المجموع : 13
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ / لكمُ من مَصارعِ الآباءِ
وإذا ما الأصولُ جَفَّت فما يَط / مع فرعٌ من بعدِها بالبقاء
كلُّ داءٍ له دَواءٌ وقد أَعْ / جَز داءُ المَنونِ كلَّ دواء
سُلِّطت حيلةُ العقول على كُ / لّ خَفىٍّ من غامضِ الأشياء
وتَناهَتْ في الموتِ بَدْءا وعَوْدا / فأَقرَّتْ بالعجز والإعياء
كم ثَوَى تحتَ قبةِ الفَلَك الأع / لى منَ الْخَلْق بين ترْب وماء
هل ترى غادرَتْ يدُ الموت مخلو / قا من ألأقوياء والضعفاء
حيوان من كلِّ جنسٍ فما يُحْ / صَر منها الأَقلُّ بالإِحْصاء
فيقول الإنسانُ عَلَّى لذاك الش / خصِ دونَ الوَرَى من الأَكْفاء
ولَعَمْرى لو عاشتِ الْخَلْقُ طُرّا / ورمى الموتُ واحدا بالفناءِ
لاقتَضَى الحزم أن نخاف إذِ المم / كِنُ في العقلِ جائزُ الإمْضاءِ
كيف بالفاقدِ المُضيفِ إلى الآ / باء فَقْدَ الإخوانِ والأبناء
وثقيل في القلب والعين والسَّمْ
وثقيل في القلب والعين والسَّمْ / ع فكلٌّ من أجله في عذابِ
قُرْبُه مثلُ فُرْقةِ النفس والأح / باب والعِزّ والغنى والشباب
لو سألتَ الأنامَ عن كل ما تك / ره لم تُلْفِ غيرَه في الجواب
وهْو دونَ الكلابِ قَدْرا ولو أن / صفتَ نَزّهتَ عنه ذِكْر الكلاب
ورؤوسٍ جاءتْ بكلِّ رئيسٍ
ورؤوسٍ جاءتْ بكلِّ رئيسٍ / قد تَناهتْ في كلِّ معنىً نَفيسِ
كلُّ رأسٍ في طَيْلَسانٍ رُقاق / دقّ عما يُحاك في تِنِّيس
في رياضٍ كأنما نَشر الرو / مُ عليها مُصبَّغاتِ عروس
صَدَرت عن لَظىً وقابلتِ الجل / د فأبدتْ تبسما في عبوس
جَلَّ مَقدارُها فأصلحُ ما كا / نت هَدايا كِسْرَى إلى بِلْقيس
أَطْلعَ الحسنُ من جبينك شمسا
أَطْلعَ الحسنُ من جبينك شمسا / فوق وردٍ من وجنتيك أَطَلاَّ
فكأن العِذار خاف على الور / دِ جَفافاً فمدَّ بالشَّعْر ظِلا
يا رَعَى اللهُ مُبدِعَ الحَمّامِ
يا رَعَى اللهُ مُبدِعَ الحَمّامِ / فلقد فاقَ حكمةً في الأنامِ
روضةُ العينِ لَذّةُ العقلِ والحس / نِ جِلاءُ القلوبِ والأجسام
لو توقَّي امرٌّو بشيءٍ من المو / تِ لكانت أَحْرَى بدفِع الحِمَام
صحةٌ في سلامةٍ ونعيمِ
صحةٌ في سلامةٍ ونعيمِ / وبقاءٌ في عزِّ مُلْكٍ مُقيمِ
طاب هذا الحَمّامُ واجتمع الحُس / ن إليه في جملة التقسيم
فهْو مثْلُ العروسِ تُجْلَى على الأب / صارِ زهوا في حُلَّةٍ من رَقيمِ
فيه حُسْنٌ بادٍ وحسن خَفِىٌّ / ليس يبدو إلا لكلِّ حكيم
وشموسٌ قد جاورتْها بدور / ونجومٌ لكنْ بغيرِ رُجوم
وسيولٌ تَفيضِ بالحار والبا / رد لكنها بغير غيوم
بخارٌ كأنه نكهة المَعْ / شوقِ في أنف عاشق محروم
وطيورٌ تكاد تَشْدو ووحشٌ / رُتَّعٌ في فواكهٍ وكُروم
وقيان تكاد تُفْصِح بالإي / قاع بين الثقيل والمزموم
