المجموع : 16
إن ودّي هو الدّواء وشربي
إن ودّي هو الدّواء وشربي / من ولاء يجري بماء الصفاءِ
بركات الإشفاق منكَ أَعاد / تنيَ بعد الإشفاء حلفَ الشفاءِ
وجديرٌ بمن يواليكَ أَن يصبحَ / بين الورى من السعداءِ
أَنتَ فألي في اليسر والشكر والصحّة / والوجد والغنى والثراءِ
ورجائي ما زال يعبق طيباً / أَرجُ النُّجح منه في الأرجاء
فتقبّلْ واقبل مديحي وعذري / قبلَ اللّه في علاكَ دعائي
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء / وارث البُردِ وابن عمّ النّبْيْ
جاءَ بالحقَّ والشّريعة والعد / لِ فيا مرحباً بهذا المجيْ
رتعَ العالمونَ من عدله الشّا / ملِ في المرتعِ الهنيْ المريْ
ورعوا منه في مرادٍ خصيب / لا وخيم ولا وبيل وبيْ
رقدوا بعدَ طول خوف مقضٍ / في ذَرا الأمنِ والمهادِ الوطيْ
فهنيئاً لأهل بغدادَ فازوا / بعد بؤس بكلِّ عيش هنيْ
سأوافي فِناءهُ عن قريب / مسرعاً كي أَفوزَ غيرَ بطي
وأُحلِّي عيشي بجدٍ جديدٍ / وأُهني فضلي بحظّ طريْ
وتريني الأيامُ نقداً من الآ / مال ما كان َقبله في النّسيْ
وأَماني سوفَ يظهرُ منها / عند قصدي ذَراه كلُّ خبيْ
عادَ حظّي من النُّحوس بريئاً / وغدا السّعدِ منه غير بريْ
ولقيتُ الدَّهرَ العبوسَ وقد عا / دَ بوجهٍ طَلْقٍ إليَّ وضيْ
ومُضيْ إن كان في الزَّمنِ المظ / لمِ فالعَودُ في الزَّمانِ المُضيْ
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي / ونفاراً ولم يَرُعْكَ المشيبُ
وكتابُ الشّباب لم يطوه الشي / بُ ولا مَسَّ نقشَةُ التَشْريبُ
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد / أو لساري ليل الصّبابة هاد
قويَّ الشّوْق فاستقادَ دُمُوعي / ووهَى الصّبرُ فاستقالَ فؤادي
جنِّبوني خَطْبَ البعاد فَسَهْلٌ / كلُّ خَطْب سوى النّوَى والبعادِ
كنتُ في غفلة من البَيْن حتى / صاحَ يومَ الأثيل بالبين حادِ
نابَ عنهمْ غداةَ بانوا بقلبي / رائحٌ من لواعج الوجد غادِ
أَيُّها الصادرون ريّاً عن الورْ / د أما تَنْقَعونَ غُلّةَ صادِ
لم يكن طيفكُمْ يَضنُّ بوَصْلي / لو سَمحتُمْ لناظري بالرُّقادِ
قد حَلَلْتُمْ من مُهجتي في السُّويدا / ء ومن مُقلتي مَحَلَّ السّوادِ
وبَخلْتُمْ من الوصال بإسعا / في أما كنتمُ من الأجوادِ
وبعثْتُمْ نسيمَكُمْ يتلافا / ني فعادَ النّسيمُ من عُوّادي
سُمتوني تجلداً واشتياقاً / ومحالٌ تجمُّع الأضدادِ
أبقاءً بعد الأَحبّة يا قَلْ / بيَ ما هذه شُروطُ الوداد
ذابَ قلبي وسال في الدَّمعِ لمّا / دامَ مِن نار وَجدِهِ في اتِّقادِ
