القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 16
إن ودّي هو الدّواء وشربي
إن ودّي هو الدّواء وشربي / من ولاء يجري بماء الصفاءِ
بركات الإشفاق منكَ أَعاد / تنيَ بعد الإشفاء حلفَ الشفاءِ
وجديرٌ بمن يواليكَ أَن يصبحَ / بين الورى من السعداءِ
أَنتَ فألي في اليسر والشكر والصحّة / والوجد والغنى والثراءِ
ورجائي ما زال يعبق طيباً / أَرجُ النُّجح منه في الأرجاء
فتقبّلْ واقبل مديحي وعذري / قبلَ اللّه في علاكَ دعائي
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء / وارث البُردِ وابن عمّ النّبْيْ
جاءَ بالحقَّ والشّريعة والعد / لِ فيا مرحباً بهذا المجيْ
رتعَ العالمونَ من عدله الشّا / ملِ في المرتعِ الهنيْ المريْ
ورعوا منه في مرادٍ خصيب / لا وخيم ولا وبيل وبيْ
رقدوا بعدَ طول خوف مقضٍ / في ذَرا الأمنِ والمهادِ الوطيْ
فهنيئاً لأهل بغدادَ فازوا / بعد بؤس بكلِّ عيش هنيْ
سأوافي فِناءهُ عن قريب / مسرعاً كي أَفوزَ غيرَ بطي
وأُحلِّي عيشي بجدٍ جديدٍ / وأُهني فضلي بحظّ طريْ
وتريني الأيامُ نقداً من الآ / مال ما كان َقبله في النّسيْ
وأَماني سوفَ يظهرُ منها / عند قصدي ذَراه كلُّ خبيْ
عادَ حظّي من النُّحوس بريئاً / وغدا السّعدِ منه غير بريْ
ولقيتُ الدَّهرَ العبوسَ وقد عا / دَ بوجهٍ طَلْقٍ إليَّ وضيْ
ومُضيْ إن كان في الزَّمنِ المظ / لمِ فالعَودُ في الزَّمانِ المُضيْ
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي / ونفاراً ولم يَرُعْكَ المشيبُ
وكتابُ الشّباب لم يطوه الشي / بُ ولا مَسَّ نقشَةُ التَشْريبُ
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد / أو لساري ليل الصّبابة هاد
قويَّ الشّوْق فاستقادَ دُمُوعي / ووهَى الصّبرُ فاستقالَ فؤادي
جنِّبوني خَطْبَ البعاد فَسَهْلٌ / كلُّ خَطْب سوى النّوَى والبعادِ
كنتُ في غفلة من البَيْن حتى / صاحَ يومَ الأثيل بالبين حادِ
نابَ عنهمْ غداةَ بانوا بقلبي / رائحٌ من لواعج الوجد غادِ
أَيُّها الصادرون ريّاً عن الورْ / د أما تَنْقَعونَ غُلّةَ صادِ
لم يكن طيفكُمْ يَضنُّ بوَصْلي / لو سَمحتُمْ لناظري بالرُّقادِ
قد حَلَلْتُمْ من مُهجتي في السُّويدا / ء ومن مُقلتي مَحَلَّ السّوادِ
وبَخلْتُمْ من الوصال بإسعا / في أما كنتمُ من الأجوادِ
وبعثْتُمْ نسيمَكُمْ يتلافا / ني فعادَ النّسيمُ من عُوّادي
سُمتوني تجلداً واشتياقاً / ومحالٌ تجمُّع الأضدادِ
أبقاءً بعد الأَحبّة يا قَلْ / بيَ ما هذه شُروطُ الوداد