وحياضٌ راقتْ ورقَّتْ فأبدتْ / كلَّ في ضِمْنِها مكتوم
كلمْته سعادةُ الآمِر المُحْ / ي بجَدْواهُ كلَّ بالٍ رَميم
الإمامِ المنصور أكرمِ مخلو / قٍ وقَولى على سبيل العموم
لا تَكِلْ لذةً إلى التسويفِ
لا تَكِلْ لذةً إلى التسويفِ / وانتهزْها بالفعل قبلَ الصُّروفِ
فزمانُ الشبابِ أشرفُ من أنْ / ينقضِي في الغُموم والتكليفِ
لا تُهِنْ نفسَك النفيسة بالبخ / ل بهَوْنٍ من تالدٍ وطريف
حَبَّذا مصرُ والجزيرةُ للمر / ء قَرارا في مَرْبعٍ ومَصيف
سيَّما في زمانِ دولة شاهٍ / شاهَ في ظل عدله المألوف
والعطايا من فيض كفَّيْه قد عَمْ / مَتْ جميع الأنامِ بالمعروف
ألِفَ الحمدُ ذكرَه مثل ما قد / أَلِفتْ كفّه عطايا الألوف
جاءنا بعد أَكِلنا فُقّاعْ
جاءنا بعد أَكِلنا فُقّاعْ / قد أجادتْ إحكامَه الصُّناع
فكأن الكيزان سودُ السّي / سانِ لكنْ جلودها أقماع
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ / نَتْ عليهن مُطْرِباتُ الطيورِ
وكأن المياهَ في الجدول الجا / ري حُسامٌ في راحَتَيْ مذعور
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا / واستجِرْ بالدموع تَدْعُ مُجيرا
وتَعوَّذْ بالذِّكْر من سُنَّةِ الغد / ر ولا غَرْوَ أن تكون ذَكورا
أَفْهمَتْني على قُحولِ رُباها / فكأني قرأتُ منه سطورا
دمُ عيني بالسفح حلَّ لدارٍ / لا يرى أهلُها دما محظورا
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ / مَتْ قَضيبا لَدْنا وظبيا غَريرا
ما تخليتُ أنها جنة الخُلْ / د إلى أنْ رأيتُ فيها الحُورا
يا لُواةَ الديون هل في قَضاءِ ال / حُسْنِ أن يَمْطُل الغنيُّ الفقيرا
احفظوا في الإسار قلبا تَمنَّى / شغفا أن يموت فيكم أسيرا
وقتيلا لكمُ ولا يشتكيكم / هل رأيتم قبلي قتيلا شكورا
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني / بعدُ من سَكْرةِ النوى مخمورا
أرجِعوا لي أيامَ رامةَ إنْ كا / ن لِما كان وانقضى أنْ يَحورا
وشبابا ما كنتُ من قبل نَشْرِ ال / شيب أخشى غُرابَه أنْ يَطيرا
إنْ تكنْ أَعيُنُ المَها أنكرتْنِي / فلَعَمْرِي لقد أَصَبْن نكيرا
زاورتْ خُلَّتَيْن منيَ إقتا / را يُقَذِّى عيونَها وقَتيرا
كنتُ ما قد عَرَفْنَ ثم انْتَحَتْني / غِيَرٌ لم أُطِق لها تغييرا
وخُطوبٌ تُحيل صِبْغتها الأب / شارَ فضلا عن أن تُحيل الشعورا
وافتقادي من الكرام رجالا / كان عيبي في ظلهم مستورا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا / ثَرْتُ دهري بهم فكنت كثيرا
ولقد أَبقتِ الليالي أبا الفض
ولقد أَبقتِ الليالي أبا الفض / ل فأبقتْ في المجد فضلا كبيرا
لاح فينا فأَقمرتْ ليلةُ البد / ر وأَعطَى فكان يوماً مَطيرا