْسَ بِدْعاً وَأَنْتِ مَا أَنْتِ أَنْ / أَطْنَبَ فِيكِ الْكِتَابُ وَالشُّعَرَاءُ
أَدَبٌ رَائِعٌ ونَظْمٌ وَنَثْرٌ / كُلُّ لَفْظِ يَشِعُّ مِنْهُ ضِيَاءُ
وَلِسَانٌ طَلْقٌ وَلَحْظٌ يَرَى الغَيْ / بَ وَجَفْنٌ يَغِضُّ مِنْهُ الحَياءُ
كَيْفَ لا يَسْتَبِيهُمْ ذلِكَ الوَجْهُ / البَدِيعُ الحَلِّيُّ وَذَاكَ الذَّكَاءُ
مَا مَعَانِيهُمُ الحِسَانُ لَدَى / أَدْنَى مَعَانِيكِ أَيُّهَا الحَسْنَاءُ
يَا أَخَا النُّبْلِ وَالنُّهَى وَالمَعَالي
يَا أَخَا النُّبْلِ وَالنُّهَى وَالمَعَالي / زَادَكَ اللهُ نِعْمَةً وَعَلاَءَ
وَأَدَامَ الأعْيَادَ فِي بَيْتِكَ العَا / مِرِ بِالبِرِّ وَالنَّدَى مَا شَاءَ
إِنَّ يَوْماً فِيهِ فَتَاتُكَ أَمْسَتْ / وَهِيَ البَدْرُ بَهْجَةً وَبَهَاءَ
تَمُّهُ تَمُّهَا وَغِرُّ لَيَاليهِ س / نُوهَا تَتَابَعَتْ غَرَّاءَ
عُدُّهَا أَرْبَعٌ وَعَشْر وَعُمْرُ الحُ / وْرِ هَذَا يُخَلَّدن فِيِهِ صَفَاءَ
لَهْوَ اليومُ أَوْجَبَ السعدُ فِيهِ / أَنْ تُعَمَّ المَسْرَّةُ الأَصْدِقَاءَ
فَالْتَقّى الأَصْفِياءُ فِيهِ وَمَا / مِثْلُكَ مِمَّنْ يَسْتَكْثِرُ الأَصْفِياءَ
يَشْرَبُونَ الصَّهْبَاءَ فَوّارةً / ثَوَّارَةً بُورِكَتْ لَهُمْ صَهْبَاءَ
يَأْكُلُونَ النُّقُولَ قَضْماً وَكَدْماً / وَسَلِيقاً مُعلَّلاً وَشَواءَ
يَغْنَمُونَ الحَدِيثَ أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ / وَأذْكَى مِنَ السِّلافِ احْتِسَاءَ
يَجِدُونَ الأَزْهَارَ بَاهِرَةَ الأَبْصَارِ / نَبْتاً وَأَوْجُهَاً حَسْنَاءَ
شَهِدُوا لِلذَّكَاءِ وَالطُّهْرِ عِيداً / رَأَوْا النُبْلَ عِفَّةً وَذَكَاءَ
نَظَرُوا فِي فَريدَةَ مُجْتَلَى عَلْوَ / إذا الرُّوحُ في التُّرابِ تَرَاءَى
صَدَقَتْ مَا عَنَى اسْمُهَا وَقَلِيلٌ / فِي القَوَافِي مَنْ صَدَّقَ الأَسْمَاءَ
نَظْرَةٌ فِي العَلاَء يَا حُسْنَ مَا
نَظْرَةٌ فِي العَلاَء يَا حُسْنَ مَا / تَكْشِفُ لِلْعَيْنِ نَظْرَةٌ فِي العَلاَءِ
هذِهِ لَيْلَةٌ تُمَثَّلُ فِي حَفْلٍ مِنَ / الزَّهْرِ حُلْوَةِ الجَوزاءِ
فَهْيَ تَسْرِي وَقَدْ تَهَاوَتْ بِأَكَالِيلَ / وَجَرَّتْ ذَيْلاً مِنَ اللأْلاءِ
فِي مُحيطٍ مِنَ السَّنَاءِ وَحِبيبٍ / خَافِقِ الجَانِبَيْنِ بالأَسْنَاءِ
وَعُبَابٌ مَا مَاجَ إِلاَّ بِإِبْراقِ / أَسَارِيرِهِ مِنَ السَّرَّاءِ
فَلَكٌ لا يُحَدُّ إِلاَّ إِذَا مَا / كَانَ حَدَّ قُصُورِ طَرَفِ الرَّائِي
مَلأَتْهُ كُبْرى الدَّرَارِي والصُّغْرَى / ازْدَهَاراً فِي العَالَمِ اللاَّنِهَائِي
فِيكَ يَا لَيْلُ كَمْ تَرَى العَيْنُ / آياتِ جَمَالِ مُجْدٍ وَرَوَاءِ
ذَاكَ عُرْسٌ وَفِي الحِمَى اليومَ عُرْسٌ / يَتَرَاءَى دَانِيها فِي النَّائِي
تُوشِكُ الزِّينَةُ البَدِيعَةُ أَنْ / تَخْلِطَ مَا بَيْنَ أَرْضِنَا وَالسَّمَاءِ
يَا عَرُوساً تَسْمُو إلى عَرْشِهَا فِي / أَيِّ حُسْنٍ يَسْبِي وَأَيِّ حَيَاءِ
وَالوَصِيفَاتُ فِي اقْتِفَاءِ خُطَاهَا / نُسَّقٌ مِنْ نَضَارَةٍ وَبَهَاءِ
وَمَجَالِي الأَفْراحِ لَوْ صَوَّرَتْهَا / لَمْ تَزِدْهَا قَرَائِحُ الشُّعَرَاءِ
طَالَعَتْنَا الجَوْزَاءُ فِي وَجْهَكِ السَّا / طِعِ نُوراً وَشَمْسُكِ الوَضَّاءِ
فَابْلَغِي مَا رَجَوتْ فِي العَيْشِ مِنَ / نِعْمَةِ بَالٍ وبَهْجَةٍ وَصَفَاءِ
قَسَّمَ اللهُ أَنْ تُزَفيِّ إلى زَينِ الشَّبَ / ابِ الأَعِزَّةِ الأَكُفَّاءِ
كُنْتَ في المَوْتِ وَالْحَيَاةِ كَبِيراً
كُنْتَ في المَوْتِ وَالْحَيَاةِ كَبِيراً / هَكَذَا المَجْدُ أَوَّلاً وَأخِيرَا
ظَلْتَ في الْخَلْقِ راجِحَ الْخُلْقِ حَتَّى / نِلْتَ فِيهِمْ ذَاكَ المقَامَ الْخَطِيرَا
فَوْقَ هَام الرِّجَالِ هَامَتُكَ الش / مَّاءُ تَزْهُو عُلىً وَتَزْهَرُ نُورا
عِبْرَةُ الدَّهْرِ أَنْ تَرَى بعْدَ ذَاكَ الْ / جَاهِ في حَدِّ كُلّ حيِ مَصِيرَا
مَا حَسِبْنَا الزَّمَانَ إِنْ طَالَ مَا طَا / لَ مُزِيلاً ذَاكَ الشَّبَابَ النَّضِيرَا
إِنَّ يَوْماً بَكَيْنا حَبِيباً / لَيسَ بِدْعاً أَنْ كَانَ يَوْماً مَطِيرَا
عِظمٌ لَمْ تَسَعْهُ دَارُ الفَنَاءِ
عِظمٌ لَمْ تَسَعْهُ دَارُ الفَنَاءِ / فَلْتَسَعْهُ في اللهِ دَارُ الْبَقَاءِ
يا أَمِيراً إلىَ ذُرَى العِزَّةِ القَعْ / سَاءِ أعْلًى مَكَانَةَ الأُمَرَاءِ
لَمْ تَكْنْ بِالضَّعِيفِ يَوْمَ أُصِبْ / تَ الأَمْرَ وَالأَمْرُ مَطْمَعُ الأَقْوِيَاءِ
فَتَنَكَّبْتَ عَنْهُ أَقْدَرَ مَا كُنْ / تَ عَلَى الاضْطِلاَعِ بِالأَعْبَاءِ
إِنَّمَا آثَرَتْ لَكَ النَّفْسُ حالاً / هِيَ أَسْمَى مَنَازِلِ النُّزَهَاءِ
عُدْتَ عُطْلاً وَلَيْسَ في النَّاسِ أَحْ / لَى جَبْهَةً مِنْكَ بَعْدَ ذَاكَ الإِبَاءِ
فجِعتْ مِصْرُ فِيكَ فَجْعَةَ أُمٍّ / فِي الأَعَزِّ الأغْلَى مِنَ الأَبْنَاءِ
في جوَادٍ جَارَى أَبَاهُ وضما جَا / رَاهُ إِلاَّهُ بِالنَّدَى وَالسَّخَاءِ
أَوْرَدَ الفَضْل كُلَّ صَادٍ وَخَ / صَّ الجزْل مِنُه بِالعِلمِ وَالعُلَمَاءِ
أَرْيَحِيٌّ يَهْتزُّ لِلعَمَلِ الطَّيِّ / بِ مِنْ نَفْسِهِ بِلاَ إِغْرَاءِ