ذابَ قلبي وسال في الدَّمعِ لمّا / دامَ مِن نار وَجدِهِ في اتِّقادِ
ما الدُّموعُ التي تُحَدِّرُها الأش / واقُ إلاّ فتائتُ الأكبادِ
أَين أَحبابيَ الكرامُ سَقَى الل / هُ عُهودَ الأحباب صَوْب العهادِ
حبّذا ساكنو فؤادي وعَهْدي / بهمُ يَسكُنونَ سَفْحَ الوادي
أَتمنّى في الشّام أَهلي ببغدا / دَ وأَينَ الشّآمُ من بغدادِ
ما اعتياضي عن حُبِّهم يعلمُ الل / هُ تعالى إلاّ بحُبِّ الجهادِ
واشتغالي بخدمة المَلك العا / دل محمد الكريم الجوادِ
أَنا منه على سرير سُرُوري / راتعُ العيش في مَراد مُرادي
قيَّدتني بالشّام منه الأيادي / والأيادي للحُر كالأقيادِ
قد وَرَدْتُ البحرَ الخضَمَّ وخلف / تُ ملوكَ الدُّنيا به كالثَّمادِ
هو نعْمَ الملاذُ من نائب الدَّه / ر ونِعْمَ المَعاذُ عند المَعادِ
الغزيرُ الإفضال والفَضْلِ والنا / ئلِ والعِلْمِ والتُّقى والسّدادِ
باذلٌّ في مصالح الدِّين طَوْعاً / ما حواهُ من طارف وتلادِ
وتَراهُ صَعْرَ المقالة في الشرِّ / ولكنْ في الخير سَهْل القِيادِ
جلَّ رُزْءُ الفرَنج فاستبدلوا من / هُ بِلُبسِ الحديدِ لُبْسَ الحِدادِ
فَرَّقَ الرُّعْبَ منه في أنْفسِ الكُفّ / ارِ بينَ الأَرواحِ والأَجسادِ
سطوةٌ زلزلتْ بسكُانها الأَر / ضَ وهَدَّتْ قواعدَ الأَطوادِ
أخَذَتْهُمْ بالحقِّ رَجْفةُ بأْس / تَركْتُهم صَرْعَى صُروفِ العوادي
خفضتْ في قلاعها كلّ عالٍ / وأعادتْ قلاعها كالوهادِ
أنفذَ اللّهُ حكمَهُ فهو ماضٍ / مظهرٌ سرَّ غيبهِ فهو بادِ
آيةٌ آثرَتْ ذوي الشِّرك بالهُل / كِ وأهلَ الإيمان بالإرشادِ
والأعادي جرى عليهم من التّد / ميرِ ما قد جرى على قوم عادِ
أشركتَ في الهلاكِ بينَ الفريقي / نِ دُعاةِ الإشراك والإلحادِ
ولقد حاربوا القضاء فأمضى / حكمه فيهم بغيرِ جلادِ
والإلهُ الرؤوفُ في الشّام عنّا / دافعٌ لطفُهُ بلاء البلادِ
أنتَ قُطْبُ الدُّنيا وأصحابُك الغُرُّ / مقام الأَبدالِ والأوتادِ
لم يَجدْ عندَكَ النِّفاقُ نَفاقاً / فَلِسُوقِ الفَسادِ سُوءُ الكَسادِ
والعَنُودُ الكَنُودُ ذو الغِشِّ غشّا / هُ رِداءَ الرَّدى عناءُ العنادِ
وبحقٍ أُصيبتِ الأَرضُ لمّا / مَكّنَتْ من مَقامِ أَهلِ الفسادِ
عَلِمتْ أنّها جَنَتْ فَغَراها / حَذرَاً من سُطاكَ شِبْهُ ارْتِعادِ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ / أَسدَ الدِّين شيركوه بن شاذي
يا كريماً عن كلِّ شرٍّ بطيئاً / وإلى الخير دائم الإغذاذِ
وملاذ الإسلام أَنتَ فلا زل / ت لأهل الإسلام خير ملاذِ