ما الدُّموعُ التي تُحَدِّرُها الأش / واقُ إلاّ فتائتُ الأكبادِ
أَين أَحبابيَ الكرامُ سَقَى الل / هُ عُهودَ الأحباب صَوْب العهادِ
حبّذا ساكنو فؤادي وعَهْدي / بهمُ يَسكُنونَ سَفْحَ الوادي
أَتمنّى في الشّام أَهلي ببغدا / دَ وأَينَ الشّآمُ من بغدادِ
ما اعتياضي عن حُبِّهم يعلمُ الل / هُ تعالى إلاّ بحُبِّ الجهادِ
واشتغالي بخدمة المَلك العا / دل محمد الكريم الجوادِ
أَنا منه على سرير سُرُوري / راتعُ العيش في مَراد مُرادي
قيَّدتني بالشّام منه الأيادي / والأيادي للحُر كالأقيادِ
قد وَرَدْتُ البحرَ الخضَمَّ وخلف / تُ ملوكَ الدُّنيا به كالثَّمادِ
هو نعْمَ الملاذُ من نائب الدَّه / ر ونِعْمَ المَعاذُ عند المَعادِ
الغزيرُ الإفضال والفَضْلِ والنا / ئلِ والعِلْمِ والتُّقى والسّدادِ
باذلٌّ في مصالح الدِّين طَوْعاً / ما حواهُ من طارف وتلادِ
وتَراهُ صَعْرَ المقالة في الشرِّ / ولكنْ في الخير سَهْل القِيادِ
جلَّ رُزْءُ الفرَنج فاستبدلوا من / هُ بِلُبسِ الحديدِ لُبْسَ الحِدادِ
فَرَّقَ الرُّعْبَ منه في أنْفسِ الكُفّ / ارِ بينَ الأَرواحِ والأَجسادِ
سطوةٌ زلزلتْ بسكُانها الأَر / ضَ وهَدَّتْ قواعدَ الأَطوادِ
أخَذَتْهُمْ بالحقِّ رَجْفةُ بأْس / تَركْتُهم صَرْعَى صُروفِ العوادي
خفضتْ في قلاعها كلّ عالٍ / وأعادتْ قلاعها كالوهادِ
أنفذَ اللّهُ حكمَهُ فهو ماضٍ / مظهرٌ سرَّ غيبهِ فهو بادِ
آيةٌ آثرَتْ ذوي الشِّرك بالهُل / كِ وأهلَ الإيمان بالإرشادِ
والأعادي جرى عليهم من التّد / ميرِ ما قد جرى على قوم عادِ
أشركتَ في الهلاكِ بينَ الفريقي / نِ دُعاةِ الإشراك والإلحادِ
ولقد حاربوا القضاء فأمضى / حكمه فيهم بغيرِ جلادِ
والإلهُ الرؤوفُ في الشّام عنّا / دافعٌ لطفُهُ بلاء البلادِ
أنتَ قُطْبُ الدُّنيا وأصحابُك الغُرُّ / مقام الأَبدالِ والأوتادِ
لم يَجدْ عندَكَ النِّفاقُ نَفاقاً / فَلِسُوقِ الفَسادِ سُوءُ الكَسادِ
والعَنُودُ الكَنُودُ ذو الغِشِّ غشّا / هُ رِداءَ الرَّدى عناءُ العنادِ
وبحقٍ أُصيبتِ الأَرضُ لمّا / مَكّنَتْ من مَقامِ أَهلِ الفسادِ
عَلِمتْ أنّها جَنَتْ فَغَراها / حَذرَاً من سُطاكَ شِبْهُ ارْتِعادِ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ / أَسدَ الدِّين شيركوه بن شاذي
يا كريماً عن كلِّ شرٍّ بطيئاً / وإلى الخير دائم الإغذاذِ
وملاذ الإسلام أَنتَ فلا زل / ت لأهل الإسلام خير ملاذِ
في نفوس الكُفّار رعبُكَ قد جل / لَ بصَدْع الأكباد والأفلاذِ