إِنَّمَا يَبْتَغِي رِضَاهَا وَمَايُعْنَ / ى بِشُكْرٍ مِنْ غَيْرِهَا وَثَنَاءِ
كَلِفٌ بِالجَمِيلِ يُسْدِيِهِ عَفْواً / مُتَجَافٍ مَوَاطِنَ الإِيذاءِ
لاَزَمٌ حَد رَبهِ غَيْرَ نَاسٍ / في مَقَامٍ مَا حُقَّ لِلْعَليَاءِ
كُلَّ شَأْنٍ يَسُوسُهُ يَبْلُغُ الغَا / يَةَ فِيهِ مِنْ هِمَّةٍ وَمَضَاءِ
ويَرَى الفَخْرَ أَنْ يَكُونَ طَلِيقاً / مِنْ قُيُودِ الظَّوَاهِرِ الْجَوْفَاءِ
كَانَ وَهْوَ الكَرِيمُ جِدَّ ضَنِينٍ / بِالإِذَاعَاتِ عَنْهُ وَالأَنْبَاءِ
فإِذَا مَا أُمِيطتِ الحُجْبُ عَنْ تِل / كَ المَسَاعِي الجِسَامِ وَالآلاَءِ
أَسْفَرَتْ بَيْنَ رُوْعَةٍ وَجَلاَلٍ / عَنْ كُنُوزٍ مَجْلُوَّةٍ مِنْ خَفَاءِ
كَانَ ذَاكَ الجَافِي العَبُوسُ المُحَيَّا / في المُعاطَاةِ أَسْمَحَ السُّمَحَاءِ
دونَ مَا تُنْكِرُ المَخَايِلُ فِيهِ / غُرَرٌ مِنْ شَمَائِلٍ حَسْنَاءِ
مِنْ حَياءٍ يُخَالُ كِبْراً وَمَا الكِبْ / رُ بِهِ غَيْرُ صُورَةٍ لِلحَيَاءِ
وَوفَاءٍ لِلآلِ وَالصَّحْبِ وَالأوْ / طَانِ في حِينِ عَزَّ أَهْلُ الوَفَاءِ
وَكَمَالٍ في الدِّينِ مِنْهُ وَفي الدُّنْ / يَا تَسَامَى بِهِ عَنِ النُّظَرَاءِ
يذْكُرُ الله في النَّعِيمِ وَلاَ يَنْ / سَاهُ إِنْ طَافَ طَائِفٌ مِنْ شَقَاءِ
فَهْوَ حَقُّ الصَّبُورِ في عَنَتِ الدَّهْ / رِ وَحَقُّ الشَّكُورِ في النَّعْمَاءِ
لمْ يَرَ النَّاسُ قَبْلَهُ في مُصَابٍ / مِثْلَ ذَاكَ الإِزْرَاءِ بِالأَرْزَاءِ
بُتِرتْ سَاقُهُ وَلَمْ يَسْمَعِ العُ / وَّادُ مِنْهُ تَنَفُّسَ الصُّعداءِ
جَلَدٌ لاَ يَكُونُ خَلَّةَ رِعْدِي / د وَلَمْ يُؤْتَهُ سِوَى البُؤَسَاءِ
كَيْفَ يَشْكُو ذَاكَ الَّذِي شَكَتِ الآسَا / دُ مِنْهُ في كُلِّ غِيلٍ نَاءِ
والذِي كَانَ بِاقْتِناصِ ضَوَارِي ال / غَابِ يُقْرِي الكِلاَب ذات الضَّرَاءِ
والَّذِي زَانَ قَصْرَهُ بِقِطَافٍ / مِنْ رُؤُوسِ الأيَائِلِ العَفْرَاءِ
أشْرفُ اللَّهْوِ لَهْوُهُ بِرِكُوبِ ال / هُوْلِ بَيْنَ المَجَاهِلِ الوَعْثَاءِ
بَاحِثاً عَنْ قَدِيمِهَا مُسْتَفِيداً / عِبَراً مِنْ تَبَدُّلِ الأَشْيَاءِ
سِيَرُ الأَوَّلِينَ كَانَتْ لَهُ شُغُ / لاً فَأَحْيَي دُرُوسَهَا مِنْ عَفَاءِ
وَتَوَلَّى تَنْقِيحَ مَا أَخْطَأَتْهُ / أُمَمٌ مِنْ حَقَائِقِ الصَّحْرَاءِ
فَإِذَا عُدَّ في بَلاَءٍ فَخَارٌ / لَمْ يُجَاوِزْ فخَارَ ذَاكَ البَلاَءِ
إنَّنِي آسِفٌ لِمِصْرَ وَمَا يَنْ / تَابُهَا في رِجَالِهَا العُظَمَاءِ
كَانَ مِمَّنْ بَنَوْا عُلاَهَا فَرِيعَتْ / بِانْقِضَاضِ البِنَاءِ بَعْدَ البِنَاءِ
لَمْ يُخَيِّبُ مَا دَامَ حَيّاً لَهَا سُؤْ / لاً وَكَائِنْ أَجَابَ قَبْلَ الدُّعَاءِ
فَإِذَا مَا بَكَى أَعِزَّتُهَا يَأْ / ساً فَمَنْ لِلعُفَاةِ بِالتَّأْسَاءِ
قَدْ حَسِبْنَا القَضَاءَ حِينَ عَفَا عَنْهُ / رَثَى لِلضِّعَافِ وَالفُقَراءِ
غَيْرَ أَنَّ الرَّجَاءَ مُدَّ لَهُمْ فِي / هِ قَلِيلاً قَبْلَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ
وَيْحَهُمْ مَا مَصِيرُهُمْ فَهُمُ اليَوْ / مَ وَلاَ عُوْنَ غَيْرُ لُطْفِ القَضَاءِ
أَيُّهَا الرَّاجِلُ الجَلِيلُ الَّذِي أَقْ / ضِيهِ نَزْراً مِنْ حَقِّهِ بِرِثَائِي
لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا إلى أنْ دَعَاكَ اللَّ / هُ إِلاَّ تَعَارُفُ الأَسْمَاءِ
زَالَ بِالأَمْسِ مَا عَرَاكَ فأَبْدَيْ / تُ سُرُورِي مُهَنِّئاً بِالشِّفَاءِ
وَأَنَا اليَوْمَ جَازِعٌ جَزَعَ الأَدْ / نَيْنَ مِنْ أُسْرَةٍ وَمِنْ خُلَصَاءِ
ذَاكَ حَقٌّ لِكُلِّ مَنْ نَفَعَ النَّا / سَ عَلَى الأَقْرِبَاءِ وَالبُعَدَاءِ
رَضِيَ الله عَنْكَ فَاذْهَبْ حَمِيداً / وَالقَ خَيْراً وَفُزْ بِأَوْفَى جَزَاءِ
نَعْمَةَ اللهِ يَا سَلِيلَةَ بَيْتٍ / رَاسِخٍ فَوْقَ هَامَةٍ الْجَوْزَاءِ
لَكِ مِنْ عَقْلِكِ الكَبِيرِ وَمِنْ ذِكْ / رَى الفَقِيدِ الخَطِيرِ خَيْرُ عَزَاءِ
أَنْتِ مَنْ أَنْتِ في مَكَانِكِ مِنْ وَا / لٍ وَمِنْ إِخْوَةٍ وَمِنْ آبَاءِ
وَسَتَهْدِينَ هَدْيَ أُمِّكِ في أَقْ / وَمِ نَهْجٍ لِفُضْلَيَاتِ النِّسَاءِ
عَجَباً أَتُوحِشُنِي وَأَنْتَ إِزَائِي / وَضِيَاءُ وَجْهكَ مَالِئُ سَوْدَائِي
لَكِنَّهُ حَقٌّ وَإِنْ أَبَتِ المُنَى / أَنَّا تَفَرَّقْنَا لِغَيْرِ لِقَاءِ
جَرَحُوا صَمِيمَ القَلبِ حِينَ تَحَمَّلُوا / اللهَ فِي جُرْحٍ بِغَيْرِ شِفاءِ
أَلطَّيِّبُ المَحْمُودُ مِنْ عُمْرِي مَضَى / وَالْمُفْتَدَى بالروحِ مِنْ خُلَصَائِي
لاَ بَلْ هُمَا مِنِّي جَنَاحاً طَائِرٍ / رُمِيَا وَلَمْ يَكُ نَافِعِي إِخْطَائِي
أَلصَّاحِبَانِ الأَكْرَمَانِ تَوَلَّيَا / فَعَلاَمَ بَعْدَ الصَّاحِبَيْنَ ثَوَائِي
لَمْ يَتْرُكَا بِرَدَاهُمَا غَيْرَ الشجَى / لأَخِيهِمَا مَا دَامَ في الأَحْيَاءِ
وَحِيالِيَ الخُلْطَاءُ إِلاّ أَنَّنِي / مُتَغَرِبٌ بِالعَهْدِ في خُلَطَائِي
أَيُرَادُ لِي مِنْ فَضْلِ مَا مَجُدَا بِهِ / إِرْثٌ إِذَنْ جَهِلَ الزَّمَانُ وَفَائِي
إِنْ نَحْيَ بِالذِّكْرَى فَلاَ تَبْدِيلَ في / صِفَةٍ وَلاَ تَغْيِيرَ في الأَسْمَاءِ