في نفوس الكُفّار رعبُكَ قد جل / لَ بصَدْع الأكباد والأفلاذِ
لم تدع بالظُّبى رؤوساً وأَصنا / ماً من المشركين غير جذاذِ
أَنتَ من نازل الدعيين في مص / ر لنصر الإمام في بغداذِ
وبلاد الإسلام أَنقذتها أَن / تَ من الشِّركِ أَيّما إنقاذ
أَسأَلُ اللّهَ ذا العُلى أَن تعيشا
أَسأَلُ اللّهَ ذا العُلى أَن تعيشا / أَلفَ عامٍ لنصرهِ مستجيشا
رعبكمْ يقلعُ القلاعَ ويُضحي ال / وَّعْن عنها من بأْسكم منفُوشا
ما أُكَدِّي شيئاً سوى فروةٍ من / كَ وأبغي لسفرتي إكديشا
كيف يخلو من دفٍ ظَهْرٍ وظهْرٍ / سالكٍ طُرقَ أَيلةٍ والعَريشا
أَصبحتْ بغلتي تَشكّي من العُرْ
أَصبحتْ بغلتي تَشكّي من العُرْ / ي وأَسراجُها بلا كَنْبُوشِ
قلتُ كُفّي فخيرُ يومكِ عندي / أَنْ تفوزي بالتبنِ أو بالحشيشِ
وافرحي ليلةَ الشّعيرِ كما يف / رحُ قومٌ بليلةِ الماشوشِ
لو تَبصّرتِ حالتي لتصبّر / تِ فإياكِ عندها أَنْ تطيشي
أَوَما ماتَ في الشِّتاءِ من البر / دِ ومن فرطِ جُوعهِ إكديشي
فثقي واسكني بجودِ صلاحِ الدِّ / ينِ غرسِ الملوكِ مَلْكِ الجيوشِ
فهو يجلوكِ للعيونِ بكَنْبو / شٍ جديدٍ مستحسنٍ منقوشِ
كم عدوٍ من بأْسهِ في عثارٍ / ووليٍ بجودهِ منعوشِ
والموالي على الأسرَّةِ والأع / داءُ تحتَ الهوانِ فوقَ النُّعوشِ
يا لحى اللّهُ ليلةً قرصَتني
يا لحى اللّهُ ليلةً قرصَتني / في دياجيرِها البراغيثُ قَرصا
شَربتْ بَقُّها دمي فتغنّت / وبراغيشُها تواجَدْنَ رَقْصا
قد تعرَّيتُ مِن ثيابي لكربي / غيرَ أَنِّي لبستُ منهنَّ قُمْصا
كلّما ازْدَدْتُ منعهنَّ بحرصٍ / عن فراشي شرهن فازددن حرصا
مِن براغيثَ خِلْتُها طافراتٍ / طائراتٍ جَناحُها قد حُصّا
عرَضَتْ جيشَها الفريقانِ حَوْلي / وهي أَوفَى من أَنْ تَعدَّ وتُحصى
لو غزا سنجرٌ بها الغُزَّ يوماً / لم يدع منهم على الأرض شَخصا
مغرمُ القلبِ مدنفُ
مغرمُ القلبِ مدنفُ / وجدُهُ ليس يوصفُ
وَعَدُونا وأَخلفوا / وَوَفَينا ولم يَفُوا
أَنا ضيفٌ بربعكمْ / أينَ أينَ المضيِّف
أَنكرتْني معارفي / ماتَ مَنْ كنتُ أَعرفُ
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع / دي لغيرِ العطّارِ والإسكافي
هي إمّا مزاوِدٌ للعقاقي / رِ وإمّا بطائنٌ للخفافِ
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل / بٍ ولاطفْهُ حين يأتي بحذْقِ
فأَخو السُّكرِ لا يخاطبُهُ الصّا / حي إلى أَنْ يُفيق إلاَّ برِفقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ / للمحبيّن كافلٌ بالتلاقِ