لم تدع بالظُّبى رؤوساً وأَصنا / ماً من المشركين غير جذاذِ
أَنتَ من نازل الدعيين في مص / ر لنصر الإمام في بغداذِ
وبلاد الإسلام أَنقذتها أَن / تَ من الشِّركِ أَيّما إنقاذ
أَسأَلُ اللّهَ ذا العُلى أَن تعيشا
أَسأَلُ اللّهَ ذا العُلى أَن تعيشا / أَلفَ عامٍ لنصرهِ مستجيشا
رعبكمْ يقلعُ القلاعَ ويُضحي ال / وَّعْن عنها من بأْسكم منفُوشا
ما أُكَدِّي شيئاً سوى فروةٍ من / كَ وأبغي لسفرتي إكديشا
كيف يخلو من دفٍ ظَهْرٍ وظهْرٍ / سالكٍ طُرقَ أَيلةٍ والعَريشا
أَصبحتْ بغلتي تَشكّي من العُرْ
أَصبحتْ بغلتي تَشكّي من العُرْ / ي وأَسراجُها بلا كَنْبُوشِ
قلتُ كُفّي فخيرُ يومكِ عندي / أَنْ تفوزي بالتبنِ أو بالحشيشِ
وافرحي ليلةَ الشّعيرِ كما يف / رحُ قومٌ بليلةِ الماشوشِ
لو تَبصّرتِ حالتي لتصبّر / تِ فإياكِ عندها أَنْ تطيشي
أَوَما ماتَ في الشِّتاءِ من البر / دِ ومن فرطِ جُوعهِ إكديشي
فثقي واسكني بجودِ صلاحِ الدِّ / ينِ غرسِ الملوكِ مَلْكِ الجيوشِ
فهو يجلوكِ للعيونِ بكَنْبو / شٍ جديدٍ مستحسنٍ منقوشِ
كم عدوٍ من بأْسهِ في عثارٍ / ووليٍ بجودهِ منعوشِ
والموالي على الأسرَّةِ والأع / داءُ تحتَ الهوانِ فوقَ النُّعوشِ
يا لحى اللّهُ ليلةً قرصَتني
يا لحى اللّهُ ليلةً قرصَتني / في دياجيرِها البراغيثُ قَرصا
شَربتْ بَقُّها دمي فتغنّت / وبراغيشُها تواجَدْنَ رَقْصا
قد تعرَّيتُ مِن ثيابي لكربي / غيرَ أَنِّي لبستُ منهنَّ قُمْصا
كلّما ازْدَدْتُ منعهنَّ بحرصٍ / عن فراشي شرهن فازددن حرصا
مِن براغيثَ خِلْتُها طافراتٍ / طائراتٍ جَناحُها قد حُصّا
عرَضَتْ جيشَها الفريقانِ حَوْلي / وهي أَوفَى من أَنْ تَعدَّ وتُحصى
لو غزا سنجرٌ بها الغُزَّ يوماً / لم يدع منهم على الأرض شَخصا
مغرمُ القلبِ مدنفُ
مغرمُ القلبِ مدنفُ / وجدُهُ ليس يوصفُ
وَعَدُونا وأَخلفوا / وَوَفَينا ولم يَفُوا
أَنا ضيفٌ بربعكمْ / أينَ أينَ المضيِّف
أَنكرتْني معارفي / ماتَ مَنْ كنتُ أَعرفُ
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع
هي كُتبي فليس تصلحُ من بع / دي لغيرِ العطّارِ والإسكافي
هي إمّا مزاوِدٌ للعقاقي / رِ وإمّا بطائنٌ للخفافِ
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل
دارِ غيرَ اللّبيبِ إنْ كنتَ ذا ل / بٍ ولاطفْهُ حين يأتي بحذْقِ
فأَخو السُّكرِ لا يخاطبُهُ الصّا / حي إلى أَنْ يُفيق إلاَّ برِفقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ
جامعُ الشّمْلِ بعدَ طولِ الفراقِ / للمحبيّن كافلٌ بالتلاقِ
ولعلَّ الأيامَ تسمَحُ بالوص / لِ ونَقضي لُبانةَ المشتاقِ
يا أَخلائي الكرامَ المضاهي / نَ بطيبِ العُروقِ طيبَ العِراقِ
يا صبوراً على الصّبابةِ بعدي / لكَ طولُ البقاءِ ما أَنا باقِ
فأجرْني من النّوى بالتلاقي / وارثِ لي إذ لاقيتَ ما أَنا لاق
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ / هامَ قلبي وقلبُه غيرُ هائمْ
لم يزلْ واجداً عليَّ لأَنَّني / بتُّ للوجدِ واجداً وهو عادمْ
أَغتدي للهوى سليباً سليماً / وهو سالٍ من الصّبابةِ سالمْ
ناصحي غيرُ عالمٍ بالذي بي / ومن الغَبْنِ ناصحٌ غيرُ عالمْ
خَلِّ يا خلُّ في الهوى عذلَ صّبٍ / واجدٍ من لواذعِ العذلِ واجمْ
لا ترعْ بالملامِ مَنْ ليس يخشى / في سبيلِ الغرامِ لومةَ لائمْ
لا تظنّ الهوى مفارقَ قلبي / فهو وصفٌ كما علمتَ ملائمْ
لفؤادي ضمانةٌ وغرامٌ / أَتلَفاهُ بلا ضمينٍ وغارمْ
نارُ وجدي دخانُها في شحوبي / وفؤادي صالٍ ووجهيَ ساهمْ
قد كتمتُ الهوى وباحَ به الدَّم / عُ فسرِّي ما بينَ مُفشٍ وكاتم
من لصَبٍّ رَمَتْهُ مُقلةُ رئمٍ / حبُّهُ من ضميرهِ غيرُ رائمْ
لجفونِ البيضِ الصّوارمِ بيضٌ / لم تزلْ في الجفونِ وهي صوارمْ
وبوادي العُذيبِ أُدْمُ ظباءٍ / فاتكات لحاظها بالضراغمْ
وبنفسي ظامي الوشاحِ على عذ / بِ لماهُ قلبي المعذَّبُ حائمْ
فحمَى العشقِ آهلُ الرَّبعِ منه / وحمى الصّبرِ عنه عافي المعالمْ
ساحرٌ طرفُهُ وساجِ وإنِّي / لتمنيِّهِ ساهرُ الطّرفِ ساجمْ
قرَّبَ الطيفُ وصلَهُ وهو ناءٍ / وأَتاني مستيقظاً وهو نائمْ
أَنصفاني رأَيتُما قطُّ مظلو / ماً قضى نحبَهُ على حبِّ ظالمْ
حبّذا والحبيبُ في الوهلِ منّي / راغبٌ والحسودُ بالكرهِ راغمْ
وسقى اللهُ عيشنا المتقضِّي / ورعى اللهُ عهدَنا المتقادمْ
حين عصرُ الصِّبا كحاليَ حالٍ / وهو في مَرِّهِ كأَحلامِ حالمْ
فليالي العراقِ بيضٌ من البي / ضِ غوانٍ من الغَواني اغونم
وزماني مساعدٌ ورفيقي / في الهوى مُسعدٌ ودهري مسالم
ومنادي المُنى مُجاوبُهُ الاس / عافُ والسؤولُ للنّجاحِ منادمْ
ومن الأكرمين كلُّ نديمٍ / لستُ من قربهِ مدى الدَّهر نادمْ
ما فقدنا السرورَ إلاَّ هدانا / كلُّ هادٍ لما بنى الهمُّ هادمْ
وبذاكَ الجناب أَوطانُ أَوطا / ري كما أَنّها مغاني المغانمْ
ومَرادُ المُرادِ بالعرفِ زاهٍ / وَمرَاحُ المِراحِ بالعَرفِ فاغمْ
ومبيتي ما بينَ كأَسٍ وثغرٍ / راشفاً منهما متى شئتُ لائمْ
وردُ خدٍ ندٍ وغُصنُ قوامٍ / ذا جنيٌّ غضٌّ وذلكَ ناعمْ