يَا صَاحِبَيَّ غَدَوْتُ مُنْذُ نَأَيْتُمَا / أَجِدُ الحَيَاةُ ثَقِيلَةَ الأَعْبَاءِ
لا لَيلَ عَافِيَةٍ هَجِعْتُ بِهِ وَلاَ / يَوْمٌ نَشِطْتُ بِهِ مِنَ الإِعْيَاءِ
أَنَا وَاحِدٌ في الجَازِعِينَ عَلَيْكُمَا / وَكَأَنَّمَا ذَاكَ البَلاءُ بَلاَئِي
فَإِذا بَدَا لَكُمَا قُصُورِي فَاعْذِرَا / أَوْ شَفَّعَا لي مُسْلَفَاتِ وَلاَئِي
مَهْلاً أَمِيرَ الشِّعْرِ غَيْرَ مُدَافَعٍ / وَمُعَزِّ دَوْلَتِهِ بِغَيْرِ مِرَاءِ
كَمْ أُمَّةٍ كَانَتْ عَلَى قَدْرِ الهَوَى / تَرْجُوكَ مَا شَاءَتْ لِطُولِ بَقَاءِ
مُتَمَكِّناً مِنْ نَفْسِهَا إِيمَانُهَا / إِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ حَيُوا لِفَنَاءِ
فَإِذا المَنَايَا لَمْ تَزَلْ حَرْبَ المُنَى / وَإِذَا الرَّزِيئَةُ فَوقَ كُلِّ عَزَاءِ
في مِصْرَ بَلْ في الشَّرْقِ مِنْهَا لَوْعَةٌ / سَدَّتْ عَلَى السُّلوَانِ كُلَّ فَضَاءِ
أَتَرَى مَوَيْجَاتِ الأَثِيرِ كَأَنَّهَا / حَسْرَى بِمَا تُزْجِي مِنَ الأَنْبَاءِ
بَعَثَ الشَّرَارُ بِهَا ثِقَالاً لَوْ بَدَا / مَا حُمِّلَتْ لَبَدَتْ نَطِافَ دِمَاءِ
جَزَعُ الكِنَانَةِ كَادَ لاَ يَعْدُو وَأَسَى / أُمِّ القُرَى وَمنَاحَةَ الفَيْحَاءِ
وَبِحَضْرَمَوْتَ عَلَى تَنَائِي دَارِهَا / شَكْوَى كَشَكْوَى تُونُسَ الخَضْرَاءِ
بِالأَمْسِ كَانَ هَوَاكَ يَجْمَعُ شَمْلَهَا / في فُرقَةِ النَّزَعَاتِ وَالأَهْوَاءِ
وَاليَوْمَ فَتَّ رَدَاكَ في أَعْضَادِهَا / مَا أَجْلَبَ البَأْسَاءَ لِلبَأْسَاءِ
أَفْدِحْ بِمَا يَلْقَاهُ آلُكَ إِنْ يَكُنْ / جَزَعُ الأَبَاعِدِ جَلَّ عَنْ تَأْسَاءِ
حُرِمُوا أَباً بَرًّا نَمَوْا وَتَرَعْرَعُوا / مِنْ جَاهِهِ في أَسْمَحِ الأَفْيَاءِ
وَكَفَقْدِهِمْ فَقْدَ الغَرانِيقُ العُلَى / عَلَمَ الهُدَى لِلفِتْيَةِ النُّجَبَاءِ
وَكَرُزْئِهِمْ رُزِئَ الرِّجَالُ مُرَحِّباً / عَفَّ اللِّسَانِ مُهَذَبَ الإِيمَاءِ
يَتَنَاوَلُونَ مِنَ الصَّحَائِفِ وَحْيَهُ / فَتَكُونُ كُلُّ صَحِيفَةٍ كَلِوَاءِ
مَا عِشْتَ فِيهِمْ ظَلْتَ بُلْبُلَ أَيْكِهِمْ / في الأَمْنِ وَالرِّئْبَالَ في الَّلأْوَاءِ
لَكَ جَوُّكَ الرَّحْبُ الَّذِي تَخْلُو بِهِ / مُتَفَرِّداً وَالنَّاسُ في أَجْوَاءِ
عَذَلُوكَ في ذَاكَ التَّعَزُّلِ ضِلَّةً / إنَّ التَّعَزُّلَ شِيمَة النُّزَهَاءِ
مَا كَانَ شُغْلُكَ لَوْ درَوْا إِلاَّ بِهِمْ / لَكِنْ كَرِهْتَ مَشَاغِلَ السُّفَهَاءِ
وَلَعَلَّ أعْطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ مَنْ دَنَا / بِالنَّفْعِ مِنْهُمْ وَهْوَ عَنْهُمْ نَاءِ
أَحْلَلْتَ نَفْسَكَ عِنْدَ نَفْسَكَ ذُرْوَةً / تَأْبَى عَلَيْهَا الخَسْفَ كُلَّ إِبَاءِ
فَرَعَيْتَ نَعْمَتَكَ الَّتِي أَثَّلْتَهَا / وَرَعَيْتَ فِيهَا جَانِبَ الفُقَرَاءِ
تَقْنِي حَيَاءَكَ عَالِماً عَنْ خِبْرًةٍ / إِنَّ الخَصَاصَةَ آفَةُ الأُدَباءِ
وَتَرَى الزَّكَاةَ لِذِي الثَّرَاءِ مَبَرَّةً / مِنْهُ بِهِ وَوَسِيلَةً لِزَكاءِ
كَمْ مِنْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَكَسَوْتَهَا / مُتَأَنِّقاً لُطْفَ اليَدِّ البَيْضَاءِ
عَصْرٌ تَقَضَّى كُنْتَ مِلْءَ عُيُونِهِ / في أَرْبَعِينَ بِمَا أفَدْتَ مِلاءِ
يَجْلُو نُبُوغُكَ كُلَّ يُوْمِ آيَةً / عَذْرَاءَ مِنْ آيَاتِهِ الغَرَّاءِ
كَالشَّمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ بِمُجَدَّدٍ / مُتَنَوَّعٍ مِنْ زِينَةٍ وَضِيَاءِ
هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ / إِلاَّ لأَفْذَاذِ مِنَ النُّبَغَاءِ
يَأْتُونَ في الْفَتَرَاتِ بُوعِدَ بَيْنَهَا / لِتَهَيُّؤِ الأَسْبَابِ في الأَثْنَاءِ
كَالأَنْبِيَاءِ وَمَنْ تَأَثَّرَ إِثْرَهُمْ / مِنْ عِلْيَةِ العُلَمَاءِ وَالحُكَمَاءِ
رَفَعَتْكَ بِالذِّكْرَى إلى أَعْلَى الذُّرَى / في الخُلْدِ بَيْنَ أُولَئِكَ العُظَمَاءِ
مَنْ مُسْعِدِي في وَصْفِهَا أَوْ مُصْعِدِي / دَرَجَاتِ تِلْكَ العِزَّةِ القَعْسَاءِ
وَمُطَوِّعٌ لِي مِنْ بَيَانِيَ مَا عَصَى / فأَقُولَ فِيكَ كَمَا تُحِبُّ رِثَائِي
لي فِيكَ مِنْ غُرَرِ المَدِيحِ شَوَاردٌ / أَدَّتْ حُقُوقَ عُلاَكَ كُلَّ أَدَاءِ
وَوَفَتْ قَوَافِيهَا بِمَا أَمْلَى عَلَى / قَلَمِي خُلُوصُ تَجِلَّتِي وَإِخَائِي
مَاذَا دَهَانِي اليَوْمَ حَتَّى لاَ أَرَى / إِلاَّ مَكَانَ تَفَجُّعِي وَبُكَائِي
شَوقِي لاَ تَبْعَدْ وَإنْ تَكُ نِيَّةٌ / سَتَطُولُ وَحْشَتُهَا عَلَى الرُّقَبَاءِ
تَاللهِ شَمْسُكَ لَنْ تَغِيبَ وَإِنَّهَا / لَتُنِيرُ في الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءِ
هِيَ في الخَوَاطِرِ وَالسَّرَائِرِ تَنْجَلي / أَبَداً وَتَغْمُرُهُنَّ بِالَّلأْلاَءِ
وَالذُّخْرُ أَبْقَى الذُّخْرِ مَا خَلَّفْتَهُ / مِنْ فَاخِرِ الآثَارِ لِلأَبْنَاءِ
هُوَ حَاجَةُ الأَوْطَانِ مَا دَالَتْ بِهَا / دُوَلٌ مِنَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
سَيُعَادُ ثُمَّ يُعَادُ مَا طَالَ المَدَى / وَيَظَلُّ خَيْرَ مَآثِرِ الآباءِ