ولعلَّ الأيامَ تسمَحُ بالوص / لِ ونَقضي لُبانةَ المشتاقِ
يا أَخلائي الكرامَ المضاهي / نَ بطيبِ العُروقِ طيبَ العِراقِ
يا صبوراً على الصّبابةِ بعدي / لكَ طولُ البقاءِ ما أَنا باقِ
فأجرْني من النّوى بالتلاقي / وارثِ لي إذ لاقيتَ ما أَنا لاق
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ / هامَ قلبي وقلبُه غيرُ هائمْ
لم يزلْ واجداً عليَّ لأَنَّني / بتُّ للوجدِ واجداً وهو عادمْ
أَغتدي للهوى سليباً سليماً / وهو سالٍ من الصّبابةِ سالمْ
ناصحي غيرُ عالمٍ بالذي بي / ومن الغَبْنِ ناصحٌ غيرُ عالمْ
خَلِّ يا خلُّ في الهوى عذلَ صّبٍ / واجدٍ من لواذعِ العذلِ واجمْ
لا ترعْ بالملامِ مَنْ ليس يخشى / في سبيلِ الغرامِ لومةَ لائمْ
لا تظنّ الهوى مفارقَ قلبي / فهو وصفٌ كما علمتَ ملائمْ
لفؤادي ضمانةٌ وغرامٌ / أَتلَفاهُ بلا ضمينٍ وغارمْ
نارُ وجدي دخانُها في شحوبي / وفؤادي صالٍ ووجهيَ ساهمْ
قد كتمتُ الهوى وباحَ به الدَّم / عُ فسرِّي ما بينَ مُفشٍ وكاتم
من لصَبٍّ رَمَتْهُ مُقلةُ رئمٍ / حبُّهُ من ضميرهِ غيرُ رائمْ
لجفونِ البيضِ الصّوارمِ بيضٌ / لم تزلْ في الجفونِ وهي صوارمْ
وبوادي العُذيبِ أُدْمُ ظباءٍ / فاتكات لحاظها بالضراغمْ
وبنفسي ظامي الوشاحِ على عذ / بِ لماهُ قلبي المعذَّبُ حائمْ
فحمَى العشقِ آهلُ الرَّبعِ منه / وحمى الصّبرِ عنه عافي المعالمْ
ساحرٌ طرفُهُ وساجِ وإنِّي / لتمنيِّهِ ساهرُ الطّرفِ ساجمْ
قرَّبَ الطيفُ وصلَهُ وهو ناءٍ / وأَتاني مستيقظاً وهو نائمْ
أَنصفاني رأَيتُما قطُّ مظلو / ماً قضى نحبَهُ على حبِّ ظالمْ
حبّذا والحبيبُ في الوهلِ منّي / راغبٌ والحسودُ بالكرهِ راغمْ
وسقى اللهُ عيشنا المتقضِّي / ورعى اللهُ عهدَنا المتقادمْ
حين عصرُ الصِّبا كحاليَ حالٍ / وهو في مَرِّهِ كأَحلامِ حالمْ
فليالي العراقِ بيضٌ من البي / ضِ غوانٍ من الغَواني اغونم
وزماني مساعدٌ ورفيقي / في الهوى مُسعدٌ ودهري مسالم
ومنادي المُنى مُجاوبُهُ الاس / عافُ والسؤولُ للنّجاحِ منادمْ
ومن الأكرمين كلُّ نديمٍ / لستُ من قربهِ مدى الدَّهر نادمْ
ما فقدنا السرورَ إلاَّ هدانا / كلُّ هادٍ لما بنى الهمُّ هادمْ
وبذاكَ الجناب أَوطانُ أَوطا / ري كما أَنّها مغاني المغانمْ
ومَرادُ المُرادِ بالعرفِ زاهٍ / وَمرَاحُ المِراحِ بالعَرفِ فاغمْ
ومبيتي ما بينَ كأَسٍ وثغرٍ / راشفاً منهما متى شئتُ لائمْ
وردُ خدٍ ندٍ وغُصنُ قوامٍ / ذا جنيٌّ غضٌّ وذلكَ ناعمْ
فأَنا اليومَ بالشّآمِ وحيدٌ / لِسنَا البارقِ العراقيِّ شائمْ