فأَنا اليومَ بالشّآمِ وحيدٌ / لِسنَا البارقِ العراقيِّ شائمْ
لا ودودٌ على وفائي مقيمٌ / لا وفي بشرطِ وُدِّيَ قائمْ
أَبداً بين هِمَّتي وزماني / في اقتراحي وفي اطِّراحي ملاحمْ
عظُمتْ همّتي وها أَنا استص / غرُ في المطلبِ العظيمِ العظائمْ
ما نجا من مطاعِن العجزِ راضٍ / بملاهٍ من عيشهِ ومطاعمْ
مبتَغى قلبي المشوق ببغدا / دَ وجسمي نائي المحلِّ بجاسمْ
ليتَ شعري متى يُبشِّرُ عنّي / أَصدقائي فيها بأَنيَ قادمْ
ما لشَملي بها سِوى أَمرِ مولا / ي عماد الدِّينِ المملّكِ ناظمْ
واحدُ العصرِ ثالثُ الشَّمسِ والبد / رِ وثاني الحيا بغيرِ مُزاحمْ
إنْ يكن مانح المراحمِ بالجو / دِ فبالبأس مانِعٌ للمحارمْ
شَيَّدَ المجدَ وهو في المهِ شدَّتْ / بتمامِ العُلى عليه التَّمائمْ
وهو بالحزمِ مُدرِكٌ كلَّ سُؤلٍ / ولَعَمْري كم حازماً رامَ حازِمْ
نُطقُ قُسٍ ورأي قيسٍ وإقدا / مُ عليٍ وجودُ كعبٍ وحاتمْ
وندىً فرَّقَ الخزائنَ مقتا / داً إلى المُعدِمِ الغِنَى بالخزائمْ
بَشَّرَ البِشرُ منه كلَّ مُرّجٍ / دِيمةَ الخيرِ بالنَّجاح الدائمْ
طلعةٌ طلقةٌ وباعٌ طويلٌ / ويدٌ بَسْطَةٌ وثغرٌ باسمْ
وعطايا غُزْرٌ وغُرُّ أَيادٍ / وسجايا زُهْرٌ وبيضُ عزائمْ
كفلتْ كفُّهُ بنُجْحِ الأَماني / ونُشور الآمالِ وهي دمائمْ
فلهُ في التُّقى مآثرُ نزَّهْ / نَ سجاياهُ عن جميع المآثمْ
ما رياضٌ فاحتْ لطائفِ أَنفا / سِ صَباها لطائفٌ ولطائمْ
أَظهرَتْ سِرَّ نشرِها فكأَنْ قد / مشت الرِّيحُ بينها بالنَّمائمْ
وشي أَنوارها المفوَّفُ أَسدى / وأَنارتْ فيه أَكفُّ الغمائمْ
كقدودٍ تعلَّقتْها قلوبٌ / ذاتُ شجوٍ غصونُها والحمائمْ
فبِشَدْوِ الغِناءِ للوُرقِ أَعرا / سٌ وبالنَّوحِ للحَمامِ مآتمْ
من سجايا بني المُظفَّر أَبهى / ومساعيهمُ الحِسان الكرائمْ
ما استقامتْ إلاّ بهم سنَّةُ الشَّر / عِ ودينُ الهدى ودولةُ هاشمْ
واستوتْ في خَضارِم الرأي فلكُ ال / ملك منهم على مَراسي المراسمْ
أَحسنوا العفو والتجاوزَ حتَّى / مَهّدوا حرمةً لأَهلِ الجرائمْ
كم بكتْ أَعينُ اللَّيالي فعادتْ / وهيَ اليومَ ضاحكاتُ المباسمْ
وبشمسِ الورى عليَّ أَبي نَصْ / رٍ تجلّى عنّا ظلامُ المظالمْ
ذو نوالٍ لكلِّ عافٍ معافٍ / ولسقمِ الرَّجا مداوٍ مداومْ
ففداكم بني المظفر عاصٍ / لم يطعْ أَمره من الأَمرِ عاصمْ
من محا سنَّةَ المحاسن بالشَّ / رِ وما زالَ للمساوي مُساومْ
كم رديءٍ رَدٍ وساعٍ كمينٍ / في سعيرٍ وجاحدٍ فيَّ جاحمْ