يَكْفِي بَيَانَكَ أَنْ بَلَغْتَ مُوَفَّقاً / فِيهِ أَعَزَّ مَبَالِغِ القُدَمَاءِ
بَوَّأْتَ مِصْرَ بِهِ مَكَاناً نَافَسَتْ / فِيهِ مَكَانَ دِمَشقَ والزَّوْرَاءِ
وَرَدَدْتَ مَوْقِفَهَا الأخِيرَ مُقَدَّماً / في المَجْدِ بَيْنَ مَوَاقِفِ النُّظَرَاءِ
لَكَ في قَريضِكَ خُطَّةٌ آثَرْتَهَا / عَزَّتْ عَلَى الفُصَحَاءِ وَالبُلَغَاءِ
مِنْ أَيِّ بَحْرٍ دُرُّةُ مُتَصَيَّدٌ / وَسَنَاهُ مِنْ تَنْزِيلِ أَيِّ سَمِاءِ
ظَهَرَتْ شَمَائِلُ مِصْرُ فِيهِ بِمَا بِهَا / مِنْ رِقَّةٍ وَنُعُومَةٍ وَنَقَاءِ
ترْخِيمُهَا في لَحْنَهِ مُتَسَامَحٌ / وَنَعِيمُهَا في وَشْيِهِ مُتَرَاءِ
شِعْرٌ سَرَى مَسْرَى النَّسِيمِ بِلُطْفِهِ / وَصَفَا بِرَوْعَتِهِ صَفَاءَ المَاءِ
تَرِدُ العُيُونُ عُيُونَهُ مَشْتَفَّةً / وَيُصِيبُ فِيهِ السَّمْعُ رِيَّ ظِمَاءِ
وَيَكَادُ يُلمَسُ فِيهِ مَشْهُودُ الرُّؤى / وَيُحَسُّ هَمْسُ الظَّنِّ في الحَوْبَاءِ
في الجَوِّ يُؤْنِسُ مَنْ يُحَلِّقُ طَائِراً / وَالدَّوِّ يُؤْنِسُ رَاكِبَ الوَجْنَاءِ
عَجباً لِمَا صرَّفْتَ فِيهِ فُنُونَهُ / مِنْ فِطْنَةٍ خَلاَّبَةٍ وَذَكَاءِ
فَلِكُلِّ لَفْظٍ رَوْنَقٌ مُتَجَدِّدٌ / وَلِكُلِّ قَافِيَةٍ جَدِيدُ رُوَاءِ
يُجْلَى الْجَمَالُ بِهِ كَأَبْدَعِ مَا انْجَلَتْ / صُوَرٌ حِسَانٌ في حِسَانِ مَرَائِي
وَلَرُبَّمَا رَاعَ الحَقِيقَةَ رَسْمُهَا / فِيهِ فَمَا اعْتَصَمَتْ مِنَ الخُيَلاَءِ
حَيَّاكَ رَبُّكَ في الَّذِينَ سَمَوْا إلَى / أَمَلٍ فأَبْلَوْا فيهِ خَيْرَ بَلاَءِ
مِنْ مُلْهَمٍ أَدَّى أَمَانَةَ وَحْيِهِ / بِعَزِيمَةٍ غَلاَّبةٍ وَمَضَاءِ
مُتَجَشِّمٍ بِالصَّبْرِ دُونَ أَدَائِهَا / مَا سِيمَ مِنْ عَنَتٍ وَفَرطِ عَنَاءِ
لِلْعَبْقَرِيِّةِ قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ / في نَجْوَةٍ مِنْ نَفْسِهِ عَصْمَاءِ
كَمْ أخَرَجَتْ لأُولى البَصَائِرِ حِكْمَةً / مِمَّا أَلَمَّ بِهِ مِنَ الأَرْزَاءِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ / مَا زَادَ جَذْوَتَهَا سِوَى إِذْكَاءِ
فَالدَّاءُ يُنْحِلُ جِسْمَهُ وَنَشَاطُهَا / بِسُطُوعِهِ يُخْفِي نَشَاطَ الدَّاءِ
جِسْمٌ يُقَوِّضُهُ السَّقَامُ وَهَمُّسهَا / مُتَعَلِّقٌ بِالخَلْقِ وَالإِنْشَاءِ
عَجَباً لِعَامَيْهِ اللذَيْنِ قَضَاهُمَا / في الكَدِّ قَبْلَ الضَّجْعَةِ النَّكْرَاءِ
عَامَا نِزَاعٍ لَمْ تُهَادِنُ فِيهِمَا / نُذُرُ الرَّدَى وَشَوَاغِلُ البُرَحَاءِ
حَفَلاَ بِمَا لَمْ يَتَّسِعْ عُمْرٌ لَهُ / مِنْ بَاهِرِ الإِبْدَاعِ وَالإِبْدَاءِ
فَتْحٌ يَلي فَتْحاً وَصَرْحٌ بَاذِخٌ / في إِثْرِهِ صَرْحٌ وَطِيدُ بِنَاءِ
هَذا إلى فِطَنٍ يُقَصِّرُ دُونَهَا / مَجْهُودُ طَائِفَةٍ مِنَ الفُطَنَاءِ
مِنْ تُحْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِفُكَاهَةٍ / أَوْ طُرْفَةٍ مَنْظُومَةٍ لِغِنَاءِ
أَوْ سِيرَةٍ سِيقَتْ مَسَاقَ رِوَايَةٍ / لِمَوَاقِفِ التَّمِثيلِ وَالإلقَاءِ
تَجْرِي وَقَائِعُهَا فَتَجْلُو لِلنُّهَى / مِنْهَا مَغَازِيَ كُنَّ طَيَّ خَفَاءِ
فَإِذا الحَيَاةُ عُهِيدُهَا وَعِتِيدُهَا / مَزْجٌ كمزج المَاءِ وَالصَّهْبَاءِ
تَطْفُو حَقَائِقُهَا عَلَى أَوْهَامِهَا / وَتَسُوغُ خَالِصَةً مِنَ الأَقْذاءِ
يَا مَنْ صَحِبْتُ العُمْرَ أَشْهَدُ مَا نحا / في الشِّعْرِ مِنْ مُتَبَايِنِ الأَنْحَاءِ
إِنِّي لَيَحْضُرُنِي بِجُمْلَةِ حَالِهِ / مَاضِيكَ فِيهِ كَأَنَّهُ تِلقَائِي
مِنْ بَدْئِهِ وَحَجَاكَ يِفْتَحُ فُتْحَهُ / لِلحِقبَةِ الأدَبِيَّةِ الزَّهْرَاءِ
حَتَّى الخِتَامِ وَمِنْ مَفَاخِرِ مَجْدِهِ / مَا لَمْ يُتَحْ لِسِوَاكَ في الشُّعَرَاءِ
فَأَرَى مِثَالاً رَائِعاً في صُوَرَةٍ / لِلنِّيل تُمْلأُ مِنْهُ عَيْنُ الرَّائِي
أَلنِّيلُ يَجْرِي في عَقِيقٍ دَافِقٍ / مِنْ حَيْثُ يَنْبُعُ في الرُّبَى الشَّمَّاءِ
يَسْقِي سُهُولَ الرِّيفِ بَعْدَ حُزُونِهِ / وَيُدِيلُ عُمْرَاناً مِنَ الإقْوَاءِ
مَا يَعْتَرِضْهُ مِنَ الحَوَاجِزِ يَعْدُهُ / وَيَعُدْ إلىَ الإِرْوَاءِ وَالإِحيَاءِ
حَتَّى إِذا رَدَّ الفَيَافِيَ جَنَّةً / فِيمَا عَلاَ وَدَنَا مِنَ الأَرْجَاءِ
أَوْفَى عَلَى السَّدِّ الأَخِيرِ وَدُونَهُ / قُرْبَ المَصِيرِ إلىَ مُحِيطِ عَفَاءِ
فَطَغَى وَشَارَفَ مِنْ خِلاَفِ زَاخِراً / كَالبَحْرِ ذِي الإِزْبَادِ وَالإِرْغَاءِ
ثُمَّ ارْتَمَى بِفُيُوضِهِ مِنْ حَالِقٍ / في المَهْبِطِ الصَّادِي مِنَ الْجَرْعَاءِ
فَتَحَدَّرَتْ وَكَأَنَّ مُنْهَمِرَاتِهَا / خُصَلٌ مِنَ الأَنُوَارِ وَالأَنْدَاءِ
مَسْمُوعَةُ الإِيقَاعِ في أَقْصَى مَدًى / جَذْلَى بِمَا تُهْدِي مِنَ الآلاَءِ
إِنْ أَخْطَأَتْ قُطْراً مَوَاقِعُ غَيْثِهَا / أَحْظَتْهُ بِاللَّمَحَاتِ وَالأَصْدَاءِ
للهِ دَرُّ قَرِيحةٍ كانَتْ لَهَا / هَذِي النِّهَايَةُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ
رَفَعَتْكَ مِنْ عَلْيَاءَ فانِيَةٍ إلىَ / مَا لَيْسَ بِالفَانِي مِنَ العَلياءِ