لا ودودٌ على وفائي مقيمٌ / لا وفي بشرطِ وُدِّيَ قائمْ
أَبداً بين هِمَّتي وزماني / في اقتراحي وفي اطِّراحي ملاحمْ
عظُمتْ همّتي وها أَنا استص / غرُ في المطلبِ العظيمِ العظائمْ
ما نجا من مطاعِن العجزِ راضٍ / بملاهٍ من عيشهِ ومطاعمْ
مبتَغى قلبي المشوق ببغدا / دَ وجسمي نائي المحلِّ بجاسمْ
ليتَ شعري متى يُبشِّرُ عنّي / أَصدقائي فيها بأَنيَ قادمْ
ما لشَملي بها سِوى أَمرِ مولا / ي عماد الدِّينِ المملّكِ ناظمْ
واحدُ العصرِ ثالثُ الشَّمسِ والبد / رِ وثاني الحيا بغيرِ مُزاحمْ
إنْ يكن مانح المراحمِ بالجو / دِ فبالبأس مانِعٌ للمحارمْ
شَيَّدَ المجدَ وهو في المهِ شدَّتْ / بتمامِ العُلى عليه التَّمائمْ
وهو بالحزمِ مُدرِكٌ كلَّ سُؤلٍ / ولَعَمْري كم حازماً رامَ حازِمْ
نُطقُ قُسٍ ورأي قيسٍ وإقدا / مُ عليٍ وجودُ كعبٍ وحاتمْ
وندىً فرَّقَ الخزائنَ مقتا / داً إلى المُعدِمِ الغِنَى بالخزائمْ
بَشَّرَ البِشرُ منه كلَّ مُرّجٍ / دِيمةَ الخيرِ بالنَّجاح الدائمْ
طلعةٌ طلقةٌ وباعٌ طويلٌ / ويدٌ بَسْطَةٌ وثغرٌ باسمْ
وعطايا غُزْرٌ وغُرُّ أَيادٍ / وسجايا زُهْرٌ وبيضُ عزائمْ
كفلتْ كفُّهُ بنُجْحِ الأَماني / ونُشور الآمالِ وهي دمائمْ
فلهُ في التُّقى مآثرُ نزَّهْ / نَ سجاياهُ عن جميع المآثمْ
ما رياضٌ فاحتْ لطائفِ أَنفا / سِ صَباها لطائفٌ ولطائمْ
أَظهرَتْ سِرَّ نشرِها فكأَنْ قد / مشت الرِّيحُ بينها بالنَّمائمْ
وشي أَنوارها المفوَّفُ أَسدى / وأَنارتْ فيه أَكفُّ الغمائمْ
كقدودٍ تعلَّقتْها قلوبٌ / ذاتُ شجوٍ غصونُها والحمائمْ
فبِشَدْوِ الغِناءِ للوُرقِ أَعرا / سٌ وبالنَّوحِ للحَمامِ مآتمْ
من سجايا بني المُظفَّر أَبهى / ومساعيهمُ الحِسان الكرائمْ
ما استقامتْ إلاّ بهم سنَّةُ الشَّر / عِ ودينُ الهدى ودولةُ هاشمْ
واستوتْ في خَضارِم الرأي فلكُ ال / ملك منهم على مَراسي المراسمْ
أَحسنوا العفو والتجاوزَ حتَّى / مَهّدوا حرمةً لأَهلِ الجرائمْ
كم بكتْ أَعينُ اللَّيالي فعادتْ / وهيَ اليومَ ضاحكاتُ المباسمْ
وبشمسِ الورى عليَّ أَبي نَصْ / رٍ تجلّى عنّا ظلامُ المظالمْ
ذو نوالٍ لكلِّ عافٍ معافٍ / ولسقمِ الرَّجا مداوٍ مداومْ
ففداكم بني المظفر عاصٍ / لم يطعْ أَمره من الأَمرِ عاصمْ
من محا سنَّةَ المحاسن بالشَّ / رِ وما زالَ للمساوي مُساومْ
كم رديءٍ رَدٍ وساعٍ كمينٍ / في سعيرٍ وجاحدٍ فيَّ جاحمْ
يا ابنَ مَنْ حكمهُ على الخَلْق طرّاً / وعلى مالهِ مُرجِّيهِ حاكمْ