يا ابنَ مَنْ حكمهُ على الخَلْق طرّاً / وعلى مالهِ مُرجِّيهِ حاكمْ
أَنا راقٍ في هُضب علياكَ مدحاً / ولطرزِ الثَّناءِ بالنظمِ راقمْ
غير قاصٍ عن قاصدٍ لكَ عُرفاً / لفقارِ افتقارهِ هو قاصمْ
لم يزلْ فائزاً بصدقِ الأَماني / كلُّ راجٍ لظنّه فيكَ راجمْ
بالمُوالين قوَّةٌ للموالي / والخوافي بها نهوضُ القَوادمْ
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً / وأَنا عَبْدُ عَبْدِ عبدِ الرَّحيمِ
بدوامِ الأَجلِّ سَيِّدنا الفا / ضلِ يا دولةَ الأَفاضلِ دُومي
إذْ أَراهُ ينوبُ عنِّي لدى الملْ / كِ مَنَابَ الأَرواحِ عندَ الجسومِ
مالكُ الحلِّ في الممالكِ والعَقْ / دِ وَحُكْمِ التّحليلِ والتّحريمِ
مُعْمِلٌ للنَفاذِ في كلِّ قطرٍ / قَلَماً حاكماً على إقليمِ
تتلقّى الملوكُ في كلِّ أرضٍ / كُتْبَهُ القادماتِ بالتّعظيمِ
ناحلُ الجسمِ ذو خطابٍ به يَصْ / غُرُ للدَّهرِ كلُّ خَطْبٍ جسيمِ
أَيُّها الظاعنونَ عنِّي وقلبي
أَيُّها الظاعنونَ عنِّي وقلبي / معهم لا يفارقُ الأضعانا
ملكوا مِصْرَ مثلَ قلبي وفي ه / ذا وهاتيكَ أَصبحوا سُكّانا
فاعْدلوا فيهما فإنّكم اليو / مَ ملكتم عليها سُلطانا
لا تَروعُوا بالهجرِ قلبَ محبٍ / أَورثَتْهُ روعاتُه الخَفَقانا
حبّذا معهدٌ قضينا به العي / شَ فكنّا بربعهِ جيرانا
إذ وجدنا من الحوادثِ أَمناً / وأَخذنا من الخطوبِ أَمانا
ورتَعْنا مِن المُنَى في رياضٍ / وسكناً مِن المغاني جِنَانا
يا صلاحَ الدينِ الذي أَصلحَ الفا
يا صلاحَ الدينِ الذي أَصلحَ الفا / سدَ بالعَدلِ من خطوبِ الزمانِ
أَنتَ أَجريتَ نيلَ مصر إلى الشّا / مِ نَوالاً أَم سالَ نيلٌ ثاني
وعلى نيلها لِكفيكَ فضلٌ / فهما بالنُّضارِ جاريتانِ
وصلتْ أُعطياتُكَ الغرُّ غُزراً / فتلقّتْ آمالنا بالتهاني
خِلَعٌ راقتِ العيونَ ورقَّتْ / وَعَلا وصفُها عن الإمكانِ
مُذْهَباتٌ كأنّها خِلَعُ الرُّض / وانِ قد أُهدِيَتْ لأهلِ الجنانِ
مُشْرقاتٌ بِطَرْزِها الذّهبيّا / تُ الحسانُ الرَّفيعةُ الأثمانِ
فالعِماماتُ كالغماماتِ والطرو / زُ بروقٌ كثيرةُ اللَّمعانِ
والموالي بها مِن التّيهِ والفخ / رِ على الدّهرِ ساحبو الأردانِ
كيف خُصَّ العمادُ بالأدْوَنِ المخْ / لَقِ من دونِ عُصبةِ الدِّيوانِ
أَخليقٌ من نسجهِ لك في المد / ح جديدٌ بأمْهَنِ الخُلْقَانِ
وكذا عادةُ اللّيالي تخصُّ ال / فاضل المستحقَّ بالحرمانِ
لم تزلْ سائراتُ جودِكَ بالشّا / مِ لديهِ غزيرةَ التَّهْلَسانِ
فإذا لم تزدْهُ مصرُ كمالاً / في المُنى فاحْمه من النُّقصانِ