آنِسَاتُ الشَّواطِئْ
آنِسَاتُ الشَّواطِئْ / يَا لَها مِنْ خَوَاطِئْ
قَدْ أَصَابَت قُلُوبَنَا / بِالسِّهامِ الْخَواطِئْ
لِعَلِيٍّ قَرَارَةٌ بِالعَرَاءِ
لِعَلِيٍّ قَرَارَةٌ بِالعَرَاءِ / هِيَ فِي الأَرْضِ قَطُعَةٌ مِنْ سَمَاءِ
بَاتَ فِيها وَقَدْ تَوَجَّهَ للهِ / حَنِيفاً بِوَجْهِهِ الوَضَّاءِ
وَافِرَ الأُنْسِ حَيْثُ قَرَّ وَحِيداً / بِاخْتِلاَفِ الملائِكِ الأُمَنَاءِ
جَسَدٌ عِنْدَ مُنْتَهَى ظُلَمِ الدّهْرِ / وَرُوحٌ في مُزْدَهَي الأَضْوَاءِ
يَا أبَا صِيرَ مِنْ قُرَى غَرْبِ مِصْرٍ / بِتِّ سِرّاً للهِ في الوُدَعَاءِ
بَيْنَ مَا فِيكِ مِنْ زَرِيِّ المَغَانِي / شِيدَ بَيْتٌ سَمَا إلى الُجَوْزاءِ
بِعَليٍّ غَدَوْتِ دارَ المَعَالي / وَمَزَارَ العُفَاةِ والأُمَرَاءِ
بِالنَّبِيهِ النَّزِيهِ عَنْ كلِّ كِبْرٍ / بِتِّ أَحْرَى البِلاَدِ بِالكِبْرِيَاءِ
كَرَّمَ اللهُ في الحَيَاةِ عَلِيّاً / وَبِهِ قدْ كَرُمْتِ في الأَرْجَاءِ
بِالسَّرِيِّ المُبَجَّلِ المنزلاوِ / يِّ سَرِيِّ الأَجْدَادِ وَالآباءِ
بِالتَّقِيِّ النَّقِيِّ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ / كعْبَةِ الفَضْلِ قُدْوِةِ الأَتقياءِ
بِالَّذِي لَمْ يَجِئْهُ وَحْيٌ وَلَكِنْ / لَمْ تَفُتْهُ خَلائقُ الأَنبياءِ
كَرَمٌ جَاوزَ الأَمَانيَّ حَتَّى / قَصُرَتْ عَنْهُ سَابِقَاتُ الرَّجَاءِ
وَحَيَاءٌ عَلى الشَّجَاعَةِ نَاهِيكَ / بِخُلْقَيْ شَجَاعَةٍ وَحَياءِ
كَانَ فِي قَوْمِهِ صَلاَحاً وَإِصْلاَحاً / فَعَاشُوا في عِفَّةٍ وَرَخَاءِ
صَانَ أَعَرَاضَهُمْ وَصَانَ حِمَاهُمْ / مِنَ فَسَادٍ وَضَلَّةٍ وَشَقَاءِ
عَاشَ فِيهم كَأَنَّما هُو مِنْهُمْ / وَهْوَ لُوْ شَاءَ عُدَّ فِي الأُوْلِيَاءِ
أرَصَدَ العُمْرَ لِلْهُدَى وَتَوَلَّى / كَاغْتِمَادِ الشِّهَابِ فِي الظَّلْماءِ
مُخْلِفاً نَجْلَهُ الكَرِيمَ عَلِيّاً / لِلْمُرُوءَاتِ والنَّدَى وَالوَفَاءِ
يَا أَبَا المَجْدِ لَيْسَ مِثْلُكَ مَيْتاً / وَعَليٌّ فَتَاهُ فِي الأَحْيَاءِ
فَتَمَلَّ النِعُمَاءَ خَالِدَةً فِي / جَنَّةٍ صُبْحُهَا بِغَيْرِ مَسَاءِ
كَيْفَ حَالِي أَنَا المَدِينُ وَدَيْنِي
كَيْفَ حَالِي أَنَا المَدِينُ وَدَيْنِي / فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُهُ مِنْ وَفَاءِ
لِلْرِّفَاقِ الَّذِينَ أَعَلَوْا مَكَانِي / مِنْ كِبَارِ الكُتَّابِ وَالشُّعَرَاءِ
وَالكِرَامِ الَّذِينَ يُسْعَى إِلَيْهِمْ / وَسَعَوا عَنْ تَفَضُّلٍ وَسَخَاءِ
يَا وَزيراً لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا يُغْنِيهِ / عَنْ كُلِّ مَدْحَةٍ وَثَنَاءِ
وَأَحَلَّ البَيَانَ وَالعِلْمَ في الأَوْجِ / الَّذِي حَلَّهُ مِنَ العلْيَاءِ
أَنْتَ أَكْرَمْتَنِي لِيُكْرِمْكَ رَبُّ / الْعَرْشِ هَذَا شُكْرِي وَهَذَا دُعَائِي
أَنَا أَبْكِيكَ يَا حُسَيْنُ وَمَا / أَوْلَى خَلِيلاً فَارَقْتَهُ بِالبُكَاءِ
وَإِذَا مَا رَثَاكَ كُلُّ أَدِيبٍ / كُنْتُ أَحْرَى مُوَدِّعٍ بِالرِّثاءِ
فُجِعَتْ مِصْرُ إِذْ تَوَلَّيْتَ عَنْهَا / في المَبَرَّاتِ وَالتُقَى وَالوَفَاءِ
وَأُصِيبَتْ بِفَقْدِ أَيِّ عَمِيدٍ / أُسْرَةُ المَجْدِ وَالنَّدَى وَالذِّكَاءِ
عِشْتَ في خَلْوَةٍ زَمَاناً فَخِيلَتْ / عُزْلَةٌ وَهِيَ مُهْجَةُ العَلْيَاءِ
وَإِذَا مَا تَنَزَّهَتْ نَفْسُ حُرٍّ / رَدَّتِ الأَرْضُ قِطْعَةً مِنْ سَمَاءِ
فَامْضِ مُسْتَخْلِفاً بِكُلِّ كَرِيمٍ / مِنْ بَنيكَ الأَعِزَّةِ النُجَبَاءِ
نَفَرٌ مِنْ نَوابِغِ الجِّيلِ فِيهِ / طَلَعَوْا كَالكواكِبِ الزَّهْرَاءِ
وَالْقِ قَدَّمَتْ يَداكَ مِنَ الْخيْرِ / فَعِنْدَ الرِّحْمَنِ خَيْرُ الجَزَاءِ
لَمْ تُطِيقِي بَعْدَ الأَلِيفِ الْبَقَاءَ
لَمْ تُطِيقِي بَعْدَ الأَلِيفِ الْبَقَاءَ / وَكَرِهْتِ الْحَيَاةَ أَمْسَتْ شَقَاءَ
فَوَهَى قَلْبُكِ الْكَسِيرُ الْمُعَنَّى / وَتَعَجَّلْتِ لِلرَّحِيلِ الْقَضَاءَ
مَا الَّذِي يَفْعَلُ الدَّوَاءُ إِذَا لَمْ / يَبْقَ في الْجِسْمِ مَا يُعِينُ الدَّوَاءِ
خِيلَ أَنَّ الْوَفَاءَ أَكْدَى إلىَ أن / شَهِدَ النَّاسُ مِنْكِ هَذَا الْوَفَاءَ
كَمْ رَجَوْنَا لَكِ الشِّفَاءَ وَخَارَ اللَّ / هُ في غَيْرِ مَا رَجَوْنَا الشِّفَاءَ
هَكَذَا شَاءَ وَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ / وَلَهُ الأَمْرُ فَلْيَكُنْ مَا شَاءَ
أسَفٌ أَنْ يُغَيِّبَ الْقَبْرُ رُوحاً / مَلَكِيّاً وَطَلْعَةً زَهْرَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْبَهَاءُ يُجْرِي عَلَى مَا / حَوْلَهُ بَهْجَةً وَيُلْقِي بَهَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ السَّخَاءُ يَكْفِي الْيَتَامَى / وَالأَيَامَى ويَنْصُرُ الضُّعَفَاءَ
أَيْنَ ذَاكَ الْحَيَاءُ عَنْ عِزَّةٍ لاَ / عَنْ تَعَالٍ وَحَيِّ ذَاك حَيَاءَ
عَرَفَتْهَا مَعَاهِدُ الْعِلْمِ وَالآدا / بِ وَالْبِرِّ لاَ تَمَلُّ عَطَاءَ
كَانَ صَدْرُ النَّدِيِّ يَهْتَزُّ تِيهاً / حِينَ تَحْتَلُّهُ وَيَزْهُو رُوَاءَ