أَنا راقٍ في هُضب علياكَ مدحاً / ولطرزِ الثَّناءِ بالنظمِ راقمْ
غير قاصٍ عن قاصدٍ لكَ عُرفاً / لفقارِ افتقارهِ هو قاصمْ
لم يزلْ فائزاً بصدقِ الأَماني / كلُّ راجٍ لظنّه فيكَ راجمْ
بالمُوالين قوَّةٌ للموالي / والخوافي بها نهوضُ القَوادمْ
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً / وأَنا عَبْدُ عَبْدِ عبدِ الرَّحيمِ
بدوامِ الأَجلِّ سَيِّدنا الفا / ضلِ يا دولةَ الأَفاضلِ دُومي
إذْ أَراهُ ينوبُ عنِّي لدى الملْ / كِ مَنَابَ الأَرواحِ عندَ الجسومِ
مالكُ الحلِّ في الممالكِ والعَقْ / دِ وَحُكْمِ التّحليلِ والتّحريمِ
مُعْمِلٌ للنَفاذِ في كلِّ قطرٍ / قَلَماً حاكماً على إقليمِ
تتلقّى الملوكُ في كلِّ أرضٍ / كُتْبَهُ القادماتِ بالتّعظيمِ
ناحلُ الجسمِ ذو خطابٍ به يَصْ / غُرُ للدَّهرِ كلُّ خَطْبٍ جسيمِ
أَيُّها الظاعنونَ عنِّي وقلبي
أَيُّها الظاعنونَ عنِّي وقلبي / معهم لا يفارقُ الأضعانا
ملكوا مِصْرَ مثلَ قلبي وفي ه / ذا وهاتيكَ أَصبحوا سُكّانا
فاعْدلوا فيهما فإنّكم اليو / مَ ملكتم عليها سُلطانا
لا تَروعُوا بالهجرِ قلبَ محبٍ / أَورثَتْهُ روعاتُه الخَفَقانا
حبّذا معهدٌ قضينا به العي / شَ فكنّا بربعهِ جيرانا
إذ وجدنا من الحوادثِ أَمناً / وأَخذنا من الخطوبِ أَمانا
ورتَعْنا مِن المُنَى في رياضٍ / وسكناً مِن المغاني جِنَانا
يا صلاحَ الدينِ الذي أَصلحَ الفا
يا صلاحَ الدينِ الذي أَصلحَ الفا / سدَ بالعَدلِ من خطوبِ الزمانِ
أَنتَ أَجريتَ نيلَ مصر إلى الشّا / مِ نَوالاً أَم سالَ نيلٌ ثاني
وعلى نيلها لِكفيكَ فضلٌ / فهما بالنُّضارِ جاريتانِ
وصلتْ أُعطياتُكَ الغرُّ غُزراً / فتلقّتْ آمالنا بالتهاني
خِلَعٌ راقتِ العيونَ ورقَّتْ / وَعَلا وصفُها عن الإمكانِ
مُذْهَباتٌ كأنّها خِلَعُ الرُّض / وانِ قد أُهدِيَتْ لأهلِ الجنانِ
مُشْرقاتٌ بِطَرْزِها الذّهبيّا / تُ الحسانُ الرَّفيعةُ الأثمانِ
فالعِماماتُ كالغماماتِ والطرو / زُ بروقٌ كثيرةُ اللَّمعانِ
والموالي بها مِن التّيهِ والفخ / رِ على الدّهرِ ساحبو الأردانِ
كيف خُصَّ العمادُ بالأدْوَنِ المخْ / لَقِ من دونِ عُصبةِ الدِّيوانِ
أَخليقٌ من نسجهِ لك في المد / ح جديدٌ بأمْهَنِ الخُلْقَانِ
وكذا عادةُ اللّيالي تخصُّ ال / فاضل المستحقَّ بالحرمانِ
لم تزلْ سائراتُ جودِكَ بالشّا / مِ لديهِ غزيرةَ التَّهْلَسانِ
فإذا لم تزدْهُ مصرُ كمالاً / في المُنى فاحْمه من النُّقصانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025