أَفْضَلُ الأُمَّهَاتِ جَفَّ حَشَاهَا / مَنْ يُعَزِّي الْبَنَاتِ وَالأَبْنَأءَ
نَشَّأَتْهُنَّ صَالِحَاتٍ وَرَبَّتْهُمْ / كُرَمَاءً أَعَزَّةً نُجَبَاءَ
غَانِيَاتٍ فُقْنَ اللِّدَاتِ جَمَالاً / وَكَمَالاً وَرِقَّةً وَذَكَاءَ
وَشَبَاباً هُمْ نُخْبَةٌ في شَبَابِ الْعَصْ / رِ عِلْماً وَحِكْمَةً وَمضَاءَ
آلَ سَمْعَانَ إِنَّ رُزْءًا دَهَاكُمْ / تِلْوَ رُزْءٍ قَدْ هَوَّنَ الأَرْزَاءَ
لَمْ يَكُنْ بِالْكَثِيرِ لَوْ كَانَ تُجْدِي / أَنْ تَسِيلَ النُّفُوسُ فِيهِ بُكَاءَ
غَيْرَ أَنَّ الَّتِي إلىَ اللهِ آبَتْ / خَلَّفَتْ لِلْمُفْجَعِينَ عَزَاءَ
مَا تَوَلَّتْ عَنْكُمْ وَقَدْ تَرَكَتْ آ / ثَارَهَا النَّاطِقَاتِ وَالأَنْبَاءَ
ذِكْرَيَاتٍ تَهْدِي إلى الْخَيْرِ مَنْ ضَ / لَّ سَبِيلاً وَتَنْفَعُ الأَحْيَاءَ
شَيَّعَتْ مِصْرُ نَعْشَهَا بِاحْتِفَالٍ / قَلَّما شَيَّعَتْ بِهِ الْعُظَمَاءَ
وَقَضَتْ وَاجِبَ الْوَدَاعِ لِفَضْلٍ / لاَ يُسَامِي بِهِ الرِّجَالُ النِّسَاءَ
جَارَةَ الْخُلْدِ لَيْسَ في الْخُلْدِ نَأْيٌ / بَعْدَ أَنْ يُدْرِكَ الْمُحِبُّ اللِّقَاءَ
فُزْتِ مِنْهُ بِطَيِّبَاتِ الأَمَانِي / فَاغْنَمِيهَا مَثُوبَةً وَجَزَاءَ
إِنَّ في الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ لَسِرّاً / أَبَدِيّاً يُحَيِّرُ الْعُقَلاَءَ
نَحْنُ مِنْهُ في ظُلْمَةٍ تَتَدَجَّى / وَلَقَدْ جُزْتِهَا فَعَادَتْ ضِيَاءَ
فَدَحَ الْخَطْبُ يَا عَفِيفَةُ في هِجْ / رَانِكِ الأَقْرِبَاءَ وَالأًوْلِيَاءَ
فاعْذِرِي حُزْنَنَا فَإِنَّا عَلَى الأَرْ / ضِ وَطُوبَاكِ أَنْ بَلَغْتِ السَّمَاءَ
ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ
ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ / وَكَإِيَماضَةٍ ذَهَبْ
آيَةُ الْعَصْرِ جَائبٌ / بَيْنَمَا لاَحَ إِذْ عَزَبْ
ضَاقَ بِالسُّرْعَةِ الْفَضَا / ءُ وَلَمْ يَبْقَ مُغْتَرِبْ
يُدْرِكُ الشَّأْوَ أَوْ يَكَا / دُ مَتَى أَزْمَعَ الطَّلَبْ
أَرْزُ لُبْنَانَ هَاكَهُ / حَلَبٌ هَذِهِ حَلَبْ
أَيُّهَا الْجَائِزُ المَجَا / هِلُ لاَ يَعْرِفُ النَّصَبْ
يَصِلُ المُدْنَ وَالْقُرَى / بَمَتِينٍ مِنَ السَّبَبْ
أُفْعُوَانٌ إِذَا الْتَوَى / في صُعُودٍ أَوْ في صَبَبْ
إِنْ تَرَامَى بَيْنَ الرُّبَى / خِلْتَ فُلْكاً بَيْنَ الْحَبَبْ
وَإذَا شِيمَ مُوقَداً / فَهْوَ كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبْ
إِنَّ في هَذِهِ الضُّلًو / عِ لَكَا لَمَارِجِ التَهَبْ
ذَاكَ حِسٌّ مِنَ الْكُمُو / نِ وَرَى زَنْدُهُ فَهَبّْ
هُوَ شَوْقٌ إلى حِمىً / كُلُّ مَا فِيِهِ مُسْتَحَبّْ
مَيْلُ شَجْرَائِهِ حَنَا / نٌ وَفِي طَوْدِهِ حَدَبْ
أَيُّهذِي الشَّهْبَاءُ / وَالْحُسْنُ في ذَلِكَ الشَّهَبْ
حَبَّذَا في ثَرَاكِ مَا فِي / هِ مِنْ عُنْصُرِ الشُّهُبْ
ذَلِكَ العُنصُرُ الَّذِي / ظَلَّ حُرّاًوَلَمْ يُشَبْ
عُنْصُرٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ / هُ ابْنُ حَمْدانَ مَا أَحَبْ
وَبِهِ أَحْمَدُ ارْتَقَى / ذُرْوَةَ الشِّعُرِ في الْعَرَبْ
حَبَّذَا قِسْمُكَ الْجَدِي / دُ وَمَا فِيهِ مِنْ رَحَبْ
حَبَّذَا الْجَانِبُ الْقَدِي / مُ نَبَتْ دُونَهُ الْحِقَبْ
أَلسُّوَيْقَاتُ عَقْدُهَا / مِنْ حِجَارٍ أَوْ مِنْ خَشَبْ
وَالْبَسَاتِينُ مِنْ جَنَا / هَا الأَفَانِينُ تُهْتَدَبْ
وَالمَبَانِي بِهَا الحُلِيُّ ال / بَدِيعَاتُ وَالْقُبَبْ
يَا لَهَا مِنْ زِيَارَةٍ / قُضِيَتْ وَهْيَ لِي أَرَبْ
تَمَّ سَعْدِي بِمَنْ رَأَيْ / تُ بِهَا الْيَوْمَ عَنْ كَثَبْ
وَبِأَنِّي قَضَيْتُ مِنْ / حَقِّهِمْ بَعْضَ مَا وَجَبْ
إِنَّ مَنْ قَالَ فِيهِمُ / أَعْذَبَ المَدْحِ مَا كَذَبْ
جِئْتُهُمْ وَالْفُؤَادُ بِي / خَافِقٌ كُلَّمَا اقْتَرَبْ
قَالْتَقَوْنِي كَعَائِدٍ / لِلْحِمَى بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ
تَلْكَ وَاللهِ سَاعَةٌ / أَنْسَتِ المُتْعَبَ التَّعَبْ
لَيْسَ بِدْعاً وَإِنَّهُمْ / صَفْوَةُ الشَّرْقِ وَالنُّخَبْ
مِنْ نِسَاءٍ زَوَاهِرٍ / بِحِلَى الْحُسْنِ وَالأَدَبْ
مُحْصَنَاتٍ مُرَبِّيَا / تِ النَّجِيبَاتِ وَالنُّجُبْ
وَرِجَالٍ إِذَا هُمُ / سَابَقُوا َأحْرَزُوا الْقَصَبْ
شَرَّفُوا الْعِلمْ مَا اسْتَطَا / عُوا وَلَمْ يَحْقِرُوا النَّشَبْ
أَمْهَرُ الطَّالِبِينَ لِلْسْكَ / بِ مِنْ خَيْرِ مُكْتَسَبْ
أحْلَمُ النَّاسِ عَنْ هُدىً / مَا الَّذِي يُصْلِحُ الْغَضَبْ
أَحْزَمُ الْخَلْقِ إِنْ يَكُنْ / سَرَفٌ جَالِبُ الْعَطَبْ
مَنْ رَأَى مِنْهُمُ المَكَا / نَ لِفَوْزٍ بِهِ وَثَبْ
مُحْرِزَاً غَايَةَ الَّذِي / رَامَ في كُلِّ مُطَّلّبْ
فِيهِمُ الْحَاسِبُ الَّذِي / لاَ يُجَارَى إِذَا حَسَبْ
فِيهِمْ الْكَاتِبُ الَّذِي / لاَ يُبَارَى إِذَا كَتَبْ
فِيهِمْ الْعَالِمُ الَّذِي / عَقْلُهُ كَوكَبٌ ثَقَبْ
فِيهِمْ الشَّاعِرُ الَّذِي / شَعْرُهُ لِلنُّهَى خَلَبْ
فِيهِمْ الْقَائِلُ الصَّؤُو / لَ عَلَى الْجَمْعِ إِنْ خَطَبْ
فِيهِمْ الصَّانِعُ الَّذِي / صُنْعُهُ آيَةُ الْعَجَبْ
فِيهِمْ المُطْرِبُ المُجِ / دُّ فُنُوناً مِنَ الطَّرَبْ
يَا كِرَاماً أَحَلَّنِي / فَضْلُهُمْ أَرْفَعَ الرُّتَبْ
إِنَّ فَخْراً نَحَلْتُمُو / نِي لأَغْلَى فِي الْحَسَبْ
لَمْ يَكُنْ لِي وَمَنْ أَنَا / هُوَ لِلشِّعْرِ وَالأَدَبْ
أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا
أَيُّ بُشْرَى حَمَّلْتُموهَا الْكِتَابَا / جَاءَنِي دَاعِياً فَكُنْتُ الجَّوَابَا
شَرْفاً لِلْنُّبُوغِ حَيْثُ يَحْيَا / كَيْفَ وهْوُ النُّبُوغُ حُرّاً لُبَابَا
إِنَّكُمْ يُوْمُ تُكَرِّمُونَ حُسَيْناً / تُكَرِّمُونَ الأَخْلاَقَ وَالآدَابَا
فِي هُمَامٍ جَازَ الكُهُولَةَ عَقْلاً / وَاخْتِبَاراً وَمَا تَخَطَّى الشَّبَابَا
يُحْكِمُ الرَّأْيَ في تَصَرُّفِهِ غَيْرِ / مُبَالٍ لُوْ سِيمَ فِيهِ العَذَابَا
مَانَهَاهُ الضَّميرُ إِلاَّ تَنَاهَى / أَوْ دَعَاهُ الحِفَاظُ إِلاَّ أَجَابَا
َأوْدَعَتْ مِصْرُ سِرَّهَا فِيهِ فَانْظُرْ / كَيْفَ حَازَ الوَدَادَ وَالإِعْجَابَا
وَقَلِيلٌ فِي الصَّادِقِينَ الَّذِي / يَسْتَكْثِرُ الأَصْدِقَاءَ وَالأَصْحَابَا
فَإِذَا مَا خَلاَ إلى مَنْ يُوَالي / شَقَّ عَنْ أَلْطَفِ الخِصَالِ الحِجَابَا
يَمْلأُ الْمَجْلِسَ احْتِشَاماً وَظَرْفاً / وَوِقاراً وَرِقَّةً وَدُعَابَا
فَطِنٌ يَشْرَحُ الصُّدُورَ بِمَا يُهْدِي / إِلَيْهَا ويَفْتُنُ الأَلْبَابَا
بِأَحَادِيثَ لاَ يَزُدْنَكَ إِلاَّ / ظَمَأً أَوْ نزاد مِنَهَا شَرَابَا
أَيُّ أُنْسٍ فِي كُلٍّ نَفْسٍ إِذَا / خَالَطَهَا كَانَ فِعْلُهُ خَلاَّبَا
لَيْسَ بُدْعاً وَذَاكَ وَصْفُ حُسَيْنٍ / أَنْ يُغَنَّى بِذِكرِهِ إِطْنَابَا
ويَحْيَا في كُلِّ قَوْمٍ وَيَلْقَى / حَيْثُ حَلَّ التَّأْهِيلَ وَالتِّرْحَابَا
أَيُّهَا العَارِفُونَ فَضْلَ أَخِيكُمْ / ذَلِكَ الْفَضْلُ هَلْ يُوَفَّى ثَوَابَا
تَرَكَ الْمَنْصِبَ الرَّفيعَ لأَمْرٍ / عَزَّ إِلاَّ عَلَى الْفُحُولِ طِلاَبَا
وَمَضَى مُطْلَقَ اليَدَيْنِ يُعَانِي / غَمَرَاتِ مَنْ خَاسَ فِيهُنَّ خَابَا
وَحُسَيْنُ أَذَكَى فُؤاداً وَأَدْرَى / بِالْعُلَى أَنَّهَا تُنَالُ غَلاَبَا
وَحُسَيْنُ لَوْ شَامَ بِالظَّنِّ بَرْقاً / فِيهِ خَيْرٌ لِمَصْرَ طَالَ السَّحَابَا
وَحُسَيْنُ أَمْضَى وَأَبْصَرَ بِالْعُقْبَى / فَإِنْ يَخْطُ لَمْ يُبَالِ الصِّعَابَا
حَيْثُمَا تَصَدَّى لِشَأْنٍ سَلْ بِهِ / مِنْ كِبَارِ الشُّؤُونِ تَسْمَعْ عُجَابَا
مَنْ يَكُنْ ذَاكَ عَزْمُهُ لَيْسَ غَرواً / أَنْ يَقُودَ الطَّليعَةَ الأَنْجَابَا
وَيَكُونُ المِثَالُ فِيمَا تَوَلَّى / تُبَّعاً أَوْ تَخَيُّراً وَانْتِدَابَا
سَبَبٌ خَدْمَةُ الْحُكُومَةِ إِلاَّ / أَنَّ لِلْجَاهِ دُونَهَا أَسْبَابَا
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخْرُ الشَّبَابِ
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخْرُ الشَّبَابِ / وَمَلاَذُ الأخْلاَقِ وَالآدَابِ
كُلُّ عِلْمٍ وَكُلُّ فَنٍّ لَهُ مِنْهُ / التِفَاتٌ عَالٍ وَفَضْلٌ رَابِ
طَلْعَةٌ مِثْلُ طَلْعَةِ الشَّمْسِ تُحْيِي / ثَمَرَاتِ القُلُوبِ وَالأَلْبَابِ
أَيُّ سَعْدٍ لِشَعْبِهِ أنْ يَرَاهُ / طَالِعاً بَيْنَهُ وَمَا مِنْ حِجَابِ
أَيُّ رَاجِ وَالجُودُ حَقٌّ عَلَيْهِ / لَمْ يُصِبْ مِنْهُ مَا وَرَاءَ النِّصَابِ
أَيُّ شَأْنٍ رَعَاهُ لَمْ يَبْلُغِ / الشَّأْوَ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَكُنْ بِعُجَابِ
يَعْمَلُ الفِكْرُ سَالِكاً كُلَّ نَهْجٍ / لِلْمَرَاقِي وَفَاتِحاً كُلَّ بَابِ
هَذِهِ فِرْقَةٌ تَدَارَكَهَا العَطْفُ / فَعَادَتْ مَتِينَةَ الأَسْبَابِ
يَبْرُزُ المُولَعُونَ بِالفَنِّ فِيهَا / طُرُفاً مِنْ مَوَاهِبِ الوَهَّابِ
فِيهِمُ الرَّاسِخُ المُدَرَّبُ يَتْلُو / تِلْوَةُ نَابِتٌ نَضِيرُ الإِهَابِ
مِنْ هُوَاةِ التَّمثيلِ يَرْجِعُ / بالتَّارِيخِ َأدْرَاجَهُ مَدَى الأَحْقَابِ
وَمُحِبِّي الأَمْثَالِ يَضْرِبُهَا / التَّالُونَ وَالسَّابِقُونَ لِلأَعْقَابِ
يَبْتَغُونَ الكَمَالَ فِي ظِلِّ فَارُوقَ / وَقَدْرُ النَّجَاحِ قَدْرُ الطِّلاَبِ
وَطَرِيقُ الكَمَالِ وَعْرٌ ولك / نَّ مَداهُ مُذَلِّلٌ لِلصَّعَابِ
أَيُّهَا الزَّائِرُ الْعَظِيمُ أَثَابَ اللهُ / مِنكَ الجَميلَ خَيْرَ الثَّوَابِ
كُلُّ شُكْرٍ يَصُوغُهُ الرَّوْضُ لاَ / يُوفِي وإِن جَلَّ مِنَّةً للسِّحَابِ
وَلَعَلَّ السُّكُوتَ أَبلَغُ فِي الحَمْدِ / وَأَوْفَى وَفِيهِ فَصْلُ الخِطَابِ
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخرُ الشَّبَابِ / ومِلاذُ الأَخلاَقِ والآدَابِ
يَا مَلِيكَاً حَمَى بِهِ اللهُ مِصْراً / مِنْ نُكُولِ الدُّنْيَا وَسَوْطِ العَذَابِ
يَرِدُ العَالَمُ الحَمِيمَ وَأَمَّا / وِرْدُهَا فَهْوَ مِنْ نِطَافٍ عِذَابِ
لِلْفِنُونِ ازْدِهَارُهَا وَالرَّزَايَا / غَافِلاَتٌ وَالأَمْنُ في اسْتِتْبَابِ
ذَاكَ مِنْ عَبْقَرِيَّةِ العَاهِلِ الهَادِي / وَلِلْرَّأْيِ غَيْرُ فِعْلِ الحِرَابِ
يَا مَلِيكَ القُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
يَا مَلِيكَ القُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ / وَيَرْعَاكَ يَا مَلِيكَ القُلُوبِ
لَيْسَ فِي الشَّرْقِ غَيْرُ هَذَا دُعَاءً / لِلْمَلِيكِ المُعَظَّمِ المَحْبُوبِ
عِيْدُ فريالُ فَوْقَ مَا يَبْلُغُ الإِبْدَاعُ / فِي وَصْفِ شَاعِرٍ أَوْ خَطِيبِ
أَيُّ بِدْعٍ إِذَا تَلَقَّتْهُ مِصْرٌ / وَبَنُوهَا بِالبِشْرِ وَالتَّرْحِيبِ
هُوَ عِيدُ الإِحْسَانِ فِي كُلِّ مَعْنَىً / وسُرورُ المَحْرُومِ وَالمَحْرُوبِ
فَتْحُ هَذَا الجَنَاحِ للشَّعْبِ فِيهِ / أَيُّ فَتْحٍ وَأَيُّ نَصْرٍ قَرِيبِ
يُوسُفُ الخَيْرِ شَادَهُ باسْمِ سَمْعَانَ / أَبيهِ واللهُ خَيْرُ مُثِيبِ
خَفَقَتْ رَايَةُ الهِلاَلِ عَلَيْهِ / رَايَةُ الصِّدْقِ في كِفَاحِ الخُطُوبِ
لَيْسَ في ظِلِّهَا اختِلافٌ وَكُلٌّ / آخِذٌ مِنْ حَنَانِهَا بِنَصِيبِ
وُحِّدَتْ في اَحْمِرَارِهَا صِبْغَةُ البِرِّ / فَلَوْنُ الْهِلاَلِ لُوْنُ الصَّلِيبِ
لِتَعِشْ مِصْرُ ولْيَعِشْ شَعْبُ مِصْرٍ / إِنَّهُ خَيْرُ قُدْوةٍ للشُّعُوبِ
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ / ويَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ
أَنْتَ كُلُّ الأَمِيرِ نُبْلاً وَفَضْلاً / وَسُموًّا وَأَنْتَ كُلُّ الْحَبِيبِ
غَيْرُ مَا يَبْغُضُ العِدَى مَنْكَ والأَ / سْيَافُ تُدْمَى وَالنَّقْعُ شَبْهُ خَضِيبِ
وَبَدِيعٌ فِي السِّلْمِ أَنَّكَ غَازٍ / مِثْلَمَا كُنْتَ غَازِياً فِي الحُرُوبِ
تَسْتَمِيلُ النُّهَى وَتَسْتَلِبُ الْوِدَّ / وَيَبْغِي رِضَاكَ كُلُّ سَلِيبِ
وَجْهُكَ الطَّلْقُ وَهْوَ نُورٌ تَجَلَّى / فِي عُذَارٍ حَلاَهُ بِدءُ المَشِيبِ
أَبَداً فِي الصَّفَاءِ مِرْآةُ صِدْقٍ / لِصَفَاءِ فِي النَّفْسِ غَيْرِ مَشْوبِ
بِكَ أَزْكَى الخِلاَلِ تَيْنَعُ فِيهَا / ثَمَرَاتُ الْمَوْهُوبِ وَالْمَكْسُوبِ
وَبِكَ الْحِلْمُ وَالسَّمَاحَةُ طَبْعٌ / لَيْسَ فِي آلِ هَاشِمٍ بِعَجِيبِ
وَمِنَ الْعِلْمِ فِيكَ أَوْفَرُ حَظٍّ / زَانَهُ مِثْلُهُ مِنَ الْتَّهْذِيبِ
هَذِهِ صُورَةٌ نَظَمْتَ حُلاَهَا / فِي إِطَارِ هَدَاهُ غَيْرُ رَحِيبِ
أَخَذَتْهَا الْعَيْنُ اخْتِطَافاً فَأَبْدَتْ / لَمْحَةً مِنْ جَلاَلِكَ الْمَحْبُوبِ
مِصْرُ تَزْهَى بِطَلْعَةِ الْعَاهِلِ الْعَ / ادِلِ وَالْحَاكِمِ الْحَصِيفِ الأَرِيبِ
وَتُحّيِّي في الضَّيْفِ أَيَّ خَطِيبٍ / لاَ يُدَانَى شَأْواً وَأَيَّ أَدِيبِ
أَلْمَعِيٌّ تُزْجَى القَوَافِي إِلَيْهِ / خَاشِعَاتٍ لَدَى الْمُقَامِ الْمَهِيبِ
أَيُّهَا الزَّائِرُ الَّذِي تَلْتَقِيهِ / مُهَجٌ حَيْثُ حَلَّ بِالتَّرْحِيبِ
نَحْنُ قَوْمٌ َأعَزَّهُمْ عَطْفُكَ السَّامِي / وَفَازَوا مِنْ فَيْضِهِ بِنَصِيبِ
مِنْهُمُ فِي ذُرَاكَ جَارٌ وَلَكِنْ / مَا غَرِيبٌ تَظَلُّه بِغَرِيبِ
كَرَمٌ مِنْكَ أَنْ سَمَحْتَ لَهُمْ فِي / يُوْمِ يُمْنٍ بِنَظْرَةٍ مِنْ قَرِيبِ
شُكْرُهُمْ وَهْوَ مَا تَبَيَّنْتَ يَجْلُو / أَثَرَ الْغَيْثِ فِي الْمَكَانِ الخَصِيبِ
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ / وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ
يَا وَزِيرَ الشَّبَابِ أَنْتَ خَلِيقٌ
يَا وَزِيرَ الشَّبَابِ أَنْتَ خَلِيقٌ / بِثَنَاءِ الشِّيُوخِ قَبْلَ الشَّبَابِ
رِيفُ مِصْرَ الخَصِيبِ أَحْدَثْتَ فِيهِ / مَأْثَرَاتٍ يَجْدُرْنَ بِالإِعْجَابِ
جَنَّةٌ أُصْلِحَتْ فآتَتْ جَنَاهَا / وَزَكَا رِيْعُهَا بِغَيْرِ حِسَابِ
سَاسَهَا مُقَدَّمٌ قَدِيرٌ خَبِيرٌ / دَائِبُ السَّعْي طَاهِرُ الآرَابِ
َأبْرَزَ الْحَزْمَ مِنْهُ ضَوْءُ سِرَاجٍ / وَجَلاَ الْعَزْمَ مِنْهُ ضَوْءُ الثَّوَابِ
دَامَ يَبْنِي لِجَاهِهَا وَعُلاهَا / مَفْخَرَاتٍ تَبْقَى عَلَى الأَحْقَابِ
جَالِسُونِي يَا رُفْقَتِي لِلشَّرَابِ
جَالِسُونِي يَا رُفْقَتِي لِلشَّرَابِ / وَأَعِيدُوا إِلَّي وَهْمَ الشَّبَابِ
فِي المَكَانِ الَّذِي أَلِفْنَاهُ قَبلاً / وَعَلَى مِثْلِ مَا مَضَى مِنْ تَصَابِ
وَلْنُوَدِّعْ تِلْكَ المَعَاهِدَ تُوْدِيعَ / الضُّيُوفِ الكِرَامِ حِينَ الذَّهَابِ
جَاءَتِ المَنْجَةُ البَدِيعَةُ مِنْ أَثْمَارِ
جَاءَتِ المَنْجَةُ البَدِيعَةُ مِنْ أَثْمَارِ / بُسْتَانِكَ الخَصِيبِ الْعَجِيبِ
شَهْوَةُ النَّفْسِ مَا بِهَا مِنَ رِوَاءِ / وَغِذَاءٍ وَمِنْ شَرَابٍ وَطِيبِ
وَهَبَتْنِي أَسنَى الهِبَاتِ مُلُوكٌ / فَتَقَبَّلْتُهَا وَقَلْبِي أَبِيْ
وَتَلَقَّيْتُ مِنْكَ أَزْهَدَ شَيءٍ / فَإِذَا الكَهْلُ مِنْ سُرورٍ صَبِيْ
لُوْ تَصِّحُ النُّقُودُ حُلْيَ صُدُورٍ / لَمْ يَدَعْ حَمْلَ مَا مُنْحِتُ نَبِيْ
مَا الَّذِي أَنْجَبَتْ حَلَبْ
مَا الَّذِي أَنْجَبَتْ حَلَبْ / مِنْ جَمَالٍ هُوَ الْعَجَبْ
ومِنَ اللُّطْفِ وَالحِجَى / وَمِنَ الظِّرْفِ وَالأَرَبْ
خَيْرُ أُمٍّ وَخَيْرُ زَوْجٍ / تَنْتَمِي لِخَيْرِ أَبْ
تَجْمَعُ الْمَحْمَدَاتُ فِي / نَسَبٍ زِينَ بالحَسَبْ
وَتُسَمَّى عُلَيَّةٌ / حَبَّذَا الاسْمُ وَاللَّقَبْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025